دعاء دخول المنزل والخروج من المنزل مكتوب

الدعاء عند دخول البيت أو الخروج منه هو من الأدعية الواردة في السنة النبوية الشريفة والتي تعكس اهتمام الإسلام الشامل بكل تفاصيل حياة المسلم حيث ترك له دعاءً يُعينه على تحقيق البركة والخير ويحميه من الشرور في الدنيا ويضاعف أجره في الآخرة عند دخول المسلم إلى بيته يُستحب أن يقول دعاءً يهيئ الأجواء للبركة والسكينة ويُبعد الشياطين عن المنزل ليبقى بعيدًا عن الأذى وليكون بيتًا عامرًا بالذكر والطمأنينة، أما عند الخروج من البيت فيوصى بقول دعاء يكل المسلم فيه أمره لله عز وجل داعيًا إياه بأن يحفظه من كل سوء ويقيه من المخاطر وييسر له أبواب الخير ويعينه في قضاء حوائجه ويبارك في خطاه بتوكله على الله الذي هو خير حافظ وأكرم وكيل.

أدعية دخول المنزل من كتاب حصن المسلم

دعاء دخول المنزل يعد من الأدعية المأثورة في السنة النبوية الشريفة التي حث النبي -صلى الله عليه وسلم- المسلمين على الالتزام بها حرصًا على تحقيق البركة واستجلاب الحماية في البيوت وقد يغفل البعض عن أهمية هذا الدعاء الذي يعكس ذكر الله والاعتماد عليه في كل الأوقات مما يجعل البيوت عامرة بالخير والإيمان.

وفي حديث شريف ورد عن طريق شريح بن عبيد عن أبي مالك الأشعري جاء فيه النبي -صلى الله عليه وسلم-:

  • «إذا ولج الرجل بيته فليقل: (اللهم إني أسألك خير المولج وخير المخرج، بسم الله ولجنا وبسم الله خرجنا وعلى الله ربنا توكلنا). ثم يسلم على أهله» حيث يعبر هذا الدعاء عن التسليم لله بالدخول والخروج من المنزل مع طلب الخير فيهما واستحضار اسم الله كحماية وتوكل صادق يعتمد عليه المسلم في كافة شؤون حياته اليومية.
  • اللهم إني أسألك خير المولج وخير المخرج، بسم الله ولجنا وبسم الله خرجنا وعلى الله ربنا توكلنا، تتجلى في هذه الكلمات العميقة تذكيرٌ للمسلم بضرورة التوكل والاعتماد على الله في كل حركة أو خطوة داخل بيته أو خارجه ويتحقق من خلالها الخير والبركة لأفراد المنزل وفق السنة النبوية الثابتة التي تحمل عظات بالغة في تعزيز روح المودة والمحبة داخل البيت المسلم.

دعاء دخول المنزل الجديد وأهميته

دُعاءُ دخول المنزل يُعَدُّ من الأدعيةِ المهمةِ التي يُستحبُّ للمسلم أن يَحرِصَ على تِكرارها عند دخوله أي بيت سواء كان هذا البيت منزله الخاص أو بيتاً آخر يقصده لزيارةٍ أو إقامةٍ مؤقتة يقول المسلم: “اللهم إني أسألك خير المَولج وخير المخرج…” وهذا الدُّعاء يُردد في كُلِّ مرةٍ يدخل فيها الإنسان بيته أو أي مسكن آخر لأنه يجلب البركة ويحفظ الإنسان من الشرور بفضل الله سبحانه وتعالى ومع ذلك هناك أدعيةٌ إضافيةٌ خاصةٌ يمكن قولها.

من بين هذه الأدعية دُعاءُ دخول المنزل الجديد الذي يُردد خصيصاً عندما ينقل المسلم إلى بيت جديد لأول مرة أو حتى عند دخوله مكاناً جديداً للسكن المؤقت كالسفر أو الإقامة لظرف معين وهذا الدعاء يُعبر عن التوكل على الله سبحانه وتعالى والالتجاء إليه طلباً للحماية والسلامة من المخاطر التي قد تواجه الإنسان في مسكنه الجديد.

