حكم دعاء ختم القرآن الكريم في الصلاة

مع اقتراب حلول شهر رمضان المُبارك الذي يُمثل فرصة عظيمة للمُسلمين لتكثيف الطاعات من قراءة القرآن الكريم وقيام الليل وأداء صلاة التراويح، يظهر تساؤل متكرر حول مدى مشروعية الدعاء بعد ختم القرآن الكريم أثناء الصلاة وما إذا كان ذلك معمولًا به وفقًا للشريعة الإسلامية وقد بيّن العلماء أنه لا يوجد مانع شرعي من الدعاء عقب ختم القرآن خلال الصلاة، حيث يعود الأمر إلى اجتهاداتهم المستندة إلى النصوص الشرعية فمنهم من رأى أن ذلك مستحب وسنة للمسلم حيث يُعتبر هذا الوقت مباركًا ومكانًا مُهيأ للإجابة على الدعاء.

، وفي المقابل أشار بعض العلماء إلى أن الدعاء بعد ختم القرآن في الصلاة ليس مما ورد عن النبي صلى الله عليه وسلم، ولكنه في الوقت ذاته ليس محرمًا طالما أنه لا يؤثر على خشوع المُصلين أو ترتيب الصلاة، فالدُعاء بشكل عام يُعد من أعظم العبادات خاصة حين يكون في أوقات خاصة مثل صلاة التراويح وقيام الليل.

كما أوصى العلماء بضرورة الحرص على الإخلاص في الدعاء مع التركيز على اجتناب الأمور الخلافية حفاظًا على وحدة صفوف المسلمين، وأكدوا على أهمية أن يكون هدف المسلم في جميع عباداته بما فيها ختم القرآن الكريم، إخلاص النية لله سبحانه وتعالى والانتفاع من عبادة قراءة القرآن والختْم خلال الشهر الفضيل وعلى المسلم أن يستثمر الوقت في دعاء يتناسب مع احتياجاته الدنيوية والأخروية مع الحرص على الموازنة بين العبادات دون إفراط أو تفريط حيث تتحقق بذلك مصلحة الدين وتتوحد قلوب المؤمنين، مما يُضفي روح التآلف والمحبة بينهم في هذا الشهر الكريم.

بيان الحكم الشرعي لدعاء ختم القرآن

في المذهب المالكي يُعد دعاء ختم القرآن الكريم في الصلاة غير مشروع إذ لم يُنقل عن النبي صلى الله عليه وسلم ولم يكن من عمل الصحابة، ويستند المالكية في هذا الرأي إلى ما ورد عن ابن الحاج الذي نقل كلام الإمام مالك في هذا الشأن:

  • “مِن المستخرجة عن ابن القاسم، قال: سُئِلَ مالك عن الذي يقرأ القرآنَ فيختِمُه ثم يدعو؟ قال: ما سمعتُ أنَّه يدعو عند خَتْمِ القرآن، وما هو من عملِ النَّاسِ” . ((المدخل)) (2/299). ويُنظر: ((الذخيرة)) للقرافي (2/408)، ((المختصر الفقهي)) لابن عرفة (1/ 415). وقال مالكٌ:” ليس خَتْمُ القرآن في رمضان بسنَّةٍ للقيامِ”. ((المدونة الكبرى)) لسحنون (1/288).

أما الحنفية فكانت لهم وجهة نظر مشابهة توضح استنكافهم من دعاء ختم القرآن في الجماعات أو خلال شهر رمضان، إذ يرونه مكروهًا وذلك لأنه لم يُنقل عن النبي صلى الله عليه وسلم ولا عن الصحابة. وبيّن هذا الرأي بوضوح ابن مازة البخاري:

  • “يُكرَهُ الدعاء عند ختْم القرآن في شَهرِ رمضانَ، وعند خَتْمِ القرآن بجماعةٍ لأنَّ هذا لم يُنقَل عن النبيِّ عليه السلام وأصحابه، قال الفقيه أبو القاسم الصفار: لولا أنَّ أهل هذه البلدة قالوا: إنَّه يمنعنا من الدعاء، وإلَّا لَمَنَعْتهم عنه”، ((المحيط البرهاني)) (5/313).

