الإنسان المؤمن يحرص دائمًا على ترديد الأدعية والأذكار في بداية يومه فهي تمنح القلب سكينة وتزرع في النفس طمأنينة تجعل المسلم أكثر قدرة على مواجهة التحديات اليومية دون أن تؤثر عليه الضغوط أو العقبات التي قد يواجهها، إذ تبث فيه الصبر والثبات وتساعده على استقبال يومه بروح متفائلة دون أن يشعر بالضيق أو التوتر لذلك فمن المستحب أن يُداوم العبد على الذكر والتسبيح والدعاء لله مع إشراقة كل صباح.
الدعاء عند بزوغ الفجر
جَعَلَ اللهُ سبحانهُ وتعالى الليلَ مُستقرًا للسُّكونِ والرَّاحةِ بَعدَ يومٍ مليءٍ بالمَهام وَجعلَ النَّهارَ زَمنًا للحَركةِ والسَّعيِ لطلَبِ الرِّزق، وَمِن أفضَلِ ما يَستَفتِح بهِ المُسلمُ يَومَهُ ذِكرُ اللهِ وَالدُّعاءُ مع طُلوعِ الفَجر وَفيما يَلي بَعضُ الأدعِيةِ التِي يُستَحبُّ القَولُ بها في هذَا الوَقت:
- اللهمَّ أنتَ رَبِّي لا إلهَ إلَّا أنتَ عليكَ تَوكَّلتُ وأنتَ ربُّ العَرشِ العَظِيم، مَا شَاءَ اللهُ كَان وَمَا لَم يَشَأ لَم يَكُن ولا حَولَ وَلا قُوَّةَ إلَّا بِاللهِ العَليِّ العَظِيم أَعْلَمُ أنَّ اللهَ علَى كُلِّ شيءٍ قدِير وَأنَّ اللهَ قَد أَحَاطَ بكلِّ شيءٍ عِلمًا، اللهمَّ إنِّي أَعُوذُ بِكَ مِن شَرِّ نَفْسِي وَمِن شَرِّ كُلِّ دَابَّةٍ أنتَ آخِذٌ بِنَاصِيَتها إنَّ ربِّي علَى صِرَاطٍ مُستَقِيم.
- اللهمَّ فَاطِرَ السَّمَاوَاتِ وَالأرضِ عَالِمَ الغَيبِ وَالشَّهَادةِ رَبَّ كُلِّ شيءٍ وَمَلِيكَهُ، أَشهدُ أن لا إله إلا أنتَ أَعُوذُ بِكَ مِن شَرِّ نَفْسي وَمِن شَرِّ الشَّيطَانِ وَشِرْكِه وَأنْ أقترفَ علَى نَفسي سُوءًا أَو أَجُرَّهُ إلَى مُسلِم.
دعاء مؤثر عند طلوع النهار
الإنسان يحتاج إلى تنظيم حياته بين فترات الليل والنهار حيث يكون النهار وقتًا للنشاط والعمل والليل وقتًا للراحة والاسترخاء مما يساعده على استعادة طاقته للحفاظ على صحة بدنه ونشاطه الذهني واستقراره النفسي، ومن الوسائل التي تجلب البركة والتوفيق أن يبدأ المسلم يومه بذكر الله والدعاء ومن الأدعية التي جاءت عن النبي ﷺ والتي يُستحب أن يرددها المسلم عند طلوع الفجر:
- اللهم عافِني في بدني اللهم عافِني في سمعي اللهم عافِني في بصري لا إله إلا أنت اللهم إني أعوذ بك من الكفر والفقر اللهم إني أعوذ بك من عذاب القبر لا إله إلا أنت.
- اللهم إني أسألك العفو والعافية في الدنيا والآخرة، اللهم إني أسألك العفو والعافية في ديني ودنياي وأهلي ومالي، اللهم استر عوراتي وآمن روعاتي، اللهم احفظني من بين يدي ومن خلفي وعن يميني وعن شمالي ومن فوقي وأعوذ بعظمتك أن أُغتال من تحتي يا الله.