  • جاء في حديثٍ صحيح عن خولة بنت حكيم -رضي الله عنها- أنها قالت: سمعت النبي -صلى الله عليه وسلم- يقول: «من نَزَلَ مَنزِلاً ثُمَّ قال: (أعوذُ بكلماتِ الله التامات من شرِّ ما خلق) لم يَضُرَّه شيءٌ سواء كان ضرراً من الإنسان أو من سائر المخلوقات» وهذا الحديث يُبرز الأهمية الكبيرة لهذا الدعاء في تحصين الإنسان من الشرور وحوادث الأذى.
  • الدعاء هو: أعوذ بكلماتِ الله التَّامات من شرِّ ما خَلَق.

ولتوضيح أكبر حول هذا الدعاء ودلالاته يُمكنك الرجوع إلى صورةٍ مرجعيةٍ تحمل الدعاء المكتوب:

مكانة دعاء المسلم وأثره

مكانة الدعاءِ وأَثرهُ في حياة المسلم تُعدُّ عظيمة لكونِ الدعاء هو الوسيلةُ الأبرز التي تربطُ العبدَ بخالِقه جلَّ وعلا، وهو الطريق الذي يفتحُ أمام المسلم أبوابَ الخير والبركة والرحمة وهنا نستعرضُ بعض الفضائل التي تزيدُ من إدراكنا لقيمةِ الدعاء وأهميته في حياةِ المسلم:

  • الدعاء يُعدُّ سببًا من الأسباب التي يزيد بها أجر المسلم وتُضاعف ثواب أعماله لأنه يُظهر من خلاله صدقَ توكُّله واعتماده على الله وحده، وهو القريب المُجيب.
  • يعمل الدعاء على دفع المسلم للتقرب أكثر إلى الله من خلال الإقبال على الطاعات والالتزام بما أمر به الله عزَّ وجلَّ، كما يساعده على الابتعاد عن أفعال المعاصي والمحرمات ويحفظه على الطريق المستقيم.
  • يُعمِّق الدعاء العلاقة القلبية بين العبد وربِّه فيشعر المسلم أنه دائمًا في معية الله، ومهما تغيَّرت أحواله أو اشتدت عليه المواقف فإنه يستطيع أن يطلب العون والراحة ويطرح حاجاته بين يدي خالقه.
  • الدعاء له دور فاعل في إزالة الكروب وإراحة النفوس من الهموم، فيُخفِّف عن المسلم كدرَ حياته بفضل يقينه وتوكله على قدرة الله في تحقيق ما يتمنى وفي تغيير الأقدار إلى الأفضل.
  • يُعدُّ الدعاء درعًا عظيمًا يحمي به المسلم نفسه من الابتلاءات والمخاطر التي قد تواجهه، وهو سببٌ لرفع البلاء وتبديل القَدر السيئ إلى ما فيه الخير لأن الدعاء يُمثل أمانًا ورحمة من رب العالمين لعباده.

تحقيق صحة حديث دخول المنزل

جاءت العديد من الأذكار المتعلقة بدخول المنزل والخروج منه، والتي قد تم التطرق إلى بعضها مسبقًا ومن بين هذه الأذكار وردت أحاديث متعددة دارت حولها مناقشات بشأن صحتها ومدى إمكانية الأخذ بها لذا سيتم توضيح حكم كل حديث بناءً على أقوال العلماء وآرائهم لتقديم تصور واضح يمكن العمل به.

  • حكم حديث: «إذا ولج الرجل بيته. فليقل: (اللهم إني أسألك خير المولج، وخير المخرج… )».
  • ضعف الحديث: تم تبيان أن هذا الحديث يُعد من الأحاديث الضعيفة نظرًا لوجود انقطاع في سلسلة الرواية حيث يتبين الانقطاع بين رواية شريح بن عبيد عن أبي مالك الأشعري -رضي الله عنه- وسبق للشيخ الألباني -رحمه الله- تصحيح الحديث برقم (225) ولكنه عاد لاحقًا وقام بتضعيفه إثر اكتشاف هذا الانقطاع ومع ذلك نجد أن العلامة ابن باز -رحمه الله- قام بتحسين الحديث كما ورد في فتاويه (35/26).

