عندما يَطُول علينا الحرّ الشديد ويشتدّ القيظ فإنّ النفس البشرية تجد نفسها بين ضِيقٍ وضَجَر خاصةً عندما تكون الأجواء خانقةً وغير محتملةٍ مما يدفع الإنسان لمحاولة التخفيف عن نفسه سواء بتخفيف الملابس أو بالاغتسال بالماء طلبًا لبرودةٍ تعيد له شيئًا من الانتعاش ومع ذلك فإنّ التوجّه إلى الله بالدعاء يبقى الملاذ الأعظم للروح والبدن حيث يجد المرء عزاءه وسلامه في التسليم لله وطلب رحمته لينجّيه من حرّ الدنيا وحرّ الآخرة فيبتهل إليه ويُلقي بين يديه حاجته بثقةٍ ويقينٍ برحمته وفضله.
- يا الله برحمتك وكرمك العظيم أسألك أن تُجيرنا من حرّ الجحيم ولفح سعيرها، اللهم أنزل علينا لطفك في هذا الحر الذي أصابنا، اللهم اجعلنا ممن تظلُّهم برحمتك وتُسكنهم أعلى جنات النعيم مع الأبرار والأنبياء والمقربين.
- اللهم نسألك أن تُنجّينا من حرّ النار وعذابها، اللهم اجمعنا برفقة الصدّيقين والصالحين وأخرجنا من ضيق الدُّنيا وظلمتها إلى أوسع رحماتك وعَظيم نعمك، اللهم اجعلنا يوم القيامة تحت ظلّك يوم لا ظلّ إلا ظِلّك يا أكرم الأكرمين.
- يا رب أبعد عنّا نار جهنّم ولفحها واجعل بيننا وبينها كما باعدت بين المشرق والمغرب، اللهم أنزِل علينا بردًا وسلامًا يطفئ لهيب هذا الحرّ الذي تجاوز كل الاحتمالات، اللهم برحمتك وفضلك خفّف عنّا ونجِّنا من شدائد الدنيا والآخرة.
الدعاء المستجاب عند اشتداد الحر
يُميل الكثير من الأشخاص إلى فصل الشتاء لما فيه من اعتدالٍ في الأجواء وانخفاضٍ واضح في درجات الحرارة، بينما مع قدوم فصل الصيف وارتفاع درجات الحرارة تبدأ المعاناة الناتجة عن حرارة الشمس الشديدة التي تؤدي للإرهاق وربما إلى التعرض لضربات الشمس مما يجعل الكثيرين يفضلون تجنب التواجد في الخارج خاصة خلال ساعات الظهيرة لتجنب التأثيرات السلبية للحر الشديد ومع ذلك، فإن للمسلمين طريقًا خاصًا للتعامل مع هذه الأوقات الحرجة، حيث يلجؤون إلى الدعاء تضرعًا لله سبحانه وتعالى طالبين منه التخفيف عنهم ومنحهم الحماية من حرارة الدنيا ونار الآخرة فيصبح الدعاء وسيلة للتواصل بين العبد وربه، ومن تلك الأدعية التي يمكن الدعاء بها لطلب الرحمة والحماية:
- اللَّهُمَّ ارزُقنَا مِن فَضلِكَ وكرمِكَ خيرَات الدُّنيا ونَعيم الآخرة، اللَّهُمَّ اجعلنا من المُنجِين من حَرِّ الدُّنيا وقِنا من حَرِّ جهنَّم، اللَّهُمَّ ارزُقنَا حُسنَ الخاتِمة واغفِر لنا ولأحبَّائنا كُلَّ ذنبٍ وخطأٍ يا أرحمَ الرَّاحمين.
- يَا ربَّنا خفِّف عنَّا حرارة الشَّمس التي أرهقت أجسادَنا، اللَّهُمَّ كُن لنا واقيًا مِن أذى الحَرِّ وكل ما فيه شرورٌ ومضارّ، يَا الله احفَظنا وأحبَّاءنا وأولادَنا وذُرِّيَّاتِنا من كُلِّ أذى حتَّى يومَ لقائِكَ.
- يَا رحمَٰنُ يا رحِيم الشَّمس لَهِيبها أصابنا وقَسَوتها أجسَدتنا تألمنا منهَا، اللَّهُمَّ اجعلنا من عبَادِكَ الذين تغشاهُم رحمتُكَ في الدُّنيا وتَقِيهِم نارَ الآخرة نسألُكَ أن تُبعِدَنا وأحبَّاءَنا عن كلِّ أمرٍ يُقربنا مِن العذاب، قَولًا كان أم فعلًا يا لطيفًا بعبَادِهِ.
