السحر يُعد من الأمور التي قد تؤثر بشكل سلبي على حياة الشخص فتنعكس على سلوكه وتصرفاته اليومية حيث يُلاحظ عند بعض الأشخاص المتأثرين بالسحر تغييرات قد تبدو غير طبيعية مثل الكسل الزائد أو فقدان الحماس أو حتى شعور بالعجز عن أداء المهام اليومية المعتادة وأحيانًا قد يصل الشخص إلى حالة يشعر فيها بعدم قدرته على إنجاز أبسط الأمور التي كانت تصله سهلة في السابق ولهذا فإن من الضروري أن يكون لدى الفرد وعي كامل بهذا الجانب حتى يتخذ التدابير اللازمة لحماية نفسه أو للتخلص منه بالالتزام بالطرق الشرعية التي أقرها الدين ولعل من أفضل هذه التدابير المحافظة على ترديد الأدعية المأثورة التي وردت في السنة النبوية أو التي جاءت عن أهل العلم بنيّة إبطال السحر ودفع أثره ومن بين هذه الأدعية التي يمكن للإنسان اللجوء إليها بيقين وثقة في الله تعالى:
- اللهم يا واسع العلم ويا كبير الجلال أبطل عني كل سحر كُتب لي بقصد الأذى وابعث الطمأنينة في قلبي واجعل كيده في نحره ومن أراده مردودًا عليه.
- اللهم إني أعوذ بك من عين الحاسد ومن سحر الساحر رب اجعل كيدهم يرتد إليهم وأعيذ نفسي وذريتي وبيتي بكلماتك التامات من شر ما خلق ومن شر النفاثات في العقد.
- بسم الله الذي باسمه تُدفع البلاءات وتُرفع الكربات الذي لا يضر مع اسمه شيء في الأرض ولا في السماء وهو السميع العليم.
- اللهم ابطل عقد السحر وامحُ آثاره عن حياتي وطمئن قلبي بذكرك وافتح لي في كل ما أغلق من الأمور وبارك لي في سعيي وفي أهلي وأبنائي.
- بقدرتك يا صاحب القوة والجبروت أناجيك أن ترحمني وتكشف عني كل هم وضر أسألك بنور وجهك الذي ملأ السماوات والأرض أن تطهر حياتي من كل شر سببته يد الظالمين.
- اللهم طهر بدني وروحي من أثر السحر كما تطهِّر الثوب الأبيض من ألوان الدنس واحمني وارزقني حسن الظن بك واجعلني وجميع أحبتي في أمان وإحاطة من سوء وشرور العالمين.
دعاء مستجاب لفك السحر والحسد
- يا الله يا مالك المُلك ومُدبّر الأمر نسألك أن تُرسل على كل من تسلّط على عبادك وظلمهم رِيحًا عاصفة تقلب كيانهم وتزيل كل ما خططوه للأذى وتُعجزهم في أمرهم وتُرِيهم عاقبة ظلمهم يا قويّ يا جبار نسألك أن تُظهر قوتك وسلطانك على الظالمين وتُسخِّر لهم جندًا من جُندك ليكونوا لهم عذابًا وعبرة لكل من يُفكر في تكرار الظلم.
- يا أرحم الراحمين ويا مُجيب الدعاء ويا رب كل شيء نسألك أن تجعل كيد السَّحرة ومن تحالف معهم في نحورهم وأن تُعكس خططهم ليكون هلاكهم بأيديهم وتجعلهم عِبرة لمن كان له قلب يتقي الله يا رحمن نسألك أن تزيل كل أثر من آثار ضررهم عنّا وتملأ قلوبنا بالطمأنينة والسلام بفضل رحمتك.
- يا الله يا عظيم يا صاحب القُدرة والعزة نسألك أن تُرسل صواعق من عندك على كل من أراد بنا شرًا وسعى لتدمير حياتنا وراحتنا وأن تُبطِل كيدهم وتجعلنا في مأمن من أذيتهم ونسألك أن تُزيل عنّا كل هم وغم وأن تُنعِم علينا بالطمأنينة وتجبر بخواطرنا برحمتك وكرمك يا أكرم الأكرمين.
