تُمثِّل ليلة التاسع والعشرين من شهر رمضان المبارك واحدة من الليالي ذات الشأن الكبير في نفوس المسلمين، فهي من الليالي التي تحمل في طياتها وداع هذا الشهر الكريم الذي يمتاز بأجوائه المميزة وروحانيته العظيمة التي لا تضاهيها أي أيام أخرى على مدار العام تعد هذه الليلة فرصة عظيمة لنيل نفحات الرحمة والمغفرة من الله عز وجل، حيث يُقبل المسلمون على الإكثار من العبادات والصلوات ويُضاعفون الدعاء إلى الله سبحانه وتعالى بأسمائه الحسنى وصفاته العلى،طالبين منه العتق من النار وشمولهم برحمته ومغفرته التي لا يحدها حد.
- دعاء ليلة التاسع والعشرين من رمضان: ورد عن ابن عباس رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال: “اللَّهُمَّ ارْزُقْنِي لَيْلَةَ الْقَدْرِ وَصَيِّرْ لِي كُلَّ عُسْرٍ إِلَى يُسْرٍ وَاقْبَلْ مَعَاذِيرِي وَحُطَّ عَنِّي الْوِزْرَ يَا رَحِيماً بِعِبَادِهِ الْمُؤْمِنِينَ”، وفي هذا الدعاء يتوجه العبد إلى ربه بالدعاء لنيل بركة هذه الليلة المباركة التي تأتي في العشر الأواخر من رمضان، سائلًا الله الرزق بها لما فيها من عظيم الأجر والفضل متضرعًا لتحويل العسر إلى يسر وإزالة الذنوب والخطايا وقبول التوبة بما يُظهر رجاء العبد في رحمة الله وسعة عفوه.
- ثواب دعاء اليوم التاسع والعشرين من رمضان: جاء في الثواب العظيم المترتب على الدعاء في هذا اليوم: “مَنْ دَعَا بِهِ بُنِيَ لَهُ أَلْفُ مَدِينَةٍ فِي الْجَنَّةِ مِنَ الذَّهَبِ وَالْفِضَّةِ وَالزُّمُرُّدِ وَاللُّؤْلُؤِ”. إذ يعكس عظم الأجر الذي أعده الله لعباده الذين يُقبلون عليه في هذه الليلة بالدعاء الصادق والخشوع، فهذا الوعد الكريم الذي يربط بين الدعاء وأجر الآخرة يُبرز أهمية الاجتهاد في هذه الليلة المفعمة بالخيرات والبركات التي لا تُحصى، ويُلهم المسلم للمثابرة في طلب الأجر العظيم الذي خص الله به عباده المتقين في هذه الليالي المباركة.
كما يمكنكم تحميل الادعية بصيغة PDF عبر الولوج لهذا الرابط “من هنا“
الدعاء المستجاب في ليلة 29 من رمضان
تتميز ليلة 29 من رمضان بمكانة عظيمة في قلوب المسلمين لما لها من فضل وبركة فقد تكون هذه الليلة إحدى ليالي القدر التي أكرم الله بها عباده والدعاء فيها يُعد من أعظم القربات التي يتقرب بها العبد إلى الله سبحانه وتعالى حيث ينال الدعاء فيها استجابة من الله بإذنه وإذا لم تُستجب الدعوة كما يتمنى الداعي فقد يكون في ذلك الخير كله إما بدفع بلاء أو بتأخير الإجابة لحكمة يعلمها الله أو بادخار الأجر للدار الآخرة فالدعاء في حد ذاته عبادة لله تعكس التوكل عليه والرغبة في رحمته ومغفرته ومن أجمل الأدعية التي يمكن للمرء أن يرددها في هذه الليلة المباركة ما يأتي:
- اللَّهُمَّ ارزقني التوفيق لقيام ليلة القدر وامنحني من كل ضيق مُخرَجًا ومن كل همٍّ فرجًا واغفر لي كافة ذنوبي ما ظهر منها وما بطن وأبدلها بحسنات برحمتك الواسعة يا غفور يا رحيم يا أكرم الأكرمين يا الله الذي يعلم ضعفي ويقدر حاجتي.
- اللهم أنعِم عليَّ بالصحة والعافية في بدني وسمعي وبصري وبارك لي في حياتي كلها لا إله إلا أنت الواحد الأحد الفرد الصمد أسلم أمري لك وأرجوك أن تصرف عني شقاء الكفر والفقر وأعُوذُ برحمتك يا الله من عذاب القبر رحمتك وسعت كل شيء فأفيض بها علي يا رب العالمين.
