الزواج في الإسلام يُعتبر من أعظم القيم التي أولاها الدين الإسلامي اهتماماً كبيراً لما له من دور في تحقيق الغاية التي خلق الله الإنسان من أجلها وهي عمارة الأرض واستمرار البشرية وتكاثرها وفي ذات الوقت بناء حياة أسرية متماسكة تقوم على أساس من المودة والرحمة والتفاهم بين الزوجين وقد رفع الإسلام من مكانة هذه الرابطة فجعلها من أقدس الروابط التي تجمع بين الرجل والمرأة لتكون وسيلة لتأسيس عائلة تعتمد على أسس المحبة والاحترام والتقدير المتبادل وما يضمن استمرار هذه العلاقة واستقرارها هو تشريع حقوق وواجبات واضحة لكل من الزوج والزوجة بحيث يكون بينهما تفاهم وانسجام يساعدهما على مواجهة تحديات الحياة وتحقيق بيئة أسرية يسودها الاستقرار والترابط العاطفي والتآلف والاحترام المتبادل والتعاون بين الطرفين لتحمل مسؤوليتهما المشتركة ببناء حياة تسودها السعادة والتفاهم والانسجام.
أدعية لتيسير زواج الفتيات المتأخرات عن الزواج
ينبغي لكل فتاة تأخرت في الزواج أن تلتجئ إلى الله عز وجل بصدق وإيمان، وتحرص على أداء الفرائض التي أمر بها وتبتعد عن كل ما يُغضبه وتعيش حياتها وهي تتحلى بالصبر وترى الخير دائماً في حكمته وتكثر من الأعمال الصالحة التي تقرّبها إلى الله سبحانه وتعالى فهو القادر على تبديل الأحوال ورزقها بالزوج الصالح الذي يكون سبباً في سعادتها ويشاركها تفاصيل حياتها ويقف بجانبها في جميع ظروفها ليمنحها الحياة التي لطالما حلمت بها وتمنتها.
هناك مجموعة من الأدعية المحبب الدعاء بها لتيسير الزواج وقصده ومن الأفضل أن تبدأ الفتاة بصلاة ركعتين خالصتين لله ثم قراءة قول الله تعالى في سورة القصص: (رَبِّ إِنِّي لِمَا أَنْزَلْتَ إِلَيَّ مِنْ خَيْرٍ فَقِيرٌ) ثم تتوجه بالدعاء بالأدعية التالية بإلحاح وخشوع:
- اللهم ارزقني بزوج صالح أو زوجة صالحة يكون قلبه طاهراً ولسانه عامراً بالذكر وارزقني منه ذرية برة تكون قرة عين لي ولأهلي، وسخر لي الخير والبركة بإذنك يا أكرم الأكرمين.
- اللهم يا كريم العطاء ويا واسع الكرم، أستعيذك من أن أظل وحيدة وأسألك أن تعجل لي بالزواج الذي يكون خيراً لي في الدين والدنيا والآخرة وارزقني فيه الحياة الطيبة والسعادة مع من أحب بإرادتك يا غافر الذنوب.
- اللهم حصّن جوارحي وبصري وقلبي، واجعلني غنياً بحلالك بعيداً عن الحرام ووفقني لمقاصد الخير في هذه الحياة ورزقني من حيث لا أحتسب.
- يا رب أنت الذي بيدك الأمور كلها وأنت أعلم مني بما هو خير لي إن كنت ترى أن فلان أو فلانة خير لي ولديني ودنياي وآخرتي فاجعله من نصيبي وبارك لي في هذا الأمر وإن كنت ترى غير ذلك، فاكتب لي الخير حيثما كان ورضني بما قسمت لي.
- اللهم إنك أكرمتنا بوعدك في كتابك الكريم بالغنى من فضلك، فاغنني بفضلك العظيم وحقق لي أمر الزواج وارزقني من في قلبه خير وبركة بحق قولك: (وَلْيَسْتَعْفِفِ ٱلَّذِينَ لَا يَجِدُونَ نِكَاحًا حَتَّىٰ يُغْنِيَهُمُ ٱللَّهُ مِن فَضْلِهِ).
- ربي اجعل لي زوجاً صالحاً يعينني في ديني ويبارك لي في حياتي، ويكون لي رفيقاً مخلصاً فإذا رآني أحبني وإذا أمرته أطاعني وإذا غبت عنه حفظني في نفسي ومالي ووفقنا لما تحب وترضى.
أدعية للإسراع في إتمام الزواج
- يا الله كما ذكرت في كتابك العزيز (والله يرزق من يشاء بغير حساب) وقلت (إنّ الله على كلّ شيء قدير) وذكرت أيضًا (بديع السموات والأرض وإذا قضي أمراً فإنما يقول له كن فيكون)، اجمع بيني وبين فلان (فلانة) بما يرضيك وافتح بيننا بالعدل والخير إنك أنت الفتاح العليم وقلت أيضًا (فاطر السموات والأرض جعل لكم من أنفسكم أزواجاً) فارزقني بزوج (زوجة) يكون لي قرة عين وأكون له قرة عين برحمتك يا أرحم الراحمين.
