في كثير من الأوقات يجد الإنسان نفسه في حاجة مُلِحّة إلى قضاء أمر ما أو تلبية حاجة معينة، وهنا لا يبقى للعبد المؤمن إلا اللجوء إلى الله سبحانه وتعالى بالتضرع والدعاء، فهو الرازق الكريم ومصرف الأمور ومصدر كل خير، وعندما يقف الإنسان عاجزًا عن تحقيق ما يرغب فيه، فإنه يجد في الدعاء ملاذه ليناجي ربه ويطلب منه الفرج والرزق ودفع البلاء، ولأن الدعاء هو صلة العبد بربه فإن هناك أدعية مخصوصة تساعد المؤمن على طلب حاجته مع يقين بأن الله سيوفقه لما فيه الخير.
فَــ في حال كنت تسعى لرزق معين أو ترغب بأن يغنيك الله مما أهمّك بالرزق الحلال فَــ يمكنك الدعاء بهذا النص المبارك:
اللّهُمَّ احفظ فرجي ويسر لي أمري واكفني بحلالك عن حرامك وبفضلك عمن سواك، اللهم أسألك أن تغنيني بحلالك عن حرامك وأن تهيئ لي رزقًا مباركًا خالصًا لا شبهة فيه، يا واسع الفضل، يا كريم الجود، يا من لا تنفد خزائنه، اغفر لي ذنوبي وارزقني رزقًا يكفيني ويكفي أهلي بكرمك، إنك أرحم الراحمين.
وفي اللحظات التي يشتد فيها الكرب وتغلق الأبواب أمامك فَيمكنك اللجوء إلى الله طالبًا الفرج العاجل والتيسير بالدعاء التالي:
اللهم إني أسألك خير ما سألك عبدك ونبيك محمد صلى الله عليه وسلم وأعوذ بك من شر ما استعاذ منه عبدك ونبيك، اللهم اجعل لي من أمري مخرجًا وارزقني الفرج العاجل واليسر بعد العسر، أنت تعلم ما حلّ بي وتقدر على كشف الضر عني، يا واسع الفضل، يا قادر على كل شيء، اجعل لي من كل هم فرجًا ومن كل ضيق مخرجًا وأغنني بحلالك عن حرامك وبرحمتك عن كل من سواك يا خير الراحمين.
أما إذا كنت في حالة ضعف أو ظلم وتحتاج إلى من يعينك ويلهمك الصبر والقوة فيمكنك الدعاء بهذا الدعاء المستفيض:
اللهم يا من لا يُعجزه شيء في الأرض ولا في السماء، يا حليم في قدرتك، يا كريم في عطائك، أنت الحليم الذي لا يعجل وأنت العزيز الذي لا يذل، اللهم اجعل لي نصيبًا من الرعاية والحماية منك، وادفع عني أذى خلقك وظلم عبيدك، اجعل لي الحظوة عندك وانصرني على من ظلمني، ولا تجعلني ممن انقطع رجاؤهم من رحمتك، يا واسع الرحمة والمغفرة، صبّرني وثبّتني وكن معي في السراء والضراء، يا منجي المستضعفين ويا ملجأ المنكوبين.
فَــ الدعاء هو الوسيلة العظيمة التي يتقرب بها العبد المسلم إلى خالقه، طلبًا منه لتحقيق ما يطمح له أو تفريج همومه أو دفع كربه، مع الالتزام بأدب الدعاء والحرص على أفضل الأوقات كأوقات السحر وبين الأذان والإقامة، مع اليقين التام بأن الله يجيب دعوة الداعي إذا دعاه وأنه الأعلم بما ينفع عبده وما يضرّه فلا تمل من الدعاء ولا تشك في كرمه وإجابته.
أدعية مأثورة لتيسير قضاء الحاجة الملحة
حينما يُواجه الإنسان ضيقًا أو تعترضه مشكلات كبيرة في حياته فإنه لا يجد ملجأً أو معينًا خيرًا من الله سبحانه وتعالى الذي يُعينه على تجاوزها بالصلاة والصبر واللجوء إليه بالدعاء والتضرع، كما قال الله عز وجل في كتابه الكريم بسورة البقرة: “وَاسْتَعِينُواْ بِالصَّبْرِ وَالصَّلاَةِ وَإِنَّهَا لَكَبِيرَةٌ إِلاَّ عَلَى الْخَاشِعِينَ” فكلام الله تعالى دائمًا ما يُنير القلب ويبعث الراحة والطمأنينة في النفوس.
