يحرص عدد كبير من المسلمين على البحث عن الصيغة الصحيحة لدعاء الاستخارة لما له من أهمية كبيرة عند اتخاذ القرارات التي يكتنفها الحيرة والقلق سواء تعلق الأمر بالزواج أو العمل أو أي أمر يتطلب التوفيق والسداد لأن صلاة الاستخارة تُعد أحد الوسائل الهامة التي يلجأ إليها المسلم للتوكل على الله عز وجل واستجلاب الخير في شتى أمور حياته خاصة تلك التي قد يلتبس عليه الأمر فيها ولهذا نستعرض فيما يلي مجموعة من أبرز الأدعية المرتبطة بصلاة الاستخارة وفقًا لمختلف الحالات.
دعاء الاستخارة للزواج
اللَّهُمَّ إن كُنت تَعلم أنَّ هذا الزواج خيرٌ لي في ديني ومعاشي وعاقبة أمري فاقدره لي ويسره لي ثم بارك لي فيه، وإن كنتَ تَعلَم أنَّ هذا الزواج شرٌّ لي في ديني ومعاشي وعاقبة أمري فاصرفه عني واصرفني عنه، واقدُر لي الخير حيث كان ثم أرضني به.
دعاء الاستخارة في الامتحانات
تُعتبر الامتحانات من الأمور التي تخلق الكثير من التوتر والتردد، خاصة عند اتخاذ قرارات متعلقة بالدراسة والمذاكرة ومن الأدعية التي يمكن للطلاب التوسل بها في تلك اللحظات:
اللَّهُمَّ ارزقني قوة الحفظ وسرعة الفهم وصفاء الذهن اللهم أرشدني إلى الصواب في الجواب ووفقني إلى أعلى المراتب في الدنيا والآخرة.
دعاء الاستخارة للعمل
في الغالب قد يواجه الإنسان ترددًا عند التفكير في وظيفة جديدة أو عمل معين وقد لا يكون متأكدًا من القرار الصحيح وهنا يمكن الاستعانة بالدعاء التالي:
اللَّهُمَّ إن كُنت تعلم أن العمل المراد خيرٌ لي في ديني ومعاشي وعاقبة أمري فاقدره لي ويسره لي، اللَّهُمَّ وإن كُنت تعلم أن هذا العمل شرٌّ لي في ديني ومعاشي وعاقبة أمري فاصرفه عني واصرفني عنه واقدُر لي الخير حيث كان ثم ارضني به.
دعاء الاستخارة للخطوبة
قرارات الخطوبة والزواج من أكثر القرارات المصيرية التي تستوجب طلب العون من الله عز وجل والحكمة في اتخاذ القرار ومن أدعية الاستخارة المناسبة لهذا الموقف:
اللَّهُمَّ إن كنت تعلم أن خطبتي من فلانة بنت فلان خير لي في ديني ومعاشي وعاقبة أمري فاقدُرها لي ويسرها لي، اللَّهُمَّ وإن كنتَ تعلم أن هذه الخطبة شرٌّ لي في ديني ومعاشي وعاقبة أمري فاصرفها عني واصرفني عنها، واقدُر لي الخير حيث كان ثم ارضني به.
حكم دعاء الاستخارة للزواج من شخص معين
يؤكد أهل العلم أن دعاء الاستخارة للزواج من شخص مُعيّن مما أقرّه الشرع وتهدف صلاة الاستخارة إلى التوجّه إلى الله عز وجل بطلب الهداية والإرشاد في الأمور التي يشعر الإنسان فيها بالحيرة ولا يستطيع الجزم إن كانت فيها منفعة وخير له أم لا، وكذلك في الحالات التي يتعين عليه فيها اتخاذ قرار بين خيارين مختلفين، لذلك فإن دعاء الاستخارة للزواج بشخص معين يُعد مشروعاً ومقبولاً لأن الإنسان بطبيعته يجهل أين يكمن الخير، وقد يواجه تردداً في قضايا مثل هذه التي قد تؤثر بشكل كبير على مستقبله ومستوى استقراره، مثل موضوع الزواج الذي يعد من القرارات الحاسمة التي تُحدث تغيراً محورياً في حياة المرء، ومن هنا تأتي أهمية الاستخارة كوسيلة يعتمد فيها الإنسان على الله تمام الاعتماد ويثق بحكمته سبحانه لكي يسوقه للتوجه نحو ما فيه خير له وصلاح لأحواله.
دعاء الاستخارة للزواج بدون صلاة
دعاء الاستخارة الذي ورد عن الرسول الكريم -صلى الله عليه وسلم- وأعلمه لصحابته -رضوان الله عليهم أجمعين- ووصل إلينا عبر السنة النبوية، يُقدم من خلال أداء ركعتين ثم يُقال بعدهما الدعاء الخاص بالاستخارة ويُطلب فيها الهداية من الله -سبحانه وتعالى- وهذا الترتيب جاء ليُبرز حرص النبي -عليه الصلاة والسلام- على تحقيق مصلحة المسلم وجمعه بين خير الدنيا والآخرة بما يتفق مع حكمة الله عز وجل الذي يختار لعبده ما هو الأصلح والأفضل لتحقيق الخير له في حياته.
