يُمثل الدعاء أثناء السعي بين الصفا والمروة أحد الأوقات المباركة التي ينبغي على المسلم أن يغتنمها في ذكر الله والتضرع إليه فقد قال -سبحانه وتعالى- في كتابه العزيز: (إِنَّ الصَّفَا وَالْمَرْوَةَ مِن شَعَائِرِ اللَّهِ ۖ فَمَنْ حَجَّ الْبَيْتَ أَوِ اعْتَمَرَ فَلَا جُنَاحَ عَلَيْهِ أَن يَطَّوَّفَ بِهِمَا) مما يدل على أن السعي بين هذين الموضعين جزء من الشعائر التي فرضها الله على عباده الذين مَنّ عليهم بشرف زيارة بيته الحرام سواء للحج أو العمرة.
وينبغي للمسلم أن يحرص على الدعاء أثناء السعي بين الصفا والمروة لما فيه من القرب إلى الله واستجابة الدعوات حيث يُعد هذا الوقت من الأوقات التي يضاعف فيها الأجر ويُستحب فيها الإكثار من التهليل والتسبيح والاستغفار وسؤال الله من فضله وكرمه بما شاء.
- اللهم احفظني بالإسلام في جميع أحوالي واحفظني في قيامي، واحفظني في قعودي واحفظني في رقادي ولا تجعل لي حظًا في شماتة حاسد أو عدو اللهم إني أسألك من الخير كله ما علمت منه وما لم أعلم، وأعوذ بك من الشر كله ما علمت منه وما لم أعلم، فأنت الكريم الذي لا يخيب من سألك.
- يا رب لك الحمد بما أنت أهله لا قابض لما بسطت، ولا باسط لما قبضت ولا مقرّب لما باعدت، ولا مباعد لما قرّبت ولا مانع لما أعطيت ولا معطي لما منعت، فاللهم اجعل نصيبنا من فضلك واسعًا وأكرمنا بعطاياك، وأنزل علينا من بركاتك ورحمتك وكرمك يا أكرم الأكرمين.
- اللهم اغفر لنا جميعًا من كان منا حيًا أو ميتًا، الحاضر والغائب الصغير والكبير الذكر والأنثى اللهم من كتبت له الحياة فوفقه لطاعتك، ومن قبضته إليك فاجعل خاتمته على الإيمان، واسكنه فسيح جناتك برحمتك يا أرحم الراحمين.
الأدعية المستحسنة أثناء السعي بين الصفا والمروة
يُستحب للعبد أن يدعو الله أثناء السعي بين الصفا والمروة وهذان الجبلان يقعان في مكة المكرمة بالمملكة العربية السعودية حيث يَكون جبل الصفا عند أسفل جبل أبي قبيس في الجهة الجنوبية الشرقية من مكة
أما جبل المروة فهو جبل صغير يقع في الجهة الشمالية الشرقية من الكعبة المشرفة ويتصل بجبل قيقعان المعروف هناك ويبدأ السعي من الصفا انتهاءً بالمروة.
- اللهم إنك قلت في كتابك العزيز ادعوني أستجب لكم، دعوناك ربنا فاغفر لنا كما أمرتنا إنك لا تخلف الميعاد ربنا إننا سمعنا مناديًا ينادي للإيمان أن آمنوا بربكم فآمنا ربنا فاغفر لنا ذنوبنا وكفّر عنا سيئاتنا وتوفّنا مع الأبرار ربنا وآتنا ما وعدتنا على رسلك ولا تخزنا يوم القيامة إنك لا تخلف الميعاد.
- ربنا عليك توكّلنا وإليك أنبْنا، وإليك المصير ربنا اغفر لنا ولإخواننا الذين سبقونا بالإيمان ولا تجعل في قلوبنا غلًا للذين آمنوا ربنا إنك رؤوف رحيم.
- اللهم قِنِي عذابك يوم تبعث عبادك، اللهم اهدني بهداك ونقّني بالتقوى واغفر لي في الدنيا والآخرة اللهم ارزقنا من بركاتك ورحمتك وفضلك ورزقك.
