دعاء سجدة التلاوة في الصلاة

يُعَدُّ دعاء سجدة التّلاوة في الصلاة الدعاء الذي يَتلفَّظ به المُسلم عِندَ وَرودِه على آياتِ السّجود في القرآن الكريم سواء تَمَّت قراءة تلك الآيات أثناء الصلاة أو خَارجها وتُعتبر سجدةُ التّلاوة سُنّةً مؤكدة عن النبيِّ صلى الله عليه وسلم حيث إنّ الالتزام بأدائها يُمثّل اقتداءً بسُنّته الشريفة صلى الله عليه وسلم وقد ورد في الحديث الشريف عن ابن عمر رضي الله عنهما قوله: (كَانَ رَسُولُ اللهِ يَقْرَأُ عَلَيْنَا السُّورَةَ فِيهَا السَّجْدَةُ؛ فَيَسْجُدُ وَنَسْجُدُ، حتى ما يَجِدُ أحدنا موْضعَ جبهته) وهذه السجدة تعبير واضح عن كمال الخضوع لله جل جلاله وإقرارٌ بعظمته وفضله الواسع فهي تصرف عملي يُبرز تعظيم كلام الله العظيم واستجابةً لتفاعل العبد مع القرآن الكريم.

أما الدعاء الذي يُستحب أن يَرفعه المسلم في هذا السجود فقد جاء فيه: اللَّهُمَّ اكْتُبْ لِي بِهَا عِنْدَكَ أَجْرًا، وَاحْطُ عَنِّي بِهَا وِزْرًا، وَاجْعَلْهَا لِي عِنْدَكَ ذُخْرًا، وَتَقَبَّلْهَا مِنِّي كَمَا تَقَبَّلْتَهَا مِنْ عَبْدِكَ دَاوُدَ ويمكن للمسلم أن يتوجّه إلى الله بالدعاء بما يتناسب مع حاجاته الخاصة وظروفه المختلفة خلال هذه السجدة حيث يوحي هذا الموقف بعمق شعور العبد بضعفه وفقره المطلق إلى الله وبتقديره لنعمه التي لا تُحصى وبالتعبير عن عبوديته الخالصة لله عزّ وجلّ.

ما المقصود بسجدة التلاوة

سجودُ التّلاوةِ يُعَدُّ نوعًا خاصًّا من السجود الذي يرتبطُ بتلاوةِ القُرْآنِ الكريمِ حيث يَقومُ المُسْلِمُ بالسّجودِ إذا بَلَغَ آيةً تحتوي على علامةِ السجدةِ الواضحةِ والمَوجودةِ في المصحفِ الشريفِ وهي عبارةٌ عن سجدةٍ واحدةٍ تُؤدّى امتثالًا لسُنّةِ النّبيِّ مُحَمّدٍ صلى الله عليه وسلم الذي كان يُؤدي هذا السجودَ عند قراءتِه للقرآنِ أو حتى عندما يَسمعُ آيةً فيها سجدة.

وفي حالِ كان السجودُ أثناءَ الصلاةِ فيُعتبرُ مختلفًا عن السجودِ الذي يحدثُ في الركعاتِ المعتادةِ بحيثُ إن المسلمَ يؤدي سجدةً واحدةً فقط حينَ يَصلُ لموضعِ السجودِ في التّلاوةِ ثمّ يُتابعُ الصلاةَ بدونِ تغييرٍ في ترتيبِ رُكَنَيها أو شروطها مما يُظهرُ يسرَ التشريعِ الإسلاميِّ في أداءِ هذه العباداتِ.

سجدةُ التلاوةِ ليستْ فرضًا على المسلمِ بل هي من النوافلِ المُستحبّةِ التي يُثابُ فاعلُها على أدائها لأنها تُعتبر صورةً من صُورِ التقرُّبِ إلى اللهِ عز وجلِّ واتباعًا لسُنةِ النبيِّ الكريمِ صلى الله عليه وسلم ومن لم يُؤدِّها فلا إثمَ عليه لأنه لا يندرجُ تحت الواجباتِ المُكلّفة بل يندرجُ ضمنَ الأعمالِ التي يبتغي المسلم من خلالها رِضا اللهِ ومغفرتَهُ سبحانه وتعالى.

النص المكتوب لدعاء سجود التلاوة

ذُكر عن عبد الله بن عباس رضي الله عنهما أنه قال إن رجلًا جاء إلى رسول الله ﷺ وروى له ما شاهده في رؤيا أثناء نومه إذ قال: يا رسول الله، رأيتني في المنام وكأنني أصلي خلف شجرة وعندما سجدت سجدت الشجرة معي وسمعتها تدعو وتقول:

  • **اللَّهُمَّ اكْتُبْ لِي بِهَا عِنْدَكَ أَجْرًا، وَضَعْ عَنِّي بِهَا وِزْرًا، وَاجْعَلْهَا لِي عِنْدَكَ ذُخْرًا،** وَتَقَبَّلْهَا مِنِّي كَمَا تَقَبَّلْتَهَا مِنْ عَبْدِكَ دَاوُدَ و بعد ذلك قال ابن عباس رضي الله عنهما إن النبي ﷺ قرأ موضع سجدة من القرآن فقام بالسجود بعدما قرأ آية السجدة.

