الله سبحانه وتعالى فَضَّل بعض الشهور وجعل لها مكانة خاصة ومن هذه الشهور شهر رمضان والأشهر الحُرُم وكذلك شهر شعبان الذي يعد من الشهور التي كان النبي ﷺ يُكثر فيها من الأعمال الصالحة ويضاعف من عباداته حيث كان يُكثر فيه من الصيام وأوضح أن الأعمال تُرفع فيه إلى الله وكان يُحب أن يُرفع عمله وهو صائم مما يدل على أهمية الإكثار من الطاعات وتعدد العبادات في هذا الشهر وقد وردت أحاديث عن النبي ﷺ تُبيّن فضل ليلة النصف من شعبان وتحث على قيام ليلها وصيام نهارها والإكثار من الذكر وتدبر القرآن والتقرّب إلى الله بمختلف الأعمال الصالحة.
دعاء مستحب في ليلة النصف من شعبان 1446
- اللَّهُمَّ صلِّ وسلِّم وبارِك على سيِّدِنا محمَّد، عبدِك ورسولِك النبيِّ الأُمِّيِّ، وعلى آلِه وصحبِه، بعدَد علمِك ومدادِ كلماتِك، كلّما ذكرَك الذَّاكرون وغفَل عن ذكرِك الغافلون.
- اللَّهُمَّ يا مَن أنعمتَ بالنِّعَمِ من غير حساب، يا ذا العظمةِ والجلال يا ذا الجُودِ والإحسان، لا إلهَ إلَّا أنت أنت مُلجأُ مَن لا ملجأ لهُ، وأمانُ مَن لا أمان لهُ وسندُ مَن لا سند لهُ.
- اللَّهُمَّ صلِّ وسلِّم وبارِك على سيِّدِنا محمَّد، عبدِك ورسولِك النبيِّ الأُمِّيِّ، وعلى آلِه وصحبِه بعدَد علمِك ومدادِ كلماتِك، كلّما ذكرَك الذَّاكرون وغفَل عن ذكرِك الغافلون.
مكانة ليلة النصف من شعبان في مذهب الحنابلة
في المذهب الحنبلي، وردت آراء متباينة حول ليلة النصف من شعبان فبينما يرى بعض العلماء أنها لا تتميز بخصائص محددة أشار آخرون إلى أن لها فضلًا عظيمًا مستندين إلى أقوال الفقهاء ونصوص من كتب أهل العلم ومن أبرز ما ورد بشأنها:
- ذكر ابن تيمية في “الفتاوى الكبرى” أنه إذا صلى المسلم ليلة النصف من شعبان منفردًا أو مع جماعة صغيرة كما كان يفعل بعض السلف فإن ذلك أمر مقبول ومستحسن إلا أن الاجتماعات الكبيرة في المساجد لأداء صلوات ذات عدد معين من الركعات كالتجمع لأداء مائة ركعة وقراءة سورة “قل هو الله أحد” ألف مرة تُعد من البدع التي لم يرد بها دليل من الكتاب أو السنة ولم يؤيدها أحد من الأئمة المعتبرين.
- وفي كتاب “لطائف المعارف” لابن رجب الحنبلي أُشير إلى أن بعض التابعين من أهل الشام مثل خالد بن معدان ومكحول ولقمان بن عامر وغيرهم كانوا يعظمون هذه الليلة ويجتهدون فيها بالعبادة وانتقل هذا التعظيم عنهم إلى العامة مما جعل لها شأنًا لدى كثير من المسلمين ممن تأثروا بهم.
- كما ورد في ذات الكتاب أن البعض أرجع هذه العادة إلى تأثر الناس ببعض الروايات الإسرائيلية وعندما انتشرت الفكرة في بعض البلاد الإسلامية حصل فيها خلاف بين أهل العلم فمنهم من تبنَّى رأي أهل الشام واتبعهم في إحياء هذه الليلة ومنهم من لم يأخذ بهذه العادة ومع ذلك كان بعض العُبَّاد في البصرة ومناطق أخرى يحرصون على إحيائها بأشكال متنوعة من العبادات.
