دعاء اللهم اهدنا فيمن هديت وعافنا فيمن عافيت كامل

اللَّهُمَّ ٱهْدِنَا فِيْمَنْ هَدَيْتَ وعَافِنَا فِيْمَنْ عَافَيْتَ وتَوَلَّنَا فِيْمَنْ تَوَلَّيْتَ يُعْتَبرُ مِنَ الأدْعَيَة العَظِيمَة التِي تَحْتَلُّ مَكَانَة كَبِيرَة فِي قُلُوبِ المُسْلِمِينَ لِمَا تَحْمِلُهُ مِنْ مَعَانٍ سامِيَة ومَقَاصِد عَظِيمَة نتَوَجَّه بِهَا إلَى اللَّهِ عَزَّ وجَلَّ، يَعْتَمِدُ هَذَا الدُّعَاء على التَّوَسُّلِ بِأسْمَاءِ اللَّهِ الحُسْنَى وصِفَاتِهِ العَظِيمَة، ويَتَضَمَّنُ إقرارًا كامِلًا بِقُدْرَة اللَّهِ سُبْحَانَه وتعَالَى بِقَضَائِهِ وحِكْمَتِهِ التِي تَشْمَل كُلَّ شئ،فِي مَعَانِيْهِ نَطْلُبُ الهِدَايَةَ مِنَ اللَّهِ كَمَا هَدَى عِبَادَهُ المُقَرَّبِينَ مِنَ الصَّالِحِينَ ونسْألُهُ أنْ يُنْعِمَ عَلَيْنَا بالعَافِيَةِ ضِمْنَ الَّذِينَ مَنَحَهُمُ الصَّحَّةَ والسَّلَامَة، نَسْتَجِيرُ مِنْهُ أنْ يَتَوَلَّنَا بِرِعَايَتِهِ وحِفْظِهِ كَمَا تَوَلَّى عِبَادَهُ المُؤْمِنِينَ بِفَضْلِهِ ورَحْمَتِهِ العَظِيمَة حيث يَعْكُسُ هَذَا الدُّعَاء التَّسْلِيمَ الكَامِل للَّهِ عزَّ وجَلَّ والاستِعَانَةَ بِهِ فِي كُلِّ شَؤُونِ الحَيَاة صَغِيرِهَا وكَبِيرِهَا هَذِهِ الاستِعَانَةُ تُزِيدُ يَقِينَ المُسْلِمِ بِرَبِّهِ وتَقُرِّبُهُ إلَيْهِ بشَكْلٍ أكْبَر.

دعاء اللهم اهدنا فيمن هديت بصيغته الكاملة

هذا الدعاء يُعد من الأدعية الجليلة التي أوردها النبي صلى الله عليه وسلم للحسن بن علي رضي الله عنهما، وهو واحد من تلك الأدعية المباركة التي تحمل البركة والخير الوفير، ويبرز قيمة هذا الدعاء في كون النبي صلى الله عليه وسلم حرص على تعليمه للصحابة وأهل بيته، وقد ورد عن أنس بن مالك رضي الله عنه قوله ((كان يعلمنا هذا الدعاء)) حيث يبدأ الدعاء بطلب أعظم ما يحتاج إليه العبد من خالقه، وهو الهداية التي بتوافرها تستقيم النفس وتُصلَح الأعمال وفيما يلي نص دعاء اللهم اهدنا كاملًا:

