يُعتبر حُسن التعامل سواء بين العبد وربه أو بين الناس بعضهم ببعض من الأساسيات الجوهرية التي يدعو إليها الدين الإسلامي حيث تُظهر هذه المعاملات الأخلاق الكريمة التي حضّ عليها الإسلام في النصوص الشرعية المختلفة من القرآن الكريم والسنة النبوية المطهرة وقد جسّد الإسلام في تعاليمه جمال الشكر والحمد بصورة بديعة تعكس أهمية الدعاء في حياة المسلمين وعليه من أروع الأحاديث التي تناولت هذا المبدأ ما ورد عن النبي صلى الله عليه وسلم حيث قال: «عليك بالدعاء؛ فإنك لا تدري متى يستجاب لك، وعليك بالشكر؛ فإن الشكر زيادة».
- دعاء الحمد لله حتى ترضى: «اللهم لك الحمد أنت نُور السموات والأرض ومن فيهن ولك الحمد أنت قَيِّمُ السموات والأرض ومن فيهن ولك الحمد أنت الحَقُّ ووَعْدُك حقّ وقولك حقّ ولقاؤك حقّ والجنة حقّ والنار حقّ والساعة حقّ والنبيون حقّ ومحمد حقّ اللهم لك أسلمت وعليك توكلت وبك آمنت وإليك أنبت وبك خَاصَمت وإليك حاكمت فاغفر لي ما قدمت وما أخرت وما أسررت وما أعلنت أنت المُقدِّم وأنت المُؤخِّر لا إله إلا أنت أو لا إله غيرك».
- «اللهم لك الحمد في بلائك وصنيعك إلى خلقك ولك الحمد في بلائك وصنيعك إلى أهل بيوتنا ولك الحمد في بلائك وصنيعك إلى أنفسنا خاصة ولك الحمد بما هديتنا ولك الحمد بما سترتنا ولك الحمد بالقرآن ولك الحمد بالأهل والمال ولك الحمد بالمعافاة ولك الحمد حتى ترضى ولك الحمد إذا رضيت يا أهل التقوى ويا أهل المغفرة».
- الحمد لله الذي بعزّته وجلاله تتمّ الصالحات يا ربّ لك الحمد كما ينبغي لجلال وجهك وعظيم سلطانك اللهم اغفر لنا وارحمنا وارض عنا وتقبّل منا وأدخلنا الجنة ونجنا من النار وأصلح لنا شأننا كله اللهم أحسن عاقبتنا في الأمور كلها وأجرنا من خِزي الدُّنيا وعَذاب الآخِرة.
دعاء الحمد لله حتى ترضى
من الأدعية التي يحرص الكثيرون على ترديدها عبر الزمن هو دعاء الحمد لله حتى ترضى حيث يُعدُّ من أجمل وأشمل الأدعية التي تتمحور حول شكر الله وحمده على نعمه التي لا تُحصى في كافة المواقف والأحوال، سواء كانت لحظات السعادة والفرح أو أوقات الحزن والشدة فهذا الدعاء يحمل في طياته تأكيدًا على الامتنان العميق لله والاعتراف بجلال نعمته وعظمة فضله في حياة الإنسان لأن العبد حين يستمر في شكر الله عز وجل يفتح الله له أبواب الرضا بكل معانيه، وإذا رضي الخالق عن عبده أكرمه بنعم غير محدودة ومنحه رحمة وعطاءً لا مثيل له في الدنيا فيصبح دعاء الحمد لله حتى ترضى مرآة لامتنان العبد عن نعمه ورغبة صادقة في دوامها واستمرارها بعون الله ورحمته.
- اللهم لك الحمد حتى ترضى ولك الحمد إذا رضيت ولك الحمد بعد الرضا ولك الحمد على كل حال وفي جميع الأوقات اللهم لك الحمد حمدًا طيبًا كثيرًا مباركًا فيه يغمر قلوبنا بنور الرضا اللهم لك الحمد كما ينبغي لجلال وجهك وعظيم سلطانك.
