الحياة مليئة بالتحديات والضغوطات اليومية ومن أصعب ما قد يواجهه الإنسان في ظل هذه الظروف الصعبة هو التعسر المالي وتباطؤ تدفق الرزق خصوصًا في ظل ارتفاع أسعار المعيشة والمتطلبات اليومية المتزايدة بعض الأفراد قد يجدون أنفسهم في مواقف تعرضهم لضغوط نفسية بسبب عدم قدرتهم على تلبية احتياجات أسرهم مما يدفعهم للبحث عن وسائل روحية وتجارب إيمانية تقودهم للاستعانة بالله عز وجل والتوسل إليه بالدعاء لتسهيل الأمور وقضاء الحاجات وسعة الرزق وإزالة الضيق.
- دعاء قضاء الدين والفرج: اللهم إنّي أعوذ بك من جَهْدِ البلاء ودَرك الشقاء وسوء القضاء وشماتة الأعداء وأسألك يا رحمن أن تُزيل عنّا وعن جميع المسلمين كل شدة وكرب وضيق وأن تملأ حياتنا براحة البال وتُفيض علينا بالرزق الوفير بعد العناء والمعاناة.
- دعاء سداد الدين وسعة الرزق: اللهم إني أستعيذ بك من حمل الديون وثقلها ومن عجز النفس عن سدادها وأعوذ بك من الهم والغم وضيق الحال، ارزقنا يا رزاق رزقًا طيبًا واسعًا يكفينا ويعيننا على القيام بمسؤولياتنا وفرّج يا رب عنّا وعن كل مكروب واقضِ ديون كل من ضاقت به السبل.
- صلاة قضاء الدين: من الأدعية التي يُنصح بقراءتها بعد صلاة العصر لتيسير سداد الديون، اللهم إني أعوذ بك من العجز والخوف وقهر الدين وغلبة الرجال وأستعيذ برحمتك من السوء في أموري كلها، نرفع أكفنا إليك يا رب وثقتنا أنك قادر على تغيير كل ضيق إلى فرج وكل عسر إلى يُسر فأعنّا برحمتك وكرمك..
- دعاء قضاء الدين حديث صحيح: ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: “اللَّهُمَّ اغْفِرْ لِي وَارْزُقْنِي وَاهْدِنِي وَعَافِنِي، أَعُوذُ بِكَ مِنْ ضِيقِ الْمَقَامِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ”، هذا الدعاء يُعَلّمنا أهمية الاستعانة بالله دائمًا في أمور حياتنا كلها وضرورة التوجه إليه بطلب العفو والمغفرة والهداية والرزق وسعة الحال.
- ما هي سورة قضاء الدين: من السور المستحب قراءتها للرزق وتفريج الكروب هي سورة يس وسورة الواقعة، حيث ورد في السنة النبوية أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يداوم على قراءة سورة الواقعة خاصة في أوقات السحر وصلاة الفجر وهذه السور تُعدّ بمثابة وسائل لتحقيق البركة وحلول الأرزاق بفضل الله عند اقترانها بالسعي والعمل الصالح والدعاء المستمر.
أدعية مخصصة لقضاء الديون الكثيرة المتراكمة
- اللّهمّ يا ربّ السّماوات السّبع ويا رب العرش العظيم يا مالك الملك وكلّ شيء ، أنت الظاهر الذي لا شيء فوقَك وأنت الباطن الذي لا شيء دونَك يا منزل التّوراة والإنجيل والقرآن، يا من تفلق الحبّ والنّوى أعوذ بك من شرّ كلّ شيء أنت ماسكٌ بناصيته أنت الأول الذي لا شيء قبلك وأنت الآخر الذي لا شيء بعدك اللهمّ اقضِ عنا الدّين وأغننا من فقرك يا كريم يا الله.
- اللّهمّ ارزقني رزقًا واسعًا طيّبًا حلالًا بعيدًا عن التّعب والمشقّة ودون كدر ولا عسرة واستجب دعائي ولا تجعل حاجتي مردودة عليّ، أعوذ بك يا ربّ من الفقر ومن الدّين ومن افتضاح أمري وضعفي ، اللّهمّ يا رازق القريب والبعيد ويا رحيم المسكين ويا قويّ المعين ويا خير النّاصرين ويا مغيث الجامعين والمحتاجين أنت وحدَك من نعبدُ وإيّاك فقط نستعين.