دعاء “اللهم أجرنا من حر جهنم”
الدعاء “اللَّهُمَّ أجرْنا من حرِّ جهنَّم” يعد من الأدعية التي تعبر عن رجاء المؤمن بربه ليحميه من العذاب الذي يفوق شدة حرارة الدنيا بمراحل لا يمكن للإنسان تصورها ومع تأمل ما نشعر به من شدة الحر في فصل الصيف ندرك أن هذا الألم الزائل في الدنيا لا يقارن بحر جهنم التي حذرنا الله منها في كتابه الكريم وهذا الإحساس يجعل المسلم يتوجه إلى الله متضرعًا بالدعاء والتضرع ليصرف عنه حرارة النار وشدة عذابها وبجانب الدعاء يلزم الإكثار من الأعمال الصالحة التي تقي من النار والابتعاد عن المعاصي التي تقود إليها وهذا من باب السعي لنيل رضا الله ورحمته ومن الأدعية التي تساعدنا في ذلك وتمنحنا الأمل في رحمته سبحانه:
- يا ربنا العظيم أسألك بكل أسمائك الحسنى وصفاتك العلى أن تسترنا من لفحات النار وتصرف عنا حرها وعذابها ونسألك اللهم أن تغمرنا برحمتك الواسعة التي لا حدود لها وتجعلنا من الذين تشملهم فضائلك ويسكنون ظلال جنتك.
- اللَّهُمَّ احمِنا من شدة الحر الذي نواجهه في حياتنا وأصرف عنا آثاره السيئة ونسألك اللهم أن تحفظنا من كل ما قد يُثقِل أبداننا ويُضعِف قلوبنا واجعل أثر الشمس ونورها علينا رحمة وبركة تذكرنا بعظمتك وليس شدة أو ضررًا.
- اللَّهُمَّ اجعلنا من الذين تعتق رقابهم من النار في هذا الشهر الكريم ومن عبادك الذين تشملهم رحمتك وفضلك نسألك يا أرحم الراحمين أن تخفف عنا هذا الحر الذي يؤلمنا وأن تبلغنا جنات النعيم برحمتك الواسعة التي لا يُحصى مداها.
صيغة قصيره للدعاء في أوقات الحر الشديد
حينما يبتعد المسلم عن ربه يشعر بفقد السكينة في حياته ويجد نفسه غارقًا في هموم لا تنتهي ويُحاصر بالمشاكل والصعوبات من كل جانب ولذا فإن تقرّب العبد إلى الله تعالى بأعمال الخير والصدقات الخفية التي تُرضي الله يكون سببًا لحمايته من المحن والبلايا وتجارة رابحة له يوم لا ينفع مال ولا بنون إلا من أتى الله بقلب سليم طاهر خالص الإيمان ومن الأمور التي تزيد القرب من الله أن يتوجه العبد بالدعاء الذي يناسب حاله ويُلتمس فيه حاجته ومن هذه الأدعية التي يُستحب ترديدها في أيام الحر الشديد ما يلي:
- اللَّهُمَّ يا مفرج كرب المكروبين ويا ميسر الأمور للمحتاجين ارحمنا برحمتك التي وسعت كل شيء وأنعم علينا برزقك الحلال الطاهر واغثنا بعطائك الذي لا ينقطع اللهم خفف عنا ما نلاقيه من شدة الحر واغمرنا برحمتك يا أرحم الراحمين.
- اللَّهُمَّ إنا نسألك أن ترفع عنا الحر وتجعله بردًا وسلامًا علينا في النهار والليل وأن تحفظ أجسادنا وتنجينا من عذاب النار برحمتك وفضلك يا ذا الجلال والإكرام.
- اللَّهُمَّ نعوذ بك من لهيب جهنم ونسألك أن تلطف بنا في حر الدنيا وأن تبدل حالنا لما هو خير لنا وتهدينا سبيل الصلاح وتثبتنا دائمًا على طريق الحق والرشاد.
نص دعاء مكتوب للتخفيف من شدة الحر
يعيش المسلم في تقلبات الفصول بين اعتدال نسيم الربيع وبرودة الشتاء وحرارة الصيف وتساقط أوراق الخريف إلا أن الحر الشديد قد يتسبب أحيانًا بالشعور بالإجهاد والتعب ويترك أثرًا نفسيًا وجسديًا على الإنسان ولذلك يُسنّ للمسلم في الأوقات التي تشتد فيها الحرارة أن يلجأ إلى الدعاء طالبًا من الله التخفيف والرحمة ومن أبرز الأدعية التي يمكن أن تُقال في هذه الأوقات ما يلي:
- اللّهُم خَفِّفْ عنا حرارة الشمس التي فوق رؤوسنا في الدنيا وخفف عنّا لهيبها يوم القيامة وارزقنا نصيبًا من نعيم جنتك ونجنا من عذاب النار واحفظنا من حرّها وعقابها.