واستنادًا لما قدمه العلماء كابن باز -رحمه الله- ممن قاموا بتحسين الحديث فإن العمل به لا يُعد مخالفة شرعية ولا ينبغي الإنكار على من أخذ به إذ يعود ذلك إلى أن تقييم صحة الأحاديث يُعد من مسائل الاجتهاد ومع كون الحديث مرجحًا لضعفه فإن محتواه يحث على ذكر الله عند دخول المنزل وهذا يتماشى مع المبادئ العامة للشريعة الإسلامية التي تدعو دائمًا لتعظيم ذكر الله في كل وقت وخاصة داخل المنازل لهذا نجد أن هناك إجازة عند بعض العلماء للأخذ بمثل هذا الحديث باعتباره يتناسق مع روح الشريعة وأهدافها العامة خاصة وأنه يحث على سنة حسنة قائمة على تعظيم اسم الله وطلب الخير عند دخول المنزل.

  • حكم حديث: «من نزل منزلاً ثم قال: (أعوذ بكلمات الله التامات…) ».
  • حديث صحيح: تم الاتفاق على صحة هذا الحديث وتم ذكره في صحيح مسلم برقم (2708) وكذلك في صحيح الجامع برقم (6567) ونظرًا لقوة سنده فقد أُجمع العلماء على استحباب العمل به لذا يُوصى بترديده عند النزول في أي منزل سواء كان مسكنًا دائمًا أو مكان إقامة مؤقتًا حيث إن الحديث يحمل دعاء عظيمًا للحماية والتعوذ بكلمات الله الكاملة من كل شر وسوء.

فضائل دعاء دخول المنزل

تحمل السنة النبوية الكثير من الأدعية التي تُضفي على حياة المسلم السكينة والخير وتزيد من البركة ومن بين هذه الأدعية دعاء دخول المنزل والخروج منه وهو من الأدعية التي تحمل معاني عميقة في تحقيق رضا الله تعالى ونزول البركة على أهل البيت وحمايته من عبث الشياطين وقد جاء ذكر فضل هذا الدعاء في أحاديث النبي الكريم -صلى الله عليه وسلم- حيث تُوضح هذه الأحاديث أهميته وتُبرز أثره في حياة المسلم اليومية.

وقد أكدت الأحاديث النبوية ضرورة ذكر الله -عز وجل- عند دخول المنزل:

  • عن جابر بن عبد الله -رضي الله عنه- ورد في حديث صحيح رواه مسلم أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: «إذا دخل الرجل بيته فذكر الله عند دخوله، وعند طعامه، قال الشيطان: (لا مبيت لكم ولا عشاء) وإذا دخل فلم يذكر الله عند دخوله قال الشيطان: أدركتم المبيت. فإذا لم يذكر الله عند طعامه قال: أدركتم المبيت والعشاء» وهذا الحديث يُظهر أهمية ذكر الله عند دخول المنزل لأنه يطرد الشياطين ويحجب شرهم عن أهل البيت ويُعين على تحصين المكان من تأثيرهم.
  • وقد ورد عن أنس بن مالك -رضي الله عنه- في حديث آخر رواه الترمذي وصححه الألباني أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: «يا بني، إذا دخلت على أهلك فسلم! (يكون بركة عليك وعلى أهل بيتك)» ومن هنا يتبين أن إلقاء السلام عند دخول المنزل يُسهم في نشر البركة والطمأنينة بين أفراد الأسرة ويُعزز مشاعر المودة والمحبة داخل البيت.

لا تقتصر هذه الأدعية على كونها ألفاظ تقال عند الدخول والخروج بل هي انعكاس لالتزام المسلم وتعظيمه لتعاليم دينه وتوكله على الله في كل تفاصيل حياته اليومية فهي جزء من أخلاقيات المسلم التي تجسد العلاقة الروحية بينه وبين الله وتُعمّق الشعور بالتقوى والطمأنينة في النفوس.

تقديم شرح مفصل لدعاء دخول المنزل

لفهم المعاني العميقة التي تحملها أذكار دخول المنزل ودلالاتها الروحية نستعرض شرحًا تفصيليًا لـدعاء دخول المنزل كي تكون الصورة أكثر وضوحًا وتعزز إدراكنا لمعاني هذا الدعاء ودوره في حياتنا اليومية.

