المصائبَ التي تُصيب الإنسان تكون في بعض الأحيان سببًا في زيادة التحديات التي تواجهه وتعقيد مسار حياته مما قد يمنعه من العيش بطمأنينة وراحة كما اعتاد وهذا الواقع يتطلب من الفرد أن يتحلى بالصبر والثبات في مواجهة الظروف الصعبة التي أثرت على حياته وأثارت في نفسه الحزن والقلق وفي الوقت ذاته ينبغي عليه أن يتقرب من الله عز وجل بإخلاص ويدعوه أن يكشف عنه الضر ويرفع عنه البلاء ويحفظه من الشرور والفتن التي قد تُحيط به فغالبًا ما تكون المصائب اختبارًا من الله سبحانه وتعالى لإيمان العبد ومدى قوة صبره وقربه من خالقه ومن أصدق ما يمكن للإنسان أن يلجأ إليه في مثل هذه اللحظات هو الدعاء لله سبحانه وتعالى بأن يرفع عنه المصيبة ويمنحه القوة والسكينة ومن أعظم الأدعية التي تُقال في الأوقات العصيبة الأدعية التالية:
- اللهم اكفني ما أهمني وما لا أنا أحب من الدنيا وما لا أنا لا أملك حولي ولا قوتي لنا، فأنا عبدك الفقير وأنا في كل أمر وحدي بين يديك.
- يا رب إني أسالك صلاة مستجابة وأرزقني في السعادة والنجاة في الدنيا والآخرة.
- اللهم أنت ربي لا إله إلا أنت خلقتني وأنا عبدك على عهدك وعد كلّي واثب، وأنا أعوذ بك في من شر ما قدمت ونفسي.
- اللهم إنه لا يعجزك شيء في الأرض ولا في السماء فاّزال عنّي البلاء وما أصابني من الأذى.
دعاء الصبر عند المصيبة مكتوب
- اللهم ارزقنا صبرًا يهون علينا مصائبنا واجعلنا ممن يتوكلون عليك في كل أمر وكفنا الفتن ما ظهر منها وما بطن وتوفنا على دينك مخلصين يا كريم اجعل الصبر زادنا في الدنيا وأعنا على طاعتك وتجاوز عن سيئاتنا واستر عيوبنا واشملنا بعفوك واغفر لنا تقصيرنا.
- يا رب يا صبور امنحني قلبًا راضيًا بما كتبت وقدرًا على تحمل ما ابتلاني به وارزقني رحمة منك تغمرني وعونًا على ما أهمني واغفر لي ما قدّمت وما أخّرت ولا تعاملني بجهلي وضعفي اللهم ارزقني صبرًا جميلًا لا نفاد له وافتح لي أبواب فرجك ورحمتك يا واسع الرحمة.
- اللهم إني أعوذ بك من كل بلاء لا طاقة لي به ومن كل قضاء يحزنني ويثقلني اللهم اجعلني من عبادك الصالحين الذين إذا أصابتهم مصيبة قالوا إنّا لله وإنّا إليه راجعون اللهم لا تحرمني لطفك ولا تبعدني عن رحمتك ولا تجعلني ممن يبتعد عن سبيلك ويغفل عن ذكرك يا رحيم يا أرحم الراحمين.
- يا مالك الملك ارزقني عزًا في إيماني ورسوخًا في يقيني وثباتًا في محنتي وقوة تعينني على تجاوز ما كتبت لي ويا رحيم الطف في أمري كله وأصلح لي شأني وأزل من طريقي كل عثرة وردّني إليك ردًا جميلًا اللهم لا تجعلني أحزن على شيء فات واجعل لي في كل ضيق مخرجًا وفرجًا قريبًا يا رب العالمين.
- رب اجعل قلبي مطمئنًا بذكرك واملأ أيامي برضاك وامنحني يقينًا يعينني على تجاوز أي محنة وقدرًا على الطاعة والاستقامة ربي اجعل لي نصيبًا من كل خير قسمته لعبادك واغفر لي وارحمني واغنني بفضلك عن كل من سواك يا من بيده الخير كله.
