يحرص كثير من المسلمين على معرفة الدعاء الذي يُقال في صلاة التسابيح حتى يتمكنوا من ترديده أثناء أداء هذه الصلاة التي تُعد من العبادات المستحب أداؤها، ولو لمرة واحدة في العمر، لما فيها من فضل عظيم وأثر كبير في تكفير الذنوب ومحو الخطايا كما أنها تُعين على تفريج الهموم والكروب التي قد يمر بها أي إنسان وتكون سببًا في تيسير الأمور وإزالة الصعوبات التي قد تواجهه في حياته ومن أفضل الأوقات التي يُنصح بأدائها فيها هي الليالي العشر الأخيرة من شهر رمضان.
الدعاء المأثور في صلاة التسابيح
صلاة التسابيح تُعتبر من الصلوات التي يكثر فيها الذكر ولذلك سُميت بهذا الاسم لأنها تشتمل على تسبيح متكرر يُذكر المسلم بالله سبحانه وتعالى، ومن المُستحب أن يحرص المسلم على أدائها لما لها من فضل عظيم وثواب كبير كما يجب عليه أن يكون على دراية بكيفية أدائها بالطريقة الصحيحة كما وردت في الأثر ويُستحب أن يُكثر المسلم من الدعاء بعد الانتهاء منها ومن الأدعية التي يُمكن ترديدها بعد هذه الصلاة:
- اللهم إني أسألك أن ترزقني توفيق أهل الهدى وأعمال أهل اليقين، وأن تجعلني من أهل التوبة الخالصين، ومن أصحاب العزم والصبر ومن الساعين إلى الخير والثبات على طاعتك، ومن الراغبين في رضاك، ومن المتعبدين الذين يراقبونك ويرجون رحمتك ومن أهل العلم الذين يخشونك حق خَشيتك حتى أكون من الذين يخافونك حق الخوف.
- اللهم أنت وحدك القادر على إسعاد القلوب فارزقني من السعادة ما تقر به عيني وامنحني القوة على التحمل والصبر على البلاء، وأبعد عني المصائب والمحن واجعل عاقبتي خيرًا، وارزقني اللهم التوفيق والسداد في كل خطوة أخطوها، وأكرمني بشفاعة نبيك الكريم يوم اللقاء العظيم.
- اللهم ارزقني من الخير ما كتبته لعبادك الصالحين، ووفقني لحسن الخاتمة وأكرم مثواي بجنات النعيم، اللهم اجعلني من المهتدين ومن الذين يرضون بقضائك وحكمك وابعد عني تشتت الفكر وحيرة العقل، وثبت قلبي على طريق الحق واليقين.
الدعاء المستحب في صلاة التسابيح خلال الليل
يُستحب الدعاء بعد أداء صلاة التسابيح، لا سيما إذا كانت في جوف الليل قبيل الفجر، فهذا وقت تُرجى فيه استجابة الدعاء، حيث تُفتح فيه أبواب السماء ويتنزل فيه الرحمن بعظيم كرمه ليمنح العطاء لعباده فذكر الله والتسبيح من أسباب انشراح الصدر وزوال الكرب وإذا رفع العبد يديه إلى السماء يدعو مخلصًا فإنه يجد أثر ذلك في نفسه وواقعه ومن أطيب الأدعية التي يُمكن للمسلم أن يناجي بها ربه عقب صلاة التسابيح:
- اللهم ارزقني الخشية كأنني أراك، ووفقني لعمل يُرضيك عني، واجعل توبتي نصوحًا خالصة لك واملأ قلبي بمحبتك وحب طاعتك، واختم لي بحسن الظن بك في كل أموري يا من خلقت النور فأضاء الكون بقدرتك.
- يا رب أنت العالم بسرائري، وأنت الذي تعلم ما يضيق به صدري كن معي في كل مسيرتي، ونجني من الفتن ظاهرة وباطنة، واكتب لي القبول عندك وعند عبادك، اللهم طهر روحي من كل ما لا يرضيك، واغفر لي ذنوبي، وارزقني الطمأنينة.
- اللهم وسع لي في رزقي، وارزقني الحلال الطيب المبارك، واسترني في الدنيا والآخرة، ولا تُظهر مني إلا أحسن ما فيّ لعبادك، وارزقني القناعة وراحة البال، وسلّم من وساوس الشيطان وحزبه.
الطريقة الصحيحة لأداء صلاة التسابيح
يحرص المسلمون على أداء صلاة التسابيح لما لها من فضل عظيم، وهي صلاة تُصلى بطريقة محددة يجب الالتزام بها كما وردت في السنة وتتم وفق الخطوات التالية:
- يؤدي المصلي أربع ركعات متتابعة دون جلوس للتشهد في الركعة الثانية، ويتم التسليم بعد إتمام الركعة الرابعة.
- في كل ركعة يُقرأ فاتحة الكتاب، ثم يتبعها بأي سورة يفضل قراءتها.
