اذكار العشر الاوائل من ذي الحجة يستحب قولها مكتوبة

من رحمات الله العظيمة على عباده أنه جعل لنا أوقاتًا مميزة تمتلئ بالبركات والفرص العظيمة لزيادة الأعمال الصالحة والتقرب من رضاه، ومن أبرز هذه الأوقات شهر ذي الحجة الذي يُعد واحدًا من الأشهر الحرم ذات المكانة الخاصة في الإسلام، حيث يُضاعف الله فيه الأجر وترتفع فيه الدرجات ويُقبل العمل الصالح بأعظم الثواب والبركات.

كيفية استثمار العشر الأوائل من ذي الحجة:

  • يستحب البدء بحرص يومك بتأدية الصلوات المفروضة في أوقاتها مع الإكثار من النوافل.
  • المحافظة على النوافل تزيد من القرب من الله وتُعظم ثواب الأعمال.
  • الحديث الشريف عن رسول الله، صلى الله عليه وسلم: “عليك بكثرة السجود لله فإنك لا تسجد لله سجدة إلا رفعك الله بها درجة وحط عنك بها خطيئة”.
  • يُستحب القيام بهذه الأعمال في كل وقت لما فيها من خير وبركة.

الأعمال المستحبة في نهار وليل العشر الأوائل من ذي الحجة:

  • تبدأ ساعات النهار لهذه الأيام المباركة منذ الفجر حتى الغروب ومن أعظم القربات هو الصيام.
  • الصيام يُكفر الذنوب ويُرفع به الدرجات.
  • في ساعات الليل، صلاة القيام تُعتبر من الأعمال المحببة والتي يتضاعف أجر فاعلها.
  • كليهما الصيام وصلاة القيام، يُكسب الأجر ويزيد من محبة الله لعباده.

أهم السور المفضلة قراءتها في العشر الأوائل:

  • لم يرد دليل شرعي يحدد سورًا معينة يُستحب قراءتها بشكل خاص في العشر الأوائل أو ليوم عرفة تحديدًا.
  • العلماء أشاروا إلى عظم شأن بعض السور مثل آية الكرسي، وسورة الحج وسورة الأنبياء.
  • قراءة أي جزء من القرآن في هذه الأيام تُعتبر من أعظم الأعمال.

الأيام ذات مكانة عظيمة عند الله وذات خير كبير لمن يُحسن استغلالها.

أذكار مكتوبة للعشر الأوائل من ذي الحجة

في أيام العشر الأوائل من شهر ذي الحجة التي تُعد من أعظم وأفضل أيام العام يجد المسلم فيها فرصة لمضاعفة الأجر والتقرب لله عز وجل من خلال أداء العبادات وذكر الله سبحانه وتعالى، وفي هذه الأيام المباركة هناك أذكار يُستحب للمسلمين أن يكثروا منها لما لها من عظيم الفضل والثواب كما وردت في السنة النبوية ومن الأذكار التي تقال:

  • التهليل بقول: لا إله إلا الله، هذا الذكر يعبر عن توحيد الله عز وجل وهو شعار الإسلام وأساس الإيمان، فقد قال النبي صلى الله عليه وسلم في حديثه الشريف: (من قال: لا إلهَ إلا اللهُ وحده لا شريكَ له، له المُلْكُ وله الحمْدُ، وهو على كلِّ شيءٍ قديرٌ في يومٍ مائةَ مرَّةٍ كانت له عِدلُ عشرِ رِقابٍ، وكُتِبت له مائةُ حسنةٍ ومُحِيَتْ عنه مائةُ سيِّئةٍ)، مما يوضح عظيم فضل هذا الذكر في تثبيت القلوب على التوحيد وتحقيق الإخلاص لله تبارك وتعالى.
  • التكبير بقول: الله أكبر، وهو إعلان لعظمة الله تعالى والإقرار بجلاله المطلق وقدرته اللامحدودة ويُذكَر عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه كان يُكثر من التكبير خلال تلك الأيام قائلاً: اللهُ أكبرُ كبيراً اللهُ أكبرُ كبيراً اللهُ أكبرُ كبيراً وللهِ الحمدُ ، اللهُ أكبرُ وأجلُّ اللهُ أكبرُ على ما هَدانا وهذا الفعل يعزز حب المسلم لتعظيم شعائر الله وإحساسه بجلال الخالق سبحانه وتعالى.
  • التحميد بقول: الحمد لله، ويُعد شكرًا لله على نعمه الظاهرة والباطنة في كل وقت وفي جميع الأحوال وهو ذكر يُحبب العبد لربه جل وعلا ، وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: (كلمتانِ خفيفتانِ على اللسانِ، ثقيلتانِ في الميزانِ، حبيبتانِ إلى الرحمنِ: سبحانَ اللهِ وبحمدِه، سبحانَ اللهِ العظيمِ)، مما يُبرز أهمية وفضل هذا الذكر في زيادة حسنات المؤمن وتعزيز ارتباطه بخالقه.

