عند فقدان أي شيء ثمين أو ذي قيمة في الحياة يمر الإنسان بمشاعر حيرة وقلق قد تُثقِل القلب وتزيد من التوتر لا سيما عندما يكون لذلك الشيء مكانة خاصة عند صاحبه سواءً كانت تلك المكانة مادية أو معنوية ويبذل الشخص جهده في البحث عن حلول قد تؤدي به إلى استرجاع ما فقده ويلجأ البعض إلى شتى الطرق التي قد تساعدهم على استعادة هذا الشيء إلا أن أعظم الوسائل وأكثرها صدقًا وتأثيرًا هو الدعاء إذ إن الدعاء يُعد حلقة وصل صادقة بين العبد وربه خصوصًا في أوقات الشدة والشعور بالفقد الذي قد يعصف بالقلب يُناجي الفرد ربه بإخلاص ليعينه على استرجاع المفقود أو ليمنحه القوة لتجاوز الموقف بصبر ورضا مع اليقين التام بأن الله وحده القادر على كل شيء.
- دعاء لاسترجاع المفقود: أستغفر الله العظيم الذي لا إله إلا هو الحي القيوم وأتوب إليه اللهم يا جامع الشتات ويا مخرج النبات ويا محيي العظام الرفات ويا مجيب الدعوات ويا قاضي الحاجات ويا مفرج الكربات ويا سامع الأصوات من فوق سبع سموات ويا فاتح خزائن الكرامات ويا مالك حوائج جميع المخلوقات ويا من ملأ نوره السماوات ويا من أحاط بكل شيء علماً وأحصى كل شيء عدداً ويا عالماً بما مضى وما هو آت.
دعاء مستجاب لفقدان الأشياء
من المحبب في الدين الإسلامي أن يلجأ الإنسان إلى الله تعالى في كل وقت وحين سواء كانت الأمور عظيمة أو في غاية البساطة فما من شيء يصغر أو يعظم على الله وقد أكد هذا المعنى حديث أم المؤمنين السيدة عائشة بنت أبي بكر -رضي الله عنهما- حين قالت «سَلُوا اللَّهَ كُلَّ شَيءٍ حَتَّى الشِّسعَ، فَإِنَّ اللَّهَ إِن لَمْ يُيَسِّرهُ لَمْ يَتَيَسَّرْ» إذ يعكس هذا الحديث أهمية الدعاء لله في كل الأمور صغيرها وكبيرها ويذكر المؤمن القوي بأن الله وحده هو القادر على تيسير كافة شؤون الحياة واسترجاع الأمور المفقودة مهما بدت بسيطة.
عندما يفقد الإنسان شيئاً يكون الدعاء أحد أهم الوسائل التي يعبر من خلالها عن رجائه بعودة ما فقد وهي أدعية مأثورة وردت عن النبي صلى الله عليه وسلم وعن السلف الصالح وهي تحمل معانٍ تُذَكِّر العبد بقدرة الله وعظمته ومن الأدعية المباركة التي قيلت عند فقدان شيء معين:
- اللهم يا جامع الناس ليوم لا ريب فيه اجمع بيني وبين ضالتي.
- اللَّهُمَّ رَبَّ الضَّالَّةِ هَادِيَ الضَّالَّةِ، تَهْدِي مِنَ الضَّلَالَةِ، رُدَّ عَلَيَّ ضَالَّتِي بِقُدْرَتِكَ وَسُلْطَانِكَ مِنْ عَطَائِكَ وَفَضْلِكَ.
- اللَّهُمَّ رَادَّ الضَّالَّةِ هَادِيَ الضَّالَّةِ، تَهْدِي مِنَ الضَّلَالَةِ رُدَّ عَلَيَّ ضَالَّتِي، بِعِزَّتِكَ وَسُلْطَانِكَ، فَإِنَّهَا مِنْ فَضْلِكَ وَعَطَائِكَ.
دعاء عند فقدان أشياء شخصية
قال الله سبحانه وتعالى في كتابه الكريم: {وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ إِنَّ الَّذِينَ يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِي سَيَدْخُلُونَ جَهَنَّمَ دَاخِرِينَ} وهذه الآية تُبرز عظمة الدعاء وأهميته في حياة المسلم إذ أمر الله -جل جلاله- عباده بأن يلجؤوا إليه بالدعاء في كل الأوقات ليطلبوا منه ما ينفعهم في دنياهم وآخرتهم ومع أن الدعاء يشمل جميع الحاجات إلا أنه من الممكن للإنسان أن يدعو الله عندما يضيع منه شيء كي يعينه الله على استعادته فهذه بعض الأدعية التي يمكن الاستعانة بها لطلب العون في مثل هذه المواقف:
- بسم الله يا هادي الضلال وراد الضالة اردد علي ضالتي بعزتك وسلطانك إذ إنها من رزقك ومن عطاياك اللهم يا من تهدي الحيران وترد التائه أسألك أن ترد لي ما فقدت بعلمك وحكمتك يا كريم ألهمني الصبر وأعنّي على تجاوز هذه المحنة وصلى الله وسلم على سيدنا محمد وعلى آله الطيبين الطاهرين.