دعاء الشيخ الشعراوي لفك السحر
الإمام الشيخ محمد متولي الشعراوي -رحمه الله- يُعد واحدًا من أبرز العلماء الذين تناولوا موضوع السحر وأثره على الإنسان حيث كان دائم التأكيد على ضرورة التمسك بأسباب الوقاية والتوكل على الله عز وجل مع الالتجاء إلى الذِّكر والدعاء بعيدًا عن اللجوء إلى السَّحرة والمشعوذين الذين يقعون في الكفر بالله جل وعلا والعياذ بالله وقد استشهد الشيخ الشعراوي كثيرًا بتوجيه النبي -صلى الله عليه وسلم- في الحديث الشريف: «من أتى كاهناً فصدقه بما يقول فقد كفر بما أنزل على محمد ﷺ» موضحًا أن التعامل مع الكهان والتصديق بأقوالهم من أعظم الذنوب التي تؤثر سلبًا على دين الإنسان مؤكدًا أهمية الابتعاد عن هذه الطرق التي تهدد العقيدة وتجر الإنسان إلى ما يُغضب الله تعالى.
وقد دعا الشيخ الشعراوي -رحمه الله- المسلمين إلى الالتزام بالكتاب الكريم والسُّنة النبوية واستعمال الأدعية والنصوص القرآنية الثابتة كوسيلة للوقاية من السحر والتأثيرات الضارة مع تجنب التعلق بالممارسات الباطلة والمحرمة وكان يبرز دائمًا أهمية الاستعانة بالله وحده لقضاء الحوائج ودفع الأذى متبعًا النهج القرآني والسني ووجه إلى الدعاء باعتباره وسيلة فعالة يطلب بها الإنسان الحماية والتوفيق من الله عز وجل.
ومن بين النصائح المهمة التي كان يُقدمها الشيخ الشعراوي في هذا السياق هي المواظبة على قراءة الرقية الشرعية المأثورة مع التحصن بالأذكار التي تحمي المسلم من كل شر كما أشار إلى دعاء خاص يُستحب قوله لفك السحر والاستعاذة بالله من الضرر وقد جاء نص هذا الدعاء كالتالي:
- «اللهم إنك أقدرت بعض عبادك على السحر والشر، ولكنك احتفظت لذاتك بإذن الضر فأعوذ بما احتفظت به، مما أقدرت عليه بحق قولك الكريم «وما هم بضارين به من أحد إلا بإذن الله»، وصلي اللهم على سيدنا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين».
هذا الدعاء يعكس الفهم العميق للشيخ الشعراوي لمعاني القرآن الكريم حيث يمنح المسلم قوة إيمانية تعزز ثقته بأن السحر مهما كان تأثيره فلن يصيب أحدًا إلا بأمر الله ووفق مشيئته وبهذا الدعاء يتقرب العبد من ربه ويتحصن بقدرته المطلقة طالبًا منه الحماية والنجاة من كل شر أو ضرر.
دعاء مجرب لفك السحر
السحر يُعتبر من أخطر الأمور التي قد يستخدمها البعض لإلحاق الأذى بالغير وقد جاءت الإشارة الواضحة إلى هذا الأمر في الدين الإسلامي حيث ذُكر في العديد من المواضع الشرعية ومن أبرز هذه المواضع التعرّض الذي لاقاه رسول الله -صلى الله عليه وسلم- من السحر كما ورد ذكره في السنة النبوية المُطهرة مما يؤكد حقيقة وخطورة السحر وعواقبه الوخيمة.
النبي الكريم -عليه أزكى الصلاة والسلام- كان من الذين تعرّضوا للسحر وقد جاء تحذيره الشديد من هذا العمل في إطار الحديث الشريف الذي ورد فيه: «اجتنبوا السبع الموبقات، قالوا: يا رسول الله، ما هي؟ قال (الشرك بالله، والسحر…)» ومن هنا كانت الحاجة واضحة لأن تكون الأدعية التي تُستَخدم لفك السحر مُتوافقة تمامًا مع ما جاءت به سنة الله والرسول الكريم.