دعاء مأثور للعشر الأوائل من ذي الحجة

  • لا إله إلا الله عدد الدهور، لا إله إلا الله بقدر كل شجرة زرعها الله بمختلف أشكالها وأحجامها، لا إله إلا الله بقدر كل لمحة تقع عليها أبصارنا، لا إله إلا الله أوسع وأعظم من كل ما يمكن أن يُحصي البشر، لا إله إلا الله تمتد من يومنا هذا إلى يوم يُنفخ فيه في الصور ، لا إله إلا الله بعدد الليالي التي مرت والتي ستأتي، لا إله إلا الله بعدد كل الساعات والدقائق والثواني التي تزاحمت بها الأيام، لا إله إلا الله بقدر حركات الأمواج على كل بحار الأرض، لا إله إلا الله بمضاعفة كل الأجور التي لا يمكن أن يحتويها خيال البشر.
  • لا إله إلا الله عدد قطرات المطر، لا إله إلا الله بعدد أوراق الشجر التي تظل على أغصانها أو تهوي إلى الأرض، لا إله إلا الله بعدد الشعرات والوبر التي تغطي جميع المخلوقات، لا إله إلا الله بعدد الرمال والحصى التي تملأ أراضي الأرض، لا إله إلا الله بعدد الزهور التي تتفتح والثمار التي تنمو من النباتات، لا إله إلا الله بعدد أنفاس البشر التي تعلو وتهبط عبر الحياة ، لا إله إلا الله بعدد الذنوب التي نرجو مغفرتها من الله، لا إله إلا الله بقدر كل ما تلتقطه العيون من مشاهد اللحظات، لا إله إلا الله بعدد كل ما كان وكل ما سيكون، لا إله إلا الله المتعالي عن الشركاء الذين يدعونها المشركون، لا إله إلا الله دائمًا وأبدًا أكرم من كل ما يجمعونه وما يحتاجونه.
  • لا إله إلا الله في الليل إذا عسعس، لا إله إلا الله في اللحظة التي يشرق فيها الصبح ويتنفس بكل روعة، لا إله إلا الله بعدد النسمات التي ترحل بين الرمال والصخور، لا إله إلا الله ممتدة من هذا اليوم وإلى يوم النفخ في الصور، لا إله إلا الله بعدد المخلوقات التي أبدعها الله بقدرته، لا إله إلا الله متكررة ببساطة في كل ثانية من أيام الحياة وإلى يوم الدين، لا إله إلا الله بقدر رضى الله وعدد خلقه ووزن عرشه ومداد كلماته التي لا تفنى.
  • اللهم صل على سيدنا محمد وكرر صلاتك عليه في كل لحظة تمتلئ فيها القلوب بالإيمان أو تأخذ الأرض زينتها بنزول المطر، اللهم صل عليه مع كل حاج وقف بعرفات وطاف حول الكعبة وحلق رأسه ونحر أضحيته وقبّل الحجر الأسود، اللهم صل وسلم عليه بعدد اللحظات التي لا نهاية لها بعدد خلق الله وما يعبر عن رضاه ووزن عرشه وكلماته التي لا حد لها.

لذا ننصحك باستغلال هذه الأيام المباركة من العشر الأوائل من ذي الحجة بأقصى الجهود لتحصل على الأجر العظيم الذي وعد الله به عباده المخلصين، حافظ على الذكر وقراءة القرآن واخلع قلبك على التقوى وتمسك بكل الأعمال التي ترفع قدرك عند الله وابتعد عن الأمور التي قد تهدر هذه الفرصة التي لا تعوض فالأجر في هذه الأيام لا يُقدر بثمن.

