كل شخص يحمل في قلبه أمنية يسعى لتحقيقها سواء كانت تتعلق بالجوانب المادية أو الصحية أو حتى الروحية والعاطفية ومهما كان ما يتمناه الإنسان فهناك أدعية كثيرة انتشرت بين الناس يُقال إنها مستجابة بإذن الله، خاصة عندما يكون الدعاء نابعًا من قلب خاضع لله سبحانه وتعالى حيث يُعتبر الدعاء من أعظم العبادات التي تُقرّب العبد من ربه والله عز وجل يُحب سماع عباده وهم يناجونه ويتضرعون إليه فهو القادر على تحقيق كل ما فيه الخير لعباده.
عند المرور بأوقات الشدة والضيق لا يوجد باب يُطرق أعظم من باب الله سبحانه وتعالى فبدلًا من اللجوء إلى البشر وانتظار العون منهم فإن الله وحده هو القادر على تفريج الكرب وتيسير الأمور وتسخير ما في الأرض لخدمتك، وقد ورد عن النبي ﷺ دعاء يُقال عند الحاجة الشديدة يمكن للإنسان أن يكرره إذا كان يمر بظرف صعب ويرجو الفرج من الله عز وجل وهو:
- لا إله إلا الله الحليم الكريم سبحان الله رب العرش العظيم الحمد لله رب العالمين أسألك مُوجِبات رحمتك وعزائم مغفرتك والغنيمة من كل بر والسلامة من كل إثم لا تدع لي ذنبًا إلا غفرته ولا همًّا إلا فرَّجته ولا حاجة هي لك رضًا إلا قضيتها يا أرحم الراحمين، وبعد ذلك يُعبّر العبد عن حاجته أمام الله بقلب موقن بالإجابة طالبًا منه ما يشاء بثقة تامة في رحمته وقدرته على تلبية الدعاء.
صلاة الحاجة وحكمها في الإسلام
يَرغَبُ الكثير من النّاس في معرفة حكم صلاة الحاجة وما إن كانَ جائزًا أداؤها لطلب قضاء أمر معين من الله سبحانه وتعالى ودار الإفتاء أوضحت أنَّ هذه الصلاة من الصلوات المأثورة عن النبي ﷺ والتي يجوز للمسلم القيام بها.
يستطيع المسلم البدء بالوضوء وإحسانه ثمَّ يُصلّي ركعتين ويدعو الله بما يشاء وقد ورد ذلك عن النبي ﷺ في حديث أبي الدرداء رضي الله عنه:
- مَن توضَّأَ فأسبغَ الوضوءَ ثمَّ صلَّى رَكعتينِ يتمُّهُما أعطاهُ اللَّهُ ما سألَ معجِّلًا أو مؤخِّرًا. [صحيح الشوكاني]
أفضل الأدعية لقضاء الحاجة في وقت وجيز مستجابة
يُعدُّ الدُعاء من أسمى العبادات التي تُجسِّد التوكل على الله سبحانه وتعالى والثناء على قدرته المطلقة فهو القادر على كل شيء لا يُعجزه أمر مهما كان، وعندما يرفع العبد يديه بالدعاء في أي وقت سواء في صلاته أو أثناء صيامه أو في ساعات السحر ويطلب حاجته من الله وهو على يقين بأن الله سيستجيب له فهذا من أعظم أسباب قضاء الحوائج وتحقيق المطلوب، وقد وردت عن قضاء الحاجة العديد من الأدعية المختلفة بعضها جاء في القرآن الكريم وبعضها من السنة النبوية وأقوال السلف الصالح وأهل العلم ومن أبرز الأدعية التي يُمكن للمؤمن أن يقولها راجيًا من الله قضاء حاجته ما يلي.
- اللهم يا رب السموات والأرض يا من بيده ملكوت كل شيء يا من أمرك بين الكاف والنون إذا قضيت أمرًا فإنما تقول له كن فيكون، أسألك بجلالك وبعزتك وبقدرتك التي لا يعجزها شيء ألا تدع لي ذنبًا إلا غفرته ولا همًا إلا فرجته ولا دينًا إلا قضيته ولا حاجة من حوائج الدنيا والآخرة إلا يسرتها لي إنك على كل شيء قدير.
