دعاء مستجاب في نفس اللحظة مكتوب

يُعد الدعاء من أعظم العبادات التي يُحبها الله عز وجل، وهو وسيلة جليلة للتقرب إلى الله عز وجل في كل الأحوال والأوقات، ومن الأمور التي يُستحب للمسلم المواظبة عليها يوميًّا ولحظيًّا لما للدعاء من فضائل عظيمة وآثار طيبة لا يُمكن حصرها، فهو باب من أبواب البركة والرَزق والتيسير في كل شؤون الحياة وقد بيّن النبي صلى الله عليه وسلم فضل الدعاء وأحسَن تعليمه لنا حيث حرص على الترغيب فيه وبيان أوقاته المُباركة التي ينبغي أن يستثمرها المسلم لتكون دعواته أقرب للاستجابة ومن هذه الأوقات يوم عرفة الذي يُعتبر أحد أعظم وأفضل الأيام للدعاء حيث يُرفع العمل ويزداد الفضل وأيضاً الثلث الأخير من الليل وهو الوقت الذي يُنادي فيه الله عز وجل على عباده في السماء الدنيا قائلاً “هل من داع فأستجيب له” مما يُبين عظمة هذا الوقت وأثره وبركاته وما يترتب عليه من قرب واستجابة إذا واظب العبد على طلبه من الله عز وجل فيه، كذلك يُعد الدعاء في السجود أثناء الصلاة من أعظم المواطن التي يكون فيها العبد مخلصًا وقريبًا من ربه وهو في حال من التذلل والخشوع لذا يجب على المسلم الإطالة في السجدة وتكثير الدعاء موقنًا أن الله قريب منه يسمع دعاءه ويستجيب له بما فيه الخير والفضل ويُحقق له ما يرجوه ويطمئن له قلبه.

دعاء مستجاب فورًا ان شاء الله وكامل

إنّ الدُّعاء من أعظم العبادات التي تُقرّب المسلم من الله عزّ وجل، فهو الوسيلة التي من خلالها يستطيع المؤمن التعبير عن حاجاته والافتقار لربّه بكل خشوع ويقين، وقد علّمنا رسول الله صلّى الله عليه وسلّم أن الدُّعاء عبادة عظيمة يجب المحافظة عليها باعتبارها صلة دائمة بين العبد وربّه. فمن أدار ظهره للدعاء فإنه بذلك يُعرض عن أحد أعظم أبواب رحمة الله وكرمه ولذلك سوف نعرض بعض الأدعية المستجابة بأمر الله:

  • اللهم يا من لا مَلجأ ولا مَنجا منه إلا إليه اغفر لي كلّ الذنوب ما ظهر منها وما بطن، وأسألك باسمك الأعظم الذي إذا دُعيت به أجبت وإذا سُئلت به أعطيت أن تجعلني ممن يتوكلون عليك فلا ملجأ لي ولا قوة إلا بك، يا سامع الدعاء وقاضي الحاجات حقّق رجائي واغفر زلّتي.
  • ربّ أسألك بأسمائك الحسنى التي خصصت بها نفسك أو أودعتها في علم الغيب عندك أن تغمرني بفيض رحمتك أثناء حياتي في الدنيا وفي ظلمتي تحت الأرض وفي يوم العرض عليك برحمتك التي وسعت كل شيء.
  • يا من وهبتني من نعمك بغير حساب، أسألك أن تجعل ذريتي قرة أعين وأن تبارك لي في رزقي، اغفر لي كلّ زلّة أخطأت بها واجعلني عبدك الطائع الذي ترضى عنه، أتوسل إليك أن تقبل مني توبتي وندماي على كل تقصير بحقك.
  • ربي إنني عبد ضعيف أخطأت ليس استهانة منك أو جحودًا بل لضعفي ووهني، أستغفرك وألجأ برحمتك فأنت أرحم الراحمين ومن بيده تفريج كُرب المكروبين.
  • اللهم إنني أستودعك نفسي وعائلتي ومن أحب وأنت خير الحافظين، فارزقنا عوضًا جميلًا لكل ألمٍ أصابنا وامنحنا فرجًا ورحمة من لدنك فإنك العليم الحافظ الذي لا تضيع عنده الأمانات.
  • يا الله أنت الذي خلقتنا في أحسن تقويم ووفرت لنا سبل الوصول إليك، أسألك بحنانك الذي لا ينضب ورحمتك التي لا تنقطع أن تجعلني من عبادك المخلصين الذين غفرت لهم كل ذنب سواء كان صغيرا أو كبيراً.
  • اللهم امنن عليّ بسلامة خطاي وراحة بدني وزدني عافية تحفظني من التعب، واجعل قلبي مطمئنًا بذكرك وباركني بعبادة خالصة لوجهك، وامنحني حياة مستقرة بعيدة عن الصراعات وتوفني وأنت راضٍ عني برحمتك.
  • إن أردت دعاءً تستجاب بإذن الله فقل: اللهم أصلح ذات بيننا واملأ قلوبنا بالمحبة والخير وابعد عنا الظلمة الذين يبتغون الشر، وارزقنا من فضلك رحمة تطمئن نفوسنا وتنير دروبنا فأنت الغفور الرحيم العالم بما في النفوس.
  • يا الله يا من علّمت الإنسان ما لم يعلم، اجعلني ممن تنزل عليهم رحمتك ويصبحوا من عبيدك الصالحين، وأزل عني كل همّ وضيق واملأ حياتي فرحًا وسكونًا وأستعيذ باسمك من الذنوب وأسألك حسن الخاتمة ومقام الشهادة.
  • يا ذا الجلال والإكرام ارزقني سجدة أرفعها إليك محملة بالشكر والدموع، واجعلني أهتف بحمدك على تحقيق أمنيات كنت أظنها مستحيلة، فأنت وحدك القادر على تحويل المستحيل وجعل الأمور كلها بين يديك في هوادة وسعة.

