متى يكون الدعاء مستجاب

متى يُستجاب الدعاء؟ هذا السؤال يتردد في أذهان الكثير فالدعاء يُعد من أعظم العبادات وأقرب الوسائل للتواصل مع الله سبحانه وتعالى وهو منة عظيمة وفضله كبير ومع ذلك قد يتساءل البعض لماذا يدعون كثيرًا ولا يجدون استجابة وهنا يدور التساؤل حول الأسباب التي تؤدي إلى تأخر استجابة الدعاء أو لماذا في بعض الأحيان لا يتحقق وكيف يمكن أن يكون الدعاء أقرب إلى القبول وما هي العوامل التي تساهم في تحقيق الاستجابة من الله عز وجل هذه التساؤلات وغيرها سيتم توضيحها وشرحها بالتفصيل هنا فتابع القراءة لمعرفة المزيد.

  • متى يكون الدعاء مستجابًا بسرعة؟ هناك أوقات مميزة يكون فيها الدعاء أقرب للقبول ومن هذه الأوقات بعد زوال الشمس وقبل صلاة الظهر فقد ثبت عن النبي ﷺ أنه كان يُصلي أربع ركعات عقب زوال الشمس قبل دخول وقت الظهر وهو وقت يُستحب فيه الإكثار من الدعاء.
  • ما هو أفضل وقت للدعاء أثناء قيام الليل؟ يبدأ قيام الليل بعد صلاة العشاء ويستمر حتى طلوع الفجر غير أن أفضل أوقاته للدعاء هو الثلث الأخير من الليل ففي هذا الوقت يتنزل الله سبحانه وتعالى إلى السماء الدنيا وينادي: “هل من داعٍ فأستجيب له؟” لذلك فإن من يدعو في هذا الوقت يُرجى له الاستجابة بفضل الله.
  • ما هي الشروط التي تجعل الدعاء مستجابًا؟ استجابة الدعاء ترتبط بعدد من الشروط ومنها الإخلاص الكامل لله وحده والابتداء بحمد الله والثناء عليه ثم الصلاة على النبي ﷺ وخَتم الدعاء بالطريقة نفسها كما يجب أن يكون لدى الداعي يقين تام بأن الله سيستجيب مع المثابرة وعدم استعجال النتائج لأن الله يُجيب الدعاء في التوقيت الذي يراه الأصلح لعبده.
  • ما هي الصلاة التي يُستجاب فيها الدعاء؟ صلاة قيام الليل تُعد من الصلوات ذات الفضل العظيم وهي من العوامل التي تجعل الدعاء أقرب للاستجابة والوقت الأمثل للدعاء فيها هو الثلث الأخير من الليل حيث يتنزل الله في هذا الوقت ويُجيب دعاء من يُناجيه بإخلاص وتضرع.

أجمل الأدعية الدينية التي يُرجى استجابتها

  • (اللهم ازرَع في قَلبي رجاءَك وابْعِدني عن التعلق بغيرك حتى لا يكون لي أمل إلا بك اللهم أي أمرٍ لا أمتلك له القوة ولا أملك عنه العلم الكافي ولم يخطر ببالي سؤاله أو طلبه وأعطيتَه أحدًا من قبل أو ستعطيه أحدًا بعد فاجعل لي منه نصيبًا بواسع رحمتك يا أرحم الراحمين).
  • اللهم بحَق قولِك (ليس لها من دون الله كاشفة) اكشف عني كل همٍّ وغم أنت وحدَك الذي تعلم الخفايا وتملك صرف كل بلاء أغثني يا الله أدعوك دعاءَ من ضاقت به الدنيا وتلاشت قوته وانقطعت به السبل دعاءَ عبدٍ تائهٍ في بحر الحياة لا يجد حيلةً ولا مخرَجًا ارحم ضعفي وأغثني بلطفك وتولَّني برحمتك.
  • اللهم أنت ملجئي وأنت ملاذي أتضرع إليك بأسمائك الحسنى الواحد الأحد الفرد الصمد وبكل اسمٍ عظيمٍ لك أن تُيسّر لي أموري وتُفرّج عني كل ما ضايقني وما أثقل قلبي وعجزتُ عن مواجهته.
  • (سبحانك يا رب ما أرحمك وأنت أعلم بحالي وبما يضيق صدري وأنت القادر على كل شيء وحدَك تعلم ما أشعر به وتملك تغييره أنت ثقتي وأملي فلا تخيّب رجائي اجعل ظني بك حسنًا واجعل القرآن شفاءً لقلبي ودواءً لهمّي يا رب صلاحُ الحال كله بيدك والصلاة والسلام على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين ولا حول ولا قوة إلا بالله).
  • اللهم يا أنيس كل وحيد ويا سند كل ضعيف يا من أنت أقرب من القلب للعروق يا حكيم يا عزيز يا حي يا قيّوم يا ذا العظمة والكرم أزل عني كل همٍّ ويسر لي أمري كله اللهم رحمتك أملي فلا تتركني لنفسي طرفة عين ودبّر لي أمري كله.
  • (اللهم يا لطيف أدبّر أمري كله بلطفك الخفي وصنعك الحكيم في كل ما يُثقل عليَّ ويسبب لي الضيق يا من لا يعجزه شيء أنت الواحد الأحد القادر على رفع كل بلاء وكشف كل غم فرّج عني ما أنا فيه).

