دعاء التوسل إلى الله لتفريج الكروب وقضاء الحاجة

حياة المسلم مليئة بالمواقف المتباينة التي تتراوح بين لحظات يفيض فيها القلب فرحًا كأن السعادة مصير أبدي ولحظات أخرى تعصف به أزمات تجعله يعيش في ظلال الابتلاء ظنًّا منه أن الراحة لن تطرق بابه مجددًا،  إلا أن المسلم يمتلك دائمًا باب الرجاء المفتوح الذي يطرقه بالدعاء في أي وقت سواء كان في محنةٍ تعصف بِروحه أو عندما تتوق النفس إلى تحقيق أمنية ما فيسعى إلى رحمة الله ولطفه بالتضرع له وطلب الإجابة ويزداد المسلم قربًا لله حين يتوسل إليه رافعًا كفيه طالبًا الفرج والرزق، من بين الأدعية الجميلة التي يستحب الحرص على ترديدها في كل وقت وحين:

  • لا إله إلا الله الحليم الكريم سبحان الله رب العرش العظيم، الحمد لله رب العالمين أسألك موجبات رحمتك وعزائم مغفرتك والغنيمة من كل بر والسلامة من كل إثم.
  • اللهم لا تدع لي ذنبًا إلا غفرته ولا همًا إلا فرجته ولا حاجةً هي لك رضا إلا قضيتها يا أرحم الراحمين.
  • اللهمّ يا مسخّر القويّ للضّعيف ومسخّر الشّياطين والجنّ والرّيح لنبيّنا سليمان ومسخّر الطّير والحديد لنبيّنا داود ومسخّر النّار لنبيّنا إبراهيم.
  • اللهمّ سخّر لي زوجًا يخافك يا ربّ العالمين بحولك وقوّتك وعزّتك وقدرتك، أنت القادر على ذلك وحدك لا شريك لك، اللهمّ يا حنّان يا منّان يا ذا الجلال والإكرام.

دعاء التوسل إلى الله من أجل قضاء الحوائج

إن التوسل إلى الله عز وجل من أجل قضاء الحاجات يعد بابًا عظيمًا للتقرب إليه بالعبادة والاستعانة به في السراء والضراء، حيث شرع الله سبحانه وتعالى طرقًا واضحة تسهم في تهذيب النفس وطمأنة القلب وتلبية احتياجات الإنسان بما يعزز من ارتباطه بالله وثقته برحمته وغفرانه فتتحقق له الراحة النفسية ويُغنيه الله عن التعلق بأي بشر آخر.

  • اللّهُمّ يا مَنْ هو رَبُ الناس ومَلِكُهم أنت القادِر الوحيدُ على رفع البلاء وإزالة البأس، يا مَن بيده الشفاء الذي لا يُغادِر سقمًا ولا ألمًا اللّهُم إني ألجأ إليك وحدك ولا أجد لي ملاذًا سواك لأنك القادر وحدك على كل شيء.
  • اللّهُمّ إني أتضرع إليك وأسألك وأرجوك أن تُكرمنا بشفائك فأنت الله العظيم ربُ العرش الكريم، يا مَن تعلم ضعفنا وتُدرك شدتنا وترحم حالنا فليس في الوجود أرحم منك يا أرحمَ الراحمين.
  • لا إلهَ إلا الله الذي لا مثيل له في عظمته وحلمه ولا أعظم من عرشه الكريم الذي يُدير به أمر الخلق جميعًا اللّهُم إني أسألك بكل اسم هو لك وكل وصف محمود ينسب إليك أن تزيل همي وتُفرّج كربي وتستجيب لما أدعوك به.
  • اللّهُمّ يا رب رحمتكَ التي تطمئن القلوب وتجبر الكسور أنتَ أملي ورجائي ولا أجد في قلبي حاجة لغيرك ولا قوة لي على حمل نفسي فاصلح لي كل شأني وأشهد أنك وحدك الله لا شريك لك.

تصنيفات التوسل المشروع في الشريعة الإسلامية

أنواع التوسل التي تتسم بالشرعية الواضحة تُقسّم إلى ثلاث فئات رئيسية كلٌ منها يتضمن طريقة مشروعة للوصول إلى رحمة الله تعالى وفضله:

التوسل إلى الله جل جلاله بأسمائه الحسنى وصفاته العلى

يعتمد هذا النوع على توجه العبد بالدعاء إلى خالقه بإخلاص عظيم وثقة راسخة بأن الله وحده هو القادر على تحقيق المطلوب، ويستخدم في دعائه أسماء الله الحسنى التي تعبّر عن كمال الله وجلاله وصفاته العليا التي تحمل معاني العظمة والرحمة، هذا التوسل يعكس التوحيد الحقيقي لله سبحانه دون الانصراف إلى أي وسيلة مخلوقة أو تعلق بغير المولى فقد أمر الله بهذا في كتابه العزيز حيث قال: “وَلِلَّهِ ٱلۡأَسۡمَآءُ ٱلۡحُسۡنَىٰ فَٱدۡعُوهُ بِهَا” (الأعراف: 180) ، فيتوجه المسلم لله بأسماء مثل الغفور والرحيم والودود مستحضرًا عظمته وعفوه وكرمه في دعائه ليعكس الطاعة الكاملة والثقة الكلية في قدرة الله وحده.