- «قُل اللهم مالك المُلك تؤتي المُلك من تشاء وتنزع المُلك ممن تشاء وتُعزّ من تشاء وتُذلّ من تشاء.. بيدك الخير إنك على كل شيء قدير تُولج الليل في النهار وتُولج النهار في الليل، وتُخرج الحي من الميت، وتُخرج الميت من الحي، وتَرزُق من تشاء بغير حساب».
- «أعوذ بالله السميع العليم من الشيطان الرجيم.. بسم الله الرحمن الرحيم، بسم الله الذي بدأنا به صباحنا ومساءنا بالله الذي لا يُعجزه شيء وبعزّة الله التي لا تُقهر، وبسلطان الله القاهر المُحتجب، وبجميع أسمائه الحسنى نعوذ به من شرور الإنس والجن ومن أذى كل مُسِرٍّ ومُعلِن، ومن شر ما يَكمن في الليل أو يَظهر في النهار ومن شر ما يقبع في النهار أو يتوارى في الليل، ومن شرّ ما خلقه الله وصنعه وأتقنه ومن شرّ إبليس وأتباعه ومن شرّ كلّ ما يُمسك الله زمامه فإن ربي على صراط مستقيم».
- «أعوذ بكلمات الله التامات من شر ما خلق وذرأ وبرأ ومن شر ما ينزل من السماء ومن شر ما يعرج فيها، ومن شر ما يندسّ في الأرض ومن شر ما يخرج منها ومن شر مفاجآت الليل والنهار، ومن شرّ أي قادم أو عابر إلا من جاء بخير ورحمة يا أرحم الراحمين».
أدعية مجربة لفك السحر والعين
النبي -صلى الله عليه وسلم- أكد في حديثه الشريف «من أتى عرافًا فسأله عن شيء؟ لم تقبل له صلاة أربعين يومًا» على خطورة الذهاب للعرافين أو الدجالين سواء كان ذلك للحصول على إجابات أو لفك السحر أو حتى لعمله حيث أن هذا الفعل يُعتبر من المحرمات في الشريعة الإسلامية والمسلم عليه أن يجعل اتكاله واعتماده في كل أموره صغيرها وكبيرها على الله سبحانه وتعالى دون غيره لذا جاء التحذير واضحًا وأكيدًا بأنه لا يجوز اللجوء إلى السحرة أو المشعوذين لأي غرض كان سواء لعلاج السحر أو لغايات أخرى والرسول -صلوات الله عليه وتسليمه- قد شدد في أحاديثه على النهي التام عن استخدام السحر لفك السحر أو الالتجاء إلى الطرق المحرمة الأخرى بهدف معالجته.
وفي حديث آخر أوضح النبي -عليه الصلاة والسلام- بصورة جلية سبب هذا النهي عندما قال: «سُئل عن النشرة فقال: «هي من عمل الشيطان» والنشرة هنا تعني اللجوء للسحر لفك السحر وهو أمر مرتبط بالأساس بأفعال الشياطين الذين هم مصدر كل شر وفساد لذلك فإن المسلم الذي يتعرض للسحر أو العين عليه أن يعتمد كليًا على الله سبحانه وتعالى ويلجأ إليه بالقرآن الكريم والدعاء والإكثار من العبادة والتضرع الخالص له طلبًا للحماية والشفاء من أذى السحرة والشرور الأخرى.
ومن بين الأدعية التي اعتُمدت وقد اختبرها الناس وتداولوها بفضل الله وفضله لمجابهة السحر والعين مجموعة من الأدعية المأثورة التي تُجسد التوكل على الله والإخلاص له في السعي للحماية من الأضرار الناتجة عن السحر وأذى المشعوذين ومنها:
- اللهم واقتلهم بدداً اللهم ولا تغادر منهم أحداً اللهم اقتل السحرة وأعوانهم أجمعين، اللهم إنّا نجعلك في نحورهم اللهم إنّا نعوذ بك من شرورهم التي لا يعلمها إلا أنت يا كريم يا عظيم.
