رمضان دائمًا ما يقترن بصوت النقشبندي، فصوته العذب وإحساسه العميق يضفي على أجواء الشهر روحانية خاصة وأدعيته وابتهالاته تغمر القلوب بالصفاء والنفوس بالسكينة لا سيما في لحظات الإفطار والسحور ويظل ابتهاله الشهير “مولاي” واحدًا من أبرز العلامات المميزة لهذا الشهر المبارك.
- يا من أضاء هداك كل مكان… يا من هداه فوق كل بيان.. يا من أحاط علمه بكل شيء.. يا واحدًا في الملك ليس لك ثاني.. يا مبدعًا في كل شيء قمت بخلقه، ومصرف الأقدار في الأكوان.. لبيك من روحي.. لبيك من قلبي.. لبيك من بصري.. لبيك من سمعي.. لبيك من دمعي.. لبيك من وجداني.. لبيك من أدمعي.. يا منعمًا غافر الرجاء، ومعطيًا قبل الدعاء مواجد الإحسان.. أنا لا أُضام وفي رحابك عزتي.. أنا لا أخاف وفي حماك أماني.
- “أغيب وذو اللطف لا يغيب وأرجوه رجاءً لا يخيب وأنزل حاجتي في كل حال إلى كل من تطمئن به القلوب، فكم لله من تدبير أمر حجبته عن المشاهدة الغيوب، ومن لطف ومن كرم خفي، ومن فرج تزول به الكروب، فليس لي غير باب الله باب، لا إله ولا مولى ولا حبيب سواه.. لطيف كريم منعم جميل ستر للداعي مجيب.. إلهي منك الجود والفرج القريب، ومنك إسعادي وخيري.
ابتهالات مكتوبة عن شهر رمضان
شهر رمضان يحمل بين طياته أجواء روحانية تنساب عبر نسماته، فهو موسم الطاعات والنفحات الإيمانية التي تملأ القلوب بالسكون والطمأنينة ومن أبرز معالم هذا الشهر المبارك تلك الابتهالات والتواشيح التي اعتاد المسلمون أن يسمعوها قبل أذان المغرب بصوت أعذب المبتهلين والمشايخ الذين أضفوا عليها طابعًا روحانيًا مميزًا مثل سيد النقشبندي ونصر الدين طوبار وغيرهم حيث أصبحت هذه الابتهالات جزءًا من ذاكرة رمضان للكثيرين تضفي روح الدفء الإيماني وتعزز أجواء الخشوع والتقرب إلى الله وهنا واحدة من أروع الابتهالات الرمضانية المكتوبة:
- رمضان كم هامت بك الأقلام واستبشر الضعفاء والأيتام حيث القلوب مع الصيام يسودها نبل العطاء يحفّها الإلهام وترى المحبة تزدهي وبفضله تتقارب الأبعاد والأرحام وإلى الإله تضرّعاً ومخافةً تعلو الأكفّ وتلهج الأفهام صوموا تصحّوا قالها خير الورى هذه البساطة شِرعةٌ ونظام من يبتغي أجر الصيام بشهره يحنو لقوم عامهم قد صاموا ولسانه لا يذكرنَّ به أذى للآخرين ليستقيم ختام ويكفّ ما يستطيع عن نزواته بصراً يزيغ ويستباح حرام.
- رمضانُ يا نورًا به الأفراح تستبقُ وتنسكبُ الرحماتُ فيضًا حين ننطلقُ حيث القلوبُ إذا سمتْ في ليلها غسلتْ ذنوبًا والروحُ بالعفوِ تنعتقُ هذا صيامُ الصادقينَ فليكنْ صومُ الجوارحِ بالسكونِ هو السبيلُ المُحققُ وتزدانُ بالذكرِ الزوايا كلها يسعى بها نحو العلا قومٌ لهم ألقُ فيضٌ من البركاتِ يهمي صوبَهم ورؤى التقاربِ والصفاءِ بها تحقُ يا راحلاً نحو العفوِ هاك نفحةً منه الكريمُ لمن ينيبُ له ويعتنقُ.
