يُعَدُّ الدعاء في الأيام الأخيرة من شهر رمضان وخصوصًا خلال الليالي الوترية من الأعمال العبادية الجليلة التي ينبغي للمسلم أن يحرص عليها لما تحمله هذه الأيام من فرصة عظيمة قد تتزامن مع ليلة القدر تلك الليلة المباركة التي اختصها الله بفضائل عظيمة ومكانة رفيعة لا تعادلها أي ليلة أخرى فمن سعى فيها بالتقرب إلى الله بالدعاء وبذل الجهد في الطاعات كالصلاة وتلاوة القرآن الكريم والصدقـــات والدعاء يفتح لنفسه بابًا من أبواب الرحمة والمغفرة ويُضاعف حسناته ويُنقى من السيئات هذه الليالي تُعَدُّ ميدانًا للعبد ليغتنم الرحمات ويطلب من الله عفوًا وكرمًا بما تسر له نفسه من الأعمال الصالحة حيث وعد الله بالإجابة لمن دعاه بإخلاص وتعبُّد.
- دعاء اليوم الثالث والعشرين من رمضان: اللَّهُمَّ اغْسِلْنِي فِيهِ مِنَ الذُّنُوبِ وَ طَهِّرْنِي فِيهِ مِنَ الْعُيُوبِ، وَ امْتَحِنْ فِيهِ قَلْبِي بِتَقْوَى الْقُلُوبِ يَا مُقِيلَ عَثَرَاتِ الْمُذْنِبِينَ.
- فضل الدعاء في اليوم الثالث والعشرين: مَنْ دَعَا بِهِ مَرَّ عَلَى الصِّرَاطِ كَالْبَرْقِ الْخَاطِفِ مَعَ النَّبِيِّينَ وَ الشُّهَدَاءِ وَ الصَّالِحِينَ.
دعاء يوم الثالث والعشرين من رمضان مكتوب لعام 1446
شهر رمضان المبارك يُعد من أعظم الفرص التي يمنّ الله بها على عباده المسلمين والمسلمات فهو موسم للعبادة والتقرب من الله عزّ وجلّ وفيه يتسابق المؤمنون والمؤمنات في الاجتهاد بالطاعات والقيام بالأعمال الصالحة والدعاء المخلص حريصين على اتباع سنة النبي صلى الله عليه وسلم في الدعاء وتنظيم أوقاتهم بما يرضي الله تعالى ولا شك أن اليوم الثالث والعشرين من رمضان يعد جزءًا من هذه الأيام المباركة التي تفتح أبواب الرحمة والمغفرة ويتجلى فيها طلب العفو والهداية من الله وهنا دعاء مأثور ورد عن السنة النبوية يُستحب الدعاء به:
- اللهم اغسلني فيه من الذنوب وطهرني فيه من العيوب وامتحن قلبي فيه بتقوى القلوب يا مقيل عثرات المذنبين.
- اللّهم إني عبدك وابن عبدك وابن أمتك ناصيتي بيدك ماضٍ في حكمك عدلٌ في قضاؤك أسألك بكل اسم هو لك سميت به نفسك أو أنزلته في كتابك أو علمته أحداً من خلقك أو استأثرت به في علم الغيب عندك أن تجعل القرآن ربيع قلبي ونور صدري وجلاء حزني وذهاب همي.
- اللهم لا تكلني إلى أحد ولا تحوجني إلى أحد وأغنني عن كل أحد يا من إليه المستند وعليه المعتمد عالياً فوق العلا فرد صمد منزهٌ في ملكه.
- اللهم خذ بيدي من الضلال إلى الرَّشَدْ ونجني من كل ضيق ونَكَدْ بحق الله الصمد الذي لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفواً أحد.
- اللهم إني أسألك الجنة وما قرب إليها من قول أو عمل.
- اللهم إني أسألك مما سألك منه نبيك محمد صلى الله عليه وسلم وأعوذ بك مما استعاذ به نبيك محمد صلى الله عليه وسلم.
- اللهم ما قضيت لي من قضاءٍ عاجلٍ فاجعل عاقبته لي رشداً.
أجمل الأدعية المكتوبة لليوم الثالث والعشرين من رمضان
العبد يبلغ قربه من الله وهو ساجد في صلاته أو حين يرفع يديه متضرعًا بالدعاء ويَلجأ إلى ربه بقلب متواضع مليء بالرجاء ومع اقترابنا من ختام هذا الشهر الفضيل تتضاعف الأدعية في هذه الأيام المباركة وخاصة في ليلة الثالث والعشرين من رمضان إليك مجموعة من الأدعية المستحبة في هذه الليلة العظيمة:
- اللهم إنك عفوٌ كريم تحب العفو فاعفُ عني واغفر لي وجُد عليَّ برضاك ورحمتك يا أرحم الراحمين.
