صيغة أدعية مناجاة الله في جوف الليل

الدعاء والتضرع إلى الله عز وجل من أسمى العبادات وأقربها إلى المولى جل جلاله وقد كان هذا نهج الأنبياء والمرسلين وكل من اهتدى بنور الإيمان وقد أشار نبينا الكريم محمد ﷺ إلى عظمة هذه العبادة حين قال: “الدعاء هو العبادة” في تعبير نبوي يظهر بجلاء مكانة الدعاء في مد وتعزيز أواصر العلاقة بين العبد وبين ربه كما أنه يعكس علو منزلته في قلب المؤمن وحياته اليومية فالدعاء ليس مجرد كلمات تُقال بل هو مظهر من مظاهر التوكل الحقيقي على الله ويُجسد في طياته حسن الظن بقدرته ورحمته وعندما ينكسر الإنسان أمام عظمة الله ويلجأ إليه بكل خضوع وتذلل فإنه في الحقيقة يعترف بضعفه وبحاجته الدائمة لربه وهكذا ينبعث السلام الداخلي وتتشكل السكينة في النفس وتبدأ الطمأنينة في الظهور كإحدى ثمار الإيمان الراسخ لذلك لا يوجد طريق أعظم للالتجاء إلى الله وطلب فضله ومغفرته ورحمته وعطائه من تقديم الدعاء بصدق وتوجه خالص إليه عز وجل.

أدعية مناجاة للابتهال والتقرب إلى الله في ساعات الليل والسجود

دعاء مناجاة الله في ساعات الليل وفي لحظات السجود تُعتبر من أصدق وأقرب الأوقات التي يتواصل فيها العبد مع ربه بعمق وإخلاص حيث يرفع الإنسان يديه ويُناجي خالقه عز وجل من قلبه طالبًا منه الرحمة والمغفرة والتوفيق لأن الله سبحانه قريبٌ ممن يدعوه يسمع ويرى عباده دائمًا ومن الأدعية الجليلة التي يُمكن أن تُقال في تلك اللحظات:

  • يا رب لك الحمد لأنك نور السماوات والأرض ولك الحمد لأنك قيوم السماوات والأرض ولك الحمد يا رب السماوات والأرض ومن فيهن أنت الحق وقولك الحق ووعدك الحق ولقاؤك حق والجنة حق والنار حق والساعة حق.
  • ربي إني أحمدك وأثني عليك لأنك قائمٌ بأمر السماوات والأرض وأحمدك يا رب العالمين لأنك الحق وكل ما تأتي به هو الحق ووعدك لا يخلف فكل الأمور بمشيئتك وحكمتك وعدلك.
  • اللهم أنت أحق من يُثنى عليه وأحق من يُعبد وأرحم من يُعطي وأعظم من يُطلب وأكرم من يُسأل وأوسع من يرزق لأنك الملك الواحد الأحد الذي لا شريك له ولا ندّ وأنت الحي القيوم الذي لا يموت كل شيء يبيد ويزول إلا وجهك الكريم لا تقع طاعة إلا بمشيئتك ولا تجري معصية إلا بعلمك إنك أنت الغفور الرحيم.

