الحزن والضعف جزء من الطبيعة البشرية، وقد تمر أوقات يشعر فيها الإنسان بالثقل والهم، ولكن من أفضل السبل لتجاوز هذه المشاعر هو التوجه إلى الله عز وجل بالدعاء الخالص الصادق الذي ينبع من أعماق القلب، لأن الدعاء يُعتبر من أعظم العبادات التي تفتح الأبواب المغلقة وتُمنح بها القوة للإنسان مهما بلغت ضعفه، ويُعد سلاحًا فعالًا يُريح القلب ويجلب الطمأنينة للنفس ويُنير طريق التغيير نحو الأفضل.
- اللهم إنّي ضعيف فقوّني، وإنّي ذليل فارفعني، وإنّي فقير فارزقني، أسألك خير الأمور كلها يا أرحم الراحمين، وألتمس منك خواتيم الخير وجوامعه يا مَن وسعتَ رحمتك كل شيء يا رب العالمين.
- اللهم نحن فقراء إلى رحمتك وأحوج ما نكون إلى عونك، لقد اشتدت علينا الهموم وزادت علينا الضرورات، اللهم اجعل لنا فرجًا ومخرجًا ورزقًا من حيث لا نحتسب، يا مفرّج الكروب ويا غافر الذنوب لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين، اللهم اشملني برحمتك واكفني ما أهمّني وخفف عني أثقال نفسي، يا الله يا من أنقذت إبراهيم من الذبح، ورفعت مكانة يوسف فوق من حسدوه وظلموه اجعل لي نصيبًا من رحمتك ولطفك.
- حسبي الله في كُل ما أهمّني وأثقل خاطري، حسبي الله على مَن أراد بي السوء ومن حسدني على نعمك يا رب، حسبي الله على كُل من بغى علي بالظلم أو الحقد، حسبي الله في لحظات ضعفي وفي أوقات موتي، وحسبي الله حين أقف على الصراط يوم لقائك، حسبي الله لا إله إلا هو، عليه أتوكّل وهو رب العرش العظيم وصاحبه.
دعاءُ الحَزين مفاتيحِ الجِنان
يُعَدّ من الأدعيةِ العظيمةِ التي يحتاجها المرءُ في أوقاتِ ضِيقِه وأحزانهِ خاصةً حينما تتكاثر عليه الهمومُ وتشتد الأزماتُ، فَــ هذا الدعاءُ يُساعد الإنسانَ على التوجّه إلى اللهِ بالدعاءِ والاستعانةِ به لرفع الكربِ وتفريج الهمومِ وفتح أبوابِ الرّزقِ والفرجِ، وعندما يلجأ المؤمنُ إلى ربّه في أوقاتِ شدّته وضِيقِه فإنه يزداد قُربًا من اللهِ ويجدُ في الدعاءِ سكينةً تُطمئن قلبَه وتُهدّئ روحَه وتُشعره برضا اللهِ ورحمته.
- اللّهمّ اكفِني ما يَهُمّني وما لا أهتمّ له، وزوّدني اللّهمّ بالتقوى واغفر لِي ذنبي، ووجّهني للخير حَيثُما اتّجهتَ لأنّك الأعلمُ بما ينفعني وأنتَ أرحمُ بعبادك من أنفسِهم.
- اللهم يسّر لي الأمور كلّها وأعِنّي على أموري العَسيرة وأعمِلني بالطاعة واجعل لي من كل ما أحزنني وضايقني أو كان من شؤون الدنيا أو الدين فرجًا عظيمًا ومَخرجًا برحمةٍ منك، ارزُقني يا كريمُ رِزقًا طيبًا يأتي من حيث لا أحتسب واغفر لي جميع ذنوبي واملأ قلبي بمحبتك وحدك وثبّت رجائي فيك وانزع من قلبي التعلقَ بمن سواك حتى تكون أنت السند الذي أركنُ إليه، يا من وسِعت رحمتك كل مخلوقٍ لا غِنى لأحدٍ عن فضلك ولا حاجة مخلوقٍ إلا إليك، يا أحدُ يا صمد انقطَع الرّجاء إلا منك فتفضّل بالعطاءِ يا جوادُ يا كريم.