كيفية استقبال أيام ذي الحجة

لاستقبال أيام العشر من ذي الحجة بكل حرص واستفادة من فضلها العظيم وبركتها الكبيرة، على المسلم أن يعتني بتحقيق الاستعداد النفسي والروحي من خلال اتباع مجموعة من الأمور التي تعينه على حسن اغتنام هذه الأيام المباركة بما يرضي الله تعالى:

  • البدء بتوبة نصوح صادقة مع الرجوع إلى الله سبحانه وتعالى بقلب مخلص وترك أي ذنب أو معصية كان متعلقًا به، فالتوبة تمثل أساس تنقية النفس وتطهير القلب لبدء العبادات في هذه الأيام العظيمة.
  • التحضير بنية خالصة مع عزم قوي على تعزيز الالتزام في العبادات والطاعات، وبذل السعي نحو تقوية العلاقة مع الله وزيادة الخير الذي يُحقق في الأعمال اليومية مما يعكس صدق النيّة وحُسن العمل.
  • الاعتناء بأداء الصلاة في وقتها والمحافظة على إقامتها في جماعة بالنسبة للرجال، بينما يُستحب للنساء التركيز على تحقيق الخشوع والإخلاص عند أداء الصلاة والاهتمام بتجهيز النفس لهذه الشعائر بما يليق بقداستها.
  • الاهتمام بذكر الله بشكل متكرر من خلال التسبيح والتهليل والتكبير والتحميد، ولتكن العبارات المباركة “سبحان الله والحمد لله ولا إله إلا الله والله أكبر” حاضرة على اللسان طوال اليوم ليبقى القلب منشغلًا بذكر الله في كل الأوقات.
  • المبادرة بأعمال الخير والسعي لتقديم المساعدة للفقراء والمحتاجين، مثل زيارة المرضى أو مساندة المعوزين أو رسم البهجة على وجوه الناس من خلال أي عمل خيري يُخفف عنهم أحزانهم ويزيد أواصر المحبّة والرحمة.
  • نية صيام الأيام التسعة الأولى من ذي الحجة تُعد من أفضل القربات للتقرب إلى الله تعالى، خصوصًا صيام يوم عرفة الذي يمثل مناسبة عظيمة يكفر الله بها ذنوب السنة الماضية والسنة المقبلة، فلا ينبغي تفويت فضله الكبير.
  • القيام بسنة الأضحية لمن لديه القدرة المالية، فهي تعد عبادة سنّة مؤكّدة تُقرب العبد من الله وتسهم في إدخال السرور على أهله والمحتاجين، مما يعزز من روح التضامن والمسؤولية الاجتماعية والتقرب إلى الله.
  • جعل قراءة القرآن عادة يومية خلال هذه الأيام المباركة، لأن القرآن الكريم هو أساس تطهير القلوب والتقرّب إلى الله، لذا يمكن المداومة على قراءة جزء يومي أو حتى بضع آيات كورد ثابت لنيل الأجر والثواب.

الحرص على السعي الحثيث نحو التنافس في الطاعات والابتعاد عن أي أمر قد يُفوت فرصة الأجر أو يُضعف روح العبادة في هذه الأيام المباركة، واجب على كل مسلم أن يستغل هذه الفرصة العظيمة التي أنعم الله بها علينا لزيادة حسناتنا ورفع درجاتنا لتعزيز الإيمان ونيل الرضا من الله، استقبال أيام ذي الحجة بطريقة صادقة وخالصة يضمن بلوغ التقوى والإخلاص ويقودنا لبلوغ الفضل الإلهي العظيم الذي خص الله به هذه الأيام.

معاني التوبة الصادقة

التوبة الصادقة هي العودة إلى طريق الله سبحانه وتعالى بصدق وإخلاص وعزم حقيقي وهي بمثابة المفتاح الذي يحقق للإنسان النجاح في دنياه والفوز برضوان الله في الآخرة، والتوبة تتطلب الابتعاد التام عن جميع الذنوب والمعاصي سواء كانت ظاهرة أو خفية مع التوجه الكامل إلى الله بالطاعة والحرص على الالتزام بما أمر به وترك ما نهى عنه.

يشترط في التوبة أن تكون نية الإنسان جازمة على عدم العودة لأي من الذنوب التي تاب منها وأن يسير على طريق الاستقامة والبر من خلال القيام بكل الأعمال التي يحبها الله ويرضاها والتي تعبر عن الإخلاص في التوبة وتصديقها بالأفعال.

