يُعتبر الدعاء واحدًا من أعظم الوسائل التي يلجأ إليها الإنسان في حياته، خاصةً عند مواجهته لمواقف عصيبة أو شعوره بالضيق المستمر الذي قد يصادفه بين الحين والآخر، حيث يجد الفرد راحته بأن يتوجه إلى الله سبحانه وتعالى طالبًا عونه وتيسيره، فالدعاء يمنح القلب راحة وسكينة ويعيد الشعور بالأمل من جديد.
فَـ عندما يتوجه العبد بدعاء خالص لربه يشعر كأنما يلقي بكل همومه وأثقاله لمن هو أقوى وأعظم منه، لمن بيده الخير كله والقادر الوحيد على تيسير الأمور وتفريج الكروب.
كما أنّ الدعاء يُعين الإنسان على القناعة والرضا بما قسمه الله ليعيش حياة مليئة بالطمأنينة والسعادة وتتغلغل السكينة في قلبه، ويعزز الدعاء روح الإيمان داخله، مما يُسهم في زيادة القوة الروحية وتقوية العلاقة بين العبد وربه.
بجانب ذلك، فإنّ المداومة على الدعاء تجلب الأجر والثواب الكبير للعبد وترفع من درجاته عند الله.
ومن خلال هذه المقالة سوف نسلط الضوء على أهمية الدعاء خاصة في أوقات الشدة وكيف يمكن أن يكون مفتاحاً لتفريج الكروب وتيسير الأمور الثقيلة، كما نعرض أيضًا مجموعة من الأدعية المستحبة التي يمكن لكل شخص أن يداوم عليها في حياته اليومية طلبًا للراحة والطمأنينة.
دعاء قضاء الدين | اللهم إني أعوذ بك من الهم والحزن والعجز والكسل وأعوذ بك من الجبن والبخل وأعوذ بك من غلبة الدين وقهر الرجال اللهم رب السماوات السبع ورب العرش العظيم وربنا ورب كل شيء فالق الحب والنوى ومنزل التوراة والإنجيل والفرقان |
دعاء الفرج السريع | اللَّهُمَّ إنِّي أَعُوذُ بكَ مِنَ العَجْزِ وَالْكَسَلِ وَالْجُبْنِ وَالْبُخْلِ وَالْهَرَمِ وَعَذَابِ القَبْرِ اللَّهُمَّ آتِ نَفْسِي تَقْوَاهَا وَزَكِّهَا أَنْتَ خَيْرُ مَن زَكَّاهَا أَنْتَ وَلِيُّهَا وَمَوْلَاهَا |
دعاء قضاء الدين وجلب الرزق | اللّهم ارزقني رزقًا واسعًا حلالًا طيّبًا من غير كدّ واستجب دعائي من غير رد أعوذ بكَ من الفضيحتين الفقر والدّين اللّهم يا رزاق السائلين يا راحم المساكين ويا ذا القوة المتين ويا خير الناصرين يا ولي المؤمنين يا غيّاث المستغيثين إياك نعبد وإيّاك نستعين |
دعاء الفرج والرزق يوم الجمعة | اللهم يا مؤنسي في وحدتي ويا راحمي في غربتي ويا وليّ نعمتي ويا مفرِّج كربتي ويا سامع دعوتي ويا مُقيل عثرتي ويا راحم دمعتي يا رجائي في الضيق ويا رب البيت العتيق ارزقني من عندك رزقاً واسعاً |
أهمية التفريج عن المكروبين
قد وردت العديد من الأحاديث النبوية الكريمة التي بيّنت عظمة فضل التخفيف عن الناس وتقليل معاناتهم وإزالة همومهم، ومن أبرز ما ورد عن النبي صلى الله عليه وسلم قوله:
“من نفّس عن مؤمن كربةً من كرب الدّنيا، نفّس الله عنه كربةً من كرب يوم القيامة، ومن يسّر عن معسر، يسّر الله عليه في الدّنيا والآخرة، ومن ستر مسلماً ستره الله في الدّنيا والآخرة. والله في عون العبد ما كان العبد في عون أخيه”.
وتحمل مساعدة المسلمين لغيرهم قيمة كبيرة جداً في الإسلام حيث رفع الإسلام من شأن هذا الفعل وأعلاه ليصبح من أعظم أبواب الخير، وجعلها جزءاً من الدين الذي يقوم على علاقة وثيقة بين العبد وخالقه سبحانه من جهة، وبين المسلم وإخوانه من جهة أخرى، وهذا يعكس إحدى الركائز الأساسية للعبادة.