أدعية مناجاة الله والتضرع والخشوع لله

  • يا أرحمَ الرَّاحمين نحنُ عِبادك نقِف على بابك بمَقام التَّوكل عليك ونستغيث بجُودك ونتوسَّل إلى كَرمك ونلتمس رحمتك التي وُسعت كل شيء فلا تصرف وجهك الكريم عنَّا يا رب وأحسِن إلينا وقوّنا على إعانتنا على ما يصلح أمورنا واجعلنا من عبيدك المُهتدين الذين يعتمدون عليك كُل الاعتماد فأنت الكريمُ العزيز وأنت الذي تُعطِي فلا مَانع لعطائك.
  • نسأل الله أن يغفِر لنا كُلَّ الذنوب التي قد عُدنا لفعلها من بعد توبتنا ونسألُه أن يعفُو عن كُلِّ فعل قصدناه خالصًا لوجهه ودخل فيه من غَير رشده شيء لا يرضيه اللهم يا من لك العِزة والقدرة يا واسعَ المغفرة ويا صاحب الجلال والإكرام فرِّج عن كل ضيق وكرب فإننا إلى رحمتك ما أشدَّ احتياجنا وإلى كَرَمك ما أبعدَ اشتياقنا.
  • يا الله يا من أمسكَ بنواصينا وأحاطَ بعلمك حاجاتِنا وضعفِنا وشكوانا إليك نرفع أيدينا ونوجِّه وجوهنا متضرِّعين ومستنجدين اللهم استجِب لدعواتنا وتقبّل أرزاقنا كمَا آلَها وَأنزل علينا أمنك وعاطفتكَ التي تسكن قلوبنا فنحنُ نرجُوك بعد أن تقطَّعت بِنا السُّبل ولا مَلاذ لنا غيرك يا من قَال إن مع عسرٍ يسراً.
  • يا مَن أبدعَ في خَلق السّماء زينتها وفي خلقِ الإنسان سكَنه وغاية كل صبر يا مَن رزَقَ المخلوقات كُلّها ولم يَترك بِرزقه نقصاناً ولا دَفعَ نعمه إلا بما فيه حِكمة وعدل أنت مَن إذا أردتَ شيئًا جعلْتَه «كُن فيكون» يا مَن تحيي العِظام وهيَ رَميم اسكب لنا من رحمَتك الواسِعة وباركة على نعمائنا مؤملينَ علينا بالرِّضى والسَّكينة.
  • اللهم بمقَام قدسك العظيم وعرشك منير الأبدية وأسمائك التي ما ذكرها محتاجًا إلا أتممه إذَا سألك عبدُك جعلت من رزقه خيرَه واختر له البَاقي نسألُك كن مثوى عامرًا هيّئ للمؤمنين كلَّ الفضل والخيرات ودفعًا عظيم يزيل البلاء.
  • اللهم أجمعَنَا على خَير غَيْر منقُوص يوسع الأنفس ويَدفع الهَمّ واصرفَ رحمتك إكمال كُل احتياجنا ومَا رفع عنا أشكال البلاء الذي أضرم قلوبنا نتوسل افتراقها عَمن أحب فليكن كالسُّره دَعوة اللانداء سوى دعوتك بعدها شاكران توفيق.

أدعية مكتوبة لمناجاة الله في جوف الليل

  • يا رب نحن نقف بين يديك بحالٍ لا يخفى عليك أبداً نتوسل إليك بضعفنا وانكسارنا ونرفع أكفّنا نبتغي رضاك برحمتك التي وسعت كل شيء نسألك أن تملأ قلوبنا بنور هدايتك وتثبّتنا على طاعتك بعبودية خالصة لك يا رحيم نحن في حاجة ماسة إلى رحمتك لتقوّي ضعفنا ونرجو قربك أن يكون معنا في كل حين نسألك أن تمنح قلوبنا نوراً يهدينا إليك وتعيننا على تحقيق كل عمل صالح يقربنا منك يا عظيم القدرة.
  • اللهم اجعلنا من أغنى عبادك بمحبتك ومن أفقرهم في التوكّل عليك نسألك يا الله أن تكون ثقتنا فيك هي قوتنا وزادنا في كل شأن من شؤون حياتنا أنت الكريم الذي لا يرد سائلاً ولا يخيّب من قصد بابه يا الله نتوسل إليك أن لا تخجلنا عند قيامنا بين يديك يوم الجزاء ونلتمس منك قلباً يحيا بخشيتك وكأنه يرى نورك الساطع يا رب أكرمنا ببياض وجوهنا يوم الدين واجعلنا من الناجين من ظلمة النار واغمرنا بعفوك ورحمتك يا واسع المغفرة يا أرحم الراحمين.
  • يا رب لقد أخطأنا في أمرك وتقصّرنا في اجتناب ما نهيتنا عنه ومع ذلك ظلت نعمك علينا تحيطنا في كل لحظة ظاهرةً وباطنةً مع قلة استحقاقنا لها أرهقنا أنفسنا بالذنوب وتمادينا لكنك لم تُحمّلنا فوق طاقتنا يوماً حلمك سبق غضبك وعفوك شمل أخطاءنا لم نكن يا رب لجحودٍ بنعمك أو استهانةٍ بوعيدك ولكن ضعفنا أمام أهوائنا غلبنا نأتي إليك الآن طالبين عفوك وساعين إلى مغفرتك يا كريم.
  • يا من تعلم السر وأخفى يا الأول الذي ليس قبله شيء يا الآخر الذي ليس بعده شيء يا الظاهر الذي أضاء نوره الوجود ويا الباطن الذي تتجلّى بحكمته أسرار الكون يا ملجأ من لا ملجأ له ويا أُنس من استوحش في وحدته ويا الحافظ لكل من ذكرك ويا السند لكل من انقطعت حبال رجائه بالعالمين يا من يسمع المضطر إذا ناجاك ويعلم خفايا القلوب نسألك يا الله أن تمنحنا الفوز بطاعتك وتجعلنا من عبادك الذين رضيت عنهم برحمتك نجنا من عذابك وامنحنا جنتك واحمنا من طرق المعصية زيّن حياتنا بعز الطاعة واجعل رحمتك تظللنا دائماً لطفك بنا قائم بعلمك وبحكمتك يا خالق السماوات والأرض.