أهمية الصبر عند المصائب
الصبر عند المصيبة يُهذِّب النفس ويُنمّي قُدرتها على التحمّل ويرفع من مستوى إيمان العبد ويربط قلبه بالله لأنه يُساعد الإنسان على البقاء بعيدًا عن الوقوع في المحرمات والمعاصي التي نهى الله عنها مما يجعله يعيش برضا وطمأنينة ويكون أكثر قوة وثباتًا في مواجهة تقلبات الحياة. الصبر يُظهر طاقة داخلية كبيرة وقوة روحانية تمنح الإنسان القدرة على مواصلة الحياة بأمل ويتجلّى هذا في تحمّل المصاعب والشدائد سواء أكانت أمراضًا أو أزمات مالية أو غيرها وأسمى الأمثلة على ذلك حين يضبط الإنسان نفسه في أوقات البلاء فلا يندفع نحو المحرمات ويتمكن من السيطرة على نوازعه ورغباته التي قد تُبعده عن طاعة الله وتورده موارد الهلاك. إضافةً إلى ذلك الصبر يُعلِّم الإنسان أن يكون قوي الإرادة ويُساعده على ترويض نفسه ليُصبح أكثر استقامةً على طريق الخير ويُحافظ على أداء الطاعات والواجبات التي فرضها الله عليه بانتظام فالإنسان الصابر يُتقِن فن الرضا ويبتعد عن التذمّر مما يجعله يتعامل مع شدائد الحياة بهدوء وثبات وهو مُوقِنٌ أنّ كل ما يفعله لله مُحتسبًا أجره وثوابه عند الله جل وعلا وهناك العديد من الجوانب والتفاصيل التي تشرح طريقة التعلّم على الصبر خلال المحن وتُبرز الفضل الكبير الذي يجنيه المؤمن نتيجة تحلّيه بهذه الفضيلة وسنستعرض معًا الطرق التي تساعد على تعزيز هذا الجانب والتفاصيل المرتبطة به بعمق أكبر.
دعاء الصبر عند الابتلاء والمصيبة مستجاب
في لحظات المحن والشدائد عندما تضيق الدنيا بما رحبت يجد المؤمن في الدعاء ملاذًا يخفف عنه العبء ويعينه على الصبر ويمنحه السكينة المحفوفة برجاء القرب من الله والتوكل عليه ومن الدعوات المباركة التي تُقال في مثل هذه الأوقات:
- “اللّهُمّ إنّي أشكو إليك ضعف قوتي وقلّة حيلتي وهواني على النّاس يا أرحم الرّاحمين أنت ربّ المستضعفين وأنت ربي إن لم يكن بك علي غضب فلا أبالي لكن عافيتك هي أوسع لي أعوذ بنور وجهك الذي أشرقت له الظّلمات وصلح عليه أمر الدنيا والآخرة من أن ينزل بي غضبك أو يحلّ عليّ سخطك لك العتبى حتى ترضى ولا حول ولا قوة إلا بك”.
- “اللّهُمّ إنّي عبدك وابن عبدك وابن أمتك ناصيتي بيدك ماضٍ فيّ حكمك عدل فيّ قضاؤك أسألك بكل اسم هو لك سمّيت به نفسك أو أنزلته في كتابك أو علّمته أحدًا من خلقك أو استأثرت به في علم الغيب عندك أن تجعل القرآن العظيم ربيع قلبي ونور صدري وجلاء حزني وذهاب همي”.
- “اللّهُمّ يا صبور صبّرني على ما أصابني وامتحانك لي يا أرحم الرّاحمين اللّهُمّ إني أعوذ بك من زوال نعمتك ومن فجاءة نقمتك ومن تحوّل عافيتك ومن جميع سخطك اللّهُمّ اربط على قلبي وثبّتني على صبرك”.
- “اللّهُمّ إنّي أشكو إليك ضعف قوتي وقلّة حيلتي وهواني على النّاس يا أرحم الرّاحمين إلى من تكلني إلى عدوٍّ يتجهمني أو إلى قريب تملكه أمري؟ إن لم يكن بك غضب عليّ فلا أبالي لكن عافيتك هي أوسع لي أعوذ بنور وجهك الكريم الذي أشرقت له الظّلمات وصلح عليه أمر الدنيا والآخرة من أن ينزل عليّ غضبك أو يحل عليّ سخطك لك العتبى حتى ترضى ولا حول ولا قوة إلا بك”.
أدعية قصيرة للصبر عند المصيبة
-
- اللّهُمَّ إنِّي أدعوكَ بحمدِك العظيمِ وأشهدُ بأنّكَ وحدَك المعبودُ الحقُّ الذي لا شريك له يا من تُعطِي النِّعَم بغير حساب يا مبدِع الخلقِ والوجود يا صاحبَ الجلالِ والجمال يا حيُّ يا قيوم يا من لا تأخذُه سِنَةٌ ولا نوم يا ربَّ الكونِ وسيدَه أسألُكَ أن تُفيضَ عليَّ من رحمتِك وأن تُثبِّت قلبي وتصبرني على ما أصابني.
