كُلنا نُدرك مدى فضل وبركة العشر الأواخر من شهر رمضان المُبارك، تلك الأيام التي تحمل أعظم النفحات الإيمانية إذ تتضاعف فيها الأجور وتُستجاب فيها الدعوات وفيها المغفرة والعتق من النار مما يجعلها فرصة عظيمة ينبغي علينا اغتنامها بالدعاء والتضرع وطلب الرحمة والمغفرة من الله عز وجل ولذا فقد اجتهد عدد من العلماء والدُعاة المخلصين جزاهم الله خيرًا في توضيح صيغ أدعية تتلاءم مع هذه الأيام الفضيلة لتكون مرجعًا لنا في التوجه إلى الله بالدعاء بكل خشوع وصدق.
من المُستحسن أن تكون نيتنا خالصة لله تعالى لإدراك فضل ليلة القدر عند بداية الدعاء وذلك كما بدأنا الشهر الكريم بالتقرب إلى الله من أول يوم فيه ويجب أن نستمر بنفس الإخلاص خلال العشر الأواخر بأكملها حيث إن الدعاء في هذه الليالي له مكانة عظيمة وفضل كبير جدًا عند الله نظرًا لما تحمل هذه الأيام من عظيم البركات والرجاء في قبول العمل والدعاء وفيما يلي نقدم لكم دعاء يتناسب مع هذه الليالي المباركة:
- اللهم كما بلغتنا رمضان فبلغنا ليلة القدر وفضلها العظيم يا الله يا مُنعم الهدى على من تشاء اهدني إلى طريق الحق مع من هديت وتركني مع من عافيت وتولني فيمن توليت يا أرحم الراحمين بارك لي في ما وهبتني من عطاياك وانجني يا الله من شرتقديرك لأنّك أنت الحاكم ولا يُحاكَم حُكمك وأنت من ترفع من تشاء وتذل من تشاء تعاليت ربنا وتباركت يا الله يا قدير أنت المُطّلع على الغيب وأحوال العباد أنت الذي خلقت السماوات والأرض أنت مالك كل شيء وربه أشهد ألا إله غيرك يا الله احفظني واحمِني من نفسي ومن وساوس الشيطان يا الله وألهمني الشكر لنعمك الكثيرة التي أنعمتَ بها عليّ وعلى عائلتي وبارك لي في كل عمل صالح يقودني إلى رضاك يا الله اجعل سعيي مُثمرًا برضاك وأدخلني برحمتك في عِداد عبادك الصالحين يا الله.
- رب اشرح لي صدري ويسّر لي أمري وحُلّ عقدة من لساني ليَفهم الناس كل ما أصبو إليه يا الله أعوذ بك من ضيق الدنيا ومن عذاب جهنم ومن سوء القبروعذابه وأعوذ بك من شرور الفقر وغواه وأعوذ بك من فتن الغنى التي قد توقعني في المصائب يا الله اجعلني بعيدًا عن فتن الدجال وغوايته واحفظني منها اللهم طّهِّر قلبي من الذنوب واغسلني من خطاياي بتمام الرحمة والغُفران كما يُغسل الثوب الأبيض من قاذوراته وابعد بيني وبين آثامي كما باعدت بين المشرق والمغرب واغفر لي زلاتي يا الله وأعوذ بك من الهرم والكسل وأعوذ بك من الكفر والديون وأعوذ بك من خطايا لا تُغتفر.
اللهم كما بلغتنا رمضان بلغنا ليلة القدر كاملًا
اللّهُمّ كما بَلّغتنا رمضان بَلّغنا ليلة القدر كاملاً يا ربّ العالمين ونسألك أن تَجعلنا من المقبولين في هذا الشّهر الكريم وأن نكون مِن عُتقائك مِن النار.
اللّهم كما بَلغتنا رمضان بَلغنا ليلة القدر كاملاً نسألُكَ يا الله أن تُنزل علينا بركَة هذه الليلة وتَجعلنا من الفائزين برحمتك ومغفرتك في هذا الشهر الفضيل الذي تُضاعف فيه الأجور وتُكتب فيه الأعمار في سجلك الكريم.
