الدعاء من أفضل العبادات التي يتقرب بها العبد إلى ربه سواء كان بصوت مسموع أو في قلبه والأهم أن تكون النية صادقة وخالصة لله تعالى ومن الأفضل أن يكون الدعاء بعد الصلاة حتى تكتمل العبادة ويكون الدعاء أقرب للإجابة بإذن الله لكن هذا لا يعني أن هناك أوقاتًا محددة للدعاء فالمسلم يستطيع أن يدعو ربه في أي لحظة وفي أي حال كان عليها كما أن الأذكار الواردة عن النبي ﷺ هي الأكمل والأفضل فينبغي للإنسان أن يكون حريصًا على المواظبة عليها وألا يغفل عنها.
- الحمد لله الذي تواضع كل شيء لعظمته الحمد لله الذي استسلم كل شيء لقدرته الحمد لله الذي ذلّ كل شيء لهيبته الحمد لله الذي خضع له كل شيء تحت ملكه وسلطانه.
نص الدعاء المأثور بعد أداء الصلاة
بعد الانتهاء من أداء الصلاة هناك مجموعة من الأذكار والأدعية الواردة عن النبي ﷺ والتي يُستحبُّ للمسلم أن يداوم عليها فهي تجمع بين الذكر والدعاء وتحقق الأجر والثواب:
- أستغفرُ الله (ثلاث مرات) اللهمَّ أنت السلامُ ومنك السلامُ تباركتَ يا ذا الجلالِ والإكرام.
- اللهم إني أعوذُ بك من الجُبنِ والبُخل وأعوذُ بك من أن أُرَدَّ إلى أرذلِ العمر وأعوذ بك من فتنةِ الدنيا وأعوذ بك من عذابِ القبر.
- اللهمَّ أعنِّي على ذكركَ وشُكركَ وحسن عبادتك اللهم اجعل خيرَ عمري آخره وخيرَ عملي خواتمه واجعل خيرَ أيامي يوم ألقاك.
- لا إله إلا الله وحده لا شريك له له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير اللهم لا مانع لما أعطيت ولا معطي لما منعت ولا ينفعُ ذا الجدِّ منك الجد.
- اللهم اغفر لي ذنوبي وخطاياي كلها اللهم أنعشني واجبرني واهدني لأحسن الأخلاق والأعمال لا يهدي لأحسنها إلا أنت ولا يصرف سيئها إلا أنت.
- سبحان الله (33 مرة) الحمد لله (33 مرة) الله أكبر (33 مرة) ثم إتمام المئة بقول لا إله إلا الله وحده لا شريك له له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير فمن قالها غُفِرت له ذنوبه ولو كانت مثل زبد البحر.
- لا إله إلا الله وحده لا شريك له له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير لا حول ولا قوة إلا بالله لا إله إلا الله ولا نعبد إلا إياه له النعمة وله الفضل وله الثناء الحسن لا إله إلا الله مخلصين له الدين ولو كره الكافرون.
- اللهم إني أعوذ بك من الكفر والفقر وأعوذ بك من عذاب القبر.
- قراءة سورة [الإخلاص والفلق والناس] مرة واحدة.
- قراءة آية الكرسي مرة واحدة بعد كل صلاة.