- اللهم ارزقني تحقيق أُمنياتي واغمرني برحمتك الواسعة ونجني من كل كربة وهم واشرح لي صدري وأزل عني أحمالي، يا رب أنت تعلم خفايا قلبي وبواطن أمري، فاجعل لي من كل ضيق مخرجًا واملأ قلبي بالسكينة بما يليق بحكمتك وعلمك العظيم يا واسع العطاء.
- يا رب لا تجعل حاجتي بيد أحدٍ من خلقك ولا تعلّق قلبي إلا بك وحدك، اللهم ارزقني الاكتفاء بك دون العالمين واجعل رزقي وهداي وسعادتي من لدنك يا غني يا كريم، أنت الغني ونحن المفتقرون إليك، فلا تكلني لأي إنسان سواك يا أكرم الأكرمين.
- يا الله يا من شملت يوسف بتدبيرك فأخرجه من محنته وعوضته خيرًا، اللهم يسر لي أموري كافة وارزقني رزقًا يعجز عن تصوره الخيال، واهدني لخير ما ترجوه لي وأزل عني أي همّ أو ضيق، إنك القادر على تحقيق الأماني وتيسير الصعاب يا عالم الغيب والقريب من عباده.
- اللهم أنت وحدك من نطمح إلى فضله وعطاءه ومنجده، فالخير والرزق وكل النعم تأتي من لدنك، أسألك يا الله أن تغمرني برحمتك وعطائك العظيم، وابعد عني كل مكروه، ولا تجعل قلبي يتعلق إلا بك وارزقني الطمأنينة التي لا يملكها أحد سواك يا ذو الفضل والكرم.
- يا رب انت أعلم بحالي وضعفي الذي لا يعلمه أحد سواك، وأنت القادر على تفريج كربي وتبديل همومي راحة وسكب الطمأنينة في قلبي، اللهم بدل أوجاع نفسي وانثر في حياتي النور والفرح، واملأ أيامي برضاك ومغفرتك يا لطيف.
- يا الله انثر محبتك في قلبي واجعل لذة القرب منك تسكنني وارزقني رضا ينير دربي وسلام يملأ حياتي وكل لحظاتي، اللهم امنحني القوة والصبر والبركة والتوفيق يا رب العالمين، واجعل الجنة غايتي ورضاك مطلبي في حياتي ومماتي، اللهم هب لي من لطفك وهدايتك ما يعينني على طاعتك وييسر لي كل عسر بأمرك يا أرحم الراحمين.
الدعاء المأثور لقضاء الحاجة الملحة المستجاب
هذا الدعاء يُعد من أعظم الوسائل التي يلجأ بها الإنسان إلى ربه في أوقات الضيق والحاجة حيث يحمل هذا الدعاء الكثير من الرجاء بالله والتوكل عليه وهو تطبيق عملي للثقة في رحمة الله وقدرته ومن أصدق الأدعية التي يمكن للإنسان أن يُرددها في مثل هذه الأوقات:
- اللهم إنك تعلم السر وأخفى وتطلع على ما في القلوب وما يظهر منها وما يختبئ بين طياتها يا رب تقبل أعذاري وتجاوز عن تقصيري واغفر لي ذنوبي وأعنّي على تحقيق حاجتي وأنت وحدك القادر على ذلك وأنت أرحم الراحمين.
- يا الله الذي يسمع نجوى المحتاج عندما تخنقه الهموم وتضيق عليه الدنيا بيقين كامل أتوجه إليك وأرفع حوائجي بين يديك وأنت العالم بأحوال العباد والقادر على تفريج الكرب وقضاء الحوائج.
- يا رب أنت حسبي ووكيل أمري أنت سندي إذا خانتني قوتي وأنت الراعي إذا ضللت الطريق فلا تجعل حاجتي عند أحد من خلقك وأكرمني بكرمك الذي لا ينقطع وأغنني بفضلك عن خلقك.
