في كثير من الأحيان يمر الإنسان بمواقف عصيبة وضغوط تؤثر على حالته النفسية مما يجعله بحاجة إلى التقرب من الله حتى يجد السكينة والاطمئنان فليس هناك ما يبعث الطمأنينة في القلب مثل ذكر الله فالدعاء يعد أحد أهم الوسائل التي تساعد الإنسان على تجاوز الشدائد وتعزز يقينه بأن كل الأمور بيد الله وحده.
- دعاء راحة القلب: اللهم إني أسألك يا من ملكت كل شيء وأنت القادر على تدبير الأمر أن تفرج همومنا وتكشف كروبنا وتغمر قلوبنا بالسعادة والسكينة يا أكرم الأكرمين ويا أرحم الراحمين.
- دعاء عند الشعور بالضيق: اللهم اكفني كل ما يثقل صدري ويشغل فكري واغفر لي ذنوبي وطهر قلبي وسدد خطاي نحو الخير حيثما كنت اللهم يسر لي دروبي وابعد عني كل ما يعيق أمري.
- دعاء لتيسير الرزق: اللهم يا من ترزق من تشاء بغير حساب ويا واسع الفضل والعطاء أسألك أن تبارك لنا في أرزاقنا وتوسع علينا من فضلك وأن تعيننا على طاعتك فإن خزائن السماوات والأرض بيدك وأنت القادر على كل شيء.
- دعاء لطمأنينة النفس: اللهم يا من لا يضيع من لجأ إليه ويا من يطمئن به كل قلب خائف أسألك أن تغمر قلبي بالثقة فيك وأن تبعد عني كل هم وقلق واجعلني لا أحمل همًا ولا أنشغل بشيء إلا برحمتك وعفوك ورضاك.
أنواع النفس البشرية
تُعَدُّ النفس البشرية العامل الأساسي الذي يُحرّك الإنسان ويُوجّهه في سلوكياته وخياراته ولكل فردٍ طبيعته الخاصة التي تحدد طريقة تعامله مع مختلف المواقف التي يمر بها وقد أشار الله سبحانه وتعالى في مواضع عديدة من كتابه الكريم إلى كيفية تأثر النفس وتفاعلها وكيف يُخاطب عباده من خلالها.
تنقسم النفس إلى ثلاثة أنواع ويُعَدُّ من أبرزها النفس المطمئنة التي تحيا في سكينة وراحة وتتصل بالله اتصالًا وثيقًا وسنستعرض فيما يلي هذه الأنواع بمزيدٍ من التفصيل لتوضيح الاختلافات بينها وتأثير كلٍّ منها على حياة الإنسان.
النفس المطمئنة
النَّفْسُ المُطْمَئِنَّةُ تُعَدُّ مِنْ أَرْفَعِ الدَّرَجَاتِ الَّتِي يَسْتَطِيعُ الْإِنْسَانُ الْوُصُولَ إِلَيْهَا وَبُلُوغُ هَذِهِ الْمَنْزِلَةِ يَتَطَلَّبُ مِنهُ جُهْدًا كَثِيرًا وَمُدَاوَمَةً عَلَى الْعِبَادَاتِ بِكُلِّ أَشْكَالِهَا سَوَاءً مِنْ أَدَاءِ الصَّلَاةِ وَالتَّسْبِيحِ وَالِاسْتِغْفَارِ وَغَيْرِهَا مِنَ الطَّاعَاتِ الَّتِي تَرْفَعُ مِنْ دَرَجَةِ النَّفْسِ وَتُزَكِّيهَا حَتَّى تَصِلَ إِلَى هَذَا الْمَقَامِ الْعَظِيمِ وَيَنْبَغِي عَلَى الْإِنْسَانِ أَنْ يَكُونَ صَادِقًا مَعَ نَفْسِهِ قَبْلَ كُلِّ شَيْءٍ لِكَيْ يَكُونَ صَادِقًا مَعَ اللَّهِ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى وَالإِخْلَاصُ فِي كُلِّ عَمَلٍ يُعْتَبَرُ مِنْ أَهَمِّ الْأُمُورِ الَّتِي تُسَاعِدُهُ فِي الْوُصُولِ إِلَى هَذِهِ الدَّرَجَةِ مَعَ الْحِرْصِ عَلَى الِابْتِعَادِ التَّامِّ عَنْ كُلِّ مَا يُغْضِبُ اللَّهَ مِنْ ذُنُوبٍ أَوْ مَعَاصٍ حَتَّى يَنَالَ رِضَاهُ وَقَدْ جَاءَ ذِكْرُ النَّفْسِ الْمُطْمَئِنَّةِ فِي الْقُرْآنِ الْكَرِيمِ فِي قَوْلِهِ تَعَالَى: **”يَا أَيَّتُهَا النَّفْسُ الْمُطْمَئِنَّةُ * ارْجِعِي إِلَىٰ رَبِّكِ رَاضِيَةً مَّرْضِيَّةً”** وَهَذَا يَدُلُّ عَلَى عَظَمَتِهَا وَمَكَانَتِهَا الْعَالِيَةِ.
