دعاء بعد الآذان

الترديد مع الأذان يُعد من الأعمال العبادية التي يتقرب بها المسلم من خالقه سبحانه وتعالى فهو وسيلة جليلة لتحصيل الأجر والثواب العظيم كما أنها تأتي ضمن الدعوات المستجابة التي لا ترد أبدًا كما جاء في حديث النبي صلى الله عليه وسلم حينما قال: “الدعاء بين الأذان والإقامة لا يُرد” مما يبين أهمية الوقت بعد الأذان الذي يُعد فرصة مباركة ليتوجه فيها المسلم بالدعاء إلى الله طالبًا منه المغفرة والرحمة وحاجاته الدنيوية والأُخروية ومن المستحب أن يحرص المسلم على الترديد بعد المؤذن واتباع هذه السنة النبوية سواء كان على وضوء أو في غير ذلك من الحالات مثل وجوده على جنابة ولكن تُستثنى من ذلك حالة الصلاة أو وجوده في الحمام حيث إن هذه الظروف لا تلائم أداء هذه العبادة.

لا يزال البعض يفتقرون إلى المعرفة الدقيقة حول تفاصيل الأذان والأذكار والدعاء المرتبط به مما يبرز أهمية التعلم وتعميق الفهم حول هذه الشعيرة الإسلامية العظيمة التي تحمل دلالات روحانية ومكانة مرموقة كما أن دعاء ما بعد الأذان قد يُهمل من قِبل البعض رغم كونه سببًا من أسباب قبول الدعوات في هذا المقال سنُقدم شرحًا شاملًا ومُفصلًا لدعاء الأذان بهدف أن تعم الفائدة وأن يتقرب الناس من الله عز وجل ونتمنى أن تكون هذه المعلومات مُحفزة للتطبيق العملي في الحياة اليومية لما فيها من خير وبركة.

الدعاء المأثور بعد رفع الآذان مكتوب

الأذان يُعتبر من أهم الشعائر الإسلامية لأنه إعلان بدخول وقت الصلوات الخمس وهي الفجر والظهر والعصر والمغرب والعشاء وهو ذو فضل عظيم ومكانة كبيرة في الإسلام وله سنن وآداب ينبغي على المسلم مراعاتها فمن هذه السنن ما يلي:

  • يُستحب لمن يسمع الأذان أن يُردد مع المؤذن ما يقوله تمامًا باستثناء قوله «حي على الصلاة» و«حي على الفلاح» ففي هاتين الجملتين يقول المستمع: «لا حول ولا قوة إلا بالله» تنفيذًا لما بيَّنه النبي صلى الله عليه وسلم بقوله: “إذا قال المؤذن الله أكبر الله أكبر فقال أحدكم الله أكبر الله أكبر ثم قال أشهد أن لا إله إلا الله قال أشهد أن لا إله إلا الله ثم قال أشهد أن محمداً رسول الله قال أشهد أن محمداً رسول الله ثم قال حي على الصلاة قال لا حول ولا قوة إلا بالله ثم قال حي على الفلاح قال لا حول ولا قوة إلا بالله ثم قال الله أكبر الله أكبر قال الله أكبر الله أكبر ثم قال لا إله إلا الله قال لا إله إلا الله من قلبه دخل الجنة”.
  • ورد عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «إذا سمعتم النداء، فقولوا كما يقول المؤذن» مما يدل على عِظم أجر الترديد مع المؤذن وأهميته حيث يُعد من الأعمال التي تُثقل ميزان حسنات المسلم.
  • عندما ينتهي المؤذن من قول الشهادة (أشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أن محمداً رسول الله) يُستحب لمن يسمعه أن يقول: «وأنا أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأن محمداً عبده ورسوله، رضيت بالله رباً وبمحمد رسولاً وبالإسلام ديناً» هذا الذكر يحمل في طياته إقرارًا بالتوحيد وتصديقًا برسالة النبي صلى الله عليه وسلم وإظهارًا للرضا بالإسلام دينًا.
  • يتبع هذا بقول الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم: «اللهم صلِّ على محمد وعلى آل محمد كما صليت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم إنك حميد مجيد، وبارك على محمد وعلى آل محمد كما باركت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم إنك حميد مجيد» فمن من يُؤدي هذا الدعاء تُرفع درجاته عشرًا وتُمحى عنه عشر ذنوب ويُكتب له أجرًا عظيمًا حيث تعرض هذه الصلوات على النبي صلى الله عليه وسلم مباشرة مما يجعلها من أفضل الطاعات.
  • ثم يُقال بعد الانتهاء من هذه الصلوات: «اللهم رب هذه الدعوة التامة والصلاة القائمة آتِ محمداً الوسيلة والفضيلة وابعثه مقاماً محموداً الذي وعدته»، وبذلك فإن هذا الدعاء فضلُه عظيم ومن قاله بحق الله وإخلاص يُرجى أن يكون ممن تشملهم شفاعة النبي صلى الله عليه وسلم يوم القيامة.
  • الوقت الذي يقع بين الأذان والإقامة يُعد من أوقات إجابة الدعاء وفيه ورد عن النبي صلى الله عليه وسلم قوله: «الدعاء لا يُرد بين الأذان والإقامة»، مما يجعل هذا الوقت من اللحظات الثمينة التي يُستحب فيها الإكثار من الدعاء سواء للمسلم نفسه أو لمن يحب من أهله وأحبائه بما فيه الخير والصلاح.

