الرسول صلى الله عليه وسلم لم يكن دوره محصورًا في تبليغ الرسالة وتحقيق الأمانة التي أوكله الله بها بل كان له دور عظيم في تهذيب الأمة وإرشادها نحو السلوك الشرعي الصحيح الذي يشمل كل تفاصيل الحياة سواء كانت صغيرة أو كبيرة وقد حرص على توضيح الطريق الأمثل الذي يجب السير عليه في كل شأن من شؤونها ومن بين هذه الأمور التي علمنا إياها هي الآداب الشرعية المتعلقة بدخول الخلاء والخروج منه وهي ليست فقط أوامر بل هي جزء من نهج حياة شامل يهدف إلى حماية الإنسان من كل ما يمكن أن يضره سواء كان ذلك ضررًا جسديًا أو روحيًا أو معنويًا وقد أظهر النبي صلى الله عليه وسلم من خلال توجيهاته الدقيقة للعناية حتى بالتفاصيل البسيطة في حياة الإنسان اليومية أن الإسلام دين شامل ومتكامل يحرص على ربط كل لحظة من حياة المؤمن بالله عز وجل ويغرس في قلبه الشعور الدائم بالامتنان له والالتزام بأوامره.
عند دخول الخلاء كان يُحث المسلم على التزام دعاء معين وهو “بِسْمِ الله، اللَّهُمَّ إنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنْ الْخُبْثِ وَالْخَبَائِثِ” مما يعكس الوعي بأهمية طلب العون والحماية من الله سبحانه وتعالى حتى في أبسط الأمور اليومية وعند الخروج يجدد المؤمن شكره لله وحمده على تسهيل الأمور فيقول “غفرانك” اعترافًا منه بفضل الله عليه في التيسير والتوفيق وهذه التعاليم تظهر مدى الشمولية والاهتمام بالتفاصيل الصغيرة التي يشملها الدين الإسلامي كما أنها تعزز الارتباط العميق بين الإنسان وربه وتذكره دائمًا بأن حياته وعبادته وكل خطواته يجب أن تتجسد فيها الطهارة الروحية والنقاء القلبي والامتثال التام لتعاليم رب العالمين.
نص دعاء الخروج من الخلاء
- (النبي ﷺ كان إذا خرج من الغائط قال: غُفرانَك) [ref]الراوي: عائشة أم المؤمنين | المحدث: الألباني | المصدر: صحيح أبي داود | الصفحة أو الرقم: 30 | خلاصة حكم المحدث: صحيح[/ref].
يدل هذا الحديث على أن المسلم يستحب له عند خروجه من الخلاء أن يبتهل إلى الله طالبًا المغفرة على أي تقصير قد يكون ارتكبه ويعكس هذا الدعاء شعور المسلم بضعفه واعتماده الكامل على نعم الله سبحانه التي لا تعد ولا تحصى وهو تذكير دائم للمسلم بأهمية الامتثال لشكر الله على نعمه المتواصلة التي تجعل أدق التفاصيل في حياته ممكنة.
فكل إنسان يعيش وسط نعم لا تنقطع ولكنه قد لا يستشعر قيمتها إلا عند نقصانها أو فقدانها ولهذا فإن اللحظة التي يخرج فيها المسلم من الخلاء ويتأمل كيف تخلص جسمه بسهولة من الفضلات التي لو بقيت داخله لسببت له أذى تكون فرصة عظيمة للتفكر في عطاء الله الذي منحه القدرة على هضم الطعام والتخلص من الفضلات دون مشقة مما يجعله يعيد صياغة وعيه حول عظمة الله ورحمته الواسعة التي أسبغها على عباده بمنحهم الصحة والقوة ليحظوا بحياة مريحة وآمنة خالية من المخاطر التي يمكن أن تنجم عن اختلال وظائف الجسم.