وبالنسبة للألباني فقد عبّر عن رفضه تخصيص دعاء معين عند ختم القرآن واصفًا ذلك بالابتداع قائلاً:

  • “أنَّ التزامَ دعاءٍ مُعَيَّن بعد ختْمِ القرآن من البِدَع التي لا تجوز”. ((سلسلة الأحاديث الضعيفة)) (13/315 رقم 6135).

وفيما يتعلق برأي ابن عثيمين، فقد فصل في حكم الدعاء عند ختم القرآن داخل الصلاة وخارجها مؤكدًا على وجود تمايز واضح بين الحالتين:

  • ” إنَّ دعاءَ ختْمِ القرآن في الصلاة لا شكَّ أنَّه غير مشروع، لأنَّه وإن ورد عن أنس ِبنِ مالك رضي الله عنه أنَّه كان يجمع أهلَه عند خَتْمِ القرآن ويدعو فهذا خارِجَ الصلاة وفرْقٌ بين ما يكون خارِجَ الصلاة وداخِلَها، فلهذا يمكن أن نقول: إنَّ الدعاءَ عند ختم القرآن في الصَّلاة لا أصلَ له ولا ينبغي فِعلُه حتى يقومَ دليلٌ من الشَّرْعِ على أنَّ هذا مشروعٌ في الصَّلاة). ((الشرح الممتع)) (4/42).

وبالعودة إلى ما ورد عن النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه نجد أنه لا توجد رواية تثبت أنهم كانوا يدعون عند ختم القرآن أثناء الصلاة سواء قبل الركوع أو بعده، وأيضًا لا خلال صلاة التراويح. والعبادات بطبيعتها أمور توقيفية تستند إلى نص واضح وصحيح من القرآن الكريم أو السنة النبوية. وعلى الرغم من ذلك، الدعاء عند ختم القرآن يُعد مستحبًا إذا كان خارج الصلاة حيث يتمكن المسلم من الدعاء بما يفتح الله به عليه أو استخدام الأدعية النبوية المأثورة التي تتضمن الخير العام وتلبي الحاجات الأساسية لكل مسلم.

حكم دعاء ختم القرآن أثناء الصلاة وفقًا للإمام ابن باز

الإمام ابن باز أوضح أن قراءة دعاء ختم القرآن خلال الصلاة يُعتبر من الأعمال المفضلة إذا لم يتسبب ذلك في إطالة تؤدي إلى مشقة على المصلين، ويُستحب في هذه الحالة اختيار الأدعية التي تجمع بين المعاني الشاملة والمفيدة اقتداءً بما ورد عن النبي صلى الله عليه وسلم فقد ذكرت عائشة رضي الله عنها: كان النبي صلى الله عليه وسلم يستحب جوامع الدعاء ويدع ما سوى ذلك.

بذلك يُمكن للإمام أن يدعو بأدعية مختصرة مثل “اللهم اهدنا فيمن هديت” كما جاء في حديث الحسن عن القنوت، مع إمكانية إضافة بعض الأدعية الطيبة المختصرة والمنقولة عن السلف مثلما ورد عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه، شريطة ألا يُثقل على المصلين أو يُطيل في الدعاء بما قد يتسبب في إرهاقهم أو تشتيت خشوعهم.

ومن المستحب أن يبدأ دعاء ختم القرآن في الصلاة بحمد الله والثناء عليه ثم الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم، على أن يُخصص ذلك في صلوات مثل الوتر أو قيام الليل مع مراعاة أن تكون الأدعية موجزة ولا تتسم بالطول المبالغ فيه الذي قد يشق على المصلين، وهذه الممارسة تعكس ما كان معروفًا عند السلف والخلف وتمسكهم بالدعاء في الصلاة بشكل عام حتى وإن لم يكن مرتبطًا بحال ختم القرآن تحديدًا.

أما عن أنس بن مالك رضي الله عنه فقد ورد أنه بمجرد أن ينتهي من ختم القرآن كان يخصص دعاء لأهل بيته ولكن ذلك كان يتم خارج الصلاة، ولم يُنقل عنه أو عن أي من الصحابة أنهم خصصوا دعاء ختم القرآن داخل الصلاة، ومع ذلك رأى الإمام ابن باز أنه إذا اختار الشخص أن يدعو بدعاء ختم القرآن داخل الصلاة فإن هذا لا حرج فيه استنادًا إلى أن السلف لم يعترضوا على مثل هذه الأمور سواء جرت داخل الصلاة أو خارجها ومن هذا المنطلق أكد السلف على جواز واستحباب دعاء ختم القرآن في جميع الأحوال.