دعاء الحزين: أناجيك يا موجود بكل مكان
يُعد هذا الدعاء وسيلة عظيمة لمن يلجأ إلى الله في لحظات الضيق والألم، حيث يُعبر المسلم من خلاله عن خضوعه التام واستسلامه لمشيئة الله، وهو تضرع يُتيح للمسلم الاقتراب من الله بإحساس صادق ودعاء مُخلص يجلب الطمأنينة ويفتح أمامه أبواب الرحمة والرجاء، ويمنحه الشعور بالسكينة وسط الأعباء والتحديات التي تعج بها الحياة.
حين يبتهل المسلم بهذا الدعاء يستشعر مدى احتياجه إلى رحمة الله ورضوانه، فيُدرك أن قربه من الله يجلب له النور والفرج رغم كل المصائب التي تُحيط به، فَــ الدعاء بمثل هذه الكلمات يُعبر عن أمل عظيم بالله في كل لحظة وكل مكان.
- أناجيك يا موجودا في كل مكان، لعلك تسمع ندائي، فقد عَظمَ جرمي وقل حيائي، مولاي يا مولاي أتوجه إليك بتوبة أُرددها بكل خضوع وأمل، مهما أعدت ذكر الأوجاع التي واجهتها وما مررت به من أهوال لا أتمكن من وصفها بالكلمات، الموت بذاته كافٍ ليزلزل النفس لكن ما يعقبه أشد وطأة وأكثر تأثيرًا، مولاي يا مولاي أطرق أبواب رحمتك مرات ومرات، أسألك اللطف والمغفرة وأعود إليك لأعتذر وأكرر الرجاء، ومع ذلك لا تزال أعمالي قاصرة عن أن تُظهر حقيقة الوفاء الذي تستحقه مني، فيا غفور يا رحيم امنحني رحمتك التي تسع كل شيء، يا من لا يخيب من يدعوك ويطرق بابك.
- اللهم إني ألجأ إليك من نفسي التي تنازعني وتغلبني، ومن عدو يتربص بي ومن فتن الدنيا التي تُغريني ومن النفس الأمارة بالسوء التي تبعدني عن صراطك المستقيم، لا منجى ولا ملجأ لي من كل ذلك إلا بك يا أرحم الراحمين، مولاي يا مولاي، أنا العبد الفقير بين يديك أرجوك أن تغفر لي زلاتي وترحمني برحمتك الواسعة وألا تتركني لنفسي لحظة واحدة. يا رب العالمين.
دعاء الحزين وأبرز فوائده
يَلتَجِئ المسلم عند الضِّيق والكَرب إلى الدُّعاء باعتباره وسيلة مُهِمة لتخطِّي ما يُواجهه من تَحدِّيات ومَشاقّ الحياة، فالدُّعاء لا يُعَدُّ فقط أداةً لِتحقيق الفرج وتخفيف الأعباء، بل يُساهِم بشَكل فعَّال في بثِّ الطُّمأنينة والسَّكينة في القَلب مما يُساعد المسلم على تجاوز مَراحل اليأس والقلق التي قد تُحيط به، ويُسهِم في تحوُّل حالته من الحُزن والاكتِئاب إلى الحُبور والرِّضا، فالدُّعاء يُضفي شعورًا عَميقًا بالرَّاحة النَّفسية ويساعد في تهذيب المشاعر وإعادة التَّوازن للرُّوح، فيُصبح المؤمن أكثر ثباتًا في مواجهة الشدائد وأكثر قُدرةً على إيجاد الطريق السليم للخروج من مَصاعب الحياة، وهو سبيلٌ للوصول إلى راحة البال وانشراح الصَّدر ورفع المُعنويات في أوقات الأزمات.
