دعاء جعفر الصادق لقضاء الحوائج والرزق مكتوب

الإمام عبد الله جعفر بن محمد بن علي بن الحسين الملقب بجعفر الصادق، وهو من أبرز أعلام أهل السنة والجماعة، يشغل مقامًا رفيعًا بين المسلمين باعتباره من أحفاد سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم وله مكانة عظيمة في الفقه والدعاء، حيث تميزت مناجياته بعمق المعاني ورقيها وقد ظلت تلك الأدعية وسيلة للتقرب إلى الله لما حملته من صدق وخضوع لله عز وجل.

  • اللهم لك الحمد على نعمك التي لا تحصى وكل حمد يليق بعظيم عطائك الذي غمر حياتنا ولأجل كل خير أنعمت به علينا جهرًا كان أو باطنًا.
  • يا أحد يا صمد يا من لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفوًا أحد، يا عزيز بقدرتك يا جواد بكرمك يا سامع الدعاء يا مجيب الرجاء يا أكرم من يُعطي ويا أرحم الراحمين.
  • يا رب أسألك أن تقويني بعزتك التي لا تُضام وأن تغفر لي ذنوبي وتجعل رزقي عونًا لي على مساعدة الناس الذين ضاق بهم الحال وتأزمت أوضاعهم بقدر أقدارك يا غني يا كريم العطاء.
  • اللهم ارزقنا رزقًا حلالًا واسعًا مباركًا فيه يكون سببًا لحسن حالنا في الدنيا وسعادة مصيرنا في الآخرة يا وهّاب الرزق ويا واسع الإحسان.
  • يا الله لك الحمد لأنك تسمعنا حتى في أضعف لحظاتنا وترتاح قلوبنا باللجوء إليك، فأنت الأقرب دائمًا وأبدًا لمن دعاك والمستجيب لمن توجه إليك.
  • اللهم الحمد لك على جودك الذي يعوضني بما هو أعظم مما أطلب وأنت من ترضيني وتحفظني عندما أرفع رجائي إليك يا خير العاطين وأكرم الواهبين.
  • الشكر لك وحدك يا الله لأنك مصدر الخير الدائم الذي لا ينقطع وكل فضل كبيرًا كان أو صغيرًا يستحق الحمد الجزيل لأنه منك وحدك.
  • الحمد لك يا الله لأنك عندما تعطيني تكرمني وعندما أتوكل عليك تحفظني من الحاجة إلى الناس وتغنيني بكرمك وتكرمني بأفضالك يا خير المُنعِمين.
  • يا رب إذا أعطيتني ما أحب فاجعله معينًا لي على طاعتك وسببًا للتقرب منك في كل أمر يرضيك.
  • يا الله إن منعت عني ما أتمناه فاجعل ذلك المنع رحمة لي وسببًا لعافيتي وقوتي برحمتك يا واسع الحكمة يا رب العالمين.
  • اللهم ارزقني ما أحب واجعل فيه الخير لي ولمصالح حياتي واجعله زادًا لآخرتي يا مالك الخير كله.
  • اللهم إذا منعت عني حاجة فلا تمنعني لطفك وبركتك وإذا أنسيتني ذكر أمر فلا تنسيني شرف ذكرك وحمدك في حياتي يا ذا الفضل العظيم.
  • يا رب ارزقني الحمد والشكر في كل حين وامنحني طمعًا برحمتك وأملًا في فضلك في كل وقت فأنت حسبي ونعم الوكيل.

دعاء الإمام الصادق رضي الله عنه لإبعاد الحسد

الحسد والبغضاء من الصفات الذميمة التي قد تتواجد عند بعض الأفراد وقد يكون سبب الحسد ما أنعم الله به على المرء من مال أو أولاد أو نعمة الصحة وراحة البال أو أي من نعم الله الكثيرة، ولهذا فإنه من الضروري أن يحرص الإنسان على حماية نفسه وتحصين روحه بالدعاء والاستعاذة بالله وقد بيّن الإمام الصادق رضي الله عنه العديد من النصائح والتوجيهات للتعامل مع الحسد والحماية منه:

  • أكد الإمام الصادق على أن العين حق وأنه قد لا يكون أحد معصومًا من تأثير العين الحسودة وما تلحقه من أذى.
  • أشار إلى أن الحسد يمكن أن تصيب الإنسان سواء كان الحاسد قريبًا منه أو شخصًا غريبًا عنه لا يعرفه بل وأحيانًا قد تأتي النظرة الضارة من شخص لا يحمل أي نوايا سلبية تجاهك.
  • بيّن الإمام أن الحسد قد يصيب الإنسان حتى من أحب الناس إليه وأقربهم إلى قلبه وهذا أمر قد لا يستطيع الشخص تفاديه أو التحكم به بصورة مباشرة.
  • حث الإمام الصادق رضي الله عنه على قول ما شاء الله لا قوة إلا بالله العلي العظيم عندما يرى الإنسان شيئًا يعجبه لدى غيره أو حتى عند نفسه وذلك لتجنب إيذاء الآخرين بنظرات العين وعن غير قصد.
  • ذكر الدعاء الذي يُقال عند الابتلاء قائلًا: اللهم اجعل المرض لي أدبًا وليس غضبًا وذلك لرؤية الابتلاء كفرصة للتقرب إلى الله والطاعة بدلًا من الشعور بالضيق.
  • أكد الإمام على ضرورة الشكر وذكر الله دائمًا بعبارات مثل: اللهم لا تجعل مصيبتي في ديني والحمد لله على الأمر الذي شاء أن يكون فالشكر لله يمثل وسيلة فعّالة للتحصن من عين الحاسدين وشرور الحسد.

دعاء الإمام جعفر الصادق لتجنب الوحشة والاحتلام

الشيطان يسعى دائمًا لإفساد حياة المسلم بكل وسيلة ممكنة سواء كان ذلك في اليقظة أو في المنام حيث يحاول إثارة شهواته وتشتيت ذهنه ليجعله يفكر في أمور قد تغضب الله سبحانه وتعالى، ومن هنا تأتي أهمية الأدعية التي وردت عن الإمام جعفر الصادق عليه السلام والتي تهدف إلى حماية النفس من الأذى سواء كان ذلك من الوحشة أو الاحتلام أو تأثير عين الجن المحيطة من الأدعية المأثورة في هذا الباب:

  • اللهم إني أستجير بك من الاحتلام ومن سوء الأحلام، وأستعيذ بك من أن يمسني الشيطان في يقظتي أو منامي وأسألك برحمتك يا أرحم الراحمين أن تحفظني وتحفظ أهلي من كل مكروه.
  • يا معشر الجن والإنس إن استطعتم أن تنفذوا من أقطار السماوات والأرض فانفذوا لا تنفذون إلا بسلطان، يا حفيظ السماوات والأرض اجعلني وأهلي في كنفك وحمايتك من كل شر يُحيط بنا.
  • أقسمت عليكم أيها الجن من خلال عزيمة الله التي عهدها الإمام علي بن أبي طالب أن لا يكون لكم سبيل علي ولا على أي شيء يخصني أو يمس أهلي وأحبتي، وأشهد الله عليكم أن لا يكون منكم ضرر أو أذى لنا يا من كنتم على الصلاح والإيمان، أطلب منكم السلم والطاعة وأذكركم بمسؤوليتكم.
  • ألزم عليكم أيها الجن باسم الله الذي يسمع كل شيء وبعين الله التي لا تغيب عن شيء، وأمنعكم بما أحاط بكل ما في السماوات والأرض من قدرة الله، احفظنا يا رب من كل شر قد تبيّتونه أو أذى تحاولون تدبيره أنا وأهلي بحول الله ورعايته في أمان من كل مكروه.
  • ماكر الله بكم أيها الجن وهو خير الماكرين، وأنا أستغيث بمالك السماوات والأرض وأستجير بمعية نبيه الكريم عليه الصلاة والسلام وبركات الإمام علي بن أبي طالب الذي حصّنه الله من الأذى، لا سبيل لكم علينا بإذن الله القوي القدير.
  • أعزم عليكم باسمه تعالى كما عزم الإمام علي بن أبي طالب على جن وادي الصبرة الذين كانوا في تمردهم وطغيانهم حتى خضعوا له بالطاعة بإذن الله، بنفس العزيمة والقوة والإيمان أكرر أنه لا قدرة لكم على إيذائي أو إيذاء أهلي والله الحافظ والقوي المنيع.
  • وإذا شعر الإنسان بالوحشة أو الضيق في صدره وهو في حال من الوحدة فليضع يده على قلبه ويستذكر الله بذكر اسمه ثلاث مرات، ثم يستعيذ بعظمته وجلاله وقدرته من كل ما يخافه أو يرهبه، فإن الله وحده هو الملجأ الآمن والقوة التي تزيل المخاوف وتطمئن القلوب.