دعاء قصير عند طلوع النهار
الدعاء عند إشراقة الصباح يُضفي على القلب سكينة ويبعث الطمأنينة إذ إن بداية اليوم تُعد فرصة جديدة لكل إنسان والاعتماد على الله في كل أمر يُكسب الشخص القوة ويمنحه الثقة بأن يومه سيكون ميسرًا ومباركًا، فذكر الله يُزيل الهموم ويبدد الشعور بأي فتور مما يجعل النهار مليئًا بالخيرات والنشاط ومن الأدعية التي يمكن ترديدها مع أول ضوء للصباح:
- اللهم برحمتك لا تجعل دعواتنا تُرد وافتح لنا من خزائن رزقك ما لا يُعد، اللهم اجعل لنا طريقًا إلى الجنة لا يسد واملأ نفوسنا بالصبر والطمأنينة من عندك.
- اللهم زد في رزقي واكتب لي الخير حيث كان واملأ قلبي بالرحمة والتواضع، اللهم اجعلني بارًا بوالديّ مُحسنًا لكل من حولي ونور بصيرتي بالإيمان وأكرمني باليقين الصادق.
- اللهم يامن لا يُعجزه شيء يدي ممتدة إليك وحدك أملي في واسع فضلك ورحمتك، اللهم اغفر لي ذنوبي وتجاوز عن تقصيري وتقبل توبتي وأعنّي على نفسي يا أكرم الأكرمين.
- اللهم ارزقني العافية في جسدي واحفظ لي سمعي وبصري، اللهم اجعلني من عبادك الذين لا ترد دعواتهم وتغفر زلاتهم وتعفو عنهم، لا إله إلا أنت سبحانك.
دعاء طلوع النهار لتيسير الفرج
حين يمر الإنسان بظروف صعبة أو يعاني من ضيق في الحال وتراكم الهموم قد يشعر أحيانًا بأنه محاصر ولا يجد طريقًا للخلاص، لكن يبقى اللجوء إلى الله والتوكل عليه مع الإلحاح في الدعاء هو السبيل الوحيد لتيسير الأمور وانفراج الكرب فالدعاء مع طلوع النهار من أعظم الأعمال التي تمنح النفس الطمأنينة وتفتح أبواب الفرج والرحمة ومن الأدعية التي يُستحب ترديدها في هذا الوقت المبارك ما يأتي.
- دعاء النصر: اللهم مع إشراقة هذا الصباح المبارك أسألك بقوتك التي لا تضاهى وقدرتك التي تحيي بها العظام وهي رميم أن تزيل عني كل كرب وأن تيسر لي كل عسير، يا رب وفقني، انصرني، ارزقني، وعافني برحمتك.
- دعاء القَبول: يا رب مع بداية هذا اليوم الذي أشرقت شمسه بأمرك أنزل على قلبي سكينة تغمرني بالطمأنينة، واكفني همي، وأغنني بفضلك عمن سواك واملأ أيامي بالرضا والقَبول.
- دعاء التَيسير: اللهم يا من تُسهّل العسير وتُليّن الحديد وتُغير الأحوال بلمح البصر، يا من لا يعجزك أمر في الأرض ولا في السماء اجعل لي من كل ضيق مخرجًا، وارزقني من حيث لا أحتسب وافتح لي أبواب الخير في هذا اليوم الجديد.
دعاء طلوع النهار لجلب الرزق
العبْدُ الذي يَحرِصُ على السَّعي لكسب الرزق الحلال ويبتعد عن أي شُبُهات هو الذي يُبارك الله له في رزقه ويُيَسِّر له أموره ويُسَخِّر له أسباب الخير، فالدُّعاء من أعظم الوسائل التي يتقرَّب بها العبد من ربِّه ليطلب البركة في حياته ورزقه وأهله لأن البركة إذا حلَّت في شيء زاد ونما وكان فيه الخير الكثير، ومن الأدعية المُستحبَّة التي يُردِّدها المسلم عند بزوغ فَجر يومه ليطلب الرزق والخير:
- اللهمَّ مع هذا الصباح المُبارك ارزقني من واسع فضلك وخزائن رحمتك الخير الكثير في الدنيا والآخرة، اللهمَّ تقبَّل مني دعائي وبارك لي في رزقي وحياتي واجعلني من عبادك الصالحين الذين يتحرَّون الحلال ويَتَجَنَّبون الحرام وافتح لي أبواب الفضل والبركة.
