الدعاء الذي يقول: اللهم إني أعوذ بك من زوال نعمتك، هو من الأدعية الواردة في السنة النبوية وقد ثبت عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أنه كان يردد هذا الدعاء لما فيه من تعبير عن افتقار العبد لرحمة الله وحاجته لحفظ النعم التي أكرمه الله بها وهذا المعنى يتوافق مع ما ورد في كتاب الله حيث قال سبحانه:
﴿وَإِذْ تَأَذَّنَ رَبُّكُمْ لَئِنْ شَكَرْتُمْ لَأَزِيدَنَّكُمْ﴾ مما يؤكد أن شكر الإنسان لنعم الله سبب في دوامها وزيادتها وقد جاء دعاء النبي -صلى الله عليه وسلم- مستندًا للوحي الإلهي لقوله تعالى: (وما ينطق عن الهوىٰ * إن هو إلا وحي يوحىٰ * علمه شديد القوىٰ) والسنة النبوية مليئة بأدعية عظيمة، ومنها هذا الدعاء الذي يوجه المسلم للجوء إلى الله في كل أحواله.
- «اللهم إني أعوذ بك من زوال نعمتك وتحول عافيتك وفجاءة نقمتك وجميع سخطك».
النص الكامل للدعاء: اللهم إني أعوذ بك من زوال نعمتك
يتنعم الإنسان بالكثير من الخيرات التي قد لا يدرك قيمتها أحيانًا بينما يُحرم غيره منها ورغم ذلك فإن الجميع يعيشون في نِعَم لا يمكن إحصاؤها، وهذا ما أشار إليه المولى عزَّ وجلَّ في قوله: {وَإِن تَعُدُّوا نِعْمَةَ اللَّهِ لَا تُحْصُوهَا ۗ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ} في هذا الدعاء تحديدًا يظهر وعي الإنسان بكمية النعم التي أنعم الله بها عليه ورغبته في دوامها واستمرارها إذ لا أحد يود أن يفقد الخير الذي رزقه الله إياه.
«اللَّهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنْ زَوَالِ نِعْمَتِكَ وَتَحَوُّلِ عَافِيَتِكَ وَفُجَاءَةِ نِقْمَتِكَ وَجَمِيعِ سَخَطِكَ».
الحديث النبوي الشريف: اللهم إني أعوذ بك من زوال نعمتك
جاء في السنة النبوية دعاء اللهم إني أعوذ بك من زوال نعمتك وهو من الأدعية التي تحمل معاني عظيمة يحتاجها كل مسلم لما فيه من استعاذة بالله من فقدان النعمة وتحول العافية ونزول البلاء المفاجئ والسخط الإلهي.
حيث يوصي العلماء بالمداومة على هذا الدعاء وجعله ضمن الأذكار اليومية لما يضفيه من طمأنينة في قلب المؤمن وارتباطه بالتوكل على الله وطلب الحفظ من التقلبات التي قد تغير الأحوال وتجلب المشقة فقد كان النبي صلى الله عليه وسلم يحث على هذا الدعاء لما فيه من معانٍ شاملة تمسّ حياة الإنسان في جميع أحواله مما يجعله من الأدعية التي لها أثر عظيم في حياة المسلم.
عن عبدالله بن عمر -رضي الله عنهما- قال: قال رسول الله – صلى الله عليه وسلم -: «اللهم إني أعوذ بك من زوال نعمتك، وتحوُّل عافيتك، وفُجاءة نقمتك، وجميع سخطك»؛ رواه مسلم.
مدى صحة الحديث النبوي: اللهم إني أعوذ بك من زوال نعمتك
الأحاديث النبوية تتفاوت من حيث القبول بين ما هو صحيح بثبوت سنده عن النبي ﷺ بلا خلاف وبين الأحاديث الحسنة التي تُقبل مع وجود اختلاف يسير حول درجتها وهناك أيضًا الأحاديث الضعيفة التي لا تستند إلى رواية قوية ولا يُعتمد عليها في الأحكام.
