القَدَرُ مَكْتُوبٌ عَلَى الإِنْسَانِ وَلا يَعْلَمُ مَتَى يَحِلُّ بِهِ وَلكِن جَمِيعُ الأَقْدَارِ فِيهَا خَيْرٌ، وَمَا يَكْتُبُهُ اللهُ لِلعَبْدِ إِلَّا وَفِيهِ مَصْلَحَتُهُ، لِذَلِكَ يَجِبُ عَلَى الإِنْسَانِ أَنْ يَكُونَ دَائِمَ القُرْبِ مِنْ رَبِّهِ وَإِذَا ابْتُلِيَ بِمِحْنَةٍ أَوْ نَزَلَ بِهِ بَلاءٌ فَعَلَيْهِ أَنْ يُكْثِرَ مِنْ دُعَاءِ رَدِّ القَضَاءِ وَيُرَدِّدَ مَا جَاءَ مِنْ أَدْعِيَةٍ تُعِينُهُ عَلَى تَخَطِّي المُصِيبَاتِ بِقَلْبٍ مُطْمَئِنٍّ.
- اللَّهُمَّ ارْزُقْنِي فَرَحَةً تُسْعِدُ قَلْبِي وَخَيْرًا يُنِيرُ طَرِيقِي وَرَاحَةً تُبَاعِدُ عَنِّي الهَمَّ وَالغَمَّ، يَا رَبِّ اصْرِفْ عَنِّي البَلَاءَ وَكُنْ لِي عَوْنًا فِي كُلِّ أَمْرٍ عَسِيرٍ بِرَحْمَتِكَ يَا مَنْ تَهْدِي الضَّالِّينَ.
- يَا اللَّهُ اجْعَلْ قَلْبِي مُطْمَئِنًّا بِذِكْرِكَ وَاشْغَلْ فِكْرِي بِكَ وَحْدَكَ وَاصْرِفْ عَنِّي كُلَّ مَا يُؤْذِينِي، يَا رَبِّ أَرِنِي لُطْفَكَ فِي تَفْرِيجِ هَمِّي وَفَكِّ كَرْبِي وَارْزُقْنِي سَعَادَةً دَائِمَةً.
- اللَّهُمَّ اجْعَلْ قَدَرِي خَيْرًا لِي وَاصْرِفْ عَنِّي كُلَّ قَضَاءٍ فِيهِ ضَرَرٌ، اللَّهُمَّ زِدْنِي إِيمَانًا وَبَارِكْ لِي فِي عُمْرِي وَاغْفِرْ لِي ذُنُوبِي وَعَافِنِي مِنْ كُلِّ بَلاَءٍ وَارْزُقْنِي نَصِيبًا مِنْ نَعِيمِ جَنَّتِكَ.
دعاء لرد القضاء وتخفيف الأقدار
القضاء والقدر أمر مكتوب للإنسان منذ أن يكون في بطن أمه تفاصيل حياته مكتوبة أفراحه وأحزانه سعادته وشقاؤه كل شيء مقدر له، ومع ذلك فإن الدعاء من أعظم الوسائل التي يمكن أن يلجأ إليها الإنسان لتغيير الأقدار أو تخفيف البلاء بإذن الله فقد ثبت أن الدعاء يرد القضاء، ولذلك ينبغي على المسلم أن يكون دائم الاتصال بربه يدعوه في كل حين بإخلاص ويطلب منه الخير والفرج ومن الأدعية التي تُقال لرفع البلاء وتخفيف الشدة:
- اللهم اصرف عني سوء القضاء، اللهم يسّر لي كل عسير، اللهم كن معي في لحظات الضيق وفرّج عني كل كرب، ارزقني الصبر في البلاء والعوض الجميل بعد الشدة واغمرني بلطفك حيثما كنت.
- اللهم اجعل لي من كل ضيق مخرجًا، اللهم ارفع عني البلاء واجعل لي من كل هم فرجًا ومن كل عسير يسرًا، اللهم احفظني من كل شر وسوء وابعد عني المصائب والمكاره واجعل التوفيق حليفي في كل أمر.
- اللهم إن كان ما أنا فيه بسبب ذنب اقترفته أو معصية فعلتها فاغفر لي وتب علي وأصلح شأني، اللهم إني أستغفرك وأتوب إليك توبة صادقة لا رجعة فيها فاغفر لي زلاتي، وبدّل سيئاتي حسنات برحمتك يا واسع المغفرة.