ومن هذا المنطلق حث الإسلام على بذل الجهد والسعي المستمر لإيصال المنفعة والخير لمن حولنا كلما سنحت الفرصة، حيث تعتبر هذه المساعدة من أعظم أعمال الطاعات التي يُحبّها الله عز وجل ويجازي عليها عباده خير الجزاء، لأنها تُقرّب العبد من الله جل وعلا وتُثقل ميزانه بالحسنات وتعزز منزلته عند ربه الكريم.
غير أن من الأمور التي ينبغي أن يحرص المسلم عليها عند تقديم العون للآخرين هي أن تكون النوايا خالصة لله تعالى وألا يقصد من وراء مساعدته سوى وجه الله، فقد ارتبطت هذه الفضيلة بمجموعة من الفوائد العظيمة والثمار الطيبة التي يعود أثرها على الفرد والمجتمع:
- تُعتبر شكلاً من أشكال الإحسان الذي يُحبّه الله سبحانه وتعالى ويدعو عباده إلى الإكثار منه.
- يُرزق بها المسلم الثواب العظيم من الله عز وجل وتُبارك له في دنياه وآخرته.
- إنها تُقرب العبد من رضا الله وتحقيق وعده، فالذي يُفرّج كربةً عن أخيه المسلم في الدنيا يحظى بأن يُفرّج الله عنه كربات يوم القيامة، وهذه الكربات بلا شك أشد وأثقل من أي هموم الدنيا.
- تُعتبر من الوسائل التي تساهم في إطفاء غضب الله ورفع البلاء وتخفيف آثار الذنوب عن صاحبها.
- تُبعد الإنسان عن الوقوع في المواقف الحرجة والأزمات التي قد تؤدي به إلى عواقب غير محمودة.
إن تقديم يد العون للآخرين يُعد من أكثر الأفعال نبلاً التي يمكن للمسلم القيام بها لأخيه في الإنسانية قبل الأخوّة الإسلامية، لذا من المهم للغاية أن يحرص كل مسلم على عدم التغافل عن مساعدة الآخرين وإعانتهم في كل ما يحتاجونه، لأن الله سبحانه وتعالى يُعين الإنسان ما دام هذا الإنسان في عون غيره.
ولقد أكرمنا النبي الكريم صلى الله عليه وسلم بدعاء ندعو به في الشدائد والكرب ليكون سبباً في الفرج والراحة، ودعانا إلى الصبر والاحتساب والتوجه بهذا الدعاء إلى خالقنا عند اشتداد الضيق وتكاثر الهموم.
فوائد التفريج عن المكروبين
التفريج عن المكروبين يأتِي بثمارٍ عظيمةٍ وبركاتٍ كثيرةٍ تعود بالنفع على المسلم الذي يمد يد المساعدة لأخيه المسلم في محنته وتتمثل هذه المنافع في الآتي:
- ثبات القدم يوم القيامة يُعَد من أبرز الفوائد التي يحصل عليها المسلم عند وقوفه بجانب أخيه في أوقات شدته ومساندته لتخفيف كربه إذ أن هذا العمل يُقرب العبد من رضوان الله ويُضاعف من أجره وثوابه ويجعل له مقامًا رفيعًا في الآخرة.
- تسهيل المصاعب في الحياة فمن يحرص على إعانة إخوانه المسلمين وحل مشاكلهم ينال جزاءً من الله حيث يُسخر له الحلول ويجعله يجد البركة والخير في كافة أموره سواء في حياته الدنيوية أو الأخروية.
- النجاة من كرب يوم القيامة وهذا أعظم ما يرجوه المسلمون لأن أهوال ذلك اليوم تفوق بكثير كل ما قد يمر به الإنسان في حياته الدنيوية وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم أن من فرَّج كربةً عن أخيه المسلم فرَّج الله عنه كربةً من كرب يوم القيامة مما يُبرز الأهمية العظيمة لهذا السلوك الإنساني المبارك.
- عناية الله بالشخص الذي يُسهل على غيره أموره إذ إن الله يُكرمه بتيسير شؤونه ويمنحه العون ويسانده وقت الشدة ويحميه من الابتلاءات التي قد تواجهه سواء كانت هذه الابتلاءات جسدية أو نفسية ويُضاعف له الرزق ويمنحه السعة في المعيشة ويُحقق له ما يتمناه في الدنيا والآخرة.
كيفية تحقيق تفريج الهموم
في جميع الأحوال ينبغي على الإنسان أن يرضى بما قدره الله سبحانه وتعالى له ويتوكل عليه تمام التوكل مع يقينه الراسخ أن كل ما يحدث في حياته إنما هو بحكمة إلهية لا تخفى عليه سبحانه وينبغي للعبد أن يكون على صلة وثيقة بربه وأن يطرق أبواب السماء بالدعاء بكل خشوع وخضوع لأن الله عز وجل هو الوحيد الذي يملك تفريج الهموم وإزالة الكروب التي تواجه الإنسان في حياته اليومية .