العبارات التي تُقال وقت سجود التلاوة

دعاء سجود التلاوة هو الدعاء الذي يُقال عندما يمر المسلم بآية سجدة أثناء قراءة القرآن الكريم فيتوجه بالسجود لله عز وجل معبرًا عن الخشوع والتذلل بين يديه ويُردد الدعاء التالي:

  • سبحان ربي الأعلى سبحان ربي الأعلى اللهم اغفر لي ذنبي كله دِقَّه وجِلَّه وأَوَّله وآخره وعَلانيَتَه وسِرَّه اللهم لك سجدت وبك آمنت ولك أَسلمت سجد وجهي للذي خلقه وصوَّره وشقَّ سمعه وبصره بحوله وقوته تبارك الله أحسن الخالقين، يحمل هذا الدعاء تضرع العبد وتذلله أمام خالقه وشعوره بعظمة الله الذي أبدع في خلق الإنسان بأتقن صورة وأحسن نظام وأعطاه من نعمه الظاهرة والباطنة بحكمته اللامتناهية وقدرته المطلقة.

الدعاء الوارد عند السجدة في سياق الآية

دعاء السجدة في الآية: يُعَدُّ دُعاء سجود التلاوة الوارد في القرآن الكريم من الأُمور المُستحبة التي يُفضَّل على المسلم أن يحرص على ترديدها مقتديًا بما كان النبي صلى الله عليه وسلم يفعله ويُقال عند سجود التلاوة ما يُقال في سجود الصلاة من الأدعية الواردة عن الرسول صلى الله عليه وسلم مثل:

  • **«سجد وجهي للذي خلقه وشق سمعه وبصره بحوله وقوته»** وهذا الدعاء يُبرز عظمة الله سبحانه وتعالى وقدرته المطلقة في خلق الإنسان وإعطائه نعم السمع والبصر بفضل منه ويكون الساجد في هذه اللحظات في أسمى حالات الخضوع والتواضع بين يدي الله سبحانه وتعالى.
  • ومن المستحب أيضًا أن يحرص المسلم في سجود التلاوة على ترديد الآيات القرآنية التي وردت في هذا السياق تعظيمًا لكلام الله سبحانه ومثال ذلك الآيات الكريمة الواردة في سورة الإسراء: **«قُلْ آمِنُوا بِهِ أَوْ لَا تُؤْمِنُوا إِنَّ الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ مِن قَبْلِهِ إِذَا يُتْلَىٰ عَلَيْهِمْ يَخِرُّونَ لِلْأَذْقَانِ سُجَّدًا (107) وَيَقُولُونَ سُبْحَانَ رَبِّنَا إِن كَانَ وَعْدُ رَبِّنَا لَمَفْعُولًا (108) وَيَخِرُّونَ لِلْأَذْقَانِ يَبْكُونَ وَيَزِيدُهُمْ خُشُوعًا. سورة الإسراء».
  • حيث أن هذه الآيات تُعبِّر عن مدى الإيمان العميق الذي يملأ قلوب المؤمنين حيث يزداد خُشوعهم وخضوعهم عند سماعهم لكلام الله تعالى وتدمع أعينهم من شدة التأثر بما يسمعون ويشعرون بأقصى درجات التذلل لعظمة الله العظيم مما يجعل هذه اللحظات تزيدهم قربًا من الله وتعزز ارتباطهم الروحي به سبحانه.

الأدعية المتعلقة بسجدة التلاوة من الأحاديث النبوية

إنَّ الأدعية التي وردت عن النبي ﷺ والمتعلقة بسجدة التلاوة تحمل في طياتها معاني عظيمة تُعبِّر عن التذلل لله عز وجل والإقرار بعظمته وجلاله ومن أبرز الأدعية المأثورة عن الرسول ﷺ:

  • (اللَّهُمَّ لكَ سَجَدْتُ وَبِكَ آمَنْتُ وَلَكَ أَسْلَمْتُ، سَجَدَ وَجْهِي لِلَّذِي خَلَقَهُ، وَصَوَّرَهُ وَشَقَّ سَمْعَهُ وَبَصَرَهُ تَبَارَكَ اللَّهُ أَحْسَنُ الخَالِقِينَ)، وهذا الدعاء يُظهر مدى افتقار العبد إلى ربه واعترافه بأن كل تفاصيل خلقه من نعمة السمع والبصر وغيرها ما هي إلا نِعَم وهبها الله وحده الذي لا شريك له في الإبداع والإحسان.
  • (اللَّهمَّ اكتب لي بها عندَكَ أجرًا وضع عنِّي بها وزرًا واجعلْها لي عندَكَ ذخرًا وتقبَّلْها منِّي كما تقبَّلتَها من عبدِكَ داودَ) وهذا الدعاء يحمل رجاءً صادقًا بأن تكون هذه السجدة بابًا لنيل الأجر وتخفيف الذنوب ووسيلة لتخزين الحسنات وجعلها نافعة للعبد عند الله حيث يطلب العبد القبول من الله على غرار ما قُبِلت سجدة نبي الله داود عليه السلام.