فـأداء الصلاة قبل الدعاء ليس فقط وسيلة للتقرب من الله واستجلاب رحمته بل هي عبادة تُكسب المسلم الأجر وتزيد من فرص قبول الدعاء لذا كانت الصلاة جزءًا لا يتجزأ من عملية الاستخارة لتجمع بين العبادة والثقة بحسن اختيار الله لعبده.
أما بشأن دعاء الاستخارة للزواج بدون صلاة فإن الأفضل والأكمل كما أشار العلماء استنادًا إلى تعاليم السنة النبوية هو أداء الصلاة قبل الدعاء لما لها من فضل وأثر عظيم في تعزيز القرب من الله ولكن إذا واجه الإنسان ظروفًا تمنعه من أداء الصلاة كوجود عذر شرعي مثل المرض أو أي أمر يمنعه من القيام بالصلاة فإن الدعاء يظل مقبولًا عند الله -بإذنه تعالى- لأن الله عز وجل واسع الرحمة ولطيف بعباده ويُحيط بحاجاتهم وأحوالهم لذلك لا حرج من دعاء الاستخارة بدون صلاة عند وجود موانع تمنع الشخص من الصلاة مع الثقة برحمة الله وقدرته على فهم أحوال عباده ورحمته الشاملة.
دعاء الاستخارة للدراسة
يمر الكثيرون بمواقف تتسم بالحيرة والتردد عند اتخاذ قرارات متعلقة بالمسيرة الدراسية أو اختيار التخصص المناسب في مختلف المراحل التعليمية ومن تيسير الله على عباده أنه جعل لنا صلاة الاستخارة وسيلة للتوجه إليه وطلب توفيقه وسداد أمرنا في جميع شؤون الحياة ومنها الأمور الدراسية، حيث أن هناك العديد من الأدعية التي يمكن أن يلجأ إليها المسلم كي يُيسر عليه الفهم ويمنحه القدرة على الحفظ والاستيعاب ومن أبرز الأدعية المقترحة التي يُحبب الدعاء بها:
- اللهم يا من تُعيد لي ما نسيت وتُسدد لساني بالحجة وتجدد قوتي وهمتي أسألك بعظيم قدرتك وعونك الذي لا ينقطع أن تكون عونًا لي في كل مستحيل فأنت يا رب العالمين وحدك صاحب القوة التي لا تعجزها الصعاب يا أكرم الأكرمين ويا أرحم الراحمين.
- يا الله العليم بكل خفايا الأمور يا من لا تخفى عليه تفاصيل الغيب يا حكيم يا من تصل حكمتك لكل قرار يا خبير بكل ما يُدار في النفوس يا حافظ الذي لا يُغيب عنه شيء.
- يا رقيب الأعلم بكل صغيرة وكبيرة يا مبين الذي يكشف الحقائق ويضيء الطريق يا هادي الذي يقود كل عبد إلى الخير أطلب منك يا رب إرشادك لسبل العلم والمعرفة وخذ بيدي إلى صواب الأمر كما وفقّت عبادك الذين منحوا البصيرة بعلمك الواسع.
- اللهم اختر لي ما هو خير وأرض قلبي به وأمنحني التوفيق الذي لا يدانيه شك اللهم اجعل عقلي مستنيرًا بكل علم نافع وسدد خطاي له اللهم ذكّرني ما أنساه وصحح أي خطأ أقع فيه واحمني من شتات العقل وضعف الانتباه وقلة همتي في السعي للمعرفة يا رب العرش العظيم.
دعاء الاستخارة للسفر
عندما يكون الشخص مقبلاً على اتخاذ قرار يتعلق بالسفر إلى أي وجهة، فمن المستحب أن يلجأ إلى الله عز وجل من خلال دعاء الاستخارة ويسأل الله التوفيق والسداد في قراره ويعتبر هذا الدعاء سنة نبوية ثابتة عن النبي صلى الله عليه وسلم وهو واحد النص ولا يتم تغييره، بالإضافة إلى ذلك يمكن للمسافر أن يتلو دعاء السفر الذي ورد عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، إذ يحمل هذا الدعاء معاني الحفظ والحماية والتيسير أثناء الرحلة وجاء نص دعاء السفر كما يلي:
- الله أكبر الله أكبر الله أكبر، سُبْحَانَ الَّذِي سَخَّرَ لَنَا هَذَا وَمَا كُنَّا لَهُ مُقْرِنِينَ وَإِنَّا إِلَى رَبِّنَا لَمُنقَلِبُونَ اللّهمّ إنّا نسألُكَ في سَفَرِنَا هذَا البِرّ والتّقْوَى، ومِن العَمَلِ مَاتَرْضَى، اللّهمّ هَوِّنْ عَلَيْنَا سَفَرِنَا هذَا وَاطْوِ عَنَّا بُعْدَه، اللَّهُمَّ أَنْتَ الصَّاحِبُ فِي السَّفَرِ، وَالْخَلِيفَةُ فِي الأَهْلِ، اللَّهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنْ وَعَثَاءِ السَّفَرِ وَكَآبَةِ الْمَنْظَر وَسُوءِ الْمُنْقَلَبِ فِي الْمَالِ وَالأَهْلِ.