- اللهم إني أسْألك النعيم المقيم، الذي لا يزول أبداً اللهم اجعل في قلبي نورًا وفي سمعي نورًا وفي بصري نورًا وفي لساني نورًا وعن يميني نورًا ومن فوقي نورًا ومن تحتي نورًا وفي نفسي نورًا وعظّم لي نورًا رب اشرح لي صدري ويسّر لي أمري.
- اللهم ارزقني خشيتك في السر والعلانية، وكلمة الإخلاص في الغضب والرضا وأسألك نعيمًا لا ينفد وسعادةً لا تنقطع.
الأدعية المأثورة خلال السعي بين الصفا والمروة
أول من قامت بالسعي بين جبلي الصفا والمروة هي السيدة هاجر زوجة نبي الله إبراهيم وأم نبي الله إسماعيل -عليهم السلام- إذ تركهما النبي إبراهيم -عليه السلام- في وادٍ غير ذي زرع امتثالًا لأمر الله.
وبحثت السيدة هاجر عن الماء لرضيعها إسماعيل الذي كان يبكي من شدة العطش فسعت بين الجبلين سبع مرات حتى فجر الله لها عين ماء زمزم التي أصبحت معجزة باقية إلى يومنا هذا ومنذ ذلك الحين صار السعي بين الصفا والمروة من الشعائر الأساسية التي لا يصح الحج أو العمرة دون الإتيان بها ومن الأدعية المأثورة أثناء السعي بين الصفا والمروة:
- ربنا نجنا من النار سالمين غانمين فرحين مستبشرين مع عبادك الصالحين الذين أنعمت عليهم من النبيين والصديقين والشهداء والصالحين وحسن أولئك رفيقًا فهذا من فضلك وعلمك المحيط بكل شيء لا إله إلا الله حقًا.
- رب اشرح لي صدري ويسر لي أمري وأعوذ بك من وساوس الصدر وشتات الأمر وفتنة القبر اللهم إني أعوذ بك من شر ما يحمله الليل ومن شر ما يحمله النهار ومن شر ما تسوقه الرياح برحمتك يا أرحم الراحمين سبحانك ما عبدناك حق عبادتك سبحانك ما ذكرناك حق ذكرك.
- اللهم إني أعوذ بك من الكفر والفقر وأعوذ برضاك من سخطك وبمعافاتك من عقوبتك وأعوذ بك منك لا أستطيع أن أوفيك ثناءً أنت كما أثنيت على نفسك فلك الحمد حتى ترضى.
- اللهم لك أسلمت وبك آمنت وعليك توكلت وإليك أنبت وبك خاصمت اللهم إني أعوذ بعزتك لا إله إلا أنت أن تضلني أنت الحي الذي لا يموت والجن والإنس يموتون.
الأدعية المشروع قولها عند الصعود على الصفا والمروة
تبلغ المسافة بين الصفا والمروة بعد التوسعات الأخيرة ما بين 375 مترًا إلى 405 مترًا ولم يرد في النصوص الشرعية دعاء معين يُقال عند الصعود على الصفا والمروة ولكن ثبت عن النبي ﷺ في الحديث الصحيح أنه «حتى أتى المروة ففعل على المروة مثل ما فعل على الصفا..»
لذلك يُستحب أن يُردد الساعي نفس الدعاء الذي قاله عند الصعود على الصفا وهو متوجه نحو الكعبة المشرفة حيث يبدأ بحمد الله والصلاة على النبي محمد ﷺ ثم يهلل ثلاث مرات قائلًا: الله أكبر، الله أكبر، الله أكبر كما ورد عن رسول الله ﷺ مع تكرار الدعاء ثلاث مرات بعد كل تكبيرة.
- لا إله إلا الله وحده أنجز وعده ونصر عبده وهزم الأحزاب وحده لا شيء قبله ولا بعده يحيي ويميت وهو الحي الذي لا يموت بيده الخير وإليه المصير وهو على كل شيء قدير.
- رب اغفر وارحم واهدني إلى سبيل الخير والرشاد.