- يا عزيز أعزّني ويا كافي اكْفني ويا قوي قوّني ويا لطيف الطُف بي في جميع أموري والطف بي فيما نزل اللهمّ اجعل سلاماً يتبعه اطمئنان لا يعقبه كدر ورضاً يليه اطمئنان لا يتخلّله سخط وفرحاً يسكن القلوب بعد الحُزن والضِّيق اللهمّ املأ قلبي بكلّ الخيرات وازرع فيه اليقين والرجاء اللهمّ اجعل سبلي ميسرة وأيّامي المقبلة مليئة بالبركات والخَير والتوفيق.
دعاء الحزين عن الإمام السجاد
- أتوجه إليك يا من لا يغيب عنك شيء في السماوات ولا في الأرض، يا عليمًا بأدق الأسرار وأخفى الخفايا، أُسلم لك ندائي متضرعًا خاشعًا، فأنا أشعر بثقل ذنوبي وبخجلي من الوقوف بين يديك يا مولاي، أي الآلام أستعرض وأيها أغفل، فإن كان الموت خاتمة المطاف فإنه وحده يكفي ليبعث الرهبة في النفس، فكيف بما ينتظرني بعده من مشاهد أشد وأهوال أعظم، يا من تتسع رحمته لكل المحسنين والمقصرين ويا من آمالنا فيه لا تنتهي، متى أحقق صدق التوبة وأفي بوعودي التي أجدّدها في كل مرة ثم أضعف وأخلفها، أدعو يا الله أن تعينني على الخلاص من هوى أضعفني وعدو يتربص بي، ودنيا تغرني بزيف مظهرها، ونفس تأمرني بالسوء إلا ما رحمت، إليك أتوجه يا سيد الرجاء وخالق النجاة.
- يا من رحم من هم أمثالي من قبل كرمني فيض رحمتك، وإذا كنت قد قبلت توبة ضعافٍ أغرقوا في ذنوبهم فاقبل ضعفي بفضلك وكرمك، يا غافر الذنوب ويا قابل التوبة حين أتى السحرة تائبين من ظلمهم، أُناجيك أن ترافقني رحمتك وعفوك أنا أيضاً، فأنت الذي لا أرى منك إلا الخير ولا أجد منك إلا الإحسان، يا من تفيض عليّ بالعطاء صباحًا ومساءً، ولا ينفد لطفك وفضلك عليّ رغم تقصيري، اجعلني يا مولاي ممن تنالهم المغفرة والرحمة يوم أُلفى وحيدًا في قبرٍ مظلم بين جدران تضيق بي مع عملي الذي جمعته بيدي، وبماذا سأواجه مصيري إذا تخلى عني أقرب الخلق مثل أهلي وأصدقائي وكل من شاركتهم حياتي وكان لهم نصيب في سير أعمالي، فلا معين لي إلا أنت ولا عفو إلا منك.
- يا أرحم الراحمين لو لم تكن رحمتك ملاذي فمن يجود بها عليّ، وإن لم تؤنس وحشتي في ظلمة قبري فمن يُزيل عني رهبته، ومن يُطلق لساني بالنطق حين أسألك عن أعمالي وأنت الأعلم بحقيقتها، إن اعترفت ذنوبي كانت شهادتك دليلًا عليّ وإن أنكرت أقمت عليّ الحجة وأظهرت ما أخفاه قلبي، لا ملجأ لي ولا منجى إلا برحمتك التي أسألها قبل أن تحيط بي قيود النار وتكبل أذرعي وأعناقي، أتوسل إليك بعفوك ورحمتك قبل أن يقسو عليّ العذاب، فلا حيلة لي إلا الندم بين يديك ولا أمل إلا رجاءك يا أرحم من رحم وأجود من غفر.
دعاء الحزين المستجاب بأمر الله تعالى
يُعتَبر من أسمى الوسائل التي يرفع بها المسلم أكفَّ الضراعة إلى الله جلَّ جلاله وهو يخاطبه بخضوعٍ واطمئنان تام بقدرة الله وحكمته ورحمته في كشف الكروب ورفع البلاء وتيسير الأمور فالدعاء يُعزز علاقة المؤمن بخالقه ويزيد من شعوره بمعية الله وطمأنينة قلبه إذ يُدرك أن الراحة والفرج آتيان بإذن الله مهما اشتدت المحن الدعاء أيضًا يُرسخ في نفوس المؤمنين أهمية الاتكال على الله وحده في كافة الأحوال سواء في لحظات الفرح أو أوقات الضيق لأنه يُذكِّر المسلم بأن الله هو الملجأ الأول والأخير في كل الأزمات والتحديات التي يواجها الإنسان في حياته.