دعاء سجود التلاوة عند تعذّر السجود

في حالة قراءة آيات السجدة أثناء وجودك في مكان لا يسمح بالسجود مثل أثناء ركوب المواصلات العامة أو التواجد في مواقع غير مهيأة لأداء السجود يُمكنك الاقتصار على ترديد الدعاء المخصص لسجود التلاوة الذي يحرص المسلم على الالتزام به في مثل هذه الحالات لضمان نيل الأجر والثواب حيث تستطيع القول: «سبحان الله والحمد لله ولا إله إلا الله والله أكبر ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم» يُعد هذا الدعاء البديل المناسب عند تعذر أداء السجدة سواء كنت خارج المنزل أو المسجد أو في موقف يجعل من الصعب تنفيذ سجدة التلاوة بسبب ظروف المكان أو الوضع الذي تواجهه وهكذا يكون هذا الدعاء وسيلة لتعويض السجود والتقرب إلى الله بما يناسب الحال الذي تعيشه ويوفق بين أداء العبادة والظرف القائم.

الآيات التي تشمل سجود التلاوة كاملة

مَواضع سجود التلاوة في القرآن الكريم هي خمس عشرة آية جاءت في سور مُتفرقة ومواقع مُتميزة وفيما يلي بيان واضح لها:

  • سورة الأعراف: الآية التي تُبيِّن: “إِنَّ الَّذِينَ عِندَ رَبِّكَ لَا يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِهِ وَيُسَبِّحُونَهُ وَلَهُ يَسْجُدُونَ”.
  • سورة الرعد: الآية التي توضِّح: “وَلِلَّهِ يَسْجُدُ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ طَوْعًا وَكَرْهًا وَظِلَالُهُمْ بِالْغُدُوِّ وَالْآَصَالِ”.
  • سورة النحل: الآية التي تقول: “وَلِلَّهِ يَسْجُدُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ مِنْ دَابَّةٍ وَالْمَلَائِكَةُ وَهُمْ لَا يَسْتَكْبِرُونَ يَخَافُونَ رَبَّهُمْ مِنْ فَوْقِهِمْ وَيَفْعَلُونَ مَا يُؤْمَرُونَ”.
  • سورة الإسراء: الآيات التي تقول: “قُلْ آَمِنُوا بِهِ أَوْ لَا تُؤْمِنُوا إِنَّ الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ مِنْ قَبْلِهِ إِذَا يُتْلَى عَلَيْهِمْ يَخِرُّونَ لِلْأَذْقَانِ سُجَّدًا وَيَقُولُونَ سُبْحَانَ رَبِّنَا إِنْ كَانَ وَعْدُ رَبِّنَا لَمَفْعُولًا وَيَخِرُّونَ لِلْأَذْقَانِ يَبْكُونَ وَيَزِيدُهُمْ خُشُوعًا”.
  • سورة مريم: الآية التي تَصف: “أُولَئِكَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ مِنَ النَّبِيِّينَ مِنْ ذُرِّيَّةِ آدَمَ وَمِمَّنْ حَمَلْنَا مَعَ نُوحٍ وَمِنْ ذُرِّيَّةِ إِبْرَاهِيمَ وَإِسْرَائِيلَ وَمِمَّنْ هَدَيْنَا وَاجْتَبَيْنَا إِذَا تُتْلَى عَلَيْهِمْ آيَاتُ الرَّحْمَنِ خَرُّوا سُجَّدًا وَبُكِيًّا”.
  • سورة الحج: الآية التي تتحدَّث عن: “أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ يَسْجُدُ لَهُ مَن فِي السَّمَاوَاتِ وَمَن فِي الأَرْضِ وَالشَّمْسُ وَالْقَمَرُ وَالنُّجُومُ وَالْجِبَالُ وَالشَّجَرُ وَالدَّوَابُّ وَكَثِيرٌ مِّنَ النَّاسِ وَكَثِيرٌ حَقَّ عَلَيْهِ الْعَذَابُ وَمَن يُهِنِ اللَّهُ فَمَا لَهُ مِن مُّكْرِمٍ إِنَّ اللَّهَ يَفْعَلُ مَا يَشَاء”.

المواضع المحددة للسجود في نصوص القرآن الكريم

مواضع السجود التي وردت في القرآن الكريم تُعَد من العلامات البارزة التي تبرز ارتباط الخشوع والطاعة بأوامر الله سبحانه وتعالى حيث تشمل مواطن عميقة المعاني والدلالات التي تدعو المؤمنين للسجود والتقرب إلى الله.