الدعاء المأثور عقب صلاة الفجر خلال شهر رمضان
- «اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ العَافِيَةَ في الدُّنْيا وَالآخِرَةِ اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ العَفْوَ وَالعَافِيَةَ في دِينِي وَدُنْيَايَ وَأَهْلِي وَمَالِي اللَّهُمَّ اسْتُرْ عَوْرَاتِي وَآمِنْ رَوْعَاتِي اللَّهُمَّ احْفَظْنِي مِنْ قُدَّامِي وَمِنْ وَرَائِي وَعَنْ يَمِينِي وَعَنْ شِمَالِي وَمِنْ فَوْقِي وَأَعُوذُ بِعَظَمَتِكَ أَنْ أُغْتَالَ مِنْ تَحْتِي»
- «اللَّهُمَّ لَكَ العِبَادَةُ وَإِيَّاكَ نُصَلِّي وَنَسْجُدُ وَإِلَيْكَ نَسْعَى وَنَحْمَدُ نَرْجُو رَحْمَتَكَ وَنَخْشَى عَذَابَكَ إِنَّ عَذَابَكَ بِالْكَافِرِينَ مُلْحِقٌ اللَّهُمَّ عَلَيْكَ نَتَوَكَّلُ وَنَسْتَغْفِرُكَ وَنُثْنِي عَلَيْكَ بِالخَيْرِ كُلِّهِ وَلا نَجْحَدُ فَضْلَكَ وَنُؤْمِنُ بِكَ وَنَخْضَعُ لَكَ وَنَتَبَرَّأُ مِنْ كُلِّ مَنْ يَكْفُرُكَ»
- «اللَّهُمَّ أَنْتَ رَبِّي لا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ خَلَقْتَنِي وَأَنَا عَبْدُكَ وَأَنَا عَلَى عَهْدِكَ وَوَعْدِكَ مَا اسْتَطَعْتُ أَعْتَرِفُ لَكَ بِنِعْمَتِكَ وَأُقِرُّ بِذَنْبِي فَاغْفِرْ لِي فَإِنَّهُ لَا يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلَّا أَنْتَ أَعُوذُ بِكَ مِنْ شَرِّ مَا صَنَعْتُ الَّذِي يَقُولُهَا فِي المَسَاءِ وَيَمُوتُ يَدْخُلُهُ اللَّهُ الجَنَّةَ أَوْ يَكُونُ مِنْ أَهْلِ الجَنَّةِ وَإِذَا قَالَهَا فِي الصَّبَاحِ وَمَاتَ فِي يَوْمِهِ يَحْصُلُ لَهُ المِثْلُ»
- «لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ لَهُ المُلكُ وَلَهُ الحَمْدُ وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ اللَّهُمَّ لا يُمْنَعُ مَا أَعْطَيْتَ وَلَا يُعْطَى مَا مَنَعْتَ وَلا يَنفَعُ ذَا الجَدِّ جَدُّهُ عِنْدَكَ»
الدعاء المأثور عقب صلاة الظهر خلال شهر رمضان
- «اللَّهُمَّ إني أستغفرك مِن كلِّ ذنب اقترفته بِخطواتي، أو بمدِّ يَدي إليه أو نظرتُ إليه بعَيني أو أصغيتُ إليه بأُذني، أو تلفظتُ به بلساني أو أنفقتُ فيه مما وهبتني ثم استعطفتُك في رِزقٍ بعد أن عصيتك فوهبتني ثم سخَّرتُ رزقَك في غير ما يُرضيك فسترتني وسألتُك الزيادة فلم تحرمني، وما زلتَ تُفيض عليَّ برحمتِكَ وعطائِكَ يا أكرم الأكرمين».
الدعاء المأثور عقب صلاة العصر خلال شهر رمضان
في شَهْرِ رَمَضانَ يُعَدُّ الدُّعاءُ بَعدَ صَلاةِ العَصْرِ مِن العِباداتِ الَّتِي تُساعِدُ المُسْلِمَ في التَّقَرُّبِ إلى اللهِ وَتَجْلِبُ لَهُ الرِّزْقَ وَالبَرَكَةَ وَتَحْفَظُهُ مِن هُمُومِ الدُّنْيا وَتَحمِيهِ مِن وساوِسِ الشَّياطِينِ لِذلِكَ مِن الضَّرُورِيِّ الحِرْصُ على المُداوَمَةِ عَلى الأذْكارِ وَالابْتِعادِ عَمَّا يُشْغِلُ القَلْبَ وَمِن الأدعِيَةِ الَّتِي يُسَنُّ قَوْلُها بَعدَ صَلاةِ العَصْرِ:
- دُعَاءٌ بَعدَ صَلاةِ العَصْر : ” أَسْتَغْفِرُ اللّهَ الَّذي لا إلهَ إلّا هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ ، الرَّحْمنُ الرَّحيمُ ذُو الْجَلالِ وَ الإكْرامِ ، وَ أَسْألُهُ أنْ يَتُوبَ عَليَّ تَوْبَةَ عَبْدٍ ذَليلٍ خاضِعٍ فَقيرٍ بائِسٍ مِسْكينٍ مُسْتَجيٍر لا يَمْلِكُ لِنَفْسِهِ نَفْعَاً وَ لا ضَرّاً ، وَ لا مَوْتاً وَ لا حَياةً وَ لا نُشُوراً .
