عندما يكون الإنسان محاطًا بأهله وأصدقائه يخف عليه الشعور بالحزن والضيق لكن حين يفقد شخصًا عزيزًا يظل الأثر في قلبه لفترة طويلة ولا يزول بسهولة فالإنسان هو أشرف المخلوقات التي كرّمها الله سبحانه وتعالى ولذلك فإن أقرب الناس إليه يتأثرون لفراقه أما إن كان المفقود شيئًا ماديًا فمن الأفضل أن يتوجه إلى الله بالدعاء ليعوّضه بأفضل منه وإن كان ما فقده عزيزًا على قلبه فيسأل الله أن يرده إليه وهناك العديد من الأدعية التي يمكن أن يلجأ إليها المسلم في مثل هذه المواقف.
- اللَّهُمَّ رَبَّ الضَّالَّةِ هَادِيَ الضَّالَّةِ، تَهْدِي مِنَ الضَّلَالَةِ، رُدَّ عَلَيَّ ضَالَّتِي بِقُدْرَتِكَ وَسُلْطَانِكَ مِنْ عَطَائِكَ وَفَضْلِكَ.
- اللهم يا جامع الناس ليوم لا ريب فيه اجمع بيني وبين ضالتي.
لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين سبحان الله وبحمده عدد خلقه ورضا نفسه وزنة عرشه ومداد كلماته اللهم صب علينا الخير صباً صباً ولا تجعل عيشنا كداً كداً.
ويُستحب الإكثار من تلاوة قوله تعالى: “وَوَجَدَكَ ضَالًّا فَهَدَى” وكذلك الدعاء بـ “يا جامع الناس ليوم لا ريب فيه إن الله لا يُخلف الميعاد اجمع بيني وبين كذا” مع ذكر الشيء المفقود باسمه.
الدعاء المستحب عند فقدان المتعلقات
- اللهم يا رب كل ضالة ويا هادي كل من تاه، تهدي الحائر وترد المفقود، أسألك بقدرتك وسلطانك أن ترد علي ضالتي، يا كريم اللهم يا جامع الناس ليوم لا ريب فيه اجمع بيني وبين ما أضاعته يداي بحكمتك ولطفك.
- اللهم ارزقني من واسع فضلك رزقًا لا يكون لأحد فيه منة علي، ولا يكون في آخرتي تبعة، ورد إليّ ما فقدت بعفوك ورحمتك، فإنك وحدك القادر على كل شيء.
- اللهم اجبر قلبي بكل خير، وعوضني عن كل ألم مررت به بفرح يسكن أعماقي، وعن كل ابتلاء فرجًا يزيل همومي، وعن كل خسارة فوزًا يرفع منزلتي، وعن كل ظلم عدلًا يعيد إليّ حقوقي، وعن كل فرصة ضاعت بأخرى خيرًا منها، وعن كل غائب قُرة عين وسرورًا يا أكرم الأكرمين.
- اللهم ارزقني عوض الصابرين في الدنيا والآخرة، أنت وحدك رجائي وأملي، فاجعل حسن ظني بك سببًا لطمأنينة نفسي وشفائها، وارزقني التوفيق في قولي وعملي، وارحمني بعطائك الذي لا ينفد.
الدعاء المجاب عند البحث عن المفقودات
يواجه الكثير من الأشخاص مشكلة فقدان أشيائهم الخاصة ويبذلون جهدًا كبيرًا في البحث عنها ولكن الإسلام لم يترك جانبًا من جوانب الحياة إلا وتطرق إليه وقد وردت أدعية مأثورة تساعد الشخص على إيجاد ما فقده بإذن الله ومن الأدعية التي يمكن ترديدها:
- دعاء مأثور عن فقدان الأشياء: “اللَّهُمَّ رَبَّ الضَّالَّةِ هَادِيَ الضَّالَّةِ، تَهْدِي مِنَ الضَّلَالَةِ رُدَّ عَلَيَّ ضَالَّتِي بِقُدْرَتِكَ وَسُلْطَانِكَ مِنْ عَطَائِكَ وَفَضْلِكَ”.
- وقد يُقال أيضًا: “اللهم يا جامع الناس ليومٍ لا ريب فيه اجمع بيني وبين ضالتي”.
- ومن الأدعية التي يمكن الدعاء بها عند فقدان شيء مهم: “اللهم اكفني بحلالك عن حرامك وأغنني بفضلك عمن سواك اللهم إني أعوذ بك من الهم والحزن والكسل والبخل وضلع الدين وغلبة الرجال”.