• اللّهم اهدِنا فيمَن هَديْت وعافِنا فيمَن عافيْت وتَوَلَّنا فيمَن تَوَلَّيْت وبارِك لَنا فيما أَعْطَيْت وقِنا واصْرِف عَنَّا شَرَّ ما قَضَيت سُبحانَك تَقضي ولا يُقضى عَليك إنَّهُ لا يَذِّلُّ مَن والَيت ولا يَعِزُّ مَن عادَيت تَبارَكْتَ رَبَّنا وَتَعالَيْت فَلَكَ الحَمدُ يا الله عَلى ما قَضَيْت وَلَكَ الشُّكرُ عَلى ما أَنْعَمتَ بِهِ عَلَينا وأَوْلَيت نَستَغفِرُكَ يا رَبَّنا مِن جمَيعِ الذُّنوبِ والخَطايا ونَتوبُ إليك ونُؤمِنُ بِكَ ونَتَوَكَّلُ عَليك ونُثني عَليكَ الخَيرَ كُلَّها.
• اللّهم استُرنا فوق الأرض وتحت الأرضِ ويوم العرضِ عليك أحسِن وُقوفَنا بين يديك لا تُخزِنا يوم العرضِ عليك اللّهم أَحسِن عاقِبتَنا في الأمور كلها وأجِرْنا من خِزيِ الدنيا وعذابِ الآخرة يا حنَّان يا منَّان يا ذا الجلال والإكرام اجعَل في قُلوبِنا نورا وفي قُبورِنا نورا وفي أسماعِنا نورا وفي أبصارِنا نورا وعن يميننا نورا وعن شِمالِنا نورا ومن فَوقِنا نورا ومن تحَتِنا نورا وفي عَظمِنا نورا وفي لحَمِنا نورا وفي أَنْفُسِنا نورا وفي أَهْلِنا نورا وفي آبائِنا نورا وفي أُمَّهاتِنا نورا وفي أَزواجِنا/زَوجاتِنا نورا وفي ذُرِّيَتِنا نورا وأَعطِنا نورا وأَعظِم لنا نورا واجعَل لنا نورا مِن نورِكَ فَأَنتَ نورُ السّماواتِ وَالأرضِ يا ربَّ العالمين يا أَرحَمَ الرَّاحِمين.
• اللّهم الطُف بنا في قضائِكَ وقَدَرِكَ لُطْفاً يليقُ بِكَرَمِكَ يا أَكرَمَ الأَكرَمين يا سمَيعَ الدُّعاء يا ذا المَنِّ والعَطاء يا مَن لا يُعجِزْهُ شيءٌ في الأَرضِ ولا في السَّماء اللّهم ارزُقنا فأَنتَ خَيرُ الرَّازِقين وأَعتِق رِقابَنا يا أرحَمَ الرَّاحِمين ورِقابَ آبائِنا وأُمَّهاتِنا وَمَن كان لَهُ حَقٌ عَلينا وجميع المُسلِمين والمُسلِماتِ. المُؤمِنينَ والمُؤمِناتِ.. الأَحياءِ مِنهُم وَالأَموات إنَّكَ يا مَولانا سَميعٌ قَريبٌ مُجيبُ الدَّعَوات يا أرحَمَ الرَّاحمين

قوله ((اللَّهم اهدني))

• في هذه العبارة يلتمس المسلم من الله سبحانه الهداية التي تشمل العلم الراسخ الذي يُرشد لخير الأمور والعمل الصالح الذي يُكمّل المعرفة، فالعبد يسأل ربه توفيقًا يعينه على اتباع الحق وتجنب الزلل لأن الهداية إذا افترقت عن العمل لا تُثمر نفعًا.
• تعكس هذه الكلمات رغبة المسلم بأن يكون من ضمن الذين أنعم الله عليهم بالهداية من عباده الصالحين، فالهداية ليست جهدًا فرديًا وإنما هي توفيق وهبة إلهية تُمنح لمن يطلبها بإخلاص ويجتهد في تحقيق متطلباتها.
• اللهم إنِّي أعوذُ برضاكَ من سخَطِكَ وأعوذُ بمعافاتِكَ من عقوبتِكَ وأعوذُ بك منكَ لا أُحْصي ثناءً عليكَ أنتَ كما أثنيتَ على نفسِكَ.