الدعاء المأثور عقب صلاة المغرب خلال شهر رمضان
- اللّهمَّ إنّي أسألكَ بِحَقِّ مُحمدٍ وآلِ مُحمدٍ عندَكَ أن تُصليَ على مُحمدٍ وآلِ مُحمدٍ وأن تُضيءَ بَصَري بنُورِ هِدايتِكَ وتُنيرَ بَصيرتي في دِيني وتَملأَ قَلبي باليَقين وتَرزُقَني الإخلاصَ في أعمَالي وتَمُنَّ عَلَيَّ بالسَّلامةِ في نَفسي وتُوسعَ لي في رِزقي وتَجعَلَني من الشّاكِرين لكَ على الدّوام مَا دُمتُ حَيًّا.
- أمسَينا وأمسى المُلْكُ للهِ والحمدُ للهِ لا إلهَ إلَّا اللهُ وحْدَهُ لا شَريكَ لهُ لهُ المُلكُ ولهُ الحمدُ وهو على كُلِّ شَيءٍ قَدير رَبِّ أسألُكَ خَيرَ هذِه الليلةِ وخَيرَ ما بَعدَها وأعُوذُ بِكَ مِن شَرِّ هذِه الليلةِ وشَرِّ ما بَعدَها رَبِّ أعُوذُ بِكَ مِن الكسلِ وسُوءِ الكِبَرِ رَبِّ أعُوذُ بِكَ مِن عَذابِ النَّارِ وعَذابِ القَبرِ.
الدعاء المأثور عقب صلاة العشاء خلال شهر رمضان
- اللَّهُمَّ إني أتضرّع إليك بنبيك نبي الرحمة وبأهل بيته الذين اخترتهم بعلمك وفضّلتهم على العالمين اللَّهُمَّ يسّر لي أموري وذلّل لي صعوباتها واصرف عني مشقتها واحفظني من شرها فإنك وحدك المعافي والكافي والقادر والغالب والقاهر اللَّهُمَّ صلّ على محمد وآل محمد.
- لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين اللَّهُمَّ أسألك أن تُيسر لي كل أمر عسير وتمنحني الفرج بعد الشدة والراحة بعد الكرب والطمأنينة بعد الضيق اللَّهُمَّ إن كل النعم التي أنعمت بها علينا منك وحدك لا إله إلا أنت نستغفرك ونتوب إليك.
- اللَّهُمَّ لك وحدك نعبد ولك نصلّي ونسجد وإليك وحدك نسعى ونجتهد نطلب رحمتك ونخشَى عذابك فإن عذابك بالكافرين واقع اللَّهُمَّ نستعين بك في كل أمورنا ونطلب مغفرتك ونحمدك ونشكرك على نعمك ونؤمن بك ونخضع لجلالك ونعادي من يكفرك.
- اللَّهُمَّ إني أسألك أن تمنحني العافية في الدنيا والآخرة اللَّهُمَّ أسألك العفو والعافية في ديني ودنياي وأهلي ومالي اللَّهُمَّ استر عيوبي وأسكن قلبي السكينة واملأ نفسي بالطمأنينة اللَّهُمَّ احفظني من كل شر يحيط بي ومن فوقي ومن تحتي ومن كل جانب بعظمتك وقوتك وسلطانك.