النفس التي تميل إلى ارتكاب السوء
النَّفسُ التي تَدفعُ صَاحبها لارتِكابِ الذُّنوبِ والمَعاصي وتُغريه بِمخالفةِ أوَامِرِ اللهِ عزَّ وجلَّ هي نَفسٌ تتأثَّرُ بالشَّيطانِ والهَوى فتَزينُ له الطَّريقَ الخَطأ بكلِّ الأساليبِ المُضلِّلة لِتجذِبَه إلى اللَّهوِ والمَعصيةِ وتُغويهِ بمُغرياتٍ تجعَلهُ يَعتقِدُ أنَّهُ على صَوابٍ ولكنَّها في الحقيقةِ تَقودُه إلى الهَلاكِ وعاقِبةٍ وخيمةٍ لا يَدرِكُ خُطورتَها إلا بَعدَ فَواتِ الأوانِ.
النفس التي تلوم صاحبها على أفعاله
النَّفسُ اللَّوَّامَةُ هي التِّي تُحَاسِبُ صَاحِبَهَا عَلى أخْطَائِهِ وتُؤَنِّبُهُ إذا ارْتَكَبَ ذنبًا أو زَلَّتْ قَدَمُهُ فِي درْبِ المعَاصِي فالشَّخْصُ قَدْ يَقَعُ فِي الزَّلَلِ لكنَّهُ سُرْعَانَ مَا يُرَاجِعُ نفْسَهُ ويَشْعُرُ بالذَّنبِ وَيَسْتَغْفِرُ الله طَامِعًا فِي رَحْمَتِهِ هَذَا النَّوْعُ مِنَ النُّفُوسِ لا يَهْدَأُ إلَّا إذَا أَصْلَحَ مَا أَفْسَدَ وَسَارَ في درْبِ التَّوْبَةِ وكثِيـرًا مَا يَكُونُ تأْنِيبُ الضَّميرِ شَدِيدًا لِدَرَجَةِ أَنَّ الشَّخْصَ قَدْ يَفْقِدُ القُدْرَةَ عَلى النَّوْمِ وَيَمْضِي وَقْتًا طَوِيلًا فِي التَّفْكِيرِ بِمَا فَعَلَ بَاحِثًا عَنْ طَرِيقٍ يُكَفِّرُ بِهِ عَمَّا ارْتَكَبَ مِن زَلَّاتٍ وَمُتَمَسِّكًا بِسُبُلِ الإنَابَةِ إلَى الله عَزَّ وَجَلَّ.
لكنَّ هَذِهِ الصِّفَةَ لَا تُوجَدُ فِي جَمِيعِ البَشَرِ فَمِن النَّاسِ مَنْ تَتَحَجَّرَ قُلُوبُهُمْ وَيَرْتَكِبُونَ الذُّنُوبَ وَالمَعَاصِيَّ دُونَ أَدْنَى شُعُورٍ بِالنَّدَمِ أو الخَوْفِ مِنَ العَاقِبَةِ فَتَتَغَلَّفُ قُلُوبُهُمْ بِالقَسْوَةِ حَتَّى تُشْبِهَ الحَدِيدَ إذَا أَصَابَهُ الصَّدَأُ وَفَقَدَ لِينَهُ وَبَرَاقَهُ فَلَا يُمَيِّزُونَ بَيْنَ المَعْرُوفِ وَالمُنكَرِ وَلا بَيْنَ الحَلالِ وَالحَرَامِ كَأنَّهُم فَقَدُوا الإحْسَاسَ بِالكَامِلِ ولَوْ كَانَ فِي قُلُوبِهِمْ بَقِيَّةٌ مِنَ الخَيْرِ لَهَدَاهُمُ الله وَأَعَانَهُمْ عَلَى الرُّجُوعِ إلى الصِّرَاطِ المُسْتَقِيمِ فَالهِدَايَةُ بِيَدِ الله يَخْتَصُّ بِهَا مَنْ يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ وَهُوَ العَلِيمُ بِمَا تُخْفِي الصُّدُورُ.