أدعية مأثورة ليلة النصف من شعبان
- اللهم اكفني كُل هم يُرهقني وكُل أمر يُشغل تفكيري اللهم ارزقني التُقى واغفر لي زلاتي واهدني للصواب في كل أمري اللهم يسّر لي الخير أينما كان وابعد عني العسر كيفما كان اللهم فرّج عني كل ضيق يُحزنني ويسّر لي الأمور التي استعصت علي سواء في دنياي أو آخرتي وارزقني من حيث لا أحتسب واغفر لي ذنوبي كلها ولا تجعل حاجتي إلا إليك واغنني بفضلك عمّن سواك يا من تكفي عبادك جميعًا وليس لأحد غنى عنك يا أحد يا صمد يا من انقطعت الآمال إلا فيك.
- اللهم يا واسع الجود وواهب العطايا بلا مَنّ ولا عدد يا صاحب الفضل والإحسان الذي لا يُحد يا ذا الجلال والإكرام يا من بيده مفاتيح الأرزاق وسبيل كل النجاة يا ملجأ كل لاجئ وأمان كل خائف اللهم إن كُتب لي في اللوح المحفوظ أن أكون من الأشقياء أو المبتلين بضيق ذات اليد أو من المحرومين من سعة نعمك فبكرمك المُطلق وفضلك العظيم امحُ عني كل شقاء وارفع عني الحرمان وأزل عني كل ضيق رزق.
- اللهم اجعلني عندك من الناجين بجودك من الموفقين إلى ما يُرضيك من المرزوقين بسَعة أفَضالك فإنك القائل في كتابك العزيز الذي أنزلته على نبيك الكريم يمحو الله ما يشاء ويثبت وعنده أم الكتاب.
- اللهم إني أسألك باسمك الأعظم الواحد الأحد الفرد الصمد الذي إذا سُئلت به أجبت وإذا دُعيت به أعطيت أن تفرّج عني كل حزن وتزيل عني كل غم وتعافني من كل داء وتغفر لي كل ذنب برحمتك يا الله يا كاشف الكروب ويا مُفرج الهموم يا من تقول للشيء كن فيكون يا الله أحاطت بنا الذنوب وأثقلت كواهلنا الزلات فاغفر لنا بكرمك وتجاوز عما كان منا ولا تأخذنا بما اقترفناه فأنت العفو الكريم وليس لنا من ملجأ سواك فارحمنا برحمتك التي وسعت كل شيء.
- اللهم يا صاحب الرحمة الواسعة والعطاء المُتجدد يا من فضله لا ينقطع وإحسانه بلا عدد يا رحمن الدنيا والآخرة ورحيمهما يا خير المستعان ويا رجاء السائلين ويا أمان الخائفين وملاذ اللاجئين يا مغيث المضطرين وكاشف الضر عن المتوجعين نسألك أن ترفع عنا البلاء وتفرّج الغم وتبعد عنا كل مكروه نعلمه وما لا نعلمه وأنت أعلم به منا إنك أنت العزيز الأكرم.
أهمية ليلة النصف من شعبان وفضائلها
تُعد ليلة النصف من شعبان من الليالي المباركة التي يحظى فيها المسلمون بفرصة عظيمة لنيل المغفرة والرحمة إذ اختصها الله بفضلٍ عظيم وجعلها من الأوقات التي تتنزّل فيها البركات وتتنوع فيها الخيرات مما يجعلها مناسبةً عظيمة يستبشر بها المؤمنون.
ويحرص المسلم في هذه الليلة على التقرّب إلى الله بالدعاء والاستغفار راجيًا منه أن يصفح عن زلّاته ويغفر ذنوبه ويبدّل سيئاته حسنات متمنيًا أن تمتد البركة إلى أيامه وحياته فيكون دائمًا في رحمة الله وفضله.
والإسلام يدعو دائمًا إلى اغتنام المواسم التي تقرّب العبد من ربه وتزيده طاعة وخشوعًا وتُعد هذه الليلة فرصة مثالية للحرص على الذكر والاستغفار والإكثار من الطاعات وكذلك صيام نهارها وقيام ليلها بما يحقق الخير والثواب الذي يرجوه كل مؤمن سائلًا الله القبول والرضا.
الرأي الشرعي في قيام ليلة النصف من شعبان
حُكم إحياء ليلة النصف من شعبان من المسائل التي اختلف فيها الفقهاء لذا من الضروري التعرف على الرأي الشرعي في هذا الأمر قبل التطرق إلى الأدعية الواردة فيها فقد تعددت آراء أهل العلم على النحو التالي:
ذهب جمهور الفقهاء إلى استحباب قيام هذه الليلة لما فيها من نفحات رحمة ومغفرة فقد ورد عن بعض الأئمة أن عدداً من السلف كانوا يحرصون على إحيائها بالصلاة والذكر.