  • اللهم إني أسألك خير المولج وخير المخرج بسم الله ولجنا، وبسم الله خرجنا، وعلى الله ربنا توكلنا.
  • اللهم إني أسألك خير المولج وخير المخرج: تشير كلمة “المولج” إلى المدخل ويتضرع العبد في هذا الدعاء إلى الله بأن يجعل كل خطوة من خطوات دخوله وخروجه مليئة بالخيرات والبركات كما يطلب من الله الحماية من الشرور الظاهرة والباطنة التي قد تواجهه في حياته اليومية سواء في منزله أو خارجه فالدعاء يعكس طلب العبد للأمان والسلامة في كل لحظاته.
  • بسم الله ولجنا، وبسم الله خرجنا: يُبرز ذكر اسم الله في هذا الجزء من الدعاء أهمية البسملة في حياة المسلم فهي تذكر الشيطان بضعفه وتحصن النفس من الأذى وهذا الذكر يعبر عن استعانة العبد بالله ليبارك خطواته ويحميه من المخاطر عندما يذكر الإنسان اسم الله عند دخوله وخروجه فإنه بذلك يُدخِل البركة إلى الأماكن التي يطأها ويمنع عنها شرور الشياطين مما يجعله في مأمن من الشرور التي قد تكون خفية أو ظاهرة.
  • وعلى الله ربنا توكلنا: يعكس هذا المقطع مدى الإيمان الراسخ بأن الله هو الملجأ والمستعان في كل أمر وتذكرنا هذه العبارة العميقة بالآية الكريمة في سورة التوبة: “قُل لَّن يُصِيبَنَا إِلَّا مَا كَتَبَ اللَّهُ لَنَا هُوَ مَوْلَانَا ۚ وَعَلَى اللَّهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُؤْمِنُونَ” حيث إن الدعاء هنا يربط الإيمان بالتطبيق العملي من خلال التوكل الكامل على الله والثقة بحكمته المطلقة في كل أمورنا.
  • أعوذ بكلمات الله التامات من شر ما خلق.
  • أعوذ بكلمات الله التامات: تُظهر هذه الجملة جمال وكمال كلمات الله التي تحمل قدرة لا يمكن لأي قوة أن تقف ضدها وهنا يسأل العبد الحماية بشمولية كلمات الله التي تضم أسماءه الحسنى وصفاته العليا من قرآن وأدعية معصومة من أي نقصان فهي تعبر عن الكمال الإلهي التام هذا الالتجاء يعكس إيمانًا راسخًا أن الحماية الحقيقية لا تكون إلا بكلمات الله التي هي مصدر لكل خير ورحمة.
  • من شر ما خلق: يُظهر هذا الجزء شمولية الدعاء حيث يدعو المؤمن الله ليحميه من كل الشرور والمصاعب التي قد تأتي من أي مخلوق كان سواء كان من جنس البشر أو من الحيوانات أو حتى الكائنات غير المرئية كالجن والشياطين كما تمتد هذه الحماية لتشمل الوقاية حتى من النفس التي قد تكون سببًا في أذى صاحبها إذا لم تُوجَّه بالهداية ليكون الدعاء طلبًا شاملًا للأمن والسلامة من كل ما قد يُسبب الضرر أو الأذى.

أدعية الخروج من المنزل وفق كتاب حصن المسلم

دعاء الخروج من المنزل حصن المسلم هو من الأدعية المأخوذة من السنة النبوية الشريفة التي تُعين الإنسان على التحصين من أي مكروه قد يواجهه أثناء خروجه من المنزل لأي غرض سواء كان لقضاء حاجة أو للسفر أو لأي أمر آخر والمواظبة على هذا الدعاء تُعد من السنن المهمة التي تغرس الأمان والطمأنينة في حياة المسلم وقد وردت هذه الأدعية عن النبي صلى الله عليه وسلم بنصوص واضحة كما هو موضّح في الأحاديث الصحيحة.