الرأي الفقهي لدعاء ختم القرآن في الصلاة بحسب مذهب الإمام أحمد

الرأي الفقهي لدعاء ختم القرآن أثناء الصلاة وفقًا لما ورد عن الإمام أحمد بن حنبل:

كان الإمام أحمد بن حنبل يرى أن دعاء ختم القرآن في الصلاة يُعدّ من الأمور المستحبة، واستند في ذلك إلى ما نقل عن سفيان بن عيينة وأهل مكة من أتباع التابعين الذين كما يظهر واصلوا العمل بهذا المنهج الموروث عبر الأجيال، ومن دلائل ذلك ما ورد عن فضل بن زياد عندما تحدث عن الإمام أحمد قائلًا:

  • سَأَلْت أَبَا عَبْدِ اللَّهِ فَقُلْت: أَخْتِمُ الْقُرْآنَ أَجْعَلُهُ فِي الْوِتْرِ أَوْ فِي التَّرَاوِيحِ؟ قَالَ: اجْعَلْهُ فِي التَّرَاوِيحِ حَتَّى يَكُونَ لَنَا دُعَاءً بَيْنَ اثْنَيْنِ، قُلْت: كَيْفَ أَصْنَعُ؟ قالَ: إذَا فَرَغْتَ مِنْ آخِرِ الْقُرْآنِ فَارْفَعْ يَدَيْكَ قَبْلَ أَنْ تَرْكَعَ، وَادْعُ بِنَا وَنَحْنُ فِي الصَّلَاةِ، وَأَطِلْ الْقِيَامَ، قُلْت: بِمَ أَدْعُو؟ قالَ: بِمَا شِئْت، قَالَ: فَفَعَلْت بِمَا أَمَرَنِ وَهُوَ خَلْفِي يَدْعُو قَائِمًا، وَيَرْفَعُ يَدَيْهِ وَقَالَ حَنْبَلٌ: سَمِعْت أَحْمَدَ يَقُولُ فِي خَتْمِ الْقُرْآنِ: إذَا فَرَغْت مِنْ قِرَاءَةِ: قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ النَّاسِ {الناس: 1} فَارْفَعْ يَدَيْكَ فِي الدُّعَاءِ قَبْلَ الرُّكُوعِ، قُلْت: إلَى أَيِّ شَيْءٍ تَذْهَبُ فِي هَذَا؟ قَالَ: رَأَيْت أَهْلَ مَكَّةَ يَفْعَلُونَهُ، وَكَانَ سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ يَفْعَلُهُ مَعَهُمْ بِمَكَّةَ، قَالَ الْعَبَّاسُ بْنُ عَبْدِ الْعَظِيمِ: وَكَذَلِكَ أَدْرَكْنَا النَّاسَ بِالْبَصْرَةِ وَبِمَكَّةَ وَيَرْوِي أَهْلُ الْمَدِينَةِ فِي هَذَا شَيْئًا، وَذُكِرَ عَنْ عُثْمَانَ بْنِ عَفَّانَ.

المواضع المناسبة لدعاء ختم القرآن

يشير علماء الفقه في الإسلام إلى أن المواضع المناسبة لقراءة دعاء ختم القرآن تكون عقب الانتهاء من قراءة سورة الناس مباشرة، سواء كان ذلك في الركعة الأولى أو الثانية أو حتى في الركعة الأخيرة من الصلاة إذ يصير الدعاء جائزًا بعد الفراغ من القراءة حيث يستطيع الشخص أن يتلو من الأدعية ما يشاء في أي وقت خلال الصلاة سواء في بدايتها أو بعد اختتامها، دون الحاجة إلى الإطالة في الدعاء.

ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه كان يقنت في الصلاة أحيانًا قبل الركوع وأحيانًا بعده، إلا أن الغالب في صلاته عليه السلام كان يقع بعد الركوع ودعاء ختم القرآن يتشابه في طبيعته مع دعاء القنوت الذي يُقال في صلاة الوتر، وذلك لاتصاله بختم القرآن الكريم حيث إن القنوت في الصلاة مشروع عند وجود سبب واضح يدعو إليه، وكان النبي عليه الصلاة والسلام يعقب الركعة الأخيرة بالركوع ثم يرفع منه ويختم برفع الدعاء الملائم في ذاك الموضع.