أجمل الابتهالات الخاصة بشهر رمضان مكتوبة
الابتهال يُعد من أسمى صور الدعاء التي يلجأ فيها العبد إلى الله سبحانه وتعالى بكل خشوع وخضوع، يرجو رحمته ويسأله مغفرته وفضله، وهو عبادة جليلة يجب أن يؤديها الإنسان بصدق نية بعيدًا عن الرياء والمباهاة، فقد أمرنا الله بالدعاء بتذلل وخشوع كما ورد في سورة الأعراف: ادْعُوا رَبَّكُمْ تَضَرُّعًا وَخُفْيَةً ۚ إِنَّهُ لَا يُحِبُّ الْمُعْتَدِينَ. صدق الله العظيم.
ليكون الابتهال مستجابًا ينبغي على المبتهل أن يكون متجنبًا لكل ما حرّمه الله وأن يكون قلبه خالصًا لوجهه الكريم فلا يكون المقصد من الدعاء هو التفاخر أمام الناس أو طلب الثناء والمدح منهم، فالإخلاص هو السر الحقيقي في قبول الدعوات والكلمات الصادرة من القلب تصل إلى السماء دون أي حواجز.
- يا نَفْسُ فَازَ الصَّالِحُونَ بِالتُّقَى ** وَأبصرُوا الحَقَّ وَقَلْبِي قَد عَمِي.
- يَا حُسْنَهُمْ وَاللَّيْلُ قَدْ أَجَنَّهُمْ ** وَنُورُهُمْ يَفُوقُ نُورَ الأَنْجُمِ.
- تَرَنَّمُوا بِالذِّكْرِ فِي لَيْلِهِمُ ** فَعَيْشُهُمْ قَدْ طَابَ بِالتَّرَنُّمِ.
- قُلُوبُهُمْ لِلذِّكْرِ قَدْ تَفَرَّغَتْ ** دُمُوعُهُم كَلُؤْلُؤٍ مُنْتَظِمِ.
- أَسْحَارُهُم بِنُورِهِمْ قَدْ أَشْرَقَتْ ** وَخِلَعُ الغُفْرَانِ خَيْرُ القِسَمِ.
- قَدْ حَفِظُوا صِيَامَهُم مِنْ لَغْوِهِمْ ** وَخَشَعوا فِي اللَّيْلِ فِي ذِكْرِهِمِ.
- وَيْحَكِ يَا نَفْسُ أَلَا تَيَقَّظِي ** لِلنَّفْعِ قَبْلَ أَنْ تَزِلَّ قَدَمِي.
- مَضَى الزَّمَانُ فِي تَوَانٍ وَهَوَى ** فَاسْتَدْرِكِي مَا قَدْ بَقِي وَاغْتَنِمِي.
قصائد رائعة عن شهر رمضان
الابتهالات تُعد من الممارسات الدينية التي أصبحت جزءًا من التراث الإسلامي وليست كما يعتقد البعض من البدع فبالرغم من أنها لم تكن موجودة في عهد النبي صلى الله عليه وسلم لا يوجد أي دليل شرعي يُحرّمها أو يمنعها لأنها لا تحمل أي ضرر ولا تتعارض مع أحكام الشريعة.
والابتهالات كما هو معلوم تتجسد في مجموعة من الأدعية التي يلجأ بها العبد إلى الله والدعاء في ذاته يُعتبر من أجلّ العبادات كما قال الله سبحانه وتعالى في سورة غافر: وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ صدق الله العظيم ومع حلول شهر رمضان يحرص الكثيرون على الإكثار من هذه الابتهالات والقصائد التي تجسد المعاني السامية لهذا الشهر المبارك وفيما يلي بعض الأبيات التي تعبر عن هذه الأجواء:
- أَتَى رَمَـضَانُ مَـزْرَعَـةُ العِـبَـادِ……لِـتَـطْهِـيرِ القُلُوبِ مِنَ الفَـسَادِ.. فَـأَدِّ حُـقُـوقَــهُ قَـوْلًا وَفِـعْـلَا……وَ زَادَكَ فَـاتِّـخِــذْهُ لِلْــمَـعَـادِ.. فَمَنْ زَرَعَ الـحُبُوبَ وَمَا سَقَاهَا……تَــأَوَّهَ نَادِمًــا يَـوْمَ الـحَـصَـادِ.