- دعاء المفقود والمسروق أسألك بنور وجهك الذي ملأ أركان عرشك وأسألك بقدرتك التي قدرت بها على جميع خلقك وبعزتك التي لا تُرام وبرحمتك التي وسعت كل شيء ربِ أسألك أن ترد إلي ما ضاع وتقرّ عيني به يا من لا يخفى عليه حال عبدك ويعلم مدى حاجته وموقفه الضيق لا إله إلا أنت المُغيث والمعين أسألك يا مغيث أغثني يا مغيث أغثني يا مغيث أغثني فأنت أكرم الأكرمين وأحنُّ الراحمين.
- اللهم إن كان رزقي في السماء فانزله وإن كان في بطن الأرض فأخرجه وإن كان بعيد فقربه وإن كان عسير فسهله وإن كان قليلاً فأكثره يا ذا العرش المجيد ويا مبدئ يا معيد يا فعال بما يريد أسألك برحمتك التي شملت كل شيء وبركة اسمك التي تملأ الآفاق وبنور وجهك الكريم أن تعيد لي ما أضعت يا كريم أنت المقدم والمؤخر فلا تجعل في قلبي ألمًا ولا في حياتي فقدًا يا مُغير الأحوال أسألك يا مغيث أغثني يا مغيث أغثني يا مغيث أغثني وأنت أهل العطاء والجود.
دعاء مكتوب لفقدان الذهب
تختلف أهمية الأشياء بين الأفراد وفقًا لاستخداماتها ومدى الفائدة التي تقدمها لهم وعندما يتعلق الأمر بالذهب يبدو أن الغالبية العظمى تتفق على أهميته البالغة فهو يجمع بين القيمة المادية العالية وبين ارتباطه العاطفي الخاص سواء كان ذلك نتيجة كونه هدية ثمينة أو ميراثًا من أحد الأحباب أو ذكرى لا تُنسى وكل ذلك يعطي الذهب أهمية خاصة تعزز الشعور بالقلق والضيقة عند فقدانه فالذهب بالنسبة للكثيرين يُمثل أكثر من مجرد معدن فهو رمزٌ للذكريات والمشاعر التي لا تُعوض وعلى الرغم من أنه لا يوجد دعاء محدد لفقدان الذهب إلا أنه يمكن لأي شخص التوجه بالدعاء إلى الله واستحضار ما فقده متوكلًا عليه لاسترجاعه.
- اللهم يا مبدئ يا معيد يا فعال لما يريد أسألك بنور وجهك الذي ملأ أركان عرشك وأسألك بقدرتك التي قدرت بها على خلقك أجمعين وأسألك برحمتك التي وسعت كل شيء (تذكر ما فقدته هنا) لا إله إلا أنت يا مغيث أغثني يا مغيث أغثني يا مغيث أغثني.
- يا رب أسألك بعظيم قدرتك على كل شيء وبغناك الكريم عن كل خلقك وبحمدك وثنائك الذي لا يُحد وبمجدك الذي يعجز الوصف عن إدراكه يا من هو إله كل شيء أرجوك أن تجود عليّ بما يسرني وتُعيد لي ما فقدته وتُقضي حاجتي إنك سبحانك قادر على كل شيء يا رب العالمين يا كريم أنت الكريم يا عظيم نعتمد عليك في عظائم الأمور يا عليم أنت أعلم بحالنا منا اللهم أصلح لنا شأننا كله كما أصلحت شأن عبادك الصالحين ولا تكلنا إلى أنفسنا طرفة عين أو أقل من ذلك يا الله.