- اللهم يا من لا يُعجزه شيء في الأرض ولا في السماء، اللهم يا حي يا قيوم يا ذا الجلال والإكرام أسألك بأسمائك الحسنى وصفاتك العلى أن تُحقق لي ما أتمنى وتيسر لي أمري وتفتح لي أبواب الخير كلها، اللهم يا كريم لا تحرمني من فضلك ولا تردني خائبًا فأنت القادر على كل شيء.
- اللهم يا واسع الرحمة يا غنيًا عن العالمين يا حليمًا على من عصاك يا كريمًا لمن أتاك، أسألك برحمتك التي وسعت كل شيء وبنور وجهك الذي أشرقت له السموات والأرض أن تُفرج همي وتقضي حاجتي وتيسر لي أمري وتكتب لي الخير حيث كان ثم ترضني به، اللهم لا سهل إلا ما جعلته سهلًا وأنت تجعل الحزن إذا شئت سهلًا.
الدعاء المأثور لقضاء الحاجة الذي لا يُرد
يمر الإنسان في حياته بلحظات يحتاج فيها إلى عون الله وأحيانًا تبدو بعض الأمور بعيدة المنال أو حتى مستحيلة لكن الإلحاح في الدعاء والثقة بأن الله بيده كل شيء يجعل المستحيل ممكنًا، فالله سبحانه وتعالى يهيئ الأسباب ويجعل الأمور في التوقيت الذي يراه مناسبًا والدعاء أحد أقوى الوسائل التي يلجأ إليها العبد لتيسير أموره وقضاء حاجاته ومن أجمل الأدعية التي يمكن للإنسان أن يدعو بها في الأوقات التي يجد فيها نفسه في حاجة إلى عون الله:
- اللهم أصلِح لي شأني ودبِّر لي أمري ولا تكلني إلى نفسي طرفة عين، اللهم أنت القادر على كل شيء وأنت العزيز الذي لا يُغلب وأنت الرحيم الذي لا يرد عبدًا التجأ إليه وسأله، اللهم اجعل لي من لطفك نصيبًا وحقق لي حاجتي ووفقني لما فيه الخير ولا تتركني ممن يدعونك فيعودون خائبين يا أرحم الراحمين.
- اللهم إني أسألك وأنا أشهد أنك أنت الله لا إله إلا أنت الواحد الأحد الفرد الصمد الذي لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفواً أحد، اللهم أنا على يقين بأنك القادر على كل شيء وأنك وحدك القادر على تحقيق ما أتمنى فلا تجعل لي دعاء عندك إلا استجبته ولا رجاء إلا حققته فأنت من تقول للشيء كن فيكون فحقق لي ما أرجو ولا تجعلني ممن يُردّون خائب الرجاء يا أكرم الأكرمين.
- اللهم اجعل لي من أمري فرجًا ومخرجًا، اللهم أنِر طريقي وارزقني سعة من رحمتك واجعل لي من كل هم فرجًا ومن كل ضيق مخرجًا، اللهم كن معي في حياتي وعند مماتي وأسألك أن تيسر لي الخير حيثما كان وأن تبعد عني كل أمر يحجبني عن الوصول إلى ما أتمنى فأنت وليّ نعمتي وغاية رجائي يا أرحم الراحمين.
- يا بديع السماوات والأرض يا من لا يعجزه شيء في الأرض ولا في السماء يا غياث المستغيثين ويا ناصر المظلومين يا من بيده مفاتيح الخير والعطاء، اللهم إني أسألك بكل اسم هو لك أن تقضي لي حاجتي وأن تفرّج عني همي وأن تكتب لي نصيبًا من كل خير قسمته لعبادك، اللهم يسِّر أمري وارزقني من جودك وكرمك ولا تحرمني من فضل عطائك فإنك أكرم الأكرمين.