- اللهم ارزقنا إيمانًا خالصًا لا يشوبه رياء ويقينًا قويًا لا يتسلل إليه الشك وامنحنا رحمة واسعة تُسكن قلوبنا وتجعلنا من أهل قربك وكرامتك في الدنيا والآخرة.
- اللهم ارزقنا من فضلك رزقًا طيبًا حلالًا مُباركًا فيه وأغننا بعطائك وكرمك عن الحاجة إلى غيرك واستر عيوبنا واحفظنا من شرور ما يحيط بنا.
- اللهم اجعلنا من الفائزين بعظيم عطائك والمقبولين بقضائك وامنحنا درجات الشهداء وأعمار السعداء وانصرنا على من عادانا وعداك بقدرتك يا قوي يا متين.
- اللهم اجعلنا من عبادك المخلصين الذين يهتدون بهداك ويدلون الناس على الخير واحفظنا من أن نضل أو نظل أحدًا واجعل المحبة والود بين قلوبنا في طاعتك وابعِد عنا كل من يعاديك أو يزيغ عن طريق الحق.
- اللهم نعوذ بك من زوال نعمتك ومن تغير عافيتك ومن حلول نقمتك بغتة ونعوذ بك من غضبك وعقابك فاحمنا برحمتك الواسعة واجعلنا دائمًا في كنفك يا أرحم الراحمين.
الدعاء المأثور في ليلة القدر المستجابة
- يا الله يا واسع الكرم ويا عفو يا رحيم نسألك عفوك ومغفرتك ورحمتك في هذه الليالي الطيبات اللهُم اجعلنا ممن نالتهم بركات ليلة القدر وعطاياها ومن تحققت لهم دعواتهم اللهُم افتح لنا كنوز السماء وألهمنا السعي لما تحبه وترضاه اللهُم بلغنا نور ليلة القدر وبركتها وارزقنا فيها من الخير والبركات اللهُم اجعل دعواتنا مستجابة وأمنياتنا محققة اللهُم احسبنا في سجل عتقائك من النار واكتب لنا من النعيم المقيم بابًا لا يُغلق أبدًا اللهُم وفقنا ووالدينا وأحبابنا وكل المسلمين لما فيه الخير وارزقنا القبول في هذه الليلة المباركة واملأ أيامنا برحمتك وعفوك وتوفيقك.
- اللهُم يا رحيم الطبع ويا ودود يا كريم يا من تحب العفو وتعفو عن عبادك نسألك يا رب الكون ألا تحرمنا من شرف ليلة القدر وأجرها اللهُم اجعلها لنا تبديلًا للأقدار ومفتاحًا للرزق والعطايا اللهُم نحن نتوجه إليك بالدعاء فاسمع منا دعواتنا وحقق لنا أمانينا اللهُم اجعل ما نرجوه منك مستجابًا وما نتمناه محققًا نسألك يا أكرم الأكرمين أن تفتح لنا أبواب البركات والمغفرة في هذه الليلة وأن تشمل بعطفك كل من دعاك ورجاك اللهُم ارزقنا فوق ما نتمناه وأعظم مما يُدركه تفكيرنا وأصلح لنا شأننا كله يا أرحم الراحمين.
فضل الدعاء في يوم الثالث والعشرين من شهر رمضان
يُعَدُّ دعاء اليوم الثالث والعشرين من شهر رمضان الفضيل محطة مميزة من محطات الشهر الكريم حيث تتزامن هذه الليلة مع الأيام الفردية التي تأتي في الثلث الأخير من الشهر المبارك ولهذا اليوم فضل كبير وأثر عظيم عند الله سبحانه وتعالى تُعَدُّ هذه الليلة فرصة عظيمة للمسلم الذي يخلص النية ويكثر من الدعاء والتقرب إلى الله تعالى طمعًا في رحمته وفضله فينال بذلك خير الدنيا والآخرة ومن يُداوم على الطاعات في هذا اليوم العظيم تَشمله بركات عديدة منها:
- أن الله سبحانه وتعالى ييسر له المرور على الصراط بسرعة فائقة كالبرق ويجمعه مع الأنبياء والصديقين والشهداء والصالحين الذين هم أفضل الخلق وأحبهم إلى الله فينال بذلك رفقة مباركة ومكانة عظيمة تتجلى فيها رحمة الله وكرمه يوم القيامة.
- أن المخلصين في الدعاء يُستجاب لهم فيفيض الله عليهم بمحبته ورضاه ويكرمهم بمغفرته الواسعة وبرحمته الشاملة في الآخرة فيكون من المقبولين في الدنيا ومن الفائزين برضا الله ورحمته في الآخرة مما يُؤْمِنُ لهم خيرًا عظيمًا وأجرًا كبيرًا.