- كما يُستحب التضرع إلى الله بهذا الدعاء: “اللهم ارزقني رزقًا لا تجعل لأحدٍ فيه مِنّةً ولا في الآخرة عليه تبعة برحمتك يا أرحم الراحمين”.
الدعاء المشروع عند ضياع الممتلكات
عند فقدان شيء ذي قيمة، يلجأ المسلم إلى الله بالدعاء، فهو وسيلة عظيمة لطلب العون والتوفيق إذ يُعد الدعاء من العبادات التي لا تقتصر على أوقات محددة بل هو صلة دائمة بين العبد وربه في السراء والضراء وقد وردت في السنة النبوية أدعية يُستحب للمسلم أن يقولها عند ضياع الممتلكات أو فقدانها راجيًا من الله أن ييسر له العثور عليها أو يعوضه خيرًا منها ومن هذه الأدعية:
- اللهم صُبَّ علينا الخير صَبًّا صَبًّا ولا تجعل عيشنا كَدًّا كَدًّا.
- اللهم إن كان رزقي في السماء فأنزله وإن كان في بطن الأرض فأخرجه وإن كان بعيدًا فقربه وإن كان عسيرًا فيسره وإن كان قليلًا فأكثره وبارك فيه برحمتك يا أرحم الراحمين يا ودود يا ودود، يا ذا العرش المجيد، يا مُبدِئ يا معيد.
- يا فعّالًا لما يريد أسألك بنور وجهك الذي ملأ أركان عرشك وأسألك بقدرتك التي قدرت بها على جميع خلقك وأسألك برحمتك التي وسعت كل شيء (يذكر الحاجة) لا إله إلا أنت يا مغيث أغثني يا مغيث أغثني يا مغيث أغثني.
الطريقة الصحيحة لبدء الدعاء
للبدء في الدعاء بالشكل الصحيح ينبغي للإنسان أن يلتزم ببعض الآداب التي تعينه على قبول دعائه إذ أن لهذه الآداب أثرًا كبيرًا في استجابة الدعاء والتي من ضمنها:
- يُخلص العبد في دعائه لله وحده دون رياء أو طلب لمصلحة دنيوية بحيث يكون الدعاء نابعًا من القلب بنية صادقة وخالصة لوجه الله سبحانه وتعالى.
- يبدأ العبد دعاءه بحمد الله سبحانه والثناء عليه فيشكره على النعم التي أنعم بها عليه لأن شكر النعم سبب في دوامها وزيادتها.
- يُتبع الحمد لله بالصلاة والسلام على النبي محمد صلى الله عليه وسلم إذ أن الصلاة عليه تعد من أسباب استجابة الدعاء وتفتح أبواب الرحمة والبركة.
- يدعو العبد بما يشاء من أمور الدنيا والآخرة بخشوع وتضرع ويُستحب له أن يُنهي دعاءه بالصلاة على النبي محمد صلى الله عليه وسلم مرة أخرى فالجمع بين الدعاء والصلاة على النبي يحمل خيرًا عظيمًا وبركة واسعة.
شروط الدعاء والعوامل المؤثرة في استجابته
الدعاء له شروط معينة يجب توفرها حتى يُستجاب فما هناك عدة عوامل تؤثر في قبول الدعاء وتحقيق الإجابة بإذن الله:
- يجب على المسلم أن يكون عنده يقين كامل أن الله سبحانه وتعالى سوف يستجيب دعاءه ولا يستعجل الإجابة لأن استعجالها من الأمور المنهي عنها.
- يجب أن يكون الدعاء نابعًا من القلب مع حضور الخشوع فالداعي ينبغي أن يكون مستحضرًا عظمة الله وهو يدعو.
- على المؤمن أن يداوم على الدعاء سواء في أوقات الرخاء أو الشدة فمن اعتاد اللجوء إلى الله في الرخاء يجد استجابة دعائه في أوقات الكرب.
- يجب أن يكون الدعاء خالصًا لله تعالى دون توسل أو سؤال لأحد غيره فالله وحده هو القادر على كل شيء.
- لا يجوز للإنسان أن يدعو على نفسه أو على أهله وأبنائه لأن ذلك من التعدي في الدعاء والله سبحانه وتعالى نهى عنه.
- عند الدعاء يستحب أن يكون الصوت خافتًا دون رفعٍ شديد فالله يسمع الدعاء حتى لو كان في القلب.