دعاء ختم الصلاة في شهر رمضان المبارك
الأدعيةُ والأذكارُ من الأمورِ الهامَّة الّتي يُحافِظُ عليها المسلِم بعد كلِّ صلاة فهي سَبَبٌ في بَركةِ العُمر وتحصينِ الإنسانِ من الشُّرور وكانَ النبي ﷺ مُداوِمًا على الأذكارِ بعد الصلواتِ يُوصي بها أصحابهُ ويُحبِّبُهم فيها فإذا فرَغَ المسلمُ من صلاتِه استغفرَ الله ثلاثًا ثمَّ قال:
- اللَّهُمَّ أَنْتَ السَّلَامُ وَمِنْكَ السَّلَامُ تَبَارَكْتَ ذَا الجَلَالِ وَالإِكْرَامِ.
- كانَ عبدُ الله بن الزُّبير -رضيَ الله عنه- يُداوِمُ بعد الصَّلاة على تَرديد: لا إلَه إلَّا اللَّهُ وَحدَه لا شَريكَ لَه، لَهُ المُلْكُ ولَهُ الحَمدُ وهو على كلِّ شيءٍ قَدير لا إلَه إلَّا اللَّهُ ولا نَعبُدُ إلَّا إيَّاه، لَه النِّعمةُ، ولَه الفَضلُ ولَه الثَّناءُ الحسنُ، لا إلَه إلَّا اللَّهُ مُخلِصينَ لَه الدِّينَ ولَو كَرِه الكافِرون وكان يُؤكِّد أنَّ الرسول ﷺ كانَ يُردِّدُها بَعد كُلِّ صلاة.
- رَوَى معاذُ بنُ جبل -رضي الله عنه- أنَّ النبي ﷺ أَخَذَ بِيَدِهِ يومًا وقالَ: يا مُعاذُ، واللَّهِ إنِّي لأُحبُّكَ، واللَّهِ إنِّي لأُحبُّكَ، ثمَّ قالَ: لا تَنسَ أن تَقولَ بعد كُلِّ صَلاةٍ: اللَّهمَّ أَعِنِّي على ذِكرِكَ، وشُكْرِكَ، وحُسنِ عِبادَتِكَ.
- أبو أُمامة -رضي الله عنه- نَقَلَ عن النبي ﷺ أنَّه قالَ: مَنْ قرأَ آيَةَ الكُرسيِّ بعد كُلِّ صلاةٍ مَكتوبةٍ، لم يَمنَعْهُ شيءٌ مِن دُخولِ الجنَّةِ إلَّا أن يَموت.
الحكم الشرعي للدعاء بعد أداء الصلاة
الدعاء بعد أداء الصلاة من العبادات المشروعة التي لا يستغني عنها المسلم فهي وسيلة عظيمة للتقرب إلى الله سبحانه وتعالى حيث يُمكن للعبد أن يسأل الله من خيري الدنيا والآخرة فالله عز وجل إذا أراد شيئًا قال له كن فيكون ولا شيء يعجزه سبحانه.
ومن أعظم أوقات الدعاء وأكثرها فضلًا يكون أثناء السجود لأن العبد يكون أقرب إلى ربه ولا يوجد بينه وبين الله حجاب فتلك لحظة عظيمة يستحب فيها الإلحاح في الدعاء والتضرع إلى الله بصدق وإخلاص.
الأوقات المستحب فيها الدعاء
هُناك أوقات يُستحب فيها الدعاء وينبغي على المسلم اغتنامها لتكثيف التضرع إلى الله عز وجل فقد وردت العديد من النصوص التي تشير إلى فضل الدعاء فيها ومن أبرز هذه الأوقات:
عند سماع الأذان يُعد هذا الوقت من الأوقات التي يُستجاب فيها الدعاء فقد قال النبي ﷺ: “الدعاء لا يُرد بين الأذان والإقامة” ولهذا يُستحب أن يحرص المسلم على التوجه إلى الله بالدعاء في هذا الوقت.