أما فيما يخص حديث اللهم إني أعوذ بك من زوال نعمتك فهو حديث صحيح ولا يُوجد في صحته أي خلاف إذ ورد في صحيح مسلم برقم 2739، وهذا المصدر يُعد من أوثق وأدق الكتب في جمع الأحاديث النبوية بجانب صحيح البخاري مما يؤكد أن الحديث ثابت وصحيح عند المحدثين وأهل العلم.
شرح مفصل لهذا الدعاء ومعانيه
دعاء “اللهم إني أعوذ بك من زوال نعمتك” من الأدعية العظيمة التي يُستحب أن يلهج بها العبد، فهو يجمع بين الدعاء بالحفظ في الدنيا والآخرة، كما أنه يتضمن طلب الثبات على النعم وعدم زوالها، ويتجلى ذلك في شرح دعاء اللهم إني أعوذ بك من زوال نعمتك وفق المعاني التالية:
- اللهم إني أعوذ بك من زوال نعمتك: يتوجه العبد إلى ربه بالسؤال أن يحفظ له النعم التي أنعم بها عليه سواء كانت نعمًا دينية أم دنيوية ويبقى أعظمها على الإطلاق نعمة الإسلام التي هي أعظم ما يُكرَم به الإنسان فمن يسأل الله ثبات النعم فإنه يسأل أولًا أن يثبت قلبه على الإيمان ثم يسأل أن يديم الله عليه جميع ما وهبه من خيرات في حياته.
- وتحوُّل عافيتك: في هذا الجزء من الدعاء يُلِحّ العبد في طلب الوقاية من تغير الحال من الأفضل إلى الأسوأ لأن العافية من أعظم النعم وإذا زالت أو تبدلت فقد يصبح الإنسان في حال من المشقة والابتلاء وقد يكون هذا التحول بسبب استغلال النعم فيما لا يرضي الله فيبتلى العبد بزوال الراحة التي كان ينعم بها.
- وفُجاءة نقمتك: هنا يسأل الداعي ربه أن يُجنّبه المصائب التي تأتيه بغتة حيث إن الابتلاءات المفاجئة تثقل على النفس وقد لا يكون العبد مستعدًا لمواجهتها ومن أشدها الموت المفاجئ وقد خاف منه السلف الصالح ودعوا الله أن يقيهم من هذا النوع من الرحيل لأنه قد يحرم صاحبه من الاستعداد للدار الآخرة.
- وجميع سخطك: تتجلى أهمية هذا الدعاء في كونه استجارة من كل ما قد يؤدي إلى غضب الله وسخطه فالمؤمن يعلم أن الذنوب والمعاصي من أعظم أسباب نزول العقوبات الإلهية لذا فهو يبتهل إلى الله أن يبعده عن كل ما يجلب الغضب الإلهي وبهذا يتحقق له رضا الله الذي يجلب الخير والبركة كما جاء في الحديث الشريف: «ﻣﻦ ﺃﺭﺿﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﺑﺴﺨﻂ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﺭﺿﻲ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻨﻪ ﻭﺃﺭﺿﻰ ﻋﻨﻪ ﺍﻟﻨﺎﺱ، ﻭﻣﻦ ﺃﺭﺿﻰ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﺑﺴﺨﻂ ﺍﻟﻠﻪ ﺳﺨﻂ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺃﺳﺨﻂ ﻋﻠﻴﻪ ﺍﻟﻨﺎﺱ».
