دعاء الشكر لله يحتل مكانة عميقة ومميزة في حياة الإنسان لأن الله سبحانه وتعالى يغدق على عباده نِعَمًا لا يمكن حصرها أو إحصاؤها ومع ذلك فإن الكثير من الناس قد لا يدركون عظمة هذه النِّعَم إلا بعد أن يفقدوها فعلى سبيل المثال قد لا يستشعر الشخص الصحيح قيمة صحته إلا عندما يُبتلى بالمرض وقد لا يدرك الغني أهمية المال إلا عندما يواجه أزمة مالية صعبة وكذلك الحال بالنسبة لمن يمتلك نعمة البصر فإنه قد لا يلقي اهتمامًا لجمال العالم من حوله حتى يُصاب بفقدان هذه النعمة ويجد نفسه عاجزًا عن الاستمتاع بجمال ما يحيط به.
ولا تقتصر النعم الإلهية على الأمور المادية فقط بل إن أعظم النعم هي نعمة العبادة بحد ذاتها فهي هبة عظيمة ومنحة ربانية من الله سبحانه وتعالى إذ لولا إرادته وعطاياه لما استطعنا الوقوف بين يديه في صلاة الفجر ببصيرة وصفاء ولما كنا قادرين على أداء الفرائض في أوقاتها وحتى قدرتنا على تحمل مشقة الصيام والشعور بالجوع والعطش هي عطاء منه يتجلى في صورة طاقة جبارة على الصبر والجلَد وعندما نتصدق ونمنح المحتاجين فإن هذا الكرم إنما هو نعمة من الله لأنه هو الذي يرزقنا المال وهو من يمنحنا القلوب الرحيمة التي تدفعنا لفعل الخير فكل ما نعيشه ونتحرك فيه هو جزء من ملك الله العظيم وهو الذي يفيض علينا برحمته ويحيط حياتنا بكل ما هو جميل من نعمه وفضله التي لا تنفد.
نصوص أدعية مكتوبة لشكر الله
- يا الله لك الحمد دائمًا وأبدًا طاعتنا لك هي السبيل لرضاك، نتوجه إليك بقلوب تائبة ونطلب منك الهداية أنت الخير كله ومصدر كل النعم نبعد عن معصيتك وعن كل من يجاهر بها ونسألك يا ربنا أن تثبّتنا على طاعتك.
- يا خالق السماوات والأرض نعبدك ونخصص لك الصلاة والسجود وكل ما نفعله مردّه لإرادتك وقدرتك، نسعى لطاعتك راغبين برحمتك وخائفين من عذابك الذي أعددته للكفار، يا أرحم الراحمين اجعل أعمالنا خالصة لوجهك الكريم تغمرها رضاك.
- الحمد لك يا الله شكرًا على عظمتك ونعمك التي لا تعد، أنت صاحب الأمر والقادر على كل شيء أحوالنا كلها بين يديك سواءً كان ذلك ظاهرًا أو خفيًا نعبّدك ونحمدك حمدًا يليق بجلالك يا أكرم الأكرمين ونلتمس رضاك يا من بيده قضاء الحاجات.
- يا كريم لك الحمد كما ينبغي لجلالك وعظيم سلطانك، نحمدك حتى ترضى ونستمر في حمدك إلى أن تقبل منا وتكون راضٍ عنا كلام أنبيائك وأوليائك خير نموذج نتعلم منه شكرًا وحمدًا، يا ربنا أنت النور الذي يضيء السماوات والأرض وأنت العالم بخفايا كل شيء.
- كل الحمد والشكر لك يا الله بفضلك تُحلّ العقد وتُيسر الأمور، أنت من بيده الخير وكل شيء يتم بإرادتك أعفُ عنا يا رحيم واغفر لنا ذنوبنا بجبروتك، تقبّل منا صالح أعمالنا واجعل الفردوس الأعلى مأوانا ونجّنا من عذاب النار اصلح لنا أحوالنا في الدنيا والآخرة يا سميع الدعاء.