- يا الله يا شافي القلوب المنكسرة وجابر خواطرها يا من تداوي الجروح وتغني النفوس أرجوك يا الله أن تجعلني من السائلين لك وحدك فقط وأن تكفيني بحنانك ورحمتك وكرمك عمن سواك.
- يا رب أنا عبدك الضعيف إلى عونك المُحتاج إلى مددك أرجوك أن تمنحني من رضاك وسعة صدرك ما يهديني وييسر لي كل عسر وأنت العليم بما في نفسي وما يصلح أمري ولا خير إلا ما تختاره لي.
- يا الله كما كرّمتني بالسجود لك وحدك ولّا غيرك يا رب فلا تجعلني يوماً مذلولاً أمام الخلق أو محتاجاً لهم ارزقني سعة في عطائك ووقاراً يحفظني من سؤال العباد لأنك كريم البيع وكثير الجود تحسن إلى من تشاء بلا استحقاق.
- اللهم أسألك أن تُذهب عني كل شعور بالحاجة إلى الناس أكفني بك وأسألك أن تحررني من العجز والضعف وأعوذ بك من سؤال صار بلا رجاء وأمل بك وحدك لا شريك لك.
- يا رب إذا كنت لا تراني أهلاً لأنال ما أتمنى أو أطلبه من خير في هذه الحياة فارزقني ما هو أفضل لحياتي وقلبي بما يغنيني عن كل ما أظنه خيراً وهو ليس كذلك وأدخل الطمأنينة إلى قلبي.
أجمل الأدعية لتيسير قضاء الحاجة
- اللَّهُمَّ يا جابرَ القلوبِ المنكسرةِ يا رافعَ المُعنوياتِ يا من تملكُ التدبيرَ كله يا من تطمئنُّ القلوبُ بذكرك يا من توهبُ الفرجَ للصابرين بحق كرمك وجودك أعني على حاجتي وألهمني القوة على تجاوز همومي وأغنني عن طلبِ أحدٍ سواك.
- اللَّهُمَّ يا مُسببَ الأسباب يا مُجيبَ الدعوات يا من تُدبرُ الأمرَ بأحكامه يا سامعَ كلِّ صوتٍ يا قريبًا من كل داعٍ نسألك يا كريم أن تُفرجَ كربنا وتقضي عنا حاجاتنا وترزقنا من واسع خزائن رحمتك وغناك.
- اللَّهُمَّ إني أرفعُ إليك دعائي وتوسلي أن تفتحَ لي أبوابَ الخير والرضا وأن تُيسرَ أمري كله وأن تجعلَ لي مخرجًا من كل هم وكربة يا من لا تضيع عندك النوايا اجعلني من عبادك المتوكلين عليك وحدك والمعتمدين على رحمتك وكرمك يا أكرم الأكرمين.
الأوقات المستحب فيها رفع الدعاء
الدُعاء عِبادة جليلة يُحبّها الله عز وجل ويحثّ عليها عباده المؤمنين ويجوز للمسلم أن يدعو في أي وقت شاء إلا أن هناك أوقاتًا مخصوصة وردت عن النبي صلى الله عليه وسلم تكون فيها الاستجابة أوفر حظًا وأعظم بركة وتُتيح للعبد فرصة كبيرة للتقرب من ربه والتضرع له بصدق ويقين وهذه الأوقات تحمل فضائل عظيمة ينبغي استغلالها بشكل خاص:
- حين يكون العبد ساجدًا في صلاته حيث يُعتبر في هذه اللحظة أقرب ما يكون إلى ربه وقد ورد عن النبي صلى الله عليه وسلم قوله: “أقرب ما يكون العبد من ربه وهو ساجد فأكثروا الدعاء” لذا يُستحب الإكثار من الدعاء في هذه اللحظة العظيمة.
- في يوم الجمعة تُوجد ساعة محددة يُرجى فيها استجابة الدعوات ويُعتبر هذا اليوم من أعظم الأيام على الإطلاق عند المسلمين لما اختصه الله من فضائل وبركات وقد وردت أحاديث كثيرة تُشير إلى فضل هذا اليوم ومنها قوله صلى الله عليه وسلم: “فيه ساعة لا يوافقها عبد مسلم وهو قائم يُصلي يسأل الله شيئًا إلا أعطاه إياه“.