إذا ارتكب الإنسان أي خطأ أو وقع في ذنب مهما كان صغيرًا أو كبيرًا ينبغي عليه أن يسارع بالتوبة دون تردد أو تأجيل، لأن الإنسان لا يعلم متى يأتي أجله والتأجيل قد يُضيع فرصة العودة إلى الله، الذنوب تُضعف القلب ومع تكرارها يصبح القلب قاسيًا مما يجعل العودة إلى الصواب صعبة.

التوبة لا تقتصر على زمن معين أو مكان محدد بل يمكن للإنسان أن يتوب في أي وقت من الأوقات من الأفضل الاستفادة من المواسم المباركة والطاعات المختلفة لتجديد التوبة وتعزيز أعمال البر والإحسان ، فهذه المواسم سرعان ما تمضي وقد تكون أعمال الخير التي يقوم بها الإنسان في هذه الأوقات حجته يوم الحساب.

الحياة تمضي بأيامها وساعاتها وكل ساعة تقربنا إلى لحظة الرحيل، هذا الموقف جاد ومصيري والله المطلع على كل أعمالنا سيحاسبنا عليها يوم نلقاه الأيام التي تمر من عمرنا هي فرصة فريدة لا يمكن استعادتها لأنها تمثل حياتنا ومجال العمل الوحيد المتاح لنا، لذلك علينا أن نسارع باقتناص هذه الفرصة من خلال الاجتهاد في الطاعات والابتعاد عن المعاصي وأن نعمل جاهدين على تحسين علاقاتنا مع الله والعمل بكل جدية لإصلاح حالنا قبل أن يحين الأجل ويُغلق باب العمل.

الحث على الابتعاد عن المعاصي

كما أن الطاعات تُقرّب الإنسان من الله تعالى وتُكسِبه محبته فإن المعاصي تُشكّل عائقاً بين العبد وربه وتحرمه من رحمته وفضله فهي سبب في الطرد من رحمة الله والخسارة العظيمة في الدنيا والآخرة، لذلك إذا كان الإنسان يسعى لتحقيق غفران ذنوبه ونيل رضا الله تعالى والفوز بالجنة والنجاة من النار فعليه أن يبتعد عن الوقوع في المعاصي وأن يتجنب ارتكاب أي إثم سواء في الأيام الفضيلة أو في سائر الأوقات لأن المعاصي تؤدّي إلى حرمان الشخص من القرب من الله وتُسبّب نقصًا في البركات والخيرات التي قد يمنّ الله بها على عباده.

يجب على المسلم أن يدرك أن الله تعالى برحمته العظيمة وسعت كل شيء وقد فتح للعباد أبواب التوبة والإنابة إلى حين انقضاء الآجال، وأن الابتعاد عن الذنوب ليس فقط لتجنب العقاب في الآخرة ولكن أيضًا لنيل الاطمئنان والراحة النفسية والسعادة في الدنيا، وإن وقع العبد في معصية فإن الاستجابة الفورية بالتوبة الصادقة والعزم على عدم العودة لها تكون هي الوسيلة المثلى لتجاوز ذلك الذنب ونيل مغفرة الله تعالى الذي وصف نفسه بأنه غفّار وكريم ومُستجيب لعباده التائبين في كل حين ومتى ما أقبلوا عليه بصدق وإخلاص.

أهمية العزم الجاد

إنَّ العزمَ الصادق على استغلال هذه الأيَّام المباركة يُعدُّ من الأمور التي يجب أن يحرص عليها كلُّ عبدٍ يسعى لنيل رضا الله تعالى، حيث ينبغي على المؤمن أن يسعى جاهدًا لعمارة هذه الأيام بالطاعات المختلفة والعبادات المخلصة والأعمال الصالحة التي تُقرِّبه من الله سبحانه وتعالى وتجعل وقته مستثمرًا في كل ما يُرضيه ، فمن صدق عزمه وكانت لديه نية خالصة لله عز وجل فإن الله برحمته يوفِّقُه وييسر له كل السبل ويعينه على إتمام ما نواه بأكمل وأحسن صورة.

يارا محمد محمود، خريجة هندسة ، كاتبة متخصصة في الأخبار السعودية والأدعية علي موقع كبسولة ، للتواصل معي capsula.sa/contact_us .

0 0 التصويت
Article Rating
الاشتراك في تنبيهات التعليقات
نبّهني عن
guest
0 تعليقات
الأقدم
الأحدث الأكثر تصويتا
التعليقات المضمنة
عرض جميع التعليقات
0
اكتب تعليقك او استفسارك وسنرد عليك في أقرب وقت بمشيئة الله تعالىx
()
x