- قبل النزول للركوع، يتلو المصلي التسبيحات المخصصة بقول: سبحان الله، والحمد لله، ولا إله إلا الله، والله أكبر خمس عشرة مرة.
- عند الركوع وبعد قول “سبحان ربي العظيم”، يكرر نفس التسبيحات عشر مرات.
- عند الاعتدال من الركوع وقول “سمع الله لمن حمده”، يعيد التسبيح بنفس العدد عشر مرات.
- عند السجود، وبعد التسبيح المعتاد “سبحان ربي الأعلى”، يقوم بتكرار سبحان الله، والحمد لله، ولا إله إلا الله، والله أكبر عشر مرات.
- عند الجلوس بين السجدتين، يعيد نفس التسبيحات عشر مرات، ثم يكررها في السجدة الثانية بذات الطريقة.
- قبل النهوض إلى الركعة التالية، وهو في وضع الجلوس بين السجدتين، يقول سبحان الله، والحمد لله، ولا إله إلا الله، والله أكبر عشر مرات بحيث يكون مجموع التسبيح في كل ركعة خمسًا وسبعين تسبيحة.
تنبيه: يجب المحافظة على عدد التسبيحات والطريقة ذاتها في جميع الركعات الأربع، ليصل إجمالي عدد التسبيحات في الصلاة إلى ثلاثمائة تسبيحة عند انتهائها.
فضل وأجر صلاة التسابيح في الإسلام
صلاةُ التسابيح من النوافل التي تحمل فضلًا عظيمًا في الإسلام، فهي بابٌ واسع لمغفرة الذنوب وكسب الأجر ومن يحرص على أدائها ينال ثوابًا جزيلًا ويجد بركةً في حياته كما أن الدعاء بعد انتهائها يُعد فرصةً عظيمةً للتقرب إلى الله وطلب المغفرة والرحمة ومن الفضائل العظيمة التي يتمتع بها من يحرص على هذه الصلاة:
- مَغفرةُ الذنوب: تُعَدُّ صلاةُ التسابيح سبيلًا لمحو الذنوب وتطهير القلب حيث تساعد العبد على التوبة بإخلاص والرجوع إلى الله بقلبٍ نقيٍ وخالٍ من الخطايا.
- تفريجُ الهموم: من كان يعاني من ضيقٍ أو كرب، يجد في هذه الصلاة راحةً وسكينةً فهي وسيلةٌ عظيمةٌ لجلب الطمأنينة وإزالة الهموم التي تؤرّق النفس.
- تيسيرُ الأمور: المداومةُ على أدائها تُسهم في تسهيل حياة العبد وتيسير أموره وتجلب له البركة في جميع نواحي حياته بعيدًا عن المشقّة والصعوبات.
- قضاءُ الحاجات: يُعتبَر الدعاء أثناء صلاة التسابيح من الأسباب التي تُعين على تحقيق الأمنيات والاستجابة للأدعية ومن يلجأ إلى الله بها يجد تيسيرًا في قضاء حاجاته.
- السترُ والحفظ: المحافظةُ على هذه الصلاة سببٌ في أن يكون العبد في مأمنٍ من البلاء والمحن، وهي تُضفي على حياته شعورًا بالطمأنينة والراحة النفسية.
التوقيت المناسب لأداء صلاة التسابيح
لصلاة التسابيح مكانة مميزة في العبادات المستحبة التي يحرص المسلم على أدائها لما فيها من فضل عظيم وهي من الصلوات التي يمكن أداؤها في أي وقت خلال اليوم باستثناء الأوقات التي ورد النهي عن الصلاة فيها وهذه الأوقات هي:
- وقت طلوع الشمس: لا يُستحب أداء الصلاة خلال لحظة شروق الشمس إلا في حالة كانت صلاة الفجر قد فاتت بسبب النوم ففي هذه الحالة يجوز للمسلم تأديتها بمجرد استيقاظه.
- ارتفاع الشمس: يُفضَّل ترك الصلاة حتى ترتفع الشمس مقدار رمح في السماء حيث ينهى عن الصلاة في هذه الفترة.
- وقت استواء الشمس: عندما تصل الشمس إلى منتصف السماء عند الظهيرة يكون وقت كراهة للصلاة لذا يُنصح بالانتظار حتى تزول الشمس عن وسط السماء قبل أداء أي صلاة.
- بعد العصر: الفترة التي تلي صلاة العصر حتى قبيل غروب الشمس تُعد من الأوقات المنهي عن الصلاة فيها باستثناء أداء الصلوات المفروضة.
صلاة التسابيح من النوافل التي خصّها النبي صلى الله عليه وسلم بفضل كبير فهي ليست من الصلوات الفريضة ولكن أجرها عظيم وثوابها كبير وتمنح المسلم راحة في قلبه وتيسر أموره وتساعده في قضاء حاجاته كما أنها تساهم في ستر العبد ومغفرة ذنوبه وبإمكان المسلم أداؤها يوميًا أو على فترات متباعدة ولو مرة واحدة في حياته.
