الأب يُعد الركيزة الأساسية التي تقوم عليها الأسرة، فهو الذي يتحمل أعباءها ويسعى لتوفير كل احتياجاتها يبذل الجهد والعمل بلا كلل كي يضمن لهم حياة مستقرة خالية من المشكلات والحرمان يتحمل صعوبات العمل وضغوطه ليؤمِّن لأسرته معيشتهم بكل كرامة، ودوره لا يكتمل إلا بالتعاون مع الأم في تربية الأبناء وتنشئة جيل واعٍ قادر على الإسهام في نهضة المجتمع وتطوره.
- دعاء للأب: اللهم اجعل قلبه عامرًا بذكرك ولا تجعل للحزن طريقًا إليه اللهم بارك له في عمره وصحته ووسع له في رزقه وكن عونًا وسندًا له في كل خطوة يخطوها اللهم اجعل أيامه مليئة بالخيرات ويسّر له كل أمر فيه رضاك ورضاه.
- دعاء للأب المتوفي: اللهم ارحم أبي الذي رحل عن الدنيا ولم يغب عن قلبي اللهم اجعل قبره روضةً من رياض الجنة وافتح له بابًا من الجنة تهب عليه منه نسائم الرحمة والمغفرة اللهم أنِر مرقده واغفر له ذنوبه وأبدله دارًا خيرًا من داره اللهم اجبر لوعة فراقه وأجمعني به في جنتك.
- دعاء للأب للرزق: اللهم ارزق أبي من واسع فضلك وامنحه بركةً في ماله وعمله اللهم اغفر له خطاياه ما علم منها وما لم يعلم واهدِه لكل طريق يقوده إلى رضاك وخيرك اللهم اجعل الرزق يتدفق إليه برحمتك ويسر له أسباب البركة والتوفيق في كل خطوة.
- دعاء للأب من القرآن: رَبَّنَا اغفِر لي وَلِوالِدَيَّ وَلِلمُؤمِنينَ يَومَ يَقومُ الحِسابُ، رَبِّ ارحَمهُما كَما رَبَّياني صَغيرًا.
- دعاء للأب في الغربة: اللهم احفظ أبي بعينك التي لا تنام في غربته اللهم كن له سندًا وقوة قرِّب له كل خير وابعد عنه كل سوء اللهم يسِّر أمره وسهِّل دروبه وردَّه إلينا سالمًا غانمًا اللهم اجعل الغربة بردًا وسلامًا عليه وأبدله راحةً واطمئنانًا بدل التعب والاشتياق.
الأب رمز الحنان والحكمة، يعطي بلا انتظار مقابل ويسعى دومًا لرؤية أبنائه في أفضل حال كلماته مليئة بالموعظة الصادقة ونصائحه كنز ثمين أفعاله تعكس أسمى معاني التضحية والالتزام وقد أوصى الله عزّ وجلّ ببر الوالدين فجعل رضاهم مفتاحًا للبركة وسعة الرزق فمن أحسن إليهم نال رضا الله ومن عقَّهم ضيَّع على نفسه الخير والبر لا يتوقف عند حياتهم بل يستمر حتى بعد وفاتهم بالدعاء والاستغفار والتصدق عنهم والإحسان إليهم بكل عمل صالح.
دعاء للأب الصالح
- اللهم اجعل أيام أبي مليئة بذكرك وطاعتك وبارك له في كل لحظة من عمره وامنحه راحة وسكينة تحفظه من كل شر اللهم كن له العون والسند ولا تجعل للهموم طريقًا إليه ولا تحمل قلبه ما لا طاقة له به يارب ارزقه العمر المديد في طاعتك وأسعده بفرح لا ينقطع وخير لا ينتهي.
- اللهم اجعلنا بارين به محافظين على رضاه سامعين لكلماته منفذين لوصاياه وأكرمنا بأن نكون عونًا له في شيبته وراحة لقلبه اللهم استودعناك ضحكته وصحته وكل تفاصيله الجميلة فاحفظه بحفظك الذي لا يضيع وأكرمه بالسعادة التي لا تزول.