- أعوذ بك من شر ما استعاذ منه محمد صلى الله عليه وسلم وموسى وعيسى وإبراهيم الذي وفى.. من شر ما يمكن أن يصيبنا على هذه الأرض ومن شر كل جبار عنيد ومن شر كل شيطان مريد فأنت القادر وأنت النصير وأنت ولي الحفظ يا الله.
- اللهم إنّا نعوذ بك من أسحارهم وعُقدهم وربطهم، اللهم أنزل عليهم بأسك الشديد.. الذي لا يُردُ ولا يُصدُ ولا يقدر أحد على دفعه، اللهم أزل أقواهم اللهم أهلك أعتاهم اللهم انزع مكرهم وأسوأهم يا مالك الملك.
- اللهم أهلك كل جبار عنيد شيطان متكبر مريد، اللهم أهلك كل من تسلّط بالسحر على عبادك عدداً اللهم اقتلهم بدداً فإنهم لا يعجزونك ولا يطأطئون من أمام عدلك وسلطانك.
هذه الأدعية تقوم على الإيمان الكامل بالله والثقة التامة بقدرته وعنايته والمواظبة على قراءة الرقى الشرعية المستخلصة من القرآن الكريم والأذكار اليومية للصباح والمساء تمنح الحماية الحقيقية من الله جل في علاه ضد كل الشرور والمكائد بأمره الإخلاص في العبادة والدعاء واليقين بالتقرب إلى الله هو السلاح الأقوى والأكثر فعالية في مواجهة السحر والعين واستئصال أذاها بفضل وتوفيق الله عز وجل.
آيات قرآنية لفك السحر
تم ذكر الحسد والسحر في القرآن الكريم والسنة النبوية مع تحذير شديد من خطورتهما وتأثيرهما السلبي على حياة الإنسان وهما لا يتماشيان مع أوامر الله عز وجل ولا مع سنة نبينا محمد صلى الله عليه وسلم الذي أرشدنا إلى وسائل الوقاية والتحصين منهما من خلال ذكر الله واللجوء إليه بالدعاء والتوكل عليه.
وقد وردت أدعية وآيات للتحصين وفك السحر والحسد حيث قال النبي صلى الله عليه وسلم: «العينُ حقٌّ، ولو كان شيءٌ سابَقَ القَدرَ. سَبَقَتْه العينُ، وإذا استُغسِلتُم، فاغسِلوا». فبعض الأشخاص قد يمارسون السحر أو يسببون الضرر من خلال العين أو الحسد بدافع الحقد أو الغيرة إلا أن المسلم الذي يعتمد على التحصن بآيات الله وأذكاره يستطيع أن يحمي نفسه من هذه الشرور ويدعو الله بالشفاء والحماية.
وفيما يلي مجموعة من الأدعية والأذكار التي وردت في السنة النبوية والقرآن الكريم والتي تساعد على التحصين وفك السحر بإذن الله:
- أعوذ بالله وقدرته من شر ما أجد وأحاذر.
- أعوذ بكلمات الله التامة، من كل شيطان وهامة ومن كل عين لامة.
- بسم الله الذي لا يضر مع اسمه شيء في الأرض ولا في السماء، وهو السميع العليم ثلاث مرات.
- أعوذ بالله السميع العليم من الشيطان الرجيم، من همزه ونفخه ونفثه.
- أذهب الباس رب الناس واشف أنت الشافي، لا شفاء إلا شفاؤك شفاء لا يغادر سقما.
- بسم الله تربة أرضنا بريقة بعضنا، يشفى سقيمنا بإذن ربنا.
- اللهم عافني في بدني اللهم عافني في سمعي، اللهم عافني في بصري.