- اللّهُمَّ إنِّي ألتجئُ إليكَ من مصائبِ الدنيا ومن شِدةِ البلاء ومن ثِقلِ الشقاء الذي ينهك القلوب ومن تلك الأقدار التي لا تُرَد ومن أن يشمت بي أعدائي يا ربَّ السِّتر والعون والنجاة.
- اللّهُمَّ احفظني من زوالِ نعمِكَ ومن أن يتبدَّل حالي إلى ما أكرَه ومن أن تُفاجئني بما يغضبُك عني يا غافرَ الذنوب ويا أكرمَ الأكرمين يا أرحمَ الرَّاحمين.
- اللّهُمَّ يا صاحب العطاء أسألكَ أن تَمُنَّ عليَّ بكلِّ الخير سواء عاجلًا أو مؤجلًا بكلِّ ما أعلمُ أو بما لا أعلم وأعوذُ بك مِن كُلِّ شرٍّ حاضرٍ أو مُقبلٍ مما أدركتُه أو خفيَ عني يا ربَّ احمني ويسّر أمري وأعنِّي.
- يا ربَّ الأكوان اجعلني بأغناك مكتفيًا عن أيِّ إنسان وارضَ عني يا من تُغني من تشاء وتُفقِر من تشاء يا الواحد الأحد يا المتفرد بذاتك وصفاتك اكفني بحلالِك عن حرامِك وأغنني بعنايتِك.
-
- اللّهُمَّ زدني من فرجاتِكَ العظيمة وأخرجني من ضيقِ الدنيا إلى سعةِ رحمتك وبدِّل عني أثقالَ الهموم بنسمات الرضا والقرب إليك وارزقني السكينة وطريقَ الحق المستقيم يا معينَ الملهوفين ويا سامعَ المتضرعين.
- اللّهُمَّ اجعل لي من كلِّ كربٍ أو همٍّ أو ضيقٍ مخرجًا وفرجًا قريبًا وارزقني رزقًا وفيرًا من حيثُ لا أحتسب واغفر لي هفواتي وخطاياي وثبتني على الثقةِ بك وائنس قلبي باليقين في رحمتكَ من دون رجاءٍ في غيرك.
- لا إله إلا الله الحليم العظيم لا إله إلا الله رب العرش الكريم لا إله إلا الله رب السموات والأرض ورب العرش المجيد أسألك باسمك الأعظم تفريج كروبي وطمأنينة قلبي وجلاء حزني يا مجيب الدعوات.
- اللّهُمَّ اجعل كلَّ ما أنعمت به عليَّ بركةً يقودني لما يرضيك وكلّما منعتَني مما أحبه اجعله لي عوضًا خيرًا فيما تحبُّه وترضاه واجعلني راضيًا بما قسمتَ واثقًا بحكمتك يا قويّ يا كريم.
- إنّا لله وإنّا إليه راجعون اللّهُمَّ ارزقنا صبرًا جميلًا يربط على قلوبنا ويلجم ألسنتنا عند المصاب وارزقنا خيرًا مما فقدناه وعوضًا كريمًا برحمتك يا أرحم الراحمين.
- ربَّنا انثر علينا من صبرك وقدرتك التي تعيننا على تثبيت خطانا وتقوية قلوبنا وانصرنا على من بغى علينا يا من قوتُه لا تُضاهى ونصرُه لا يُرد.
- يا ربّ العزة لا تجعلنا نميل عن طريق الحق بعد إذ هديتنا له وارزقنا من فيض رحمتك ما يملأ قلوبنا طمأنينةً وإيمانًا يا واهب النَّعم ويا مُسبغ العطاء.
- اللّهُمَّ ثبّت أقدامنا عند الأزمات والمصائب ونجّنا من السوء وأختم حياتنا على الإسلام والإيمان واجعلنا من المقبولين برحمتك يا واسع المغفرة ويا رحيم بعبادك.