  • ذكرت أم سلمة رضي الله عنها أن النبي صلى الله عليه وسلم لم يكن يغادر منزلها إلا ورفع بصره إلى السماء وقال: «اللهم أعوذ بك أن أضل، أو أضل، أو أزل، أو أزل، أو أظلم، أو أظلم، أو أجهل، أو يجهل علي»،حيث يشير هذا الدعاء إلى تأكيد طلب الهداية من الله والقوة على تجنب الزلل والخطأ سواء كان ذلك عن وعي أو عن غفلة كما يظهر فيه الدعاء للوقاية من الظلم بكل صوره سواء كان ذلك من الإنسان نفسه أو من الآخرين والدعاء إلى الله بأن يحفظه من الجهل أو أن يتعرض له من قبل غيره.
  • ورد في حديث آخر عن أنس بن مالك رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «إذا خرج الرجل من بيته فقال: (بسم الله توكلت على الله، ولا حول ولا قوة إلا بالله)» جاء الرد ملائكياً: هُديت، وكُفيت، ووُقيت. فتبتعد عنه الشياطين واحدة تلو الأخرى ويقول أحدهم للآخر: كيف يكون لنا على رجل قد هُدي وكُفي ووُقي طريقاً؟
  • اللهم أعوذ بك أن أضل أو أضل أو أزل، أو أزل أو أظلم أو أظلم أو أجهل أو يجهل علي، يعبر هذا الدعاء عن حاجة المسلم إلى طلب العون من الله في كل خطوة يخطوها وفي حماية نفسه من الوقوع في أي خطأ قد يسبب الأذى له أو للآخرين بقصد أو دون قصد فهو ملاذ لتحقيق الطمأنينة والابتعاد عن كل ما قد يسبب الأذى بأي شكل.
  • بسم الله توكلت على الله، ولا حول ولا قوة إلا بالله يحمل هذا الدعاء المعنى الكبير للتوكل على الله سبحانه وتعالى وهو تذكير مستمر بأن النجاح والقوة والعمل الصالح يكونون جميعاً بيد الله وحده وأن كل تقدم أو إنجاز أو حماية من الله فلا يُمكن للإنسان أن يعتمد على قوته الذاتية وحدها بل على عناية المولى ورحمته.

التحقق من صحة حديث دعاء الخروج من المنزل

كما أشرنا سابقًا بخصوص التحقق من صحة الأحاديث المتعلقة بدعاء دخول المنزل وما أوردناه من أن بعضها صحيح وبعضها ضعيف سنقوم هنا بعرض صحة الأحاديث المتعلقة بدعاء الخروج من المنزل استنادًا إلى المصادر والتخريجات الموثوقة والتفاصيل كالتالي:

  • التحقق من صحة حديث: «اللهم أعوذ بك أن أضل، أو أُضل، أو أزل، أو أُزل…»:
  • التحقق من صحة حديث: «بسم الله، توكلت على الله، ولا حول ولا قوة إلا بالله…»:
  • الراوي: أم سلمة -رضي الله عنها- وهي إحدى أمهات المؤمنين وزوجات النبي صلى الله عليه وسلم ومن الصحابيات اللواتي أثرت السنة النبوية بنقلها للأحاديث عن رسول الله.
  • المحدث: الشيخ عبد العزيز بن باز أحد الأئمة الكبار في مجال الشريعة الإسلامية المعروف برؤيته العلمية الدقيقة في دراسة الأحاديث وتحقيقها واعتمادها.
  • المصدر: مجموعة فتاوى ابن باز (26/36) الذي يضم في طياته خلاصة توجيهات الشيخ بشأن مواضيع متعددة ومهمة.
  • التخريج: الحديث أورده الإمام أبو داود في سننه برقم (5094) والترمذي برقم (3427) والنسائي برقم (5486) وابن ماجه برقم (3884) وأحمد في مسنده برقم (26616) مع وجود اختلاف يسير في الألفاظ وتم ذكره أيضًا من خلال ابن عساكر ضمن معجم الشيوخ برقم (586) واللفظ المذكور عاد إليه.
  • حكم الحديث: الحديث صحيح ومعتمد من حيث الإسناد والمحتوى ويمكن استخدامه كدعاء يُقال عند الخروج من المنزل.
  • الراوي: أنس بن مالك -رضي الله عنه- الذي عُرف بملازمته للنبي صلى الله عليه وسلم وخدمته له منذ صغره وحفظ عنه تفاصيل كثيرة من سنته وأحاديثه.
  • المحدث: شعيب الأرناؤوط وهو من أبرز العلماء المحققين في دراسة السند وتحقيق النصوص الحديثية بمنهجية تعتمد على الدقة والتوثيق.
  • المصدر: الحديث ورد في تخريج سنن أبي داود برقم (5095) وهو من المصادر التي تُعتمد بشكل كبير في دراسة الحديث ضمن الصحاح والسنن.
  • حكم الحديث: الحديث حُكم عليه بأنه حسن بشواهده مما يعني أنه يُعتمد في الدعاء وصحته مدعومة بإسنادٍ له روايات متعددة تثبته.