نص دعاء الدخول إلى الخلاء
عند دخول الإنسان للخلاء يستحب أن يستعيذ بالله للحماية من وساوس الشياطين وأذاهم خاصة أن هذه الأماكن تتسم بالقذارة وتنكشف فيها العورات مما يجعلها بيئة أقرب لتجمع الشياطين واستغلال ضعف الإنسان فيها أهمية الدعاء عند الدخول متعلقة بأمرين أساسيين:
- الأول أنه يحجب عن الإنسان تسلط الشياطين وأذاهم في هذه الأماكن غير الطاهرة.
- الثاني أن الذكر في مواضع النجاسات محرم لذا يجب على المسلم أن يصون ذكر الله ويتنزه عن التلفظ به في هذه المواضع.
وقد أمرنا الله سبحانه وتعالى بالاستعاذة عند دخول الخلاء لتحصيل العصمة من أذى الشياطين حتى الخروج منه هذا التوجيه مأخوذ من سنة النبي صلى الله عليه وسلم الذي كان يداوم على هذا الدعاء عند دخول الخلاء فقد ثبت عن أنس بن مالك رضي الله عنه قوله: كانَ النبيُّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ إذَا دَخَلَ الخَلَاءَ قالَ: اللَّهُمَّ إنِّي أعُوذُ بكَ مِنَ الخُبُثِ والخَبَائِثِ .[ref]الراوي: أنس بن مالك| المحدث: البخاري| المصدر: صحيح البخاري| الصفحة أو الرقم: 142| خلاصة حكم المحدث: [صحيح]| التخريج: أخرجه البخاري (142) ومسلم (375).[/ref]
وقد أوضح الشيخ ابن عثيمين رحمه الله في كتاب “الشرح الممتع” أهمية هذا الدعاء حيث أشار إلى أن الاستعاذة تحمل حماية عظيمة للمسلم فهي تلجئه إلى الله وتكسبه أمانًا من الخبائث وأذى الشياطين في هذه الأماكن التي تعد موطنًا لتجمعهم كما أن هذا الدعاء يُعتبر وسيلة ليحظى المسلم بالحماية من أي ضرر قد يتعرض له خلال وجوده في هذه المواضع.
لذا يجب أن يحرص المسلم على الاستعاذة بالله كلما دخل الخلاء بغرض قضاء الحاجة أو لأي سبب آخر حفاظًا على نفسه من التعرض لأذى الشياطين التي تنتشر في هذه الأماكن النجسة الالتزام بهذا الدعاء يعد سببا في الحماية والطمأنينة حتى يغادر الإنسان المكان بسلام.
وفيما يتعلق بالسؤال المتداول عن إمكانية قول الدعاء نيابة عن طفل صغير يصاحبه الشخص إلى الخلاء يرى بعض العلماء أن القول بالجواز محتمل ويُرجَّح أن الاستعاذة يكون لها فضل في كل الحالات سواء كانت مباشرة أو بنيابة عن الطفل وعليه فإن الدعاء يُستحب أداؤه لكل من يدخل الخلاء دون أن يقتصر فقط على حالة قضاء الحاجة.
قواعد وآداب قضاء الحاجة في الإسلام
لقد جاء الإسلام بمعايير واضحة وآداب راقية تشمل جميع أوجه الحياة اليومية ومنها آداب دخول الخلاء التي تُظهر اهتمام الإسلام بصحة المسلم وسلامته الروحية والجسدية ويبدأ المسلم بتطبيق هذه الآداب من اللحظة التي يُقرر فيها التوجه لقضاء الحاجة حيث يُسنّ أن يُردد الدعاء المأثور عن النبي ﷺ ليكون في حماية الله من شرور الشياطين التي قد تتواجد في مثل هذه الأماكن وقد ورد عن النبي ﷺ أنه قال: “اللهم إني أعوذ بك من الخبث والخبائث” وهذا الدعاء يُقال عند الدخول أما عند الخروج فالسنة أن يقول: “غفرانك” تحقيقًا لطلب المغفرة والبركة.