- اللهم إني أستعين بك وأتوكَّل عليك وحدك يا الله اللهم اجعل صعوبة أمري ميسّرة وارزقني من فضلك ما يُفرح قلبي وتزيد به حياتي جمالًا وأسألك أن تُبعد عنِّي أسباب الهم والغم وأن تجعل كل أموري بيد رحمتك ولطفك يا أكرم الأكرمين يا واسع الكرم والسخاء.
- يا من استجاب دعوات الأنبياء ورفع البلاء عن المبتلين يا مجيب دعوة المظلومين وكاشف غم المكروبين أتوجّه إليك بقلبي الراجِ وتأمل نفسي وموقنًا برحمتك أن تُزيل كربتي وتُفرّج ضيقي وتجعل لي من أمري فرجًا قريبًا ومخرجًا يا من تُلبّي الدعاء يا سامع الصوت يا كاشف الكُربات يا أرحم الراحمين.
دعاء الحزين من القرآن الكريم والسنة النبوية
إن الله عزَّ وجل يبتلي عباده بقَدَر من الضيق والهم والحزن ليمتحن إيمانهم وصبرهم ومدى رضاهم بقضائه وقدره في حياتهم، وهذا الابتلاء يُعتبر فرصة عظيمة تقرب العبد من ربه وتزيد إيمانه وتعلقه بالله بشكل أعمق، وفي مثل هذه الأوقات يجد الإنسان نفسه بحاجة إلى الأخذ بالأسباب التي تساعده على تخطي الحزن الذي يعيشه وتحقيق الراحة والاستقرار النفسي بما يرضي الله سبحانه وتعالى ويربطه به.
ومن أعظم الوسائل التي يلجأ إليها المؤمن وقت الشدة والحزن هي الدعاء، حيث تُزخر آيات القرآن الكريم وأحاديث النبي صلى الله عليه وسلم بمجموعة من الأدعية المأثورة التي تُعين المسلم على الصبر وتهوِّن عليه مصيبته وتُعينه على استشعار الأمل في الله جل وعلا وتعزز تعلق قلبه به سبحانه، ومن أروع الأدعية التي يُستحب للمسلم أن يلجأ إليها عند الشعور بالحزن أو وقوع مكروه هي الأدعية التالية:
- “لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ الْعَظِيمُ الْحَلِيمُ، لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ رَبُّ الْعَرْشِ الْعَظِيمِ، لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ رَبُّ السَّمَاوَاتِ، وَرَبُّ الْأَرْضِ، وَرَبُّ الْعَرْشِ الْكَرِيمِ” يحمل هذا الدعاء معاني عظيمة تُبيّن عظمة الله وقدرته وحكمته وصبره، حيث يسكب في قلب المسلم شعورًا بالطمأنينة واليقين بأن تدبير الأمور كلها بيد الله سبحانه وتعالى العليم القادر على كل شيء
- “اللَّهُمَّ أعُوذُ برِضَاكَ مِن سَخَطِكَ، وبِمُعَافَاتِكَ مِن عُقُوبَتِكَ، وأَعُوذُ بكَ مِنْكَ لا أُحْصِي ثَنَاءً عَلَيْكَ أنْتَ كما أثْنَيْتَ علَى نَفْسِكَ” يُبرز هذا الدعاء معاني التضرع لله والتسليم الكامل بين يديه، ويُظهر فيه المسلم عجزه التام ورغبته المطلقة في رضا الله عنه وتعلق قلبه برضاه وحده دون سواه