- يا رب العالمين أعِنِّي على طاعتك وكن لي سندًا فيما أعانيه ولا تجعل أحدًا يتسلط عليَّ أو يغلبني اجعل لطفك دائمًا يشملني وهب لي الحكمة والهدى واملأ طريقي بالهدوء واليسر اجعلني من عبادك الذين يتقربون إليك في الصلاة والذكر وامنحني طمأنينة القلب واجعل ايماني بك يقينًا وصدقًا.
- اللَّهُمَّ طهرني من كل ذنوبي سواء كانت عظيمة أو صغيرة واقبل مني التوبة الصادقة وأزل عن صدري ما يعكر صفو قلبي واجعل دعواتي مستجابة يا الله وثبتني على دينك واجعل أهدافي ونياتي تتجه لما تحبه وترضاه وارزقني سلامة القلب وصفاء النفس بعيدًا عن كل شر.
صيغة الدعاء المكتوب لليلة 29 من رمضان 1446
تُعتبر ليلة القدر من أعظم ليالي العام وأقربها إلى رحمة الله فهي ليلة مباركة وعظيمة تتنزل فيها الملائكة ويعم فيها السلام حتى مطلع الفجر وقد خصها الله بفضلٍ كبير وأجرٍ عظيم فهي إحدى ليالي العشر الأواخر من شهر رمضان المبارك ولأجل ذلك يجب علينا الاجتهاد فيها بالعبادة واستحضار القلب في الدعاء لعلنا ننال من فيض بركتها وأجرها العظيم:
- اللَّهُمّ بعلمكَ الذي يُحيطُ بالغيوب وقدرتكَ التي وسِعَت كُلَّ المخلوقات أحيني إن كانت الحياة خيرًا لي فأنتَ أعلم بما يصلح لي من أمري وتوفّني إن كان الموت أرحم لي عندك وأفضل لي عند لقائك.
- اللَّهُمّ أسألُكَ خشيتكَ في السرِّ والعلانية وأسألك أن تقلِب قلبي لما يرضيك وتجعلَ لساني ناطقًا بالحق في الغضب والرضا وأسألك أن تمنحني القناعة والاعتدال سواء كنتُ غنيًّا أو فقيرًا وأسألك يا كريم رزقًا لا ينقطع وعينًا تقر بالفرح وسكينة تسكن القلب لا تزول وعافية تدوم وأسألُكَ حياةً طيبة في الدنيا وراحةً وسلامًا بعد الموت ولذة النظر إلى وجهك الكريم والشوق إلى لقائك بغير ضرٍّ ولا فتنة ترِدني عنها اللَّهُمّ زينا بزينةِ الإيمان وارزقنا عملًا صالحًا يُقرِّبنا منك ويعيدنا إليك.
- اللَّهُمّ اعفُ عنّا وامنحنا العافية في ديننا ودنيانا وفي آخرتنا ومعاشنا وأهلنا وكل ما رزقتنا اللَّهُمّ استر عيوبنا وامحِ هموم قلوبنا وأبدل خوفَنا أمانًا واحفظنا بعينك التي لا تنام ورد عنا كل البلاء سواء أكان أمامنا أم خلفنا أو عن يميننا أو يسارنا أو من فوقنا ونعوذ بعظمتك من أن يُصيبنا مكروه من تحتنا.
الفوائد الصحية والروحية لصيام شهر رمضان
صيام شهر رمضان يقدم للإنسان فوائد عظيمة تشمل الجوانب الروحية والجسدية حيث يتيح للصائم فرصة لتجديد إيمانه وتعميق علاقته بالله وتزكية نفسه بالإضافة إلى تعزيز الروابط الاجتماعية والحصول على العديد من الفوائد الصحية والنفسية في هذا الشهر الفضيل يتحقق للمسلم العديد من القيم النبيلة التي يمكنها أن تؤثر إيجابيًا على حياته في مختلف نواحيها ومن أبرز هذه الفوائد:
- يُعزز الترابط الأسري خلال هذا الشهر المبارك من خلال اجتماع أفراد العائلة اليومي على مائدة الإفطار مما يساهم في تقوية العلاقات بينهم ويزيد من أواصر المحبة والتفاهم حيث تصبح هذه اللقاءات مناسبة للتواصل العائلي والتقارب بشكل طبيعي وميسر.
- الصيام يُنمِّي لدى المسلم شعورًا عميقًا بمعاناة الفقراء والمحتاجين ما يجعله أكثر تعاطفًا وإحساسًا بآلامهم ويدفعه إلى بذل العطاء من مال الله الذي رزقه به. في هذا الشهر الفضيل يتنافس المسلمون في تقديم المساعدات بسخاء وإخلاص حيث يصبح الجود والكرم من أبرز سمات هذا الشهر المبارك.
