حين يَتأمل المسلم الكعبة المُشرفة ويُردد دعاء رؤية الكعبة، يَعيش في لحظات تقرُّب عظيمة إلى الله عز وجل وتُعد هذه اللحظة واحدة من أجمل اللحظات التي يمكن أن يَحظى بها الإنسان عند زيارته للمسجد الحرام، سواء كان حاجًا أو معتمرًا وذلك لأن مجرد مشاهدة الكعبة المُشرفة ولمسها باليد يُجسد معنىً عميقًا ورمزًا يدُل على التواضع والروحانية التي يطمح إليها كل مُسلم حيث إن زيارة بيت الله الحرام تحمل في طياتها رغبة قوية في أداء فريضة الحج التي تُعد الركن الخامس من أركان الإسلام، وهذه الزيارة تُعبّر عن الخضوع الكامل والتوجه الصادق نحو الله سبحانه وتعالى حين ينطلق المسلم في هذه الرحلة بنية صادقة ومخلصة للعبادة وخالية من الرياء، يُبارك الله هذه الخطوات ويمنحه مغفرته ويصفح عن ذنوبه فتَتحول هذه الرحلة إلى تجربة إيمانية عميقة لا تقتصر على الجسد فقط بل تمتد لتشمل الروح التي تتشبع بالنقاء والسكينة المَملوءة بالرحمة والبركة.
أدعية مستحبة عند رؤية الكعبة
الحج يُعَد من أعظم العبادات التي يسعى المسلم لأدائها لما فيها من تطهير للنفس وتكفير للذنوب وقربة من الله سبحانه وتعالى فهو عبادة يتمنى كل مسلم أن يختتم بها أيام حياته لما تحمله من أجر عظيم وفرصة لتجديد العهد مع الله عز وجل ومن النِّعَم التي يُكْرِم الله بها عباده أن يُتيح لهم زيارة بيته الحرام للقيام بمناسك الحج والعمرة أكثر من مرة حيث يجد العبد في ذلك فرصة عظيمة للدعاء بما يشاء فيما يخص دنياه وآخرته وتكون لحظة النظر للكعبة المشرفة من أكثر اللحظات تأثيرًا في النفوس إذ تُشْهَد فيها الأدعية التي تحمل أعمق الأمنيات والرغبات القلبية ومن أعظم الأدعية التي يُمكن أن تُقال عند رؤية الكعبة المشرفة هي كالتالي:
- اللهم حرمنا على النار، اللهم هذا حرمك وأمَنك فاجعلني يا الله من عبادك المؤمنين الذين حرَّمت أجسادهم على النار وأمَّنتهم من عذابك يوم القيامة، واجعلني يا الله من أوليائك المُقَرَّبين والمطيعين لأوامرك، اللهم أنت السلام ومنك السلام فنسألك يا رب أن تُحيينا وتُمتعنا بسلامك ورحمتك.
- اللهم زد البيت تشريفًا اللهم بارك في هذا البيت الحرام وزدهُ تعظيمًا وتشريفًا وقداسةً، اللهم زِد من الفضل والبركة لكل من حجَّهُ أو اعتمره وأكرِمهم بالخير والبر والسعادة في الدنيا والآخرة.
- اللهم افتح لي أبواب رحمتك، اللهم اجعل بَرَكاتِك وأبواب رحمتك مفتوحة لي في كل وقت ونجني يا الله من وساوس الشياطين وأعذني بعظيم قُدرتك وسلطانك من كل سوء، اللهم إني أعوذ بك من شر الشيطان الرجيم ومن كل ما يعترض سبيلي.