ويُعد التوجه إلى دعاء ختم القرآن وسيلة للتعبير عن شكر العبد لله على نعمة التوفيق لختم كتابه العظيم، إذ إن هذا العمل يعبر عن فضل كبير من الله على عبده بما يتيح له فرصة التضرع إليه وطلب الثبات على ذكره وطاعته، وكلها أمور تسهم في إعانة المؤمن على صلاح قلبه وسعيه لمجابهة نفسه على السير في طريق الهداية، كما يُشبه دعاء ختم القرآن الأدعية التي تُقال في قنوت صلاة الوتر أو تلك التي يستحب أن تُقال قبل التسليم في الصلاة بعد انتهائها.

النصوص المكتوبة لدعاء ختم القرآن الكريم

تُعَدّ تلاوة القرآن الكريم من أعظم القُرُبات إلى الله التي يُقبل عليها المسلمون بشكل يومي حيث أن القرآن هو كلام الله سبحانه وتعالى الذي يُنير طريق المؤمنين ويكون لهم شفيعًا يوم القيامة لذلك يُستحب دائمًا أن يتدبر المسلم آيات القرآن ويتأمل معانيه ليزداد أجره وتتعاظم حسناته ويقترب أكثر من الله تعالى.

من العادات المباركة التي اعتادها الكثير من المسلمين هي قراءة دعاء ختم القرآن المكتوب في نهاية المصحف والمنسوب إلى الشيخ ابن تيمية وللمسلم أن يدعو بما يشاء بعد ختمه لكتاب الله سواء بأمور تخص دنياه أو آخرته ويُفضل أن يبدأ بالدعاء بذكر الله والصلاة على النبي محمد صلى الله عليه وسلم مع اختيار الأدعية الجامعة التي تشمل الخير كله وفيما يلي نورد نص دعاء ختم القرآن الموجود في نهاية المصحف:

  • اللَّهُمَّ ارحمني بالقرآن واجعله لي إمامًا يوجّهني في طريقي وينير قلبي ويكون رحمة وسكينة لكل خطوة أخطوها في حياتي.
  • يا رب ارزقني الحفظ والتدبر في كل آية وذكرني بما نسيت من آياته وعلّمني ما كنت أجهله من معانيه ووفّقني لقراءته وتلاوته آناء الليل وأطراف النهار واجعله حجّة لي يوم الدين يا رب العالمين.
  • اللَّهُمَّ اجعل ديني قوامًا لكل شأني وأصلح لي دنياني التي بها معيشتي وارزقني من رزقك الحلال وأصلح لي آخرتي التي إليها مرجعي ومستقبلي بين يديك واجعل كل لحظات حياتي زاخرة بالأعمال الصالحة واغمر موتي براحة تنجيني من كل سوء.
  • يا الله أسألك رحمةً تضمن لي مغفرتك وتكرمنا فيها بالأمان من الزلل وتغنمنا الخير في الدنيا والآخرة وتمنحنا الفوز بجنات النعيم والنجاة من أهوال النار.
  • اللَّهُمَّ اختم حياتنا بخير الأمور ونجنا من فضائح الدنيا وشدائد يوم القيامة.
  • اللَّهُمَّ ارزقنا من خشيتك ما يحول بيننا وبين معصيتك ومن طاعتك ما يقربنا من جنتك وهب لنا يقينًا يخفف عنا هموم الدنيا وأوجاعها وأكرمنا بالمتعة السليمة في أسماعنا وأبصارنا وقواتنا واجعلها ثابتةً ما حيينا واجعلها البركة التي لا تزول وادفع عنا شر الظالمين وانصرنا على أعدائنا ولا تجعل مصيبتنا في ديننا ولا تجعل الدنيا أهم ما نسعى له ولا الحد الأقصى لعلمنا ولا تسلط علينا من لا يرحمنا ولا يخافك.
  • يا الله امحُ عنا كل ذنب واقضِ عنا كل دين وأزل همومنا وكروبنا وحقق لنا حاجاتنا في الدنيا والآخرة وكن أرحم بنا ممن سواك يا أرحم الراحمين.
  • رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الآخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ وصل اللَّهُمَّ وسلّم وبارك على سيدنا ونبينا وحبيبنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين وسلم تسليمًا كثيرًا.