- بين الأذان والإقامة يُعتبر هذا الوقت من اللحظات التي يُفضل فيها الدعاء إذ أنه وقت انتظار إقامة الصلاة وقد ورد أن الدعاء فيه مستجاب بإذن الله.
- أثناء السجود يكون العبد قريبًا من ربه ولهذا يُستحب أن يُكثر من الدعاء في هذه الحالة فقد قال النبي ﷺ: “أقرب ما يكون العبد من ربه وهو ساجد، فأكثروا الدعاء”.
- بعد انتهاء الصلاة مباشرة يُعد من الأوقات التي فيها يكون القلب خاشعًا ومتوجهًا إلى الله تعالى وقد كان النبي ﷺ يُلازم الدعاء عقب كل صلاة.
- عند نزول المطر يُعد هذا الوقت من الأوقات التي يُرجى فيها إجابة الدعاء فقد جاء عن النبي ﷺ قوله: “ثنتان لا تردان: الدعاء عند النداء، وتحت المطر”.
- عند الجهاد في سبيل الله حيث يكون الإنسان في موقف عظيم ومهيب ولذلك يُستحب الإكثار من الدعاء في هذه اللحظات التي تكون فيها القلوب خالصة ومعلقة بالله.
- وقت قيام الليل يُعتبر من الأوقات التي يُستجاب فيها الدعاء فأعظم ما يكون ذلك في الثلث الأخير من الليل حيث صح عن النبي ﷺ أنه قال: “ينزل ربنا تبارك وتعالى إلى السماء الدنيا حين يبقى ثلث الليل الآخر فيقول: من يدعوني فأستجيب له؟”.
طريقة أداء صلاة الحاجة ووقتها المشروع
صلاة الحاجة من الصلوات التي يؤديها المسلم طلبًا من الله لقضاء أمرٍ معين حيث يُصلي المسلم ركعتين ويُحسن القراءة فيهما فيُستحب أن يقرأ في الركعة الأولى بعد الفاتحة آية الكرسي ثلاث مرات، ثم في الركعة الثانية يقرأ سورة الإخلاص.
بعد إتمام الصلاة بأركانها يتوجه العبد إلى الله بالدعاء الذي علمنا إياه النبي ﷺ وهو.
- (اللَّهمَّ إنِّي أسألُكَ وأتوجَّهُ إليكَ بنبيِّكَ محمدٍ صَلَّى اللَّهُ عليْهِ وعلى آله وسلَّمَ نبيِّ الرحمةِ، يا محمدُ إنِّي أتوجَّهُ بكَ إلى ربِّي في حاجَتي هذه فتَقضى، وتُشفعُني فيه وتشفعُهُ فيَّ)، ويُقال هذا الدعاء قبل التسليم من الصلاة.
أما عن الوقت الذي تُشرع فيه صلاة الحاجة فيجوز أداؤها في أي وقت من اليوم باستثناء الأوقات المكروه فيها الصلاة وهي الفترة التي تبدأ بعد صلاة الفجر حتى طلوع الشمس والفترة التي تسبق صلاة الظهر بنحو نصف ساعة وكذلك الوقت الممتد من بعد صلاة العصر وحتى غروب الشمس.
المواضع التي يُستجاب فيها الدعاء
الله سبحانه وتعالى بفضله ورحمته يهيئ لعباده أوقاتًا وأحوالًا تكون فيها الاستجابة أقرب ومن هذه الأوقات التي يُستجاب فيها الدعاء
- دعاء المظلوم وهو من أقوى الأدعية التي تُقبل حتى لو كان المظلوم على معصية فقد أخبر النبي ﷺ أن دعوته لا تُرد إذ قال: “دعوةُ المظلومِ مُستجابةٌ وإن كان فاجِرًا ففجورُه على نفسِه”.
- دعاء الشخص المضطر وذلك لأن الله سبحانه وتعالى وعد في كتابه العزيز بأنه يستجيب لدعوة المضطر ويفرج كربه حيث قال: “أَمَّن يُجِيبُ الْمُضْطَرَّ إِذَا دَعَاهُ وَيَكْشِفُ السُّوءَ”.