أدعية قضاء الحاجة وتيسير الأمور الصعبة
اليقين بقدرة الله عز وجل على تحقيق المستحيل هو مفتاح استجابة الدعاء فحين يكون قلبك معلقًا بالله ومتأكدًا من أنه العالم بحاجتك والقادر على قضاء أمرك يكون الدعاء أكثر إخلاصًا وأقرب للإجابة، لأن الله وحده هو الذي يقول للشيء كن فيكون وهو سبحانه الذي يفتح أبواب الفرج لمن أقبل عليه بالدعاء والتضرع ومن أجمل الأدعية التي يُستحب التوجه بها عند الحاجة الشديدة:
- اللهم إني أسألك بكل أسمائك الحسنى التي إن دُعيت بها أجبت وبنور وجهك الذي أشرقت له السماوات والأرض أن تُيسر لي ما تعسّر وتقضي لي حاجتي وتُغنيني بحلالك عن حرامك، اللهم لا تتركني لنفسي لحظة واحدة فأنت القوي ونحن الضعفاء وأنت الغني ونحن الفقراء فبرحمتك نستعين.
- سبحان من بيده ملكوت كل شيء، سبحان من إذا أراد شيئًا قال له كن فيكون، سبحان من يعلم خفايا القلوب، اللهم ارزقني سعة الصدر وراحة البال ولا تجعل لي حاجة إلا قضيتها ولا همًّا إلا أبدلته فرحًا ولا دعاء إلا قبلته، اللهم اجعل رحمتك تشملني وكرمك يغمرني وافتح لي أبواب الخير من حيث لا أحتسب.
- لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين، اللهم أنت أعلم بحاجتي وما يحزنني فاغفر لي ذنوبي وإن كانت معاصيي سببًا في تأخر استجابة دعائي فاغفرها لي وتجاوز عني، اللهم كما وسعت رحمتك كل شيء وسع بها صدري واقض بها ديني وفرّج بها همّي وحقق لي رجائي برحمتك يا أرحم الراحمين.
- يا من تجيب المضطر إذا دعاك، يا من ترفع البلاء برحمتك، يا من لا تخيب رجاء عبدٍ لجأ إليك، أسألك أن تكتب لي الخير حيث كان وتبارك لي في أموري كلها وتسخر لي من عبادك من يكون لي عونًا في قضاء حاجتي، اللهم اجعل لي من كل ضيق فرجًا ومن كل كرب مخرجًا، فإنك على كل شيء قدير.
- اللهم بإسمك الأعظم الذي إذا سئلت به أعطيت وإذا دُعيت به أجبت أن تُبارك لي في حياتي، وترزقني من الخير ما تقرّ به عيني وتسهل عليّ ما تعسر من أموري، اللهم افتح لي أبواب الرزق والسعادة واغنني بفضلك عمن سواك يا واسع الفضل والعطاء.
أبرز أدعية قضاء الحاجة الواردة في السُّنة النبوية
تزخر السنة النبوية بالكثير من الأدعية المباركة التي ورَدَت عن النبي صلى الله عليه وسلم وهي تشمل توجيهات عظيمة وأدعية تُقال عند اشتداد الحاجة وقد جاءت في أحاديث صحيحة مما يُعين المسلم على اللجوء إلى الله عز وجل في أوقات الشدة والضيق ومن أبرز هذه الأدعية:
1- دعاء عبد الله بن العباس
جاء في حديث صحيح رواه ابن خزيمة عن عبد الله بن العباس رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال:
- اللهم أُنْزِلُ بك حاجتي وإن قَصُرْ رَأْيِي وضَعُفَ عملي وافتَقَرْتُ إلى رحمتِك، فأسألُك يا قاضِيَ الأمورِ، ويا شافِيَ الصدورِ كما تُجِيرُ بين البحورِ أن تُجِيرَني من عذابِ السعيرِ، ومن دعوةِ الثُّبورِ ومن فتنةِ القبورِ، اللهم ما قَصُرَ عنه رَأْيِي وضَعُفَ عنه عملي ولم تَبْلُغْهُ نِيَّتِي من خيرٍ وَعَدْتَه أحدًا من عبادِك، أو خيرٍ أنت مُعْطِيهِ أحدًا من خَلْقِكَ فإني أَرْغَبُ إليك فيه وأسألُكَه يا ربَّ العالمينَ [صحيح المسند].