إلا أن فقهاء المذهب المالكي والحنفي يرون أن تخصيص هذه الليلة بعبادات معينة داخل المساجد أو في أي مكان آخر يُعد من البدع المحدثة التي لم ترد عن النبي ﷺ ولم تأتِ بها الشريعة حيث اعتاد بعض الناس تخصيصها بصلاة تُعرف بـ صلاة الرغائب وهي عبارة عن 12 ركعة تُؤدى بين صلاتي المغرب والعشاء وهذه الصلاة لا أصل لها في الدين ولم يرد فيها دليل شرعي معتبر.
بوجه عام يجوز للمسلم أن يُحيي هذه الليلة بالصلاة والذكر المشروع لكن لا ينبغي تخصيصها بعبادات مخصوصة أو صلوات لم تثبت عن النبي ﷺ إذ لم يرد في السنة النبوية الصحيحة ما يدل على ذلك.
مشروعية صيام ليلة النصف من شعبان
يُمكن للمُسلمين الصيام في أيّ يوم من السنة ما لم يَرد نصٌّ شرعيّ يَمنع ذلك أو يحدّد يومًا مَعينًا للصيام غير أنَّ شهر شعبان يُستحب فيه الإكثار من الصيام اقتداءً بالنبي ﷺ أما فيما يَتعلق بِتخصيص يوم النِّصف من شعبان بالصيام دون بقيَّة أيام الشهر فَهُناك اختلاف بين أهل العلم وتعدّدت آراؤهم كما يلي:
- يَرى بعض العلماء أنَّه لا يجوز إفراد يوم النِّصف من شعبان بالصيام دون سائر أيام الشهر.
- ويرى آخرون أنَّ صيام هذا اليوم دون أن يكون الشخص ممن يُكثرون الصيام خلال الشهر يُعدّ مكروهًا، خُصوصًا إن كان الامتناع عن الطعام لا يَحدث إلا لأن رمضان قد اقترب.
- وهُناك رأي آخر يَذهب إلى أنَّ الإشكال ليس في صيام يوم النِّصف من شعبان ذاته بل في استمرارية الصيام بعده حيث يَرى بعض العُلماء كراهة الصيام بعده مباشرة حتّى يَبدأ رمضان.
أفضل الأدعية في ليلة النصف من شعبان
أيام معدودة تفصلنا عن ليلة النصف من شعبان، الليلة التي يُقدِّر فيها الله سبحانه وتعالى ما سيجري لعباده خلال العام المقبل من أرزاق وأحداث وأقدار، وهي من الليالي المباركة التي يُستحب فيها الإكثار من الدعاء والاستغفار ولذلك جمعنا لكم دعاء ليلة النصف من شعبان الذي يُستحب الدعاء به في هذه الليلة المباركة:
- اللَّهُمَّ يَا ذَا الْمَنِّ وَالطَّوْلِ يَا ذَا الْجَلَالِ وَالْإِكْرَامِ، يَا مَنْ لَا يُمَنُّ عَلَيْهِ يَا مَلْجَأَ الْعَابِدِينَ، وَجَارَ الْمُتَحَصِّنِينَ وَأَمَانَ الْخَائِفِينَ. ﴿يَمْحُو اللهُ مَا يَشَاءُ وَيُثْبِتُ وَعِنْدَهُ أُمُّ الْكِتَابِ﴾ نسألك بعظمتك وتجليك الأعظم في هذه الليلة المباركة، الليلة التي تُفصل فيها المقادير وتُكتب فيها الأقدار، أن ترزقنا من فضلك الواسع وترفع عنا من البلاء ما ظهر وما بطن وما أنت به أعلم، إنك أنت الكريم المنَّان، وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
الأذكار المستحبة في ليلة النصف من شعبان
الأذكار المستحب ترديدها في ليلة النصف من شعبان تحمل فضلًا عظيمًا ويستطيع المسلم أن يدعو في هذه الليلة المباركة بما شاء من الأدعية ومن الأذكار التي يُندب قولها:
- اللهم يا حليم يا صبور لا نملك قوة أمام عذابك فاعف عنا برحمتك يا أرحم الراحمين.
- اللهم ارزقني قلبًا نقيًا مُخلصًا لك خاليًا من الإثم والشرك، لا يكون فيه كفرٌ ولا شقاء.
- اللهم اجعل مسيرتنا في الدنيا كمسيرة الصالحين، ووفاتنا مثل وفاة الشهداء، واحشرنا في زمرة الأنبياء والأولياء والصالحين، إنك واسع الرحمة، وصلى الله وسلم على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين، وختام دعائنا أن الحمد لله رب العالمين.