- من يُكثر من ذكر الله لأن الله يحب عباده الذاكرين الذين لا يغفلون عنه فقد قال النبي ﷺ: “ثلاثةٌ لا يَردُّ اللهُ دُعاءَهمْ: الذّاكِرُ اللهَ كثيرًا والمظْلومُ والإِمامُ الْمُقسِطُ”.
- الشخص الذي ينام طاهرًا وهو يذكر الله فإن هذا العبد يكون في معية الله وله دعوة لا تُرد كما جاء في حديث النبي ﷺ: “ما من مسلمٍ يبيتُ على ذكرِ اللهِ طاهرًا فيتعارَّ من الليلِ فيسأل اللهَ خيرًا من أمر الدنيا والآخرةِ؛ إلا أعطاهُ إياه”.
- الدعاء في الثلث الأخير من الليل وهو من أعظم الأوقات التي يُستجاب فيها الدعاء ففي هذا التوقيت ينزل الله عز وجل إلى السماء الدنيا كما قال النبي ﷺ: “يَنْزِلُ رَبُّنَا تَبَارَكَ وتَعَالَى كُلَّ لَيْلَةٍ إلى السَّمَاءِ الدُّنْيَا حِينَ يَبْقَى ثُلُثُ اللَّيْلِ الآخِرُ يقولُ: مَن يَدْعُونِي فأسْتَجِيبَ له مَن يَسْأَلُنِي فَأُعْطِيَهُ، مَن يَسْتَغْفِرُنِي فأغْفِرَ له”.
- دعوة نبي الله يونس وهي من الأدعية العظيمة التي كشف الله بها الكرب عن نبيه يونس عليه السلام وقد قال النبي ﷺ: “دعوةُ ذي النُّونِ إذ دعا وهو في بطنِ الحوتِ لا إلهَ إلَّا أنتَ سبحانَك إنِّي كنتُ من الظالمينَ فإنَّه لم يدعُ بها رجلٌ مسلمٌ في شيءٍ قطُّ إلَّا استجاب اللهُ له”.
- دعاء الابن الصالح لوالديه وهو من الأعمال التي تبقى مستمرة في الأجر للوالدين بعد وفاتهما فقد قال النبي ﷺ: “إِذَا مَاتَ الإنْسَانُ انْقَطَعَ عنْه عَمَلُهُ إِلَّا مِن ثَلَاثَةٍ: إِلَّا مِن صَدَقَةٍ جَارِيَةٍ، أَوْ عِلْمٍ يُنْتَفَعُ بِهِ، أَوْ وَلَدٍ صَالِحٍ يَدْعُو له”.
- الدعاء عند الاستيقاظ من النوم بذكر الله فمن بَدَأ يومه بذكر الله كان أقرب للإجابة فقد قال النبي ﷺ: “مَن تَعَارَّ مِنَ اللَّيْلِ، فَقالَ: لا إلَهَ إلَّا اللَّهُ وحْدَهُ لا شَرِيكَ له، له المُلْكُ وله الحَمْدُ، وهو علَى كُلِّ شيءٍ قَدِيرٌ، الحَمْدُ لِلَّهِ، وسُبْحَانَ اللَّهِ، ولَا إلَهَ إلَّا اللَّهُ، واللَّهُ أَكْبَرُ، ولَا حَوْلَ ولَا قُوَّةَ إلَّا باللَّهِ، ثُمَّ قالَ: اللَّهُمَّ اغْفِرْ لِي، أَوْ دَعَا، اسْتُجِيبَ له، فإنْ تَوَضَّأَ وصَلَّى قُبِلَتْ صلاته”.