2- فضل الدعاء أثناء السجود
ذكر الشيخ الألباني رحمه الله في “صحيح الجامع” أن عبد الله بن عباس رضي الله عنه قال:
- كَشَفَ رَسولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ السِّتَارَةَ والنَّاسُ صُفُوفٌ خَلْفَ أبِي بَكْرٍ فَقالَ: أيُّها النَّاسُ، إنَّه لَمْ يَبْقَ مِن مُبَشِّرَاتِ النُّبُوَّةِ إلَّا الرُّؤْيَا الصَّالِحَةُ يَرَاهَا المُسْلِمُ أوْ تُرَى له، ألَا وإنِّي نُهِيتُ أنْ أقْرَأَ القُرْآنَ رَاكِعًا أوْ سَاجِدًا، فأمَّا الرُّكُوعُ فَعَظِّمُوا فيه الرَّبَّ عزَّ وجلَّ وأَمَّا السُّجُودُ فَاجْتَهِدُوا في الدُّعَاءِ فَقَمِنٌ أنْ يُسْتَجَابَ لَكُمْ [مُتفقٌ عليه].
3- نزول الله عز وجل في الثلث الأخير من الليل
ورَد في صحيح البخاري عن الصحابي الجليل أبو هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال:
- يَنْزِلُ رَبُّنا تَبارَكَ وتَعالَى كُلَّ لَيْلةٍ إلى السَّماءِ الدُّنْيا حِينَ يَبْقَى ثُلُثُ اللَّيْلِ الآخِرُ، يقولُ: مَن يَدْعُونِي، فأسْتَجِيبَ له؟ مَن يَسْأَلُنِي فأُعْطِيَهُ؟ مَن يَستَغْفِرُني فأغْفِرَ له؟ [مُتفقٌ عليه].
الطريقة الصحيحة لأداء صلاة الحاجة
صلاة الحاجة تُؤدى بنفس أركان الصلوات المفروضة والنوافل وقد يَبحث البعض عن الطريقة الصحيحة لأدائها وتحديد الموضع الأنسب لقول دعاء الحاجة الشديدة ولذلك فإن أدائها يكون على النحو التالي.
- يستحضر المسلم في قلبه نية أداء صلاة الحاجة.
- يذهب للوضوء فيتوضأ وضوءًا كاملًا مع الحرص على استيفاء أركانه.
- يؤدي ركعتين ويُستحب قراءة سورة الكافرون عقب الفاتحة في الركعة الأولى ثم سورة الإخلاص بعد الفاتحة في الركعة الثانية.
- يسلم بعد الانتهاء من الصلاة.
- يرفع يديه بتضرع وخشوع ثم يبدأ دعاءه بالصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم ويذكر الصيغة الإبراهيمية.
- يدعو الله بدعاء الحاجة مرددًا إياه بيقين كامل بأن الله سيستجيب لدعائه.
- يُناجي الله بحاجته ويطلب منه ما يشاء.
- يختم دعاءه بإعادة الصلاة الإبراهيمية على النبي صلى الله عليه وسلم.
- بعد ذلك يَتوكل بقلب مطمئن على الله ويواصل الأخذ بالأسباب وهو على ثقة بأن الله سيحقق له ما طلب أو يمنحه خيرًا مما يسأل.
الأوقات المستحب فيها أداء صلاة الحاجة
لم يرد في القرآن الكريم أو السنة النبوية وقت مُحدد وثابت لأداء صلاة الحاجة ولكن يُفضل اختيار الأوقات التي يُرجى فيها استجابة الدعاء بشكل أكبر.
ومن أنسب الأوقات للدعاء هو الثلث الأخير من الليل فقد وَرد عن النبي ﷺ أن الله ينزل إلى السماء الدنيا في هذا الوقت وينادي: هل من مستغفر؟ هل من طالب حاجة؟ وهذا يجعل الدعاء أقرب للإجابة إذا كان في طلب خير.