- اللهم لك الحمد حتى ترضى ولك الحمد إذا رضيت ولك الحمد بعد أن ترضى يا ربنا لك الحمد مثلما حمدك عبادك الصالحون وأكثر مما نقول ولك الحمد كما تقول أنت عن نفسك ولك الحمد في السراء والضراء وفي كل الأحوال اللهم أنت نور السماوات والأرض وبعلمك أحطت بكل شيء سبحانك وبحمدك يا رب العزة عما يصفون وسلام على المرسلين والحمد لله الذي لا يُحمد على مكروه سواه والحمد لله رب العالمين.
- اللهم لك الحمد حتى ترضى ولك الحمد إذا رضيت ولك الحمد بعد الرضا اللهم لك الحمد على أن وهبت لنا حياتنا وأنت الحي القيوم الذي تقوم به السماوات والأرض ومن فيهن ولك الحمد لأنك أنت الملك العظيم مالك السماوات والأرض وما بينهما ولك الحمد لأنك النور الذي ينير السماوات والأرض بصنائع حكمتك ورحمتك.
- اللهم لك الحمد على نعمة العافية التي مننت بها علينا ونسألك دوامها وتمامها اللهم نسألك يا ذا الجلال والإكرام دوام العافية في دنيانا وآخرتنا اللهم نسألك العافية في ديننا ودنيانا وأهلنا وأرزاقنا.
- اللهم اجعلنا ممن يطلبون منك العفو والعافية في كل حياتهم وأمورهم يا كريم اللهم طهّر قلوبنا واستر عوراتنا وآمن قلوبنا من الخوف وارزقنا راحة نعيش بها أمانك وسلامك يا أرحم الراحمين.
- اللهم اجعلنا دائمًا في حفظك ورعايتك من أمامنا ومن ورائنا ومن يميننا ومن شمالنا ومن فوقنا ونعوذ بك يا ربنا أن يُمكر بنا من تحتنا احفظنا بعينك التي لا تنام وارزقنا السلامة من كل سوء.
دعاء الحمد لله دائماً وأبداً
حثّ الرسول الكريم -عليه الصلاة والسلام- في الكثير من الأحاديث النبوية الشريفة على ضرورة الحمد والثناء لله -سبحانه وتعالى- في مختلف الأحوال سواء أكان الإنسان يعيش في نعمة أو يواجه محنة لما في الحمد من فضل عظيم يشابه الصبر في فوائده وآثاره الطيبة إذ تكون نتيجته الفرج وزوال الكرب والهداية إلى سبيل الراحة والطاعة.
من أجل هذا نجد سيدنا محمد -صلى الله عليه وسلم- يقول: «عليك بالدعاء؛ فإنك لا تدري متى يستجاب لك، وعليك بالشكر؛ فإن الشكر زيادة» مؤكدًا بذلك أهمية الشكر والدعاء إذ أن دعاء الحمد لله دائماً وأبداً لا يقتصر على صيغة معينة دون غيرها بل تشمل العديد من الصيغ التي تعبر عن الامتنان للمولى عز وجل وتظهر جمال الامتثال له وحبه بما يليق بجلاله وعظمته ورحمته الواسعة.
- اللهم لك الحمد حمدا خالدا مع خلودك ولك الحمد حمدا دائماً لا ينتهي إلا عندما تشاء أنت يا ربنا وعند كل نفس نتنفسه وكل طرفة عين ترعاها فأنت المستحق لكل حمد.
- اللهم لك الحمد كله ولك الملك كله الخير كله في يدك وإليك يرجع الأمر كله بما ظهر وبما بطن فأنت أهل لكل حمد وأنت على كل شيء قدير اللهم اغفر لي ذنوبي الماضية وفقني للخير في بقية عمري وارزقني العمل الصالح الذي ينال رضاك اللهم لك الحمد كثيرا طيبا ومباركا فيه مدى الأزمان واللحظات.