مفهوم الروح وتعريفها
تُعدّ الروح جوهرًا خفيًا يتميّز بالخِفّة والحيوية حيث تُرافقُ الإنسان في جميع مراحل حياته دون أن يتمكّن من رؤيتها أو معرفة كُنهها الحقيقي لأنها من خَلق الله -سبحانه وتعالى- وأمره ومع ذلك فإن تأثيرها يَبقى واضحًا على الجسد فالإنسان لا يستطيع الاستمرار في العيش إذا انفصلت عنه روحه.
أدعية مأثورة تمنح السكينة للنفس
الإنسان في حاجه دائمة إلى راحة النفس وطمأنينة القلب، ولا يتحقق ذلك إلا بالتقرب إلى الله سبحانه وتعالى، ومن أفضل الوسائل التي تقرب العبد من ربه وتبعث السكينة في روحه هو الدعاء إذ يعد من العبادات التي يحبها الله ويرتاح لها القلب وقد وردت أدعية كثيرة تمنح الإنسان الطمأنينة وتزيد إيمانه ومن هذه الأدعية:
- اللهم بعلمك الغيب وقدرتك على الخلق أحيني ما علمت الحياة خيرًا لي وتوفني ما علمت الوفاة خيرًا لي.
- اللهم إني أسألك خشيتك في الغيب والشهادة وأسألك كلمة الحق في الرضا والغضب وأسألك القصد في الغنى والفقر.
- اللهم إني أسألك نعيمًا لا ينفد وأسألك قرة عين لا تنقطع وأسألك الرضا بعد القضاء وأسألك برد العيش بعد الموت.
- اللهم اجعل لذة النظر إلى وجهك الكريم والشوق إلى لقائك أعظم أمنياتي ولا تجعلني ممن تضلهم الفتن أو تؤذيهم المحن اللهم زينا بزينة الإيمان وألهمنا رشدنا واجعلنا من عبادك الصالحين.
- اللهم إني أسألك بأن لك الحمد لا إله إلا أنت المنان بديع السماوات والأرض يا ذا الجلال والإكرام يا حي يا قيوم.
- اللهم ألبسني لباس العافية حتى أهنأ بالعيش واختم لي بالمغفرة فلا تضرني الذنوب واكفني شر المهالك حتى تبلغني الجنة بفضلك ورحمتك يا أرحم الراحمين.
- اللهم اجعلنا من عبيدك الصابرين الذين يحسنون الظن بك ويرضون بقضائك وينظرون إلى حكمتك في كل ابتلاء ويسلكون درب الرضا والثبات.
- اللهم لا تجعل أعدائي يشمتون في سقمي واكتب لي في القرآن شفاءً من كل داء وراحة لكل ألم فأنت وحدك المداوي وأنت أملي ورجائي فلا ملجأ لي إلا إليك.
- اللهم آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقِنا عذاب النار.
- اللهم إني أسألك الهدى والتقى والعفاف والغنى.
- اللهم اغفر لي وارحمني واهدني وعافني وارزقني.
- اللهم اغفر لي زلاتي وجهلي وإسرافي في أمري وكل ما أنت أعلم به مني.
- أستغفر الله الذي لا إله إلا هو الحي القيوم وأتوب إليه.
- اللهم أنت ربي لا إله إلا أنت خلقتني وأنا عبدُك وأنا على عهدك ووعدك ما استطعت أعوذ بك من شر ما صنعت وأعترف لك بنعمتك عليّ وأقرُّ بذنبي فاغفر لي فإنه لا يغفر الذنوب إلا أنت.
- اللهم يا مؤنس كل وحيد ويا صاحب كل غريب ويا ملجأ كل خائف ويا كاشف كل كربة أسألك أن تمنحني الطمأنينة والرضا وأن تضع في قلبي رجاءك فلا يكون لي همٌّ إلا أنت ولا شغل إلا ذكرك وأسألك يارب أن تيسر لي أمري وتكتب لي من لدنك فرجًا ومخرجًا فإنك على كل شيء قدير.
- اللهم امنحني الصبر والقوة لأرضى بما لا قدرة لي على تغييره وأعطني الشجاعة والعزيمة لأغير ما أستطيع تغييره وارزقني الحكمة والبصيرة لأفرق بين الأمرين.
- اللهم زكّ نفسي أنت خير من زكّاها وألهمها التقوى فإنك أنت مولاها ووليها اللهم أني أعوذ بك من علم لا ينفع ومن قلب لا يخشع ومن نفس لا تشبع ومن دعوة لا يُستجاب لها.
من فضل الله أن منحنا أدعية تشرح الصدور وتطمئن القلوب وتزيل الهموم فتكون معينًا للمؤمن في كل الأوقات، وإن كان لديك دعاء عزيز على قلبك يسعدنا أن تشاركنا به في التعليقات.