أفضل الأدعية المأثورة عند الكعبة
فرض الله تعالى على المسلمين فريضة الحج لمن تتوفر لديه القدرة المادية والصحية التي تؤهله لأداء هذه العبادة العظيمة في الأراضي المقدسة وتلك نعمة عظيمة ينالها من اختصهم الله بكرمه لزيارة بيته العتيق وخاصة إذا توجه الحاج إلى بيت الله الحرام بنية خالصة وقلب مملوء بالإيمان والصدق ابتغاء رضا الله وحده بعيدًا عن أي رياء أو تصنع وعند رؤية الكعبة لأول مرة في حياة المسلم يستحب أن يتوجه إلى الله بالدعاء بأخلص الكلمات وأكثرها تضرعًا فيمكنه أن يدعو بأدعية مأثورة لها أثر عظيم وبركة كبيرة تشمل ما يلي:
- لا إله إلا الله وحده لا شريك له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير أعوذ برب البيت من الكفر والفقر ومن عذاب القبر وضيق الصدر وصلي اللهم وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
- اللهم إن هذا الحرم قد جعلته حرمًا شريفًا وهذا البلد قد جعلته بلدًا آمنًا وأمنك قد أحاط بعبادك وهذا العبد هو عبدك الضعيف الذي أتيتك من أرض بعيدة حاملًا ذنوبًا ثقلت كاهله وفائدًا من تقصير أعماله أسألك برحمتك التي وسعت كل شيء وبعفوك الذي يغلب عدلك أن تقبلني عندك برضاك وتفتح لي أبواب مغفرتك وترزقني دخول جنة الفردوس برحمتك يا أرحم الراحمين.
- اللهم إني أدعوك بأسمائك الحسنى وبصفاتك العلى وبكل اسم هو لك سميت به نفسك أو أنزلته في كتابك أو علمته أحدًا من خلقك أو استأثرت به في علم الغيب عندك أن تجعلني من عبادك الراضين عنك يوم القيامة وترزقني الفردوس الأعلى من الجنة وتحشرني مع النبيين والصديقين والشهداء والصالحين برحمتك يا ذا الفضل العظيم والجلال والإكرام.
أدعية يُرجى استجابتها في الحرم المكي
يحرص كل مسلم على استغلال فرصة وجوده في الحرم المكي بالدعاء والتضرع إلى الله سبحانه وتعالى بقلب يملؤه الأمل والرجاء بأن يتقبل منه وأن يمنحه الخير الذي يتمناه حيث إن هذا المكان الطاهر يمتاز بقدسيته العظيمة عند الله عز وجل ولذلك فإن الدعاء فيه يحمل قيمة عظيمة كما أن المسلم الذي يتوجه قلبه نحو الكعبة المشرفة تكون ثقته بالله كبيرة بأن يستجيب لدعائه ومن أول اللحظات التي يشهد فيها المسلم الكعبة يقدم هذا الدعاء:
- اللَّهُمَّ إن هذا حَرَمُكَ وحَرَمُ نَبِيِّكَ فاحفظني من النار وحرّم لَحْمي ودمي وعظْمي على نار جهنم يا أرحم الراحمين أَدْعُوكَ وحدك لا شريك لك وأنت الرحمن الرحيم أصلي وأسلم وأبارك على نبينا محمد اللهم اجعلني من عبادك الذين تفتح لهم أبواب الخير في هذا المكان المبارك.
- اللهم ارزقني إيمانًا يجعل قلبي مفعمًا باليقين ويمتلئ به كل جزء من جسدي وأمنحني يقينًا يعينني على تحمل ما قَدرته لي واجعل رضاك غايتي في الدنيا والآخرة وأنت يا رَبِّ مُتَوَلِّي كل أمري اجعلني دائمًا من عبادك المُسْلِمين وأذن لي بنهاية حسنة فأكون من صالحي عبادك الذين تجمعهم في جناتك مع الأبرار والصالحين.
- اللَّهُمَّ يا ذا الفضل العظيم والمنّة الكبيرة يا كريم العطاء والجود يا من شرفت بيتك الحرام وأكرمت عبادك بزيارته أكرمني برضاك وقبول أعمالي ولا تجعلني من أهل الخيبة والخسارة اجعل لي الخير في دنيتي وآخرتي فأنت الكريم الذي لا يضيع من طرق بابه واستعان به.