دعاء الاستخارة للعمل
يُعَدُّ دُعاء الاستخارة للعمل من الوسائل التي يلجأ إليها المُسلم ليطلب الهداية من الله عز وجل عند الشعور بالتردد أو الحيرة في اتخاذ قرار يخص وظيفة جديدة أو فرصة مهنية أو أمراً مرتبطاً بمستقبله المهني، حيث يرغب في أن يكون اختياره مُستندًا إلى توفيق الله ورضاه ليطمئن قلبه وليعلم إذا كان هذا القرار يحمل له الخير أم لا وهذا نص دعاء الاستخارة الخاص بالعمل:
- اللَّهُمَّ إن كنتَ تعلم أنَّ هذا الأمر وهو (العمل المراد) خيرٌ لي في ديني ومعاشي وعاقبةِ أمري وعاجلِه وآجلِه فاقْدِره لي ويسِّرْهُ لي وباركْ لي فيه يا أرحمَ الراحمين، وإن كنتَ تعلم أنَّ هذا (العمل المراد) شرٌ لي في ديني ومعاشي وعاقبةِ أمري وعاجله وآجله فاصرفْهُ عني واصرفني عنه واقْدِرْ لي الخيرَ حيثُ كان ثم ارضِني به يا رب العالمين.
دعاء الاستخارة pdf
إذا كنت في موقف يحتاج إلى اتخاذ قرار ولا تعرف الوجهة الأنسب أو ترغب في طلب العون الإلهي لتوجيهك لما هو أفضل في أمور الدنيا والآخرة، فإن دعاء الاستخارة يعتبر منهجًا سليمًا من السنة النبوية حيث يُجمع فيه بين أداء الصلاة والتضرع إلى الله بالدعاء لتحقيق الخير في القرار الذي تفكر فيه ويمتاز الدعاء بطلب التفويض والتسليم الكامل لله ليختار لك الأفضل ويوفقك إلى ما فيه خيرك ، كما يمكنك الاطلاع على نص الدعاء بصورة واضحة ومتقنة ومتوفر بصيغة PDF جاهز للتنزيل مباشرة بالنقر على هذا الرابط “من هنا” .
معرفة نتيجة الاستخارة
تظهر نتيجة صلاة الاستخارة من خلال ظهور علامات تشير إلى ما إذا كان الأمر يحمل خيرًا للشخص أم لا فإذا وجدت أن الأمور أصبحت ميسرة ويميل قلبك إليه وتشعر بالراحة والاطمئنان تجاهه فهذا دلالة على أن الله قد كتب لك الخير فيه أما إذا شعرت بأن نفسك لا تميل إلى الأمر أو أنك غير مرتاح له أو يبدو وكأنك تُبعد عنه فهذا يعني أن الله قد صرف هذا الأمر عنك لحكمة يُدركها هو سبحانه.
بعد أداء العبد لصلاة الاستخارة ودعائه بإخلاص عليه المضي قُدمًا في الموضوع الذي استخار فيه وعدم انتظار إشارات محددة أو علامات غيبية فإذا وجد أن الأمور تسير بسلاسة وتُفتح له الأبواب فهذا دلالة على أن الخير في هذا الأمر وأن الله قد قدر له البركة فيه أما إذا واجه عوائق متعددة وشعر بأن الطرق مغلقة أمامه فهذا يُظهر أن الله قد صرف الشر عنه برحمته وحكمته.
توجد بعض الأفكار الخاطئة لدى البعض بأن صلاة الاستخارة تتطلب ظهور رؤى أو أحلام تدل على القرار الصحيح لكن النبي ﷺ لم يذكر ذلك ولم يُنقل عن السلف الصالح مثل هذه الأمور فالاعتماد على صلاة الاستخارة قائم على التوكل على الله سبحانه والثقة في تدبيره الحكيم فإذا يسر الله الأمور وأتمها فهذا دليل على الخير أما إذا لم تتحقق فذلك خير لأن كل شيء بتقدير الله مليء برحمته وبركته وقد قال النبي ﷺ:
- “ما أصابكَ لم يكن ليخطئكَ وأنَّ ما أخطأكَ لم يكن ليصيبَكَ“ مما يُبرز أن كل ما يحدث هو بقضاء الله وقدره وما على الإنسان إلا الرضا بقضاء الله واليقين بحكمته العالية.
