الأطفال هُم الزينة التي تُضفي على الحياة بهجتها وسعادتها وهم مصدَر الفرح الحقيقي الذي يملأ القلوب بالسرور والابتسامات التي لا تفارق الوجوه لأن وجودهم يُبدل الأجواء ويُضفي على المنازل دفئًا ومشاعر جميلة تعكس معنى الأسرة والسكينة، حيث أن براءتهم تُلون الحياة وتجعلها مليئة بالأمل مهما واجهت الأسر من تحديات لأنهم يصنعون لحظات فريدة لا يمكن أن تختفي من الذاكرة. أما غيابهم فيترك فراغًا واضحًا يجعل المكان يفتقد للروح والحيوية حتى لو كان كل شيء في المنزل مُرتبًا وجميلًا لأن حضورهم هو نبض المنزل الذي يُبقيه مليئًا بالحياة والفرح ويخلق مساحة من الطمأنينة، ومن هذا المنطلق نُقدم مجموعة من الأدعية التي تُساهم في تهدئة الطفل وتُخفف من بكائه وتجعله أكثر استقرارًا وراحة لأنها تُساعد الآباء والأمهات على الشُعور بالهدوء وتزويدهم بوسائل نفسية وروحية تُعينهم في التربية والتعامل مع أطفالهم بطرق فعّالة ومُلهمة فتابعوا معنا لتتعرفوا على الأدعية التي قد تُشكل دعمًا لكل أسرة تسعى لتعزيز السكينة بين أفرادها.
نص أدعية مُجربة لتهدئة الطفل والسيطرة على بكائه
حين تُرزق الأُم بمولود جديد قد تُواجه مجموعة من التحديات خلال تعامُلها معه بالأيام الأولى، إذ إن لكل طفل طبيعته الخاصة بالرغم من وجود صفات وسِمات شائعة بين الأطفال، إلا أن التعامل مع كل طفل يحتاج إلى فَهْم مختلف، فإن هناك بعض الأطفال من يكون هادئ الطباع ومنهم من يميل إلى كثرة الحركة واللهو أو حتى البكاء المستمر، وهذا الأمر قد يُسبب لبعض الأمهات توترًا أو صعوبة في التأقلم خاصة في حالة كانت هذه التجربة الأولى للأم أو إذا كانت خبرتها في رعاية الأطفال محدودة، وفي مثل هذه المواقف تلجأ الكثير من الأُمهات إلى الدعاء لله عزّ وجلّ لطلب التوفيق والسكينة لطفلها الذي يعاني من البكاء أو الخوف، ويُعد هذا النهج وسيلة جميلة تُعين الأم نفسيًا وتُساعدها من الناحية الروحانية على تعزيز صلة قوية بربّها وهي تتعامل مع هذه المرحلة، وفي هذا السياق، جَمعنا مجموعة من الأدعية التي يمكن أن تستعين بها الأم لكي تُهدِّئ طفلها وتُوقف بكاءه وتملأ حياته بالسكينة، ومنها:
- اللهم أهدِئ يومه وليلته وأحطه بالملائكة التي تحفظه وأبعد عنه شر الشياطين ووسوستهم واجعل قلبه مطمئنًا بذكرك، اللهم إني أعيذه بك من كل ضرر أو سوء ومرض سواء أدركته أو لم أدركه، اللهم اجعل السكينة تملأ روحه والطمأنينة تسرّ قلبه يا الله يا كريم.
- اللهم بدّل ضيق صدره وفرحه بكامل راحتك وسُرورك، اللهم مع حلول الليل وسكون الكائنات وأنت الحيّ الذي لا تأخذك سنة ولا نوم، أسألك يا حي يا قيوم أن تمنحه ليلًا هادئًا وتنم عينه بنعمة الأمن والسكينة التي لا يُضاهيها شيء.
- اللهم إني أصبحتُ/أمسيتُ أقرُّ وأشهد أنك أنت الله الواحد الأحد الذي لا إله غيرك، وأنني لا حول لي ولا قوة إلا بك، رب اجعل الإيمان ونور القرآن الكريم نورًا يملأ قلبه وصدره وأبعد عن دربه كل وساوس الشياطين، يا أرحم الراحمين استودعك طفلي في رعايتك وحفظك.