أهمية فضل دعاء الخروج من المنزل

لدعاء الخروج من المنزل فضل وأهمية عظيمة حيث إنه يُعتبر صلة مباشرة تربط بين العبد وربه ويمنح الإنسان إطارًا من الطمأنينة والسكينة ويحميه من الشرور والمخاطر التي قد تواجهه أثناء خروجه من بيته ومنها:

  • عندما يلتزم الإنسان بقول دعاء الخروج فإنه يُظهر اعتمادًا تامًا على الله وطلبًا منه للعون والحماية من جميع الشرور والمصاعب التي قد تكون في طريقه مما يزيد من ثقته أن الله سبحانه وتعالى معه في كل مكان وفي كل خطوة يسيرها.
  • الشخص الذي يُداوم على هذا الدعاء ينال رعاية الله وحفظه منذ لحظة مغادرته للبيت وحتى عودته إليه فهو دائمًا في معية الله التي ترافقه وتحميه من كل مكروه ومن أي سوء قد يصادفه طوال يومه.
  • يُحصن هذا الدعاء القلب والنفس من الشرور الداخلية مثل الوساوس أو الميل إلى ارتكاب المعاصي فهو بمثابة درع يحمي الإنسان ليس فقط من الأخطار الخارجية بل يجعله أقرب إلى الابتعاد عن الذنب وأقرب إلى طاعة الله.
  • عندما يبدأ الشخص يومه بالتسمية والاستعانة بالله من خلال هذا الدعاء يتيسر له أموره ويجد البركة في خطواته وكل ما يخطط لإنجازه يتم دون عقبات فقد كُتبت له السداد والتوفيق من الله.
  • في حال لم يُكتب للإنسان الرجوع إلى بيته مرة أخرى لأنه توفي فإنه يكون قد عاش لحظاته الأخيرة في حفظ الله ولأن دعاءه كان بمثابة تفويض أمره لله فإنه يكون أقرب للجنة لأن آخر أعماله تضمنت ارتباطًا عميقًا بالله وثقة مطلقة في رعايته.

توضيح وَ شرح دعاء الخروج من المنزل

يتكرر في حياة المسلمين اليومية دعاء “بِسْمِ اللهِ تَوَكَّلْتُ عَلَى اللَّهِ، لاَ حَوْلَ وَلاَ قُوَّةَ إِلاَّ بِاللهِ” الذي يحمل في طياته الكثير من معاني التوكل والاعتماد على الله حيث تبدأ بالتسمية واختيار الاعتماد الكامل على الله مع استشعار العجز البشري وطلب القوة من الله في كل الشؤون وهو يعكس الإخلاص لله والثقة الكاملة في حمايته ورعايته بالإضافة إلى ذلك نجد دعاءً آخر يقال عند الخروج من المنزل، وهو “اللَّهُمَّ أَعُوذُ بِكَ أَنْ أَضِلَّ أَوْ أُضَلَّ، أَوْ أَزِلَّ أَوْ أُزَلَّ، أَوْ أَظْلِمَ أَوْ أُظْلَمَ، أَوْ أَجْهَلَ أَوْ يُجْهَلَ عَلَيَّ” وهذا الدعاء يحمل بين كلماته معاني جميلة وعظيمة مليئة بالخشية والتضرع مما يجعل فهمه بعمق وتأمله يساعد المسلم في إدراك قيمته والعمل به بيقين، وإليكم شرح تفصيلي لمعاني كلماته ومضمونه:

  • اللَّهُمَّ أَعُوذُ بِكَ: البداية في الدعاء بذكر لفظ الجلالة “اللهم” تعكس الخضوع الكامل لله واللجوء إليه في طلب الحماية وهذا يعبر عن الاعتراف التام بأن الله وحده هو القادر والمعين في كافة الأمور وأن المسلم يرتبط بربه دائمًا في كل حركة أو خطوة يقوم بها.
  • أَنْ أَضِلَّ أَوْ أُضَلَّ: هذا يعكس طلب المسلم من الله أن يجعله بمنأى عن الضلال الذي قد يؤدي به إلى الانحراف عن الطريق المستقيم سواء كان ذلك بسبب قرارات خاطئة أو فتنة كما يعبر عن حرصه بألا يساهم في تضليل الآخرين مما يدل على وعي المسلم بمسؤوليته تجاه نفسه وتجاه المجتمع.
  • أَوْ أَزِلَّ أَوْ أُزَلَّ: في هذه الكلمات يظهر المسلم مدى حرصه على أن يحميه الله من الزلات والأخطاء التي قد تجلب غضب الله عليه سواء بإرادته أو عن غير قصد كما يتوجه لله بالدعاء ألا يكون سببًا في زلل الآخرين بما يشير إلى إدراكه لخطورة الذنوب وما تتركه من أثر على النفس وعلاقته بربه.
  • أَوْ أَظْلِمَ أَوْ أُظْلَمَ: هذا الجزء يعبر بوضوح عن مدى خشية المسلم من الوقوع في الظلم بأي صورة من الصور سواء كان ظالمًا يتجاوز حدود الله أو مظلومًا يقع عليه الأذى من الآخرين وهذا الدعاء يكشف التزام المسلم بتحقيق العدل واتكاله على الله في نجاته من عواقب الظلم في الدنيا والآخرة.
  • أَوْ أَجْهَلَ أَوْ يُجْهَلَ عَلَيَّ: هذه الكلمات الختامية تشمل جوانب متعددة من الشرور والمعاصي التي قد تصدر عن الجهل أو عن تصرفات الآخرين الجاهلين بحقه حيث يطلب من الله أن يقيه الجهل الذي يسبب الأخطاء والمشكلات وأن يحميه من أي تصرفات أو إساءات قد تُقْدم عليه من الآخرين بما يظهر مدى حرص المسلم على التوازن الداخلي والخارجي في حياته من خلال الالتجاء الكامل إلى الله.

الشروط والآداب المتعلقة بالدعاء

الدعاء عبادة عظيمة لها شروط وآداب يجب أن يلتزم بها المسلم ليكون دعاؤه مستجابًا عند الله سبحانه وتعالى ونستعرض هنا التفاصيل المهمة المتعلقة بذلك بشيء من التوضيح والإحاطة:

  • فَيجب أن يكون الدعاء خالصًا لوجه الله سبحانه وتعالى حيث تكون النية موجهة تمامًا لله وحده دون شريك مع التركيز الكامل على طلب القرب من الله والتوكل عليه.
  • البداية في الدعاء تكون بحمد الله والثناء عليه ثم بالصلاة والسلام على النبي محمد صلى الله عليه وسلم كما يُستحب أن تختم الدعاء بنفس الطريقة كي يكون الدعاء محاطًا بالبركة والخير.
  • عندما تدعو يجب أن يكون لديك يقين داخلي قوي بإجابة الدعاء وأن الله قادر على كل شيء والثقة التامة بعظمة الله ورحمته تجعل القلب مفعمًا بالإيمان أثناء الدعاء.
  • الإلحاح في الدعاء هو من أسباب استجابة الله له لذا لا تتعجل في تحقق مطلبك لأن في الإلحاح دليل على الصبر واليقين بقدرة الله وتجنب الاستعجال لأنه قد يعني قلة التوكل على الله.
  • من المهم جدًا أن يكون قلبك حاضرًا وأنت تدعو لأن الغفلة وعدم الانتباه أثناء الدعاء تُضعف تأثيره والخشوع والخضوع أثناء الدعاء يجلبان القبول عند الله سبحانه وتعالى.
  • يُفضل أن يكون الصوت أثناء الدعاء معتدلاً بحيث لا يكون مرتفعًا بدرجة مبالغ فيها ولا منخفضًا لدرجة لا تستطيع سماع نفسك وهذا من باب التأدب مع الله عز وجل.
  • الاعتراف بين يدي الله بذنبك وخطأك والاعتراف بفضله وكرمه عليك يُعتبر من الآداب المهمة وهو سبب لجلب المزيد من الرحمة والسعة في العطاء من الله.
  • الخضوع والخشوع الكامل أثناء الدعاء مع إدراك عظمة الله ورحمته وقدرته اللامحدودة يُعين المسلم على تحقيق تواصلٍ أعمق مع الله سبحانه وتعالى.
  • يفضل أن تكون مستقبلًا القبلة عند الدعاء مع الحرص على أن تكون على طهارة فهذا من الهدي النبوي الشريف الذي يُظهر حرص الإسلام على تحقيق حالة الطهارة الظاهرية والباطنية عند التوجه لله.
  • ينبغي الحرص على أن يكون مأكلك ومشربك وملبسك من الحلال الطيب لأن الله لا يقبل الدعاء من عبدٍ يتعامل بالحرام وهذه النقطة أساسية ولا غنى عنها لضمان استجابة الدعاء.
  • احرص على اختيار الأوقات المعروفة بأنها أوقات استجابة مثل يوم عرفة والثلث الأخير من الليل ووقت نزول المطر وما بين الأذان والإقامة لأن هذه الأوقات تحمل فضلًا عظيمًا وتكون الدعوات فيها أقرب للإجابة بإذن الله.

أبرز الشروط لاستجابة الدعاء

لتحقيق استجابة الدعاء من الله عز وجل هناك مجموعة من الشروط التي ينبغي للمسلم الالتزام بها لضمان تحقيق الإجابة وهذه الشروط تتضمن:

  • أن يكون الداعي قلبه طاهراً ونقياً وأن يبتعد عن الشرور وكل ما يغضب الله سبحانه وتعالى لأن الله يحب من عباده أصحاب النوايا الصادقة والقلوب الخالية من الأحقاد والبغضاء.
  • المحافظة على أداء الصلوات الخمس في أوقاتها والالتزام بتنفيذ جميع الفروض التي أمر الله بها لأن أداء العبادات والمداومة على الطاعات تقرّب العبد من الله وتزيد من قبوله للدعاء.
  • اجتناب المعاصي والآثام وكل ما نهى الله عنه والسعي للتوبة والرجوع إلى الطريق المستقيم لأن ترك الذنوب والندم عليها يوسع فضل الله ورحمته ويزيد من فرصة استجابة الدعاء.
  • الإكثار من ذكر الله في كل الأوقات وخاصة التسبيح والتهليل لما فيه من تعظيم لله وتذكير مستمر بقدرته وعظمته مما يعزز قرب العبد من ربه ويجعل دعاءه مستجاباً.
  • المداومة على الاستغفار لأن في الاستغفار تطهير للنفس من الخطايا وغسل للذنوب وهذا يساعد في تهيئة النفس لقبول الدعاء وتحقيق الاستجابة من الله.
  • الاجتهاد في فعل الخير مثل الصدقة والعناية باحتياجات الآخرين من المحتاجين والضعفاء لأن من يكثر من الأعمال الصالحة ينال رضا الله وبركته وتتضاعف فرص الإجابة لدعائه.

إيمان محمد محمود، خريجة تكنولوجيا التعليم والمعلومات ، أعمل مدرب حاسبات ونظم، كاتبة مقالات في العديد من المواقع ، متخصصة في الأدعية والاخبار السعودية علي موقع كبسولة ، للتواصل معي capsula.sa/contact_us .

0 0 التصويت
Article Rating
الاشتراك في تنبيهات التعليقات
نبّهني عن
guest
0 تعليقات
الأقدم
الأحدث الأكثر تصويتا
التعليقات المضمنة
عرض جميع التعليقات
0
اكتب تعليقك او استفسارك وسنرد عليك في أقرب وقت بمشيئة الله تعالىx
()
x