أهمية وفضل تلاوة القرآن الكريم في الإسلام

تلاوة القرآن الكريم تُعَدُ من أعظم القُربات التي يُمكن للعبد أن يتقرّب بها إلى الله عزّ وجل، فهي سَببٌ لتعظيم الإيمان وزيادة التقوى في القلب وتُغرس في المسلم القيم النبيلة مثل الرحمة والعدل والصبر، كما تمنح قارئها طُمأنينةً وسكينةً لرُوحه وتُزيل عنه الهُموم وتُبطل وساوس الشيطان التي قد تُفسد عليه حياته اليومية وتُعكّر صفوه.

لقراءة القرآن الكريم منزلة عظيمة وآثارٌ طيّبة تظهر على حياة المسلم وتحمله إلى دروب الخير ومن أبرز فضائلها:

  • زيادة منزلة العبد عند الله فإن المسلم الذي يواظب على تلاوة القرآن الكريم يجد فيه رفيقًا يُؤنسه في الدنيا وشفيعًا له في الآخرة، ويحظى بمراتب عالية مع الصالحين والأبرار يوم القيامة ولا يُشترط أن يكون المسلم لا يُخطيء في قراءته أو يُتقنها فالأجر مُضاعف لمن يجاهد نفسه في تعلم القراءة أو تدبر الفهم واستخلاص الدروس العظيمة التي يهتدي بها لطريق النور والهداية.
  • ورد في حديث أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها عن الرسول صلى الله عليه وسلم حيث قال: “مثل الذي يقرأ القرآن وهو حافظ له مع السفرة الكرام البررة، ومثل الذي يقرأ وهو يتعاهده وهو عليه شديد فله أجران”، مما يدل على أن قارئ القرآن سواء كان يُتقن التلاوة أو يجتهد في تحسين قراءته ومواصلة تعهّد القرآن له أجر عظيم عند الله.
  • تلاوة القرآن الكريم تجذب الملائكة إلى المؤمن وتجمعهم حوله أثناء قراءته، والنبي صلى الله عليه وسلم كان دائم الوصاية على قراءة القرآن لأن الاجتماع عليه يُنزل رحمة الله تعالى وتُحاط النفس بهالة من البركة والسكينة.
  • الله يُتوِّج قارئ القرآن في الجنة بتاجٍ من نور وهذا شرف عظيم وكرامة ينالها من يُداوم على التلاوة ويعيش حياته مسترشداً بكلام الله ومُتشبّعاً بأوامره ونواهيه.
  • عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: “اقرأ وارقَ ورتّل كما كنت ترتّل في الدنيا، فإنّ منزلتك عند آخر آية تقرؤها”، وقد بشّر هذا الحديث قارئ القرآن بأنه يرتقي درجات الآخرة بمقدار ما أتقن ترتيله وتعلّم منه ونُصح به كما أن فضل القرآن يعمّ عليه الدنيا من خير ورزق وبركة.
  • يتضمن القرآن الكريم العلاج للقلوب وهموم الأرواح، وقد صدق الله العظيم حين قال: “ألا بذكر الله تطمئن القلوب”، فقراءة القرآن تهدي النفس وتُصلح الاضطرابات النفسية وتُحرِّر الروح من قيود الألم والضيق مما يجعل نور الإيمان يملأ القلب ويُحيي الفؤاد.
  • التلاوة المستمرة للقرآن الكريم وخاصة سورة البقرة تُساعد في حماية المنزل من شرور الجن والسحر، فقد ورد عن فضلها أنها تُطرد الشياطين وتُجنب ساكنيها المخاطر إذا واظبوا على قراءتها أو الاستماع إليها باستمرار، فتكون البيت في مأمن وفي حماية من الله عزّ وجل.