دعاء الإمام جعفر الصادق لحماية النفس من مكر الأعداء

الدعاء يُعد وسيلة عظيمة يلجأ بها الإنسان إلى الله عند الشدائد والمحن فالعدو قد يسعى دائمًا للإضرار بخصمه والتخطيط للنيل منه، وقد حثّنا الرسول صلى الله عليه وسلم على الالتجاء إلى الله في هذه اللحظات والتعوّذ من شرور الأعداء وشماتتهم وفي مواقف عدّة نقلت لنا كتب السيرة والدعاء عن الإمام جعفر الصادق عليه السلام أدعية مؤثرة ذكرها عندما حاول الخليفة المنصور إيقاع الأذى به حيث كان يقول:

  • اللهم يا من لا يُرجى إلا هو عند ضيق الحال وأنت وحدك ملاذي وقت الكربات عليك أعتمد حين تضيق علي السُبل ولا أجد سواك سندًا أتوكّل عليه في كل شدة وكل ضيق.
  • اللهم قد تضعف قلوب البشر عند المصائب وقد يعجز العقل عن التدبير وتنقطع الحيل وتفتر الأهل والأحباب وتعلو شماتة الأعداء إلا أنّك يا ربّ أنت نصيري ومولاي فلا ألجأ إلا إليك لأنك صاحب النعم الجليلة ومصدر جميع الخيرات التي أنعم بها عبادك.
  • اللهم يا خالق السموات ومن أرسلت جبريل وإسرافيل ويا رب من أكرمت أنبياءك العظماء إبراهيم وإسماعيل وإسحاق ويعقوب ورب نبيك المصطفى محمد صلى الله عليه وسلم، أدعوك بكل خشوع أن تتولّى أمري وتحميني في كل صباح وكل لحظة من يومي.
  • اللهم أسألك حفظًا وعافية من كل سوء وألا تجعل أحدًا من خلقك قادرًا على إيذائي بما يعجز صبري عن احتماله فأنا عبدك الذي ليس له سواك يا رب.
  • اللهم داوني من كل سقم وامنحني عافيتك الشاملة التي تدفع عني البلاء فأنا عبدك الفقير المستغيث بك ابن عبدك الذي لن يجد في الكون من يلجأ إليه سواك.
  • اللهم أرني وحدانية كفايتك لعبادك وأنك لا يعوّضك أحد ولا يمكن لأحد أن يستغنى عنك فأنت الكافي لكل ضعيف ومحتاج.
  • يا رب الكرم والجود يا من تسخو على خلقك بالنعم بلا حد أنت رزقي وأنت رازق كل مخلوق حي فانظر إليّ بعين لطفك وأفض علّي بكرمك نعمة الحفظ والعافية.

تعريف موجز بالإمام الصادق رضي الله عنه

الإمام الصادق رضي الله عنه يُعدُّ أحد أحفاد الإمام الحسين رضي الله عنه وقد شهدت المدينة المنورة ولادته في سنة 80 هجرية حيث لعب دورًا بارزًا في إثراء الساحة العلمية والإسلامية حتى وافاه الأجل في سنة 148 هجرية، وقد دُفن في مقبرة البقيع بمدينة المصطفى صلى الله عليه وسلم بجوار أبيه وأجداده وتتنوع مكانته بين أهل السنة والجماعة لما له من تأثير كبير في إنتاجهم العلمي والديني وبين الشيعة حيث يعتبَرونه من أعلامهم البارزين:

  • اعتمد العديد من علماء أهل السنة على آرائه التي كانت لها دلالات واضحة وعمق في قضايا الفقه والدين واستندوا إلى رأيه في كثير من المسائل الفقهية.
  • نال ثقة العلماء من خلال إتقانه لنقل الروايات التي تلقاها عن والده الإمام الباقر مما أكسب رأيه قوة وثقة لدى المحدثين وأهل العلم.
  • حظي الإمام الصادق بتقدير كبير في كتابات مؤرخي أهل السنة الذين أطلقوا عليه صفة الإمامة وأشادوا به كأحد أعظم رموز العلم في زمانه.
  • حظي بلقب شيخ المدينة في أحد أوسع التصنيفات التي ألفها الإمام الذهبي وهو كتاب السير مما يشير إلى مكانته العلمية الرائدة في المدينة.
  • ذكر الإمام أبو حنيفة أنه لم يلتق بشخص أعلم من الإمام الصادق وكان ذلك من أبلغ ما قيل عنه مما يعكس عظمة علمه وفقهه وتقدير العلماء له.

منجزات وَ أعمال الإمام جعفر الصادق

الإمام جعفر الصادق كان له تأثير كبير في نشر العلوم الإسلامية وتطويرها بالإضافة إلى تقديم إسهامات عظيمة امتد نفعها ليصل إلى عصرنا الحالي ومن أهم ما قدمه من إنجازات كان:

  • تأسيسه لمدرسة فقهية تُعد واحدة من أبرز المدارس الفقهية التي تركت بصمة واضحة على نمو الفقه الإسلامي، حيث تخرج منها عدد كبير من العلماء الذين تتلمذوا على يده ونقلوا علومه ومعارفه إلى الأجيال التي أتت بعدهم مما ساهم في تشكيل نظرة فقهية متجددة.
  • قام الإمام بتأليف عدد من الدراسات والأبحاث في مجالات متنوعة شملت الطب والفيزياء والأدب والفلك مما يعكس شموله العلمي وتمرسه في مختلف العلوم، الأمر الذي ساعد على تعزيز المعرفة ونقل العلوم المتنوعة إلى المجتمع الإسلامي وتنمية الإدراك الثقافي والعلمي.
  • اجتهاده الكبير في استخلاص الأحكام الشرعية من القرآن الكريم والسنة النبوية الشريفة حيث أسهم بمنهجه الدقيق في بناء قواعد متينة للفقه الإسلامي تُستند إليها اليوم أغلبية المدارس الفقهية لتُرشد المسلمين نحو الالتزام الصحيح بالدين الإسلامي.
  • إسهامه في كتابة مؤلفات متعددة تناولت مسائل فقهية ودينية مختلفة مما ساعد الناس على فهم الأحكام الشرعية بشكل أعمق ووجهتهم إلى السلوك الصحيح بناءً على تعاليم الإسلام.

الله عز وجل أمرنا بأن نكون مداومين على الدعاء ومخاطبته طلبًا للعفو والرزق والخير فهو سبحانه الذي يستجيب لمن يدعوه برحمة وكرم عظيمين والدعاء يُعتبر من أعظم العبادات التي تُقرّب العبد من ربه خاصةً عند موافقة أوقات استجابة الدعاء التي تُفتح فيها أبواب السماء، ولذا من المحبب قراءة الأدعية المأثورة عن النبي صلى الله عليه وسلم إضافة إلى الأدعية التي نقلها الإمام جعفر الصادق لما فيها من الخير والبركة وانعكاس للفوائد الروحية مما يجعلها جزءًا من التزام المسلم بعبادته اليومية ويساهم في زيادة القرب من الله بقدر الاستطاعة.

يارا محمد محمود، خريجة هندسة ، كاتبة متخصصة في الأخبار السعودية والأدعية علي موقع كبسولة ، للتواصل معي capsula.sa/contact_us .

0 0 التصويت
Article Rating
الاشتراك في تنبيهات التعليقات
نبّهني عن
guest
0 تعليقات
الأقدم
الأحدث الأكثر تصويتا
التعليقات المضمنة
عرض جميع التعليقات
0
اكتب تعليقك او استفسارك وسنرد عليك في أقرب وقت بمشيئة الله تعالىx
()
x