- يارب أزل عن أبي كل تعب وخفف عنه أي مشقة وألبسه لباس الصحة والعافية اللهم امنحه القوة والراحة ولا تجعله يشتكي همًا أو مرضًا وامنحه العافية التامة والشفاء الدائم فلا يرى بأسًا ولا يذوق ألمًا.
دعاء للوالد الراحل بالرحمة والمغفرة
- اللهم اجعل أبي في دار خير من داره وأهلاً خيرًا من أهله وتجاوز عن سيئاته واغفر له وارحمه وأكرم نزله واجعل مستقره جنات النعيم يا رب وسّع عليه في قبره وتغمده برحمتك التي وسعت كل شيء.
- اللهم ارحم أبي الغائب عن أعيننا الحاضر في قلوبنا واغفر له جميع ذنوبه وزلاته وتجاوز عنه وآنِس وحدته بنور وجهك الكريم وأكرمه برؤية رحمتك وأمطر على قبره من نسائم جنتك ما تهون عليه ظلمة القبر ووحشته.
- اللهم اجعل ذكر أبي مخلدًا في الدنيا بعمل صالح لا ينقطع واغفر له كل لحظة أسعد فيها قلوبنا وأبدله بها راحة وسكينة في قبره ونعيماً لا يفنى في جناتك اللهم نوّر مرقده واملأ قبره بالطمأنينة واجعله روضةً من رياض الجنة.
- اللهم اغفر لأبي وارحمه وارفع منزلته في عليين وأكرمه بصحبة الأنبياء والصديقين والشهداء واسكنه الفردوس الأعلى من الجنة مع عبادك الصالحين.
أساليب تعزيز بر الوالدين
بر الوالدين يعني الإحسان إليهما بالكلام الطيب والتعامل اللطيف وتجنب أي شكل من أشكال الإساءة لهما فالوالدان لهما فضلٌ عظيمٌ على الأبناء ورعايتهم والاهتمام بهم منذ الصغر ولذلك يجب تقديم كل صور البر لهما ومن أهمها:
- التحدث إليهما بأسلوب راقٍ يملؤه الاحترام واللطف والحرص على انتقاء الكلمات بعناية.
- خفض الصوت عند التحدث إليهما والابتعاد عن كل ما قد يُفهَم منه قلة تقدير أو عدم احترام.
- تجنب التذمر أو إظهار الضيق أثناء التعامل معهما والالتزام بمعاملتهما بأسلوب يليق بمكانتهما.
- طاعتهما في كل ما يأمران به إلا إذا كان ذلك يُخالِف أوامر الله ففي هذه الحالة لا طاعة لمخلوقٍ في معصية الخالق.
الدعاء لهما في كل وقتٍ وحين لأن الدعاء من أعظم صور البر التي يستمر عطاؤها حتى بعد وفاتهما
يجب أن يكون الدعاء مصحوبًا بالشكر الدائم لهما على ما قدَّماه من جهدٍ وعناءٍ في التربية وتوفير الحياة الكريمة للأبناء كما يجب الحرص على تقديم العون لهما في كل ما يحتاجانه خصوصًا الأم في أعمال المنزل أو أي مهمة أخرى قد تتطلب دعماً ومساندة.
الحرص على إدخال الفرح والسعادة عليهما والابتعاد عن كل ما قد يسبب لهما أي نوع من التوتر أو الانزعاج إضافةً إلى السعي وراء العلم واكتساب المعرفة ليكون للإنسان دورٌ نافعٌ في حياته مع اختيار الرفقة الصالحة التي تعين على البر والخير وتجنب مصاحبة من قد يجرُّ إلى السوء.