- (رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الآخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ) [البقرة:201].
- اللهم إنك عفو تحب العفو فاعفُ عني واغفر لي.
- اللهم إني أسألك رضاك والجنة، وأعوذ بك من غضبك وعذاب النار.
- يا حيُّ، يا قيُّوم، برحمتك أستغيث، أصلح لي شأني كله ولا تكلني إلى نفسي طرفة عين.
- اللهم إني أسألك الجنة وما قرب إليها من قولٍ وعمل وأعوذ بك من النار وما قرب إليها من قول وعمل.
- اللهم إني أسألك الخير كله عاجله وآجله وأغفر لي خطاياي وارحمني برحمتك يا أرحم الراحمين.
ما يُستحب من ذكر أثناء السعي بين الصفا والمروة
لم يرد في السنة النبوية نص محدد يُبيّن ما يُقال أثناء السعي بين الصفا والمروة لكن يُستحب للمعتمر أو الحاج خلال سعيه بين الجبلين في الأشواط السبعة أن يُكثر من ذكر الله -سبحانه وتعالى- بالتسبيح والتهليل والتكبير إضافة إلى الإكثار من الاستغفار والدعاء مع الحرص على أن تشمل الأدعية الخير في الدنيا والآخرة كما يُستحب الدعاء للآخرين إذ إن ذلك من أسباب استجابة الدعاء.
- يا ربَّ السموات ورب الأرض ورب العرش العظيم ربنا ورب كل شيءٍ، فالق الحب والنوى ومنزل التوراة والإنجيل والفرقان، أعوذ بك من شر كل شيءٍ أنت آخذٌ بناصيته.
- اللهم أنت الأول فليس قبلك شيء، وأنت الآخِر فليس بعدك شيء وأنت الظاهر فليس فوقك شيء، وأنت الباطن فليس دونك شيء اقضِ عنا الدَّين، وأغنِنا من الفقر.
- اللهم إني أسألك العافية في الدنيا والآخرة، اللهم إني أسألك العفو والعافية في دِيني ودنياي، وأهلي ومالي اللهم استُرْ عوَرْاتي، وآمِنْ رَوْعاتي اللهم احفظني من بين يديَّ ومِن خلفي، وعن يميني وعن شمالي ومِن فوقي وأعوذ بعظمتك أن أُغتالَ من تحتي.
الأذكار المأثورة خلال السعي بين الصفا والمروة
يُؤدَّى السَّعيُ بين الصَّفا والمروة في سبعة أشواط بحيث يبدأ السَّاعي من جبل الصَّفا الواقع في الجهة الجنوبية الشرقية من الكعبة المُشرَّفة ثم يتجه نحو جبل المروة في الطرف الآخر فيُحتسب له بذلك شوط واحد وعند عودته من المروة إلى الصفا يُعتبر الشوط الثاني ويظل يكمل الأشواط حتى يُتمَّ سبعة أشواط.
يُستحب أثناء السَّعي أن يُكثر الساعي من ذِكر الله -سبحانه وتعالى- مقتديًا بما وَرَد عن النبي ﷺ ومن الأفضل أن تكون الأشواط متتابعة دون انقطاع ولكن في حال احتاج الساعي إلى راحة قصيرة فلا بأس بذلك بشرط ألا تكون طويلة.
- الله أكبر الله أكبر الله أكبر كبيرًا والحمد لله كثيرًا.
- الله أكبر الله أكبر الله أكبر ولله الحمد.
- لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد، يُحيي ويميت وهو على كل شيء قدير.
- سبحان الله والحمد لله، ولا إله إلا الله والله أكبر، ولا حول ولا قوة إلا بالله.
- الله أكبر الله أكبر، لا إله إلا الله، الله أكبر الله أكبر ولله الحمد، الله أكبر كبيرًا، والحمد لله كثيرًا، وسبحان الله بُكرةً وأصيلًا.
- لا إله إلا الله وحده لا شريك له له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير.
- لا إله إلا الله وحده، أنجز وعده ونصر عبده وهزم الأحزاب وحده.