سُبل تحقيق الرضا بقضاء الله وقدره
في لحظات الشدائد يتعين على المسلم أن يستعين بالله ويلجأ إليه بالدعاء والاستغفار، مع التمسك بالرضا بما قسمه الله له حيث إن فهم الحكمة من الابتلاء يعزز الصبر ويقوي التوكل على الله
مغفرة السيئات
- تُعد البلاءات التي تصيب الإنسان وسيلة للتكفير عن الذنوب التي قد يكون اقترفها، فكل ما يمر به من شدائد يحمل في طياته رحمةً ومنحةً إلهية لتطهيره من الخطايا.
- أوضح النبي صلى الله عليه وسلم هذا المعنى في قوله صلى الله عليه وسلم ” يبتلى الرجل على حسب دينه فإن كان في دينه صلابة زيد في بلائه وإن كان في دينه رقة خفف عنه وما يزال البلاء بالعبد حتى يمشي على ظهر الأرض ليس عليه خطيئة” ، الراوي: سعد بن أبي وقاص | المحدث: المنذري | المصدر: الترغيب والترهيب | الصفحة أو الرقم: 4/221 | خلاصة حكم المحدث: [إسناده صحيح أو حسن أو ما قاربهما].
اختيار الله هو الأفضل
- ما يقدّره الله لعباده يكون دائمًا هو الخير لهم، حتى وإن لم يدركوا الحكمة في البداية، فالله سبحانه أعلم بحاجات عباده وما يصلحهم، وقد أكّد النبي صلى الله عليه وسلم هذا المبدأ بقوله:
- عجبت لأمر المؤمن إن أمره كله خير وليس ذاك لأحد إلا للمؤمن إن أصابته سراء شكر فكان خيرًا له وإن أصابته ضراء صبر فكان خيرًا له |الراوي: صهيب بن سنان الرومي | المحدث: الألباني | المصدر: السلسلة الصحيحة | الصفحة أو الرقم: 147 | خلاصة حكم المحدث: إسناده صحيح على شرط مسلم.
النظر إلى ابتلاءات الآخرين
- من رحمة الله بعباده أن يخفف عنهم وقع المصائب من خلال النظر إلى أحوال غيرهم، فقد يجد الإنسان من يمر بابتلاء أشد وأقسى، مما يرسّخ في قلبه الشعور باللطف الإلهي ويمنحه الصبر واليقين بأن ما قدّره الله عليه هو الأحسن له، مما يزيده تمسكًا بالدعاء والاستعانة بالله ليمنحه القوة والثبات.
الارتقاء في الدرجات
- الرضا بقضاء الله يجعل الإنسان في مقام سامٍ عند ربه، فهو من سمات عباد الرحمن الذين وعدهم الله بالبشارة والرحمة.
- أشار الله سبحانه إلى الرضا بالقضاء والقدر في قوله : ” وبشر الصابرين الذين إذا أصابتهم مصيبة قالوا إن لله وإنا إليه راجعون أولئك عليهم صلوات من ربهم ورحمة وأولئك هم المهتدون” | سورة البقرة الآية 156.
تنزيل الدعاء بصيغة PDF
يُمكنك الآن تحميل ملف الدعاء بصيغة PDF بكل بساطة من خلال الضغط على الرابط المرفق كل ما عليك هو النقر على كلمة من هنا ليتم تحميل الملف بشكل مباشر على جهازك دون أي خطوات إضافية.
دعاء التماس اللطف في الأقدار
ليس هناك إنسان إلا ويتمنى أن تكون أقداره مليئة بالخير وخالية من الأحزان والابتلاءات خاصة إذا كثرت عليه المحن أو اشتدت عليه ظروف الحياة فقد يصبح الأمر أكثر صعوبة عليه، ومن رحمة الله بعباده أن جعل الدعاء وسيلة للتقرب منه وطلب التخفيف من الأقدار الصعبة فالمؤمن الحق هو من يرضى بقضاء الله ويستسلم لحكمته ويحرص دائمًا على أن يكون قلبه موقنًا بعدله ورحمته ومن الأدعية الجميلة التي يُرجى بها لطف الأقدار والتيسير في الأمور ما يلي:
- اللهم إنا نسألك بلطفك أن تكتب لنا الخير حيث كان وترضينا به، اللهم لا تجعل في أقدارنا ما يحزن قلوبنا ولا ما يُثقل أرواحنا، اللهم إنا نستودعك أيامنا القادمة فاجعلها مليئة بما يسرّنا ويُدخل الطمأنينة إلى نفوسنا.