- اللهم لك الحمد والشكر في الأولى وفي الآخرة ولك الحمد والشكر قبل بداية كل شيء وبعد كل أمر وفي كل وقت وحين وأثناء الليل والنهار ودائمًا وأبدًا على نعمك التي لا تحصى ولا تعد.
- اللهم لك الحمد في السراء والضراء لأنك إذا ابتليت عبدك فابتلاؤك هو لحبك له وإذا أحزنته فإنما تسعده بعظيم عوضك فنحمدك يا الله في كل حال ودائمًا وأبدًا مهما تغيرت ظروفنا.
دعاء الثناء والحمد لله عز وجل
قال اللهُ تعالى في كتابه العزيز ﴿فَاذْكُرُونِي أَذْكُرْكُمْ وَاشْكُرُوا لِي وَلَا تَكْفُرُونِ ﴾ والتي تُبرز أهميةَ شكرِ اللهِ كجزءٍ لا يتجزأ من إيمان المسلم الصادق وثقتهِ المُطلقة بخالقه فالمؤمنُ الحق يُدرك أن الشكر لله يعكس رضا القلب واستسلامه لحكمته سبحانه فعدم شكر الله يُعدُ اعتراضًا على عطائه والقضاء الذي قَدَّره مما يُنافي الإيمان الحقيقي الذي يدعو إلى الرضا الكامل بكلِّ ما يقدّره الله لحياة الإنسان
ينبغي على كل مسلم أن يُخصص لله حمدًا وشكرًا متواصلًا في السراءِ والضراء وليس فقط عند حلول الخير والفرح لأن كل قضاء وقدر من الله مهما ظهر لنا فيه من شدة أو يسر فهو في عمقه خيرٌ أعدَّه الله لعباده المؤمنين فمن يعترف بفضل الله ويحمده فهو يعبرُ بذلك عن إيمانه العميق بحكمة الله العظيمة واستحقاقه للحمد في جميع الأوقات.
- اللهم لك الحمد ملءَ السماوات وملءَ الأرض وملءَ ما شئتَ من شيءٍ بعد، نسألك يا ربنا أن تُطهرنا من الذنوب والخطايا كما يُنقى الثوب الأبيض من الدنس واغسلنا بالماء والثلج والبرد.
- الحمد لله الذي لم نلجأ إليه إلا وكان عند ظننا به الرحمة والكرم والحمد لله على كل لحظة اشتدادٍ وراحة وفي كل حينٍ تتبدل به الأحوال بين فرحٍ وحزن.
- الحمد لله شكرًا وحبًا على نعمه المتتالية، في كل يوم وشهر وكل آنٍ مهما تخللت حياتنا الفرح أو الأوجاع فإننا نحمده على عطاياه وعلى كل ما جاء به من قدَره.
- اللهم لك الحمد حمدًا كثيرًا طيبًا مباركًا، نشكره على فضله وعطاياه التي لم تُقَدر بثمن.
- الحمد لله الذي علا فوق خلقه فقهرهم، وبطنت أحكامه فخبر كل خفية والحمد لله الذي قدرته لا تعرف العجز وهو الذي يحيي المخلوقات ويميتهم.
- الحمد لله الذي هدانا للإسلام، وجعلنا من أتباع النبي الكريم محمد صلى الله عليه وسلم فله الحمد حتى يرضى وعند الرضا وإلى ما لا نهاية له من الزمن.
- اللهم إني أسألك بحمدك العظيم وبأنه لا إله إلا أنت وحدك المنّان بديع السماوات والأرض ومن لك الجلال والعظمة والإكرام.
- اللهم لك الحمد كله مع بداية كل يوم ونهايته، وإليك وحدك يعود الأمر كله وأنت الحافظ لكل شيء.
- الحمد لله مالك الجبروت والملكوت، صاحب العزة والعظمة الذي تجلت حكمته في علوه وكبريائه.