عدد مرات صلاة الاستخارة للزواج
صَلاةُ الاستخارة من العِبادات العظيمة التي يلجأ فيها المسلم إلى الله لطلب العون والتوجيه في الأمور التي يواجه فيها حيرة وقرار الزواج منها، ويمكن للمسلم تكرارها أكثر من مرة إذا لم يشعر بالراحة أو لم يرَ علامة واضحة تساعده على اتخاذ القرار الأفضل فالجمهور من العلماء أجازوا تكرار الاستخارة مرات متعددة لأن العبد قد يحتاج إلى مواصلة هذه العبادة حتى يطمئن قلبه وينشرح صدره باتجاه خيار معين وسواء تعلق الأمر بالزواج أو بأي قرار آخر وهذا يبرز ثقته في حكمة الله وعلمه المطلق بكل ما فيه خير.
لم يُحدد نص شرعي عددًا معينًا لصلاة الاستخارة سواء للزواج أو غيره ولكن أُثبت أن العبد يحق له الاستمرار بالدعاء والصلاة إلى أن يلتمس توجيهًا يريح قلبه ويعينه على اتخاذ القرار الصحيح وهذا الإلحاح في الدعاء يعتبر دليلاً على اعتماد العبد على خالقه واستسلامه الكامل لإرادة الله وقد أشار العلماء إلى أهمية الالتزام بالتوكل على الله دون تردد بعد أداء صلاة الاستخارة وسؤال الله التيسير في الأمر الذي يرضى به.
وفيما يتعلّق برأي جمهور العلماء مثل الحنفية والمالكية فإنهم أشاروا إلى أن صلاة الاستخارة قد تكون مستحبة تكرارها ثلاث مرات وأن هذا الإلحاح في الدعاء يُظهر صدق العبد في توجهه إلى الله وطلب الخير منه وقد استدلوا في ذلك على حديث النبي -صلى الله عليه وسلم- الذي يبرز حرصه على الدعاء والتكرار ثلاث مرات طلبًا للتأكيد والإلحاح وورد في حديث الصحابي عبد الله بن مسعود -رضي الله عنه- عن النبي -صلى الله عليه وسلم-:
- قال عبد الله بن مسعود -رضي الله عنه-، إن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: «…. كان إذا دعا دعا ثلاثاً، وإذا سأل سأل ثلاثاً …».
كيف تعرف نتيجة صلاة الاستخارة للزواج
نتيجة صلاة الاستخارة هناك اعتقاد شائع بين الناس وهو أن معرفة نتيجة صلاة الاستخارة تكون فقط من خلال الأحلام أثناء النوم وهذا الفهم ليس صحيحاً وفقاً لما أوضحه علماء الدين لأن الأمر يتعدى الأحلام ليشمل الشعور الداخلي للعبد بعد الصلاة فالله يضع الطمأنينة في قلب الإنسان إن كان الأمر يحمل الخير له ويرشده إلى القرار السليم حيث يشعر العبد بأن الله ييسر له الأمور لتسير في اتجاه معين وتلاحظ علامات التوفيق تظهر بشكل واضح مما يعزز الاطمئنان بأن الخيار الذي اتجهت إليه بعد الاستخارة هو الخيار الأنسب بإذن الله.
ما هي صلاة الاستخارة ومشروعيتها
ما هي صلاة الاستخارة وما هي مشروعيتها في الدين الإسلامي؟ تعد صلاة الاستخارة من السنن النبوية التي أوصى بها النبي -صلى الله عليه وسلم- ضمن توجيهاته للأمة لتحقيق مقاصد الشريعة، و لم يثبت عنه -عليه الصلاة والسلام- أنه قام بأدائها بنفسه، بل جاءت مشروعيتها كتشريع لتسليم الأمور والاختيار لله الحكيم العليم بما فيه صلاح العباد.
أما عن تعريف صلاة الاستخارة فهي عبادة مشروعة تتعلق بجوانب الحياة التي يحتار الإنسان في اتخاذ القرار بشأنها و يمكننا فهمها بشكل متكامل من خلال تعريفها من الناحية اللغوية والاصطلاحية بالإضافة إلى استعراض أسباب تشريعها والحكمة منها:
- ما معنى الاستخارة: يمكن توضيح كلمة الاستخارة من حيث اللغة ومن حيث الاصطلاح.
- من حيث اللغة: الاستخارة تشير إلى طلب الخيرة من الله -عز وجل- في الأمور التي تسبب الحيرة والتردد للإنسان و حينما يواجه الشخص حالة عدم وضوح أو يجد صعوبة في اتخاذ القرار السليم يلجأ إلى هذه العبادة ليطلب التوجيه الإلهي فيما ينفعه ويرشده.