الليالي العشر الأخيرة من شَهر رمضَان تُمثل فرصة ذهبية للتقرب إلى الله بالدعاء والقيام وتُعتبر هذه الأيام محطة مهمة للتوبة والرجوع إلى الله سبحانه وتعالى وتتطلب منا إيمانًا عظيمًا مع تّضرع وإخلاص بالدعاء والاستغفار خاصة في أوقات الظن بأن ليلة القَدر قد حلّت حيث تتضاعَف فيها الأجور وتستجَاب فيها الدعوات وتُغفر فيها الذنوب بإذن الله.
- بِسْمِ اللّه الرّحمّن الرّحيم والصلاة والسّلام على أشرف المرسلين سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم وعلى آله وأصحابه أجمعين نَسألُكَ يا الله يا من له الحمد العظيم والثّناء الجميل يا من تضيء الظّلم برحمتك وتزيل الهم بكرمك أن تكمل لنا النّعم وتجعلنا ممن يُقبل دعاؤهم في ليلة القدر يا واسع المغفرة والرحمة يا من تُعتق الرقاب من النار في هذه الأيام المباركة نسألك برحمتك التي وَسِعتْ كُلَّ شيء أن نكون ممن تُعتق رقابهم وتُرفع درجاتهم في أعلى علّيين اللهم اجعلنا من عبَادك الذين بجودك وكرمك تُبارك لهم هذه الليلة وتملأ كُتُبهم بالحسنات وتُمحى عنهم السيئات.
- يا أكرم الأكرمين يا واسع العطاء والمغفرة اغفر لنا ذُنوبنا كلها اجعلنا من أهلك وخاصتك في هذه الليلة رحمْنا ووالِدينا وكل من نَجتمعُ على ذكرهم بجنّاتك واجعلنا فيها من السّعداء اللّهم اجعل لنا نصيبًا في رحمتك وعفوك واكرمنا بشرف إدراك هذه الليلة العظيمة اللهم ارزقنا السكينة ودوام الطمأنينة واشملنا بتجلي نورك ورحمتك وهدنا سبيلك المستقيم واختم لنا ببشارة الرضا والفوز بجنّة الخلد اللهم آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقِنا عَذاب النار وبارك وصلّ وسلّم على نَبيّنا محمدٍ وعلى آلِه وصحبه أجمعين.
الأدعية المستحبة في العشر الأواخر من رمضان
يُعتبر الدعاء في العشر الأواخر من رمضان فرصة عظيمة لكل مسلم للتقرب إلى الله وطلب حاجاته، حيث تُعد هذه الليالي المباركة وخاصة ليلة القدر من أعظم الليالي التي ينبغي الحرص فيها على الدعاء والاستغفار ففي فضلها بركة عظيمة وخير كبير ولهذا السبب نستعرض مجموعة من الأدعية المؤثرة التي تُلهم القلوب وتُناسب مختلف الأمنيات والطموحات في رمضان.
- يا حي يا قيوم يا ذو الجلال والإكرام يا من وهبتنا نعمة الإسلام وثبتتنا على دينك القويم، اجعلني ممن يدركون ليلة القدر ويستشعرون بركتها واكتب لي فرحًا ببلوغ شرف عبادتها وفضلها يا أرحم الراحمين.
- اللهم اجعلني قريبًا منك بالأعمال التي تحبها وترضى عنها، واملأ قلبي بنور محبتك وثبتني على طاعتك واكتب لي الخير في أمور ديني ودنياي واجعل لي من تقديراتك المباركة في ليلة القدر نصيبًا يُصلح حالي ويغني حياتي.
- يا رب اجبر كسر قلبي وكن عوني ونصيري في كل أوقاتي، واكتب لي من خيرك وفضلك في ليلة القدر ما يُغير حياتي إلى الأفضل واجعلني ممن يشهدون نفحات هذه الليلة العظيمة بخشوع وصدق في عبادتهم يا عفو يا كريم.
- يا غافر الزلات ومُعين العباد على التوبة اغفر لي ولذنوبي وعافني من الرياء والنفاق وطهر قلبي من كل سوء، واكتب لي نصيبًا من بركة ليلة القدر واملأ حياتي بما يُسعدك ويُرضيك عني يا أكرم الأكرمين.
- يا واهب الخير والفرح ويا من يسمع دعوة المتضرعين، ارزقني السعادة التي تغمر القلب وانزع عني همومي واكتب لي طريقًا مليئًا بالإجابات التي تُرضيني وترضيك يا عزيز يا حكيم.