  • سورة العلق: في قوله تعالى: كَلَّا لَا تُطِعْهُ وَاسْجُدْ وَاقْتَرِبْ وجه الله الأمر للعبد بالسجود كوسيلة للتقرب والارتقاء في مقام العبودية والاقتراب من رحمة الله ومنزلته الرفيعة.
  • سورة النجم: في الآية: فَاسْجُدُوا لِلَّهِ وَاعْبُدُوا جاء توجيه صريح بأداء السجود خالصًا لله تعالى مع الإخلاص الكامل في عبادته دون الالتفات لأي شيء آخر يُشاركه في الألوهية.
  • سورة الفرقان: قال الله تعالى: وَإِذَا قِيلَ لَهُمُ اسْجُدُوا لِلرَّحْمَنِ قَالُوا وَمَا الرَّحْمَنُ أَنَسْجُدُ لِمَا تَأْمُرُنَا وَزَادَهُمْ نُفُورًا أوضح الله في هذه الآية عناد المشركين ورفضهم السجود للرحمن نتيجة جهلهم بربوبيته إذ أفضى ذلك إلى تباعُدهم عن الهداية.
  • سورة فصلت: قال تعالى: وَمِنْ آَيَاتِهِ اللَّيْلُ وَالنَّهَارُ وَالشَّمْسُ وَالْقَمَرُ لَا تَسْجُدُوا لِلشَّمْسِ وَلَا لِلْقَمَرِ وَاسْجُدُوا لِلَّهِ الَّذِي خَلَقَهُنَّ إِنْ كُنْتُمْ إِيَّاهُ تَعْبُدُونَ فَإِنِ اسْتَكْبَرُوا فَالَّذِينَ عِنْدَ رَبِّكَ يُسَبِّحُونَ لَهُ بِاللَّيْلِ وَالنَّهَارِ وَهُمْ لَا يَسْأَمُونَ دعا الله في هذه الآية لترك عبادة ما خلقه من ظواهر كونية كالشمس والقمر والتوجه بالسجود والعبادة للخالق وحده مصدر الكمال والإبداع.
  • سورة الانشقاق: قال الله سبحانه: وَإِذَا قُرِئَ عَلَيْهِمُ الْقُرْآَنُ لَا يَسْجُدُونَ عبّر الله عن الاستنكار لرد فعل الذين لا يخشعون ولا يسجدون عند سماع تلاوة آياته العظيمة مشيرًا إلى قسوة قلوبهم ونفورهم عن الحق.
  • سورة الحج: قال الله عز وجل: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا ارْكَعُوا وَاسْجُدُوا وَاعْبُدُوا رَبَّكُمْ وَافْعَلُوا الْخَيْرَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ أعطى الله المؤمنين توجيهًا مباشرًا بأداء الركوع والسجود كجزء من عباداتهم مع الالتزام بفعل الخير لضمان النجاح والفلاح في الدنيا والآخرة.
  • سورة السجدة: يقول الله عز وجل: إِنَّمَا يُؤْمِنُ بِآَيَاتِنَا الَّذِينَ إِذَا ذُكِّرُوا بِهَا خَرُّوا سُجَّدًا وَسَبَّحُوا بِحَمْدِ رَبِّهِمْ وَهُمْ لَا يَسْتَكْبِرُونَ أظهر الله صفات المؤمنين الذين ينحنون لله بالسجود حال تذكيرهم بآياته ويُسبّحون له بتواضع وخشوع بعيدًا عن التكبر.
  • سورة النمل: قال الله تعالى: أَلَّا يَسْجُدُوا لِلَّهِ الَّذِي يُخْرِجُ الْخَبْءَ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَيَعْلَمُ مَا تُخْفُونَ وَمَا تُعْلِنُونَ اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ رَبُّ الْعَرْشِ الْعَظِيمِ أبرزت الآية عظمة الله سبحانه وتعالى كخالق ومدبر للكون وكاشف لكل الأسرار ودعت إلى السجود له وحده المستحق للعبادة والتعظيم.
  • سورة ص: في الآية التي قال فيها الله: قَالَ لَقَدْ ظَلَمَكَ بِسُؤَالِ نَعْجَتِكَ إِلَى نِعَاجِهِ وَإِنَّ كَثِيرًا مِنَ الْخُلَطَاءِ لَيَبْغِي بَعْضُهُمْ عَلَى بَعْضٍ إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَقَلِيلٌ مَا هُمْ وَظَنَّ دَاوُودُ أَنَّمَا فَتَنَّاهُ فَاسْتَغْفَرَ رَبَّهُ وَخَرَّ رَاكِعًا وَأَنَابَ أوضح الله توبة النبي داوود وخشوعه واستشعاره لعظَم مسؤوليته الأمر الذي دفعه لطلب المغفرة متواضعًا بين يدي الله.

نص دعاء السجود مكتوبًا

يُعد دعاء السجود واحدًا من أسمى الأدعية التي يُستحب للمسلم أن يحرص على ترديدها أثناء سجوده، حيث يُعتبر السجود من أكثر اللحظات التي يقترب فيها العبد من ربه وهي فرصة للتضرع والدعاء بكل ما يشغل القلب وبما أن السجود هو موضع استجابة الدعاء فقد ورد عن النبي ﷺ أدعية متنوعة تناسب هذا الموقف العظيم ومنها التالي:

  • دعاء السجود المكتوب: «اللَّهُمَّ اغْفِرْ لِي ذَنْبِي كُلَّهُ دِقَّهُ، وَجِلَّهُ، وَأَوَّلَهُ وَآخِرَهُ وَعَلَانِيَتَهُ وَسِرَّهُ» حيث أن هذا الدعاء جامع يطلب فيه العبد مغفرة كاملة تشمل جميع الذنوب سواء صغيرة كانت أو كبيرة سواءً أكانت ظاهرة أو خفية وهي دعوة شاملة للاستغفار والتوبة عن كل ما قد بدر من العبد.
  • كما يُمكن أن تردد: «سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ رَبَّنَا وَبِحَمْدِكَ اللَّهُمَّ اغْفِرْ لِي» حيث يجمع هذا الدعاء بين تسبيح الله سبحانه وتعالى وحمده مع طلب المغفرة منه وهو يُعبّر عن التذلل والخضوع الكامل لله واستشعار عظمته وضعف الإنسان أمام قوته وجلاله عزَّ وجلَّ.