- نسألك يا من رحمتك وسعت كل شيء أن تنهي أعمارنا بخير، اغفر لنا خطايانا واستر زلاتنا أنت الأكرم والأعظم من كل شيء وأنت الغفور الرحيم، تجاوز عنّا برحمتك وأحسن ختامنا يا من بيده كل أمور حياتنا.
- الحمد لله الذي تسبح له الشمس والنجوم، وينحني له الشجر والدواب وتذكره الطير في أعشاشها بحمد وتسبيح سبحانك يا من أنعمت علينا بكل الخير، وإليك المصير في النهاية يا من بيده كل شيء وأنت المستحق للتسبيح والحمد.
- سبحانك يا الله اسمك قدوس وأنت المجيد أنت الذي تعرف دقائق خلقنا بكل تفصيلها، صوّرت أجسادنا بقدرة لا يضاهيها أحد جعلت لنا أسباب الحياة من طعام وشراب ليعيشنا فضلك يا عظيم الأجر والعطاء، مددت الأرض والسماء بحكمتك سبحانك يا رب العالمين.
أدعية مخصصة لشكر الله على النعم
- الحمدُ للهِ ربِّ العالمين الذي يُحبُّ دُعاء عباده ويُجيبُ رجاءهم ويتكرمُ على مَنْ أقبل عليه بالحياء ويُكرمُ الذي يُخلص في حبِّه وعبادته ويُوفقُ صاحبَ النيةِ الصادقة والوعدِ الصادق.
- الحمدُ للهِ ربِّ العالمين الذي أحاطَ بعلمهِ كلَّ شيء وأحصى كلَّ شيءٍ عددًا وجعلَ لكلِّ شيءٍ نهايةً محفوظة ولم يُشركْ في مُلكهِ أحدًا وخلقَ الجِنَّ وجعلهم شعوبًا وقبائل وطرائقَ متفرقة.
- سبحانك يا ربَّ العالمين اسمُك أعظمُ الأسماء وذكرُك دواءٌ للقلوبِ وصلاحٌ للأرواح وحبُّك أمانٌ للنفسِ وشفاءٌ للجسد وعطاؤك علينا غزيرٌ وفير لا يُحصى بعلمٍ ولا يُعدُّ أو يُحصرُ بعددٍ.
- الحمدُ للهِ ربِّ العالمين الذي قدَّرَ لكلِّ شيءٍ ميزانًا وللحياةِ نَسَقًا معلومًا وحدَّد للأقدارِ ميقاتًا دقيقًا ولكلِّ أمرٍ عنده حكمةٌ وتدبيرٌ بالغٌ.
- الحمدُ للهِ ربِّ العالمين الذي ارتفعَ بقُدرته فوقَ كلِّ شيء وأحكمَ مقاليدَ الخلقِ بحكمته ومَلَكَ الكونَ بعدلٍ بالغٍ وقدَّرَ الأمور بحلمهِ الواسع وغفر ذنوبَ عبادهِ بكرمه وعفا عن زلّاتهم بستره ونصرَ المُستضعَف على القوي وخلق وأتقنَ وزرع الخير في كل شبرٍ ومكان.
دعاء لحمد الله وشكره
الله سبحانه وتعالى هو المستحق الوحيد للشكر بين جميع خلقه لأنه هو الذي خلقنا وهو المالك لكل شيء حولنا وهو الذي أغدق علينا بنعم لا تُعد ولا تُحصى وهو الذي شملنا برحمته التي تتسع لكافة مخلوقاته لهذا فإنه من الواجب علينا أن نلتفت إليه بالشكر والامتنان دائمًا لأن شكره سبحانه وتعالى يعد من صفات المؤمنين الذين أثنى عليهم في كتابه الكريم بقوله: وقليلٌ من عباديّ شكور، فهذا الشكر يعبر عن تقديرنا لعظمة النعم التي أنعم الله بها علينا وهو نفسه المفتاح الذي يفتح لنا أبواب الخيرات ويجعل البركات تتضاعف.