كما أن الاستغفار يعد من أعظم أسباب تحقيق الفرج وزوال الشدائد إذ إنه يعمل على تجديد العلاقة بين العبد وربه ويكفر الذنوب التي قد تكون عائقًا أمام تيسير الأمور وتحقيق الطمأنينة النفسية.
كما لا بد من الإشارة إلى أهمية التسبيح باعتباره عبادة عظيمة تحمل معانٍ روحانية تجعل القلب يتذوق حلاوة القرب من الله جل جلاله لذلك فإن إدراك فضل التسبيح يجعل الإنسان يحرص على إدراجه ضمن أولوياته اليومية حيث يمنح النفس سكينة عميقة ويزيد من ميزان الحسنات ويرفع العبد إلى درجات عالية عند الخالق عز وجل ولهذا ينبغي الحرص على الإكثار من الحمد والشكر لله في جميع الأوقات حتى في اللحظات التي تبدو عصيبة لأن وراء كل محنة حكمة إلهية قد تكون خفية عن الأعين ولكنها تحمل الخير في طياتها.
الدعاء للفرج والرزق وسداد الديون
كان النبيّ محمد صلى الله عليه وسلم معروفًا بسمو أخلاقه الكريمة وصفاته النبيلة التي تميّز بها وكان دائمًا يحث أصحابه وأمته على الإحسان، كما كان يشجع على البذل والعطاء وفعل الخير لتأثيرها العظيم في تهذيب النفس وتهدئتها وزرع الطمأنينة في القلوب، وهي من أقرب الوسائل للتقرب إلى الله عز وجل.
ونحن كمسلمين علينا السير على خُطى رسولنا صلى الله عليه وسلم والاتباع لما دعا إليه من سنن وتعاليم حتى نحظى برضا الله في حياتينا الدنيا وننال الفوز العظيم في الآخرة، ومن هذا المنطلق نستعرض هنا مجموعة من الأدعية التي يمكن للمسلم استخدامها كوسيلة للدعاء بالفرج والرزق وسداد الدين:
لا إله إلا الله العظيم الحليم لا إله إلا الله رب العرش العظيم لا إله إلا الله رب السموات ورب الأرض ورب العرش الكريم
اللهم رحمتك أرجو فلا تكلني إلى نفسي طرفة عين وأصلح لي شأني كله لا إله إلا أنت
اللهم إني أسألك بأن لك الحمد لا إله إلا أنت المنان بديع السموات والأرض يا ذا الجلال والإكرام يا حي يا قيوم
اللهم اكفني بحلالك عن حرامك وأغنني بفضلك عمن سواك
اللهم مالك الملك تؤتي الملك من تشاء وتنزع الملك ممن تشاء وتعز من تشاء وتذل من تشاء بيدك الخير إنك على كل شيء قدير رحمن الدنيا والآخرة ورحيمهما تعطيهما من تشاء وتمنع منهما من تشاء ارحمني رحمة تغنيني بها عن رحمة من سواك
اللهم إني أعوذ بك من الهدم وأعوذ بك من التردي وأعوذ بك من الغرق والحرق والهرم وأعوذ بك أن يتخبطني الشيطان عند الموت وأعوذ بك أن أموت في سبيلك مدبرًا وأعوذ بك أن أموت لديغًا
اللهم إني أعوذ بك من الهم والحزن والعجز والكسل والبخل والجبن وضلع الدين وغلبة الرجال اللهم إني أعوذ بك من جهد البلاء ودرك الشقاء وسوء القضاء وشماتة الأعداء
اللهم إني أعوذ بك من زوال نعمتك وتحول عافيتك وفجاءة نقمتك وجميع سخطك
اللهم ربّ السّماوات السّبع وربّ العرش العظيم ربّنا وربّ كل شيء فالق الحبّ والنّوى ومنزل التوراة والإنجيل والفرقان أعوذ بك من شرّ كلّ شيء أنت آخذ بناصيته أنت الأوّل فليس قبلك شيء وأنت الآخر فليس بعدك شيء وأنت الظّاهر فليس فوقك شيء وأنت الباطن فليس دونك شيء اقضِ عنّا الدّين وأغننا من الفقر
وقد ورد في الكتاب الكريم والسنة النبوية مجموعة كبيرة من الأدعية التي تحمل في معانيها فضلًا عظيمًا ورحمة واسعة ومع ذلك لم يتمكّن هذا التقرير من تغطية كافة الأدعية الواردة لذا ندعوكم لمشاركتنا الأدعية التي تعرفونها لتعم الفائدة ويستفيد الجميع بفضائلها من خلال كتابتها في التعليقات.