- الحمد لله دائمًا في كل حال من أحوالنا، سواء كان في الرخاء أو الشدة شكرًا لله على نعمه التي نشهدها والتي لا ندركها في حينها.
- الحمد لله في كل سر وعلن، وفي أوقات الفرح وأزمنة الكرب شكرًا لله الذي سبقت رحمة فضله لكل الناس والذي جعل شكره عبادةً دائمة لا تنقطع أبدًا ونطلب منك يا الله دوام فضلك وشكرك في كل وقت وحين.
دعاء الحمد لله حتى يبلغ الحمد منتهاه
الله سبحانه وتعالى يُناجي عباده في الحديث القدسي قائلاً: «يا ابن آدم خلقتك للعبادة فلا تلعب وقسمت لك رزقك فلا تتعب فإن أنت رضيت بما قسمته لك أرحت قلبك وبدنك وكنت عندي محمودا وإن لم ترضى بما قسمته لك فوعزتي وجلالي.
- اللهم لك الحمد على نعمك العظيمة التي لا تُعد ولا تُحصى ولك الحمد على عطاياك الظاهرة التي نراها والباطنة التي نجهلها ولك الحمد على كل نعمة فيها البركة والخير ولك الحمد على الهداية التي منحتنا إياها لنكون من أهل الصراط المستقيم ولك الحمد على المودة التي جمعتنا بها في أسرنا وبيوتنا بفضل رحمتك ولك الحمد على الأموال التي رزقتنا بها لتقضي حوائجنا وتكفنا عن السؤال ولك الحمد على الصحة والعافية التي أغدقت بها علينا ولك الحمد حتى تبلغ الحمد غايته ولك الحمد الذي لا تغيّره الليالي والأيام ولا يُحيط بمقداره إلا علمك يا كريم ولك الحمد الذي لا ينتهي ولا يزول بما تشاءه قدرتك وبما يحمدك عليه عبادك يا أرحم الراحمين.
- اللهم الحمد لك كله ظاهرًا وباطنًا، ولك الملك كله ماضيه وآتيه، وكل الخير منك وإليك يعود وكل الأمر بيدك لاتخاذ القرار نسألك أن تغفر لنا ذنوبنا التي أثقلتنا في الماضي وأن تحصننا برحمتك وعصمتك فيما تبقى لنا من أعمار وأيام اللهم ارزقنا الخير في أعمالنا واجعلها مما تُحب وترضى وارزقنا القرب منك في كل خطوة نخطيها واملأ حياتنا بالطاعات وأبعدنا عن كل ما يُغضبك أو يُبعدنا عنك يا واسع المغفرة والكرم.
- اللهم نحمدك بقلوبنا وألسنتنا وجوارحنا كلها نستغفرك بخضوع ونرجو عفوك بصدق ولا نطلب إلا عونك في كل أحوالنا اللهم نسألك أن تطهر قلوبنا من كل زيف أو معصية ونسألك أن تغفر ذنوبنا كبيرها وصغيرها وندعوك برحمة منك أن تقبل توبتنا وتُرضينا برضاك نشهد أنك الإله الواحد الأحد الذي يستحق الحمد كله ونبتعد عن كل من يُخالف أوامرك أو يجحد عظيم نعمك اللهم إياك وحدك نعبد وإليك وحدك نوجه طاعاتنا وعباداتنا وفي سبيل رضاك نسعى دائمًا نسألك أن تغمرنا برحمتك وتبعدنا عن عذابك الذي لا يصيب إلا من كفر بك يا من إليه كل الحمد والشكر وإليه نرفع أمرنا سرًا وعلانية نستودعك جميع أمورنا ونشهد أنك على كل شيء قدير وأنت وحدك أهلٌ للعبادة والحمد يا عظيم الشأن.
