في مختلف الأيام ومن بينها يوم السبت ينبغي علينا ألا نغفل عن الدعاء فهو وسيلة تقربنا من الله سبحانه وتعالى إذ يعلم كل ما في القلوب ويدرك أحوالنا ويستجيب لنا بحكمته وفي الوقت الذي يراه مناسبًا لذلك فإن الدعاء لا يقتصر على يوم بعينه لكنه يظل وسيلة عظيمة نلجأ بها إلى الله في كل وقت ويُمكن استغلال يوم السبت في التضرع إلى الله بالدعاء بإخلاص وخشوع ومن الأدعية التي يمكن ترديدها في هذا اليوم:
- اللهم اجعل يوم السبت يومًا مباركًا واجعل الخير في كل ساعاته.
- يا رب ارزقنا في يوم السبت الراحة والطمأنينة والسعادة.
- اللهم بارك لنا في يوم السبت ويسر لنا كل صعب.
- اللهم اجعل هذا اليوم فاتحة خير لنا ولكل من نحب.
الدعاء المستحب يوم السبت لجلب الرزق العاجل مكتوب
يُعَدّ الرزق من النعم التي يحرص العبد دائمًا على التوسل إلى الله سبحانه وتعالى بها من خلال الدعاء ويوم السبت من الأيام التي يمكن للمرء أن يدعو فيها بأدعية خاصة لجلب الرزق وتيسير الأمور وفتح أبواب الخير:
- اللهم يا واسع العطاء، يا من تمسح العثرات وتفرّج الكربات وتُقدّر الأرزاق، ارزقني رزقًا وفيرًا طيبًا مباركًا، واجعل لي في كل حاجة قضاء وفي كل هم فرجًا وفي كل ضيق مخرجًا.
- يا الله يا رزاق يا من بيده مفاتيح الرزق، ارزقني من حيث لا أعلم ولا أحتسب، رزقًا يُدهش القريب والبعيد، واحفظني من الحرام ومن المشقة في طلب الرزق، ولا تجعلني أحتاج إلا إليك.
- اللهم يا من قسّمت الأرزاق لعبادك وجعلت لكل عبدٍ نصيبًا، أسألك يا كريم أن تُيَسِّر لي رزقي وتُبارك لي فيه، وأن تجعل لي في كل خطوة بركة وتوفيقًا وأن تغنيني بحلالك عن الحرام وبفضلك عن من سواك.
- يا الله يا من تسوق الأرزاق لعبادك يا عظيم الفضل، أسألك أن تكتب لي رزقًا واسعًا لا ينقطع، وأن تفتح لي أبواب الخير حيثما كنت، وأن تجعلني من عبادك الذين هُيِّئ لهم من الرزق ما يكفيهم ويُغنيهم عن سؤال الناس.
- اللهم إن كان رزقي في السماء فأنزله، وإن كان في الأرض فأخرجه، وإن كان بعيدًا فقرّبه، وإن كان قريبًا فسهّله، وإن كان قليلًا فبارك لي فيه، وإن كان كثيرًا فاجعل لي فيه رضا وسعادة، ولا تجعل حاجتي إلا إليك.
العوامل التي تسهم في استجابة الدعاء
من العوامل التي تساعد في استجابة الدعاء أن يكون الدعاء نابعًا من قلب خاشع ونية خالصة لوجه الله سبحانه وتعالى دون أن يشوبه أي نوع من الرياء ومن الضروري أن يكون العبد في قرب دائم من ربه في كل الأوقات فلا يكون حاله أن يدعو الله فقط عند الشدائد ثم يغفل عنه في أوقات الرخاء.
بل ينبغي أن يحرص على ذكر الله والتقرب إليه في جميع أحواله كما أن انتقاء الكلمات التي تناسب مقام مخاطبة الله عز وجل أمر مهم فلا بد أن يكون الدعاء بأدب وخشوع ومن الأمور التي تعين على استجابة الدعاء الحرص على الأوقات المباركة التي تكون فيها أبواب السماء مفتوحة مثل الثلث الأخير من الليل وبين الأذان والإقامة وأوقات نزول المطر وشهر رمضان المبارك لا سيما العشر الأواخر التي تضم ليلة القدر.
الدعاء المأثور يوم السبت وقت غروب الشمس
الدعاء يوم السبت عند غروب الشمس من الأدعية المأثورة التي يستحبّ التوجه بها إلى الله سبحانه وتعالى، ومن الأدعية التي يمكن ترديدها في ذلك الوقت:
- اللهم يا حي يا قيوم، يا مَن تُدخل الليل في النهار وتُخرج النهار من الليل أسألك أن تفرّج عني كل هم، وتيسّر لي أمري، وتملأ قلبي بسكينة لا تزول، وترزقني الصبر على ما كتبته لي.
- اللهم يا مقلب القلوب والأبصار، ثبّت قلبي على دينك ولا تكلني إلى نفسي طرفة عين، واهدني إلى صراطك المستقيم، وأدم عليّ نعمة محبتك وطاعتك يا أرحم الراحمين.
- اللهم إني أعوذ بك من فتن الدنيا والآخرة، ومن فتنة المحيا والممات، وأعوذ بك من فتنة المسيح الدجال وأسألك يا الله أن تنجّيني من عذاب القبر، وأن ترزقني النظر إلى وجهك الكريم بغير حساب.
- يا الله، أسألك باسمك الأعظم الذي إذا دُعيتَ به أجبت، أن تكشف همي وتفرّج كربي، وتقوّيني على مصاعب الحياة، وتملأ قلبي بالطمأنينة، وترزقني رحمتك التي وسعت كل شيء.