دعاء قصير عند ضياع المال
يُعَدُّ المال من أكثر الضروريات التي يعتمد عليها الأفراد في حياتهم اليومية، حيث أصبحت معظم التعاملات الرسمية حول العالم تُنجز باستخدام المال وتختلف العملات وتفاوت قيمها بين الدول ولكن يبقى المال حاجةً أساسيةً للجميع وعند فقد المال، تختلف ردود أفعال الأشخاص حول ذلك، فهناك من يتوجه إلى الله سبحانه وتعالى مستعوضًا خيرًا ويعتبر فقد المال صدقةً جارية، في حين يظل الآخرون يبحثون عنه بدقة واجتهاد خاصة إذا كان المبلغ الضائع كبيرًا لذا أعددنا لكم مجموعة من أدعية ضياع المال القصيرة التي يمكنكم التوجه بها إلى الله عند فقد الممتلكات فالدعاء هو الأداة الأسمى للتقرب إلى الله واسترجاع الحقوق المفقودة.
- اللهم صُبّ علينا الخير صبًّا صبًّا وبارك لنا في أرزاقنا ولا تجعل عيشنا عسيرا.
- اللهم ارزقني رزقًا واسعًا يجلب لي الطمأنينة ويبعد عني كافة المتاعب ولا تجعل لأحدٍ فيه مَنَّةً ولا عليَّ في الآخرة تبعةً.
- يا هادِيَ الضالَّةِ يا مَن تَرُدُّ الذالَّةَ وتَرْزُق مَن لا حيلة لهُ أَعِنِّي على ردِّ ما فُقِد.
- اللهم يا ربَّ الضالة وهاديها ويا رازقَ الضالة بردك وعطائك العظيم اهدني إلى ما أضعت من مالي برحمتك يا أرحم الراحمين.
- اللهم إنك تهدي الضال وتُنقذ من العَمى وتغفر لمن ضاعَ منه الحق فصلِّ على سيدنا محمد وآله وأَعد إليَّ ما فقدت بعظيم فضلك.
دعاء لمن فقد شيئًا ولم يتم العثور عليه
الدعاء يُعَدّ وسيلة راقية يتواصل فيها العبد مع ربه وهو السبيل الأعظم للتقرب إلى الله وطلب الحاجات منه في كل وقت وحال والإنسان لا غنى له عن الدعاء مهما كان ظرفه أو حاجته وقد أشار الدين الإسلامي وجميع الديانات السماوية الأخرى إلى أهمية الدعاء ومكانته حتى في الديانة اليهودية نجد قصصًا تبين أهمية الطلب من الله مثل القصة المنسوبة لنبي الله موسى عليه السلام عندما قال: «يا رب ! إنه ليعرض لي الحاجة من الدنيا فأستحي أن أسألك، قال : سلني حتى ملح عجينك وعلف حمارك» هذا الحديث يبرز حقيقة أن الله يحب عباده الذين يدعونه في أدق حاجاتهم قبل أعظمها فالله قريب سميع يجيب من دعاه ولا شيء في الدنيا مهما بدا صغيرًا يعجز عن استجابة الله له أو يُحرج العبد من طلبه فالعلاقة بين العبد وربه تخلو من أي حدود أو تردد.
عندما تفقد شيئًا عزيزًا عليك أو تحتاج إلى العثور على غرض ضاع منك يُمكنك توجيه دعائك لله بهذه الأدعية المأثورة الجامعة التي تحمل في كلماتها معاني الالتجاء والتوكل على الله:
- اللهم اقضِ حاجتي ونفّس كربتي وما نزل بي من حيرتي (وتذكر الشيء الذي فقدته سواء كان مفتاحًا كتابًا أو أي شيء آخر) وصلى وسلم على النبي محمد صلى الله عليه وسلم وعلى آله وصحبه وسلم تسليمًا كثيرًا.
- بسم الله يا هادي الضلال وراد الضالة ألتمس منك يا الله أن ترد لي مفقودي بعزتك وسلطانك فإنك منعم الجوُد والفضائل صاحب العطاء والمنح.
- اللهم إنك تهدي من الضلالة وتنجي من العمى وترد الضالة فارزقني من عظيم رحمتك ورد إليّ ما فقدته وأغفر لي ذنوبي يا أكرم الأكرمين فأنت كريم منان قادر على كل شيء.
الدعاء المذكور يعكس حالة إيمان عميقة بثقة الإنسان بقدرة الله عز وجل على تحقيق كل ما يعجز البشر عنه فهو باب من الرحمة الإلهية المفتوح بلا سقف ولا حدود الذي يجعل قلب المؤمن مطمئنًا بأنه في يد الخالق العظيم هذه الأدعية تؤكد أن التضرع إلى الله واللجوء إليه لا ينبغي أن يُخصص فقط للأمور الكبرى بل يجب أن يكون جزءًا لا يتجزأ من تفاصيل حياتنا اليومية حيث تصبح أصغر الأحداث وسيلة للتقرب إلى الله وتجديد علاقتنا به بما يعزز السكينة والطُمَأْنينة في القلوب فقد الله هو العطوف الرحيم الذي يملك مفاتيح الخير ويعيد لكل ضائع ما فقد سواء كان شيئًا ماديًا أو ما هو أعمق من ذلك مما يمس شغاف القلب.