عبارات الشكر والحمد لله تعالى
الحمد والشكر لله يُعتبران من الأذكار العظيمة التي تُعزز العلاقة الروحية بين الإنسان وخالقه وهما الركيزة الأساسية لتجديد الإيمان ومواصلة القرب من الله عبارات الحمد لله تحمل بين طياتها معاني عميقة تعكس قوة الصلة مع الله تعالى والدعاء بالحمد والشكر لله لا يتطلب قوالب محددة أو نصوصًا ثابتة بل يكفي أن يتحدث العبد مع ربه بإخلاص القلب وأدب الحوار لأن العلاقة بين العبد وربه تقوم على الصدق والخشوع:
- الحمد لله الذي جعل ذكره طمأنينة للقلوب ففي كل لحظة قد نواجه فيها كروب الحياة وتحدياتها يبقى ذكر الله عزاءً وسلامًا للقلب قل الحمد لله كثيرًا حتى في الأوقات العصيبة لأن نعم الله لا تحصى وأبرزها نعمة الصحة ونعمة رضوان الله التي لا تعادلها أي نعمة أخرى.
- دعاء الحمد لله حتى ترضى: الحمد لله الذي أكرمنا بكلماته الناصعة وأنزل علينا خير نعمه وأباح لنا الطيبات والله عز وجل دائم العطاء لعباده في حياتهم الدنيا مع وعده بما هو أكرم وأعظم في الآخرة قال: {يَا أَيُّهَا النَّاسُ كُلُوا مِمَّا فِي الْأَرْضِ حَلَالًا طَيِّبًا} وقال: {يَا أَيُّهَا الرُّسُلُ كُلُوا مِنَ الطَّيِّبَاتِ وَاعْمَلُوا صَالِحًا} والله يتصف بالكمال في لطفه وعطائه والصلاة والسلام على النبي محمد صاحب المقام المحمود وعلى آله الأطهار.
- سبحانك يا من وهبتنا الأمل، وعلمت بحالي وأنت أكرم من يفرّج الكروب يا الله وحدك ملاذي ومصدر رجائي وأنت وحدك القادر على تبديل الأحزان إلى فرحة سبحان اللّه وبحمده سبحان اللّه العظيم كلماتك تُسكب السلام في النفوس وترتقي بالمؤمنين إلى درجات أعلى من اليقين.
- الحمد لله الذي بشر عباده الصالحين بتمام الخيرات وصاحب الفضل في كل إنجاز ونور ينير الدرب الحمد لله الذي يغفر زلاتنا ويستر عيوبنا ويرزقنا أكثر مما نستحق وله الحمد مرارًا وتكرارًا بعدد أنفاس الخلق وعدد ذرات الرمال وأمواج البحار والنجوم التي تزين السماء وكل ذلك دليل على سعة كرم الله ورحمته التي تشملنا وتغمر حياتنا في كل حين وكل مكان.
دعاء الشكر لله على نعمه وفضله
إن الكريم هو واحد من أسماء الله الحُسنى التي تُجسّد مدى كرم الله عز وجل وعظيم فضله فهو المنعم على عباده بنعم لا تُحصى ولا تُعد وحتى ما أبدعه الإنسان واكتشفه خلال مسيرته على مر العصور هو في حقيقته انعكاس لنِعم الله عليه منحه العقل والعلم ليستطيع بهما أن يبتكر ويتقدم في حياته وهذا المعنى العظيم ورد ذكره في كتاب الله العزيز في قوله تعالى:
- (وَمَا بِكُمْ مِنْ نِعْمَةٍ فَمِنَ اللَّهِ ثُمَّ إِذَا مَسَّكُمُ الضُّرُّ فَإِلَيْهِ تَجْأَرُونَ* ثُمَّ إِذَا كَشَفَ الضُّرَّ عَنْكُمْ إِذَا فَرِيقٌ مِنْكُمْ بِرَبِّهِمْ يُشْرِكُونَ)
ومن أضعف الإيمان تجاه ما أنعم الله به علينا أن نحافظ على حالة مستمرة من الشكر والامتنان في قلوبنا وألسنتنا لأن كل نِعمة لدينا هي فضل من الله علينا ويجب أن نُكثر من ترديد دعاء شكر الله على نِعمه في مختلف الأوقات والظروف:
- الحمد لله الذي أنعم علينا بعمر جديد، ويوم جديد نعيشه نسألك اللهم دوام العافية لنا ولأهلنا وأوطاننا ونسألك اللهم السلامة في الدين والدنيا والمغفرة لوالدينا ووالديهم أجمعين يا واسع العطاء.