تحميل نص دعاء اللهم اهدنا فيمن هديت بصيغة PDF

تحميل دعاء القنوت بصيغة PDF يُتيح إمكانية الوصول إلى الدعاء في أي وقت بشكل يلبي احتياجات المستخدمين حيث يمكنهم حفظ الدعاء بطريقة تلائم استخداماتهم المختلفة مما يُسهم في الحفاظ عليه للرجوع إليه عند الحاجة كما يمكن تحميل الدعاء بسهولة من خلال الرابط المرفق:

• رابط تحميل دعاء القنوت PDF اضغط هنا

دعاء القنوت في صلاة الوتر

قوله: ((وعافني فيمن عافيت)): يحمل هذا الدعاء في طياته التماسًا من الله سبحانه وتعالى للعافية الشاملة في كل أمور الحياة، حيث يطلب الإنسان من ربه أن يمنحه السلامة والصحة على جميع الأصعدة، ليشمل ذلك العافية في دينه ودنياه وحياته وآخرته فالبُعد عن كل ما يضر القلب أو البدن هو غاية هذا الدعاء، سواء كانت تلك الأضرار ظاهرةً من الأمراض الجسدية أو باطنةً من أمراض القلوب كالكفر والنفاق والمعاصي، لأن فساد القلب له خطورة أشد وأثقل من أي داء جسدي فقلب الإنسان إذا صلح استقامت حياته وإذا فسد فلا خير بعد ذلك في شيء، ولهذا كان هذا الدعاء جامعًا لكل معاني الصلاح والخير والنجاة في الدنيا والآخرة:

• اللهم اقسم لنا من خشيتك ما تحول به بيننا وبين معصيتك، يتوجه العبد في هذا الدعاء إلى ربه بأن يمنحه من خشيته وخوفه ما يكفي ليردعه عن أي ذنب قد يبعده عن طريق الحق، ويطلب منه أن يكرمه بنعمة الطاعة التي تقربه من مرضاته وتوصله إلى جنته، ويسأل أيضاً اليقين الذي يزرع الاطمئنان في القلب ويجعله يتقبل صعوبات الحياة ومحنها بصبر وثبات، ويضيف هذا الدعاء طلبًا ببقاء نعم الله عليه مثل السمع والبصر وجميع قواه حتى آخر لحظات حياته، وأن تكون هذه النعم من شواهد الخير التي ترافقه إلى يوم رحيله، كما يدعو بأن يقتصر النصر والقصاص على من ظلمه وأن يعينه الله في مواجهته لأعدائه، ويُلِحّ في طلب أن تكون مصيبته في كل أموره بعيدة عن دينه لأن الدين هو سبيل الاستقامة ويرجوه بأن يجعل تفكيره ودنياه مرتبطة بالآخرة وألا ينشغل بملذات الدنيا الفانية، وأن يجعل آخرته خالصة إلى الجنة بعيدًا عن النار  كما يدعوه أن يعصمه من الخضوع لتسلط الظالمين الذين لا يخافون الله ولا يرحمون، ويختم دعاءه برجاء الحصول على رحمة الله التي تغمر كل شيء لأنه هو أرحم من كل الراحمين.

صيغة دعاء قنوت الوتر المختصرة

قوله: ((وتولّني فيمن توليت)): يتضمّن هذا الدعاء طلب العبد من ربه أن يجعله من أوليائه، مع التأكيد على نوعي الولاية، حيث تنقسم الولاية إلى خاصة وعامة. الولاية الخاصة تشير إلى أن الله سبحانه وتعالى يحمي المؤمنين ويرعاهم ويصرف عنهم ما يضرهم ويوفقهم للأعمال الصالحة والطاعات التي ترضيه، أما الولاية العامة فهي شاملة لجميع المخلوقات حيث يدبّر الله شؤونهم ويرزقهم. وفي هذا الدعاء يتم التوسل لله بالولاية الخاصة التي تعني العناية الإلهية الدقيقة بالمؤمن، وهدايته في كل أموره وإعانته على التحمل والصبر عند المحن، مع توجيهه للأفعال الصالحة التي تقرّبه إلى الله وتحقق رضا الله عنه:

• اللـهم أصلح لنا ديننا اللي هو عصمة أمرنا.. اجعل ديننا أساساً قوياً لحياتنا ودعامة لكل أمورنا وسبيلنا لتحقيق السعادة في الدنيا والآخرة مع الحفاظ على طريق الاستقامة الذي به تُحلّ العقد وتزول المشكلات.
• وأصلح لنا دنيانا اللي نعتمد فيها على رزقك ونقضي فيها حاجاتنا واحفظ لنا استقرارها واجعلها مليئة بالخير والبركة والطمأنينة .
• وأصلح لنا آخرتنا وجهّزنا بأعمال صالحة تنفعنا يوم الحساب وقرّبنا إلى رضاك برحمتك حتى تكون حياتنا في الدنيا زادًا للاستعداد للآخرة .
• وارتب لنا الموت ليكون رحمةً وراحةً وحفظًا لنا من شرور الدنيا وأهوالها.
• اللهم إنا نسألك الأعمال الطيبة والصالحة ونترك كل شي فيه خطأ أو معصية وحبنا للمساكين وقربنا منهم.. اجعلنا ممن ينحازون للخير ويسارعون في فعل ما يرضيك واغفر لنا زلاتنا وأخطائنا التي ارتكبناها برحمتك التي وسعت كل شيء .. وتقبّل منا توبتنا وارجعنا إلى طريقك المستقيم واجعلنا ثابتين على الحق والهدى وإن أراد أي فتنة بقوم معينين فأنت أعلم بهم فأمتنا على طاعتك دون أن ننحرف أو نتأثر بالباطل .
• ونطلب حبك العظيم الذي يملأ القلوب بالسكينة، وحب من يحبك ليكونوا قدوة صالحة لنا وحب الأعمال الطيبة التي تزيدنا قربًا منك ورضًا عندك  أنت الرحمن الرحيم يا رب العالمين.

النص المكتوب لدعاء القنوت في رمضان لعام 1446

قوله: ((و بارك لي فيما أعطيت)): هنا يُناجي العبد ربه ويطلب منه أن يفيض البركة على كل ما منحه له من نعم، سواء كانت مالًا أو علمًا أو أهلًا وأبناءً أو أي نعمة أخرى من نعم الله التي لا تُحصى ولا تُعد. يُدرك العبد تمام الإدراك أن النعم بدون بركة تُصبح عديمة الأثر وكأنها غير موجودة، فالبركة تُعد العامل الأساسي لضمان دوام النعم واستثمارها بشكل صحيح حيث نرى الكثير ممن يمتلكون الأموال والجاه لكن مع افتقار البركة يجدون أنفسهم وكأنهم مُفتقروناً لها، وإذا زالت البركة من حياتهم شعروا وكأن وفرة النعم تحولت إلى عبء وحرمان:

• اللهم تقبل منا إنك أنت السميع العليم وتُب علينا إنك أنت التواب الرحيم اللهم أحسن عاقبتنا في الأمور كلها وأجرنا من خزي الدنيا وعذاب الآخرة
• اللهم إنا نسألك إيمانًا كاملًا ويقينًا صادقًا وقلبًا خاشعًا ولسانًا ذاكرًا وتوبة نصوحًا وتوبة قبل الموت وراحة عند الموت والعفو عند الحساب ونسألك الجنة ونعيمها ونعوذ بك من النار وعذابها يا رب العالمين.