كيفية الصبر على الابتلاء
لتحقيق الصبر أثناء المصيبات والابتلاءات ينبغي على المسلم أن يعتمد على مجموعة من القيم والمُمارسات التي تساعده في التغلب على المحن والاستمرار بثبات وإيمان عميق:
- يجب على المؤمن أن يوقن تماماً بأن الابتلاءات التي يمر بها لا تَهدف إلى تعذيبه أو إرهاقه بل هي رحمة من الله عز وجل ووسيلة لتطهير النفس البشرية من الأخطاء والذنوب فالابتلاء يُعتبر علامة من علامات حب الله لعبده كما أنه يُسهم في رفع درجاته وإيصاله إلى مقام الرسل والأنبياء عليهم السلام.
- من المهم أن يَعي المسلم أن السخط أو الجزع من قضاء الله وقدره لا يجر عليه سوى المشقة والنفور من رحمة الله ومن يُقابل البلاء بالتذمر قد يتعرض إلى غضب الله فيُحرم من الثواب في الدنيا والآخرة فعليه أن يتحلى بالصبر والرضا لاستجلاب رحمة الله ورضوانه.
- على المؤمن أن يرى ابتلاءه من منظور مُقارن بحال الآخرين الذين اختبرهم الله بابتلاءات أشد وأعظم مما يمر به فإن تأمل هذه الحالات وتدبر أحوالهم ورضاهم يُهون عليه البلاء ويُعزز من شعور القناعة في نفسه مما يُشعره بالطمأنينة والراحة النفسية.
- عند مواجهة الشدائد أو المحن يجب أن يقبلها المسلم برضا كامل بقضاء الله مُعتبراً ذلك اختبارًا ربانيًا فيرافق هذا الرضا بالصبر والاحتساب عند الله سبحانه لأنه وعد الصابرين بثواب جزيل وفضل عظيم لا يُضاهيه شيء في الدنيا.
- لا بد للمسلم أن يُدرك بأن الدنيا دار اختبار وامتحان وليست دار راحة أو قرار فهي مرحلة تَمحيص وإعداد لاختبار الإيمان بينما الحياة الحقيقية والدائمة هي الآخرة حيث يُجازى الإنسان وفق عمله إما بالثواب العظيم أو العذاب الأليم.
- على المسلم أن يعزز ثقته بوعد الله سبحانه للصابرين إذ أن الصبر له مكافأة عظيمة كما جاء في قوله تعالى: (… إِنَّمَا يُوَفَّى الصَّابِرُونَ أَجْرَهُمْ بِغَيْرِ حِسَابٍ) مما يُشير إلى الكرم الإلهي الذي يُخصصه للصابرين دون حد أو حدود يُعبر عن عظيم الأجر الذي ينتظرهم وهو تكريم من الله الرحمن الرحيم.
عوامل مساعدة على التحلي بالصبر
توجد العديد من الأمور التي تعين المسلم على التحلي بالصبر والثبات وقت الشدائد والابتلاءات ومن أبرزها:
- يجب أن يُرسخ المسلم في قلبه يقينًا مطلقًا بأن الله سبحانه وتعالى هو القادر وحده على كشف الكروب وتيسير الأمور وأنه مهما بلغت شدة الضائقة وكبر حجمها فإن الله برحمته وقدرته كفيل بتفريجها وإزالتها.
- اللجوء الدائم إلى الله سبحانه وتعالى في جميع الأحوال يُعد من أبرز الوسائل التي تعين المسلم على الصبر حيث يرفع يديه بالدعاء متضرعًا لله يطلب منه القوة والثبات ويرجوه أن يرزقه الصبر والقناعة والرضا بما قسمه له في هذه الحياة.
- من المهم أن يحرص المسلم على أن يرفع شكواه إلى الله وحده دون الناس إذ إن الناس قدراتهم محدودة ولا يستطيعون تغيير الأقدار أو دفع الضُر بينما الله سبحانه وتعالى هو صاحب القدرة والمُلكوت والقادر على تحقيق كل شيء.
- من الواجب على المسلم أن يقاوم مشاعر اليأس والإحباط التي قد تتسلل إليه نتيجة وساوس الشيطان وعليه أن يتذكر دائمًا أن الشيطان هو عدوه الأول وأن هدفه أن يُثني المسلم عن الصبر والثقة بالله سبحانه وتعالى.
- التأمل في قصص الأنبياء والرسل عليهم السلام يُعتبر وسيلة عظيمة لتعلم الصبر حيث يجد المسلم في سيرهم كيف كانوا يتحملون البلاء الشديد والمحن الكبيرة بقلوب مطمئنة ومؤمنة بقدرة الله على الفرج وهذه القصص هي أروع نموذج يمكن الاقتداء به للتعلم من صبرهم وثباتهم.