- عن أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي ﷺ قال: إنَّ اللَّهَ يُمْهِلُ حتَّى إذا ذَهَبَ ثُلُثُ اللَّيْلِ الأوَّلُ، نَزَلَ إلى السَّماءِ الدُّنْيا، فيَقولُ: هلْ مِن مُسْتَغْفِرٍ؟ هلْ مِن تائِبٍ؟ هلْ مِن سائِلٍ؟ هلْ مِن داعٍ؟ حتَّى يَنْفَجِرَ الفَجْرُ. [صحيح مسلم]
كما يُستحسن تجنب أداء الصلاة في الأوقات التي يكون فيها أداء الصلاة مكروهًا وذلك حتى تكون العبادة صحيحة ومستجابة بشكل أكبر ومن هذه الأوقات:
- بعد صلاة الفجر وحتى شروق الشمس.
- بعد صلاة العصر وحتى غروب الشمس.
- قبل رفع أذان صلاة الظهر مباشرة.
هل يجوز تكرار دعاء الحاجة بنِيّات متعددة
تناول الفقهاء هذه المسألة عند حديثهم عن دعاء قضاء الحاجة وأوضحوا أن المسلم يستطيع أن يدعو الله بكل ما يتمنى سواء كان ذلك متعلقًا بأمور الدنيا أو الآخرة بعد أن يردد دعاء الحاجة فمن كان يرجو الرزق أو الزواج أو النجاح أو أي أمر آخر فبإمكانه أن يجمع كل هذه النيات في دعائه دون أي مانع شرعي ويصلي بخشوع وإخلاص.
أفضل الأوقات لاستجابة دعاء الحاجة
ورد في السنة النبوية الشريفة ذكر عدة أوقات يُستحب فيها الإلحاح بالدعاء حيث بيَّن النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ أن هذه الأوقات تحمل فضلًا عظيمًا ويكون فيها الدعاء أقرب للإجابة ومن هذه الأوقات:
- الفترة التي تَقع بين الأذان والإقامة فقد جاء عن النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ أنه قال: الدعاءُ لا يُردُّ بين الأذانِ والإقامةِ [صحيح الترمذي].
- الثلث الأخير من الليل إذ إن الله ـ جل وعلا ـ ينزل إلى السماء الدنيا ويُنادي عباده وفي هذا الوقت يكون العبد في حالة من الخشوع والخضوع بين يدي ربه مما يجعل دعاءه مستجابًا.
- الوقت الذي يلقي فيه الإمام خُطبة الجمعة أثناء جلوسه على المنبر حيث يُعد هذا الوقت من الأوقات المباركة التي يُستحب فيها الدعاء إلى أن تنتهي الصلاة.
- آخر ساعة من نهار الجمعة قبل أذان المغرب فقد ورد أن هذا الوقت له مكانة خاصة وأنه ساعة استجابة يُستحب فيها الإكثار من الدعاء.
- أثناء السجود في الصلاة فقد أخبر النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ أن العبد يكون في أقرب حالاته إلى ربه في هذا الموضع ولذلك يُستحب فيه الدعاء.
أدعية قضاء الحاجة الشديدة الملحّة المأثورة والمستجابة
عند اشتداد الحاجة وضيق الحال يجد الإنسان في الدعاء ملاذًا وسكينةً متوجهًا إلى الله سبحانه وتعالى باعتباره القادر على تفريج الكُرب وتيسير الأمور فلا يحتاج الدعاء إلى صيغة محددة أو أسلوب معين، فالله يعلم خفايا القلوب وما تُكنّه النفوس قبل أن تتفوّه به الألسُن ومع ذلك وردت بعض الأدعية المأثورة عن النبي ﷺ وعن أهل العلم يُرجى بها القبول والاستجابة بإذن الله.
- اللهم إني أسألك أن ترزقني قضاء حاجتي وتيسير أمري، فاللهم لا تضيع ودائع عبادك وأنت الكريم الذي تُكرم من لجأ إليك وسألك.
- يا الله، باسمك الأعظم الذي إذا دُعيتَ به أجبت وبحق نبيك المُصطفى ﷺ أسألك أن تفرّج عني كل هم، وتفتح لي أبواب الخير والنجاة وتُزيل عني الكرب والضيق.
