دعاء التشهد الأخير قبل السلام في الصلاة مكتوب

التشهد يُعدُّ من الأركان الضرورية التي لا تكتمل الصلاة إلا بأدائها إذ يجب على المسلم الالتزام بالدعاء بعد الانتهاء من التشهد الأخير وقبل التسليم في الصلاة لما لهذه اللحظات من منزلة عظيمة وفضل كبير حيث أوصى النبي صلى الله عليه وسلم بالإكثار من الدعاء في هذا الموضع تحديدًا لأنه من المواطن التي يُستجاب فيها الدعاء وقد وردت عدة أدعية ثابتة عن النبي صلى الله عليه وسلم يمكن للمسلم أن يناجي بها ربه في هذه اللحظة المباركة إذ تتميز هذه الأدعية بما تحمله من عظيم الخير والبركات لأنها جاءت مباشرة عن النبي الكريم الذي علّمها لأصحابه رضوان الله عليهم.

نص دعاء التشهد الأخير قبل السلام مكتوب

يُعَدُّ التشهد الأخير في الصلاة من الأركان الأساسية التي لا تصح الصلاة بدونها وفيه يناجي المسلم ربه مستعيذًا من شرور الدنيا والآخرة كما ورد في الحديث النبوي الشريف:

  • قال النبي ﷺ: “إِذَا تَشَهَّدَ أَحَدُكُمْ فَلْيَسْتَعِذْ باللَّهِ مِن أَرْبَعٍ يقول: اللَّهُمَّ إنِّي أَعُوذُ بِكَ مِن عَذَابِ جَهَنَّمَ وَمِنْ عَذَابِ القَبْرِ وَمِنْ فِتْنَةِ المَحْيَا وَالمَمَاتِ وَمِنْ شَرِّ فِتْنَةِ المَسِيحِ الدَّجَّالِ“. الراوي: أبو هريرة | المحدث: مسلم | المصدر: صحيح مسلم | الصفحة أو الرقم: 588 | خلاصة حكم المحدث: [صحيح]

تشمل “فتنة المحيا” التحديات التي يعيشها الإنسان في حياته والتي قد تُبعِده عن طريق الإيمان الحق وتتضمن “فتنة الممات” لحظات الاحتضار التي قد يحاول فيها الشيطان أن يُثني الإنسان عن اعتقاده أما “فتنة القبر” فهي الأسئلة التي يُوَجَّهها الملكان بعد موت العبد.

  • وسُئِل سعد بن أبي وقاص رضي الله عنه كيف كان النبي ﷺ يُعلِّم أبناءه الدعاء فقال إنه كان يُعلِّمهم بالدقة التي يُعلم فيها الكُتّاب الغلمان وكان يُردد: “اللَّهُمَّ إنِّي أعُوذُ بكَ مِنَ الجُبْنِ وأَعُوذُ بكَ أنْ أُرَدَّ إلى أرْذَلِ العُمُرِ وأَعُوذُ بكَ مِن فِتْنَةِ الدُّنْيَا وأَعُوذُ بكَ مِن عَذَابِ القَبْرِ“. الراوي: سعد بن أبي وقاص | المحدث: البخاري | المصدر: صحيح البخاري | الصفحة أو الرقم: 2822 | خلاصة حكم المحدث: [صحيح]

يشير “أرذل العمر” إلى المرحلة الأخيرة من حياة الإنسان التي قد يفقد فيها قوته العقلية والجسدية ويصير بحاجة للآخرين مثلما يحدث في مرحلة الطفولة المبكرة.

  • كما ورد عن النبي ﷺ عندما سأله أحد الصحابة عن دعاء يدعو به أثناء صلاته فقال له: “قُل: اللَّهمَّ إنِّي ظلَمتُ نَفسي ظلمًا كثيرًا ولا يغفرُ الذُّنوبَ إلَّا أنتَ فاغفِر لي مغفرةً من عندِكَ وارحَمني إنَّكَ أنتَ الغفورُ الرَّحيمُ“. الراوي: أبو بكر الصديق | المحدث: الألباني | المصدر: صحيح الترمذي | الصفحة أو الرقم: 3531 | خلاصة حكم المحدث: صحيح
  • كما ورد عن النبي ﷺ هذا الدعاء الذي يظهر فيه المعاني الجامعة: “رَبِّ اغْفِرْ لي خَطِيئَتي وجَهْلِي، وإسْرَافِي في أمْرِي كُلِّهِ، وما أنْتَ أعْلَمُ به مِنِّي، اللَّهُمَّ اغْفِرْ لي خَطَايَايَ، وعَمْدِي وجَهْلِي وهَزْلِي، وكُلُّ ذلكَ عِندِي، اللَّهُمَّ اغْفِرْ لي ما قَدَّمْتُ وما أخَّرْتُ، وما أسْرَرْتُ وما أعْلَنْتُ، أنْتَ المُقَدِّمُ وأَنْتَ المُؤَخِّرُ، وأَنْتَ علَى كُلِّ شيءٍ قَدِيرٌ“. الراوي: أبو موسى الأشعري | المحدث: البخاري | المصدر: صحيح البخاري | الصفحة أو الرقم: 6398 | خلاصة حكم المحدث: [صحيح]