التوسل بالأعمال الصالحة التي يتقرب بها العبد إلى الله

هذا النوع يستند على التوسل إلى الله من خلال الأعمال الصالحة التي يؤديها العبد بإخلاص بنية نيل رضا الله، ويشمل هذا التوسل عبادات مثل أداء الصلاة وصوم شهر رمضان والتصدق على المحتاجين والاجتهاد في كل ما يرضي الله من أقوال وأفعال، يقدم العبد هذه الأعمال سائلًا الله أن تكون وسيلته لقبول دعائه وتحقيق مراده ويجب أن يقترن هذا التوجه بنقاء القلب من الذنوب والمعاصي لأنها تُشكّل حاجزًا يمنع تحقيق الدعاء، على سبيل المثال  أن يقول المسلم: “اللهم إني أدعوك بما قدمتُ من طاعات وما ابتغيته من وجهك الكريم من صلاة وصيام وصدقة فاجعلها شفيعة لي في قضاء حاجتي ورفع كربي”.

التوسل إلى الله بدعاء الرجل الصالح

عندما يمر الإنسان بمحنة ما أو يواجه صعوبات وضيقًا قد يكون بسبب ذنوبه ، يمكنه أن يلجأ إلى أحد الرجال الصالحين المعروفين بورعهم وتقواهم ليطلب منهم الدعاء له بالفرج أو تيسير الأمور، هذا النوع يعبر عن حاجة الإنسان إلى الأخذ بالأسباب المشروع بها حيث إن دعاء الشخص الصالح يُحتمل أن يكون مقبولًا أكثر في بعض الأحيان بسبب قربه من الله واستقامة طريقه مما يُرسّخ رغبة المسلم في التوصل إلى رحمة الله ورفع البلاء عن نفسه ويرتكز هذا النوع على طلب الخير من أهل الخير فلا يقوم به المسلم من باب الاعتقاد في الشخص ذاته وإنما بمثابة وسيلة مباحة للوصول إلى فضل الله.

دعاء التوسل الذي يُستجاب بإذن الله

النبي محمد صلى الله عليه وسلم نصح أمته بالتقرب إلى الله عز وجل بالدعاء وجعل منه واحدة من أعظم العبادات التي تفتح أبواب الخير وترفع الهموم وتجلب البركات، حيث أن الدعاء يمثل وسيلة فريدة للتواصل بين العبد وربه ويعبر عن يقين المسلم بقدرة الله سبحانه وتعالى على تحقيق حاجاته ومن الأدعية المعروفة التي تحمل معنى كبيرًا وتأثيرًا عظيمًا هو دعاء التوسل بالله سبحانه وتعالى:

  • اللّهُمّ إني أسألك وأتوجّه إليك بنبيك نبيّ الرحمة محمد صلى الله عليه وآله يا أبا القاسم يا رسول الله، يا إمام الرحمة يا سيدنا ومولانا أنا توجهنا واستشفعنا وتوسلنا بك إلى الله وقدمناك بين يدي حاجاتنا، يا وجيها عند الله اشفع لنا عند الله يا أبا الحسن يا أمير المؤمنين يا علي بن أبي طالب يا حجة الله على خلقه يا سيدنا ومولانا أنا توجهنا واستشفعنا وتوسلنا بك إلى الله وقدمناك بين يدي حاجاتنا يا وجيها عند الله اشفع لنا عند الله.
  • يا فاطمة الزهراء يا بنت محمد يا قرة عين الرسول يا سيدتنا ومولاتنا أنا توجهنا واستشفعنا وتوسلنا بك إلى الله وقدمناك بين يدي حاجاتنا يا وجيهة عند الله اشفعي لنا عند الله.
  • يا أبا محمد يا حسن بن علي أيها المجتبى يا ابن رسول الله يا حجة الله على خلقه يا سيدنا ومولانا إنا توجهنا واستشفعنا وتوسلنا بك إلى الله وقدمناك بين يدي حاجاتنا يا وجيها عند الله اشفع لنا عند الله.
  • يا أبا عبد الله يا حسين بن علي أيها الشهيد يا ابن رسول الله يا حجة الله على خلقه يا سيدنا ومولانا أنا توجهنا واستشفعنا وتوسلنا بك إلى الله وقدمناك بين يدي حاجاتنا يا وجيها عند الله اشفع لنا عند الله.
  • يا أبا الحسن يا علي بن الحسين يا زين العابدين يا ابن رسول الله يا حجة الله على خلقه يا سيدنا ومولانا أنا توجهنا واستشفعنا وتوسلنا بك إلى الله وقدمناك بين يدي حاجاتنا يا وجيها عند الله اشفع لنا عند الله.
  • أيها التقي الجواد يا علي بن محمد أيها الهادي النقي يا ابن رسول الله يا حجة الله على خلقه يا سيدنا ومولانا أنا توجهنا واستشفعنا وتوسلنا بك إلى الله وقدمناك بين يدي حاجاتنا يا وجيها عند الله اشفع لنا عند الله.