أفضل العبادات والأعمال في يوم الثالث والعشرين من رمضان
رمضان هو شهر التزكية والطاعات ويتمتع بطقوس روحانية خاصة تعكس قرب العبد من ربه وابتعاده عن كل ما يسيء إلى دينه وأخلاقه وفي الثالث والعشرين من رمضان يحرص المسلمون على اغتنام هذا اليوم الفضيل بالتقرب إلى الله بأداء مختلف الأعمال الصالحة التي تسهم في زيادة حسناتهم وتوطيد علاقتهم بالخالق ومن أبرز هذه الأعمال:
- الاجتهاد في العبادات مثل قراءة القرآن والتسبيح والاستغفار حيث يحرص المسلم على المداومة على الذكر في كل حين سواء كان جالساً أو قائماً مما يعزز إيمانه ويزيد تقربه من الله عز وجل خاصة في هذا الشهر العظيم الذي تكثر فيه بركات الرحمة والمغفرة.
- اجتناب الأفعال المسيئة مثل الكذب والسرقة والظلم والتعدي على حقوق الآخرين حيث يبذل المسلم قصارى جهده للابتعاد عن هذه التصرفات طوال حياته ولكن في رمضان يكون الاجتهاد في تجنبها أعظم وأوجب حتى يكون صومه تاماً ومقبولاً عند الله.
- المبادرة بإصلاح ذات البين وإنهاء الخلافات والنزاعات بين الأفراد حيث يسعى المسلم أن يجعل هذا الشهر الكريم فرصة للتسامح ونشر المحبة بينه وبين الآخرين متذكراً أنه شهر الرحمة والتواصل الودّي وإعادة بناء العلاقات الطيبة التي دعا إليها ديننا الحنيف.
- الحرص على قيام الليل وصلاة التهجد في أواخر الشهر وخاصة في الليالي الوترية كتلك التي تصادف الثالث والعشرين من رمضان حيث يستغل وقت السحر بالصلاة والدعاء رغبة في نيل الثواب المضاعف في هذا الشهر الفضيل الذي تتزايد فيه الحسنات وتتنوع فيه أوجه الخير.
- الالتزام بصلة الأرحام وتقديم الصدقات للمحتاجين حيث تعد هذه الأعمال من أحب الطاعات إلى الله ورسوله خاصة في رمضان فهي تسهم في تقوية الروابط الأسرية وتعزيز مشاعر التكافل الاجتماعي مما يساهم في نشر أجواء المودة والخير داخل المجتمع ويعكس روحانية الشهر الفضيل التي تدعو إلى التآخي والتراحم.
الدعاء المستجاب في ليلة القدر
- الدعاء في ليلة القدر من أعظم العبادات التي يُستحب فيها الالتزام بجوامع الكلم كما وجهنا النبي صلى الله عليه وسلم حين دعا قائلاً: اللهم إني أسألك من الخير كله عاجله وآجله، ما علمت منه وما لم أعلم وأعوذ بك من الشر كله عاجله وآجله، ما علمت منه وما لم أعلم اللهم إني أسألك من خير ما سألك عبدك ونبيك وأعوذ بك من شر ما عاذ به عبدك ونبيك ويشمل هذا الدعاء معانٍ عظيمة ومهمة تلخص احتياجات الإنسان في حياته لينال الخير بكل أنواعه ويبتعد عن الشر بجميع طرقه بما يفيد المسلم سعياً خلف السلامة والخير في الدنيا والآخرة.
- اللهم إني أسألك الجنة وما قرب إليها من قول أو عمل وأعوذ بك من النار وما قرب إليها من قول أو عمل وأسألك أن تجعل كل قضاء قضيته لي خيراً وهذا الدعاء الذي ورد عن ابن ماجه وصححه الإمام الألباني يشير إلى أهمية أن يتوجه المسلم لله بخالص الدعاء ليهديه إلى السبل المؤدية إلى الجنة ويمنعه عن كل ما قد يُوصله إلى النار وهذا النص يحمل في طياته معاني عظيمة تُلهم المسلم للثبات على الحق والاستقامة في القول والعمل متجنباً مواطن الزلل والضلال.
حين يطل شهر رمضان المبارك على المسلمين يملأ القلوب إحساس بالسعادة والطمأنينة لما يحمله من أجواء روحانية تتفرد بها أيامه ولياليه ومع هذا الشهر الكريم تزداد فرص العبادة التي تقرب العبد من ربه ولعل من أبرز الأعمال التي تُعزز هذا القرب هو قيام الليل والمداومة على الدعاء بخشوع وتذلل بين يدي الله حيث ينصب المسلم في ليله متضرعاً طالباً رضا الله ورحمته ويأتي ذلك الطابع المميز لرمضان بين أوقات السنة لما فيه من تآلف بين الجميع في السباق إلى الطاعات والأعمال الصالحة منتظرين بقلوب مؤمنة ليلة القدر التي جعلها الله هدية لمن اجتهد في عبادته وأخلص في طاعته حيث لا تتكرر هذه النفحات العظيمة إلا مرة واحدة في السنة مما يجعل التنافس لنيل فضلها وأجرها يفوق كل التوقعات راجياً من الله الرحمة والغفران.