الأدعية الواردة أثناء السجود والركوع

ذَكَرَ أهلُ العِلمِ أنّ الدعاءَ في وقتِ الركوعِ من الأمورِ المُستحبّة وهذا الاستحبابُ قائمٌ على ما ورَد عن النبيِّ صلى الله عليه وسلم إذ كان عليه الصلاة والسلام يُكثِرُ من الدعاءِ خصوصًا أثناءَ ركوعِه وسجودِه باعتبار هذه الأوقات من أكثرِ اللحظات التي يَقتَرِبُ فيها العبدُ من ربِّه جلَّ وعلا وقد استدلوا بما جاء في الحديث الشريف عن النبي صلى الله عليه وسلم حين كان يقولُ في ركوعِه وسجودِه: «سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ رَبَّنَا وَبِحَمْدِكَ، اللَّهُمَّ اغْفِرْ لِي» ويُظهرُ لَفظُ الحديثِ أهميّةَ التسبيحِ والدعاءِ في هذه الأوقاتِ الجليلة التي يكون فيها المسلمُ في طاعةٍ وخضوعٍ كاملين لله عزَّ وجل مما ينعكسُ إيجابيًّا على تعميقِ علاقةِ الإنسانِ بخالقه كما أنّها تُلهِمُ العبدَ بالشعورِ بالتواضعِ المطلق أمام عظمةِ اللهِ سبحانه وتعالى.

الدعاء المخصص بين السجدتين

  • ورَدَ عن عبد الله بن عباس -رضي الله عنهما- في الحديث الذي بيَّن فيه أنَّ النبيَّ ﷺ كانَ يقول عندما يَجلس بين السجدتين: اللهم اغفِرْ لي وارحمني واجبرني واهدني وارزُقني، وهذا الدعاء يُعَدُّ من الأدعية العظيمة التي نُقلَت عن النبيِّ ﷺ في هذه اللحظة الجليلة في الصلاة وهو دُعاء شَامل يحمل في معانيه بُعدًا إيمانيًا عميقًا إذ يُعبِّر عن لُجوء العبد إلى ربه طالبًا مغفرتَه لما قد وقعَ فيه من الذنوب والخطايا ومستجيرًا برحمته التي تُحيط بجميع جوانب حياته ومُتضرعًا إلى الله أن يجبر كسره سواءً كان في دينه أو دنياه ويملأ بالنقص الذي قد يُواجهه بسبب ضعف الإنسان وقصوره في بعض الأمور ويتضمن هذا الدعاء طلب الهداية والثبات على الطريق المُستقيم راجيًا من الله التوفيق في الدنيا والآخرة ومقرونًا بذلك الدعاء بالرزق الذي يشمل مختلف أشكاله سواء كان رزقًا دنيويًا كالغِنى والعافية والبركة أو رزقًا معنويًا كالعلوم النافعة والنِّعم الأخرى التي تُجمل الحياة هذا الدعاء بمضمونه الجامع يُحَثُّ العبد على التقرُّب إلى الله بتضرُّع وخشوع ويُجسّد المعاني العميقة للتواضع والعبودية في أسمى درجاتها أثناء الصلاة، مُعزَّزًا العلاقة الروحانية بين العبد وربه في تلك اللحظات المباركة.

الطريقة الصحيحة لأداء سجود التلاوة

طريقة أداء سجود التلاوة تختلف وفقًا لتفاصيل مذهبية محددة والتي يوضحها كل مذهب بتفصيل دقيق وفيما يلي توضيح لكيفية أداء هذا السجود بناءً على آراء المذاهب الأربعة:

  • الحنفية: يؤكد الحنفية أن سجود التلاوة يُؤدّى بعد قراءة آية السجدة مباشرة أو يمكن متابعة تلاوة الآيات ومن ثمّ السجود بعدها مباشرة سواء كان ذلك أثناء الصلاة أو خارجها وفي حالة السجود خارج الصلاة يكبر المسلم قبل النزول إلى السجود ثم يكبر مرة أخرى عند الرفع منه.
  • الحنابلة: يرى الحنابلة أن سجود التلاوة يتطلب التكبير أثناء النزول للسجود وكذلك عند الرفع منه في جميع الأوقات سواء أكان في الصلاة أو خارجها مع الإشارة إلى ضرورة التسليم عند الانتهاء من السجود في حال كان هذا السجود خارج إطار الصلاة.
  • الشافعية: يشير الشافعية إلى أهمية استحضار النية قبل الشروع بسجود التلاوة يعقب ذلك التكبير مع رفع اليدين والسجود ثم يكبر المسلم مرة أخرى أثناء الرفع ويختم ذلك بالتسليم في حالة كان السجود خارج الصلاة بينما إذا كان السجود جزءًا من الصلاة فإنه يكتفي بالسجود مباشرة ثم ينهض إلى الركوع لتعقب السجدة.
  • المالكية: يرى المالكية أن المسلم عليه التكبير عند النزول إلى السجود وكذلك عند الرفع منه بما في ذلك رفع اليدين في كلتا الحالتين سواء كان أداؤه للصلاة داخل الصلاة أو خارجها مع الإيضاح أنه لا حاجة للتسليم بعد أداء سجود التلاوة في مخالفة لما ذهب إليه الحنفية.