آيات قرآنية لتخفيف توتر الطفل العصبي
إذا كان طفلك يعاني من العصبية، يُمكنك أن تضع يدك على رأسه وتقرأ بعض الآيات القرآنية والأدعية التي تُساهم في تهدئة النفس وإزالة التوتر لما للقرآن الكريم من تأثير إيجابي على النفس والروح ومن بين هذه الآيات ما يلي:
تكرار سورة الفاتحة (7 مرات)
- بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ (1) الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ (2) الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ (3) مَالِكِ يَوْمِ الدِّينِ (4) إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ (5) اهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ (6) صِرَاطَ الَّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ وَلَا الضَّالِّينَ (7).
تكرار آية الكرسي (7 مرات)
- اللَّهُ لَا إِله إِلَّا هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ ۚ لَا تَأْخُذُهُ سِنَةٌ وَلَا نَوْمٌ ۚ لَّهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ ۗ مَن ذَا الَّذِي يَشْفَعُ عِندَهُ إِلَّا بِإِذْنِهِ ۚ يَعْلَمُ مَا بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَمَا خَلْفَهُمْ ۖ وَلَا يُحِيطُونَ بِشَيْءٍ مِّنْ عِلْمِهِ إِلَّا بِمَا شَاءَ ۚ وَسِعَ كُرْسِيُّهُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ ۖ وَلَا يَئُودُهُ حِفْظُهُمَا ۚ وَهُوَ الْعَلِيُّ الْعَظِيمُ.
تكرار المعوذات الثلاثة (3 مرات لكل سورة)
- قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ (1) اللَّهُ الصَّمَدُ (2) لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ (3) وَلَمْ يَكُنْ لَهُ كُفُوًا أَحَدٌ (4)
- قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ الْفَلَقِ (1) مِنْ شَرِّ مَا خَلَقَ (2) وَمِنْ شَرِّ غَاسِقٍ إِذَا وَقَبَ (3) وَمِنْ شَرِّ النَّفَّاثَاتِ فِي الْعُقَدِ (4) وَمِنْ شَرِّ حَاسِدٍ إِذَا حَسَدَ (5).
- قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ النَّاسِ (1) مَلِكِ النَّاسِ (2) إِلَهِ النَّاسِ (3) مِنْ شَرِّ الْوَسْوَاسِ الْخَنَّاسِ (4) الَّذِي يُوَسْوِسُ فِي صُدُورِ النَّاسِ (5) مِنَ الْجِنَّةِ وَالنَّاسِ (6).
أدعية مناسبة لتهدئة الطفل الرضيع خلال ساعات الليل
- من الأدعية التي يمكن أن ترددها لراحة طفلك وتهدئته: «بِاسْمِكَ اللَّهُمَّ أَمُوتُ وَأَحْيَا»، حيث ورد هذا الدعاء عن النبي صلى الله عليه وسلم في صحيح البخاري وهو دعاء مهم يعكس التوكل على الله والتسليم لأمره.
- ومن الأدعية المأثورة التي يمكن قولها عند وضع طفلك للنوم: «بِاسْمِكَ رَبِّي وَضَعْتُ جَنْبِي وَبِكَ أَرْفَعُهُ، إِنْ أَمْسَكْتَ نَفْسِي فَارْحَمْهَا وَإِنْ أَرْسَلْتَهَا فَاحْفَظْهَا بِمَا تَحْفَظُ بِهِ عِبَادَكَ الصَّالِحِينَ»، هذا الدعاء مأخوذ من الأحاديث النبوية الصحيحة التي وردت في البخاري ومسلم وهو دعاء يجمع بين الرحمة والحفظ والتوكل على الله في كل الأوقات.
- ومن الأدعية الرائعة التي تساعد على الشعور بالسكينة لطفلك: «اللَّهُمَّ إِنَّكَ خَلَقْتَ نَفْسِي وَأَنْتَ تَوَفَّاهَا، لَكَ مَمَاتُهَا وَمَحْيَاهَا، إِنْ أَحْيَيْتَهَا فَاحْفَظْهَا وَإِنْ أَمَتَّهَا فَاغْفِرْ لَهَا، اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ الْعَافِيَةَ»، وهو دعاء عميق المعنى أُخذ عن النبي صلى الله عليه وسلم وورد في صحيح مسلم، وهو يعبر عن الرجاء في الحفظ والمغفرة.