قوله: ((وقني شر ما قضيت))

•  يجب أن يُذكر الإنسان دومًا أن قضاء الله يجمع بين الخير والشر وفق حكمة إلهية راقية قد لا تدركها عقولنا المحدودة.
• ورغم أن الشر قد يبدو ظاهرًا كأنه ضرر على العبد لكنه في باطنه يحمل في أحيان كثيرة خيرًا لا يُمكن استيعابه في وقته فإنه بهذا الدعاء يستعين العبد بالله طالبًا منه الوقاية من كل شر قد يقع عليه مُتذكرًا أن كل ما يُقدره الله يحمل حكمة وخيرًا مهما كانت صورته الظاهرة.
• يظهر هذا الدعاء تسليمًا كاملًا وثقة مطلقة بأن الأمر كله بيد الله وأنه سبحانه مُنزه في قضائه عما يراه البشر من نقص.
• في هذا الدعاء يتوسل العبد إلى الله باستخدام صفاته الكاملة المتعلقة بالمشيئة، مُتمنيًا أن يجعله الله في مأمن من شرور الدنيا وآفاتها وأن يحفظه من ابتلاء قد يُثقله أو يُضعفه.
• يُعبر الدعاء كذلك عن طلب الحماية من الفِتن والمصائب التي قد تعترض طريقه في حياته الدنيوية.
• اللهم إنا نعوذ بك من زوال نعمتك وتحول عافيتك وفجأة نقمتك وجميع سخطك اللهم إنا نسألك موجبات رحمتك وعزائم مغفرتك والغنيمة من كل بر والسلامة من كل إثم والفوز بالجنة والنجاة من النار يا ذا الجلال والإكرام.
• اللهم إنا نعوذ بك أن نضل أو نُضل أو نزِل أو نُزل أو نجهل أو يُجهَل علينا أو نظلم أو نُظلم اللهم إنا نسألك عيشة نقية وميتة سوية ومردًا غير مخزٍ ولا فاضح.

دعاء القنوت المأخوذ من السنة النبوية

• قوله: ((إنك تقضي)): يا خالق الكون ومدبر الأمر أنت الذي تحكم في كل شيء بحكمتك اللامتناهية وقدرتك التي لا يعجزها شيء، وأنت الذي تقدر الأمور لخلائقك وفق مشيئتك الشاملة التي لا يحدّها زمان ولا مكان، لا يوجد من يستطيع رد حكمك أو التعقيب على قضاءك فأنت صاحب الإرادة التي لا تتبدل ولا تتحول وكل الأمور تجرِ بأمرك الحكيم.
• قوله: ((ولا يقضى عليك)): أي أنه لا يوجد أحد يستطيع أن يفرض عليك شيئًا أو أن يتحكم في إرادتك يا رب العالمين، فأنت وحدك المالك المطلق للكون وكل العباد بين يديك لا يحكمون بشيء ولا يملكون شيئًا، بل هم المحتاجون لعطائك والسائلون لرحمتك، وأنت يا رب منزه عن أن يسألك أحد عما تفعل، فأنت الحاكم بأمرك والملك الذي لا ينازَع في سلطانه ولا يعترض على قضائه أحد.
• اللهم إنا نسألك من الخير كله عاجله وآجله  ما علِمنا منه وما لم نعلم .. نسألك يا الله أن تكرمنا بخير الدنيا والآخرة بكل أنواعه وأوقاته، ونعوذ بك من الشر كله سواء كان ما يظهر لنا منه أو ما يخفى عنا ونرجو أن تمن علينا بالفردوس الأعلى وما يقرّبنا إليها من الأعمال الصالحة والأقوال المباركة، ونسألك أن تبعدنا عن نار جهنم وكل ما يؤدي إليها من أفعال أو أقوال.
• اللهم اجعلنا من المهتدين الذين يسيرون على صراطك المستقيم ويدلون غيرهم على طرق الخير، ولا تجعلنا من الضالين أو المضلين للناس يا مالك القوة المطلقة وصاحب الحكمة البالغة في كل شيء نسألك أن تمنحنا الأمن والأمان يوم القيامة الأكبر، وأن تجعلنا من أهل الجنة في دار الخلود مع عبادك الصالحين الذين يشهدون بالحق ويكثرون من الركوع والسجود ويصدقون في عهودهم، إنك يا رب رحيم ذو رحمة واسعة وقادر على تحقيق كل ما تشاء.