- من حيث الاصطلاح: الاستخارة تعني التوجه إلى الله بالدعاء والصلاة وطلب أن يكتب لنا الخيار الأفضل في الأمور التي نتردد فيها سواء كانت ترتبط بحياتنا الدنيوية أو تداعياتها على ديننا و هي دعاء للخالق ليكشف للعبد الخير المدخر له بما يتناسب مع علم الله وحكمته.
- سبب مشروعية صلاة الاستخارة: يُلجأ إلى صلاة الاستخارة عندما يكون المرء أمام أمور غامضة أو خيارات لا يستطيع الإنسان التمييز بين نتائجها المتوقعة وتبرز مشروعيتها كمظهر من مظاهر الاعتماد على الله والتوكل عليه -سبحانه وتعالى- وغالبًا ما تكون في أمور تتعلق بالدنيا مثل القرارات المرتبطة بالزواج والعمل والتعليم والسفر وغيرها من القرارات المصيرية التي قد يترتب عليها مصلحة أو ضرر والتي لا يظهر فيها للإنسان الشر والخير بوضوح أما أمور الدين والعبادات والمعاصي فلا حاجة للاستخارة فيها لأن الشرع الحنيف قدم إرشادًا واضحًا للأوامر والنواهي فيها وفق ما ورد في الكتاب والسنة.
- الحكمة من مشروعيتها: تؤكد صلاة الاستخارة التواضع التام من العبد أمام قدرة الله المطلقة وعلمه المحيط بكل شيء و يعكس الإنسان من خلال هذه العبادة افتقاره إلى عون الله واعتماده عليه في شؤون حياته كلها كما أنها تدريب للنفس على الرضا بما يقدره الله -عز وجل- سواء كان يعجبنا أم لا فهو دائمًا يحمل الخير لعباده ولو بدا لهم الأمر عكس ذلك و إضافة إلى ذلك فإن هذه الصلاة تجمع بين روحانية الدعاء وعبودية الصلاة و مما يجعل لها أجرًا مزدوجًا إذ يحصل العبد في الدنيا على توجيه الله للخير وفي الآخرة على ثواب أداء الصلاة والدعاء مع التوكل عليه.
كيفية صلاة الاستخارة بالتفصيل
صلاة الاستخارة تُعتبر من الصلوات التي وضح النبي محمد -صلى الله عليه وسلم- الكيفية الصحيحة لأدائها وذلك في الحديث الشريف الذي قال فيه: «… إذا هم أحدكم بالأمر فليركع ركعتين من غير الفريضة …» ويُبين لنا هذا الحديث النبوي أن صلاة الاستخارة تُؤدى من خلال ركعتين مستقلتين عن صلوات الفريضة المكتوبة التي نصليها بشكل يومي والبالغ عدد ركعاتها سبع عشرة ركعة، وصلاة الاستخارة تندرج ضمن النوافل التي يصليها المسلم بقصد طلب الخير من الله عز وجل في أموره، حيث شرح الرسول الكريم شرح كل ما يتعلق بصلاة الاستخارة من عدد ركعاتها إلى تفاصيل أدائها، وقام الصحابة الكرام بنقل تعليماته بدقة لضمان توارث هذه الطريقة الصحيحة بين الأجيال ومن أبرز هذه التفاصيل:
- أداء ركعتين تمثلان نافلة مستقلة لا تتداخل مع الصلوات المكتوبة اليومية.
- قراءة سورة الفاتحة في كل ركعة فهي جزء أساسي لا يمكن الاستغناء عنه في أي صلاة سواء أكانت فرضًا أم نافلة حيث يجمع العلماء المسلمون على أن الصلاة لا تصح بدونها.
- في الركعة الأولى تُتلى سورة الكافرون كاملة بعد الفاتحة حيث تقول فيها: {قُلْ يَا أَيُّهَا الْكَافِرُونَ (1) لَا أَعْبُدُ مَا تَعْبُدُونَ (2) وَلَا أَنتُمْ عَابِدُونَ مَا أَعْبُدُ (3) وَلَا أَنَا عَابِدٌ مَّا عَبَدتُّمْ (4) وَلَا أَنتُمْ عَابِدُونَ مَا أَعْبُدُ (5) لَكُمْ دِينُكُمْ وَلِيَ دِينِ (6)}.
- أما في الركعة الثانية فيُقرأ بعد الفاتحة سورة الإخلاص كاملة التي نصها: {قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ (1) اللَّهُ الصَّمَدُ (2) لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ (3) وَلَمْ يَكُن لَّهُ كُفُوًا أَحَدٌ (4)}.