- الله أكبر الله أكبر الله أكبر ولله الحمد، سبحانك ما شكرناك حق شكرك يا الله سبحانك ما أعلى شأنك يا الله.
- لا إله إلا الله تعبُّدًا ودِقًّا، لا إله إلا الله ولا نعبد إلا إيَّاه مُخلِصين له الدين ولو كَرِه الكافرون.
- الله أكبر الله أكبر الله أكبر ولله الحمد، لا إله إلا الله وحده صدق وعده ونصر عبده وهزم الأحزاب وحده، لا إله إلا الله ولا نعبد إلا إيَّاه مُخلصين له الدين ولو كره الكافرون.
الدعاء الوارد عند الهرولة بين الصفا والمروة
يُستحب لمن يؤدي نُسك الحج أو العمرة أن يلتزم ببعض السنن أثناء السعي بين الصفا والمروة حيث يُفضل أن يمشي بطبيعته خلال الأشواط الثلاثة الأولى ثم يُسرع في الأشواط الأربعة المتبقية، وتُعرف هذه السرعة بالهرولة وهي أمرٌ خاص بالرجال دون النساء، وتأتي هذه السنة اقتداءً بما فعلته السيدة هاجر -رضي الله عنها- حينما كانت تسعى بحثًا عن الماء لنجلها النبي إسماعيل عليه السلام، والمقصود بالهرولة هنا زيادة السرعة بشكل يسير دون الوصول إلى الجري السريع، أي أن يقوم الساعي بمدّ خطوته أكثر من المعتاد.
- اللهم حبِّب إليَّ الإيمان وزَيِّنه في قلبي وكَرِّه إليَّ الكفر والفُسوق والعِصيان واجعلني من عبادك الراشدين.
- ربِّ زِدني علماً ولا تُزِغ قلبي بعد إذ هديتني وهَب لي من لدُنك رحمة إنك أنت الوهاب.
- اللهم عافِني في سمعي وبصري لا إله إلا أنت اللهم إني أعوذ بك من عذاب القبر.
- لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين.
- أعوذ بك يا الله من الجوع؛ فإنه بِئس الضَّجيعُ وأعوذ بك من الخِيانة؛ فإنها بِئست البِطانة.
- يا الله إني أسألك كما هديتني للإسلام أن لا تنزعه مني حتى تتوفاني وأنا مسلم.
- يا رب اجعل في قلبي نوراً وفي سمعي نوراً وفي بصري نوراً.
- رب إني أسألك الهُدى والتُّقى والعفاف والغِنى.
- لك يا الله الحمدُ كما تقول وخيراً مما نقول.
الدعاء المستحب عند انتهاء السعي بين الصفا والمروة
لم يرد عن النبي ﷺ دعاء محدد يُقال عند السعي بين الصفا والمروة، ولكن يُسنّ أن يُكثر الساعي من الذكر والتضرّع والدعاء خلال السعي. كما يُستحب عند إتمام أشواط السعي السبعة أن يُختتم بالحمد لله والصلاة والسلام على النبي ﷺ، تمامًا كما كان يفعل عند الوقوف على جبلي الصفا والمروة في بداية السعي.
- ربنا تقبل سعينا واغفر لنا ذنوبنا وتقبل توبتنا وثبّتنا على طاعتك وأعنّا على ذكرك وشكرك وحسن عبادتك لا تكلنا إلى أنفسنا طرفة عين ولا إلى أحدٍ من خلقك وأحسن عاقبتنا في الأمور كلها واجعل آخر كلامنا من الدنيا شهادة أن لا إله إلا الله وأن محمدًا رسول الله.
- اللهم اجعل ختام أعمالنا رضاك ومغفرتك وأعنّا على فعل ما يُرضيك وسهل لنا سبيل الوصول إلى رحمتك يا جابر العثرات يا كاشف الكربات يا سامع الأصوات يا من بيده مفاتيح الخيرات يا من لا تنفد خزائنه ولا يتعاظمه شيء في الأرض ولا في السماء.