صيغة دعاء القنوت الصحيح مكتوبة

• اللَّهُمَّ لا تَدَعْ لنا ذَنبًا إلا وغَفَرْتَهُ ولا هَمًّا إلا وفَرَّجْتَهُ عَنَّا ولا كَرْبًا إلا ونَفَّسْتَهُ، ولا دينًا إلا وسَدَّدْتَهُ ولا عُسْرًا إلا ويَسَّرْتَهُ ولا عَدُوًّا إلا وأخْزَيْتَه ولا مَريضًا إلا وشَفَيْتَهُ برحمتك يا رَب ولا مُبْتَلًى إلا وعافَيْتَهُ ولا حائلًا بَيْنَنَا وبَيْنَ أحدٍ من مَوتانا إلا وشَمِلَتَهُ برحْمَتِكَ، ولا ضَالًّا إلا وهَدَيْتَهُ ولا حاجةً فيها خَيْرٌ لنا في الدنيا والآخرة وَتَرْضَاكَ إلا وقَدَّرْتَ لنا فِعْلَها، وجَعَلْتَها ميسّرة برحمتك يا أرحم الراحمين.
• اللَّهُمَّ يا مُنَزِّلَ الكِتابِ ويا مَنْ يُسَيِّرُ السَّحابَ ويا مَنْ تَهْزِمُ الأحزابَ اهزم اليهود المَعْتَدِين، وأرِنا فيهم من آياتِك ما تَبْهَرُ قلوبنا وتُريح صدورنا يا رَبّ يا كَريم، اللَّهُمَّ نَسْتَجِيرُ برضاك من كُلّ ما يُغضبُك ونلْتَجِئُ بعافيتك من آثارِ عُقوبَتِكَ ونستعينُ بك عليك، فإنَّهُ لا نُحصِي ثناءً عليك أنت كما أثنَيْتَ على نفسك.
• اللَّهُمَّ إنك تحبُّ العفوَ، فأعْفُ عنَّا برحمتك يا أرحم الراحمين.
• اللَّهُمَّ اجعل ختام شهر رمضان هذا مَغْفِرَةً لنا، ولا تُخْرِجْنا منه إلا وقد كَتَبْتَنا من عُتَقائِكَ من النَّارِ برحمتك يا أرحم الراحمين.
• يا رب أعد علينا رمضان أعوامًا عديدة وأزمنةً طويلة، وأكرِمْنا بفضلك ورحمتك التي لا يُشَارِكُكَ فيها أحدٌ يا أرحم الراحمين
• رَبَّنَا تقبَّل منَّا أعمالنا ودعواتنا، فإنَّكَ أنت السميع العليم واغفر لنا زلاتنا فإنَّكَ أنت الغفور الرحيم.

شرح تفصيلي لدعاء اللهم اهدنا فيمن هديت

عند قولنا في دعاء “اللهم اهدنا فيمن هديت” عبارة (إنه لا يذل من واليت): فهذا يدل على أن العبد الذي يتولى الله أمره ويكون تحت ولايته وعنايته لن يعرف الذل أو الخذلان أبدًا، لأن الله سبحانه وتعالى عندما يكون وليًا لعبده فإنه ينصره ويعينه ويحميه من كل أذى أو هوان ويكون عونه دائمًا في كل أمر من أموره، أما الشخص الذي يعاديه الله ويتركه دون أن يكون معه فإنه لن يجد العزة بأي حال من الأحوال، وسيسقط في الذل والخسران في الدنيا والآخرة، في هذا الدعاء نسأل الله جل وعلا أن يمنحنا هذه العزة والعناية الإلهية التي تحمينا من الذل والضعف ونطلب أن نكون من أهل ولايته الذين خصهم بنصره وتأييده، لأن الطريق الوحيد للنجاة من الهوان والذل هو أن يكون العبد تحت رحمة الله وولايته فهو المالك لكل شيء ومدبر الكون بأسره.