تُختتم صلاة الاستخارة بالتشهد الأخير الذي يُنهي به المسلم الصلاة في كل صلاة مكتوبة أو نافلة ثم يُسلم كالمعتاد وتُكمل صلاة الاستخارة بدعاء خاص أبرزه النبي -صلى الله عليه وسلم- والذي يُعرف بـ “دعاء الاستخارة” حيث يبدأ المسلم بالتوجه إلى الله بالدعاء بعباراته الواردة في السنة المأثورة ثم يُعبّر عن طلبه بشكل واضح وصريح بما يتناسب مع حاجته وظروفه وكل ذلك مذكور في الحديث الشريف الدقيق الذي نقل إلينا عن سلفنا الصالح الذين حافظوا على أمانة إيصال سُنن النبي الكريم بكل تفاصيلها لتكون هذه الصلاة وسيلة مُباركة لتفويض الأمور إلى الله وطلب التوجيه والخير منه في كل شؤون الحياة.
ماذا يقرأ في صلاة الاستخارة
فيما يتعلق بما يُقرأ في صلاة الاستخارة فقد اختلف العلماء في هذا الأمر إلى قولين بارزين ويتجه القول الأول الذي أجمعت عليه غالبية المذاهب كالحنفية والمالكية والشافعية إلى قراءة سورة {قُلْ يَا أَيُّهَا الْكَافِرُونَ} في الركعة الأولى وقراءة سورة {قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ} في الركعة الثانية بعد الفاتحة وقد فُسر اختيار هذه السور بأنها تعكس مضمون التوحيد والإقرار الكامل بعدم قدرة الإنسان على الاختيار وتوكله المطلق على الله عز وجل الذي يعلم ما لا نعلمه ويدبر أمور الخلق بحكمته وقد أفاد الإمام النووي -رحمه الله- بأن قراءة هذه السور تجعل العبد يعبر عن عجزه أمام عظمة الله واستسلامه الكامل لعلمه وقدرته.
أما الرأي الثاني والذي يتبناه علماء المذهب الحنبلي فيرى عدم تخصيص سور معينة يمكن قراءتها في صلاة الاستخارة بعد الفاتحة حيث يُتاح للمصلي حرية اختيار ما يشاء من القرآن الكريم مما يناسب حالته وطبيعة الأمر الذي يستخير فيه ربه ومع الأخذ في الاعتبار أن الهدف الأسمى من الصلاة هو التعبير عن الاستعانة بالله والتوكل عليه.
بالإضافة إلى ذلك هناك رأي لبعض السلف يوصي بإضافة آيات محددة من القرآن الكريم بجانب سورتي الكافرون والإخلاص مع التركيز على الآيات التي تحمل في معناها إشارات إلى الحيرة وتسليم الأمور لله تعالى وتُوزع هذه الآيات بين الركعتين لتعميق معنى التفكر والتوكل على سبيل المثال:
- في الركعة الأولى: يُستحب قراءة قوله تعالى: (وَرَبُّكَ يَخْلُقُ مَا يَشَاءُ وَيَخْتَارُ ۗ مَا كَانَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ ۚ سُبْحَانَ اللَّهِ وَتَعَالَىٰ عَمَّا يُشْرِكُونَ* وَرَبُّكَ يَعْلَمُ مَا تُكِنُّ صُدُورُهُمْ وَمَا يُعْلِنُونَ* وَهُوَ اللَّهُ لَا إِلَٰهَ إِلَّا هُوَ ۖ لَهُ الْحَمْدُ فِي الْأُولَىٰ وَالْآخِرَةِ ۖ وَلَهُ الْحُكْمُ وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ). [القصص: 70:68].
- في الركعة الثانية: يُفضل قراءة قوله تعالى: (وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ وَلَا مُؤْمِنَةٍ إِذَا قَضَى اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَمْرًا أَن يَكُونَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ مِنْ أَمْرِهِمْ ۗ وَمَن يَعْصِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ ضَلَّ ضَلَالًا مُّبِينًا). [الأحزاب: 36].
يتضح من اختلاف هذه الآراء كيف أن التوجيهات تتنوع بحسب اجتهاد العلماء ولكنها تشترك جميعها في هدف واحد وهو تعزيز توكل العبد على خالقه وتسليمه للمشيئة الإلهية مما يمنح المصلي خيارات متعددة تعتمد على نواياه وحاجاته الشخصية في صلاة الاستخارة وهذا التنوع يتيح لكل شخص أن يختار ما يعبر عن حاجته بشكل أفضل أثناء تقربه من الله واستشارته فيما يعينه على اتخاذ القرار الصائب.
متى يكون دعاء الاستخارة في الصلاة
مسألة متى يُقال دعاء الاستخارة سواءً قبل التسليم من الصلاة أو بعده تعتبر من القضايا التي أبدى العلماء فيها عدة آراء، مع وجود اتفاق على الموضع الشائع ووجود رأي آخر يُضيف تنوعًا دون أن يختلف معه بشكل جوهري.