الحكم الشرعي المتعلق بسجود التلاوة

سُجودُ التِلاوة يُعَدُّ منَ السُّننِ المُؤكدة التي ثَبَتَت عَن النبي صلّى الله عليه وآله وسلّم وهي عبادة جليلة ينبغي على المُسلم أن يُحافظ على أدائها ولا يُفرّط فيها لما فيها من فضل عظيم وأجر كبير وقد ورد عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم قال: «إِذَا قَرَأَ ابْنُ آدَمَ السَّجْدَةَ فَسَجَدَ اعتَزَلَ الشَّيْطَانُ يَبْكِي يَقُولُ: يَا وَيْلَهُ -وَفِي رِوَايَةِ أَبِي كُرَيْبٍ: يَا وَيْلِي- أُمِرَ ابْنُ آدَمَ بِالسُّجُودِ فَسَجَدَ فَلَهُ الْجَنَّةُ وَأُمِرْتُ بِالسُّجُودِ فَأَبَيْتُ فَلِيَ النَّارُ» ويتجلّى من هذا الحديث أهمية السجود وكيف أن إبليس يعاني من الحسرة والندم عند رؤية ابن آدم يُطيعُ أمر الله عز وجل بالسجود عند مواضع التلاوة.

وقد أُثِيرَ بين العلماء نقاشٌ عن حكم سجود التلاوة وتنوّعت آراؤهم في هذا الشأن فذهب جمهور الفقهاء من الشافعية والحنابلة والمالكية إلى اعتباره سُنة مؤكدة واستندوا في ذلك على الأحاديث الصحيحة والآثار الثابتة التي تُبرز فضل هذه العبادة وتحثّ على أدائها بينما رأى الحنفية أنه واجب وأكّدوا على ضرورة الالتزام به حيث يعتبرونه من الواجبات الشرعية التي لا يجوز تركها دون عذر وقد شددوا على أن الامتناع عن السجود يُعد إهمالاً للواجب الديني عندهم ويجب على المسلم أداؤه كلما استطاع ليبقى مُنسجماً مع طاعة الله.

الشروط المطلوبة لأداء سجود التلاوة

شروط سجود التلاوة تعتمد شُروط صحَّة سجود التلاوة على ذات الأحكام والشروط المطلوبة لإقامة الصلاة نظرًا لاعتباره امتدادًا لها وجزءًا من أفعال العبادة ومن بين هذه الشروط ما يلي:

  • النية: تُعد النية الركن الأول والأساس لكافة العبادات بما فيها سجود التلاوة ويُقصد بها أن يعقد الشخص في قلبه إرادة خالصة لأداء السجود في لحظة سماع آية السجدة أو قراءتها بشكل واضح فلا يُعتبر السجود صحيحًا إذا تم دون قصد واضح أو بشكل عشوائي.
  • الإسلام: يُشترط في سجود التلاوة أن يكون الساجد من المسلمين لأن هذه العبادة خاصة بالمؤمنين بالإسلام فلا تُطلب من غير المسلم الذي لا يُكلف بأعمال الشريعة الإسلامية نظراً لأن الالتزامات الدينية مُحددة بأحكام الدين.
  • البلوغ والعقل: تُعتبر هذه الشروط أساسية حيث لا يُطلب من الطفل غير المُكلف أو فاقد العقل القيام بهذا السجود لأنهما ليسا مُخاطبين بالتكاليف الشرعية وتُستثنى هذه الفئات من الأحكام التعبدية.
  • الوقت: يستوجب على المسلم اجتناب تأدية سجدة التلاوة في الأوقات التي لا تُستحب فيها الصلاة مثل وقت شروق الشمس أو غروبها أو حينما تكون الشمس في وسط كبد السماء حرصًا على الالتزام بما ورد في السنن.
  • استقبال القبلة: تمامًا كما هو مُلزم في أداء الصلاة يُشترط على من يؤدي سجدة التلاوة أن يكون مستقبلاً للقبلة إذ يستلزم هذا الشرط تحقيق الجانب التعبدي والالتزام باتجاه القبلة.
  • الطهارة في البدن والمكان: يوجد اختلاف بين العلماء حول اشتراط الطهارة لسجود التلاوة حيث ذهب فريق إلى وجوب الطهارة باعتبارها جزءًا من الصلاة مُستدلين بحديث النبي صلى الله عليه وسلم: (لا يَقْبَل اللهُ صَلاةً بغَيرِ طُهورٍ) بينما رأى آخرون أنه يُمكن القيام بالسجود دون الحاجة للطهارة كاملة إذ لم يُذكر نصٌ صريح يُلزم بها بشكل قاطع.
  • ستر العورة: يُعتبر ستر العورة من المتطلبات الأساسية لسجدة التلاوة إلا أن هناك خلافًا بين أهل العلم حول كشف شعر المرأة أثناء السجود حيث يؤكد فريق على ضرورة تغطية شعرها باعتباره جزءًا من مظاهر العبادة المشابهة للصلاة في حين يرى فريق آخر أن تغطية الشعر ليست واجبة لأن سجدة التلاوة ليست صلاة مستقلة.