- اللهم اكتب لنا الرحمة في كل أمر وبارك لنا في كل ما أعطيتنا، اللهم اجعل التوفيق حليفنا وارزقنا الرضا والقناعة فيما قسمت لنا وأسعدنا بحسن ظننا بك يا كريم.
اللهم نسألك اللطف بعبادك ورحمةً بهم
السعادة الحقيقية تَكمُن في قُرب العبدِ من ربهِ والتّسليم الكامل لِقضائه والتّعامل مع أقدارهِ بقلبٍ مُطمئن ونفسٍ راضيةٍ دون تَذمُّرٍ أو اعتراض لأنَّ من يَسخَطُ على قضاء الله لا يَجني إلا التّعب والمشقة في حياته، ولن يُحصِّل إلا الندم حين يرى أعماله وقد ذهبت دون فائدة يوم القيامة، لهذا فإنَّ من يُحب الله بصدق يكون قلبه مُطمئنًّا بِكلِّ ما يُقدّره الله عليه مُتوجّهًا إليه دائمًا بالسؤال أن يُلبسه اللُّطفَ والرحمة في كُلِّ أحواله ولا يَغفل عن الدُّعاء الذي يُعدُّ من أسمى الوسائل لِنَيْل السكينة والقُرب من الله ومِن ذلك:
- اللهم إِنّا نَسألكَ اللُّطفَ بعبادِك، اللهم كُنْ مع كلِّ عبدٍ مسلمٍ نزلَ به قضاءك وأحاطت به الابتلاءات ولم يَعُد له مُلجأٌ إلا رَحمتك، اللهم ارزقه من رَحمتك ما تُقرُّ به عينه وتَقوى به روحه.
- اللهم الطُفْ بعبدِك الضّعيفِ الذي جاءكَ لاجئًا ولم يَجد سِواكَ ملاذًا، اللهم ارزقه صبرًا حين يَنْزِل به البلاء وأفرغ عليه من سكينتك ما تَطمئن به روحه، اللهم اجعل له بعد العسر يُسرًا وبعد الألم فرحًا وأكرمه بجنة الفردوس مع عبادك الصالحين.
دعاء التماس اللطف الإلهي ورفع البلاء
المؤمن الذي يثق في حكمة الله يدرك أن البلايا لا تحل على العبد عبثًا بل هي وسيلة للتطهير من الذنوب ورفع الدرجات عند الله فمهما ضاقت الحال فَرَحمة الله واسعة ولطفه أقرب مما يظن العبد، والمهم أن يكون القلب عامرًا باليقين بأن الله هو الكاشف للضر وهو القادر على إزالة الهم والابتلاء وعلى الإنسان أن يتوجه إلى الله بيقين وإخلاص داعيًا ضارعًا ليكشف عنه الضر ومن أجمل الأدعية التي يستحب أن يُقال وقت الشدائد:
- اللَّهُمَّ اجعلنا من عبادك الذين يلتمسون لطفك في كل أمر، اللَّهُمَّ اصرف عنّا ما يُحزن قلبنا، اللّهُمَّ بقدرتك أبعد عنّا الظلم والمعتدين واجعل لنا من لدنك نصرًا ورحمة تغنينا بها عن نصرة الخلق.
- اللَّهُمَّ اجعل أقدارنا محاطة بلطفك، اللَّهُمَّ يسِّر لنا الخير حيث كان وسهّل لنا الأمور ولا تكلنا إلى أحد من خلقك، اللَّهُمَّ أكرمنا بعطاياك ولا تحرمنا من عونك ورضاك، اللَّهُمَّ كن لنا المعين في كل أوقاتنا.
أمَّا دعاء رد القضاء فهو من الدعوات التي يُسْرع بها المسلم إلى الله عندما ينزل به ما لم يكن يتمنَّاه لكن من رحمة الله أن يُدبّر لعباده ما هو خير لهم حتى وإن بدا لهم غير ذلك، فرب قضاءٍ يراه الإنسان اختبارًا إلا أنه في حقيقة الأمر رحمة تُنقِذه من ضرٍّ أكبر لذا فإن الصبر والاحتساب والرضا بما قسمه الله من أعظم العبادات التي تُقرب العبد من ربه وتجعل له مكانةً عالية عنده.