أخذ مشورة الوالدين في مختلف شؤون الحياة
أخذ رأي الوالدين في مختلف أمور الحياة يعكس حرص الإنسان على الاستفادة من خبراتهم وتجاربهم التي اكتسبوها عبر السنوات فهم مروا بمواقف عديدة وتعلموا دروسًا ثمينة تجعل رؤيتهم للأحداث أكثر عمقًا ودقة مما يجعل استشارتهم من الركائز الأساسية لاتخاذ قرارات سليمة سواء كانت تلك القرارات مصيرية تتعلق بمستقبل الحياة أو يومية تتعلق بالاختيارات والتصرفات المعتادة.
فمشورتهم تفتح آفاقًا جديدة وتضيف منظورًا أوسع للتفكير في الأمور المختلفة كما أن الاستماع إلى آرائهم يساهم في تجنب الكثير من المشكلات والمعوقات التي قد تواجه الإنسان في مسيرته الحياتية مما يجعل استشارتهم أمرًا لا غنى عنه.
وَفي أغلب الأوقات التعامل مع الوالدين يجب أن يكون قائمًا على الاحترام والتقدير فمن الضروري تجنب الجدل الذي قد يؤدي إلى إزعاجهم أو شعورهم بالحزن ورفع الصوت أثناء الحديث معهم أو الدخول في نقاشات حادة قد يُحدث فجوة في العلاقة ويسبب ضعفًا في التواصل بينهم وبين أبنائهم والطريقة المثلى للحوار معهم تكون بالهدوء واللباقة لأن ذلك يعكس مدى الاحترام والمودة التي يكنها الأبناء لوالديهم .
كما أن الصدق والصراحة معهم من الأمور المهمة التي تضمن بناء علاقة قائمة على الثقة المتبادلة وتجنب أي مشكلات قد تنشأ بسبب عدم الوضوح أو اللجوء إلى إخفاء الأمور عنهم لذا فمن الأفضل دائمًا مصارحتهم بكل ما يحدث في الحياة وإشراكهم في مختلف الأمور فهم أكثر حرصًا على مصلحة أبنائهم من أي شخص آخر الوالدان هما الأساس والسبب بعد الله في وجود الإنسان.
ولذلك يجب أن يكون العطاء والاهتمام بهم يحتل مكانة خاصة في حياة كل شخص دون إهمال أو تفضيل أي شخص آخر عليهم لأنهم الأحق بالوقت والجهد وبرهما من أعظم العبادات التي وعد الله عليها بالأجر العظيم فمن يحرص على بر والديه وطاعتهما يكتسب بركتهما التي تؤثر إيجابيًا على مختلف جوانب حياته سواء في أموره المادية أو حالته النفسية فبر الوالدين هو الطريق الذي يقود إلى رضاهم ومن ثم ينال الإنسان رضا الله عز وجل وجنته التي هي دار النعيم والخير الأبدي.
دور بر الوالدين في بناء المجتمع
بر الوالدين يَحظى بمكانة رفيعة في الإسلام:
وهذا يتجلى بوضوح من خلال اقترانه المباشر بعبادة الله تعالى، فقد ورد في كثير من الآيات القرآنية تأكيد واضح على عظمة هذا العمل حيث جاء الأمر ببر الوالدين ملازمًا لعبادة الله مما يدل على مدى أهميته في تكوين شخصية المسلم وتعزيز العلاقات الإنسانية بين الأفراد فالشخص الذي يُحسن إلى والديه ويحرص على رضاهم يكون قد التزم بأحد أعظم تعاليم الإسلام التي تسهم في نشر المودة وتوطيد الروابط الاجتماعية مما ينعكس إيجابًا على استقرار الأسرة وبالتالي على المجتمع بأسره.
فالبر بالوالدين ليس مجرد تصرف أخلاقي لكنه يُعتبر من أحب الأعمال إلى الله عز وجل جاء في بعض الأحاديث أن بر الوالدين يتقدم على الجهاد في سبيل الله في بعض الحالات حيث أن الجهاد من أعظم العبادات التي يُتقرب بها إلى الله ومع ذلك نجد أن الإسلام يعطي الأولوية للوالدين عندما يكونان في حاجة إلى رعاية ابنهما وخدمته مما يعكس مدى عظمة هذا العمل ورفيع منزلته في ميزان الحسنات فوجود الوالدين هو السبب بعد مشيئة الله في حياة الإنسان.