- اللهم لك الحمد على العافية، ولك الحمد على كل نعمة أنعمت بها علينا سواء كانت ظاهرة أو باطنة قديمة أو حديثة وخاصة أو عامة وعلى كل حال.
- الحمد لله على كل حال والشكر لله الذي بنعمته تتم الخيرات ويصلح الحال.
- الحمد لله الذي رد إلي نفسي بعد موتها ولم يمتها في نومها الشكر لمن يحفظ خلقه ويرعاهم فهو القائل: (إِنَّ اللَّهَ يُمْسِكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ أَنْ تَزُولَا وَلَئِنْ زَالَتَا إِنْ أَمْسَكَهُمَا مِنْ أَحَدٍ مِنْ بَعْدِهِ إِنَّهُ كَانَ حَلِيمًا غَفُورًا) وهو على كل شيء قدير.
- اللهم لك الحمد الذي أنت أهله على نِعَم لا أستحقها وعلى فضل متواصل تزدني من عظيم كرمك رغم تقصيري فاجعلني لك من الشاكرين يا كريم.
- الحمد لله رب العالمين، الذي أحاط علمه بكل شيء وأحصى كل المخلوقات وخلقها لحِكمة عظيمة وجعلها على أشكال وطُرق مُختلفة فنسألك اللهم حبك ورضاك والجنة بغير حساب ولا عذاب.
- اللهم إن نعمك علينا لا تُعد ولا تُحصى وإننا نعجز عن حصرها أو أداء شكرها، فأنت كما أثنيت على نفسك غني عن العالمين، نسألك اللهم حمداً يُليق بجلال وجهك وعظيم سلطانك.
صيغ الحمد والشكر لله وفق السنة النبوية
حثّنا النبي الكريم -صلى الله عليه وسلم- على ضرورة حمد الله وشكره في كل الأوقات لما في ذلك من عظيم الفائدة على الإنسان لأن الحمد والشكر لا ينفعان الله سبحانه وتعالى فهو الغني الكريم عن عباده وإنما يأتي نفعهما إلى الإنسان في دنياه وآخرته وعندما بين الرسول -عليه أفضل الصلاة والسلام- هذا المفهوم في حديثه الشريف: «عليك بالدعاء، فإنك لا تدري متى يستجاب لك، وعليك بالشكر فإن الشكر زيادة» فالدعاء يمثل الوسيلة التي يُطلب من خلالها الخير والزيادة من الله والشكر هو السبيل لضمان بقاء النعم ودوامها وتحقيق المزيد منها لذلك نجد السنة النبوية الشريفة قد احتوت على صيغ متعددة لحمد الله وشكره تتميز بالشمول والروحانية العالية التي تتيح لكل عبد مؤمن فرصة مفتوحة ليعبّر عن عرفانه لله بما هو مستحق من ثناء وامتنان عبر عبارات طيبة وأذكار عظيمة تعبّر عن تعظيم النعمة وتقدير المنعم:
- الحمد لله عدد ما خلق الحمد لله ملء ما خلق الحمد لله عدد السماوات والأرض الحمد لله عدد كل شيء.
- الحمد لله الذي أطعمنا وسقانا وكفانا وآوانا، فكم ممن لا كافي له ولا مأوى له.
- الحمد لله الذي كفاني وآواني الحمد لله الذي أطعمني وسقاني والحمد لله الذي من علي فأفضل.