الآذان وأحكام تشريعه في الدين الإسلامي

الأذان يُعتبر الوسيلة التي يُعلن من خلالها المؤذن للمسلمين بوقت دخول الصلاة ويُستخدم كوسيلة لتنبيه الناس لاجتماعهم في حال وجود أمور هامة تتطلب التشاور حيث لم تكن تتوفر آنذاك وسائل حديثة لتنظيم وتوحيد الناس فكان الأذان أداة أساسية تجمع المسلمين سواء لتأدية الصلاة في أوقاتها أو لأي غرض هام يستدعي حضورهم.

وفي الزمن الحالي ومع التطور الهائل في وسائل الإعلام مثل التلفزيون والإنترنت ومنصات التواصل الاجتماعي أصبح دور الأذان مقتصرًا بشكل رئيسي على الإعلان عن وقت الصلاة للمسلمين كي يستعدوا للتوجه إلى المسجد لأداء الصلاة جماعة أو للصلاة في أماكنهم إذا تعذّر عليهم الذهاب للمسجد وهي فريضة أوجبها الله سبحانه وتعالى على عباده.

يقوم المؤذن عادةً بالأذان من خلال المئذنة التي تُعد جزءًا أساسيًا من تصميم المساجد حيث تكون مرتفعة لتُمكّن الصوت من الوصول إلى مدى واسع ومع تطور الزمن أصبح الأذان يُبث عبر مكبرات الصوت التي تضمن وصوله بوضوح لجميع سكان المنطقة سواء كانوا قريبين من المسجد أم بعيدين عنه.

عندما فُرضت الصلاة في الإسلام في بداية الأمر كان المسلمون يذهبون إلى المسجد مباشرةً عند وقت الصلاة دون وجود أي وسيلة تُنبّههم أو تُذكرهم بموعدها وهذا الوضع جعل النبي محمد صلى الله عليه وسلم يبحث عن وسيلة فعّالة تنظم تجمع الناس حينما يحين وقت الصلاة وفي سياق البحث طُرح العديد من المقترحات التي شاركه فيها صحابته الكرام ومن أبرز هذه الاقتراحات كان استخدام الناقوس كعلامة للتنبيه وبدأ التفكير جديًا في تنفيذ هذا الاقتراح.

ولكن الله سبحانه وتعالى ألهم الصحابي عبد الله بن زيد رؤيا صادقة حيث رأى في المنام كلمات الأذان بصيغتها الحالية: “الله أكبر الله أكبر، أشهد أن لا إله إلا الله أشهد أن محمدًا رسول الله، حي على الصلاة حي على الفلاح الله أكبر الله أكبر، لا إله إلا الله” وعندما أخبر الصحابي النبي صلى الله عليه وسلم بهذه الرؤيا الجميلة أقرّها النبي مباشرةً واعتبرها وحيًا من الله سبحانه وتعالى وأعطى النبي مهمة رفع الأذان إلى بلال بن رباح رضي الله عنه الذي كان يتميز بصوت قوي وعذب ينفذ إلى القلوب ويوصل الكلمات بروحانية عظيمة.

لاحقًا تم إضافة جملة “الصلاة خير من النوم” في أذان الفجر تحديدًا لتُذكّر المسلمين بفضل الصلاة وأهميتها وتحثهم على الاستيقاظ لأداء الفريضة ومنذ ذلك الحين أصبح الأذان جزءًا لا يتجزأ من الشعائر الإسلامية حيث يربط قلوب المسلمين ويجمعهم على أداء الصلاة في كل وقت مما يُبرز عمق مكانته في دين الإسلام.

الصفات الأساسية للمؤذن

من أبرز الصفات التي يجب أن يتحلى بها المؤذن أن يكون صاحب صوتٍ عذبٍ وجميل بحيث يستحوذ على أسماع الناس ويؤثر في قلوبهم عند سماع الأذان ليجذبهم إلى العبادة والصلاة فمن غير الممكن أن يصبح أي شخص مؤذنًا بل يتطلب ذلك شخصًا يتميز بصوته الفريد وأسلوبه المميز في أداء الأذان كما ينبغي أن يحرص المؤذن على أن يكون أداؤه للأذان منتظمًا وواضحًا ليصل إلى الجميع من خلال شخصٍ واحد فقط وليس عبر مجموعة أشخاص لتحقيق الانفرادية في الأداء التي تعزز روعة هذه الشعيرة العظيمة ومن الضروري أن يتمتع المؤذن بالعقل والحكمة والوعي إذ إن هذه المهمة تحمل في طياتها مسؤولية كبيرة وتتطلب اهتمامًا بالغًا وعليه أن يرفع صوته أثناء الأذان ليصل إلى أرجاء المكان ويبلغ الجميع حيث إن الأذان يعد رمزًا من الرموز الأساسية في ديننا الإسلامي فهو الوسيلة التي يتم بها إعلان وقت الصلاة ودعوة الناس للتوجه إلى المساجد وأداء العبادة كما أمر الله عز وجل والأذان يحتل مكانة عظيمة في الإسلام ويؤدي دورًا جوهريًا في حياة المسلمين وفي توحيدهم حول الشعائر اليومية.

إيمان محمد محمود، خريجة تكنولوجيا التعليم والمعلومات ، أعمل مدرب حاسبات ونظم، كاتبة مقالات في العديد من المواقع ، متخصصة في الأدعية والاخبار السعودية علي موقع كبسولة ، للتواصل معي capsula.sa/contact_us .

0 0 التصويت
Article Rating
الاشتراك في تنبيهات التعليقات
نبّهني عن
guest
0 تعليقات
الأقدم
الأحدث الأكثر تصويتا
التعليقات المضمنة
عرض جميع التعليقات
0
اكتب تعليقك او استفسارك وسنرد عليك في أقرب وقت بمشيئة الله تعالىx
()
x