الآداب الشرعية لتلاوة القرآن الكريم

مع اقتراب حلول شهر رمضان الفضيل، يُقْبِل العديد من المسلمين على تلاوة القرآن الكريم وختمه مرارًا خلال أيام هذا الشهر المبارك، ومع ذلك تُشَكِّل الآداب الشرعية أساسًا ينبغي الالتزام به قبل الشروع في تلاوة كتاب الله تعالى ليتمكن المسلم من نَيْل الأجر العظيم ومضاعفة الحسنات:

  • إخلاص النية لله تعالى أثناء قراءة القرآن الكريم: ينبغي أن يكون هدف المسلم من التلاوة نيل رضا الله سبحانه وتعالى، والتقرّب إليه من خلال فهم وتدبر معاني كلماته وآياته الحكيمة التي تجسّد معجزة الإسلام لما تحويه من دروس حياتية وأخلاقية عظيمة، ويجب أن تكون القراءة لله وحده بعيدًا عن أي نوايا مُتعلّقة بإظهار التَقَوى أمام الناس أو الحصول على إعجابهم، فهذا يتنافى مع مقصد التلاوة الصحيح.
  • الطهارة والوضوء كشرط أساسي لتلاوة القرآن الكريم: يقول الله سبحانه وتعالى في كتابه العزيز: “لَا يَمَسُّهُ إِلَّا الْمُطَهَّرُونَ”، وهو أمر يُشير بوضوح إلى ضرورة أن يكون القارئ على طهارة قبل لمس المصحف الشريف وتدبر آياته. فلا يجوز للشخص المحدث أو الجُنب قراءة القرآن الكريم من المصحف مباشرة، وبالنسبة للنساء فيُستحب أن تكون المرأة طاهرة وغير متلبسة بفترة الحيض أو النفاس لتتمكّن من التلاوة.
  • المداومة على التلاوة دون انقطاع: يُفَضَّل اختيار مكان هادئ ومناسب يتيح للقارئ التركيز في القراءة بعيدًا عن الملهيات التي قد تُعطّله عن تدبر آيات الله عز وجل إلا إذا كان هناك ما يستدعي التوقُّف لأمر ضروري.
  • الاعتناء بصحة الفم واستخدام السواك أو الطيب: من المستحب أن يهتم المسلم بإصلاح رائحته وتنظيف فمه قبل قراءة القرآن الكريم باستخدام السواك أو أي وسيلة أخرى للتخلص من الروائح الكريهة مثل رائحة الدخان أو غيرها مما قد يُشْين حينما تكون في حضرة كلام الله العظيم.
  • الاهتمام بالطهارة العامة بما يشمل نظافة البدن والملبس: هذا الأمر يُعتبر جزءًا لا يتجزأ من آداب التلاوة، فمن المهم أن يظهر القارئ بمظهر يَليق بجلال الكتاب الكريم.
  • استقبال القِبلة أثناء التلاوة: من المستحب قراءة القرآن الكريم والجلوس في اتجاه القبلة تعظيمًا واحترامًا لكلام الله تعالى، وهو ما يضفي على القراءة طابع السكينة والوقار.
  • الخشوع وتدبر الآيات: يجب أن تكون القراءة بتأنٍ وهدوء حتى يستطيع القارئ استيعاب المعاني الربانية والتفكر فيها بعُمق. ينبغي أن يمنح القارئ وقته كاملاً للقراءة مبتعدًا عن أي مشتتات ذهنية أو تسريع التلاوة لمجرد إنهاء السور دون فهم مضامينها.

يتساءل الكثير من المسلمين عن الحُكم الشرعي لدعاء ختم القرآن، وهناك اختلاف قديم بين العلماء في هذا الموضوع حيث يرى بعضهم أن الدعاء في نهاية ختم القرآن مُستحب ويستدلون بذلك على عموم مشروعية الدعاء، بينما يرى البعض الآخر أنه غير مشروع لعدم وجود نصٍ قطعي يثبت ذلك وعلى الرغم من هذا التباين فإنه لا يوجد دليل قاطع يمنع المسلم من الدعاء عند الختم، ويُعتبر الدعاء أثناء الصلاة من الأمور الجائزة كدعاء قنوت الوتر الذي ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم.

يارا محمد محمود، خريجة هندسة ، كاتبة متخصصة في الأخبار السعودية والأدعية علي موقع كبسولة ، للتواصل معي capsula.sa/contact_us .

0 0 التصويت
Article Rating
الاشتراك في تنبيهات التعليقات
نبّهني عن
guest
0 تعليقات
الأقدم
الأحدث الأكثر تصويتا
التعليقات المضمنة
عرض جميع التعليقات
0
اكتب تعليقك او استفسارك وسنرد عليك في أقرب وقت بمشيئة الله تعالىx
()
x