- يا الله يا كاشف الضر ويا شافي الأمراض ارزقني العافية وأزل عني كل هم وغم، وبلغني ليلة القدر برحمتك وامنحني حياة عامرة بطاعتك واملأها بخيرك يا أرحم الراحمين.
- اللهم اجعلنا ممن يكتب لهم إدراك ليلة القدر يا الله بصحة وعافية وحيين لا فاقدين ولا مفقودين، ووفقنا لما تحب وترضى واجعلنا من عبادك الذين تسعدهم بوافر كرمك وعفوك.
- يا غفور اغفر لي ذنوبي وارحمني في ليلتك العظيمة واكتب لي من الحسنات ما يُرفع بها قدري واجعل مسيرتي مليئة بأعمال البر والطاعة التي تقربني من رضاك واجعل خاتمتي في الجنة يا سميع الدعاء.
الدعاء الذي أوصى به النبي في ليلة القدر
كان نبينا محمد صلى الله عليه وسلم مثالًا يُحتذى به في جميع أمور الحياة ولم يغفل عن تعليمنا أفضل الأدعية التي تُقربنا من الله وتفتح لنا أبواب الرحمة والقبول وخصوصًا في الليالي المباركة مثل العشر الأواخر من رمضان وليلة القدر التي تعد من أعظم الليالي ففي هذه الليالي كان النبي عليه الصلاة والسلام يُكثر من الدعاء بتذلل وخشوع لما فيها من فضل عظيم وقد علَّم أصحابه وكل من تبعه أدعية تحمل في طياتها أسمى معاني التضرع والإيمان ومن أبرز ما ورد عنه صلى الله عليه وسلم في هذه الليالي المباركة:
- اللَّهمَّ إنَّك عفُوٌّ كريمٌ تُحِبُّ العفْوَ، فاعْفُ عنِّي اللَّهُمَّ إني أَعُوذُ بكَ مِن فِتْنَةِ النَّارِ وَعَذَابِ النَّارِ، وَفِتْنَةِ القَبْرِ وَعَذَابِ القَبْرِ.
أهم علامات ليلة القدر
في العشر الأواخر من شهر رمضان المبارك وخصوصًا في الليالي الوترية يحرص المسلمون على تعظيم هذه الليالي والاجتهاد في العبادة بغية إدراك فضل ليلة القدر التي خصّها الله سبحانه وتعالى بمكانة عظيمة وقد وضّحت الأحاديث النبوية الشريفة عددًا من العلامات التي تُعين المسلم على التعرّف على هذه الليلة المباركة وتمييزها عن غيرها ومن أبرز هذه العلامات:
- تشرق الشمس في صباح ليلة القدر دون شعاع واضح بحيث تبدو وكأنها قرص أبيض ناعم ورغم أن هذه العلامة تتحقق بعد انتهاء الليلة إلا أنها تمثل دليلاً قويًا للمسلم الذي اجتهد في العبادة والدعاء على يقينه بأنه أدرك فضل هذه الليلة المباركة كما أنها تُعتبر تذكيرًا لمن غفل أو لم يُحسن اغتنام الليلة في تجديد عزمه ومضاعفة جهده في العبادة فيما تبقى من الشهر.
- هناك تحوّلات داخلية يشعر بها المسلم أثناء الليلة بما في ذلك إحساس عميق بالطمأنينة والسكينة التي تغمر القلب مع شعور براحة نفسية غير معتادة وهدوء داخلي يترافق مع صفاء الفكر وراحة البال وتبرز هذه الأحاسيس كعلامات تميز الليلة بقداستها وفضلها العظيم وتدل على ما تحمله من خير وبركة للمسلم.
فضائل ليلة القدر
تُعد ليلة القدر من أعظم الليالي في شهر رمضان المبارك حيث يسعى المسلمون جميعًا للتقرب إلى الله بالدعاء والعبادة طمعًا في الأجر العظيم الذي أعده الله لهذه الليلة المباركة وفي السطور التالية نستعرض أبرز الأسباب التي تُبرز فضل ليلة القدر وأهميتها.
- أنزل الله القرآن الكريم في ليلة القدر وهو ما يجعل هذه الليلة تحظى بمكانة عظيمة ومُباركة حيث ذكرها الله سبحانه وتعالى في كتابه الكريم في سورة القدر مما يدل على عظمتها وأهميتها في الدين الإسلامي.
