أذكار الصلاة تُمثل من أهم الأعمال التي يُحافظ عليها المسلم لينال الأجر والثواب من الله عز وجل فهي تُضفي على القلب راحة وطمأنينة وتبعث في النفس السكينة، كما أن ديننا الإسلامي أوصى بالمداومة على قراءتها لما فيها من حماية للمسلم من الذنوب والمعاصي إضافة إلى أنها تُعين الإنسان على الابتعاد عن كل ما قد يُضيّع عليه الخير فهي باب من أبواب الرزق وتيسير الأمور وإزالة الهموم وتليين القلوب القاسية قال الله تعالى (وَذَكِّرْ فَإِنَّ الذِّكْرَى تَنْفَعُ المُؤْمِنِينَ).
أذكار تُقال عقب الصلاة المكتوبة
يَجب على المسلم أن يَحرص على الأذكار التي تُقال بعد أداء الصلوات المكتوبة، فهي جزء من العبادات اليومية التي تُعزز صلته بالله وتُضاعف له الأجر وتشمل:
- الاستغفار ثلاث مرات ثم قول: اللهم أنت السلام ومنك السلام، تباركت يا ذا الجلال والإكرام.
- قول: لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير، اللهم لا مانع لما أعطيت ولا معطي لما منعت ولا ينفع ذا الجد منك الجد.
- ترديد: لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير لا حول ولا قوة إلا بالله لا إله إلا الله ولا نعبد إلا إياه له النعمة وله الفضل وله الثناء الحسن، لا إله إلا الله مخلصين له الدين ولو كره الكافرون.
- تسبيح الله بقول: سبحان الله والحمد لله والله أكبر ثلاثاً وثلاثين مرة ثم ختمها بقول: لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير.
- قراءة سورة الإخلاص وسورة الفلق وسورة الناس ثلاث مرات بعد صلاتي الفجر والمغرب، ومرة واحدة بعد بقية الصلوات.
الأذكار الواردة بعد السلام من الصلوات المفروضة
الأذكار التي تُقال بعد السلام من الصلوات المفروضة تُساهم في حفظ صلة العبد بربه وتزيد من الشعور بالطمأنينة بعد أداء الفريضة وهذه الأذكار تشمل:
- تلاوة آية الكرسي المذكورة في سورة البقرة آية 255، حيث إن لها فضل عظيم في الحفظ وحماية العبد بإذن الله.
- ترديد “لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد، يحيي ويميت وهو على كل شيء قدير” عشر مرات عقب صلاتي الفجر والمغرب، وهذا الذكر يُجدد التوحيد ويُعزز لجوء العبد إلى الله كما أنه من الأذكار التي وردت بفضل عظيم في التقرب إلى الله.
- بعد صلاة الفجر يُستحب أن يقول المسلم “اللهم إني أسألك علماً نافعاً ورزقاً طيباً، وعملاً متقبلاً”، فهذا الدعاء يجمع بين طلب العلم النافع والرزق المبارك والعمل الصالح المقبول وهو مما يُعين العبد في دنياه وآخرته.
- الدعاء بـ “اللهم أجرني من النار” عقب صلاتي الفجر والمغرب من الأدعية التي ورد الحثّ عليها لما فيها من استعاذة بالله وطلب الحماية من عذابه.
- قول “اللهم أعني على ذكرك وشكرك وحسن عبادتك” بعد كل صلاة، وهو الدعاء الذي أوصى به النبي ﷺ معاذ بن جبل رضي الله عنه ويجمع بين الاستعانة بالله في الذكر والشكر وإحسان العبادة وهو مما يحرص عليه المسلم لينال رضا الله.
أذكار بعد صلاتي الفجر والمغرب
يَنبغي على كل مسلم ومسلمة أن يكونوا دائمًا في حالة ذكر الله والدعاء في جميع أوقات اليوم لأن الذكر وسيلة عظيمة للتقرب من الله ورفع الدرجات، وقد أمر الله عباده بأن يسبحوه في الصباح والمساء حيث تُشير كلمة “البُكرة” إلى بداية اليوم، فيما تدل “العشيّة” على آخر النهار لذلك فمن الضروري أن يحرص المسلم على الإكثار من ذكر الله بقدر استطاعته.