- رأي جمهور الحنفية والشافعية والمالكية والحنابلة: ذهب جمهور العلماء من الحنفية والشافعية والمالكية والحنابلة إلى أن الموضع الصحيح لدعاء الاستخارة يكون بعد أن يُسلّم المسلم من الصلاة استنادًا لقول النبي محمد صلى الله عليه وسلم: «… إذا هم أحدكم بالأمر فليركع ركعتين من غير الفريضة …» وكلمة “ثم” التي وردت في الحديث تُشير بوضوح إلى أن الدعاء محله الطبيعي هو بعد انتهاء الصلاة وليس أثناءها لأن الدعاء في هذه الحالة لو وقع خلال التشهد الأخير قبل التسليم لكان داخلاً في إطار الصلاة وليس خارجها وقد وافق هذا الرأي كبار العلماء المعاصرين مثل الشيخ ابن باز والشيخ ابن عثيمين -رحمهم الله- مما يجعله الرأي الغالب والأكثر اعتمادًا بين العلماء.
- رأي الشيخ ابن تيمية شيخ الإسلام: أما الشيخ ابن تيمية فقد رأى أن دعاء الاستخارة قد يُقال قبل التسليم من الصلاة حيث اعتبره مثل باقي الأدعية المستحب أداؤها داخل الصلاة وبعد التشهد الأخير قبل التسليم، باعتبار أن هذا الموضع هو موضع دعاء النبي محمد صلى الله عليه وسلم في كثير من الصلوات ووفقًا لهذا الرأي فإن الأفضلية لدعاء الاستخارة أن يكون قبل التسليم مباشرة ولكن دون أن يُواجه الدعاء بعد التسليم بأي حُكم بالبطلان بل إن الخيارين كلاهما مشروعان والفرق يقتصر على موضع الأفضلية فقط.
أما عن رفع اليدين أثناء دعاء الاستخارة فقد أشار العلماء إلى أنه من السنة المستحبة رفع اليدين عند الدعاء سواء كان بدعاء الاستخارة أو غيره من الأدعية ما دام الدعاء خارج الصلاة لأن رفع اليدين من أدب الدعاء ومع ذلك فإن هناك مواضع داخل الصلاة لا يُستحب فيها رفع اليدين خلال الدعاء ولهذا فإن حرص المسلم على اتباع السنة النبوية والابتعاد عن أي مواضع غير ثابتة يعد الأفضل والأليق بالتزامه بالنهج النبوي الشريف.
أوقات صلاة الاستخارة الصحيح
بالنسبة لما يتعلق بـأوقات أداء صلاة الاستخارة فهي ليست محددة بزمن معين، ويمكن للشخص أن يؤديها في أي وقت خلال اليوم وهذا واضح من الحديث النبوي الشريف عن النبي محمد -صلى الله عليه وسلم- حيث قال: «… .. إذا هم أحدكم بالأمر فليركع ركعتين …»، ولم يتم ذكر أي تحديد لوقت معين للصلاة وإنما المقصود هو أن يؤدي الشخص صلاة الاستخارة بمجرد أن يشعر بالحيرة أو يحتاج إلى توجيه من الله سبحانه وتعالى في أمر ما، فمن الطبيعي أن يلجأ الإنسان حينها إلى الله بالصلاة دون التقيد بزمن معين في اليوم.
لكن هناك أمر مهم يجب أن يضعه المسلم في الاعتبار، وهو أن صلاة الاستخارة غير جائزة في أوقات النهي عن الصلاة وهذه الأوقات تم تحديدها بوضوح في السنة النبوية، لأنها ساعات لا يُستحب فيها أداء الصلاة بشكل عام إلا إذا كانت الصلاة فريضة ولم يبقَ للقيام بها وقت كافٍ أو خشي الشخص فواتها، أما بالنسبة للصلوات النافلة أو غير الضرورية فتُترك في هذه الأوقات لأنها تكون غير مقبولة وفقًا لما جاء في أحاديث النبي -عليه الصلاة والسلام- وتلك الأوقات بينتها عدة أحاديث نبوية:
- عن عمرو بن عبسة قال: «قلت يا رسول الله! أي الليل أسمع؟ قال جوف الليل الآخر. فصل ما شئت فإن الصلاة مشهودة مكتوبة حتى تصلي الصبح ثم أقصر حتى تطلع الشمس فترتفع قيس رمح أو رمحين فإنها تطلع بين قرني شيطان ويصلي لها الكفار ثم صل ما شئت فإن الصلاة مشهودة مكتوبة حتى يعدل الرمح ظله ثم أقصر فإن جهنم تسجر وتفتح أبوابها فإذا زاغت الشمس فصل ما شئت فإن الصلاة مشهودة حتى تصلي العصر ثم أقصر حتى تغرب الشمس فإنها تغرب بين قرني شيطان ويصلي لها الكفار».
بناءً على هذا الحديث، يتضح أن الأوقات التي تُمنع فيها الصلاة هي عند طلوع الشمس حتى ترتفع قليلًا وعند غروب الشمس حتى تختفي تمامًا، وأيضًا عندما تكون الشمس في كبد السماء قبل أن تبدأ بالزوال، فهذه الفترات لا تصلح فيها صلاة الاستخارة، لكونها أوقات نُهي فيها عن أداء الصلاة التزامًا بالتعاليم النبوية الواضحة، وفي المقابل، يمكنك أداء صلاة الاستخارة في أي وقت آخر وخارج نطاق هذه الأوقات وتكون عبارة عن ركعتين مكتملتين.