الآداب الواجب اتباعها في الدعاء إلى الله

الدعاء هو السبيل الذي يتقرب به العبد إلى ربه عز وجل حيث يضع فيها كل أمانيه وأحلامه سواء كانت متعلقة بأمور الدنيا أو الآخرة وهو مظهر من مظاهر التوكل التام على الله سبحانه وتعالى ويعتبر من أرقى صور العبودية التي كانت دائمًا الملجأ والملاذ للأنبياء والمرسلين عليهم الصلاة والسلام فقد كانوا يلجؤون إليه في أوقات المحن والشدائد التي ألمت بهم لينجيهم الله تعالى منها ويرفع عنهم البلاء والهموم التي عانوا منها وقد جاء في كتاب الله العزيز قوله سبحانه: “وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ فَلْيَسْتَجِيبُوا لِي وَلْيُؤْمِنُوا بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ”.

وقد بين الإسلام عددًا من الآداب التي يجب على المسلم الالتزام بها عند الدعاء ومن أبرزها:

  • على المسلم أن يخلص النية في دعائه لله وحده لا شريك له مبتدئًا بحمد الله والثناء عليه ثم الصلاة على النبي محمد صلى الله عليه وسلم فهذا الأسلوب يعكس تعظيمه لله والأدب في مخاطبته له سبحانه وتعالى.
  • من السنة النبوية أن يكون الداعي على طهارة بالوضوء ويستقبل القبلة ويرفع يديه أثناء الدعاء اقتداءً بما ورد عن النبي صلى الله عليه وسلم.
  • يجب أن يكون الداعي واثقًا بأن الله سيستجيب دعاءه بإذنه تعالى وأن يتحلى بالإيمان العميق برحمة الله الواسعة دون أن يتسلل إلى قلبه اليأس أو الشك في الإجابة.
  • ينبغي أن يكون العبد خاشعًا حاضر القلب أثناء الدعاء مجانبًا لكل ما قد يصرف انتباهه أو يقطع خشوعه وهو يناجي ربه ليكون أكثر قربًا إليه.
  • أن يعترف العبد بذنوبه ويقر بتقصيره في جنب الله مع عقد النية الصادقة لطلب المغفرة والتوبة من كل الذنوب التي ارتكبها في حياته.
  • أن يتضرع العبد باستعمال أسماء الله الحسنى وصفاته العلى ويذكر أعماله الصالحة كتوسل لله ليقوي دعاءه كالحرص على أداء النوافل والإكثار من صيام التطوع.
  • يُستحب للمسلم أن يتحاشى الدعاء على نفسه أو أهله بما فيه ضرر وأن يوجه دعاءه لنصرة المظلومين ومساندة أولئك الذين يعجزون عن دفع الظلم عن أنفسهم.
  • تماشياً مع السنة النبوية الأفضل أن يكون دعاء المسلم سرًا بينه وبين ربه بحيث لا يعلو صوته أثناء الدعاء ليعبر عن قربه الصادق من الله.
  • يفضل تحري أوقات الإجابة كمثل أوقات السحر وبين الأذان والإقامة وأثناء الصلاة المفروضة فأداء الدعاء في هذه اللحظات له أهمية بالغة في تحقيق الإجابة.
  • أن يحرص المسلم على الإلحاح في دعائه مع تكراره بصدق وإصرار دون استعجال لأن هذه الصفات تدل على صدق احتياجه لما يسأل ربه عنه كما أن التذلل والخضوع يزيدان من قبوله.