- الدعاء بظهر الغيب فحين يدعو المسلم لأخيه في غيبته يكون هناك ملك موكل يؤمن على دعائه ويدعو له بمثله كما قال النبي ﷺ: “دَعْوَةُ المَرْءِ المُسْلِمِ لأَخِيهِ بظَهْرِ الغَيْبِ مُسْتَجَابَةٌ، عِنْدَ رَأْسِهِ مَلَكٌ مُوَكَّلٌ كُلَّما دَعَا لأَخِيهِ بخَيْرٍ، قالَ المَلَكُ المُوَكَّلُ بهِ: آمِينَ وَلَكَ بمِثْلٍ”.
- دعاء المسافر لأن السفر فيه مشقة وتعب ولذلك جعل الله دعوة المسافر مستجابة فقد قال النبي ﷺ: “ثلاثُ دعواتٍ مستجاباتٍ لا شكَّ فيهِنَّ: دعوةُ المظلومِ، ودعوةُ المسافرِ، ودعوةُ الوالدِ على ولدِهِ”.
فضل الدعاء عقب الصلاة
الدعاء من أسمى العبادات التي ترفع مقام العبد عند ربه وتُقوي صلته به فهو باب مفتوح بين العبد وخالقه يُلقي من خلاله همومه بين يديه سبحانه ويطلب منه العون والتيسير وفيه سكينة للقلب وطمأنينة للنفس لأنه يمنح الراحة ويُبدد الأحزان كما أن الدعاء سبيل لجلب الخير ودفع الشر فهو وعد رباني بالإجابة لمن أخلص في رجائه وتوجه إليه بإيمان وثقة ويقين في قدرته ورحمته.
الدعاء بعد الصلاة من أوقات الاستجابة التي ينبغي للمسلم ألا يغفل عنها فكلما كان العبد قريبًا من الله وتوجه إليه بحاجته كان ذلك سببًا لنيل البركات وتيسير الأمور ولهذا فإن من يحرص على الدعاء بعد الصلاة يجد أثره في حياته بطريقة أو بأخرى فإما أن تُستجاب دعوته مباشرةً أو يُصرف عنه سوء كان سيصيبه أو يُدَخر له ثوابها عند الله كرحمة ينالها يوم القيامة لأن الله يعلم ما هو خير لعباده ويكتب لهم ما فيه صلاح أمرهم.
الدعاء يُشعر المسلم بقُربه من الله فهو يبُوح بما في قلبه بعيدًا عن الناس فيجد في ذلك راحة وطمأنينة وسكونًا نفسيًا فكلما لجأ إلى الله بالدعاء شعر باحتواء الرحمة الإلهية له ولهذا فمن المهم أن يُكثر المسلم من هذه العبادة العظيمة خاصةً عقب الصلاة حيث يكون القلب أكثر صفاءً والنفس أكثر خشوعًا مما يجعل الدعاء أكثر حضورًا وأقرب إلى الإجابة فحين يناجي العبد ربه في تلك اللحظات المباركة يجد نفسه مُتعلقًا بطلب العون والتوفيق والسداد ويُلامس في قلبه أثر القرب من الله الذي يفيض عليه بالطمأنينة والرضا.
الصلاة هي الركن الأعظم في الإسلام وهي صِلة بين العبد وربه فمن دونها لا تستقيم حياة المسلم ولا تهدأ نفسه فهي ليست مجرد طقوس بل تطهير داخلي وتزكية للروح وبعد إتمامها ينبغي للإنسان أن يستثمر هذا الوقت المُبارك بالإكثار من الدعاء لأن القلوب تكون في لحظة خشوع وارتباط بالله مما يجعل الدعاء أكثر حضورًا وأملًا في القبول.
ومن أجمل الأدعية بعد الصلاة ما يَجمع الإنسان بين التسبيح والاستغفار وسؤال الله من خير الدنيا والآخرة كما أن الدعاء أثناء السجود من أعظم اللحظات التي يكون فيها العبد قريبًا من الله فيشعر بلذة القرب والتذلل بين يديه مُستشعرًا رحمته الواسعة طالبًا منه غُفران الذنوب وتحقيق الأماني وتيسير الأمور التي يرجوها.