من الأذكار التي أوصى بها النبي الكريم صلى الله عليه وسلم أن يقول المسلم بعد الفجر والمغرب (لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير)، ويكرر أيضًا (سبحان الله، والحمد لله، ولا إله إلا الله، والله أكبر، ولا حول ولا قوة إلا بالله، سبحان الله وبحمده، سبحان الله العظيم)، فهذه الأذكار جاءت في السنة النبوية وهي من أسباب نيل رضا الله وتحصيل الخير الوفير للمؤمن.
أدعية الاستفتاح المأثورة في الصلاة
- اللهمَّ باعِدْ بيني وبينَ خطايايَ كما باعدتَ بينَ المشرقِ والمغرِبِ، اللهمَّ نقِّني من خطايايَ كما يُنقَّىَ الثوبُ الأبيضُ من الدَّنسِ، اللهمَّ اغسِلْني من خطايايَ بالماءِ والثَّلجِ والبرَدِ (متفق عليه).
- سبحانَكَ اللهمَّ وبحمدِكَ وتباركَ اسمُكَ وتعالى جَدُّكَ ولا إلهَ غيرُكَ (مسلم).
- الحمدُ للهِ حمدًا كثيرًا طيبًا مباركًا فيه (مسلم).
- اللهُ أكبرُ كبيرًا والحمدُ للهِ كثيرًا وسُبحانَ اللهِ بُكرةً وأصيلًا (مسلم).
- عن عبدِ الرحمنِ بنِ عوفٍ رضي الله عنه أنَّه سألَ أمَّ المؤمنينَ عائشةَ رضي الله عنها عن الدُّعاءِ الذي كانَ النبيُّ صلى الله عليه وسلم يستفتحُ به صلاتَه إذا قامَ من الليلِ فقالتْ: كانَ إذا قامَ يفتتحُ صلاتَه بقوله: (اللهمَّ ربَّ جبرائيلَ وميكائيلَ وإسرافيلَ فاطرَ السماواتِ والأرضِ عالمَ الغيبِ والشهادةِ، أنتَ تحكُمُ بين عبادِك فيما كانوا فيه يختلفونَ اهدِني لما اختُلِفَ فيه من الحقِّ بإذنكَ إنك تهدي من تشاءُ إلى صراطٍ مستقيمٍ) (صحيح مسلم).
الأذكار المشروعة للمسلم بعد الصلاة
الأذكار التي يُستحب أن يرددها المسلم بعد الصلاة تمتاز بعظيم فضلها، فهي وسيلة تقرب إلى الله ونيل الأجر والثواب وقد وردت أذكار عدة عن النبي ﷺ بعد أداء الصلوات:
- عن عائشة رضي الله عنها أنها حينما سُئلت عن دعاء النبي ﷺ عند قيامه للصلاة بالليل، ذكرت أنه كان يبدأ بالتكبير عشر مرات، ثم يحمد الله عشر مرات، ويسبحه عشر مرات، ويهلل عشر مرات، ويستغفر عشر مرات، ثم يقول: (اللهم اغفر لي واهدني وارزقني وعافني، أعوذ بالله من ضيق المقام يوم القيامة) (رواه أبو داود).
- ورد عن ابن عباس رضي الله عنهما أن النبي ﷺ كان إذا قام يتهجد في الليل يقول: (اللهم لك الحمد، أنت نور السماوات والأرض ومن فيهن، ولك الحمد، أنت قيِّم السماوات والأرض ومن فيهن، ولك الحمد، أنت رب السماوات والأرض ومن فيهن، ولك الحمد، لك ملك السماوات والأرض ومن فيهن، ولك الحمد، أنت الحق، ووعدك الحق، وقولك الحق، ولقاؤك الحق، والجنة حق، والنار حق، والنبيون حق، ومحمد ﷺ حق، والساعة حق) ثم كان يدعو قائلاً: (اللهم لك أسلمت، وعليك توكلت، وبك آمنت، وإليك أنبت، وبك خاصمت، وإليك حاكمت، فاغفر لي ما قدمت وما أخرت وما أسررت وما أعلنت، أنت المقدم وأنت المؤخر، لا إله إلا أنت) (رواه البخاري).
