تُعَدُّ الرياح من الظواهر الطبيعية التي سخّرها الله سبحانه وتعالى لحِكَمٍ عظيمة، حيث تختلف شدتها بين النسيم اللطيف والرياح المعتدلة وصولًا إلى العواصف القوية التي قد تؤدي إلى أعاصير وكوارث طبيعية وقد تترتب على الرياح القوية آثارٌ سلبية ومخاطر متعددة لذلك كان النبي محمد ﷺ يُرشدنا إلى اللجوء إلى الله بالدعاء عند اشتداد الرياح وهبوب العواصف وفيما يلي مجموعة من الأدعية الواردة عنه ﷺ التي يُستحب ترديدها عند هبوب الرياح الشديدة.
- دعاء الرياح والعواصف: اللَّهُمَّ إنِّي أَسْأَلُكَ خَيْرَهَا وَخَيْرَ مَا فِيهَا وَخَيْرَ مَا أُرسِلَتْ بِهِ، وَأَعُوذُ بِكَ مِنْ شَرِّهَا وَشَرِّ مَا فِيهَا وَشَرِّ مَا أُرسِلَت بِهِ اللَّهُمَّ إِنَّا نَسْتَغْفِرُكَ مِنْ كُلِّ ذَنْبٍ يُؤَدِّي إِلَى القُنُوطِ مِنْ رَحْمَتِكَ وَيَحْجِبُنَا عَنْ مَغْفِرَتِكَ وَيَمْنَعُ عَنَّا فَضْلَكَ وَسَعَةَ كَرَمِكَ.
- دعاء الرياح والمطر: جاء في الحديث عن النبي ﷺ أنه كان إذا عَصَفت الرياح قال: اللهم إنِّي أسألك خيرها وخير ما فيها وخير ما أُرسلت به وأعوذ بك من شرها وشر ما فيها وشر ما أُرسلت به.
- دعاء الرياح والغبار: عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله ﷺ قال: «اللَّهُمَّ إنِّي أَسْأَلُكَ خَيْرَهَا وَأَعُوذُ بِكَ مِنْ شَرِّهَا» ويعد هذا الدعاء من الأدعية المباركة التي يُستحب ترديدُها عند اشتداد الرياح وانتشار الغبار.
- دعاء لتهدئة الرياح: روى الإمام الترمذي عن أُبَيّ بن كعب رضي الله عنه أن رسول الله ﷺ قال: «لا تسبُّوا الريح، فإذا رأيتم ما تكرهون، فقولوا: اللهم إنَّا نسألك من خير هذه الريح وخير ما فيها وخير ما أُرسلت به، ونعوذ بك من شر هذه الريح وشر ما فيها وشر ما أُرسلت به».
دعاء الرياح العاتية مكتوب
مع دخول فصل الشتاء وهبوب الرياح القوية التي تؤثر على العديد من الدول العربية يكون الدعاء من أفضل الأعمال التي يلجأ إليها المسلم في مثل هذه الأوقات فالرياح قد تكون رحمة وقد تكون عذابًا بأمر الله سبحانه وتعالى فهو القادر على جعلها وسيلة للنفع أو وسيلة للعقاب ولهذا نجد أن النبي محمد صلى الله عليه وسلم قد علمنا أدعية نرددها عند اشتداد الرياح.
ومع ذلك قد لا يكون لدى البعض معرفة كافية بـدعاء الرياح العاتية لذا فمن المهم الاطلاع على ما جاء في السنة النبوية والاستعانة بالأدعية التي أوصى بها الرسول صلى الله عليه وسلم والتوجه إلى الله بها بإخلاص وتضرع.
- اللهم إنا نستغفرك لكل ذنب يجلب اليأس من رحمتك أو يبعث على القنوط من مغفرتك أو يمنعنا من نيل سعة عطائك، اللهم إنا نتوسل إليك ونتضرع أن تفيض علينا من خزائن جودك برحمتك الواسعة.
- اللهم إنا نستغفرك لكل معصية تستوجب غضبك أو تقربنا من سخطك أو تميل بنا إلى ما نهيتنا عنه أو تبعدنا عن طاعتك ومرضاتك.
- اللهم إن مغفرتك أوسع من ذنوبنا ورحمتك أرجى عندنا من أعمالنا، إنك أنت الغفور الرحيم تغفر لمن تشاء وتعفو عمن تشاء، فاغفر لنا ذنوبنا وتب علينا برحمتك واعف عنا بكرمك.