دعاء مستجاب من القرآن الكريم والسنة النبوية

تُعد الأدعية المستوحاة من القرآن الكريم والسنة النبوية مصدرًا أصيلًا للتقرب إلى الله عز وجل والتضرع إليه بما يحمل الإنسان من حاجات وتطلعات، وهي وسيلة لتحقيق الاستجابة لمن يرجو دعاءً صادقًا مستجابًا. ومن أبرز تلك الأدعية ما يلي:

  • اللهم إنك عفوٌّ تحب العفو فاعفُ عني” مأخوذ من صحيح البخاري، وهو دعاء يحمل طلب العفو والمغفرة بشكل مباشر من الله عز وجل.
  • اللهم أنت الملك، لا إله إلا أنت، أنت ربي، وأنا عبدك ظلمتُ نفسي واعترفت بذنبي فاغفر لي ذنوبي جميعًا، إنه لا يغفر الذنوب إلا أنت واهدِني لأحسن الأخلاق لا يهدي لأحسنها إلا أنت، واصرِف عني سيِّئَها لا يصرف عني سيئها إلا أنت، لبيك وسعديك والخير كلُّه في يديك والشرُّ ليس إليك أنا بكَ وإليك تباركتَ وتعاليت أستغفرك وأتوب إليك” ثابت في صحيح مسلم ويُظهر الدعاء مفهوم التذلل لله وطلب المغفرة بنبرة ملؤها الرجاء والتوبة مع السعي إلى الهداية وحسن الخلق.
  • اللهم لك أسلمتُ وبك آمنت وعليك توكلت، وإليك أنَبْتُ وبك خاصمت اللهم إني أعوذ بعزتك لا إله إلا أنت أن تضلَّني أنت الحي الذي لا يموت، والجنُّ والإنس يموتون” حديث صحيح بمصدره في صحيح مسلم يجسد الدعاء العمق الكامل لمعاني التوكل والاستسلام لله مع الإقرار بالمحدودية البشرية أمام قوته وعزته.
  • رَبَّنَا هَبْ لَنَا مِنْ أَزْوَاجِنَا وَذُرِّيَّاتِنَا قُرَّةَ أَعْيُنٍ وَاجْعَلْنَا لِلْمُتَّقِينَ إِمَامًا” من سورة الفرقان آية 74، وهو من الأدعية التي تُركز على طلب السكينة والسعادة في الحياة الأسرية وذريات صالحة تكون مصدر فخر وفرح للوالدين.
  • اللهم إني أعوذ بك مِن علمٍ لا ينفع، ومن قلبٍ لا يخشع ومن نفسٍ لا تشبع، ومن دعاءٍ لا يُسمَع” مثبت في صحيح أبي داود، وهو دعاء يحمل في معانيه طلب الوقاية من المظاهر التي تدفع الإنسان بعيدًا عن رحمة الله ومن سكون القلب نحو التقوى.
  • يا رب لا غنَى لي عن بركتك” ثابت عن النبي صلى الله عليه وسلم في البخاري، وهو دعاء يُبرز الشعور الدائم بالاحتياج إلى فضل الله وكرمه.
  • اللهم إني أعوذ بك مِن الهَدْم، وأعوذ بك مِن التردِّي، وأعوذ بك مِن الغرق، والحرق، والهَرَم، وأعوذ بك أن يتخبطني الشيطان عند الموت، وأعوذ بك أن أموتَ في سبيلك مدبِرًا، وأعوذ بك أن أموتَ لديغًا” متناول في صحيح أبي داود بتحقيق الألباني، ويُعبر هذا الدعاء عن حماية الإنسان من الميتات المؤلمة التي تخيف النفوس.
  • رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الْآخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ” البقرة: 201، يُجسد الدعاء توازنَ الإنسان بين مطالب الدنيا وغايات الآخرة بحسنٍ شامل.
  • اللهم إني أعوذ بك مِن شر سمعي ومِن شر بصري ومن شر لساني ومن شر قلبي، ومن شر مَنيِّي” وهو ورد صحيح في أبي داود بتصحيح الألباني، يهدف إلى الاستعاذة الشاملة من الشرور التي قد تصدر من الإنسان بما يخص الجوارح والنفس.
  • وَلَا تُخْزِنِي يَوْمَ يُبْعَثُونَ* يَوْمَ لَا يَنْفَعُ مَالٌ وَلَا بَنُونَ * إِلَّا مَنْ أَتَى اللَّهَ بِقَلْبٍ سَلِيمٍ ” الشعراء: 87 – 89، يحمل هذا الدعاء رجاء الخلاص في يوم الحساب بصفاء القلوب وتنقيتها من الآفات.
  • رَبَّنَا لَا تُزِغْ قُلُوبَنَا بَعْدَ إِذْ هَدَيْتَنَا وَهَبْ لَنَا مِنْ لَدُنْكَ رَحْمَةً إِنَّكَ أَنْتَ الْوَهَّاب” آل عمران: 8، يشمل الدعاء انطلاقة نحو ترسيخ الهداية في القلوب مع طلب المزيد من رحمات الله.
  • رَبَّنَا لَا تُؤَاخِذْنَا إِنْ نَسِينَا أَوْ أَخْطَأْنَا” البقرة: 286، يعبر هذا الدعاء عن اعتراف المؤمن بعجزه الكامل أمام أخطائه وطلب التجاوز عنها.
  • اللهم إني أعوذ بك من صلاةٍ لا تنفع” كما ورد صحيحًا عن الألباني، يتناول هذا الدعاء الأثر السلبي للعبادة الخالية من الخشوع الذي يُبعد عن مرضاته.
  • رَبَّنَا تَقَبَّلْ مِنَّا إِنَّكَ أَنْتَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ” من سورة البقرة آية 127، ويُجسد هذا الدعاء رجاء قبول الأعمال بصدقٍ وإخلاصٍ.
  • رَبَّنَا أَفْرِغْ عَلَيْنَا صَبْرًا وَثَبِّتْ أَقْدَامَنَا وَانْصُرْنَا عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ” ذكر في البقرة: 250، يشير إلى طلب القوة والثبات في مواجهة الصعاب ونيل النصر بإذن الله.

الأوقات المخصصة لاستجابة الدعاء

الدعاء المُستجاب يرتبط بأوقات محددة جاءت في السنة النبوية التي ذكر فيها النبي ﷺ أن فيها تزداد فرص الإجابة وتُفتح أبواب السماء، وهذه اللحظات تعد من أفضل الفرص التي يُستحب للمؤمن أن يستغلها للدعاء لله عز وجل والتقرب منه لنيل رحمته ومغفرته، وقد جاءت هذه الأوقات كما ورد في السنة النبوية المُطهرة على النحو التالي:

  • الدعاء أثناء السجود في الصلاة يُعتبر من أحب الأوقات إلى الله وأقرب ما يكون فيه العبد لربه، لذلك يُستحب الإكثار فيه من الدعاء والاستغفار لما لهذا الوضع من مكانة عظيمة عند الله.
  • الدعاء بين الأذان والإقامة يُعد من الأوقات التي يكثر فيها الإقبال على الله سبحانه وتعالى حيث تكون القلوب خاشعة ومُتجهة لله، وهي من أفضل الأوقات التي تُرجى فيها الإجابة.
  • الدعاء في جوف الليل عندما تكون النفوس مطمئنة والهدوء يعم الأرجاء، ويتميز هذا الوقت بخصوصية إذ قال النبي ﷺ أن الله ينزل إلى السماء الدنيا في الثلث الأخير من الليل فيقول “من يدعوني فأستجيب له”.
  • الدعاء في ليلة القدر التي هي خير من ألف شهر وتمثل فرصة عظيمة لا يُمكن تفويتها لما لها من فضل عظيم عند الله، فهي من أفضل الأوقات التي يُستجاب فيها الدعاء.
  • الدعاء يوم عرفة وهو من أعظم أيام السنة على الإطلاق حيث يُغفر فيه الذنوب وهو يوم تنزل فيه الرحمة يغدق الله فيه على عباده من واسع فضله، لذلك يُفضل كثرة الذكر والدعاء في هذا اليوم المُبارك.
  • دعاء المظلوم يُعتبر من الأدعية التي تُستجاب دون وجود أي حجاب بينها وبين الله، وقد ورد عن النبي ﷺ قوله: “واتق دعوة المظلوم فإنها ليس بينها وبين الله حجاب”.
  • الدعاء عند الإفطار للصائم كما ثبت عن النبي ﷺ أن للصائم دعوة مستجابة عند فطره، وهذا من بركات الصيام حيث يتميز هذا الوقت بقرب العبد من خالقه.
  • الدعاء خلال السفر لأن السفر بطبيعته يحمل مشقة ويكون الدعاء أقرب للإجابة وفق ما ورد عن النبي ﷺ بأن دعوة المسافر لا ترد.
  • الدعاء في وقت المرض والشدة عندما يكون العبد منكسرًا ومتضرعًا لله يُصبح أكثر قربًا منه وهذا الوقت يُعتبر من أفضل الأوقات التي يُرجى فيها قبول الدعوات لأنها ناتجة عن إخلاص وصدق وإلحاح.
  • الدعاء بظهر الغيب لشخص آخر دون علمه يُعتبر من أجمل صور الدعاء حيث قال النبي ﷺ: “دعوة المسلم لأخيه بظهر الغيب مستجابة” إذ إن الدعاء للغير يعود بالخير والبركة على الطرفين.
  • الدعاء من الحاج أو المُعتمر الذي يقوم بأداء فريضة أو عبادة عظيمة وهم في ضيافة الرحمن بمكة المُكرمة يُعد من أصدق الأدعية وأقربها للإجابة.
  • الدعاء في الليل عامة وفي أوقاته المتأخرة خاصة يُعزز روحانية الدعاء إذ تكون النفس أكثر تفرغًا والخشوع أكثر حضورا، وهي فرصة عظيمة للتواصل بين العبد وربه لنيل الإجابة والفضل العظيم.

فضائل الدعاء في الإسلام

يُعدُّ الدُعاء من أعظم العبادات التي حثَّ عليها الإسلام، وله مكانةٌ رفيعة وفضائلٌ لا تُحصى فهو وسيلةٌ تُقرِّب العبد من ربِّه سبحانه وتعالى وتُعزز العلاقة بين الخالق والمخلوق، يجب على المسلم أن يلجأ إلى الله في كافة أموره سواءً كانت صغيرة أو كبيرة، لأن ذلك يحميه من صفة الكِبر المذمومة ويقوي صلته بربِّه ولذلك نعرض فيما يلي تفصيلٌ لفضائل وثمرات الدُعاء:

  • يُضفي الدعاء على القلب طُمأنينةً وعلى النفس راحةً، حيث يشعر المسلم بالسَّكينة والاطمئنان بغض النظر عن الظروف التي يمر بها.
  • يُعتبر الدعاء من أرقى أنواع العبادات التي تُعمِّق علاقة العبد بربِّه، فيعيش الإنسان بحسٍّ دائم من قرب الله منه في كافة الأوقات.
  • ينال المسلم من الدعاء الثواب العظيم والأجور الكبيرة يوم القيامة، فهو عبادةٌ مُضاعفة الأجر ذات قيمة عالية.
  • الدُعاء يُعد سمة وخصلةً من خصال أهل الإيمان الذين يحرصون على جعله جزءًا من حياتهم اليومية، مصداقًا لقوله تعالى: “والذين جاءوا من بعدهم يقولون ربنا اغفر لنا ولإخواننا الذين سبقونا بالإيمان ولا تجعل في قلوبنا غلاً للذين آمنوا ربنا إنك رؤوف رحيم” سورة الحشر:10.
  • يُطبِّق المسلم بالدعاء توجيهات الرسول صلى الله عليه وسلم، إضافة إلى كونه بابًا يحرص من خلاله على اقتداء السُنّة النبوية التي أكَّدت فضل هذه العبادة في كثير من الأحاديث.
  • يمتلك الدعاء القوة في رفع البلاء وتغيير الأقدار، لأنه يُعبِّر عن إيمان المسلم بأن أبواب الخير تُفتح بيد الله سبحانه وتعالى.
  • يُعزز الدعاء المودّة والمحبة بين المؤمنين، خاصَّةً حينما يدعو الشخص لأخيه المسلم بظهر الغيب، وهذا يظهر جليًا في الآية الكريمة: “إن الذين آمنوا وعملوا الصالحات سيجعل لهم الرحمن ودًا” سورة مريم:96.
  • يقضي الدعاء على صفة الكبر في النفس البشرية، فمن يلجأ إلى الله في جميع أموره يتحلّى بالتواضع الحقيقي ويُدرك أن القوة الحقيقية بيد الله وحده.
  • الدعاء يُحصِّن العبد من مشاعر العجز والكسل، كما ورد في حديث النبي صلى الله عليه وسلم: “أعجز الناس من عجز عن الدعاء، وأبخل الناس من بخل بالسلام”، مما يؤكد أهمية المواظبة على هذه العبادة.