ومن الأذكار الواردة عن النبي ﷺ والتي تحمل معاني عظيمة يمكن للمسلم أن يُرددها بعد الصلاة:

  • اللهم إني ظلمت نفسي ظلما كثيرا، ولا يغفر الذنوب إلا أنت، فاغفر لي مغفرة من عندك وارحمني، إنك أنت الغفور الرحيم.
  • اللهم أعني على ذكرك، وشكرك، وحسن عبادتك.
  • اللهم إني أسألك الجنة وأعوذ بك من النار.

مدى استجابة دعاء التشهد الأخير قبل التسليم في الصلاة

يُعَدُّ وقت التشهد الأخير في الصلاة من الأوقات التي تحمل أهمية كبيرة في استجابة الدعاء، حيث يُتاح للمسلم فرصة عظيمة للدعاء في اللحظات التي تسبق التسليم في الصلاة، فقد جاء عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه كان يولي هذا الموضع أهمية بالغة ويحرص فيه على الدعاء، مما يُبرز مكانته كفرصة مميزة يمكن أن تُستجاب فيها الدعوات بإذن الله سبحانه وتعالى.

  • فَــ من الضروري أن يُدرك المسلم أهمية الدعاء بين التشهد الأخير والتسليم، حيث إنه من الأوقات التي ورد في السنة النبوية أنها مُرجَّحة لاستجابة الدعاء بإذن الله، لذا ينبغي أن يكون واعيًا في اختياره للأدعية وأن يشمل دعواته كل ما يطمح إلى تحقيقه من خير الدنيا والآخرة، سواء كان ذلك من الأدعية المأثورة عن الرسول صلى الله عليه وسلم أو مما يناسب حاجاته الشخصية.
  • وقد أشار مجلس البحوث الإسلامية إلى أن النبي صلى الله عليه وسلم كان ملتزمًا بالدعاء في هذا الموضع من صلاته، وقد وردت عنه أدعية تتألف من ستة وعشرين كلمة تضمنت طلب الخير والحفظ والرزق والنجاة من الشرور، وهي نموذج حي يجمع بين المعاني العظيمة والاحتياجات الإنسانية التي يمكن للمسلم أن يستلهم منها لتقديم دعواته إلى الله تعالى في هذا الوقت المبارك.

الرأي الشرعي حول الدعاء عقب التشهد الأخير وقبل السلام في الصلاة

عند الحديث عن دعاء التشهد يجب التعرف على حكم الدعاء بعد التشهد الأخير وقبل أن يسلم المصلي:

  • يُعتبر الدعاء في آخر الصلاة من السنن المستحبّة التي أوصى بها النبي ﷺ حيث يُتاح للمسلم في هذه اللحظات العظيمة أن يتوجه بخالص قلبه إلى الله عز وجل سائلاً الخير في الدنيا والآخرة مستثمرًا هذا الوقت المبارك قبيل التسليم.
  • من أبرز الأدعية التي يُستحب أن يُلزم المسلم نفسه بها أن يستعيذ بالله من عذاب القبر ومن عذاب النار ويتضرع إليه طالبًا الحماية من الوقوع في الفتن سواء تلك التي تصيب الإنسان في حياته الدنيا أو التي تكون في يوم القيامة مع التوجه إلى الله بكل إخلاص ويقين.
  • ويوجد أيضًا مجموعة من الأدعية المأثورة التي وردت عن النبي ﷺ والتي يُفضل للمسلم الاستعانة بها كما ثبتت في السنة النبوية حيث تتسم بهذه النصوص النبوية بالبركة والقبول كما أنها تحمل أعظم المعاني التي ترفع الدعاء لينال الاستجابة من الله سبحانه.
  • فضلًا عن ذلك فإن الدعاء لا يقتصر على هذا الموضع فقط بل يمكن للمسلم أن يتوجه بالدعاء في أي وقت من أوقات الصلاة سواء كان أثناء السجود أو بين السجدتين ويمكنه أن يكرر ما يشاء من أدعية عامة يوميًا وفي الأوقات التي يستشعر فيها القرب من الله سبحانه وتعالى طالبًا عظيم رحمته وواسع فضله.

أهمية وفضل الدعاء في التشهد الأخير وقبل السلام من الصلاة

بعد ما تعرّفنا على أدعية التشهد الأخير أثناء الصلاة، من الضروري أن نعي المكانة العظيمة لهذا الدعاء وفضله الكبير تحديدًا في وقت التشهد الأخير قبل التسليم، وكيف يُعدّ هذا الدعاء نقطة مضيئة في مسيرة المسلم الروحية ودعوة صادقة تُلهِم حياته وتُقوّي صلته بربه.