الترجمة الإنجليزية لدعاء: اللهم إني أعوذ بك من زوال نعمتك
يقول الله -سبحانه وتعالى- في كتابه العزيز: (إِن تَكْفُرُوا فَإِنَّ اللَّهَ غَنِيٌّ عَنكُمْ وَلَا يَرْضَىٰ لِعِبَادِهِ الْكُفْرَ وَإِن تَشْكُرُوا يَرْضَهُ لَكُمْ…) وهذا تأكيد على أن الله -عز وجل- لا يحتاج شكر العباد لكنه يحب أن يروا نعمه ويقدروها حتى يمنحهم المزيد فشكر النعمة سبب في دوامها ودوام الرزق والبركة لهذا عندما يردد المسلم دعاء “اللهم إني أعوذ بك من زوال نعمتك” سواء بلغته الأم أو بأي لغة أخرى فإنه يطلب من الله -تعالى- أن يحفظ له النعم التي أكرمه بها وأن يجنبها الزوال أو النقصان سواء كانت في الصحة أو المال أو راحة النفس والبال لأن الله هو المتصرف في كل شيء يمنح النعم متى شاء ويسلبها متى شاء وكل ذلك بحكمته وعدله.
O Allah, I seek refuge in Thee from the withdrawal of Thine blessing and the change of Thine protection (from me) and from the sudden wrath of Thine, and from every displeasure of Thine.»
ŏ ặł ł ặĥ, í śěěk řěfugě íŋ țĥěě fřŏɱ țĥě wíțĥdřặwặł ŏf țĥíŋě ßł ěśśíŋg ặŋd țĥě cĥặŋgě ŏf țĥíŋě přŏțěcțíŏŋ ..(fřŏɱ ɱě) ặŋd fřŏɱ țĥě śudděŋ wřặțĥ ŏf țĥíŋě, ặŋd fřŏɱ ěvěřŷ díśpł ěặśuřě ŏf țĥíŋě.»
o̯͡ a̯͡l̯͡l̯͡a̯͡h̯͡, i̯͡ s̯͡e̯͡e̯͡k̯͡ r̯͡e̯͡f̯͡u̯͡g̯͡e̯͡ i̯͡n̯͡ t̯͡h̯͡e̯͡e̯͡ f̯͡r̯͡o̯͡m̯͡ t̯͡h̯͡e̯͡ w̯͡i̯͡t̯͡h̯͡d̯͡r̯͡a̯͡w̯͡a̯͡l̯͡ o̯͡f̯͡ t̯͡h̯͡i̯͡n̯͡e̯͡ b̯͡l̯͡e̯͡s̯͡s̯͡i̯͡n̯͡g̯͡ a̯͡n̯͡d̯͡ t̯͡h̯͡e̯͡ c̯͡h̯͡a̯͡n̯͡g̯͡e̯͡ o̯͡f̯͡ t̯͡h̯͡i̯͡n̯͡e̯͡ p̯͡r̯͡o̯͡t̯͡e̯͡c̯͡t̯͡i̯͡o̯͡n̯͡ (f̯͡r̯͡o̯͡m̯͡ m̯͡e̯͡) a̯͡n̯͡d̯͡ f̯͡r̯͡o̯͡m̯͡ t̯͡h̯͡e̯͡ s̯͡u̯͡d̯͡d̯͡e̯͡n̯͡ w̯͡r̯͡a̯͡t̯͡h̯͡ o̯͡f̯͡ t̯͡h̯͡i̯͡n̯͡e̯͡, a̯͡n̯͡d̯͡ f̯͡r̯͡o̯͡m̯͡ e̯͡v̯͡e̯͡r̯͡y̯͡ d̯͡i̯͡s̯͡p̯͡l̯͡e̯͡a̯͡s̯͡u̯͡r̯͡e̯͡ o̯͡f̯͡ t̯͡h̯͡i̯͡n̯͡e̯͡.»