- ذكر الشيخ ابن باز – رحمه الله – أن المسلم يمكنه الاكتفاء باختيار دعاء واحد من أدعية الاستفتاح ولا يشرع له الجمع بينها، كما أكد أن الأدعية الواردة لصلاة النوافل يجوز قولها أيضًا في الصلاة المفروضة لكنه يرى أن الأدعية الطويلة من الأفضل أن تُقال في صلاة الليل.
الفوائد المرجوة من الأذكار عقب الصلاة
الأذكار التي تُقال عقب الصلاة تمنح المسلم فوائد عديدة وتُحدث أثرًا واضحًا في حياته لأنها تُعينه على الاحتماء من وساوس الشيطان وتكون سببًا في طرد الهم والحزن اللذين قد يُثقلان قلبه بعد يوم حافل بالمشاغل والضغوط، كما أنها تُعد من أسباب زيادة الرزق وتُشعر الإنسان بالطمأنينة التي يتطلع إليها قلبه دائمًا وهي أيضًا وسيلة تُعينه على حفظ لسانه من الوقوع في الغيبة والنميمة والكلام الفاحش الذي قد يجره إلى معصية ربه.
الأذكار التي تُقال عقب الصلاة تحمي المسلم من الحسرات التي قد يواجهها يوم القيامة وتُقربه من ربه وتُطمئن روحه حين يشعر بالوحشة في علاقته مع خالقه، وتكون سببًا في تطهير قلبه من القسوة التي تبعده عن الطاعة والمودة والإيمان كذلك تحفظه من النفاق وتُساعده على الاستمرار في طريق الخير والطاعة.
ذكر الله بعد كل صلاة لا يتطلب أي مجهود لكنه من العبادات العظيمة التي ترفع الدرجات وتُكفر الذنوب وتُعتق الرقاب من النار والعبد الذي يذكر الله في خلوته ويبكي خشيةً منه ينال فضلًا عظيمًا حيث يكون من الذين يظلهم الله تحت ظله يوم لا ظل إلا ظله ، والله سبحانه يُباهي ملائكته بعباده الذين يذكرونه بعد كل صلاة وخلال الليل والنهار وهذا بحد ذاته شرف عظيم للمؤمن كما أن المواظبة على الذكر عقب الصلوات تُفرق الشيطان وتُزيل الضيق من قلب المسلم وتُخفف عنه صعوبات الحياة مما يجعله أكثر صبرًا وثباتًا أمام التحديات التي يواجهها يوميًا.
فضل الإكثار من الذكر بعد أداء الصلاة
الإكثار من ذكر الله عقب الصلاة لا يقتصر فقط على رفع درجات المسلم في الجنة بل يُسهم كذلك في تعزيز صِلته بربه وجعله دائم الذكر في جميع أوقاته سواء في السراء أو الضراء، فالمؤمن الذي يُحب الله ويُخلص في عبادته يحظى بمحبته وقبوله وحفظه من كل مكروه كما أن دوام الذكر يُنير القلب ويُضفي على الوجه إشراقًا ويكون سببًا في البركة وزيادة الرزق ومن يستمر على الأذكار عقب كل صلاة فإنه يبلغ مرتبة الإحسان التي يعبد فيها الله وكأنه يراه ويستشعر مراقبته في كل لحظة.
- المُداومة على ذكر الله بعد كل صلاة ترفع درجات المؤمن عند ربه وتزيد قربه منه وتجعله دائم الطاعة والاستغفار.