العوامل المؤدية إلى استجابة الدعاء

هناك عدة عوامل تساهم في استجابة دعاء المسلم، ومن أبرز هذه العوامل:

  • الإخلاص لله وحده في الدعاء، فلا يجوز أن يكون الدعاء لغيره أو أن يُشرك معه أحد، فالله سبحانه هو القادر على إجابة الدعوات.
  • التحلي بالصبر وعدم الاستعجال في طلب الإجابة، فالمؤمن يجب أن يواصل الدعاء ولا يتركه إن لم يُستجب له فورًا، فالعجلة ليست من صفات أهل الإيمان والله يحب من يلح في الدعاء بثقة.
  • تحري الكسب الحلال والابتعاد عن المحرمات بجميع أشكالها، فالمال الطيب هو أحد أسباب قبول الدعاء، لأن الله طيب لا يقبل إلا الطيب.
  • التوبة النصوح والعودة إلى الله باستغفار صادق مع السعي لترك الذنوب والتمسك بطريق الاستقامة، فالله يحب التوابين.
  • حسن الظن بالله واليقين التام بأن الاستجابة قادمة، فالعبد عندما يدعو يجب أن يكون موقنًا بأن الله يسمعه وسيستجيب له متى شاء.
  • انتهاز الأوقات التي يُرجى فيها استجابة الدعاء، مثل وقت السحر وبين الأذان والإقامة وآخر ساعة من يوم الجمعة وغيرها من الأوقات التي وردت في النصوص الشرعية.
  • الإكثار من الأعمال الصالحة والطاعات، فالدعاء المقرون بعمل الخير يكون أقرب إلى القبول.
  • الحرص على الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، فترك هذه الأمور قد يكون سببًا في المنع من استجابة الدعاء.

الضوابط الشرعية لقبول الدعاء

هناك مجموعة من الضوابط الشرعية التي يجب الالتزام بها ليكون الدعاء أقرب إلى الاستجابة:

  • يُستحب أن يكون الداعي مستقبلًا للقبلة رافعًا يديه عند الدعاء مع انتقاء أجمل العبارات وأحسن الألفاظ عند مناجاة الله عز وجل.
  • يبدأ العبد دعاءه بحمد الله والثناء عليه، ثم يُتبع ذلك بالصلاة على النبي ﷺ، فهذه من آداب الدعاء التي تضفي عليه روحانية وتزيد من بركته.
  • الحرص على الابتعاد عن الذنوب والمعاصي مع الإكثار من الاستغفار، لأن الاستغفار من أعظم الأسباب التي تفتح أبواب التوفيق وتُعجّل بالإجابة.
  • استشعار الخشوع أثناء الدعاء مع حضور القلب، فهذا يدل على صدق التوجه إلى الله.
  • عدم رفع الصوت أثناء الدعاء، فمن الأفضل أن يكون الدعاء نابعا من القلب دون تكلف في العبارات أو تصنع في السجع، فالمسلم يناجي ربه بطريقته الصادقة وبأسلوبه البسيط.
  • التحلي بالإلحاح في الدعاء وعدم الاستعجال في انتظار الإجابة، فالله عز وجل يحب أن يلح عبده في طلبه ويكرر دعاءه دون ملل.
  • اللجوء إلى الله والتوسل إليه بأسمائه الحسنى وصفاته العظيمة، فهذا من أعظم أسباب قبول الدعاء.
  • الإكثار من الدعاء في كل الأحوال سواء في أوقات الرخاء أو الشدة، فمن اعتاد ذكر الله ودعاءه في وقت اليسر فإن الله سبحانه لا ينساه عند وقوع الكرب.

الأمور التي تحول دون استجابة الدعاء

هُناك العديد من الأسباب التي قد تحول دون استجابة الدعاء، ومن أبرزها:

  • اكتساب المال من مصدر غير مشروع، فالأكل أو الشرب أو اللباس إذا كان ناتجًا عن كسب محرم، فإن ذلك يعد من العوامل التي تمنع قبول الدعاء، لذلك ينبغي على الإنسان أن يتحرى الحلال في رزقه ويتجنب أي موارد مشبوهة أو محرمة.
  • قسوة القلب التي تنشأ بسبب كثرة الذنوب، فعندما يعتاد الإنسان على المعاصي دون توبة أو استغفار، يصبح قلبه قاسيًا، وهذا يؤدي إلى ابتعاده عن رحمة الله مما يؤثر على استجابة دعائه.
  • الدعاء بأمور محرمة أو التعدي على الآخرين، كأن يدعو الشخص على غيره بغير وجه حق أو يطلب أمورًا فيها قطيعة رحم، فمثل هذه الأدعية لا تُستجاب لأن الله لا يحب الظلم ولا يرضى بتفكك العلاقات الأسرية.
  • التسرع في طلب الإجابة، حيث يسارع البعض إلى الدعاء ثم يستعجل النتيجة، وعندما لا يرى استجابة فورية يتوقف عن الدعاء، وهذا غير صحيح، لأن المؤمن يجب أن يكون لديه يقين بأن الله سيستجيب له في الوقت المناسب وفق حكمته وقدره، وعليه ألا يتوقف عن الدعاء مهما تأخرت الإجابة.
  • إهمال الفرائض والواجبات التي أمر الله بها، مثل الصلاة والعبادات الأساسية، فمن كان مقصرًا في أداء حقوق الله تعالى كيف له أن يتوقع استجابة دعائه وهو لا يفي بما أوجبه الله عليه.

الأوقات المباركة لاستجابة الدعاء

الأوقات المباركة التي يُرجى فيها استجابة الدعاء كثيرة ينبغي على المسلم أن يغتنمها ويتوجه إلى الله بالدعاء والتضرع لما لها من فضل عظيم على العبد ومن أبرز هذه الأوقات:

  • عند الأذان وقبل إقامة الصلاة فهذا الوقت من المواقيت التي يُستحب فيها الدعاء وقد ورد في الأحاديث أنه لا يُردّ فيها الدعاء.
  • في لحظة السجود حيث يكون العبد أقرب ما يكون إلى ربه وهو في حالة خضوع وتذلل تام، لذا فإن الدعاء في هذه اللحظة يُستجاب بإذن الله.
  • الثلث الأخير من الليل حينما ينزل الله إلى السماء الدنيا وينادي: “هل من داع فأستجيب له هل من سائل فأعطيه” وهو وقت تُستجاب فيه الدعوات بإذن الله.
  • في يوم الجمعة حيث يُرجى أن تكون ساعة الإجابة فيه خلال أواخر ساعاته قبل غروب الشمس وهو وقت تزداد فيه بركة الدعاء واستجابته.
  • عند هطول المطر فهو وقت نزول الرحمة من الله لذا يُستحسن الإكثار من الدعاء في هذه اللحظات المباركة.
  • ليلة القدر وهي من أعظم ليالي السنة حيث تفضل على غيرها من الليالي بأجرها العظيم والدعاء فيها يُستجاب بإذن الله.
  • يوم عرفة وهو من أفضل أيام السنة حيث يتحرى فيه المسلمون الرحمات والمغفرة ويكون الدعاء فيه ذا مكانة عظيمة خاصة للحاج الذي يقف بعرفة.
  • يوم عاشوراء وهو من الأيام التي يُستحب فيها الذكر والاستغفار والتضرع إلى الله والدعاء فيه له فضل كبير.
  • دعاء الصائم سواء أثناء صيامه أو عند إفطاره حيث ثبت أن للصائم دعوة لا تُرد عند فطره.
  • دعوة المظلوم فقد وعد الله بنصر المظلوم وأكد أن دعوته ليس بينها وبين الله حجاب فهي مستجابة ولو بعد حين.
  • الدعاء لشخص بظهر الغيب وهو من الدعوات المباركة التي يُؤمّن عليها الملك قائلاً: “ولك بمثل” فيناله من الخير مثل ما دعا به لأخيه المسلم.
  • في أوقات العمرة والحج إذ يجتمع فيها شرف المكان والزمان مع الطاعة مما يُكسب الدعاء فيها فضلًا عظيمًا.
  • خلال العشر الأوائل من ذي الحجة حيث تُعد من أعظم الأيام عند الله والعمل الصالح فيها محبوب ومن ضمنه الدعاء فيُستحب الإكثار من التضرع فيها.

الله سبحانه وتعالى يسمع دعاء عباده غير أن استجابة الدعاء ترتبط بحكمة الله ورحمته فقد يمنح العبد ما سأل أو يدفع عنه شرًا أو يدخره له إلى وقت أنسب ولهذا فمن الواجب على المؤمن أن يكون على يقين بعدل الله ورحمته وأن يعتاد الشكر في كل الأحوال فيقول دائمًا: الحمد لله على كل حال.

إيمان محمد محمود، خريجة تكنولوجيا التعليم والمعلومات ، أعمل مدرب حاسبات ونظم، كاتبة مقالات في العديد من المواقع ، متخصصة في الأدعية والاخبار السعودية علي موقع كبسولة ، للتواصل معي capsula.sa/contact_us .

0 0 التصويت
Article Rating
الاشتراك في تنبيهات التعليقات
نبّهني عن
guest
0 تعليقات
الأقدم
الأحدث الأكثر تصويتا
التعليقات المضمنة
عرض جميع التعليقات
0
اكتب تعليقك او استفسارك وسنرد عليك في أقرب وقت بمشيئة الله تعالىx
()
x