- ذكر (حسبي الله ونعم الوكيل) مائة مرة.
- تكرار (يا حي يا قيوم برحمتك أستغيث) مائة مرة.
فضائل ليلة النصف من شعبان وأثرها في الدين
يعيش المسلمون أجواءً روحانيةً خاصة في المناسبات المباركة ومنها ليلة النصف من شعبان التي حظيت بمكانة عظيمة لما فيها من نفحات إيمانية.
حيث يتجلى الله سبحانه وتعالى على عباده فيغفر لكل من توجه إليه بإخلاص إلا لمن وقع في الشرك أو حمل في قلبه الضغينة تجاه الآخرين وشهر شعبان ذاته يمتاز بفضائل عدة فمن خلاله تُرفع الأعمال إلى الله مما يجعل منه فرصةً عظيمةً للعبد كي يُكثر من الطاعات والعبادات طمعًا في المغفرة والرضوان.
- «يَطَّلِعُ الله إلى جَمِيعِ خَلْقِهِ لَيْلَةَ النِّصْفِ مِنْ شَعْبَانَ فَيَغْفِرُ لِجَمِيعِ خَلْقِهِ إِلَّا لِمُشْرِكٍ أَوْ مُشَاحِنٍ» رواه الطبراني وصححه ابن حبان.
يُستحب للمسلم أن يصوم هذا اليوم لما ورد عن النبي صلى الله عليه وسلم من كثرة صيامه في شعبان فالصيام يُعد من العبادات التي تُزكي النفس وتُضاعف الأجر وتقرب العبد من ربه وفي هذه الليلة المباركة ينزل الله سبحانه وتعالى إلى السماء الدنيا وقت مغيب الشمس يمد يده لعباده داعيًا إياهم للاستغفار وطلب الرحمة والمغفرة فهي فرصة لمن أراد أن يسأل الله حاجته من رزق أو صحة أو تفريج كربٍ ليكون ممن تشملهم رحمتهُ في هذه الليلة.
-
قال النبي صلى الله عليه وآله وسلم : «إِذَا كَانَتْ لَيْلَةُ النِّصْفِ مِنْ شَعْبَانَ فَقُومُوا لَيْلَهَا وَصُومُوا يَوْمَهَا، فَإِنَّ اللهَ يَنْزِلُ فِيهَا لِغُرُوبِ الشَّمْسِ إلى سَمَاءِ الدُّنْيَا فَيَقُولُ: أَلَا مِنْ مُسْتَغْفِرٍ فَأَغْفِرَ لَهُ؟ أَلَا مُسْتَرْزِقٌ فَأَرْزُقَهُ؟ أَلَا مُبْتَلًى فَأُعَافِيَهُ؟ أَلَا كَذَا، أَلَا كَذَا..؟ حَتَّى يَطْلُعَ الْفَجْرُ».
أعمال يُستحب القيام بها في ليلة النصف من شعبان
تُمثل ليلة النصف من شعبان فرصة عظيمة للمسلمين للتقرب إلى الله -عز وجل- من خلال الإكثار من العبادات والطاعات التي تُقرّب العبد من ربه وتزيد من حسناته ومن الأعمال المندوب القيام بها في هذه الليلة المباركة ما يلي
- إقامة الصلاة، فهي عماد الدين وأهم وسيلة للارتقاء بالروح والتقرب إلى الله سبحانه وتعالى.
- الإكثار من الاستغفار، لما له من فضل في تكفير الذنوب ورفع البلاء والتيسير على العبد في حياته.
- الإكثار من التسبيح والتهليل والتكبير، فهي من الأذكار التي ترفع الدرجات وتُضاعف الأجور.
- الإكثار من الصلاة على النبي ﷺ، لما فيها من بركة عظيمة وفضل كبير في الدنيا والآخرة.
- دوام الذكر، فهو سبب في الطمأنينة وراحة القلب وزيادة القرب من الله تعالى.
- الإلحاح في الدعاء، فهو باب مفتوح لتحقيق الأمنيات ورفع الضر ومغفرة الذنوب.
- الحرص على الصدقة، فهي من الأعمال التي تُضاعف الأجر وتزيد البركة وتدخل السرور على المحتاجين.
- تدبر آيات القرآن الكريم وتلاوته، فهو نور وهدى للمسلمين ويزيد الإيمان ويشرح الصدر.