- يمتاز رمضان بكونه شهرًا مليئًا برحمات الله وبركاته إذ تتفتح فيه أبواب المغفرة والرحمة لعباده مما يشجع المسلم على التوبة والرجوع إلى الله ويُعتبر فرصة عظيمة للتخلص من الذنوب والإقبال بصدق على الخالق فضلًا عن أن الله يعتق الكثير من عباده من النار بفضله وكرمه في هذا الموسم الإيماني المميز.
- الصيام يُقدم فوائد صحية جمة حيث يسمح للجسم بتنقية نفسه من السموم المُتراكمة مع مرور الزمن كما يساهم في تنظيم وظائف المعدة والجهاز الهضمي مما ينعكس بشكل إيجابي على الصحة العامة والنشاط البدني ليشعر الصائم بمزيد من الحيوية والانتعاش خلال أيام الشهر الفضيل.
- رمضان يُطلق روح الوحدة والتلاحم في الأمة الإسلامية حيث يجتمع المسلمون على الصيام طيلة النهار وتناول الإفطار عند أذان المغرب ما يعزز قيمة الاجتماع والتضامن. بالإضافة إلى ذلك تُعد صلاة الجماعة والتراويح من أبرز المظاهر التي تُظهر الترابط بين القلوب وتعزز شعور المحبة والإخاء بين المصلين مما ينمي الشعور بالانتماء إلى مجتمع موحد يقوم على المحبة والرحمة المتبادلة.
دعاء مُخصص لأجل المسجد الأقصى المحاصر خلال شهر رمضان
- الَّذِينَ أُخْرِجُوا مِن دِيَارِهِم بِغَيْرِ حَقٍّ إِلَّا أَنْ يَقُولُوا رَبُّنَا اللَّهُ وَلَيَنصُرَنَّ اللَّهُ مَنْ يَنصُرُهُ ۗ إِنَّ اللَّهَ لَقَوِيٌّ عَزِيزٌ، اللّهُمَّ إنّا نفوض إليك أمر المسجد الأقصى وأطرافه ومصلاه وساحاته وكل من دافع عنه وحماه من الظلم والطغيان، اللّهم احفظ ساحاته واحم أركانه واجعل حجارته وأشجاره وجدرانه حصنًا متينًا لمن دافع عنه ورداءً واقيًا من بطش الظالمين، واجعل أصوات الأذان وروح القرآن عنوان نصرهم وأملهم وثبّتهم بنصرك العظيم على من بغى عليهم حسبنا الله ونعم الوكيل يا أرحم الراحمين.
- يا إله السماوات والأرض ندعوك بأسمائك الحسنى وصفاتك العليا أن تنصر إخواننا في فلسطين وأن ترفع البلاء عنهم وترد كيد أعدائهم في نحورهم، اللهم انصرهم على من عاداهم ومدّهم بقوة وعزيمة منك اللَّهم قوّ ثباتهم وثبّت قلوبهم واتّجاهاتهم نحو الحق والعدل.
- اللّهُمّ اجعل النصر قريبًا لهم وكن لهم ولا تكن عليهم وامددهم بجنودك التي لا تُرى وحرّك الموازين لرفع الظلم الثقيل عن كاهلهم.
- اللهم خفف عنهم ألمهم واشفِ مرضاهم وكن معينًا لكل من يدافع عن حرماتهم.
- اللَّهم إن أهل فلسطين في ودائعك فاحفظهم وكن لهم خير معين يا ذا القوة والجلال.
كرم الله علينا في شهر رمضان يشمل كل أنواع العطايا والخيرات فاليوم التاسع والعشرون من هذا الشهر الفضيل يمثل فرصة ثمينة لكل من يرجو الإجابة من الله وكل من لديه دعوة أو أمل يسكن قلبه لما لهذا اليوم المبارك من بركاتٍ عظيمة وأثر عميق لمن يدعو الله فيه بيقين وإخلاص ومن رحمات الله الواسعة أن يأتي شهر رمضان جامعًا بين القربات والطاعات التي تعزز الروحانية وتجعلنا من المقربين إلى الله لذا علينا اغتنام هذه الأيام الكريمة بمزيد من الدعاء والصلوات في مواقيتها وزيادة أعمال التطوع والنوافل ليزداد رصيدنا من الخيرات ويتضاعف ميزان حسناتنا ونسأل الله أن يجعلنا من المقبولين ويمنحنا السكينة والرضا في الدارين.