تُمثل جميع هذه الشروط إطارًا رئيسياً لا غنى عنه لضمان صحة سجود التلاوة ولا يُعتبر صحيحًا إلا عند الالتزام الكامل بما ورد من شروط وأحكام تم توضيحها.

دعاء سجود التلاوة في حالة المرأة الحائض

حكم سجود التلاوة للحائض يُعتبر من الأمور التي وردت فيها السماحة واليسر في الشريعة الإسلامية فقد أجمع العلماء على أنه لا مانع للحائض من القيام بسجود التلاوة سواء عند قراءة القرآن الكريم أو عند سماعه وذلك لأن هذا النوع من السجود لا يُعدّ صلاة بالمعنى التقليدي المعروف ولكنه يندرج ضمن أعمال الذكر والعبادة ولهذا السبب يُجاز للحائض أداؤه دون الحاجة إلى وضوء إذ لا تتطلب الطهارة الكاملة في مثل هذا السجود.

وينبع هذا الحكم من التيسير على النساء الحائض والنفساء حيث أن مدة الحيض والنفاس عادةً تكون أطول مقارنة بحالة الجنابة التي يستطيع الشخص التخلص منها بالاغتسال مباشرةً بعد انتهاء الحدث ولهذا أُجيز للحائض والنفساء تلاوة القرآن الكريم وسجود التلاوة وممارسة أذكار مثل التسبيح والتهليل دون أي قيود شرعية تمنعهن من ذلك.

  • وقد أشار شيخ الإسلام ابن تيمية إلى هذه المسألة بقوله: (ولما كان المحدث له أن يقرأ فله أن يسجد بطريق الأولى فإن القراءة أعظم من مجرد سجود التلاوة)، كما أكّد أيضاً: (وسجود القرآن لا يشرع فيه تحريم ولا تحليل هذا هو السنة المعروفة عن النبي صلى الله عليه وسلم، وعليه عامة السلف وهو المنصوص عن الأئمة المشهورين).

ومن هذا النطاق يتبين بوضوح أن سجود التلاوة لا يخضع للشروط المفروضة على الصلاة المكتملة وبالتالي يجوز أداؤه دون الطهارة ولكن الالتزام بشروط الصلاة كالنقاء والطهارة يجعل الأمر أكثر كمالاً وأقرب إلى الأفضلية.

الأوقات التي يتم فيها أداء سجدة التلاوة

يُؤدي المُسلم سجدة التلاوة عند مروره بآية من آيات السجود في القرآن الكريم سواء كان يتلوها بنفسه أو يصغي إليها من قارئ آخر وتُعتبر سجدة التلاوة سنة مؤكدة وليست فرضًا وقد كان النبي صلى الله عليه وسلم يُداوم عليها عندما يقرأ مثلما ورد في سجوده عند قراءة سورة النجم بينما تركها زيد بن ثابت رضي الله عنه عند تلاوته للسورة وهذا يُظهر أن الشريعة قامت على التيسير والتخفيف على المسلمين ولذلك توجد أسباب مُعينة تدعو إلى سجدة التلاوة ونستعرضها في النقاط الآتية:

  • التلاوة: الشخص الذي يتلو القرآن الكريم سواء أثناء الصلاة أو خارجها إذا وصل إلى إحدى آيات السجود فإنه يُستحب له أن يسجد سجدة التلاوة تعظيمًا واستجابةً لأمر الله سبحانه وتعالى.
  • الاستماع: المستمع للقرآن عندما يكون في حالة خشوع وإنصات إذا استمع إلى آية السجدة فإنه يُشرع له السجود سواء كان في مجلس ذكر أو أثناء أداء الصلاة.
  • الاقتداء: إذا كان المُسلم مأموماً في الصلاة ولم يتمكن من سماع الإمام عند قراءة آية السجدة فإنه يُسجد اقتداءً بإمامه ليُحافظ على توافق الصلاة حتى وإن لم يسمع الآية بنفسه.

الفضل المترتب على أداء سجود التلاوة

فضلُ سُجودِ التِّلاوة عظيم ومُؤَكَّد من السُّنَّةِ النبويةِ الشريفة ويظهر أثره الواضح على العبد وعلى الشيطان كما بيَّن النبيُّ صلى الله عليه وسلم في الحديث الشريف الذي يقولُ فيه: (إذا قرأ ابنُ آدم السجدة فسجد اعتزل الشيطانُ يبكي يقول: يا وَيْلَهْ وفي رواية أبي كريب: يا وَيْلي أُمِرَ ابنُ آدم بالسجود فسجد فله الجنَّة وأُمِرتُ بالسجود فأَبَيْتُ في النار وفي رواية: فعَصَيتُ فلي النَّار)، هذا الحديثُ يُوضِّح كيفَ أنَّ الإنسانَ حينما يقرأُ آيات السَّجدةِ ويستجيبُ لأمرِ اللهِ بالسُّجود يُثبِت طاعته لرب العالمين وينالُ ثوابَ هذه الطاعة العظيمة والتي تُؤَمِّن له مكانًا في الجنة في المُقابِل الشيطان الذي عاند أمرَ الله وامتنعَ عن السجود يمتلئ بالندم والحسرة ويبكي لأنه أدركَ مصيرَه المحتوم في النَّار جزاء معصيته واستكباره عن الخضوع لأمر الله سبحانه وتعالى.