ᴼ ᴬᴸᴸᴬᴴ, ᴵ ˁᴱᴱᴷ ᴿᴱᶠᵁᴳᴱ ᴵᴺ ᵀᴴᴱᴱ ᶠᴿᴼᴹ ᵀᴴᴱ ᵂᴵᵀᴴᴰᴿᴬᵂᴬᴸ ᴼᶠ ᵀᴴᴵᴺᴱ ᴮᴸᴱˁˁᴵᴺᴳ ᴬᴺᴰ ᵀᴴᴱ ᶜᴴᴬᴺᴳᴱ ᴼᶠ ᵀᴴᴵᴺᴱ ᴾᴿᴼᵀᴱᶜᵀᴵᴼᴺ (ᶠᴿᴼᴹ ᴹᴱ) ᴬᴺᴰ ᶠᴿᴼᴹ ᵀᴴᴱ ˁᵁᴰᴰᴱᴺ ᵂᴿᴬᴛᴴ ᴼᶠ ᵀᴴᴵᴺᴱ, ᴬᴺᴰ ᶠᴿᴼᴹ ᴱᵛᴱᴿʸ ᴰᴵˁᴾᴸᴱᴬˁᵁᴿᴱ ᴼᶠ ᵀᴴᴵᴺᴱ.»
نشر دعاء: اللهم إني أعوذ بك من زوال نعمتك عبر تويتر
مع تزايد المحتوى المتنوع على وسائل التواصل الاجتماعي تظل الأدعية والأذكار من أكثر المنشورات تداولًا بين المستخدمين، لا سيما يوم الجمعة حيث تُنشر الصلوات على النبي محمد صلى الله عليه وسلم مصحوبة بأدعية تُلهِم النفوس وتملأ القلوب سكينة ومن بين الأدعية التي تحظى باهتمام واسع ويكثر تداولها دعاء اللهم إني أعوذ بك من زوال نعمتك تويتر الذي يُشارك بصيغ مختلفة ومُشكلة بأساليب فنية تضفي عليه طابعًا روحانيًا يعزز التدبر في كلماته واللجوء به إلى الله تعالى.
«اللهم إني أعوذ بك من زوال نعمتك وتحول عافيتك وفجاءة نقمتك وجميع سخطك»
«اللَّهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنْ زَوَالِ نِعْمَتِكَ وَتَحَوُّلِ عَافِيَتِكَ وَفُجَاءَةِ نِقْمَتِكَ وَجَمِيعِ سَخَطِكَ»
ﷲ ۛ ּﷻمۭ ̨إنۨــېْۧ ּٵ̍؏ــۏڌ ּبــڪ ̨مۭــنۨ ּژۏٰا̍ڶ ּنۨــ؏ــمۭــٿــک ּۏٺــحۡــۄڷ ̨؏ــٰا̍ڣــېْۧــٺــڪ ۛ ּﯟڣــڄۚــٰٱ̍ءۃ ۛ ּنۨــڦــمۭــٿــگ ۖ ﯣڃۚــمۭــﯧْۧــ؏ ڛۣــڅۡــطــڪ ۗ
آ͠ل͠لَّ͠هُ͠مَّ͠ إِنِّ͠ي͠ أَعُ͠و͠ذُ͠ بِ͠گَ͠ مِ͠نْ͠ زَ͠وَ͠آ͠لِ͠ نِ͠عْ͠مَ͠تِ͠گَ͠ وَ͠تَ͠حَ͠وُّ͠لِ͠ عَ͠آ͠فِ͠يَ͠تِ͠گَ͠ وَ͠فُ͠جَ͠آ͠ءَةِ نِ͠قْ͠مَ͠تِ͠گَ͠ وَ͠جَ͠مِ͠ي͠عِ͠ سَ͠خَ͠طِ͠گَ͠
آلُِلَُِّهـُمَّ إِنِّي أَعٍُوُذَُ بَِڪَ مِنْ زَْوَُآلُِِ نِعٍْمَتِڪَ وَُتَحٍَوُُّلُِِ عٍَآفُِيَتِڪَ وَُفُُجٍَآءَةِ نِقٌْمَتِڪَ وَُجٍَمِيعٍِ سَخـَطُِڪَ
الہٰلہَّٰهُمَّ إِنِّيٰ أَعُوذُ بِٰٰكہَٰ مِنْ زَوَالہِٰ نِعْمَتہِٰكہَٰ وَتہَٰحہَٰوُّلَہِٰ عَافہِٰيَٰتہِٰكَ وَيَہُٰنِقْمَتہِٰكَ وَجَمِيْعِ سهَٰخَطہِٰكَ