الأوقات الأكثر استجابة لأدعية مناجاة الله

الدعاء لله عز وجل يُعتبر وسيلة للتقرب منه وطلب الرحمة والمغفرة ولا يُحدد بزمان أو مكان معين إذ يمكن للمسلم أن يناجي ربه في أي وقت إلا أن هناك أوقاتًا ورد في الشرع أنها محببة لتكثيف الدعاء لما فيها من بركة واستجابة ومن الأوقات المستحبة للدعاء:

  • وقت السجود في الصلاة حيث يكون العبد في أصدق حالات القرب من ربه ويعرض حاجاته وهمومه بكل تضرع وإخلاص.
  • ليلة القدر التي تنزل فيها الملائكة والروح بإذن ربهم وتُعتبر خيرًا من ألف شهر وتُفتح فيها أبواب الرحمة والمغفرة.
  • الساعة الأخيرة من يوم الجمعة التي تُعد من أعظم الأوقات في هذا اليوم المبارك لما فيه من فضل ومنزلة عند الله.
  • وقت السحر في الثلث الأخير من الليل حيث ينادي الله صيغة المحبة والرجاء: “هل من داعٍ فأستجيب له، هل من مستغفر فأغفر له”.
  • الدعاء عقب شرب ماء زمزم بنية صادقة لما روي عن النبي صلى الله عليه وسلم: “ماء زمزم لما شُرب له”.
  • الدعاء بين الأذان والإقامة وهو من الأوقات التي وردت الأحاديث النبوية بفضلها في سرعة استجابة الدعاء.
  • أثناء نزول المطر الذي يُعتبر من لحظات نزول رحمات الله على عباده وتُستجاب فيه الدعوات.
  • الدعاء في يوم عرفه الذي تُغفر فيه الذنوب وهو أعظم يوم عند المسلمين لطلب رضا الله والتقرب منه بالدعاء.
  • دعاء الوالد أو الوالدة لابنهم إذ ينبع من دعوة خالصة تحمل معاني الرحمة والعطف المحبة والصدق.
  • الدعاء عند الإفطار في شهر رمضان المبارك الذي هو وقت فرحة للصائم يرافقه لحظات استجابة مليئة بالبركة.
  • دعاء المريض الذي تكون نفسه موقنة بتفريج الكرب والشفاء من الله عز وجل.
  • الدعاء أثناء أداء مناسك الحج خاصة عند الكعبة المشرفة والمشاعر المقدسة حيث القرب والسكينة الروحية.
  • دعاء المسافر الذي ذُكر أنه مستجاب لما فيه من إرهاق وحاجة لصون الله وحفظه.
  • الدعاء في العشر الأوائل من ذي الحجة لفضل هذه الأيام التي يُضاعف فيها الأجر وتُستجاب الأعمال فيها.
  • الدعاء عند سماع الأذان لما له من فضل عظيم إذ يُعد وقت دعوة وتذكير بالله عز وجل.
  • الدعاء بظهر الغيب الذي تُظهر فيه النية الخالصة لله دون انتظار مقابل أو مصلحة شخصية.
  • دعاء المظلوم الذي يستجيب الله له لأنه وعد بنصره ورفع الظلم عنه ولو بعد حِين.

إيمان محمد محمود، خريجة تكنولوجيا التعليم والمعلومات ، أعمل مدرب حاسبات ونظم، كاتبة مقالات في العديد من المواقع ، متخصصة في الأدعية والاخبار السعودية علي موقع كبسولة ، للتواصل معي capsula.sa/contact_us .

0 0 التصويت
Article Rating
الاشتراك في تنبيهات التعليقات
نبّهني عن
guest
0 تعليقات
الأقدم
الأحدث الأكثر تصويتا
التعليقات المضمنة
عرض جميع التعليقات
0
اكتب تعليقك او استفسارك وسنرد عليك في أقرب وقت بمشيئة الله تعالىx
()
x