تسميات ليلة النصف من شعبان ومعانيها
توجد أسماء عديدة تُطلق على ليلة النصف من شعبان، حيث يعكس كل اسم دلالة خاصة ترتبط بفضل هذه الليلة ومكانتها العظيمة، ومن هذه الأسماء:
- لَيلة البراءة نظرًا لأنها الليلة التي يُقدّر الله فيها مقادير العباد للسنة المقبلة ويكتب فيها الأرزاق والآجال ويمنح فيها عباده الرحمة ويُبرئهم من الذنوب.
- لَيلة الغفران لأنها من الليالي التي يمنّ الله فيها على عباده بالمغفرة لمن تاب وأناب إليه.
- لَيلة الشفاعة لِكون النبي ﷺ قد بيّن فضلها وأشار إلى أن الله يغفر فيها لعباده إلا لمن كان يحمل الضغينة في قلبه.
- اللَّيلة المباركة نظرًا لِما فيها من نفحات ربانية وما يفيض الله بها من الخيرات والبركات على عباده في هذه الليلة.
- لَيلة الإجابة لما تتسم به من قبول الدعوات حيث يُكرم الله السائلين ويستجيب لدعائهم.
- لَيلة العتق من النيران لأنها اللَّيلة التي يُعتق الله فيها رقاب عباده من النار ويكتب لهم الرحمة والمغفرة.
- لَيلة الدعاء لِكونها من الأوقات التي فُتحت فيها أبواب الرحمة وتيسرت فيها أسباب الاستجابة لمن رفع يديه إلى الله بالدعاء.
حكم اجتماع المسلمين لإحياء ليلة النصف من شعبان
فيما يَتَعلَّقُ بِاجتِماع المُسلِمين في المساجِد لإحيَاء ليلة النّصف مِن شَعبان فإنَّ جمهور الفُقهَاء يَرون أنَّ هذَا الأمر غيرُ مُستحبٍ لأنَّ النبي ﷺ ولَا أصحَابُه رَضي الله عَنهُم لم يَكُونوا يفعَلونه ولهذا أَدرَجه العُلماء ضِمن البِدَع لكن هُناك من يَرى أنَّ هذه اللَّيلة مُبارَكة ويُستَحبُّ فيها الإكثارُ مِن الذِّكر والدُّعاء والتَّقرُّبِ إلى الله عَزَّ وجلَّ وهذا الاخْتِلاف يَجعَلُ مِن المُناسب لِكُلِّ مُسلِمٍ أن يَنشَغِلَ فيها بالعِبادة مُتقرِّبًا إلى الله بِمَا شُرع، سَواءً بِالإكثار مِن الدُّعاء أو الإصْرار على التَّوبة أو تأدية الصَّلاة حيثُ إنَّ هذه الأعمال قُربةٌ مشروعةٌ فِي كُلِّ وَقتٍ، ولا سِيَّمَا فِي اللَّيَالِي التي وردَ فِيها فَضلٌ عَظيم لِذا مِنَ الضَّرُوريِّ أن يُبادِر العَبدُ إلى التَّوبةِ الصَّادِقةِ قَبلَ أن يَقعَ فِي عَجزٍ لَا يُجدي مَعهُ النَّدم.
نص الدعاء المستجاب في ليلة النصف من شعبان
- اللهم بارِك لنا في شَعبان وبلِّغنا رمضان دون أن نفقد عزيزًا أو نفتقد غاليًا أو نشهد ألمًا لقريب اللهم اجعلنا نبلغ رمضان بكامل صحتنا وسلامتنا وأدخله علينا وأحبابنا معنا لا فاقدين ولا مفقودين اللهم ارزقنا القوة على صيامه وقيامه وأعنّا على طاعتك فيه واغفر لنا تقصيرنا وتجاوز عما سَلَف من ذنوبنا يا واسع المغفرة.
- اللهم لا تترك لنا ذنبًا إلا غفرته ولا همًّا إلا فرّجته ولا دَينًا إلا قضيته ولا مريضًا إلا شفيته ولا مُبتلى إلا عافيته ولا ضالًّا إلا هديته ولا غائبًا إلا حفظته ورددته ولا مظلومًا إلا نصَرته ولا سجينًا إلا فككت أسره ولا ميتًا إلا رحمته ولا حاجة لنا فيها خير لنا وصلاح لأمرنا وتقربنا إليك إلا يسرتها لنا بمنك وكرمك يا أكرم الأكرمين.