لصلاة قيام الليل منزلة عظيمة في شهر رمضان فهي من أفضل العبادات التي يتقرب بها العبد إلى ربه وقد ثبتت بسُنة النبي صلى الله عليه وسلم وهي من أعظم الطاعات التي ترفع الدرجات وتكفر السيئات وتزيد في الحسنات لما لهذا الشهر الكريم من فضل كبير حيث تُرفع فيه الأعمال وتُستجاب الدعوات وتُفتح فيه أبواب الرحمة والمغفرة ويُعدّ وقت السجود في قيام الليل من أكثر الأوقات التي يُستجاب فيها الدعاء لذلك يُستحب أن يحرص المسلم على ترديد الأدعية النبوية المأثورة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم فهي جامعة بين خيري الدنيا والآخرة وتسهم في جلب الخير والبركة وتوسيع الرزق والطمأنينة مما يجعلها من أفضل ما يمكن للمسلم أن يدعو به في هذا الوقت المبارك.
دعاء السجود أثناء قيام الليل في شهر رمضان
يعد السجود أثناء قيام الليل في شهر رمضان من أفضل الأوقات للتقرب إلى الله بالدعاء حيث يُستحب للمُصلِّي أن يدعو بالأدعية المأثورة عن النبي صلى الله عليه وسلم فقد كان عليه الصلاة والسلام يحرص على الدعاء في الثلث الأخير من الليل ومن الأدعية التي وردت عنه:
- ذكرت أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يردد في ركوعه وسجوده: سُبْحانَكَ اللَّهُمَّ رَبَّنا وبِحَمْدِكَ، اللَّهُمَّ اغْفِرْ لِي.
- يروي عوف بن مالك الأشجعي أنه صلى مع النبي صلى الله عليه وسلم ليلة فكان يقرأ سورة البقرة وإذا مر بآية رحمة دعا الله وإذا مر بآية عذاب استعاذ وكان حين يركع يُطيل ركوعه بنفس مدة قراءته وكان يقول أثناءه: سُبحانَ ذي الجبَروتِ والملَكوتِ والكِبرياءِ والعَظَمةِ وظل يردد هذا الذكر أيضًا في سجوده.
- ثبت عن حذيفة بن اليمان رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم كان إذا ركع قال: سبحانَ ربِّيَ العظيم ثلاث مرات وإذا سجد كان يقول: سبحانَ ربِّيَ الأعلى ثلاث مرات.
- روى جابر بن عبد الله رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم كان إذا سجد دعا قائلاً: اللَّهمَّ لَكَ سجدتُ وبِكَ آمنتُ ولَكَ أسلمتُ وأنتَ ربِّي سجدَ وجْهي للَّذي خلقَهُ وصوَّرَهُ وشقَّ سمعَهُ وبصرَهُ تبارَكَ اللَّهُ أحسنُ الخالقين.
- اللهم اجعل لنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النار اللهم ثبت قلوبنا على دينك ولا تَجعلها تميل بعد هدايتك وارزقنا من رحمتك ما يغنينا يا كريم.
- اللهم يا واسع الرحمة، أسألك أن تَحفظني من أن أَضل أو أُضل أو أَزل أو أُزل أو أظلم أو أُظلم أو أجهل أو يُجهل عليّ وأكرمني بحسن التوفيق والسداد.
- اللهم اغفر لي جميع ذنوبي ما ظهر منها وما بطن وما علمتُ منها وما لم أعلم اللهم امنحني إيمانًا صادقًا ويقينًا ثابتًا لا يتزعزع وارزقني رحمة تغنيني بها عن غيرك.
- اللهم اهدِني بين من هديت وعافِني بين من عافيت وتولَّني بين من تولَّيت وبارك لي فيما أعطيت واصرف عني شر ما قضيت فإنك وحدك من يقضي بالحق ولا يُقضى عليك.
أجمل الأدعية في صلاة قيام الليل
تُعتبر صلاة قيام الليل من أعظم العبادات التي كان النبي ﷺ يُداوم على أدائها بانتظام، لما لها من فضل عظيم في التقرب إلى الله ونيل رحمته، وقد ورد في الأحاديث أن هذا الوقت من أفضل الأوقات لاستجابة الدعاء، ولذلك يسعى الكثيرون لاستغلال لحظاته بالدعاء والتضرع إلى الله، ومن هنا مجموعة من الأدعية التي يمكن التوجه بها إلى الله أثناء السجود في صلاة قيام الليل:
- اللهم اجعل عملي خالصًا لوجهك الكريم واملأ قلبي بخشيتك وحبك اللهم أنت مجيب الدعوات فاللهم لا ترد لي دعوة ولا تخيب لي رجاء.
- يا رب بعظيم لطفك وكرمك أسألك أن ترزقني بركة في الرزق وطهارة في القلب وأن تكفيني بحلالك عن حرامك وتغنيني بفضلك عمن سواك اللهم فرج همي ويسر لي أمري واملأ حياتي بالسعادة التي تُرضي بها قلبي ونفسي.
- يا الله في هذا الليل المُبارك أسألك أن تغمرني برحمتك وتغفر لي ذنوبي وتكرمني بفرحة لا يعقبها حزن وتعوضني عن كل ما فات بخير لا ينقطع.
- اللهم اغفر لي كل ذنب يحجب عني رضاك ويسّر لي كل طريق يُقرّبني إليك وتقبل طاعتي وعبادتي وطهر روحي من الأحزان واملأها بالطمأنينة والسكينة.