هذه الأدعية تحمل فوائد عظيمة تتجاوز الطلبات الشخصية لتشمل أبعادًا أعمق ترتبط بحفظ المسلم وإصلاح شأنه في الدنيا والآخرة، وهذا هو السبب الذي جعل النبي محمد صلى الله عليه وسلم يولي هذه الأدعية اهتمامًا خاصًا ويوصي بها صحابته وجميع المسلمين. الدعاء في هذا الوقت الأفضل والأقرب للاستجابة يعكس التوقيت الذي بيّنه الرسول صلى الله عليه وسلم بعناية ليُرشدنا إلى أهمية ذكر الله في هذه اللحظات المميزة من الصلاة.

تتضمّن هذه الأدعية أمورًا عديدة تهم حياة المسلم، من أهمها طلب الحماية من الأهواء التي قد تضلله عن السبيل المستقيم، إلى جانب الاستعاذة من مكائد الشياطين والفتن التي تُحيط بالإنسان في مسيرته.

ومن أبرز هذه الفتن، فتنة القبر التي تُعدّ من الأمور المُهيبة التي بيّن لنا النبي صلى الله عليه وسلم خطورتها، فضلًا عن فتنة المسيح الدجال، تلك الفتنة العظيمة التي وصفها النبي بأنها مُضللة للناس خصوصًا في آخر الزمان عندما تختلط فيها الحقائق بالباطل وتلبس الناس بأساليب مُلتبسة.

النبي صلى الله عليه وسلم أوصى دائمًا بتكرار أدعية الاستعاذة والتي لا يقتصر دورها فقط على الحماية من الشرور الدنيوية والمخاطر المحيطة بحياة المسلم، ولكن يمتد تأثيرها إلى الآخرة، حيث إنها تُعين المسلم على اجتياز تجارب وفتن الحياة الأخيرة وما بعدها. كان الرسول صلى الله عليه وسلم يُشير بشكل مُكرر إلى أهمية هذه الأدعية في الأوقات التي يُستحب فيها الدعاء، مثل التشهد الأخير قبل التسليم، مُدركًا أن هذه اللحظة تُمثّل أحد المواسم العظيمة للتضرع والإجابة.

أهمية هذه الأدعية تظهر أيضًا في قدرتها على حماية المسلم من الفتن اليومية مثل الشهوات التي تُشغل قلبه عن ذكر الله، والهموم التي تُثقله وتُبعده عن الهدف الأساسي لحياته.

كما أنّها تُذكّر المسلم بحقيقة أن الدنيا مهما كانت مُغرية فهي زائلة، مما يعزّز لديه وعيًا دائمًا بخطورة سوء الخاتمة ويجعله في حالة استعداد دائم بلقاء ربه مُتزوّدًا بالأعمال الصالحة.

فضلًا عن أنها تمدّه بحصانة ضد فتنة الموت وما يتبعها من اختبار القبر وعذابه الذي لا ينجو الإنسان منه إلّا بدعواته الصادقة وأعماله الصالحة.

هذه الأدعية تُساعد المسلم على إدراك المعنى الكامل للتوجّه إلى الله والاعتماد عليه بكل صدق، حيث يُعبّر الدعاء عن ضعف الإنسان وأمله في عفو ربه ومغفرته، فَـ عندما يتوجه المسلم بهذا الدعاء، فإنه يظهر حاجته العميقة لمغفرة الله وطلب العون منه في مواجهة مصاعب الحياة والآخرة، الدعاء في محيط هذا الشعور يحمل في طياته الوعي الكامل بفضل الله واستشعار عظمته وطلب الرحمة والتيسير منه وحده الذي بيده كل شيء.

لذلك فإن أدعية التشهد الأخير قبل التسليم تتميز بفضلها العظيم لأنها تُرسّخ لدى المسلم حاجته الدائمة إلى ربه في تحقيق الأمن والراحة والسكينة، وتعلّمه كيفية الاستثمار في هذه اللحظات الثمينة للسلامة من أخطار الدنيا وأهوال الآخرة، كما أن هذه الأدعية التي استقيناها مباشرةً من النبي صلى الله عليه وسلم، تمنحها جلالًا خاصًا لما تحمله من معانٍ خالدة تُلهم المسلم وتُقوّي عزيمته لجميع مراحل حياته.

احمد نصر , مؤسس موقع كبسولة, متخرج من علوم ادارية معهد زوسر للحاسبات ونظم المعلومات, ابلغ من العمر 34 عاماً , اعمل كمحرر محتوي عام واخباري في العديد من المواقع, متخصص في الاخبار السعودية والترددات، للتواصل معي , fb.com/ahmadnasr1989 أو عبر الايميل [email protected] .

0 0 التصويت
Article Rating
الاشتراك في تنبيهات التعليقات
نبّهني عن
guest
0 تعليقات
الأقدم
الأحدث الأكثر تصويتا
التعليقات المضمنة
عرض جميع التعليقات
0
اكتب تعليقك او استفسارك وسنرد عليك في أقرب وقت بمشيئة الله تعالىx
()
x