ورضاهم مرتبط بشكل وثيق برضا الله عز وجل لذا فإن من يسعى لإرضائهما يكون قد سلك طريقًا يؤدي إلى رضا الله ونيل البركة في حياته، بر الوالدين ليس مجرد واجب ديني فحسب بل هو مفتاح أساسي لدخول الجنة فالشخص الذي يحرص على معاملة والديه بإحسان ويجتهد في تلبية احتياجاتهم يكون قد ضمن لنفسه مكانة مرموقة عند الله سبحانه وتعالى ويكون بذلك قد التزم بأحد أسمى العبادات بعد الصلاة التي تُعد ركنًا أساسيًا من أركان الإسلام ، فمن يواظب على بِر والديه يُحصِّل الأجر العظيم في الدنيا والآخرة ولذلك ينبغي لكل مسلم أن يجعل بر الوالدين ضمن أولوياته اليومية ليس فقط من باب الواجب بل لأنه من أعظم أسباب التوفيق والسعادة والرضا في الحياة.
أدعية مستجابة للأب
- اللهم يا واسع الفضل ويا حي يا قيوم، نسألك باسمك الأعظم الذي إذا دعيت به أجبت، أن تفيض على أبي من بركاتك ورحمتك وكرمك، وأن تغمره من عطاياك التي لا تنفد.
- اللهم امنحه الصحة والعافية ليعيش مرتاح البال، واختِم حياته بالمغفرة والقبول، كي لا تثقل عليه ذنوبه وتنعم عليه برضاك.
- اللهم اصرف عنه كل شر وابعد عنه كل ما قد يضره، واجعل الفردوس الأعلى مستقره، برحمتك يا أرحم الراحمين، اللهم لا تترك في قلبه همًا إلا أزلته، ولا ذنبًا إلا غفرته ولا حاجةً لك فيها رضا وله فيها صلاح إلا يسَرتها له.
- اللهم اغفر لوالدي وارحمه برحمتك التي وسعت كل شيء، وأرضِ عنه واملأ قلبه بالسكينة والطمأنينة، وأسكنه منازل الكرامة عندك وأغدق عليه من نعمك التي لا تنقطع.
- اللهم ارحمه برحمة تضيء له ظُلمة القبر، وتُهون عليه الحساب، وتجعل لقاءه بك يوم لا ينفع مال ولا بنون من أسعد لحظاته، وتمنحه الأمن يوم الفزع الأكبر.
- يا رب أزل من صدر أبي كل هم وكل ضيق ولو كان بقدر ذرة، وارزقه فوق ما يرجو، وأكرمه بما هو خير مما يدعو به، واملأ قلبه بالسعادة التي تكتمل بسعادته.
- اللهم ألبسه لباس الصحة والعافية وأتمَّ عليه نعمك، واجعل خاتمته مغفرة تُهوِّن عنه ما مضى، واحفظه وأعذه من كل ما يشغله عن رضاك.
- اللهم لا تترك له ذنبًا إلا غفرته، ولا همًا إلا أزلته ولا حاجةً يسألها إلا قضيتها له، فأنت الكريم المعطي، وأنت الذي لا يُعجزك شيء.
- اللهم اجعلنا من البارين بوالدنا المحبين له، المُطيعين له في الخير، وأبعدنا عن عقوقه وأرشدنا إلى بره والإحسان إليه كما يحب ويرضى.
- اللهم ارزقه رضا تامًا عنا ولا تجعل لحظة وفاته إلا وهو راضٍ تمام الرضا، وامنحنا القوة لخدمته ومرافقته بما يليق بمقامه.
- اللهم اغفر لأبي وارحمه برحمتك وأكرم نُزله، ووسع له في قبره ونقه من خطاياه كما يُنقّى الثوب الأبيض من الدنس، واغسله من الذنوب بالماء والثلج والبرد، وأكرمه بدار خير من داره في جناتك الواسعة ورحمة لا حد لها.