وعندما نقول: ((تباركت ربنا وتعاليت)): فكلمة تباركت تشير إلى عظمة الله ووفرة عطاياه وبركاته التي لا تُحصى والتي تشمل الكون كله، فالله سبحانه وتعالى له من العظمة والكمال ما لا يقارب ولا يشابه وله النفوذ المطلق على كل شيء، فهو الغالب بأمره والقاهر لكل خلقه وكل شيء في هذا الكون يجري بأمره وتدبيره ومشيئته وعندما نقول “تعاليت”، فإننا نُقر ونعترف بأن الله سبحانه وتعالى هو الأعلى في كل شيء فلا مرتبة تعلو مرتبته ولا ذات تقارن ذاته، فهو المتعالي فوق جميع مخلوقاته والمتفرد بصفات الكمال والجلال التي لا يشابهها أحد، سواء في السماء أو في الأرض، وكل أمره نافذ لا يعجزه شيء.

أهمية دعاء اللهم اهدنا فيمن هديت في العبادة

دعاء “اللهم اهدنا فيمَن هديت” يُعد من الأدعية العظيمة التي علَّمنا إياها رسول الله صلى الله عليه وسلم ويحمل في طياته أسمى معاني الإيمان لأنه يتضمن أسماء وصفات الله عز وجل مثل الهداية والولاية والبركة والحفظ ويُظهر هذا الدعاء عُمق اعتراف العبد بفضل الله وقدرته التامة على تدبير شؤون خلقه بلا نقص أو خلل كما يعكس مدى احتياج الإنسان لربه وتوجهه الكامل إليه طالبًا منه الرحمة والهداية:

• يشتمل هذا الدعاء على طلب الإنسان من الله تحقيق المطالب التي تحقق السعادة الحقيقية له في الدنيا والآخرة حيث يدعو العبد ربه أن يرزقه البركة والعافية والهداية وكل ما يُعينه على أن يعيش حياةً مليئة بالطمأنينة والراحة والرضا بما قسمه الله له وتشكل هذه الطلبات أُسس حياة طيبة تجعل الإنسان راضيًا في كل أحواله لما فيها من استسلام كامل لحكمة الله.
• كما يمنح هذا الدعاء المسلم فُرصة ليُضيف عليه طلبات أخرى تتناسب مع احتياجاته وظروفه إذا كان في صلاة الوتر ويمكنه أن يدعو بخيرَي الدنيا والآخرة لكن من الأفضل أن يلتزم بجوامع الدعاء الواردة عن النبي صلى الله عليه وسلم لأنها تجمع بين شمولية المطالب وبركة السنة النبوية مما يعزز الأمل في الاستجابة من الله سبحانه وتعالى بما يحقق له الخير والفضل بأمره.