- أقبل الخير لنا مبشرا جاءنا الشهر بهيّا نيرا فتحت أبوابه مشرقة فالنور في أيامه مُزهرا فلنكثر الطاعات فيه تقرّبًا عسى بذاك ننال مغفرا.
ابتهال أهلاً رمضان بصوت النقشبندي
النقشبندي يُعد من الأسماء التي اقترنت بشهر رمضان وأصبح من رموزه البارزة بفضل صوته العذب وابتهالاته التي تبعث السكينة في النفوس حيث ارتبطت أدعيته بلحظات الإفطار وكانت تُبَث لتمنح الأجواء طابعًا روحانيًا فريدًا ومن أبرز أعماله التي لا تزال تُردد حتى اليوم ابتهاله الشهير رمضان أهلا والله يا الله الذي يُجسد الأجواء الرمضانية وينقل معاني الشهر الفضيل بعبارات مُعبّرة تلامس القلوب وفيما يلي كلمات هذا الابتهال:
- رمضان أهلا مرحبا رمضان الذكر فيك يطيب والقرآن بالنور جئت وبالسرور ولم يزل لك في نفوس الصالحين مكان.
- يتلون آيات الكتاب وما لهم إلا بآيات الكتاب أمان.
- في ظلامهم حتى نهايته سقا وصباحهم من بدره إيمان.
- والسالكون سبيله أهل له والناس فوق بساطه إخوان.
- يمشي الغني إلى الفقير بقلب ذا حب له وبقلب ذا إحسان.
- إن يسكت الشيطان في نفسيهما صوت الضمير تكلم الإنسان.
مجموعة مختارة من ابتهالات رمضان
تصدح أجمل ابتهالات رمضان في ساعات السحر في الثلث الأخير من الليل حيث يكون الدعاء أقرب للإجابة ففي هذا الوقت المبارك ينزل الله سبحانه وتعالى إلى السماء الدنيا يمنح كل سائل مسألته ويستجيب لمن دعاه ويغفر لمن استغفره ويتوب على من أناب إليه وهنا نعرض لكم مجموعة من أروع الأشعار الرمضانية التي تملأ القلوب بالإيمان وترفع الأرواح إلى مراتب الصفاء والخشوع.
- “رمضان أقبل والبشرى تملا́نا”.. نلقاك كل عام لكن بقدومك تتجدد الأشواق وتزداد اللهفة، القلوب تفيض بالرحمة والعطاء والمحتاجون يجدون فيك الأمل والفرج، المحبة تمتد بين الناس، وكل شخص يسارع لصلة رحمه وطلب المغفرة والقبول، تُرفع الأيدي بالدعاء في تضرع وإخلاص وتخشع القلوب بذكر الله.. الكل يتذكر حديث النبي “صوموا تصحوا”، هو شهر الطهر والتسامح والخير، من أراد أجر الصيام عليه أن يحفظ لسانه من التجريح يحرس سمعه من اللغو يجاهد نفسه في الطاعات يغض بصره عن كل محرم ويبقى قلبه متعلقًا بذكر الله.
- إلى السماء رفعت نظري والدموع تفيض بخشوع وإيمان، لساني يلهج بتسبيح الرحمن ويرتفع صوت الكون تكبيرًا وتعظيمًا، كل من بشّر بقدوم الشهر واحتسب أجره فجزاه الله خيرًا، تمضي الأيام ليعود رمضان وكأنه لم يغب، تعود الأرواح إلى أجواء الطاعة، تمتلئ القلوب بشذى الإيمان، يَا بَاغيَ الخَير هَذَا شَهرُ العطاء، أقبل على الخير تجد الجزاء مضاعفًا، اجعل يدك معطاءة ولا تقف عند حدود الفريضة، الزم سجودك واجعل جبهتك تنحني لله بتضرع، لا تتهاون في الصلاة واحرص على المواعظ النافعة، داوم على تلاوة القرآن فهو النور في دربك.