آداب الدعاء وأهميتها

يُعتبَر الدعاء من أعظم العبادات التي يتقرب بها المسلم إلى الله سبحانه وتعالى، وله آداب عظيمة يجب الالتزام بها لتحقيق مقاصده ونيل استجابة الله، فكثير من المسلمين قد يغفلون عن هذه الآداب مما قد يؤثر على هذه العبادة الجليلة، ومن أبرز الآداب التي ينبغي للمسلم أن يحرص عليها:

  • يجب تجنب الاعتداء في الدعاء لأن ذلك خُلق منهي عنه، فقد أنكره النبي صلى الله عليه وسلم ونهى عنه الله عز وجل في قوله تعالى: “وَاذْكُرْ رَّبَّكَ فِي نَفْسِكَ تَضَرُّعًا وَخِيفَةً وَدُونَ الْجَهْرِ مِنَ الْقَوْلِ بِالْغُدُوِّ وَالْآصَالِ وَلَا تَكُن مِّنَ الْغَافِلِينَ“ وينبغي استحضار الخشوع والتواضع واحترام مقام الله أثناء الدعاء.
  • يجب أن يكون القلب حاضرًا مليئًا باليقين عند التوجه بالدعاء، فاليقين باستجابة الله من أهم أركان الدعاء إذ إن الله لا يرد دعوة عبده الصادق والمخلص في طلبه.
  • الدعاء للآخرين يُعَد من الأمور المحببة، حيث ترد الملائكة على الداعي بالدعاء له بمثل ما دعا لإخوانه مما يجعل هذا العمل باعثًا للحسنات وزيادة البركات في حياة المسلم.
  • يُشترط إخلاص النية وتصفيتها لله وحده عند الدعاء، فلا ينبغي للمسلم أن ينوي في دعائه إلا وجه الله سبحانه وتعالى لأن الله هو المجيب وهو المرجع الأول للعبد في طلب الحاجات.
  • يُعتبر ردّ الحقوق إلى أصحابها وتسليم المظالم من أوجب الآداب التي ينبغي على المسلم الحرص عليها لتحقيق قبول الدعاء، فهو جزء من التزكية والتحلي بمكارم الأخلاق.
  • التقرب إلى الله بالدعاء في أوقات الشدة والضيق من أهم وسائل التقرب إليه، فهذا يدل على تعلق القلب بالله في مختلف الأحوال وهو أمر يحبه الله ويرضى به عن عباده.
  • الإلحاح بالدعاء والتكرار يُعتبر من أفضل ما يعبر به العبد عن صدق حاجته وإخلاصه لله، والإلحاح من سُنن الدعاء التي تزيد من احتمالية قبوله وتُظهر مدى تعلق العبد بربه وثقته في الإجابة.

إيمان محمد محمود، خريجة تكنولوجيا التعليم والمعلومات ، أعمل مدرب حاسبات ونظم، كاتبة مقالات في العديد من المواقع ، متخصصة في الأدعية والاخبار السعودية علي موقع كبسولة ، للتواصل معي capsula.sa/contact_us .

0 0 التصويت
Article Rating
الاشتراك في تنبيهات التعليقات
نبّهني عن
guest
0 تعليقات
الأقدم
الأحدث الأكثر تصويتا
التعليقات المضمنة
عرض جميع التعليقات
0
اكتب تعليقك او استفسارك وسنرد عليك في أقرب وقت بمشيئة الله تعالىx
()
x