- الحمد لله الذي صدق وعده، ونصر عبده، وهزم الأحزاب وحده لا شيء قبله ولا شيء بعده.
- اللهم لك الحمد اللهم لك صلاتي ونسكي، ومحياي ومماتي وإليك مآبي الحمد لله الذي علا فقهر وملك فقدر وعفا فغفر وعلم وستر وهزم ونصر وخلق ونشر.
- الحمد لله الذي سوى خلقي فعدله وصور صورة وجهي فحسنها وجعلني من المسلمين.
- اللهم لك الحمد ملء السماء وملء الأرض وملء ما شئت من شيء بعد اللهم طهرني بالثلج والبرد والماء البارد اللهم طهرني من الذنوب والخطايا كما ينقى الثوب الأبيض من الوسخ.
- قال -صلى الله عليه وسلم- «إِذَا رَأَى مَا يَكْرَهُ ، قَالَ الْحَمْدُ لِلَّهِ عَلَى كُلِّ حَالٍ، وَإِذَا رَأَى مَا يَسُرُّهُ، قَالَ: الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي بِنِعْمَتِهِ تَتِمُّ الصَّالِحَاتُ».
آيات من القرآن الكريم تتناول دعاء الحمد لله حتى ترضى
- ﴿ مَا يَفْعَلُ اللَّهُ بِعَذَابِكُمْ إِنْ شَكَرْتُمْ وَآمَنْتُمْ وَكَانَ اللَّهُ شَاكِرًا عَلِيمًا ﴾ [النساء: 147]، تُظهر هذه الآية العظيمة أن الله تعالى ليس في حاجته إلى تعذيب عباده بل يُبدي رحمته عليهم إذا شكروا نعمه وآمنوا به فهو سبحانه شاكِرٌ عليمٌ بأحوال عباده وأفعالهم.
- ﴿ وَمَا كَانَ لِنَفْسٍ أَنْ تَمُوتَ إِلَّا بِإِذْنِ اللَّهِ كِتَابًا مُؤَجَّلًا وَمَنْ يُرِدْ ثَوَابَ الدُّنْيَا نُؤْتِهِ مِنْهَا وَمَنْ يُرِدْ ثَوَابَ الْآخِرَةِ نُؤْتِهِ مِنْهَا وَسَنَجْزِي الشَّاكِرِينَ ﴾ [آل عمران: 145]، توضح هذه الآية أن مصير كل نفس في حياة أو موت هو بإذن الله وحده ومحدد بكتاب معلوم يُبيّن أن من يطلب الدنيا سيأخذ نصيبه منها ومن يريد الآخرة فسيكرمه الله بجزاء أوفى ولكنه سبحانه وعد الشاكرين بجزاء خاص وعظيم.
- ﴿ وَإِذْ تَأَذَّنَ رَبُّكُمْ لَئِنْ شَكَرْتُمْ لَأَزِيدَنَّكُمْ وَلَئِنْ كَفَرْتُمْ إِنَّ عَذَابِي لَشَدِيدٌ﴾ [إبراهيم: 7]، في هذه الآية يُؤكد الله جل جلاله أن الشكر هو مفتاح زيادة النعم ووعد قاطعٌ منه بزيادة الخيرات لمن يشكره أما من يُنكر نعمه ويتجاهل فضله فسيكون جزاؤه العذاب الشديد لأن الله فقط يستحق الثناء الكامل على عطاياه.
- ﴿ وَاذْكُرُوا إِذْ أَنْتُمْ قَلِيلٌ مُسْتَضْعَفُونَ فِي الْأَرْضِ تَخَافُونَ أَنْ يَتَخَطَّفَكُمُ النَّاسُ فَآوَاكُمْ وَأَيَّدَكُمْ بِنَصْرِهِ وَرَزَقَكُمْ مِنَ الطَّيِّبَاتِ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ ﴾ [الأنفال: 26]، توضح هذه الآية حال المسلمين عندما كانوا مستضعفين في الأرض وكيف أن الله سبحانه وتعالى منحهم الأمان وقواهم بنصره وكرمهم من الطيبات بهدف أن يكونوا من الشاكرين على هذه النعم العظيمة التي أنقذتهم من معاناتهم.