هناك العديد من الطرق التي يمكننا من خلالها تقديم الشكر لله وأبرزها أن نسعى بكل صدق وإخلاص إلى طاعته والالتزام بأوامره ونسعى بجد حتى تكون عباداتنا خالصة لوجهه الكريم نحرص على أداء الصلاة في أوقاتها دون تأخير ونلتزم بالصيام وبكافة الفرائض التي أمرنا الله بأدائها إضافة إلى ذلك نتجنب تمامًا الوقوع في المعاصي ونبتعد عن أي شيء نهانا الله عنه لأن من المؤسف أن نعصي الله سبحانه وتعالى ونحن في نعمته وبين رزقه وتحت رحمته التي لا تنتهي.
من الجوانب المهمة لشكر الله أنه يجب علينا أن نستخدم نعمه الكثيرة فيما يرضيه وفي ما يخدم طاعته ونتجنب تمامًا استغلالها في معصيته أو ما يؤدي إلى غضبه شكر الله بالقلب يكون من خلال الإيمان المطلق والاعتراف الكامل بأن الله سبحانه وتعالى هو مالك كل النعم دون أن يستطيع أي أحد أن يشاركه في فضله أما شكر اللسان فيتحقق من خلال الحرص على تكرار قول: الحمد لله مع الشعور بالرضا والامتنان الحقيقي وإدراك معنى هذه الكلمة العظيمة وفي الصلاة بالتحديد عندما نرفع من الركوع نقول: سمع الله لمن حمده، التي فيها إعلان واضح بأن الله يسمع لمن يحمده ويشكره وهذا تعبير عن رحمته واستجابته لعباده الشاكرين على الرغم من أنه غني بذاته ولا يحتاج إلى شيء لكنه كريم مع من تقدم له الشكر والامتنان.
دليل إرشادي حول كيفية شكر الله
هناك العديد من الطرق التي يمكن لكل مسلم اتباعها للتعبير عن شكر الله على نعمه وأبرزها:
- المداومة على قول الحمد لله في جميع الأحوال والأوقات مع الترديد المستمر لكلمات التسبيح مثل سبحان الله وبحمده سبحان الله العظيم، فهي عبارات سهلة النطق لكنها تحمل وزنًا كبيرًا في ميزان الحسنات وتعظم قدرها عند الله.
- إظهار الامتنان للأشخاص الذين قدموا المساعدة أو الدعم لأن الله جعل منهم وسيلة لتحقيق الخير، ومن لا يشكر الناس لن يكون قادرًا على شكر الله بالصورة الكاملة.
- تذكُّر فضل الله بعد تناول الطعام والشراب من خلال قول الحمد لله الذي أطعمنا وسقانا من غير حول منا ولا قوة، حيث يعزز هذا القول إدراك الإنسان بأن مصدر النعمة هو الله وحده.
- مشاركة النعم من خلال التصدق على المحتاجين والفقراء والمساكين، فهذه من أفضل طرق الشكر لأنها تعبر عن الاعتراف بأن الله هو واهب المال والنعم، وبالتالي يتم تخصيص جزء منها لمن هم في حاجة إليها.
- حينما ينعم الله علينا بما نحب أو يتحقق أمر طالما انتظرناه، ينبغي علينا الإكثار من قول الحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات تعبيرًا عن اليقين بأن الفضل والنعمة أُتيا من الله وحده.
- التحدث عن نعم الله أمام الآخرين بطريقة بسيطة تعكس الامتنان دون أن تتسم بالمبالغة أو التفاخر، بل يكون الهدف منها تذكير الآخرين بفضل الله وتشجيعهم على شكر نعمته.
ومن الأمور التي تعكس شكر الله بشكل عميق، أداء سجدة الشكر عند سماع خبر سعيد أو استقبال نعمة مرتقبة أو عند رفع بلاء أو زوال ضيق حيث لا يُشترط لها ارتباطها بالصلاة أو الوضوء أو حتى استقبال القبلة يمكن للسجود أن يتم في أي وضع كان شريطة أن تكون النية صادقة ومفعمة بالامتنان لله بكل جوارحك.