- اللهم يا ناصر المستضعفين ويا جابر قلوب المنكسرين، اجعل هذا الدعاء سببًا في تفريج كرباتي، واملأ صحيفتي بالحسنات، وارزقني رزقًا واسعًا لا حدّ له بكرمك ورحمتك.
- اللهم يا نور السماوات والأرض، اجعل نورك يتغلغل في صدري، واهدني إلى ما تحب وترضى وأبعدني عن طريق المعاصي والذنوب، وثبّتني على طاعتك وطريق الحق، وارزقني رحمة تغمر بها أيامي.
الدعاء الذي يستجاب يوم السبت
- اللّهمّ يا واحدًا لا شريك لك يا مالك الملك، يا من لا يضاهيه سلطان، أسألك أن تُصلّي على عبدك ورسولك محمّد وأن ترزقني القوة لشكر نعمك بما يرضيك وتعينني على ذكرك وشكرك وحسن عبادتك وتجعلني ممن يداومون على طاعتك وأن تشملني بعفوك وواسع رحمتك.
- وأن تغمرني بعطفك وتُبعدني عن الذنوب والمعاصي ما دُمتُ حيًّا وأن توفّقني لكل ما فيه الخير لي في حياتي، وأن تُنير قلبي بكتابك وتغفر لي بتلاوته، وتحفظ لي ديني وصحّتي وتمنحني الأمن والطمأنينة، وأن تحيطني بأهل الخير الذين يحبّونني وتديم عليّ نعمك كما أنعمت عليّ فيما مضى، وتزيدني من فضلك وجودك يا أرحم الراحمين.
الأدعية المأثورة عند زيارة النبي يوم السبت
- أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أنك يا رسول الله محمد بن عبد الله وأقر أنك بلغت رسالات ربك بكل إخلاص وأديت الأمانة ونصحت الأمة وجاهدت في سبيل الله بالحكمة والموعظة الحسنة حتى أتممت ما أمرتَ به وكنت رحمةً للعالمين وشديداً على الكافرين عبدت الله حتى جاءك اليقين فرفعك الله مكاناً علياً وأكرمك بأشرف المنازل وجعلك في أعلى المقامات.
- الحمد لله الذي هدانا بك ووفقنا للإيمان وأنقذنا من الضلال وأخرجنا من ظلمات الشرك إلى نور الهداية.
- اللهم صلِّ على محمد وآل محمد وبارك عليه كما باركت على أنبيائك المرسلين وملائكتك المقربين واجعل صلواتك وتحياتك على نبيك الأمين المصطفى المختار الذي اخترته من بين خلقك وفضلته بالوسيلة والشفاعة والدرجة الرفيعة.
- اللهم ارفع درجته في المهديين واجعل له المقام المحمود الذي وعدته وأكرمه بما يليق بجلال وجهك وعظيم فضلك.
أهمية الدعاء ومكانته
الله سبحانه وتعالى برحمته الواسعة ييسر لعباده سبل الطاعة ويمنحهم من فضله ما يعينهم على مشاق الحياة حتى يكونوا في عونه وحفظه. ومن رحمته جل وعلا أنه جعل الدعاء وسيلة مباشرة للتواصل بين العبد وربه دون حواجز، يرفع يديه ويناجيه فيطلب ما يشاء سواء كان طمعًا في رحمته ومغفرته أو رجاءً في تحقيق حاجاته الدنيوية والأخروية.
حيث أن الإنسان بمفرده ضعيف لا يقوى على مواجهة الحياة دون عون الله فلو تُرك وشأنه لما استطاع أن يصمد لحظات في هذا العالم الواسع. لذلك فهو دائمًا في حاجة إلى أن يستمد قوته من الله سبحانه فهو العزيز القادر الذي خلقه ويدبر أمره ويعينه في دنياه وآخرته.
والدعاء من أعظم الوسائل التي تمنح الإنسان القوة والثبات على الطريق المستقيم وتحميه من الانحراف عن الحق. الله سبحانه وتعالى ورسوله الكريم صلى الله عليه وسلم أوضحا في القرآن والسنة فضل الدعاء ومكانته العظيمة فقد قال الله عز وجل في كتابه الكريم:
- وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ فَلْيَسْتَجِيبُوا لِي وَلْيُؤْمِنُوا بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ.
الله سبحانه أقرب إلى عباده من أي مخلوق آخر لذلك ينبغي أن يكون التوجه إليه وحده دون سواه وألا يلجأ العبد إلا إليه في كل أحواله. وفي هذه الآية يبين الله عز وجل أنه يسمع دعاء عباده ويستجيب لهم متى دعوه بإخلاص وخشوع. الدعاء عبادة عظيمة ترتقي بروح المؤمن وتغمر قلبه بالسكينة خاصة في أشد اللحظات صعوبة وأقسى الظروف التي يمر بها.
حين يرفع العبد أكفه إلى الله دون وسيط تأتي الإجابة من عنده بحكمة ورحمة بأسلوب قد لا يتوقعه الإنسان لكنه الأفضل له بكل تأكيد، الله سبحانه يفرّج الكروب ويزيل الهموم ويبدل الأحوال إلى ما هو خير حتى إن العبد يوم القيامة يتمنى لو أن جميع دعواته التي لم تُستجب في الدنيا ادُّخِرت له أجرًا مضاعفًا في الآخرة.