- اللّهم قربنا من جنتك وكل عمل أو قول يدنينا منها واصرفنا عن النار وكل أمر أو فعل يقربنا منها واهدنا يا رب إلى طريق الخير والصلاح ووفقنا لخاتمة حسنة ولقاء يرضيك عنا في الآخرة يا أرحم الراحمين.
- اللّهم أجرنا من زمهرير نار جهنم ونجنا من عذابها وارزقنا مقعد صدق في جنات النعيم التي وعدت بها عبادك الصالحين واجعل هذا الحرّ علينا بردًا وسلامًا وأبعد عنا كل أذى وشر وارزقنا رضاك والفوز بجنتك يا ذا القوة المتين يا عزيز.
التأمل واستخلاص العبر من شدة حرارة الطقس
عندما يواجه الإنسان يومًا شديد الحرارة يُستَحب أن يردد الأدعية الواردة عن النبي صلى الله عليه وسلم مثل دعاء الحر الشديد حيث يساعد ذلك على تخفيف الشعور بالمعاناة ويُذكّر المسلم بأهمية استحضار المعاني العميقة في حياته وآخرته الأجواء ذات الحرارة المرتفعة تمنح الإنسان فرصة للتأمل واستخلاص العِبر ومن بين الدروس التي يمكن أن يستفيد المؤمن منها في مثل هذه الأيام:
التأمل والتفكر
- على المسلم أن يتأمل في الظواهر الطبيعية التي تحدث من حوله مثل شدّة الحر أو البرودة ويستشعر نعم الله التي أنعم بها عليه حيث أن التغيرات الجوية تذكّره بقدرة الله العظيم على تسيير أمور الكون بعناية وإتقان، من خلال هذه التأملات تتولد عند المسلم القوة الإيمانية ويزداد شكره لله الذي أحاطه بالنعم التي قد يغفل عن الكثير منها في حياته اليومية.
تذكُّر يوم القيامة
- شعور الإنسان بحرارة الجو يمكن أن يكون دافعًا للتفكر في الموقف العظيم الذي يصادف الناس يوم القيامة حين تقترب الشمس من الرؤوس ويغرق الناس في عرقهم كلٌ بقدر أعمال، حيث يشير هذا التأمل يجعل المؤمن يعيد النظر في أعماله ويحرص على الإكثار من الصالحات التي تنجيه في هذا اليوم العصيب. يُذكر هذا الموقف الإنسان بأن الآخرة هي المآل وأن ما يقوم به في الدنيا يحدد مصيره هناك.
تذكُّر نار جهنم
- عندما تشتد درجة الحرارة على المسلم أن يربط هذا الشعور بحرارة نار جهنم التي أعدها الله للكافرين والعصاة فيتذكر كم أن الحر في الدنيا لا يُقارب شيئًا أمام النار الأخروية التي تُعتبر أقسى وأشد، يعتبر هذا الاستحضار يجعل المسلم أكثر انسياقًا نحو طاعة الله ويحفزه ليبتعد عن المعاصي كما يجعله يكثر من الاستعاذة بالله من النار ويسعى جاهدًا لكسب رضا الله والعمل من أجل الجنة.
- وقد ورد في الحديث الشريف عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: “اشتكت النار إلى ربها، فقالت: رب أكل بعضي بعضا، فأذن لي بنفسين نفس في الشتاء ونفس في الصيف فأشد ما تجدون من الحر، وأشد ما تجدون من الزمهرير” [الراوي: أبو هريرة | المحدث: البخاري | المصدر: صحيح البخاري]
وَ ينبغي على المسلم أن يُكثر من ذكر الله عند اشتداد الحر ويردد الأدعية المناسبة التي جاءت عن النبي صلى الله عليه وسلم حيث تُعتبر هذه الأجواء الحارقة تذكيرًا للإنسان بمدى ضعف الدنيا مقارنة بالآخرة. كما أن الحر الشديد يُعد درسًا عظيمًا يُذكّر المؤمن بقدرة الله على كل شيء ويجعله يستحضر يوم القيامة حيث يحمَّل الإنسان بمسؤولية أعماله ويُدرك شدة نار جهنم مما يدفعه للاستعاذة بها بصدق والعمل بجهد لتجنب الأسباب التي قد تقرِّبه منها فيظل على الدوام في تقوى الله ورضاه.