- يا الله ليس لي ملجأ إلا أنت، لا يهدي قلبي سواك، ثبتني في طريق النور واجعلني ممن ينالون عفوك، أنت واسع المغفرة فاغفر لي، لا أريد من هذه الدنيا إلا قربك، ذنوبي تحيط بي ولكن رحمتك أوسع وأجل، يا كريم العطاء ارزقني إحسانك، امنحني من واسع رحمتك ما يغمرني بحنانك.
أبيات مميزة في فضل شهر رمضان
تفاوت رأي العلماء بشأن مشروعية الابتهالات الدينية وبينما رأى بعضهم أنها ليست من الدين استنادًا إلى حديث النبي ﷺ الذي روته السيدة عائشة رضي الله عنها حيث قالت قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (من أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه فهو رد) فقد اتجه جمهور العلماء إلى القول بجوازها معتبرين أنها أدعية صادقة تخرج من القلب وتبعث على الخشوع والخضوع لله تعالى فهي وإن كانت من الأمور المستحدثة إلا أنها لا تخالف الشريعة الإسلامية بأي شكل من الأشكال وفيما يلي بعض الأبيات التي تعبر عن عظمة شهر رمضان المبارك:
- الصَّومُ جُنَّةُ عبادٍ حين يَحضرُهُمُ والصَّومُ حِصنٌ لمن يخشى من السُّوءِ والصَّومُ تَطهيرُ نفسٍ لا يُخالِطُها إلا الخَشوعُ وإخلاصٌ لمعبودِ فذاكَ شهرٌ به الرحمةُ قد نزلتْ كالمطرِ يهطلُ في روضٍ ومورودِ فيه السعادةُ للأرواح قاطبةً تدنو القلوبُ به من كل معبودِ.
- رمضان نفحاته تهدي ذوي الألباب نورًا يغلفنا بالذكر والرحماتِ يزدان بالدعوات تسمو قلوبُنا روحًا ترفرفُ في أنوارِ زكِّياتِ.
- الصوم درعٌ لأهل الخير يحفظهم والصوم حفظٌ لمن يخشى الخطايا عونٌ لمن سار في دربٍ يطهره من الذنوب ومن نأيٍ ومن جارِ.
- رمضان جاء قلوبُ الناس قد وجلت والروحُ ظمآنُ للأذكارِ والآياتِ في ظله الصوم يسمو بالذي التزموا بالعفو بالبرِ بالإخلاص في الذاتِ.
- البيت يسكنه نورٌ وتُغمره سكينةٌ تلفحُ الأرواحَ بالصلواتِ ظمآن قلبٌ لدمعٍ يسكنُ المقلَ يرجو بعفوكَ أن يغدو من الأتقياتِ.
أدعية روحانية لشهر رمضان
- يا رَبّ في ليالي شهر رمضان المباركة نَسألك أن تَمُنَّ علينا بنفحات الإيمان وترزقنا من واسع كرمك رزقًا لم نكن نتوقعه ولم يخطر لنا على بال لأنك أنت الوهاب الكريم.
- يا الله في هذا الشهر الفضيل نرجوك أن تغمرنا بواسع نعمك وتفيض علينا من خيراتك التي لا تنقطع وتمنحنا الطمأنينة والسعادة في الدنيا والآخرة لأنك أنت المعطي الذي لا ينقص عطاؤه.
- يا ربنا بارك لنا في أموالنا وأعمالنا وأوقاتنا واهدِ قلوبنا لما تحب وترضى ويسّر لنا تجاوز الصعوبات والمحن وأبعدنا عن كل ما يُغضبك لأنك أنت الغفور الرحيم.
- يا ذا الجلال والإكرام نسألك أن تغفر لنا ذنوبنا وذنوب والدينا وأحبابنا وتكتب لنا العتق من النيران وتفتح لنا أبواب رحمتك الواسعة في هذا الشهر المبارك لأنك أنت الرحمن الرحيم.
بهذا نكون قد قدمنا لكم مجموعة من الأدعية الرمضانية التي تبعث الطمأنينة في القلوب وتزيد من الروحانيات وشاركونا تجاربكم وأدعيتكم الخاصة في التعليقات أسفل المقال.