- اللهم عالم الغيب والشهادة فاطر السماوات والأرض، رب كل شيء ومليكه أشهد أن لا إله إلا أنت، أعوذ بك من شر نفسي وشر الشيطان وشركه.
- آمنت بالله العظيم وحده وكفرت بالجبت والطاغوت واستمسكت بالعروة الوثقى، لا انفصام لها والله سميع عليم حسبي الله وكفى سمع الله لمن دعا، ليس وراء الله منتهى.
دعاء من القرآن والسنة لفك السحر والحسد
لإزالة السحر والحسد وتحصين النفس، يمكن استخدام آيات من القرآن الكريم وأدعية صحيحة واردة عن النبي صلى الله عليه وسلم، حيث تحتوي على شفاء وبركة بمشيئة الله ومن النصوص المهمة والواردة في هذا المجال ما يلي:
- «الم * ذلك الكتاب لا ريب فيه هدى للمتقين * الذين يؤمنون بالغيب ويقيمون الصلاة ومما رزقناهم ينفقون * والذين يؤمنون بمآ أنزل إليك ومآ أنزل من قبلك وبالأخرة هم يوقنون * أولئك على هدى من ربهم وأولئك هم المفلحون».
- «واتبعوا ما تتلوا الشياطين على ملك سليمان وما كفر سليمان ولكن الشياطين كفروا يعلمون الناس السحر ومآ أنزل على الملكين ببابل هاروت وماروت وما يعلمان من أحد حتى يقولا إنما نحن فتنة فلا تكفر فيتعلمون منهما ما يفرقون به بين المرء وزوجه وما هم بضآرين به من أحد إلا بإذن الله ويتعلمون ما يضرهم ولا ينفعهم ولقد علموا لمن اشتراه ما له في الآخرة من خلاق ولبئس ما شروا به أنفسهم لو كانوا يعلمون» [البقرة: 102].
- «يكاد البرق يخطف أبصارهم كلما أضاء لهم مشوا فيه وإذا أظلم عليهم قاموا ولو شاء الله لذهب بسمعهم وأبصارهم إن الله على كل شيء قدير».
- «ما يود الذين كفروا من أهل الكتاب ولا المشركين أن ينزل عليكم من خير من ربكم والله يختص برحمته من يشاء والله ذو الفضل العظيم».
- «فإن آمنوا بمثل ما آمنتم به فقد اهتدوا وإن تولوا فإنما هم في شقاق فسيكفيكهم الله وهو السميع العليم * صبغة الله ومن أحسن من الله صبغة ونحن له عابدون».
- «الله لا إله إلا هو الحي القيوم لا تأخذه سنة ولا نوم له ما في السماوات وما في الأرض من ذا الذي يشفع عنده إلا بإذنه يعلم ما بين أيديهم وما خلفهم ولا يحيطون بشيء من علمه إلا بما شاء وسع كرسيه السماوات والأرض ولا يؤوده حفظهما وهو العلي العظيم * لا إكراه في الدين قد تبين الرشد من الغي فمن يكفر بالطاغوت ويؤمن بالله فقد استمسك بالعروة الوثقى لا انفصام لها والله سميع عليم * الله ولي الذين آمنوا يخرجهم من الظلمات إلى النور والذين كفروا أولياؤهم الطاغوت يخرجونهم من النور إلى الظلمات أولئك أصحاب النار هم فيها خالدون» [البقرة: 255-258].
- «آمن الرسول بما أنزل إليه من ربه والمؤمنون كل آمن بالله وملائكته وكتبه ورسله لا نفرق بين أحد من رسله وقالوا سمعنا وأطعنا غفرانك ربنا وإليك المصير * لا يكلف الله نفسًا إلا وسعها لها ما كسبت وعليها ما اكتسبت ربنا لا تؤاخذنا إن نسينا أو أخطأنا ربنا ولا تحمل علينا إصرًا كما حملته على الذين من قبلنا ربنا ولا تحملنا ما لا طاقة لنا به واعف عنا واغفر لنا وارحمنا أنت مولانا فانصرنا على القوم الكافرين».