- اللهم يا من تقترب القلوب لك في هذا المكان الشريف أسألك أن تنير قلبي وتبعدني عن ظلام الفتن والمغريات رَبِّي اجعلني قويًا أمام وساوس الشيطان ومكره وارزقني الثبات على دينك واجعلني من عبادك الذين تنجيهم من عذاب الدنيا والآخرة واكتب لي مغفرتك ورحمتك الواسعة.
أدعية للحصول على القبول بجانب الكعبة
عندما يرى المسلم الكعبة لأول مرة ينبغي له أن يُردد دعاء رؤية الكعبة لينقل شكراً عميقاً لله ويعبر عن فرحته الكبيرة برؤية البيت الحرام، حيث يُعتبر الحج فرصة عظيمة تأتي لتطهر النفس وتزيد القلب قربًا إلى الله وتقويه روحياً ليعود المسلم بعدها نقيًا كما وُلد من جديد، ولا أعظم من الوقوف على جبل عرفات حيث ينادي المسلم “لبيك اللهم لبيك” بروحٍ ملؤها الخشوع والثقة ليستشعر الرد الإلهي “لبيك وسعديك”، وفي بيت الله الحرام تُجاب الدعوات بإذن الله ومن أجمل الأدعية التي يمكن أن يدعو بها المسلم عند الكعبة:
- يا الله نحن هنا في بيتك الحرام جئنا طالبين مغفرتك وعفوك، نسألك يا رب أن تغفر لنا ذنوبنا وتمحو عنا خطايانا وتجعلنا من عبادك المتقين الذين وعدتهم بجنات النعيم، يا رب اجعل لنا في هذا المكان المبارك خيرًا ورحمة.
- اللهم إن هذا بيتك ونحن عبادك ربي أنت الذي سخرت لي الأسباب وبلغتني نعمك ويسرت لي زيارة بيتك الحرام وأعنتني على أداء مناسك الحج، اللهم تجاوز عن تقصيري وارزقني عفوك ورحمتك واملأ قلبي خشوعًا وطمأنينة.
- يا الله يا رب السماوات والأرض ورب البيت الحرام، امنحني الصحة والعافية في جسدي وثبتني على دينك، ربي اجعل خاتمتي حسنة وبارك لي في حياتي ووفقني لطاعتك وكرمني برحمة في الدنيا ونعيم في الآخرة، يا أرحم الراحمين.
- يا نور السماوات والأرض ورب الكعبة الشريفة، اغفر لي خطاياي وذنوبي واجعلني من عبادك الصالحين الذين تشملهم برحمتك ورضاك، اللهم أكرمني بدوام القرب منك وتقبل دعائي إنك أنت العفو الكريم.
الأدعية المستحبة بجوار الكعبة المشرفة
الحج هو من أعظم الفرائض التي يؤديها المسلم بقلب مليء بالإيمان والخشوع حيث يمر بأركان متعددة مثل الإحرام والطواف حول الكعبة والسعي بين جبلي الصفا والمروة والوقوف في عرفة وكل هذا يستوجب من المسلم أن يحمل نية خالصة لله عز وجل وقلبًا طاهرًا نظيفًا من الحقد والبغضاء ويحرص أن يكون قُربه من المولى عز وجل نابعًا من رجائه في رحمته وطلبه لرضاه ومن أجمل ما يقوم به المسلم عند رؤية الكعبة أول مرة هو التوجه بالدعاء إلى الله تعالى والأدعية المستحبة كالتالي:
- أعوذ بالله العظيم وبوجهه الكريم وسلطانه القديم من الشيطان الرجيم الحمد لله اللهم صل وسلم على محمد وعلى آل محمد اللهم اغفر لي ذنوبي وافتح لي أبواب رحمتك.
- اللهم إني وقفت ببابك تائبًا ومستغفرًا اللهم لا تحرمني خير ما عندك بسبب شرور نفسي اللهم طهر قلبي من الأحقاد ونقِّ نفسي وروحي من كل سوء اللهم كف عني الحسد والحقد واجعلني ممن يسيرون على درب الحق في كل زمان ومكان.