- يفضل أن يبدأ الداعي بالاستغفار عن ذنوبه قبل الدعاء وأن يشكر الله على نعمه فالشكر من أسباب استجابة الدعاء.
- الحرص على الالتزام بالأعمال الصالحة والإكثار منها لأن الطاعات تقرب العبد من ربه وتساهم في استجابة الدعاء.
- اختيار الأوقات التي يرجى فيها قبول الدعاء مثل الثلث الأخير من الليل وأثناء السجود وفي الفترة التي تكون بين الأذان والإقامة.
- يجب أن يكون الدعاء عفويًا وغير متكلف مع تجنب السجع المتعمد فالأفضل أن يكون الدعاء صادقًا وبأسلوب بسيط.
- إذا كان على الإنسان حقوق للآخرين فيجب عليه إعادتها لأصحابها مع الصدق في التوبة لأن حقوق العباد لا تغفر إلا بإرجاعها.
- يستحب تكرار الدعاء ثلاث مرات وأن يكون الداعي مستقبلًا للقبلة مع رفع يديه فقد كان النبي ﷺ يدعو بهذه الطريقة.
- البدء بالدعاء للنفس ثم الدعاء للآخرين من المسلمين والإلحاح في الطلب مع التوسل إلى الله بأسمائه الحسنى وصفاته العلى.
- التقرب إلى الله من خلال الإكثار من النوافل فالأعمال التطوعية من أعظم أسباب قبول الدعاء واستجابته.
- لا يجوز أن يدعو الإنسان بمعصية أو بأي أمر فيه قطيعة رحم فالدعاء الذي يحمل هذا النوع من التعدي غير مقبول.
- على المسلم أن يحرص على الالتزام بالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر والابتعاد عن المعاصي ففعل الذنوب يؤدي إلى منع استجابة الدعاء.
الأوقات التي تتضاعف فيها فرص استجابة الدعاء
هناك أوقات عظيمة يكون فيها الدعاء أقرب للإجابة وهي لحظات فضل ورحمة من الله ينبغي اغتنامها والإكثار من الدعاء فيها:
- وقت السَّحَر، وهو آخر الليل قبل الفجر، حين ينزل الله سبحانه نزولًا يليق بجلاله فيقول: “هل من داع فأستجيب له”، فالدعاء في هذا الوقت له منزلة عظيمة.
- يوم عرفة، وهو من أعظم أيام السنة، تُرفع فيه الدرجات وتُغفر الذنوب، والدعاء فيه مستجاب بإذن الله.
- وقت نزول المطر، حيث يكون الدعاء أثناء نزول المطر من أوقات الإجابة، لأن المطر رحمة من الله.
- ليلة القدر، وهي الليلة التي تُكتب فيها الأقدار وتنزل فيها الملائكة، ومن وُفق فيها للدعاء فقد نال خيرًا عظيمًا.
- الدعاء بين الأذان والإقامة، وهو من الأوقات التي ورد فيها أن الدعاء يكون فيها مستجابًا، لكونها وقت ذكر وإقبال على الصلاة.
- دعاء الصائم عند فطره، فالصائم له دعوة لا تُرَد عند إفطاره، وهو وقت بركة ورحمة.
- عند شرب ماء زمزم، وقد قال النبي ﷺ: “ماء زمزم لما شُرب له”، فمن دعا عقب شربه بنية صادقة تحقق له ما يرجو.
- الدعاء أثناء الحج والعمرة، ففي هذه العبادة يكون العبد قريبًا من ربه، خصوصًا عند الطواف والسعي وعند الوقوف بعرفة.
- عند زيارة المريض، فدعاء المريض أو الدعاء عنده له فضل عظيم، لأن قلبه يكون معلقًا بالله في لحظة ضعفه.
- شهر رمضان، وخاصة في العشر الأواخر، حيث يكون الدعاء في هذا الشهر من أسباب الفوز بالخير والرحمة والمغفرة.
على المؤمن أن يحرص على الدعاء في كل الأوقات وألا يمل، فقد وعد الله بالإجابة حيث قال سبحانه في كتابه العزيز: (وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ فَلْيَسْتَجِيبُوا لِي وَلْيُؤْمِنُوا بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ) فالدعاء لا يضيع، فهو إما يُستجاب أو يُدَّخر لصاحبه أو يُرفع به عنه بلاء، وفي كل الأحوال هو عبادة عظيمة تقرب العبد من ربه.