دعاء لاسترجاع الأشياء المفقودة
مما يجدر التنويه به أن السنة النبوية الشريفة لم تذكر صيغة معينة تحت اسم دعاء استرجاع الشيء الضائع وإن ما يتم تداوله من أدعية بهذا الخصوص هي اجتهادات وضعها بعض علماء الدين أو نقلها العامة ولكن هذا لا يعني أن الشخص محصور في صيغة دعاء معينة لاستعادة الشيء المفقود إذ يمكن لأي إنسان أن يناجي الله بأي صيغة يشعر بها فهو سبحانه وتعالى يعلم بحاجتنا ويدرك ما في قلوبنا حتى وإن لم ننطق به.
الدعاء يظل بابًا عظيمًا لطلب العون والتوجه لله تعالى سواء بأدعية مأثورة أو حتى بكلمات بسيطة مثل “يا رب” لأن الله يسمع ويرى ما بداخل عبده ويدرك حاجته فهو العليم الحكيم ومن بين الأدعية المتداولة لاسترجاع الأشياء المفقودة هناك بعض الأدعية التي يمكن أن تُقال بنية صافية ويقين قوي:
- اللهم اكفني بحلالك عن حرامك واغنني بفضلك عمن سواك اللهم إني أعوذ بك من الهم والحزن والكسل والبخل وضلع الدين وغلبة الرجال.
- اللهم لا إله إلا أنت لك السموات ولك الأرض وما بينهما فاجعل الأرض على كذا أضيق من جلد جمل حتى تمكنني منه إنك على كل شيء قدير.
- (يا هَادِيَ الضَّالِّ، وَرَادَّ الضَّالَّةِ ارْدُدْ عَلَيَّ ضَالَّتِي بِعِزَّتِكَ وَسُلْطَانِكَ فَإِنَّهَا مِنْ عَطَائِكَ وَفَضْلِكَ) أو (اللَّهُمَّ رَبَّ الضَّالَّةِ، هَادِيَ الضَّالَّةِ، تَهْدِي مِنَ الضَّلَالَةِ، رُدَّ عَلَيَّ ضَالَّتِي بِقُدْرَتِكَ وَسُلْطَانِكَ مِنْ عَطَائِكَ وَفَضْلِكَ) أو (اللَّهُمَّ رَادَّ الضَّالَّةِ، هَادِيَ الضَّالَّةِ، تَهْدِي مِنَ الضَّلَالَةِ، رُدَّ عَلَيَّ ضَالَّتِي، بِعِزَّتِكَ وَسُلْطَانِكَ، فَإِنَّهَا مِنْ فَضْلِكَ وَعَطَائِكَ).
السورة التي تُقرأ عند فقدان شيء
ينتشر بين الكثير من الناس اعتقاد بأن السورة المناسبة لقراءتها عند فقدان أي شيء هي سورة الضحى وهي السورة رقم 93 في القرآن الكريم التي توجد في الجزء الأخير المعروف بالجزء الثلاثين وتُعتبر من السور المكية وتتألف من 11 آية مما يجعلها من السور القصيرة لهذا السبب تجد بعض الناس يلجؤون لقراءتها عند فقدهم لأمر ما اعتقادًا منهم بأنها تُعينهم في العثور على ما فقدوه لكن العلماء والمشايخ المختصين في الدين الإسلامي قد وضحوا هذا الأمر وأكدوا أنه لا يوجد في القرآن الكريم ما يُشير إلى أن قراءة سورة الضحى تساعد في العثور على الأشياء الضائعة كما لم يرد عن الرسول الكريم -صلى الله عليه وسلم- أنه كان يقرأها في مثل هذه الحالات مما يُظهر أن الاعتقاد السائد غير صحيح وأن هذه الممارسة تُعد من البدع التي حذرنا منها الإسلام.
وتُعتبر البدع من الأمور التي قد تضر المسلم في دينه فقد قال النبي -صلى الله عليه وسلم- في الحديث الصحيح: «كل بدعة ضلالة، وكل ضلالة في النار» ولذلك يُوصى على كل مسلم أن يتحقق من صحة المعلومات التي يسمعها وألا يقوم بأي ممارسات غير صحيحة قد تكون مخالفة لتعاليم دينه وتؤدي إلى أمور لا تُرضي الله سبحانه وتعالى.