- “اللَّهُمَّ رَحْمَتَكَ أَرْجُو، فَلَا تَكِلْنِي إِلَى نَفْسِي طَرْفَةَ عَيْنٍ، وَأَصْلِحْ لِي شَأْنِي كُلَّهُ، لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ” يجسد هذا الدعاء لجوء العبد لرحمة الله وحسّه بحاجة الدائمة له في كل أموره وخاصةً وقت الضعف والحزن، حيث يُبرز الدعاء التوكل على الله واعتماد العبد عليه في كل صغيرة وكبيرة في حياته
- “لا حول ولا قوة إلا بالله، لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين” يُعبر هذا الدعاء عن معاني العبودية الخالصة لله والخضوع الكامل له مع الاعتراف بالضعف أو الزلل واستغاثة العبد بربه ليفرج همه ويزيح عنه الكرب الذي يضيق به صدره
دعاء الحزين للتغلب على الحزن الشديد مستجاب
في لحظات الضيق الشديد وحين يسيطر الحزن على القلب ويثقل على النفس الإنسان يلجأ إلى الله بالدعاء لطلب الراحة والسكينة حيث يُعد دعاء الحزن الشديد من الوسائل القوية التي يفرّج الله بها الكرب ويحول بها الأحزان إلى راحة وسكينة وطمأنينة ويأتي هذا الدعاء ليكون متنفسًا للإنسان ليعينه على صبره ويمنحه القوة اللازمة لتجاوز أشد الأزمات النفسية بفضل الله ورحمته.
ولكن لبلوَغ استجابة الدعاء لابد أن يترافق ذلك مع أساسيات تقرب العبد من ربه في دعائه وأبرز هذه الأمور هو التوجه إلى الله بقلب يخشعه الإيمان ويملؤه التسليم بقضاء الله وقدره مهما كانت الحكمة خافية ويجب المواظبة على ذكر الله والإكثار من التسبيح والاستغفار لأنها تساهم في تنقية القلب وتحسين العلاقة مع الله وتزيد من فرص القرب منه ولا بد من المحافظة على أداء الصلوات في أوقاتها دون تساهل حيث الصلاة تظل أعظم وسيلة للتواصل مع الله كما أن التقرب إلى الله بجميع صور العبادات والأعمال الصالحة مهما بدت بسيطة يفتح للعبد أبوابًا لا تُحصى من الفضل والرحمة ويزيد من قوة اتصال العبد بربه.
- دعاء الحزين: {اللَّهُمَّ إِنِّي عَبْدُكَ، ابْنُ عَبْدِكَ، ابْنُ أَمَتِكَ، نَاصِيَتِي بِيَدِكَ، مَاضٍ فِيَّ حُكْمُكَ، عَدْلٌ فِيَّ قَضَاؤُكَ، أَسْأَلُكَ بِكُلِّ اسْمٍ هُوَ لَكَ سَمَّيْتَ بِهِ نَفْسَكَ، أَوْ أَنْزَلْتَهُ فِي كِتَابِكَ، أَوْ عَلَّمْتَهُ أَحَدًا مِنْ خَلْقِكَ، أَوِ اسْتَأْثَرْتَ بِهِ فِي عِلْمِ الْغَيْبِ عِنْدَكَ، أَنْ تَجْعَلَ الْقُرْآنَ رَبِيعَ قَلْبِي، وَنُورَ صَدْرِي، وَجَلَاءَ حُزْنِي، وَذَهَابَ هَمِّي}.
دعاء الحزن والضيق والتخفيف من الهموم
يمر الإنسان أحياناً بظروف قاسية وأزمات تكون بمثابة اختبار من الله جل وعلا وهي تذكير بضرورة التمسك بالصبر والإيمان بأن الله لا يكتب لعبده إلا خيراً حتى وإن خُفيت الحكمة عليه في لحظتها وعلى المؤمن أن يحذر من أن يستسلم لليأس أو يجعل الحزن يتحكم بروحه مهما اشتدت عليه المصاعب لأنه يجب أن يكون متيقناً بأن الفرج قريب وأن الله سبحانه وتعالى يسمع دعاء عبده المبتلى ويستجيب له إذا أخلص النية واعتمد قلبه عليه.