مفهوم التوسل البدعي وأحكامه الشرعية

يُعتَبر التوسل البدعي من أنواع التوسل التي تُصنَّف ضمن غير المشروع لأنه يعتمد على أمور لم يَرِد ذكرها في الكتاب أو السنة وهو لا يصل بصاحبه إلى الكفر أو الشرك الأكبر لكنه ينبع من ممارسات تُنافي منهج أهل السنة والجماعة وتعتمد على التقرّب إلى الله سبحانه وتعالى بوسائل لم تُؤصَّل شرعًا، ومن الأمثلة على ذلك أن يعمد الشخص إلى التوسل إلى الله بذوات الأنبياء أو الرسل باستثناء النبي محمد صلى الله عليه وسلم والسبب في ذلك أن الصحابة رضوان الله عليهم كانوا يتبركون بذاته الشريفة والتبرك بذات النبي صلى الله عليه وسلم أمر مشروع وقد ورد إثباته في السنة النبوية ولا يُعتبر من البدع، أما فيما يخص التوسل بذوات باقي الأنبياء أو التوسل بجاههم أو طلب الوسيلة بحقهم فإن هذا يُعتبر من البدع التي لا تستند لا إلى دليل من السنة النبوية ولا إلى أي نصوص في القرآن الكريم كما أنه لا توجد أي ممارسة مشابهة تؤيد ذلك في منهج الصحابة الكرام.

توضيح التوسل الشركي وأثره على العقيدة

التوسل الشركي يُعَد من أخطر صور الشرك بالله سبحانه وتعالى وهو أن يطلب الإنسان حاجته أو يدعو غير الله عز وجل مما يُخرج صاحبه من ملة الإسلام والعياذ بالله، لأن التوحيد يقوم على أساس إفراد الله وحده بالدعاء والعبادة دون أن يُشرك معه أحدًا كائنًا من كان فهذا الأمر يعد انتهاكًا مباشرًا لمبدأ “لا إله إلا الله” وهو جوهر الإيمان الصحيح الذي لا يقبل الله به شريكًا مهما كانت الظروف، ولا يقتصر الشرك على الأفعال الظاهرة فقط بل يمكن أن يتمثل بشكل خفي من خلال القول كالدعاء لغير الله أو من خلال أفعال مثل السجود والركوع لغير الله عز وجل والمشكلة الكبرى تكمن في أن بعض المسلمين قد يقعون في هذا الفعل من دون وعي أو قصد نتيجة الجهل أو انتشار الممارسات الخاطئة التي تبدو عادية للبعض لكنها في حقيقتها تهدم أصل العقيدة، ولهذا فإنه لا بد من توعية الأفراد وتنبيههم بشكل مستمر وهذا ما يجعل طلب العلم الشرعي حاجة ملحة لتحصين العقيدة وتصويب الأفعال.

بعض المسلمين قد يرتكب أفعالاً قد تصل إلى حد الشرك دون أن يدركوا خطورتها مما يجعل من الضروري جدًا الانتباه لهذه الأمور وتصحيح المفاهيم المغلوطة المنتشرة في المجتمع، فالجهل في الدين قد يؤدي بالإنسان إلى الوقوع في أعمال لا ترضي الله لذا يتحمل المسلم مسؤولية كبيرة تُحتِّم عليه مراعاة أقواله وأفعاله وتجنب شبهات الشرك بكل أشكالها حتى يحافظ على سلامة عقيدته وإيمانه، على سبيل المثال إذا اتخذ الفرد فعل العبادة مثل الدعاء أو السجود ووجهه لغير الله عز وجل سواء كان ذلك بقول لسانه أو بجوارحه وجب عليه التنبه فورًا إلى هذا السلوك والمبادرة بالتوبة النصوح إلى الله عز وجل والإقلاع عن هذا الفعل مباشرة لأن الوقوع في هذا النوع من الشرك له عواقب وخيمة قد تودي بصاحبه إلى العقوبة الأبدية في النار والعياذ بالله والله سبحانه وتعالى برحمته يغفر كل الذنوب إلا الشرك به حيث يقول عز وجل في كتابه الكريم: “إِنَّ اللّهَ لاَ يَغْفِرُ أَن يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَن يَشَاء”، لذا فإن التوبة واللجوء إلى الله هما السبيل الوحيد للتخلص من هذا الذنب العظيم والعودة إلى طريق الهداية والنجاة.

يارا محمد محمود، خريجة هندسة ، كاتبة متخصصة في الأخبار السعودية والأدعية علي موقع كبسولة ، للتواصل معي capsula.sa/contact_us .

0 0 التصويت
Article Rating
الاشتراك في تنبيهات التعليقات
نبّهني عن
guest
0 تعليقات
الأقدم
الأحدث الأكثر تصويتا
التعليقات المضمنة
عرض جميع التعليقات
0
اكتب تعليقك او استفسارك وسنرد عليك في أقرب وقت بمشيئة الله تعالىx
()
x