ومن مظاهر مراعاة الآداب الإسلامية الحرص على الدخول إلى الحمام بالرِّجل اليُسرى والخروج بالرِّجل اليُمنى وهذه الأفعال البسيطة تحمل دلالات على النظام والجمال في الدين كما يجب على المسلم أن يبذل جهده في الابتعاد عن النجاسة والحرص على ألا يعود الرذاذ إلى ثيابه أو جسده مما يعينه على الطهارة والنظافة كما شدّد الإسلام على تجنب قضاء الحاجة في أماكن المواجهة المباشرة للقبلة سواءً بالوجه أو بالظهر احترامًا وتقديرًا لمقامها فإن كان المكان مكشوفًا فلا بد من تغطية العورة وعدم انكشاف الجسد للآخرين بما يحفظ كرامة الإنسان وحياءه.
كل هذه التعاليم جاءت لتُبرز مدى عناية الإسلام بتفاصيل حياة المسلم اليومية وكيف يُقدّم إرشادات تضمن راحته وكرامته وتُعزز من تطهير الروح والجسد وتُظهر انسجامه مع نظم الطبيعة ونظافة البيئة المحيطة.
الذكر المشروع عند دخول الخلاء
الذكرُ المشروعُ عند دخولِ الخلاء ورد عن أنسِ بنِ مالكٍ رضي اللهُ عنه أنه قال إنَّ رسولَ اللهِ صلى اللهُ عليهِ وسلمَ علَّمنا أن نقول: اللَّهُمَّ إنِّي أعُوذُ بِكَ مِنَ الخُبُثِ والخَبَائِثِ. ويُقالُ هذا الدعاءُ قبل دخولِ الخلاء لطلبِ الحمايةِ من أيِّ أذى قد يُصادف المسلمَ هناك بما في ذلك شرِّ الجنِّ أو أي سوء وقد ورد أيضًا أنه إذا دخل المرءُ الخلاء يستحبُّ قولُ البسملة حيث جاء ذلك في حديثٍ عن عليّ بن أبي طالب رضي اللهُ عنه حيثُ بيَّن أن سترَ ما بين أعين الجنِّ وعورات بني آدم عند دخولهم الخلاء يكون بقولِ: بسمِ اللهِ.
- وقد تمَّ إيرادُ هذا الحديثِ مرويًا عن علي بن أبي طالب رضي الله عنه وأُثبتتْ صحتُهُ على يدِ المُحدِّث الألباني وهو مُدرجٌ ضمن صحيحِ الجامع.
- كما أنَّ المصدرَ يُشيرُ إلى أنَّ هذا الحديثَ رواه الترمذيُّ وابنُ ماجه.
تجنب استقبال القبلة أو استدبارها أثناء قضاء الحاجة
ضرورة تجنُّب استقبال القبلة أو استدبارها أثناء قضاء الحاجة يعد من الأداب الإسلامية المهمة والتي تستند إلى توجيه نبوي كريم ورد عن الصحابي الجليل أبي أيوب الأنصاري رضي الله عنه حيث أوضح أن النبي صلى الله عليه وسلم نهى عن التوجه نحو القبلة أو جعلها خلف الظهر خلال قضاء الحاجة سواء كان ذلك للغائط أو البول وأوصى بالتوجه ناحية الشرق أو الغرب كبديل لتجنب هذا الفعل لما للقبلة من حرمة كبيرة ومكانة سامية في الإسلام وحفظ احترامها يُعد من الأمور التي ينبغي عدم التهاون بها.
