يُعد دعاء رؤية حلم مُزعج في المنام من الأدعية التي يحتاج الإنسان إلى معرفتها، فكثير من الأشخاص قد يمرون بمواقف يرون فيها أحلامًا مُقلقة أو كوابيس مُخيفة ولا يعلمون كيفية التصرف عند حدوث ذلك لذا من المهم أن يكون لديهم علمٌ بالأدعية التي أوصى بها النبي ﷺ والتي تُساعد على طمأنينة القلب وإزالة الشعور بالخوف والقلق بعد رؤية الأحلام المُزعجة.
دعاء يُقال عند رؤية حلم مزعج أثناء النوم
عند رؤية حلم مُزعج والشعور بالضيق منه، يُستحب قول بعض الأدعية التي تُعين على الاطمئنان وتحفظ الإنسان من أي شر قد يترتب على ذلك:
- “أستغفرُ اللَّهَ الَّذي لا إلهَ إلَّا هوَ الحيَّ القيُّومَ وأتوبُ إليهِ” ثلاث مرات، فهذا الذكر من الأذكار العظيمة التي تُطمئن القلب وتُزيل القلق بعد التعرض لأي حلم مُزعج.
- “اللهم إني أعوذ بك من شر نفسي ومن شر الشيطان وشِركه، اللهم احفظني بحفظك الذي لا يضيع، واكفني كل سوء”، فهذا الدعاء يُستحب قوله لطلب الحفظ من الله سبحانه وتعالى والوقاية من أي ضرر قد يُسبّبه الحلم.
- “اللَّهمَّ أسلَمتُ نَفسي إليْكَ ووجَّهتُ وجْهي إليْكَ وفوضتُ أمري إليْكَ رغبةً ورَهبةً إليْكَ، وألجأتُ ظَهري إليْكَ لا مَلجأَ ولا مَنجَى مِنكَ إلَّا إليْكَ، آمنتُ بكِتابِكَ الذي أنزلتَ ونبيِّكَ الذي أرسلتَ”، وهذا الدعاء من الأذكار التي كان النبي ﷺ يدعو بها عند النوم، ويُظهر فيه التوكل الكامل على الله والاستسلام له.
- “اللهم أنت ربي لا إله إلا أنت، عليك توكلتُ وأنت ربّ العرش العظيم، ما شاء الله كان وما لم يشأ لم يكن، أعلم أن الله على كل شيء قدير، وأن الله قد أحاط بكل شيء علمًا، اللهم إني أعوذ بك من شر نفسي ومن شر كل دابة أنت آخذ بناصيتها، إن ربي على صراط مستقيم”، وهذا من الأدعية المُباركة التي تمنح الطمأنينة وتحفظ الإنسان من كل سوء.
الرقية الشرعية للوقاية من الأحلام المزعجة وفقًا للقرآن والسنة
الرُّقيَةُ الشَّرعيَّةُ مِن أفضَلِ الأُمورِ التِي وَرَدَت فِي القُرآنِ وَالسُّنَّةِ لِلوِقايَةِ مِنَ الأَحلَامِ المُزعِجَةِ وَالحِفظِ مِن كُلِّ شَرٍّ حَيثُ وَرَدَت أَدعِيَةٌ وَأَذكَارٌ تُسَاعِدُ فِي الحِمَايَةِ وَتمنَعُ الوَسوَسَةَ وَالإِزعَاجَ أثنَاءَ النَّومِ وَإِليكَ أَهَمَّ مَا جَاءَ فِي ذَلِكَ:
- اللجوء إلى الله بِالدُّعَاءِ. كَانَ رَسُولُ اللهِ ﷺ يُكثِرُ مِن هَذَا الدُّعَاءِ: “اللَّهُمَّ آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الآخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ” (رواه البخاري ومسلم) فَهُوَ دُعَاءٌ يَجمَعُ الخَيرَ فِي الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ وَيَمنَحُ الإِنسَانَ السَّكِينَةَ وَالرَّاحَةَ.
- الرُّقيَةُ الشَّرعيَّةُ بِالآيَاتِ وَالأَذكَارِ. قِرَاءَةُ سُورَةِ الفَاتِحَةِ وَآخِرِ آيَتَينِ مِن سُورَةِ البَقَرَةِ وَسُورَةِ الإِخلَاصِ وَالمُعَوِّذَتَينِ مَعَ الدُّعَاءِ بِقَولِ: “اللَّهُمَّ اغفِرْ لِي وَارحَمنِي وَعَافِنِي وَارزُقنِي فَإِنَّ هَؤُلَاءِ تَجمَعُ لَكَ دُنيَاكَ وَآخِرَتَكَ” (رواه مسلم) فَهَذِهِ الآيَاتُ وَالأَذكَارُ تُوفِّرُ بَرَكَةً وَحِفظًا مِن كُلِّ شَرٍّ.