- في الثلث الأخير من الليل حيث يتجلى فضل الله ونزوله إلى السماء الدنيا في هذا الوقت المبارك إذ يبسط ربُّ العالمين يديه لعباده لينادوا عليه ويتضرعوا إليه ومن فضله أنه قال: “هل من داعٍ فأستجيب له؟ هل من مستغفرٍ فأغفر له؟”.
- إذا دعا العبد بين الأذان والإقامة يُرجى أن يكون هذا الدعاء مستجابًا وقد ورد في الحديث الشريف: “الدعاء لا يُرد بين الأذان والإقامة“.
- عند نزول المطر من السماء حيث يُعد هذا التوقيت من الأوقات المميزة التي تُمطر فيها رحمة الله عز وجل وقد أشار النبي صلى الله عليه وسلم إلى فضل الدعاء في هذا الوقت بقوله: “اثنتان ما تُردان أو قليلًا ما تُردان: الدعاء عند النداء وعند البأس حين يُلحِم بعضهم بعضًا”.
- وقت إفطار الصائم هو من اللحظات العظيمة التي يُستحب فيها الدعاء لما ورد عن النبي صلى الله عليه وسلم: “إن للصائم عند فطره دعوة لا تُرد“.
- في شهر رمضان المبارك تتضاعف الخيرات ويُفتح فيه باب الدعاء على مصراعيه خاصة في الليالي العشر الأخيرة التي تكتنف ليلة القدر المباركة وهي خير من ألف شهر ويُعتبر الدعاء فيها من أعظم العبادات.
- في يوم عرفة الذي يُعتبر أفضل أيام العام ففيه يُستحب للمسلم أن يُكثر من الدعاء لما ورد في الحديث: “خير الدعاء دعاء يوم عرفة وخير ما قلت أنا والنبيون من قبلي: لا إله إلا الله وحده لا شريك له له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير“.
فضائل الدعاء عند قضاء الحاجة
إن حاجَتَنا الدائمة لله سبحانه وتعالى تدفعنا إلى الاقتراب منه بطاعته والابتعاد عما حرَّمه علينا، ومن أجمل وسائل التقرب لله هي عبادة الدعاء، تلك العبادة الجليلة التي منحنا الله إياها كنعمة عظيمة لتحقيق الأمنيات وقضاء الحاجات مهما بلغت صعوبتها، فَــ الدعاء ليس محصورًا بوقت معين بل هو متاح في كل حين، وبإمكاننا أن نتوجه لله في أي لحظة نشعر بالحاجة إليه، لأن الله عز وجل هو القادر وحده على كل شيء.
وَ لا شك أن الله سبحانه وتعالى يستجيب لدعوات عباده إذا كانت قلوبهم مخلصة له ومليئة بالخشوع والخوف من عظمته، فَــ من أهم شروط استجابة الدعاء هو الثقة التامة بيقين في قدرة الله وعظمته على تحقيق ما نرجوه، فمهما اشتدت الظروف أو تعقدت الأمور، ينبغي علينا أن نرفع أكفنا بالدعاء ونتوكل عليه بصدق دون أن نُعلِّق آمالنا على أحد من البشر، فالبشر عاجزون عن نفع أنفسهم أو غيرهم، وجميع الأمور بيد الله وحده، وإذا أراد شيئًا قال له “كن” فيكون، فَــ كيف لنا أن نستغني عن اللجوء لربنا ونُعظم الاعتماد على غيره؟ هو مولانا وسندنا وحافظنا في كل الأحوال.
وإذا مررنا بضيق أو كانت لدينا حاجة نرغب في قضائها، فما علينا إلا أن نبادر بعمل ما أوصانا به رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم وهو أداء صلاة الحاجة، هذه الصلاة التي تتألف من ركعتين نصليهما بنية صادقة للتوجه إلى الله عز وجل بالدعاء والطلب لتحقيق ما نرجوه منه، وتعد صلاة الحاجة فرصة ذهبية لكل مسلم يريد أن يتقرب من ربه بثقة وإخلاص ويطلب منه حاجته بقلب مليء باليقين والتوكل عليه وحده.