في أوقات الكرب والشدائد يلجأ الكثير من الناس إلى طلب المساعدة من أقرب الأشخاص إليهم ممن يثقون بهم وذلك عبر أخذ مبالغ مالية تكون كافية لتغطية احتياجاتهم الملحة على أن يعيدوا تلك الأموال بمجرد أن يتحسن حالهم ويتيسر لهم أمر سداد الدّيون التي أثقلت كاهلهم، وقد أوصى الله سبحانه وتعالى ونبينا محمد صلّى الله عليه وسلم بالمبادرة إلى مساعدة الآخرين في كل وقت وظرف لما في ذلك من خير وإحسان كبير يعود على المعطي بالخيرات والنعم ويُكتب له أجر عظيم عند الله سبحانه وتعالى، وقد بيّن خالقنا جلّ وعلا أن من يجتهد في تفريج كرب الآخرين وتيسير أحوالهم فإن الله الرحيم يُفرّج كربه يوم القيامة وهو اليوم الذي يكون أشدّ وأصعب من أي ضيق أو معاناة قد نمر بها في حياتنا الدنيوية رغم كل ما قد يواجهه الإنسان من مشقة وضيق في الدنيا إلا أن هذه الحياة بجميع مصاعبها لا تقارن بما ينتظرنا في الآخرة إذ يكون العمل الصالح والطاعات التي تقربنا من الله عز وجل هي السّبيل إلى النجاة من الحساب ونيل رضا الله والفوز برحمته وجنته.
العوامل المؤدية إلى تراكم الديون على الأفراد
توجد العديد من العوامل التي تدفع البعض إلى الاقتراض وتحميل أنفسهم بديون قد تبدو أحيانًا حتمية ويمكن للمتأمل أن يلاحظ ارتباط هذه العوامل بظروف المعيشة وضغوطاتها ومن أبرز هذه الأسباب:
- حينما تصبح الظروف المعيشية قاسية لدرجة تتعدى القدرة على توفير أبسط متطلبات الحياة الأساسية التي لا غنى لأي أسرة عنها مثل الطعام والشراب والملابس وغيرها، يجد الكثيرون أنفسهم مجبرين على السعي للاقتراض لتلبية هذه الاحتياجات وضمان الحد الأدنى من الحياة الكريمة لهم ولأفراد أسرهم.
- في ظل محدودية الدخل الشهري أو ضعف الرواتب التي يتقاضاها رب الأسرة والتي لا تفي بتغطية جميع النفقات ، يجد الأفراد أنفسهم تحت وطأة البحث عن حلول بديلة كتغطية الفجوة المالية بين المصروفات والدخل من خلال الاستدانة.
- الإحساس بالضيق النفسي والشعور بالمهانة الذي ينتج عن الفقر يدفع البعض إلى الاقتراض لتجنب مواجهة أزمات جديدة دون الاستعداد بحلول مالية تسندهم أو تخفف عليهم تداعياتها.
- وجود التزامات ملحة لا تحتمل التأجيل مثل النفقات الطبية العاجلة أو تسديد ديون سابقة أو المساهمة في مناسبات اجتماعية ضرورية تفرض نفسها وهو ما يجعل الحصول على الدعم النقدي أولوية.
- العقبات المتعلقة بالعمل مثل تأجيل الرواتب أو انخفاض الأجور بشكل غير متوقع تُضاعف من الضغوط المالية على الأشخاص وتجبرهم على الاقتراض كوسيلة لتجاوز العقبات والاستمرار في مسيرة حياتهم.
- ضعف التكاتف المجتمعي وانعدام مساحات الدعم بين الأفراد داخل المجتمعات يؤدي إلى تفاقم مشكلات الذين يفتقرون إلى المساعدة اللازمة مما يدفعهم إلى البحث عن وسائل أخرى كالديون لتوفير احتياجاتهم المادية وقت الأزمات.
وقد أدت الارتفاعات الكبيرة الأخيرة في الأسعار إلى تعميق التحديات الاقتصادية التي تواجه الأسر وخاصة الفئات ذات الدخل المحدود حيث لم تعد قدراتهم الشرائية كافية لمواكبة الاحتياجات اليومية الأساسية مما تسبب في تفاقم الأزمات دون وجود حلول قابلة للتطبيق أو دعم يكفل تغطية العجز المالي الذي يواجهونه.