الكيفية الشرعية لسجدة التلاوة وأحكامها

يُعتبر سجود التِّلاوة مشابهًا تمامًا لسجود الصَّلاة حيث يقوم المسلم بوضع جبهته على الأرض ويُردد خلال السجود: «سبحان ربي الأعلى سبحانك اللهم ربنا وبحمدك اللهم اغفر لي» وهذا ما ورد عن النبي صلى الله عليه وسلم وثبُت في السنة النبوية حيث يستحضر المسلم في سجوده عظمة الله وجلاله ويُظهر تواضعه وخضوعه لخالقه.

  • جاء في الحديث عن أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها أنها قالت: «كان رسول الله – صلّى الله عليه وسلّم- يقول في السجدة مرارًا: «سجد وجهي للذي خَلقه وشقّ سمعه وبصره بحوله وقوّته».
  • كما ورد عن عليّ بن أبي طالب رضي الله عنه أن النبي – صلّى الله عليه وسلّم- كان يقول في سجوده: «اللهم لك سجدت وبكَ آمنت ولكَ أسلمت أنت ربّي سجد وجهي للذي شقَّ سمعه وبصره تبارك الله أحسن الخالقين».

ويُرسخ هذا السجود في نفس المسلم معاني القرب من الله عز وجل ويُجسّد امتنانه وشكره للنعم العظيمة التي أنعمها الله عليه حيث يصبح لحظةً خاصة يستحضر فيها المسلم ذكر الله ودعاءه مما يُعزز الإيمان ويزيد من تقوى المسلم حتى تُصبح هذه السجدة محطة يومية يجد فيها التجديد لخشوعه وخضوعه للذي هو أحسن الخالقين.

البدائل المعتبرة لسجدة التلاوة

إذا لم يتمكن المسلم من أداء سجدة التلاوة أثناء قراءة آيات السجود في القرآن بسبب عذر أو مانع ما فإنه يُستحب له تأجيل السجدة إلى وقت يكون فيه قادرًا على أدائها وهذا يُعد الخيار الأفضل في حال كان بإمكانه القيام بها لاحقًا أما إذا لم يتمكن من السجود تمامًا لظرف دائم أو عارض فإنه يمكنه تعويض السجدة بترديد الذكر التالي: «سبحان الله والحمد لله ولا إله إلا الله والله أكبر» مع تكرار هذا الذكر أربع مرات بهدف استكمال الفضيلة المرتبطة بسجدة التلاوة هذا الفعل مقبول ومُعتبر شرعًا في مثل هذه الظروف وهو ما يتيح للمسلم الحفاظ على ارتباطه بالآيات الكريمة وأداء ما يستطيعه من شعائر الدين بحسب قدرته.

أداء سجدة التلاوة أثناء صلاة الفرائض أو النوافل

سجدة التلاوة تُشرَع عندما يقرأ أو يسمع المسلم آية تحتوي على سجدة خلال الصلاة وهي عبارة عن سجدة واحدة دون الحاجة إلى قيام أو ركوع أو تشهد أو تسليم فإذا مررت أثناء تلاوتك لآية فيها سجدة، عليك أن تسجد مباشرة وتقول “سبحان ربي الأعلى” أو تردد أي دعاء مأثور عن النبي ﷺ ثم تعود وتكمل القراءة كالمعتاد وإذا كنت تُصلي في جماعة، يجب عليك اتباع الإمام فإذا سجد الإمام للتلاوة، فعليك السجود خلفه وإذا لم يسجد الإمام، فلا تُسجد وإذا كنت تُصلي منفردًا فسجدة التلاوة تعتمد على قراءتك وحكمك على السجدة أما إذا كنت غير متوضئ عندما سمعت أو قرأت آية السجدة، فلا ينبغي عليك السجود إلا إذا أعدت وضوءك سجدة التلاوة تُعد سنة مؤكدة ولا يُبطل تركها الصلاة ولا ينقص من صحتها فهي ليست واجبة وإنما يُفضل أداؤها لمن استطاع.

يارا محمد محمود، خريجة هندسة ، كاتبة متخصصة في الأخبار السعودية والأدعية علي موقع كبسولة ، للتواصل معي capsula.sa/contact_us .

0 0 التصويت
Article Rating
الاشتراك في تنبيهات التعليقات
نبّهني عن
guest
0 تعليقات
الأقدم
الأحدث الأكثر تصويتا
التعليقات المضمنة
عرض جميع التعليقات
0
اكتب تعليقك او استفسارك وسنرد عليك في أقرب وقت بمشيئة الله تعالىx
()
x