وقد ورد عن الصحابي الجليل أبي أيوب رضي الله عنه أنه قال:
- – إذا أتَيتُمُ الغائِطَ فلا تَستَقبِلوا القِبلةَ بغائِطٍ ولا بَولٍ، ولكنْ شَرِّقوا أو غَرِّبوا فقَدِمْنا الشَّامَ فوَجَدْنا مَراحيضَ قد بُنيَتْ قِبَلَ القِبلةِ، فكُنَّا نَنحَرِفُ عنها ونَستَغفِرُ اللهَ وهذا يبيّن أهمية مراعاة هذه السنة النبوية في مختلف البيئات والظروف التي قد تكون خارجة عن التحكم المباشر كما يؤكد أيضًا على أهمية الالتزام بهذه التوجيهات الربانية حتى في الأمور اليومية الدقيقة التي قد لا تسترعي انتباه البعض وضرورة الإحساس بعظمة شعائر الإسلام حتى في التفاصيل البسيطة للحياة اليومية لتعزيز الاحترام الكامل لمكانة القبلة ولتنمية الوعي بالمسؤولية تجاه التوجيهات الشرعية.
الحرص على عدم استقبال الرياح أثناء قضاء الحاجة
الالتزام بتجنب استقبال الرياح أثناء قضاء الحاجة يُعد من الأمور التي حضّ عليها الإسلام وقد أوردت السنة النبوية توجيهات في هذا السياق لما لها من أهمية:
ورد عن عبد الله بن عباس رضي الله عنه أنه قال:
- أن النبي صلى الله عليه وسلم مرّ على قبرين وذكر قائلاً: (إنهما ليعذبان وما يعذبان في كبير ثم قال: بلى أما أحدهما فكان يسعى بالنميمة وأما الآخر فكان لا يستنزه من بوله) ثم أخذ عوداً وقام بكسره إلى قسمين وغرز كل قسم على أحد القبرين وقال: (لعلّه يخفف عنهما العذاب ما لم ييبسا).
الامتناع عن الحديث أو الذكر أثناء قضاء الحاجة
ينبغي تجنُّب الحديث أو الذِّكر خلال قضاء الحاجة لما ورد في الروايات التي تُظهِر أن هذا التصرف غير لائق ويخالف السلوكيات المهذبة التي دعا إليها الإسلام حيث يُطلب من الناس الامتناع عن الكلام في هذه الحالة سواء كان بتحية الآخرين أو بأي صورة من صور الأحاديث العادية وقد ورد في ذلك موقف نبوي يُبيِّن أهمية الالتزام بهذا السلوك:
- ثبت أن رجلاً سلَّم على النبي ﷺ وهو في حالة قضاء حاجته فلم يرد عليه السلام مما يُبرز حرص النبي ﷺ على مراعاة الآداب المتعلقة بهذه المواقف وهذا ما يستدل عليه من الحديث الشريف [ref]الراوي: عبد الله بن عمر| المحدث: الألباني| المصدر: صحيح الترمذي| الصفحة أو الرقم: 2720| خلاصة حكم المحدث: حسن صحيح| التخريج: أخرجه مسلم (370) باختلاف يسير.[/ref].
اجتناب استخدام اليد اليمنى للمس الفرج
اجتناب استخدام اليد اليُمنَى عند لمس الفرج هو مسألة أقرّتها السُنة النبوية وأوضحها الرسول صلى الله عليه وسلم في عدة مواقف حيث تهدف هذه التوجيهات النبوية إلى تعزيز الاهتمام بالنظافة الشخصية وترسيخ الآداب الإسلامية في التعامل مع الحالات اليومية وتوجيه المسلم نحو الالتزام بالتهذيب والطهارة في جميع أمور حياته.