- ولتحصين طفلك من الشرور أثناء النوم يمكنك الدعاء: «اللَّهُمَّ قِنِي عَذَابَكَ يَوْمَ تَبْعَثُ عِبَادَكَ» ثلاث مرات حيث كان النبي صلى الله عليه وسلم يستحب قول هذا الدعاء عند النوم وقد ورد في روايات أبي داود والترمذي، مع وضع اليد اليمنى تحت الخد أثناء الدعاء.
- ومن أعظم الأدعية التي تدعو للتسليم التام والتوكل الكامل على الله عند نوم طفلك: «اللَّهُمَّ أَسْلَمْتُ نَفْسِي إِلَيْكَ، وَفَوَّضْتُ أَمْرِي إِلَيْكَ، وَوَجَّهْتُ وَجْهِي إِلَيْكَ، وَأَلْجَأْتُ ظَهْرِي إِلَيْكَ، رَغْبَةً وَرَهْبَةً إِلَيْكَ، لَا مَلْجَأَ وَلَا مَنْجَا إِلَّا إِلَيْكَ، آمَنْتُ بِكِتَابِكَ الَّذِي أَنْزَلْتَ وَبِنَبِيِّكَ الَّذِي أَرْسَلْتَ»، وهو من الأدعية العظيمة الواردة في الصحيحين البخاري ومسلم عن النبي صلى الله عليه وسلم وهو يعبر عن تفويض الأمر لله والاعتماد الكامل عليه.
- ويمكن أن تختم دعاءك بشكر الله على نعمه التي لا تعد ولا تحصى بالدعاء: «الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي أَطْعَمَنَا وَسَقَانَا وَكَفَانَا وَآوَانَا، فَكَمْ مِمَّنْ لَا كَافِيَ لَهُ وَلَا مَأْوَى»، وهو دعاء ورد في صحيح مسلم يعكس معاني الامتنان والاعتراف بفضل الله العظيم ويزيد من الشعور بالرضا والطمأنينة لدى الفرد.
سور قرآنية لطمأنة الطفل الرضيع وتهدئته
عندما يَبكي الطفل الرضيع ويحتاج إلى تهدئة، يُمكن قراءة آيات من القرآن الكريم عليه لما في كلام الله عز وجل من راحة وسكينة للنفس، فالقرآن يُعد مصدرًا للطُمأنينة والشفاء وحرصًا على منح الطفل الحماية وتهدئة نفسه وروحه، نستعرض لكم بعض الآيات التي يمكن قراءتها باستخدام نية صادقة والتوكل على الله تعالى:
- قال الله سبحانه وتعالى: فالله خير حافظًا وهو أرحم الراحمين. هذه الآية تُبرز عظمة الله عز وجل في حفظه لعباده وتُطمئن الآباء بأن الله دائمًا معهم ويرعَى أبناءهم بلطفه ورحمته.
- ورد في القرآن الكريم قوله تعالى: أفغير دين الله يبغون وله أسلم من في السماوات والأرض طوعًا وكرهًا وإليه يرجعون، هذه الآية تؤكد على التسليم والتوكل على الله في جميع شؤون الحياة فهي تُعلمنا اليقين بأن كل شيء يعود بأمر الله وحده.
- ذكر الله تعالى أيضًا: وإن عليكم لحافظين، كرامًا كاتبين، تُشير هذه الآية إلى وجود ملائكة كرام مُكلفين من الله عز وجل بحفظ الإنسان وإحصاء أفعاله مما يُعزز شعور الحماية التي يُحيط الله بها عباده برفقة ملائكته.
- في سورة الصافات يقول الله عز وجل: وحفظًا من كل شيطان مارد فإن هذه الآية تدل على الحماية الإلهية من الشياطين المؤذية عندما نلجأ إلى الله ونستعيذ به سبحانه.
- قال الله تعالى: وننزل من القرآن ما هو شفاء ورحمة للمؤمنين، تُبرز هذه الآية عظمة القرآن الكريم كونه ليس فقط كلام الله عز وجل، بل هو شفاء وسكينة لكل من يشعر بالضيق أو الألم مما يُوضح فضل الاعتماد على القرآن في مختلف الأوقات.
- ورد في سورة الطارق قوله تعالى: إن كل نفس لما عليها حافظ، أكدت هذه الآية أن الله سبحانه قد وكل بكل نفس حافظًا يُتابع ويُرعى كل إنسان مما يمنح شعورًا بالطمأنينة ضد الخوف أو القلق.