- في هذه الليلة تُكتب أقدار المخلوقات للسنة القابلة فهي ليلة عظيمة تُظهر حكمة الله في تقدير الأمور وفيها تميز خاص بين الأيام لما تحمله من بركات ونفحات إيمانية.
- في ليلة القدر تنزل الملائكة إلى الأرض بأمر ربها وهي حاملة للسلام والبركة والرحمة مُضفية أجواءً روحانية خاصة تملأ القلوب بالطمأنينة وتجعل هذه الليلة مختلفة عن سائر ليالي العام.
- العبادات والطاعات في ليلة القدر تُعادل أجر عبادة ألف شهر وهو ما يدل على عظمة الأجر المضاعف الذي يمنحه الله عز وجل لمن أخلص العمل والعبادة في هذه الليلة العظيمة.
- ورد عن النبي محمد صلى الله عليه وسلم وصاياه للمسلمين بالاجتهاد في العبادة في ليلة القدر مُحذرًا من التفريط فيها حيث إن إهمالها يُعتبر خسارة عظيمة لفرصة نيل الأجر الكبير الذي جعلها الله نعمةً لعباده المؤمنين.
- تُعَد ليلة القدر فرصة للمغفرة والنجاة من الذنوب شرط أن يتحلى المسلم بالنية الصادقة والإخلاص في أداء العبادات والدعاء فهي ليلة يُغفر فيها لمن تضرع إلى الله وسعى إليه بقلبٍ مُنيب.
الحكمة من عدم تحديد ليلة القدر في أيام محددة
ليلة القدر هي منحة ربانية للأمة الإسلامية يأتي شهر رمضان كل عام ليحمل لنا خير الليالي، إلا أن الله عز وجل لم يحدد موعد ليلة القدر بدقة لحِكَم ومقاصد عدة نعلم بعضها ونجهل البعض الآخر.
- تحقيق الاجتهاد: كان عدم تحديد موعدها دافعًا للمسلمين للاجتهاد في العبادة والتضرع والدعاء طوال العشر الأواخر من رمضان.
- اختبار الإيمان: يُعتبر عدم معرفة موعدها اختبارًا للإيمان واليقين بين المسلمين حيث يتعين على المؤمن البحث والسعي بصدق لإدراك هذه الليلة المباركة.
- رفع درجة العبادة: لعل الحكمة الأساسية تكمن في زيادة عمليات العبادة والذكر والوقوف بنفس الجهد والاهتمام طيلة أيام الشهر الكريم عامة و في العشر الأواخر خاصة.
وفي نهاية المطاف تبقى الحكمة الأسمى في عدم تحديد ليلة القدر هي حفظ مكانة التفاؤل والإيجابية لدى المسلم دائمًا وأبدًا، حيث يتابع جُهده ويعيش أمل الوصول لنفحاتها وبركاته.
الحكمة في عدم تحديد ليلة القدر بوقت معين
لم يحدد الله عز وجل يوم ليلة القدر بشكل دقيق ولم يذكر توقيتها المحدد في القرآن الكريم وما يُقال بشأن كون ليلة القدر تصادف يوم السابع والعشرين من العشر الأواخر في شهر رمضان يُعد اجتهادًا من بعض العلماء ولا يوجد نص شرعي يدل بشكل قاطع على ذلك فالله سبحانه بحكمته العظيمة أخفى توقيت ليلة القدر لحكمة بالغة ومقصد عظيم.
تكمن الحكمة من ذلك في دفع الناس إلى الاجتهاد في العبادة والمثابرة على الطاعة طوال أيام شهر رمضان الفضيل فلا يتهاون الإنسان أو يتكاسل في أداء العبادات خلال الشهر فعندما يظل يومها غير مؤكد يسعى المسلمون بجد وإيمان طوال الشهر خاصة في الليالي العشر الأواخر طمعًا في نيل أجر هذه الليلة المباركة وهم في حالة من الإخلاص والتقرب من الله تعالى وهكذا يتحقق الغرض الذي أراده الله من عباده وهو أن يكونوا دائمًا في عبادة وخشوع وتوجه صادق إلى الله مما يقوي إيمانهم ويبث فيهم روح الإخلاص والثبات على الطاعة.