وقد جاء في الحديث الشريف عن أبي قتادة رضي الله عنه قوله:
- إذا بال أحدُكم فلا يمَسَّ ذكرَه بيمينِه، وإذا دخل الخلاءَ فلا يتمسَّحْ بيمينِه وإذا شرب فلا يتنفَّسْ في الإناءِ. [ref]الراوي: أبو قتادة| المحدث: الألباني| المصدر: صحيح الجامع| الصفحة أو الرقم: 410| خلاصة حكم المحدث: صحيح| التخريج: أخرجه أبو داود (31)، وأحمد (22708) باختلاف يسير.[/ref]
في هذا الحديث الشريف يضع النبي صلى الله عليه وسلم توجيهات واضحة للمسلم لتجنب استخدام اليد اليمنى أثناء التعامل مع الفرج أو أثناء التطهير بعد قضاء الحاجة في الحمام حيث تحمل اليد اليمنى قدسية خاصة في الإسلام فهي تُخصَّص للأعمال النظيفة كالأكل والشرب ومصافحة الآخرين واستقبال كل ما هو طيب وهكذا يعكس هذا الأدب الإسلامي مدى حرص الشريعة على المحافظة على الطهارة والنقاء في جميع الحالات وقد نبّهنا النبي صلى الله عليه وسلم أيضًا إلى تجنب التنفس داخل الإناء أثناء الشرب حيث تنقل هذه الوصية رسالة عميقة عن أهمية النظافة الشخصية واحترام الآخرين عند مشاركة الطعام أو الشراب لأن التنفس داخل الإناء يمكن أن يؤدي إلى انتقال الجراثيم أو المواد غير المرغوبة إليه ما يجعل هذه التوجيهات شاملة لمفاهيم الطهارة والنظافة والتعامل الحسن في آن واحد.
تجنب قضاء الحاجة في المياه
كان الرسول صلى الله عليه وسلم حريصًا على توجيه تعليماته السامية التي تهدف إلى تحقيق الصحة والسلامة في حياة الناس والمحافظة على البيئة من كل ما يمكن أن يضر بها ومن هذا المنطلق وجه النبي الكريم بالسلوكيات التي ترتبط بالنظافة الشخصية والعامة ومن أهم هذه التوجيهات النهي عن قضاء الحاجة في المياه الراكدة لما يترتب عليه من أضرار صحية وبيئية وأيضًا مراعاة لحقوق الآخرين الذين يعتمدون على هذه المياه وقد ورد حديث صحيح عن أبي هريرة رضي الله عنه يوضح هذا النهي:
- نَهَى أو نُهِي أن يبولَ الرجلُ في الماءِ الدائمِ أو الراكدِ ثم يتوضّأ منهُ أو يغتسلُ منهُ [ref]الراوي: أبو هريرة| المحدث: ابن الملقن| المصدر: البدر المنير| الصفحة أو الرقم: 2/319| خلاصة حكم المحدث: له طريق آخر| التخريج: أخرجه الطبراني في ((المعجم الأوسط)) (3069) واللفظ له، وأخرجه مسلم (282) بمعناه[/ref]
ويحمل هذا النهي بعدًا كبيرًا في حماية الصحة العامة من الأمراض التي قد تنتقل بسبب تلويث المياه الراكدة مثل البرك والمستنقعات فالماء الراكد له طبيعة تختلف عن الماء الجاري الذي يتجدد ويطهر نفسه باستمرار لذا فإن تلويث الماء الراكد يؤدي إلى إفساده وانتشار الأمراض والأوبئة بين الناس هذا الأمر يرتبط أيضًا بمفهوم الأمانة والمسؤولية التي يجب على المسلمين تحملها تجاه الموارد الطبيعية المشتركة التي وهبنا الله إياها إذ أن الحفاظ على المياه جزء لا يتجزأ من الإيمان والتزام المسلم بمبادئ دينه وقد جعل النبي صلى الله عليه وسلم الحفاظ على مصلحة المجتمع ورعاية البيئة جزءًا من الرسالة الأخلاقية التي تتسم بها الشريعة الإسلامية فكانت تعاليمه امتدادًا لقيم العناية بمصادر الحياة الأساسية وضمان سلامتها من كل ما قد يضر بصحة الإنسان والمجتمع ككل.