من المهم أن تُقرأ هذه الآيات بنية خالصة لوجه الله مع الدعاء بحماية الطفل وهدوئه، فقراءة القرآن الكريم دائمًا ما تُضفي على الأجواء طاقة إيجابية وسكينة، ويمكنكم أيضًا الاطلاع على المزيد من الأدعية التي تتعلق بهداية الأبناء أو حماية الأسرة من خلال الرابط الآتي:
أفضل الأدعية المكتوبة لرعاية الطفل وسكينته
هُناك أدعية عظيمة من الدين الإسلامي تستطيع الأم أن تلجأ إليها لحفظ طفلها ودعائه بالتحصين والوقاية من كل شر، وهذه الأدعية تحمل في طياتها معاني سامية وأثرًا عظيمًا:
- اللهم يا من تحيط قدرتك بكل شيء أعيذ طفلي بكلماتك التامات التي لا يتجاوزها بر ولا فاجر من شر ما خلقت وأوجدت ومن كل أذى قد يلحق به سواءً كان ظاهرًا أو خفيًا، أسألك أن تحصنه بكلماتك التامات من غضبك وعقابك ومن وساوس الشياطين وهمزاتهم ومن شر عبادك الذين يحملون شرًا أو ضررًا ومن أي عين حاسدة أو أذى مخفي، أستودعك طفلي لتحفظه وتحميه بكلماتك العظيمة التي تعلو ولا يعلى عليها وتصونه من شر ما تحمل السماء ومن شر ما ينزل منها، ومن شر ما ينبت في الأرض وما يدب عليها وما يخرج من أعماقها سواء كان ظاهرًا لنا أو مستترًا، وأعوذك باسمه الكريم وبرحمته التي وسعت كل شيء أن تحميه من شر الطوارق التي تأتي بغتة ليلًا أو نهارًا إلا ما كان خيرًا ورزقًا من لدنك يا واسع الرحمة يا غفور، وأطلب منك يا الله أن تحفظه من كل الفتن والأذية التي قد تحدث في الليل أو النهار وتجعل قلبه مطمئنًا بحفظك ورحمتك وعنايتك التي لا تنقطع أبدًا يا أرحم الراحمين.
خطوات عمَلية تُسهم في تهدئة الطفل
تحتاج عملية تهدئة الطفل إلى اتباع مجموعة من الوسائل التي تساهم في جعله أكثر استقرارًا وراحة، حيث يمكن للأم اللجوء إلى أساليب متنوعة تمنح الطفل شعورًا بالأمان وتساهم في تعزيز شعوره بالطمأنينة والسكينة:
- يفترض أن تحتضن الأم طفلها وتضمه لصدرها برفق وحنان حيث يمنح هذا الأمر الطفل شعورًا عميقًا بالدفء والسكينة ويعمل على تقوية الروابط الوجدانية بينهما ويشعره بأنه محاط بالأمان.
- يمكن للأم تهدئة الطفل من خلال قراءة المعوذات على أذنيه مع الحرص على استخدام الأدعية والأذكار الدينية المناسبة أو تشغيل صوت القرآن في المكان الذي يتواجد فيه الطفل حيث يساهم ذلك في خلق بيئة يغمرها الهدوء والراحة.
- يساعد الاستماع إلى القصص الممتعة والمناسبة لعمر الطفل على إدخال السرور إلى قلبه مما يساهم في تقليل أي مشاعر قلق أو توتر قد يعاني منها ويشكل ذلك فرصة لتعزيز تواصله مع البيئة المحيطة به بطريقة إيجابية.
- يفضل وضع الطفل في بيئة يسودها الهدوء بعيدًا عن مصادر الإزعاج والضوضاء حيث يمكن أن تسهم الأصوات العالية في زيادة حالة التوتر لديه وتفاقم حالة العصبية التي قد يمر بها.
- في بعض الحالات يمكن تهدئة الطفل من خلال تقديم مشروبات دافئة مثل اليانسون أو الحليب التي تتميز بخصائص طبيعية تساعد على تهدئة الأعصاب مما يساهم في تحسين حالته العامة واستعادة الهدوء النفسي له.
ولكن في حال استمر الطفل في البكاء لفترة طويلة دون توقف قد يكون ذلك إشارة إلى وجود ألم معين أو احتياج ملح يعاني منه لذلك من الأفضل أن تأخذ الأم هذه الحالة على محمل الجد وتبادر بمراجعة الطبيب المختص للكشف عن السبب الحقيقي وراء بكائه وتوفير التدخل المناسب لضمان راحته واحتياجاته الصحية بشكل عاجل ومناسب.