الصيغة الكاملة لدعاء اللهم اهدنا فيمن هديت

• اللهم لك الحمدُ حمدًا كثيرًا طيبًا مباركًا فيه، الذي يملأ السماوات والأرض وما بينهما وكل ما شئت من شيء بعد.
• اللهم لك الحمد لأنك نورُ السماوات والأرض ومن فيهن، ولك الحمد لأنك قيومُ السماوات والأرض ومن فيهن.
• أنت الحق وقولك الحق ووعدك الحق والجنة حق والنار حق والنبيّون حق، وسيدنا محمد صلى الله عليه وسلم حق، نحن عبادك يا رب، لا يستطيع أحد أن يمنع ما تعطيه ولا أن يعطي ما تمنعه، ولا ينفع عندك مال ولا جاه ولا قوّة.
• اللهم صلِّ وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم بعدد كل قطرة ماء نزلت من السماء وبعدد كل ذرة تراب حملتها الرياح، وصلِّ عليه بكل الأعداد التي لا تحصى من خلقك ورضا نفسك ووزن عرشك ومداد كلماتك صلّ عليه في العالمين إلى يوم الدين وأبداً بلا نهاية.
• اللهم اجعلنا من الواردين على حوض نبيك الكريم، وارزقنا شربة ماء من يده الشريفة لا نظمأ بعدها أبداً، واجعلنا ممن ينالون شفاعته ويرافقونه في جنات النعيم.
• اللهم اجعل صيامنا وقيامنا وقرآننا شاهداً لنا وسبباً لدخولنا الجنة، ولا تجعلها علينا حساباً وعتاباً، واكتبنا من الحفظة العاملين بكتابك يا رب العالمين.
• اللهم بجلال عزّتك وعظيم سلطانك سامح زلاتنا واستر عيوبنا وأعلن محاسننا وتجاوز عن عيوب أعمالنا، وأصلح أمورنا الظاهرة والباطنة واحفظنا من كل شر نعرفه وما لا نعرفه.
• اللهم نسألك الخير والعافية في ديننا ودنيانا وأهلينا وأموالنا.
• اللهم استر عيوبنا واحمنا من شر المخلوقات وقنا جميع المكائد، واحفظنا من الأمام والخلف وعن أيماننا وشمائلنا ومن فوقنا ومن تحتنا.
• اللهم يا مقلب القلوب ثبّت قلوبنا على دينك، واغسل نوايانا وأفعالنا بماء طهرك، واجعل كل أعمالنا خالصةً لرضاك ووجهك الكريم.
• ربنا هب لنا من أزواجنا وذرياتنا قرة أعين، واجعلهم سمراً لأعيننا في الدنيا والآخرة وامنحنا الحكمة وكن لنا قدوة بالخير نستهدي بها، وهب لكل من نحب الخير والهداية.
• يا إلهنا الكريم والجليل أنت القادر والعزيز، نحن عبيدك وأنت المالك والحاكم في أمرنا لا إله لنا سواك ولا رازق غيرك.
• اللهم اجعل الإسلام والمسلمين عزنا وسندنا ولا تجعل هيبتنا إلا منك، وبارك لنا في بلادنا وبلاد المسلمين واحفظ الأمان في ديارنا وديار من يعبدك، وفرّج همّ كل مقهور ومأسور وستّر كل مبتلى يا قوي يا متين.
• يا الله بحق عينك التي لا تنام نحمي كل من استودعناك، وأغرقنا بحمام غفرانك الذي لا ينضب واكشف الكرب عن أمة محمد صلى الله عليه وسلم، وامنحهم بركاتك الربانية يا عاطف القلوب.
• يا ربّ السماوات والأرض، امنح المسلمين العزّة والنصر في كل مظلومياتهم، وارزقنا صلاةً في المسجد الأقصى مباركة تتوّج بها أعمارنا، واكتب الخير لهذه الأمة جمعاء يا رب الأمل والرجاء.
• اللهم إنك رحمن الدنيا والآخرة ارحم ضعفنا وأيقظ نفوسنا من الغفلات، واغفر لنا وتجدد أحوالنا بحسن حال في الدارين، واحمنا من الانزلاق في سوء المصير.
• يا ربّ السموات أنر قلوب موتانا برحمتك واغفر لهم خطاياهم، وسهل طريقهم نحو النعيم وطيب مستقرهم بجنتك.
• اللهم اغمر أهلنا وأبناءنا وكل المسلمين بمغفرتك وكرمك، واجعل المحبة في القلوب والعطاء في النفوس، وتب على من قسا عليه الزمان وارحمه كما رحم ضعفك وأثنى على اسمك الكريم مدى الحياة.
• اللهم اجعل رمضان هذا العام موسم تحولات عظيمة واشفِ قلوب العباد واملأها بالسكينة والطمأنينة، وحقق لنا فيه من الحاجات الطيبة والصالحة ما يكفينا بها بحلالك عن حرامك وغناك عن غيرك.