- ﴿ وَمِنْ رَحْمَتِهِ جَعَلَ لَكُمُ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ لِتَسْكُنُوا فِيهِ وَلِتَبْتَغُوا مِنْ فَضْلِهِ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ ﴾ [القصص: 73]. تُبرز هذه الآية رحمة الله الواسعة في جعل الليل وقتًا للراحة والهدوء والنهار وقتًا للحركة والسعي طلبًا للرزق وهذه النعم جعلها الله للإنسان ليستدرك عظمة خالقه ويُكثر من شكره على فضله.
- ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُلُوا مِنْ طَيِّبَاتِ مَا رَزَقْنَاكُمْ وَاشْكُرُوا لِلَّهِ إِنْ كُنْتُمْ إِيَّاهُ تَعْبُدُونَ ﴾ [البقرة: 172]، تخاطب هذه الآية المؤمنين خاصة بأن يأكلوا من الرزق الطيب الذي أعدّه الله لهم مع ضرورة أن يصاحب هذا الأكل ذكرًا وشكراً لله لأن ذلك يعبر عن عبوديتهم الكاملة له سبحانه وتعالى.
- ﴿ أَلَمْ تَرَ أَنَّ الْفُلْكَ تَجْرِي فِي الْبَحْرِ بِنِعْمَتِ اللَّهِ لِيُرِيَكُمْ مِنْ آيَاتِهِ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِكُلِّ صَبَّارٍ شَكُورٍ ﴾ [لقمان: 31]، توضح هذه الآية قدرة الله وأن تسيير الفلك في البحر يتم بنعمته ليُري عباده آياته العظيمة ومن يدرك ذلك ويصبر على أقدار الله ويشكره على نعمه فإن الله يُخصص له البشارة بعظيم جزائه.
- ﴿ قُلْ هُوَ الَّذِي أَنْشَأَكُمْ وَجَعَلَ لَكُمُ السَّمْعَ وَالْأَبْصَارَ وَالْأَفْئِدَةَ قَلِيلًا مَا تَشْكُرُونَ ﴾ [الملك: 23]، تُذكّر هذه الآية الناس بأن الله جل جلاله هو من خلقهم ومنَحهم نعمًا عظيمة مثل السمع والبصر والعقل لكن القليل منهم من يُدرك عظمة هذه النعم فيشكره عليها حق الشكر.
- ﴿ فَكُلُوا مِمَّا رَزَقَكُمُ اللَّهُ حَلَالًا طَيِّبًا وَاشْكُرُوا نِعْمَتِ اللَّهِ إِنْ كُنْتُمْ إِيَّاهُ تَعْبُدُونَ ﴾ [النحل: 114]، يأمر الله عباده في هذه الآية أن يأخذوا مما رزقهم من الأطعمة الحلال الطيبة مع تذكر أن يشكروه على هذه النعم العظيمة كجزء من تعبيرهم عن عبوديتهم وتوحيدهم الخالص له سبحانه.
- ﴿ وَاللَّهُ أَخْرَجَكُمْ مِنْ بُطُونِ أُمَّهَاتِكُمْ لَا تَعْلَمُونَ شَيْئًا وَجَعَلَ لَكُمُ السَّمْعَ وَالْأَبْصَارَ وَالْأَفْئِدَةَ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ ﴾ [النحل: 78]، تُظهر هذه الآية عظمة الله سبحانه وتعالى الذي خلق الإنسان من العدم وأخرجه من رحم أمه بلا علم ثم رزقه بالسمع والبصر والعقل ليستخدمها في إدراك نعم الله وشكره على فضله الذي لا يُعد ولا يُحصى.