- تَحصينُ المَنزِلِ بِتِلَاوَةِ القُرآنِ، المُدَاوَمَةُ عَلَى قِرَاءَةِ سُورَةِ البَقَرَةِ يَومِيًّا ضَرُورِيَّةٌ لِطَردِ الشَّيَاطِينِ وَحِفَاظِ المَنزِلِ مِن كُلِّ أَذَى كَمَا أَنَّ الحِرْصَ عَلَى أَدَاءِ النَّوَافِلِ فِي البَيتِ وَتَجنُّبِ وُجُودِ الصُّوَرِ وَالتَّماثِيلِ ذَاتِ الأَروَاحِ يُسَاعِدُ فِي تَطهِيرِ البِيئَةِ وَتَزكِيَتِهَا.
دعاء للتخلص من الأرق لمن يعاني من اضطرابات النوم
الأدعيةُ والأذكارُ تُساعدُ الإنسانَ في التغلُّبِ على اضطراباتِ النومِ والحدِّ مِن تأثيرِ الوساوسِ الشيطانيَّةِ التي قد تُسبِّبُ له القلقَ والتوتُّر لذا فمن المهمِّ أن يَحرِصَ المُسلِمُ على ذِكرِ اللهِ في كلِّ الأوقاتِ خاصَّةً قبلَ النَّوْمِ لِيَنَالَ الطُّمأنينةَ ويتحصَّنَ مِن أيِّ تأثيراتٍ سلبيَّةٍ قد تُؤثِّرُ على راحته.
- دعاءُ الأرق: اللَّهُمَّ رَبَّ السَّمَاوَاتِ السَّبْعِ وَمَا أَظَلَّتْ وَرَبَّ الأرْضِينَ وَمَا أَقَلَّتْ وَرَبَّ الشَّيَاطِينِ وَمَا أَضَلَّتْ كُنْ لِي جَارًا مِنْ شَرِّ عِبَادِكَ كُلِّهِمْ.
- الأذكار: الحرصُ على المُداوَمةِ على ذِكرِ اللهِ مِن خِلالِ أذكارِ الصَّباحِ والمساءِ مع الإكثارِ مِن الاستغفارِ في كُلِّ الأوقاتِ مع المُحافظةِ على الطَّهارةِ مِن خلالِ الوُضوءِ قَبلَ النَّوْمِ بالإضافةِ إلى الالتزامِ بأذكارِ النَّوْمِ عند الاستلقاءِ على الفراشِ وأذكارِ الاستيقاظِ عند النهوضِ مِن النَّوْمِ.
- ذِكرُ آياتِ السِّحر: تلاوةُ قَولِهِ تعالى: {وَأَوْحَيْنَا إِلَىٰ مُوسَىٰ أَنْ أَلْقِ عَصَاكَ فَإِذَا هِيَ تَلْقَفُ مَا يَأْفِكُونَ . فَوَقَعَ الْحَقُّ وَبَطَلَ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ}.
حديث النبي عن الأحلام المزعجة
تحدث النبي صلى الله عليه وسلم عن الأحلام المزعجة ووضح ما ينبغي على الشخص فعله إذا رأى حلماً لم يعجبه حيث ورد في الأحاديث النبوية عدد من التوجيهات المهمة التي تساعد الإنسان على التعامل مع مثل هذه الأحلام بطريقة صحيحة.
- روى أبو سلمة بن عبد الرحمن أنه سمع أبا قتادة بن ربعي رضي الله عنه يقول إنه سمع النبي صلى الله عليه وسلم يقول: “الرؤيا من الله والحلم من الشيطان، فإذا رأى أحدكم شيئاً يكرهه فلينفث عن يساره ثلاث مرات إذا استيقظ، فليتعوذ بالله من شرها، فإنها لن تضره إن شاء الله.” يوضح هذا الحديث أن الرؤى التي تحمل معاني طيبة ومبشرة تكون من الله عز وجل، أما الأحلام التي تثير القلق والانزعاج فهي من الشيطان ولذلك يُستحب لمن رأى حلماً مكروهاً أن ينفث عن يساره ثلاث مرات عند الاستيقاظ مع الاستعاذة بالله من شرها حتى لا يكون لها أي أثر عليه بإذن الله.
- روي أيضاً عن عبد الله بن يوسف أنه سمع الليث يقول إن ابن الهاد روى عن عبد الله بن خباب عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه أنه سمع النبي صلى الله عليه وسلم يقول: “إذا رأى أحدكم رؤيا يحبها، فإنما هي من الله، فليحمد الله عليها وليحدث بها، وإذا رأى غير ذلك مما يكره، فإنما هي من الشيطان، فليستعذ من شرها، ولا يذكرها لأحد، فإنها لا تضره.” جاء هذا الحديث في صحيح البخاري ويشير إلى أن من شاهد في منامه أمراً ساراً ومفرحاً فإنها رؤيا صادقة من الله وله أن يحمد الله عليها ويخبر بها الآخرين، أما إن كان الحلم مزعجاً فينصح بأن يستعيذ بالله منه وألا يخبر به أحداً حتى لا يكون له أي انعكاس سلبي عليه.