- لا بُد للمسلم أن يحرص على صِلة دائمة مع ربه في جميع الظروف سواء في الرخاء أو الشدة فالمُحب لله والمُخلص في عبادته ينال رحمته ورضوانه.
- الأذكار ليست مجرد ترديد كلمات لكنها سبب في تقوية الجسد وزيادة النور في الوجه كما تكون سببًا في البركة واتساع الرزق.
- المُداومة على أذكار الصلاة تُرقّي العبد إلى مرتبة الإحسان التي تجعله يعبد الله وكأنه يراه ويشعر بقُربه في كل وقت.
الأذكار المسنونة بعد الفراغ من الصلاة
يُستحبّ للمسلم بعد الفراغ من الصلاة أن يحرص على الأذكار الواردة عن النبي ﷺ لما لها من فضل عظيم وأجر كبير فهي من السنن النبوية المؤكدة التي ينبغي للمؤمن المداومة عليها بعد كل صلاة لنيل رضا الله وزيادة الحسنات كما أنها سبب لمغفرة الذنوب والفوز بالجنة.
فضل المواظبة على قراءة الأذكار
كان النبي صلى الله عليه وسلم دائم التذكير بفضل ذكر الله عز وجل لما فيه من أجر عظيم وفائدة كبيرة للمؤمن فهو من الأعمال التي ترفع الحسنات وتمحو السيئات وتزيد القرب من الله، ومن الأحاديث التي تدل على فضل الذكر قول النبي صلى الله عليه وسلم: “من قرأ آية الكرسي دبر كل صلاة لم يحل بينه وبين دخول الجنة إلا الموت” وهذا الحديث يوضح أن قراءة هذه الآية بعد الصلوات المفروضة سبب في حفظ العبد من الشرور ورفع درجته عند ربه.
كما أوصى رسول الله صلى الله عليه وسلم بالإكثار من التسبيح والتحميد والتكبير والاستغفار بعد كل صلاة حيث قال: “معقبات لا يخيب قائلهن أو فاعلهن: دبر كل صلاة مكتوبة ثلاث وثلاثون تسبيحة، وثلاث وثلاثون تحميدة، وأربع وثلاثون تكبيرة” ، فهذا الذكر الذي أرشدنا إليه النبي صلى الله عليه وسلم يساعد العبد على تطهير قلبه من الذنوب والمعاصي ويزيد من قربه إلى الله فالمحافظة على هذه الأذكار سبب في جلب البركة وزيادة الحسنات وتحقيق السكينة والطمأنينة.
أهمية الذكر والتسبيح بعد الصلاة
يحرص الكثير من المسلمين على أداء الصلاة والعبادات سعيًا لمرضاة الله ورغبةً في مغفرته لكن البعض قد يغفل عن أهمية الذكر بعد الصلاة وما يترتب عليه من آثار عظيمة في محو الذنوب وزيادة الحسنات، فالمواظبة على ذكر الله بعد كل صلاة تجعل القلب ممتلئًا بالإيمان وتزيد من قرب العبد من ربه وعندما يكون لسان المسلم عامرًا بذكر الله فإنه يُرجى له حسن الختام فيكون ممن يبشرون بجنة النعيم.
لذلك من المهم أن يحرص المسلم على اتباع سنة النبي ﷺ فقد ثبت أن النبي قال: ((أفلاَ أُعلِّمكم شيئًا تُدركون به مَن سبَقَكم وتسبقون به مَن بعدَكُم، ولا يكون أحدٌ أفضلَ منكم إلا مَن صنَع مثل ما صنعتم؟)) قالوا: بلى يا رسول الله، قال: ((تُسبِّحُونَ وتَحْمدُون وتُكبِّرُونَ دُبُرَ كلِّ صلاة ثلاثًا وثلاثين مرَّة))، فهذا الحديث الشريف يؤكد على عِظَم فضل الذكر بعد الصلاة ومدى تأثيره في رفع الدرجات ومضاعفة الأجور كما أن المواظبة على الذكر تمنح القلب الطمأنينة والسكينة وتملأ حياة المسلم بالبركة والنور.