وفي هذه اللحظات الصعبة يلجأ العبد إلى أروع وسيلة وأقرب طريق للخلاص وهي الدعاء الذي يُعد السلاح الأقوى وقت الشدائد ليتغلب به على أزماته إذ أن الدعاء يقرب العبد من ربه بشكل عميق لأن الله تعالى وعد عباده في كتابه الكريم بالإجابة حيث قال سبحانه وتعالى إنه قريب ويجيب دعوة الداعي إذا دعاه فينبغي للمؤمن أن يُصدق بوعد الله ويدعوه بصدق وإلحاح.
- يا رب ترى ضعفي وقلة حيلتي يا الله عبدك الضعيف يقف بين يديك لا يملك لنفسه نفعاً ولا ضرراً ولا يجد ملجأً أو ملاذاً سواك أنا أستجير برحمتك وأستظل بعطفك لأنك أنت وحدك القادر على دفع البلاء وحمل كل ما يثقل قلبي ويخيفني أو يقلقني أنت العزيز الرحيم الذي لا يعجزه شيء في الأرض ولا في السماء أسألك يا الله مغفرة تمحو بها كل آثامي وتشرح بها صدري وتجعل ذكري طيباً بين عبادك وتفتح لي كل أبواب الخير وتزيل عني ما أصابني من هم وكرب أرفع يدَي مستعيناً بك يا الله لأنك القادر على كل شيء ولا إله غيرك يجيب دعاء الضعفاء والمحتاجين.
دعاء الحزن البالغ مكتوب
حينما يمر الإنسان بأوقات من الحزن والضيق يحتاج إلى اللجوء إلى ربه سبحانه وتعالى بدعاء صادق ينبع من قلب ممتلئ باليقين والإيمان بأن الله يسمعه وسيرفع عنه الكرب، ولا يتطلب الأمر التقيد بصيغة دعاء معينة، فمن الممكن أن يستخدم المسلم أي كلمات تعبر عن حاجته وشدة تعلقه بربه، بشرط أن تكون تلك الكلمات صادقة نابعة من قلبه تحمل الثقة في الله عز وجل والرضا بحكمه وقضائه، والأهم أن يكون الدعاء ممزوجًا بحسن الظن بالله والتوكل عليه، وفيما يلي دعاء حزين يناجي فيه المسلم ربه عندما تضيق به الدنيا:
- اللهم اكشف عني كل ما يؤرقني يا عالمًا بكل خفايا القلوب يا صارفًا لكل بلاء ومصيبة يا من تُغيث المستغيثين وتجبر قلوب المكروبين، أتوسل إليك وأسألك دعاء من اشتدت به الأحزان وضعفت لديه الأسباب وضاقت عليه الدنيا واستفحل عليه الكرب، دعاء الملهوف المستجير الذي لا ملجأ ولا مفر له إلا منك، أسألك يا رب أن تكفيني كل هم أثقل قلبي وكل كرب ضاقت به روحي، وأن تتولى أمري بلطفك ورحمتك التي لا حد لها ولا منتهى، إنك يا الله على كل شيء قدير.
دعاء تفريج الهموم وإزالة مشاعر الحزن
عندما يُصاب المسلم بالضيق أو الحزن يكون أول ما يلجأ إليه هو التوجه إلى الله عز وجل بالدعاء باستخدام أدعية تفريج الهم والحزن، لأن القرب من الله سبحانه وتعالى والاعتماد عليه بإخلاص هو السبيل الذي يفتح أبواب الرحمة والسكينة، ولا أحد يستطيع رفع الهموم والكروب عنا سوى الله سبحانه وتعالى، فهو القادر على تفريج كل كرب وإزالة كل ضيق. وكل ألم وهم لا يدوم طويلاً لأن وعد الله حق، كما قال في سورة الشرح: “فَإِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْرًا”، وهي آية تحمل طمأنينة بأن بعد كل شدة وضيق يمنحنا الله تعالى فرجًا وخيرًا ورزقًا من لدنه.