- يا كريم اجعل لي في قلوب عبادك مكانة طيبة واجعل لقائي بك مليئًا بالرضا والقبول ولا تحرمني لذة النظر إلى وجهك الكريم.
- اللهم يا من لك الأسماء الحُسنى والصفات العُلى ارزقني التوفيق في أمري وبارك لي في حياتي وافتح لي أبواب الخير التي تشرح بها صدري وتملأ قلبي بالسرور.
- اللهم لك الحمد على نعمك التي لا تُحصى يا رب إنك أنت المعين والسند فلا تقطع عني رحمتك وسترك واغمرني بلطفك وامددني بالقوة والثبات على طاعتك.
ما حكم الدعاء خلال الركوع والسجود في صلاة التهجد
يحرص الكثير من المصلين على اغتنام الركوع والسجود في صلاة التهجد للدعاء والتضرع إلى الله إلا أن البعض قد يتساءل عن الحكم الشرعي لذلك وما إذا كان جائزًا أم لا لذلك من المهم معرفة أن الدعاء أثناء الصلاة مشروع وثابت عن النبي ﷺ وقد أجمع العلماء على استحباب الدعاء في السجود لأنه أقرب مواضع العبد إلى ربه أما بالنسبة للركوع فقد جاء في بعض الأحاديث أن النبي ﷺ كان يكثر من الدعاء فيه ولذلك اختلف العلماء بشأن حكمه فمنهم من يرى أنه سنة مستحبة ومنهم من قال إنه يجوز لكن الأفضل الاقتصار في الركوع على تعظيم الله وتسبيحه لأن هذا هو الوارد في الأحاديث الصحيحة والله أعلم.
أدعية السجود المأثورة في صلاة التهجد مكتوبة
يُمكن للمسلم أن يدعو خلال سجوده في صلاة التهجد بما شاء من الأدعية التي تُعبر عن حاجاته وتُقربه من الله عز وجل فهناك أدعية تُبعث الطمأنينة في القلب وأخرى تتعلق بالرزق ومنها ما يكون طلبًا للتوفيق والنجاح وقد وردت مجموعة من الأدعية التي تُعد من أفضل ما يُمكن الدعاء بها في هذه الصلاة:
- اللهم إني أسألك من الخير كله عاجله وآجله ما علمتُ منه وما لم أعلم.
- اللهم إني أعوذ بك من الشر كله عاجله وآجله ما علمتُ منه وما لم أعلم.
- اللَّهُمَّ رَبَّنَا لَكَ الْحَمْدُ، مِلْءَ السَّمَاوَاتِ، وَمِلْءَ الأَرْضِ، وَمِلْءَ مَا بَيْنَهُمَا، وَمِلْءَ مَا شِئْتَ مِنْ شَيْءٍ بَعْدُ.
قد يجد الإنسان نفسه في بعض الأوقات غير قادر على تحديد ما يحتاج إليه بدقة أو يشعر بأنه بحاجة إلى أشياء كثيرة لكنه لا يستطيع التعبير عنها بالكلمات وهنا يكون الدعاء بطلب الخير بشكل عام هو الخيار الأمثل لأن الله سبحانه وتعالى يعلم خفايا القلوب ويدرك احتياجات عباده حتى قبل أن يُفصحوا عنها.
في كثير من اللحظات قد يشعر الإنسان بالخوف من أشياء غير واضحة أو يواجه قلقًا من أحداث مجهولة قد تحدث له في المستقبل والدعاء بالاستعاذة من كل شر ظاهر أو خفي هو من أصدق ما يمكن قوله في مثل هذه الحالات فهو طلب للحماية من كل ما قد يُسبب الأذى سواء كان معلومًا أو خفيًا.
يُعد هذا الدعاء من أعظم ما يُمكن للمسلم أن يقوله فهو تسبيح وحمد لله عز وجل والحمد في ذاته عبادة عظيمة وعندما يكون هذا الحمد بقدر السماوات والأرض وما بينهما فإن ذلك يُجسد كمال الشكر لله والرضا بما قدره من الخير.
صيغة الدعاء عند الجلوس بين السجدتين في التهجد
صلاة التهجد تُعد من أعظم العبادات التي يُقبل العبد بها على ربه طلبًا لمرضاته ورغم أنها ليست فرضًا إلا أن فضلها كبير لما فيها من تقرب إلى الله ونيل رحمته ومغفرته كما أنها من الأوقات المباركة التي يُستجاب فيها الدعاء ولهذا فإن الأدعية التي تُقال أثناء الصلاة سواء أثناء السجود أو عند الجلوس بين السجدتين لها أهمية خاصة ويُستحب للمسلم أن يحرص عليها بقلب خاشع وساعٍ لمرضاة الله.
يُذكر عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه كان يقول بين السجدتين: “اللهمَّ اغفرْ لِي وارحمْنِي وعافنِي واهدِني وارزقْنِي” كما جاء في حديث ابن عباس رضي الله عنهما وفي بعض الروايات الأخرى عند الترمذي وردت كلمة “واجبرْنِي” بدلًا من “وعافِني” بينما روى ابن ماجه لفظ “وارفعْنِي” بدل “واهدِني”.
ومن الممكن الاكتفاء بأقصر صيغة لهذا الدعاء وهي رب اغفر لي لكن لمن أراد أن يأتي به كاملاً كما ورد عن النبي صلى الله عليه وسلم فهو الأفضل وقد ذهب بعض العلماء إلى استحباب المداومة عليه وعدم تركه بينما رأى آخرون أنه يجوز للمسلم أن يدعو بهذا الدعاء أو بأي دعاء آخر يناسب حاله من الرجاء والاستغفار.