- اللهم يا من تجود بالعطايا دون حساب عجّل بإجابة دعائنا واشفِ صدورنا يا من تعلم بحالنا واحتياجنا وتقدّر أمورنا فارزقنا من فضلك واغفر زلاتنا وذنوبنا وتقبّل أعمالنا يا خبيرًا بكل شيء يا دليل الحائرين والسائلين وجّهنا لما فيه خير لنا في دنيانا وآخرتنا ووفّقنا لما تحبه وتُرضاه يا كريم يا أكرم الأكرمين يا واسع المغفرة والرحمة استجب لنا ولب حاجاتنا يا رحيم بعبادك.
- يا رب أسألك وأنت الواحد الأحد الذي لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفوا أحد، يا من تزيل الهم وتُفرّج الكرب اصرف عني هذا الضيق واملأ قلبي بالطمأنينة وازرع فيه السكينة يا من تقول للشيء كن فيكون ارزقني شريكًا صالحًا يملأ حياتي مودّة وسكينة يكون عونًا لي على طاعتك وذكرك واحفظنا من كل شر يا سامع الدعوات ومجيبها يا من بيده ملكوت كل شيء اجعل بيننا مودة ورحمة واجعلنا في حفظك ورعايتك وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
أهمية الزواج ودوره في تحقيق الاستقرار الاجتماعي
يُعد الزواج عقد يربط بين شخصين ليحقق استقرارًا نفسيًا واجتماعيًا مهمًا ويُعتبر أحد الركائز الأساسية لبناء المجتمعات الإنسانية وتكوين أسر متماسكة وقادرة على العيش بتناغم واستقرار وينطوي على العديد من الفوائد والأبعاد التي تظهر أهميته وتُبرز دوره في حياة الإنسان.
الزواج هو منبع للسكينة للنفس والروح حيث يجد الإنسان فيه ملاذًا للراحة النفسية والاطمئنان الذي يحتاجه بشدة إذ يشكل كلا الزوجين مصدر دعم وإكمال للآخر بحيث لا يمكن لأي طرف أن يعيش مكتملًا بمفرده وبذلك يوفر الزواج بيئة من الوحدة النفسية والهدوء فالمرأة تصبح السكن الذي يمنح الرجل الراحة والثبات فيما يكون الرجل مصدر الدعم والأمان الذي تحتاجه المرأة لينعم الطرفان بحياة يسودها الاستقرار والطمأنينة المتبادلة.
الزواج يعتبر إطارًا للسعادة للطرفين إذ يعمل الزوجان معًا على خلق أجواء تنبض بالحب والمتعة داخل منزلهم حيث الالتزام بالتعاليم والقيم السامية يصبح أساسًا لبيت مليء بالفرح والسعادة المستمرة فينعكس ذلك إيجابيًا على كافة أفراد الأسرة وبالتالي يتحول الزواج ليكون نافذة للسرور والبهجة لكل من الزوجين ولعائلتهم بأكملها.
من أهم مقاصد الزواج هو إبعاده للإنسان عن الوقوع في المحرمات والمعاصي التي نهى الله سبحانه وتعالى عنها، فهو الوسيلة الشرعية لإشباع الاحتياجات الإنسانية وفقًا لما أباحه الدين والأخلاق وما يحفظ النفس من الإنزلاق إلى الفواحش والزنا، يشجع الزواج على التحلي بالعفة ويعمل على تصفية النفس وتهذيبها مما يجعله أداة رئيسية لتحقيق الطهارة الروحية والجسدية.
الزواج يسهم في تأسيس عائلة قائمة على أسس متينة ومستقرة حيث يُعد الوسيلة الوحيدة لإنجاب الأبناء الذين يُعتبرون امتدادًا للحياة وحلقة مستمرة من البشرية في الإسلام نجد أن الزواج يُشجع عليه حتى تستمر البشرية وبدونه ينقطع نسل الإنسان وتعتبر هذه الغاية من أعظم الحكم التي دعا إليها الدين لتحقيق التوازن بين البشرية والطبيعة.
الاعتقاد بأن الزواج قد يكون سببًا في ضعف الموارد المالية أو زيادة الأعباء هو اعتقاد خاطئ على العكس فهو يجلب البركة والرزق لأن الله سبحانه وتعالى وعد الأزواج بأنه يوسع رزقهم ويزيد من خيرهم ومستقبلهم وهكذا يُصبح الزواج منبعًا للبركة ومصدرًا للخير بدلاً من أن يكون عبئًا ماليًا وهذا يتفق مع ما ورد من فضل الله على المتزوجين في الشرع الحنيف.
الزواج يُعزز مفهوم الشراكة والتعاون بين الزوجين إذ يتقاسمون مسؤوليات الحياة ويكملون أدوار بعضهم البعض حيث ينصرف الرجل للعمل وكسب الرزق من أجل تأمين حياة كريمة لأفراد أسرته بينما تكون المرأة هي المحور الرئيسي لتنظيم أمور المنزل وتربية الأبناء الذين يُعتبرون عماد المستقبل بهذا ينشأ جو من التعاون والانسجام المشترك ليحقق رفاهية الأسرة ويضمن استمراريتها بشكل صحي وسعيد.