- يا الله مع نور هذا الصباح اجعل لي الخير مَسلكًا والبركة رفيقًا وابعد عني الشُّرور والمكائد ، اللهمَّ فرِّج همِّي ويسِّر لي أموري وارزقني رزقًا طيبًا حلالًا تُغنيني به عن الحاجة إلى أحد من خلقك واكفني بحلالك عن حرامك واغنني بفضلك عمَّن سواك.
- يا رزَّاق يا كريم ارزقني من حيث لا أحتسب ، اللهمَّ سخِّر لي أسباب الخير وأرسل إليَّ رزقي كما تُسيِّر الرياح وتجري السحاب ولا تجعل حاجتي عند أحد من خلقك، اللهمَّ استرني ولا تكشف لي سترًا وارزقني فرحةً تُزيل بها عني همِّي وتُبدِّل بها حالي إلى أفضَل بما شئتَ وكيف شئتَ يا أكرم الأكرمين.
أهمية أدعية النهار والأذكار
يستحب أن يبدأ المسلم يومه بذكر الله من خلال دعاء طلوع النهار وأذكار الصباح، فهي سبب في حفظه وحمايته خلال يومه وتمنحه الطمأنينة والقوة كما أنها تقيه من الشرور إلى جانب ما تحمله من فضائل عظيمة منها:
- الرجوع إلى الله: عندما يداوم العبد على الذكر والدعاء يزداد قربه من الله ويصبح لديه وازع يمنعه من الوقوع في الذنوب، فمع كل خطأ يقترفه يشعر برقابة الله فيرجع إليه مستغفرًا ومع مرور الوقت تولد لديه خشية دائمة تجعله أكثر تحرّزًا من المعاصي.
- زيادة الإيمان: المواظبة على ذكر الله تزيد من إيمان المسلم وتقوي صلته بربه مما يجعله يؤدي العبادات بحب وشوق دون أن يشعر بثقلها أو مشقتها، إذ يصبح قلبه معلقًا بالله وتتحول الطاعات إلى مصدر راحة وسعادة له.
- طرد الشيطان: من يحافظ على الأذكار صباحًا ومساءً يكون في حماية الله من مكايد الشيطان فلا يستطيع أن يؤثر عليه أو يوسوس له، وكلما حاول إغواءه وجده محصنًا بذكر الله مما يجعله في مأمن من اتباع خطواته وهذا بدوره يبعده عن الأفكار السلبية التي قد تشغله عن عبادة الله وتبعده عن طريق الاستقامة.
- حفظ المسلم: الأدعية والأذكار بمثابة درع يحمي المسلم من المخاطر ويصرف عنه الشرور التي قد تلحق به كما أنها تحفظه من الحسد والعيون الحاقدة وتجعله أكثر قوة في مواجهة التحديات وتعينه على أداء أعماله بإرادة صلبة دون الشعور بالإحباط أو الضعف.
- النجاة في الآخرة: الإكثار من الدعاء يجعل العبد في معية الله فيخفف عنه مصاعب الدنيا ويقيه عذاب الآخرة ويقربه من الجنة بما فيها من نعيم دائم.
- زوال الغم: عند الشدائد ولاحتوائه الهموم تكون الأذكار ملجأ للمسلم فهي تبعث في نفسه السكينة وتزيح عنه ثقل الأحزان وتنير قلبه بالراحة والطمأنينة مهما كان يمر به من صعوبات.
يستحب أن يحرص المسلم على دعاء طلوع النهار كل صباح، فذكر الله يعينه على تحمل مشاق يومه ويزيل عنه همومه ويمنحه راحة داخلية تجعله أكثر طمأنينة كما يجعله في معية الله في كل خطوة يخطوها، وهو في الوقت ذاته حصن يحميه من الشيطان ويقيه من الوقوع في حبائله فلا يجد الشيطان طريقًا للتأثير عليه أو دفعه نحو المعاصي مما يجعله ثابتًا على طريق الخير الذي ينجيه في الدنيا والآخرة.