- اللهم يا واسع الرحمة، أنت القادر الذي لا يُعجزك شيء أكرمني بعفوك واشفني من كل مرض، وابعد عنا وعن أحبابنا الشرور وسيئ الأقدار يا أرحم الراحمين.
- اللهم اجعل لي من الحلال نصيبًا، وبارك لي في رزقي وأبعد عني الشبهات وكل ما لا يرضيك، واهدني إلى طريق الحق والاستقامة.
- يا رب، ارزقني توفيقًا لا يخيب وسدادًا في كل خطوة، ولا ترني في أهلي وأحبتي سوءًا أو مكروهًا واحفظنا بحفظك من كل ضرر.
- اللهم إني أستودعك قلوب من أحب فأحفظهم بعينك التي لا تنام، وارزقهم الطاعة والاستقامة وأعنهم على ما فيه خير لدينهم ودنياهم.
- يا ربّ لا تدع لي ذنبًا إلا غفرته ولا حاجة عندك إلا يسّرتها لي بكرمك، واكتب لي من فضلك سعادةً أبدية والجنة بغير حساب.
- اللهم ارزقني سعةً في رزقي واغنني بكرمك، وسخّر لي عبادك الصالحين وأعنّي على قضاء حاجتي بما يرضيك عني.
- يا الله، أنت المُعين والموفِّق فلا تكلني إلى نفسي طرفة عين، وارزقني رضا القلب وراحة البال وبارك لي في جميع ما أنعمت به علي.
إرشادات النبي الكريم لاستجابة دعاء الحاجة الشديدة
هُناكَ أمورٌ ينبغي للمسلمِ مراعاتها عندَ دعاءِ اللهِ بدعاءِ الحاجةِ ليكونَ أقربَ إلى إجابةِ دعوتهِ، وقد جاءتْ هذهِ التوجيهاتُ في سُنةِ النبيِّ ﷺ وهي كما يلي:
- يُستحبُّ أنْ يكونَ المسلمُ على طهارةٍ قبلَ الدعاءِ فيتوضأُ وضوءًا كاملًا.
- يبدأُ العبدُ دعاءَه بحمدِ اللهِ والثناءِ عليهِ لأنَّ ذلكَ منْ كمالِ الأدبِ معَ اللهِ عزَّ وجلَّ.
- الإكثارُ من الصلاةِ على النبيِّ ﷺ قبلَ عرضِ الحاجةِ على اللهِ.
- اختيارُ أفضلِ الألفاظِ عندَ التضرعِ للهِ وتجنبُ أيِّ قولٍ فيهِ اعتراضٌ على قضاءِ اللهِ أو تذمرٌ مما قدَّرهُ سبحانهُ، فكلُّ أمرٍ منهُ فيهِ الحكمةُ والرحمة.
- اليقينُ التامُّ بأنَّ اللهَ يسمعُ الدعاءَ ويجيبُه، غيرَ أنَّ استجابتهُ تأتي بما يحققُ الخيرَ لعبدهِ وفي الوقتِ الذي يراهُ اللهُ أنسبَ لهُ وأصلحَ لحالهِ.
- اغتنامُ أوقاتِ استجابةِ الدعاءِ كآخرِ الليلِ وبينَ الأذانِ والإقامةِ وأيامِ الجمعةِ لما فيها منِ البركةِ والرحمةِ.
- الالتزامُ بالدعاءِ لا يكفي وحدهُ بلْ لا بدَّ منَ السعيِ واتخاذِ الأسبابِ المشروعةِ للوصولِ إلى المرادِ، لأن هذا جزءٌ أساسيٌّ منْ تحقيقِ المطلوبِ بعونِ اللهِ.
- الاستمرارُ في الدعاءِ وعدمُ التوقفِ أو الشعورِ بالإحباطِ إنْ تأخرتِ الإجابةُ، فاللهُ يحبُّ العبدَ المُلحَّ في دعائهِ ولا ينبغي أنْ يبتعدَ عنْ طريقِ الخيرِ بسببِ تأخرِ ما يرجوهُ.