- اللهم في مقامك المقدس هذا أسألك تمام العافية وأسألك أن تصرف عني سوء القضاء وتكتبني من عبادك الراشدين الذين يسلكون سبيل الهدى وتجمعني بالصالحين الهادين المهديين الذين منحتهم الرضا والقبول في الدنيا والآخرة.
- اللهم اجعل في قلبي نورًا وفي لساني نورًا واجعل في سمعي نورًا وفي بصري نورًا ومن خلفي نورًا وأمامي نورًا ومن فوقي نورًا ومن تحتي نورًا اللهم ارزقني نورًا يهدي حياتي ويرشدني إلى طريق الخير ويرزقني الفلاح في الدنيا والآخرة.
الأصول والضوابط الشرعية لزيارة بيت الله الحرام
من الأمور المستحبة للمسلم عند رؤية الكعبة أول مرة أن يُردد دعاء رؤية الكعبة بخشوع وإخلاص وينبغي له التقيّد بالآداب الشرعية التي ينبغي مراعاتها أثناء التواجد في هذا البيت المقدس لما له من تعظيم ومكانة عند الله ولذا يجب مراعاة النقاط الآتية:
- الدخول بالقدم اليمنى: يستحب للمسلم أن يدخل المسجد الحرام مستخدمًا قدمه اليمنى ويُنصَح بالامتناع عن تناول أي أطعمة تحمل روائح قوية قبل دخول المسجد حرصًا على احترام هذا المكان المقدس وحفاظًا على قدسيته وراحته.
- أداء التحية والهدوء: يسنّ للمسلم أن يؤدي ركعتي تحية المسجد عند دخوله للمسجد الحرام وعليه أن يحرص على الالتزام بالسكينة وخفض الصوت خلال وجوده في المسجد مع الحرص على عدم إزعاج الآخرين أو الدخول في خلافات قد تنعكس سلبًا على أجواء هذه العبادة الجليلة.
- الإكثار من العبادات: يجب على المسلم أن يستغل وجوده في الحرم للإكثار من الطاعات مثل قراءة القرآن الكريم والحرص على الدعاء الصادق الخالص لما يريد تحقيقه حيث إن الأجر في المسجد الحرام يُضاعف ويُجزى عنه الإنسان بأجر عظيم لا يمكن وصفه.
- الابتعاد عن المحرمات: على المسلم أن يلتزم بتجنب المعاصي والذنوب أثناء تواجده في الحرم الشريف ومنها الغيبة والنميمة أو التفوه بكلمات لا تناسب قدسية هذا المكان مع اجتناب أي تصرف قد يخل بجلال هذا المكان المبارك.
- تفادي الزحام: ينبغي للمسلم أن يكون حريصًا على سلامته وسلامة الآخرين من خلال تجنب أماكن الازدحام الشديد خاصة عند الحجر الأسود، وذلك لتفادي أي إصابة أو أذى قد يُصيب أحدًا عن غير قصد مما قد يُفسد الأجواء الروحانية لهذه الزيارة.
إن الدعاء عند رؤية الكعبة لأول مرة يمثل سنة نبوية عظيمة ينبغي الحرص عليها فهي لحظة تفيض بالمشاعر الإيمانية الجياشة وتمثل فرصة لتحقيق القرب من الله والتماس رحمته حيث يُكتب لمن زار هذه الأماكن المقدسة شرف عظيم يتمناه قلب كل مسلم لما لذلك من دور في تهذيب النفس وتطهير القلب واستشعار السكينة. ولإضفاء البركة على الزيارة، يُوصى بالالتزام بآداب المسجد الحرام كالدخول بالقدم اليمنى مع مراعاة خفض الصوت احترامًا لهيبة المكان والاجتهاد في الدعاء والإكثار من الأعمال الصالحة والتضرع لله مع الحرص على عدم التسبب بأي أذى للآخرين عند الزحام مما يعزز أجواء الطاعة والطمأنينة في هذا المكان الطاهر.