- «وإلهكم إله واحد لا إله إلا هو الرحمن الرحيم * إن في خلق السماوات والأرض واختلاف الليل والنهار والفلك التي تجري في البحر بما ينفع الناس وما أنزل الله من السماء من ماء فأحيا به الأرض بعد موتها وبث فيها من كل دابة وتصريف الرياح والسحاب المسخر بين السماء والأرض لآيات لقوم يعقلون».
إضافة إلى هذه الآيات تستطيع أن تداوم على دعاء الله والتوسل إليه لطلب الحماية والشفاء والبركة وتكرار هذه الآيات في أوقات مختلفة من اليوم خلال الصلاة أو الذكر لما لها من فضل عظيم في تحصين الإنسان ودفع شر الحسد والسحر بفضل الله تعالى.
قصة تعرض النبي للسحر وكيف تم علاجه
تعرَّض النبي -صلى الله عليه وسلم- للسحر من قبل بعض أعدائه وقد أشار القرآن الكريم والسنة النبوية إلى هذا الأمر للتحذير من خطر السحر وتأثيره السلبي على حياة الناس القرآن والسنة لم يكتفيا بالتحذير فحسب بل بيَّنا عقاب الساحرين في الدنيا والآخرة خصوصًا مع من يقومون بهذه الأعمال الخبيثة مثل وضع السحر في المقابر أو غيرها من الأماكن المظلمة.
السحر من منظور القرآن والسنة يُعتبر من المواضيع الجوهرية التي تناولها القرآن لإظهار الحقائق ووقف تمدد هذه العادات السيئة ومن المهم استعراض ما ذكره القرآن الكريم عن السحر وكيف نبهت الأحاديث النبوية عن خطورته والعواقب المترتبة على المضي في هذا الطريق مع التركيز على رسالة توعوية تُبرز مدى التأثير السلبي لهذه الظاهرة والتحذيرات الواضحة من عواقبها.
- لقد وصف الله سبحانه وتعالى السحر في القرآن الكريم في عدة مواضع ومنها قصة النبي موسى -عليه السلام- عندما قال الله: «وأوحينا إلى موسى أن ألق عصاك فإذا هي تلقف ما يأفكون * فوقع الحق وبطل ما كانوا يعملون * فغلبوا هنالك وانقلبوا صاغرين * وألقي السحرة ساجدين * قالوا آمنا برب العالمين * رب موسى وهارون» [الأعراف:117-122] تشير هذه الآيات توضح أن الله ينصر الحق دائمًا ويبطل السحر مهما بلغ من قوة وتأثير.
- وفي موضع آخر قال الله: «وقال فرعون ائتوني بكل ساحر عليم * فلما جآء السحرة قال لهم موسى ألقوا مآ أنتم ملقون * فلمآ ألقوا قال موسى ما جئتم به السحر إن الله سيبطله إن الله لا يصلح عمل المفسدين * ويحق الله الحق بكلماته ولو كره المجرمون» [يونس:79-81]، حيث يدل هذا النص يبين أن الله يقف دائمًا في وجه الباطل وأنه يؤيد الحق وأتباعه كما يحذر من الانسياق خلف السحر أو تصديق أفعال السحرة مؤكدًا أن العاقبة دومًا للحق.
- وفي سورة طه جاء تأكيد واضح على صراع النبي موسى مع السحرة حيث قال الله: «قالوا يا موسى إما أن تلقي وامآ أن نكون أول من ألقى * قال بل ألقوا فإذا حبالهم وعصيهم يخيل إليه من سحرهم أنها تسعى * فأوجس في نفسه خيفة موسى * قلنا لا تخف إنك أنت الأعلى * وألق ما في يمينك تلقف ما صنعوا إنما صنعوا كيد ساحر ولا يفلح الساحر حيث أتى» [طه:65-69]، فإن الله يعطي في هذا النص تصويرًا لقوة الإيمان والشجاعة التي يجب أن يتحلى بها المؤمن مؤكدًا دعمه للمؤمنين ونصرهم مهما بلغت قوة الظلم.