شروط استجابة صلاة الاستخارة
صَلاةُ الاستخارة هي من العبادات التي دَلَّنا عليها النبيُّ الكريم -صلى الله عليه وسلم- كوسيلة تُعين المؤمن عندما يصعب عليه الاختيار بين أمرين أو يواجه حيرةً في اتخاذ القرار الصحيح. فليس هناك شروط ثابتة تُحدد استجابة الدعاء لكن يجب تحقيق بعض الشروط والأمور المتعلقة بصحة الصلاة ذاتها لتكون الاستخارة مقبولة ومحققة لمقاصدها وهذه الأمور تشمل الآتي:
- يجب على المسلم أن يُخلص النية في قلبه ويعقد العزم بصدق على اللجوء إلى الله في طلب الإرشاد بشأن الأمر الذي يشعر فيه بالتردد.
- يلزم أن يكون الشخص على وضوء صحيح ومتبعًا للخطوات التي تُحقق الطهارة الكاملة استعدادًا للصلاة.
- ينبغي أن يكون الشخص غير متحيز لرأي أو قرار مسبق بخصوص الأمر الذي يؤدي الاستخارة بشأنه، بحيث يكون فعلاً محتارًا ويبحث عن الهداية الربانية.
- الالتزام بتغطية العورة واجب شرعي سواء بالنسبة للرجل أو المرأة كما يجب استقبال القبلة أثناء أداء الصلاة.
- يُفضل اختيار وقت مناسب لأداء الصلاة وتجنب أوقات النهي التي نُهينا عن الصلاة فيها مثل وقت شروق الشمس أو غروبها.
- قراءة سورة الفاتحة في كل ركعة أمر لازم لأنها ركن أساسي في الصلاة كما يجب الالتزام بقراءة التشهد الأخير لأن صحة الصلاة تعتمد عليه.
- أداء ركعتين فقط للاستخارة وفق ما ورد عن النبي -صلى الله عليه وسلم- دون زيادة أو تغيير فالسنة النبوية وضحت الكيفية بدقة.
- يُشترط قراءة الدعاء الوارد عن النبي -صلى الله عليه وسلم- بعد الانتهاء من التشهد الأخير حيث يحتوي الدعاء على طلب الخيرة من الله بتوجه صادق ومسألة تامة.
- تجنب الاستخارة في موضوعات تتعلق بمعصية أو مخالفة لتعاليم الإسلام لأن ذلك يُخالف الأصول الشرعية ولا يجوز الالتجاء إلى الاستخارة في مثل هذه الأمور.
- ينبغي أن تتعلق الاستخارة بأمور دنيوية نافعة مثل اختيار مشروع زواج وظيفة أو إجراء خطوة هامة تُحقق الخير والصلاح في حياة الشخص.
- التسليم التام لإرادة الله والتوكل عليه بصدق من خلال تقبُّل النتائج مهما كانت، مع الاطمئنان أن الخير يكمن فيما يختاره الله للعبد.
- بعد أداء الاستخارة يجب البدء في اتخاذ القرار الذي يجد الشخص فيه راحة وانشراحًا في الصدر ويشعر أنه المسار الذي يُريده الله له مع اجتناب الانحياز للهوى إن كانت الرغبة الشخصية تتعارض مع ما أظهرته الاستخارة.
هل يجوز قراءة دعاء الاستخارة من ورقة ؟
بعض الأشخاص قد يجدون صعوبة في حفظ صيغة دعاء الاستخارة كاملة بسبب طول النص، ولهذا يظهر تساؤل يتكرر بين الكثيرين حول مدى جواز قراءة دعاء الاستخارة من ورقة أو مصدر آخر مثل شاشة الهاتف المحمول أو أي وسيلة أخرى ويسعى الجميع لمعرفة الرأي الشرعي في ذلك.
أوضح علماء الدين أن قراءة دعاء الاستخارة مباشرة من ورقة أو جهاز إلكتروني تعد أمراً جائزا شرعاً خاصة إذا كان الشخص يجد مشقة في الحفظ الكامل للدعاء ومثل هذا الأمر لا يُعتبر مخالفاً أو مستنكراً ومع ذلك يُفضل عند الإمكان أن يُقرأ الدعاء عن ظهر قلب إذ يساعد ذلك على تحقيق خشوع أكبر وتوجّه أعمق إلى الله سبحانه وتعالى حيث يُمكن للشخص أن يرفع يديه ويتضرع إلى الله بقلب صادق ونية خالصة للتقرب منه والدعاء بالتيقن التام والإيمان بأن الله يعلم الأفضل للعبد.