هل يمكن للدعاء أن يمنع تحقق تفسير الحلم
هناك تساؤل شائع بين الناس حول إمكانية أن يكون الدعاء وسيلة لتغيير معنى الحلم المقلق أو التخفيف من تأثير تفسيره وهذا الأمر يستحق التعمق فيه لفهم أبعاده وفقًا لما جاء في الشريعة الإسلامية:
- أشار الدين الإسلامي إلى أن الدعاء يُعد من أعظم الوسائل لدفع البلاء قبل وقوعه أو رفعه بعد نزوله، ومن الأدعية التي وردت في هذا الشأن قول سيدنا يونس عليه السلام: “لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين”، الذي يعد من أكثر الأدعية المستحبة عند مواجهة الشدائد.
- في السنة النبوية ثبت أن هناك أدعية مأثورة تساهم في رفع البلاء وتغيير الأقدار للأفضل بإذن الله، ومن أبرزها الدعاء الوارد في التشهد الأخير للصلاة: “وقِنا شرّ ما قَضَيت“، ولهذا يُنصح بتكرار هذا الدعاء خصوصًا عند الشعور بالخوف من وقوع أمر غير محمود.
- الدعاء الذي قاله سيدنا يونس عليه السلام وهو في بطن الحوت يُعد من الأدعية التي تحمل فضلًا عظيمًا، فقد ذكر النبي ﷺ أن هذا الدعاء لا يدعو به مسلم وهو في كرب إلا ويكشف الله عنه الهم ويفرج كربه، مما يدل على أثره القوي في التخفيف من المصائب.
- ورد في حديث نبوي رواه الترمذي والحاكم عن سلمان أن النبي ﷺ قال: “لا يردّ القضاء إلا الدعاء، ولا يزيدُ في العمرِ إلا البر“، وقد صححه الشيخ الألباني في صحيح الجامع، مما يؤكد أن الدعاء له أثر عظيم في تغيير بعض الأقدار التي لم تُكتب بشكل قطعي.
- عند رؤية حلم مزعج يُستحب أن يستعيذ الإنسان بالله من شره، فهذه من أهم السنن في التعامل مع الرؤى غير المستحبة، كما يُنصح بقراءة قوله تعالى: ﴿وَاسْتَعِينُوا بِالصَّبْرِ وَالصَّلَاةِ﴾، لما للصلاة والصبر من دور أساسي في طمأنينة النفس والتحصين من أي ضرر محتمل.
الأسباب المؤدية إلى الأحلام المفزعة والكوابيس
رؤية الأحلام المزعِجة والكوابيس قد تكون ناتجة عن عوامل متعددة تؤثر بشكل مباشر على جودة النوم والاستقرار النفسي مما يجعل الشخص يعاني من اضطرابات أثناء نومه وبالتالي ينعكس ذلك على يومه وشعوره بالراحة ومن أبرز العوامل التي قد تكون سببًا في حدوث مثل هذه الأحلام:
- بعض العقاقير الطبية المستخدمة في علاج حالات مثل أمراض القلب وارتفاع ضغط الدم والسكري بالإضافة إلى مضادات الاكتئاب والأدوية الخاصة بالأمراض المزمنة قد تؤثر على أنماط النوم مما يجعل الشخص أكثر عرضة لرؤية أحلام غير مريحة.
- الضغوط النفسية وكثرة التفكير مع قلة عدد ساعات النوم أو النوم المتقطع قد تتسبب في زيادة احتمالية التعرض للكوابيس حيث يكون الذهن في حالة من عدم الاستقرار وقت النوم.
- المشكلات النفسية مثل القلق والتوتر المستمر أو الشعور بالخوف بالإضافة إلى الضغوط الحياتية سواء كانت متعلقة بالعمل أو الظروف العائلية أو العلاقات العاطفية جميع هذه العوامل قد تزيد من احتمالية رؤية الأحلام المزعجة بشكل متكرر.
- اضطرابات النوم مثل انقطاع النفس أثناء النوم أو الإصابة بمتلازمة حركة الساقين اللاإرادية قد تجعل النوم غير مريح مما يؤدي إلى استيقاظ متكرر خلال الليل وبالتالي يزيد من قابلية الشخص للتعرض للأحلام المزعجة.
- اتباع بعض العادات السيئة قبل النوم مثل تناول وجبات ثقيلة في وقت متأخر من الليل قد يؤدي إلى الشعور بالتخمة وعدم الارتياح أثناء النوم مما قد يكون له تأثير مباشر على طبيعة الأحلام.
- الإكثار من شرب السوائل أو تناول كميات كبيرة من الطعام قبل الذهاب إلى الفراش قد يسبب اضطرابات في النوم نتيجة الحاجة للاستيقاظ المتكرر وهذا قد يساهم في زيادة ظهور الأحلام غير المريحة.
معرفة الأسباب المؤدية إلى رؤية الأحلام المزعجة أمر مهم ولكن من الضروري أيضًا التحصن بالأدعية والأذكار الواردة عند رؤية مثل هذه الأحلام حيث إن قراءة بعض الأدعية المأثورة قد تساهم في الشعور بالطمأنينة وتساعد في التغلب على أي مشاعر خوف أو قلق ناتجة عن هذه الأحلام كما أن التقرب من الله والاستعاذة به تعطي إحساسًا بالأمان وتقلل من تأثير هذه الأحلام على الحالة النفسية.