- وفي السنة النبوية ورد عن النبي -صلى الله عليه وسلم- حديث عن السحر والكهانة حيث قال: «سأل أناس رسول الله – صلى الله عليه وسلم – عن الكهان فقال: ((ليسوا بشيء)) قالوا: يا رسول الله فإنهم يحدثون أحيانا بالشيء يكون حقا؟ فقال رسول الله – صلى الله عليه وسلم -: ((تلك الكلمة من الحق يخطفها الجني فيقرها في أذن وليه قر الدجاجة فيخلطون فيها أكثر من مائة كذبة»، كما يوضح هذا الحديث أن السحرة والكهنة يستخدمون قِطَعًا صغيرة من الحق لخلق أكاذيب كثيرة لإيقاع الناس في الفخاخ المضللة.
- وفي حديث آخر قال النبي -صلى الله عليه وسلم-: «ليس منا؟ من تطير أو تطير له أو تكهن أو تكهن له أو سحر أو سحر له ومن أتى كاهنا فصدقه بما يقول.. فقد كفر بما أنزل على محمد صلى الله عليه وسلم»، ومن خلال هذا الحديث يقدم النبي تحذيرًا قاطعًا ضد السعي خلف السحر أو تصديق السحرة ويبيّن أن هذا الفعل يعد تعديًا صريحًا على دين الإسلام القائم على الحق والإيمان بالله الواحد.
تعرض الرسول للسحر وعلاجه
السِّحرُ مَذكورٌ في القرآن الكريم والسُّنة النَّبوية وقد أثارَ جدلًا واسعًا بين النّاس حول وجوده ومدى تأثيره على الأفراد ومع ذلك فإن تعرُّض النبي محمد -صلى الله عليه وسلم- للسِّحر يُثبِتُ بما لا يدعُ مجالًا للشَّك تأثيرَه وواقعية وجوده فقد أُصيب النبي -عليه الصلاة والسلام- بسِحرٍ من أحد اليهود وكان هذا السِّحر يجعله يتخيَّل أمورًا لم يَفعَلها وخاصةً في شؤونِ أهلِ بيته وهذا الأمر معلومٌ ومُثبتٌ بحديث أم المؤمنين السَّيدة عائشة بنت أبي بكر -رضي الله عنهما- حيث قالت:
- «إنه كان يُخيَّل إليه أنه صنعَ شيئًا في البيت مع أهله -وهو لم يفعله- فجاءه الوحيُ من ربه بواسطة جبريل -عليه السلام- فأخبره بما وقع، فبَعثَ رسول الله مَن يستخرج ذلك الشيء من بئرٍ لأحد الأنصار، فأُتلِف وزال عنه بحمد الله تعالى ذلك الأثر وأنزل عليه سبحانه وتعالى سورتي المعوذتين فقرأهُما وزالَ عنه كلُّ البلاء، وقال عليه الصلاة والسلام: ما تعوَّذ المتعوِّذون بمِثلِهما».
ما ورد في حديث السَّيدة عائشة -رضي الله عنها- يكشف عن أن تأثير السِّحر على النبي -صلى الله عليه وسلم- كان تأثيرًا محدودًا يقتصر على خيالات بسيطة ولم يَمَسَّ عقله النقي أو يؤثر على دعوته المباركة وما كان يُبلغه للنَّاس وقد جاء جبريل -عليه السلام- بأمرٍ من الله -عز وجل- ليُخبره عن مكان السِّحر المَدفون حيث كان موضوعًا في بئرٍ ما فبُعِث مَن استخرجه وبعد ذلك قام النبي -صلى الله عليه وسلم- بقراءة المعوذتين (سورة الفلق وسورة الناس) وهما أعظم وسيلة للتَّعوذ والتحصُّن من السِّحر وكل شرور الدنيا وبفضل الله تعالى وحكمته العالية شُفي النبي تمامًا وزال الأثر تمامًا وعادت الأمور إلى طبيعتها كما كانت بحمد الله ورحمته.