التأخر في الوفاء بالتزامات سداد الديون
يُعَدُّ التأخير في سداد الديون من الممارسات التي يقوم بها البعض حيث يتعاملون مع أموال الناس بالطريقة التي لا تليق وتمثل اعتداءً على حقوق الآخرين وهذا الفعل مُحرَّم في ديننا الإسلامي الذي نهى عن الظلم بكل أشكاله فقد قال الله سبحانه وتعالى في الحديث القدسي: “يا عبادي، إنِّي حَرَّمتُ الظلمَ على نفسي وجعلته بينكم محرَّماً فلا تَظالمُوا”، ولهذا يجب على الإنسان أن يلتزم بسداد ديونه ورد الحقوق لأصحابها فالدَّين أمانة في ذمة المدين وعليه أن يؤديه عند استحقاقه لأن المماطلة في السداد تُعد نوعًا من أنواع الظلم، وفي حال أن المدين تعرض لظروف قاهرة تعيقه عن السداد في الموعد المحدَّد فإن عليه التوجه إلى الدائن وطلب تمديد فترة السداد إلى حين استقرار أحواله وقدرته على الوفاء بدَينه ويقع القرار في هذه الحالة على عاتق الدائن الذي يملك إما الموافقة على طلب المدين وتأجيل المدة تضامنًا مع ظرفه أو رفض الطلب وفقًا لوضعه الخاص وقدرته على الانتظار.
أدعية لقضاء الدين مكتوبة
الطريقة المثلى للتخفيف من الأزمات التي تواجه الإنسان تكمن في التقرب من الله سبحانه وتعالى من خلال رفع أكف الدعاء واللجوء إليه بصدق ويقين، فهو سبحانه القادر على إزالة الهموم وتفريج الكروب مهما بلغت صعوبتها ومن يجد نفسه مثقلًا بالديون أو مأزومًا بالأعباء المالية فإن عليه أن يتوجه إلى الله بالدعاء والرجاء فهو الرزاق الكريم الذي فتح أبواب رحمته ورزقه لعباده بغير حساب وأتاح لهم ما لم يخطر على بالهم.
إن الله جل جلاله هو الأقرب إلينا من أي شيء وهو الأعلم بحالنا وأقدر على تسخير الأبواب المغلقة وفتحها فهو سبحانه يعلم خفايا القلوب واحتياجات العباد لهذا على العبد أن يلجأ إليه بالإيمان الكامل بقدرته ورحمته التي وسعت كل شيء وقد وردت في تعاليم النبي صلى الله عليه وسلم مجموعة أدعية مخصوصة تهدف إلى قضاء الدين وجلب الرزق ومن بين ما جاء بها من أدعية مأثورة:
- اللهم اكفني بحلالك عن حرامك وأغنني بفضلك عمن سواك.
- اللهم إني أعوذ بك من الهم والحزن والعجز والكسل وأعوذ بك من الجبن والبخل وأعوذ بك من غلبة الدين وقهر الرجال.
- سبحان الله عدد ما أعطى وعدد ما وهب وعدد ما يجود به وعدد ما يخرج من الأرض وعدد ما ينزل من السماء اللهم وسّع رزقي واقضِ ديني وقوي ظهري.
- اللهم مالك الملك تؤتي الملك من تشاء بيدك الخير إنك على كل شيء قدير رحمن الدنيا والآخرة ورحيمهما تعطيهما من تشاء وتمنع منهما من تشاء ارحمني رحمة تغنيني بها عن رحمة من سواك.
- اللهم رب السماوات السبع ورب العرش العظيم ربنا ورب كل شيء فالق الحب والنوى ومنزل التوراة والإنجيل والفرقان أعوذ بك من شر كل شيء أنت آخذ بناصيته أنت الأول فليس قبلك شيء وأنت الآخر فليس بعدك شيء وأنت الظاهر فليس فوقك شيء وأنت الباطن فليس دونك شيء اقض عنا الدين وأغننا من الفقر.
- توجد أدعية عديدة واردة في القرآن الكريم والسنة النبوية الشريفة لم يُذكر هنا جميعها لكننا ندعو الجميع للمشاركة بالأدعية التي يعرفونها في التعليقات حتى نستفيد منها جميعًا ونعمل سويًا على نشر الخير بين الناس.