- على المسلم أن يسلم أمره كله لله سبحانه وتعالى ويؤمن بحكمته وعدله فيما قدره ولكن عليه كذلك أن يأخذ بالأسباب ويصبر على النتائج دون تسرع أو استعجال متيقنًا أن الله كتب لكل أمر وقته المناسب بعلمه وحكمته الشاملة.
مكانة الصبر في مواجهة الابتلاءات وثوابه
للصبر على الابتلاء خيرات عظيمة ومنافع كثيرة لا يمكن حصرها ومن أبرزها:
- حينما يُبتلى المسلم بمحنة أو مصيبة ويستقبلها بصبر واحتساب ورضا بما كتبه الله عليه مع شكره وحمده على كل ما أصابه فإنه يُكتب له أجر عظيم عند الله وثواب كبير لا ينقطع ويصبح جزاؤه من الله نعيم الجنة بما أعده سبحانه لعباده الصابرين.
- الصبر على الشدائد يعكس تسليم المسلم بقضاء الله وقدره وإيمانه العميق بعدل الله وحكمته وهو ما يعزز من شعوره بالطمأنينة والسعادة والراحة النفسية مما يُسهم في تطهير النفس وتقوية الصلة مع الله وزيادة التقوى والإيمان الراسخ في القلب.
- الصبر خلال الأزمات والابتلاءات يُعد من أهم الوسائل التي تؤدي إلى نيل رضا الله ومحبته وهو ما يجعل العبد مؤهلًا للحصول على وعد الله الكريم بدخول الجنة والتمتع بالنعيم الدائم الخالد فيها.
دعاء الصبر عند المصيبة: “اللهمّ إنّي أشكو إليك ضعف قوّتي”
الابتلاء في الحياة يُعد أمرًا لا مفر منه وهو جزء من سنن الله في الدنيا لكي يُختبر صبر المؤمنين ويُميز الله بين من يصبر ويحتسب الأجر عنده وبين من يُظهر التذمر والسخط على قضاء الله سبحانه وتعالى الصبر فضيلة عظيمة تُظهر مدى تسليم المؤمن بقضاء الله وقدره وهو الطريق الذي يرفع الإنسان عند الابتلاء ويُعينه على الاستمرار في طريق الحق دون انحراف المواقف الصعبة التي نمر بها تحتاج منا اللجوء إلى الله بالدعاء والذكر فهي سبيلنا للتقرب منه عز وجل والتخفيف عن قلوبنا ما يثقلها من الهموم كان رسول الله صلى الله عليه وسلم خير قدوة لنا في دعائه المستمر واعتماده على الله في الشدائد والابتلاءات ومن أجمل الأدعية التي كان يناجي بها ربه ويدعو بها في لحظات الضيق والكرب:
- (اللهمّ إنّي أشكو إليك ضعف قوّتي وقلّة حيلتي وهواني على النّاس يا أرحم الراحمين أنت ربّ المستضعفين، وأنت ربّي إلى من تكلني إلى بعيدٍ يتجهّمني أم إلى عدوٍّ ملكته أمري، إن لم يكن بك غضبٌ عليّ فلا أبالي ولكن عافيتك هي أوسع لي أعوذ بنور وجهك الّذي أشرقت به الظّلمات، وصلح عليه أمر الدّنيا والآخرة من أن يحلّ بي غضبك أو يحلّ عليّ سخطك، لك العتبى حتّى ترضى ولا حول ولا قوّة إلّا بك).
أما الدعاء فهو الوسيلة الأقرب للتواصل مع الله في كل الأحوال وخاصة في أوقات الشدة والمحن وهناك العديد من الأدعية الموجودة في الكتاب والسنة والتي تُعين المؤمنين على الصبر عند وقوع المصائب تُعزز إيمانهم وتُثبت أقدامهم عند الابتلاء قد لا نتمكن من جمع كل الأدعية المأثورة هنا نظرًا لتنوعها وكثرتها لكن مشاركتكم لنا بالأدعية التي تحبونها في التعليقات ستفتح بابًا للنفع المتبادل ليعم الخير وينتفع بها كل من يقرأ بهذه الطريقة نؤكد تعاوننا في نشر الخير والعمل الصالح ونسأل الله أن يكون ذلك في ميزان حسنات الجميع.