- يا ودود، يا ودود، يا ودود، يا ذا العرش المجيد، يا مُبدئ يا معيد، يا فعال لما يريد، أسألك بنور وجهك الذي ملأ أركان عرشك، وأسألك بقدرتك التي استطعت بها على كل خلقك، وأسألك برحمتك التي وسعت كل شيء، لا إله إلا أنت، يا مُغيث أغثني.
أدعية لتحقيق راحة القلب والتخلص من الحزن
الحزن من المشاعر القاسية التي تثقل النفس وتسبب لها التعب والضيق، ويضع الإنسان في حالة من الإحباط التي قد لا يجد منها مخرجًا إلا باللجوء إلى الله بالدعاء، فالدعاء وسيلة عظيمة تمنح القلب السكينة وتزيل الهموم وتعيد للروح طمأنينتها، وهذه مجموعة مختارة من أدعية لراحة القلب وإزالة الحزن التي يمكن ترديدها وقت الأزمات طلبًا للراحة والفرج:
- اللهم إني أسألك سلامًا ما بعده كدر، ورضا ما بعده سخط، وفرحًا ما بعده حزن، يا الله اجعل قلبي مغمورًا بالخير الذي يرضيك عني وينفعني واملأ حياتي بالسرور والبركات.
- اللهم اكفني ما أهمني وما لا أهتم له، اللهم زودني بالتقوى واغفر لي ذنبي، واهدِني دائمًا إلى الطريق الذي يجلب الخير لي ولمن حولي، يا رب يسر لي كل أمر عسر عليّ واملأ أيامي براحة البال وصفاء النفس.
- اللهم يا شاهداً غير غائب، ويا قريباً غير بعيد، ويا غالباً غير مغلوب، أسألك برحمتك أن تفتح لي أبواب الفرج وتيسر لي كل أمري، وأن ترزقني رزقًا واسعًا من حيث لا أحتسب وتجعل لي فرجًا ومخرجًا من كل ضيق وهم.
الدعاء لتيسير الفرج من ضيق الكرب
الدُعاء يُعتبر من أعظم العبادات التي يُحبها الله سبحانه وتعالى، ولكن يجب أن نُبقي في أذهاننا أن هناك أمورًا قد تُعيق استجابة الدعاء وتُسبب تأخرها، ومن هذه الأمور أن يكون مصدر الأكل أو الشرب أو اللباس من الحرام، لأن الله عز وجل لا يُحب أن يعتمد المسلم على شيء غير مشروع في حياته وينبغي على المؤمن أن يتحرى الحلال في كل تفاصيل يومه ليكون دعاؤه أكثر قُربًا من الإجابة.
والابتعاد عن الله بسبب المعاصي والذنوب يُمكن أن يُشكل حاجزًا بين العبد وربه، مثل التهاون في أداء الصلوات أو الصيام والإهمال في أداء ما فرضه الله علينا. كذلك الدعاء بما فيه إثم أو مُخالفة شرعية يُبعد العبد عن رحمة الله ويُقلل من استجابة الدعاء ويجب أن نتحلى بالصبر ولا نستعجل الإجابة لأن الله يعلم الوقت الأنسب لتحقيق ما نطلبه وينبغي علينا أن ندعو بثقة تامة وخشوع عميق، وأن تُرافق قلوبنا يقظة وإيمان أثناء الدعاء، فالله سبحانه عليم بما تُخفيه الصدور.
- يا لطيف، يا لطيف، يا لطيف، الطف بِي بلطفك الخفي، واعني بقدرتك، اللهم إني أنتظر فرجك وأرقب لُطفك، فالطف بي ولا تكلني إلى نفسي ولا إلى غيرك، لا إله إلا الله الرحمن الرحيم، اللهم إني أنزلتُ بك حاجتي كُلها الظاهرة والباطنة، فأنت وحدك يا الله القادر على كل شيء، ونسألك اللهم أن ترزقنا حُسن الظن بك وتُفرج كروبنا وتقضي حوائجنا بما فيه الخير لنا يا أرحم الراحمين.