- اللهم إنا نستغفرك من كل ذنب يمحو الحسنات ويزيد السيئات ويجلب المصائب والنقمات ويغضبك يا رب السماوات والأرض.
- اللهم فرج عني كل هم وبارك لي في أمري واقض عني ديني واغفر لي ذنوبي واملأ قلبي بالرجاء فيك وأغنني بحبك عن كل أحد سواك.
- اللهم يا من لا تشتبه عليه المسائل ويا من لا يشغله نداء عن نداء ويا من لا يعجزه إلحاح الملحين، أعذني من البلاء واجعل لي من كل سوء مخرجًا ونجني من سوء القضاء ومن شماتة الأعداء.
- يا لطيف يا لطيف يا لطيف الطف بي بلطفك الخفي وأعنِّي بعزتك وقوتك، أنتظر فرجك وأرجو رحمتك فارزقني لطفك ولا تكلني لنفسي أو لغيرك، لا إله إلا الله الرحمن الرحيم.
دعاء الرياح بصيغة جديدة
الرياح من الآيات العظيمة التي تعكس قدرة الله سبحانه وتعالى وتدبيره في الكون فهي تسير بأمره وتتحرك وفق مشيئته وهذا يدفع الإنسان إلى التفكر في عظمة الخالق والتأمل في بديع صنعه فقد ورد ذكر الرياح في مواضع متعددة من القرآن الكريم لتوضيح تأثيرها الكبير وكيف أنها قد تكون رحمة للمخلوقات حين تحمل السحب وتسوقها لنواحي الأرض فتسقي الزروع وتحيي الأرض وقد تكون عقابًا إذا شاء الله فجعلها عاصفة مدمرة تقتلع الأشجار وتهدم البنيان.
- روت عائشة رضي الله عنها زوج النبي صلى الله عليه وسلم أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان إذا هبت الرياح دعا الله قائلاً: اللهم إني أسألك خيرها وخير ما فيها وخير ما أرسلت به وأعوذ بك من شرها وشر ما فيها وشر ما أرسلت به.
- وكانت إذا تغير لون السماء أو ظهرت بوادر اضطرابها يظهر القلق على ملامحه فيدخل ويخرج كأنه منشغل الذهن ثم إذا نزل المطر بدا عليه الارتياح فسألته عائشة رضي الله عنها عن ذلك فقال: “لعله يا عائشة كما قال قوم عاد: **فَلَمَّا رَأَوْهُ عَارِضًا مُّسْتَقْبِلَ أَوْدِيَتِهِمْ قَالُوا هَٰذَا عَارِضٌ مُّمْطِرُنَا**”.
تصنيفات الرياح
تُصنَّف الرياح إلى عدة أنواع رئيسية، ويُمكن تقسيمها إلى ثلاثة تصنيفات أساسية:
- الرياح المُوسمية: يتميَّز هذا النوع من الرياح بأنه يحدث خلال مواسم مُحددة من العام ويرتبط بتغيرات الفصول إذ يظهر في أوقات مُعينة من السنة بصورة مُنتظمة مثل الرياح التي تهب على جنوب آسيا خلال فصل الصيف وتُعتبر عاملاً رئيسيًا في التأثير على المناخ في تلك المناطق.
- الرياح المَحلية: تقتصر هذه الرياح على مناطق جغرافية مُعينة ولا تمتد لتشمل مساحات واسعة حيث تكون مُرتبطة بطبيعة الطقس المحلي ومن أبرز أمثلتها “نَوة القاسم” التي تهب على مدينة الإسكندرية سنويًا خلال شهر فبراير وقد تكون هذه الرياح شديدة التأثير على الأحوال الجوية ضمن نطاقها الجغرافي لفترة زمنية مُعينة.
- الرياح اليومية: يُظهر هذا النوع من الرياح تَغيرًا مستمرًا على مدار اليوم نتيجة للفروقات الحرارية بين الليل والنهار حيث تشتد خلال أوقات مُحددة ثم تنخفض شدَّتها في أوقات أخرى ومن الأمثلة عليها “نسيم البحر” الذي يُساهم في تلطيف الأجواء خلال النهار و”نسيم البر” الذي يَنشط أثناء الليل.
