إنَّ الدعاء يُعَدُّ من أعظم العبادات التي يحبها الله سبحانه وتعالى وهي من السنن التي حضَّ عليها النبي صلى الله عليه وسلم فقد أوصانا بكثرة الدعاء في كل وقت وحين لما للدعاء من فضل عظيم في تقوية الصلة بالله عز وجل وعلى الرغم من عدم وجود دعاء مُخصص ورد عن النبي صلى الله عليه وسلم يُقال في الأعياد إلا أن هناك أدعية مستحب أن نناجي بها الله تعبيرًا عن الامتنان والشكر له سبحانه وتعالى في أيام العيد سواء كان عيد الفطر أو عيد الأضحى ومن هذه الأدعية الجميلة:
- اللَّهُمَّ زَيِّنْ أَيَّامَنَا بِالتَّوْبَةِ وَالْغُفْرَانِ وَامْنَحْنَا قُلُوبًا تَتُوقُ لِلطَّاعَاتِ وَاغْمُرْنَا بِرَحْمَتِكَ وَكَرَمِكَ وَأَكْثِرْ حَسَنَاتِنَا فِي الْمِيزَانِ وَارْزُقْنَا جَنَّةً عَلِيَّةً ذَاتَ أَفْنانٍ وَثَبِّتْنَا عَلَى دِينِكَ بِالتَّقْوَى وَالإِيمَانِ يَا كَرِيمُ يَا مَنَّانُ يَا وَاسِعَ الْغُفْرَانِ.
- اللَّهُمَّ يَا مَنْ وَسِعَتْ نِعْمُكَ كُلَّ مَكَانٍ وَيَا دَافِعَ النِّقَمِ عَنْ عِبَادِكَ وَيَا مَنْ يُفَرِّجُ الْكُرْبَ وَيَكْشِفُ الظُّلْمَ وَيَا صَاحِبَ الْحُكْمِ الْعَدْلِ وَيَا نَصِيرَ كُلِّ مَظْلُومٍ اجْعَلْ لَنَا مِنْ كُلِّ ضِيقٍ فَرَجًا وَمِنْ كُلِّ عُسْرٍ مَخْرَجًا وَسَدِّدْ خُطَانَا عَلَى طَرِيقِكَ الْمُسْتَقِيمِ.
- يَا إِلَهِي يَا كَرِيمُ يَا مَنْ تَمْنَحُ كُلَّ شَيْءٍ لِمَنْ تَشَاءُ وَتَمْنَعُ مَا تَشَاءُ بِحِكْمَتِكَ نَسْأَلُكَ يَا رَحْمَنُ أَنْ تَغْمُرَنَا بِلُطْفِكَ وَرَحْمَتِكَ وَتَمْنَعَ عَنَّا أَسْبَابَ الْبَلاءِ وَغَضَبِكَ وَامْنَحْنَا رِزْقًا طَيِّبًا حَلالًا يُعِيْنُنَا عَلَى طَاعَتِكَ وَالتَّمَسُّكِ بِدِينِكَ.
- اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ رِضَاكَ وَنَعِيمَ الْجَنَّةِ وَأَعُوذُ بِكَ مِنْ غَضَبِكَ وَمِنْ نَارِ جَهَنَّمَ رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الآخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ وَتَقَبَّلْ مِنَّا كُلَّ عَمَلٍ خَالِصٍ لِوَجْهِكَ مِمَّا قُمْنَا بِهِ مِنْ سَعْيٍ وَطَوَافٍ وَسَائِرِ الْعِبَادَاتِ.
- اللَّهُمَّ يَا مَنْ شَرَعْتَ لَنَا الأَعْيَادَ وَجَعَلْتَهَا أَوْقَاتَ فَرَحٍ وَسُرُورٍ اجْعَلْ هَذَا الْعِيدَ عِيدَ خَيْرٍ وَبَرَكَةٍ عَلَيْنَا وَعَلَى المُسْلِمِينَ أَجْمَعِينَ وَأَكْمِلْ عَلَيْنَا فَرَحَتَنَا بِمَغْفِرَتِكَ وَرَحْمَتِكَ وَاجْعَلْ لَنَا فِي هَذَا الْيَوْمِ الْكَرِيمِ نَصِيبًا مِنْ جُودِكَ وَرِضَاكَ وَابْعَثْ لَنَا مُنَادِيًا مِنَ السَّمَاءِ يُبَشِّرُنَا بِأَنَّ عَمَلَنَا قَدْ قَبِلْتَهُ وَأَثْقَالَنَا قَدْ غَفَرْتَهَا وَحَاجَاتِنَا قَضَيْتَهَا وَسُؤَالَنَا اسْتَجَبْتَهُ.
أدعية مستجابة لاستقبال عيد الفطر
- ورد عن النبي صلى الله عليه وسلم قوله: (من قال سبحان الله وبحمده ثلاثمائة مرة وأهداها لأموات المسلمين دخل في كل قبر لف نور ويجعل الله تعالى في قبرة إذا مات ألف نور) وهذا الذكر يُعتبر بابًا عظيمًا للفضل والخير حيث يمكنك أن تُرسله كهدية للأموات ليكون سببًا في نور قبورهم ورحمة أرواحهم وبه يعم الخير الأحياء والأموات وتُمنح به القلوب الطمأنينة والسكينة وقد صدق النبي الكريم حين دلّنا على ما ينفعنا في حياتنا وبعد مماتنا.
- قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (من قال في كل واحد من العيدين: لا إله إلا الله وحده لا شريك له له الملك وله الحمد يحيي ويميت وهو حي لا يموت بيده الخير وهو على كل شيء قدير “أربعمائة مرة” قبل صلاة العيد زوّجه الله تعالى أربعمائة حوراء وكأنما أعتق أربعمائة رقبة ووكل الله تعالى به الملائكة يبنون له المدائن ويغرسون له الأشجار إلى يوم القيامة) وهذا الذكر خاص بأيام العيد وهو فرصة لا تُقدر بثمن للتقرب من الله عز وجل حيث تُكسبك هذه الكلمات أجورًا عظيمة وتُكتب لك مدائن في الجنة بأيدي الملائكة وتُغرس لك الأشجار وتُعتق لك الرقاب في ميزان أعمالك إذا أدّيتها برغبة قلبية صادقة ونية خالصة لله سبحانه وتعالى.
- اللهم يا ملك الملوك يا صاحب العظمة والكبرياء يا من بيده الأمر كله ندعوك باسمك الأعظم الذي إذا دعيت به أجبت وإذا سُئلت به أعطيت نسألك أن تغمرنا برحمتك وأن تشملنا ببركتك ونسألك من الخير كله الذي دعا به نبيك محمد صلى الله عليه وسلم ونسألك أن تُبعد عنا كل شر استعاذ منه حبيبك صلى الله عليه وسلم اللهم اجعل لنا مغفرة تمحو كل ذنوبنا وأمّن مخاوفنا وكفنا شر الدنيا والآخرة واغمر أيامنا وليالينا برضاك واجعلنا من الذين قبلتهم في عبادتهم وجعلتهم من الخالصين للطاعات.
- رب قوني على الطاعات ولا تسلط عليّ من يخذلني أو ينتصر عليّ أعني على ذكرك وشكرك وعافني من الضيق والمكر والهلاك يا من بيده مقاليد الأمور اهدني إلى الطريق المستقيم وحبب إلي الخير وارزقني قربك واجعل قلبي مملوءًا بخشيتك ولساني دائمًا عامرًا بذكرك رب اجعلني ممن تقبلت توبته وصفحت عن ذنبه وفرجت كربه وثبتت حجته وهدت قلبه ورضيت عنه ودمّرت كل الشرور التي تحيط بحياتي وأسعدت قلبي وقلوب من أحببت وأبعدت عنا كل مكروه وضيق برحمتك يا واسع الغفران.
الأسباب وراء تسمية عيد الفطر
يُطلق على عيد الفطر هذا الاسم لأن المسلمين يُفطِرون فيه بعد صيامهم لشهر رمضان المبارك الذي يُعتبَر فريضة وعبادة عظيمة يُبتغى بها وجه الله سبحانه وتعالى وطاعته إنّ لهذا العيد مجموعة من الآداب والسُنَن التي تتنوع بين الواجبة والمستحبة وتشمل الواجبات إخراج زكاة الفطر قبل أداء صلاة العيد وأما الأمور المستحبة فتشمل الاغتسال في ليلة العيد قبل صلاة العيد بفترة وكذلك إحياء هذه الليلة بالصلاة والدعاء والتسبيح وطلب المغفرة وأداء الأعمال التي تُقرب العباد من الله عز وجل في مثل هذه الليلة العظيمة.
أما صلاة العيد فهي سُنّة مؤكدة تتألف من ركعتين وتبدأ وقتها مع ارتفاع الشمس مقدار رمح بعد الشروق وتستمر حتى قبيل وقت الظهر وتتميز صلاة العيد بعدد من التكبيرات حيث يقوم الإمام في الركعة الأولى بعد تكبيرة الإحرام بسبع تكبيرات ويتبع ذلك في الركعة الثانية خمس تكبيرات بعد تكبيرة القيام ويُستحب للمصلي أثناء الفواصل بين التكبيرات أن يُردد “سبحان الله والحمد لله ولا إله إلا الله والله أكبر” كما أنّ من السُنَن المتعلقة بعيد الفطر بدء التكبيرات من بعد صلاة الفجر في يوم العيد والاستمرار بالتكبير حتى وقت الخروج لأداء الصلاة مما يُضفي على هذا اليوم أجواءً روحانية وطمأنينة في القلوب.
الحكمة والمعنى من وراء عيد الفطر
تختص أعياد المسلمين بخصوصية مميزة إذ تتصل بشكل وثيق بالعبادة والطاعة لله عز وجل وتتجلى فيها الإكثار من ذكر الله من خلال مظاهر التكبير في عيد الفطر وعيد الأضحى إضافة إلى إقامة صلاة العيد جماعة وتوزيع زكاة الفطر على المستحقين فهذه الأعياد ليست مجرد أحداث تقليدية أو مناسبات عابرة بل هي محطات متجددة يعيشها المسلم بروحه ووجدانه عبر مختلف مراحل حياته وتعبر عن القيم العميقة التي يغرسها الإسلام في حياة أتباعه.
يحمل العيد في الإسلام أبعادًا معنوية وروحية عميقة حيث يسود فيه شعور الفرح المتبادل وتتجسد فيه قيم الأخوة والإنسانية فخلال هذا اليوم تتقارب القلوب على المحبة والمودة ويجتمع المسلمون على الخير بعد فترات من الفُرقة فتتطهر النفوس من الغضب والحقد ليكون العيد مناسبة تعكس السلام الداخلي والتسامح ومن مظاهر الحكمة في هذا اليوم هو التذكير بحقوق الفقراء والمحتاجين حيث تعمل زكاة الفطر على تحقيق التوازن الاجتماعي فتشمل الفرحة كل أسرة ويعم الخير في المجتمع بأسره ما يؤكد مكانة صدقة الفطر كجزء محوري من هذه المناسبة.
يمثل العيد أيضًا فرصة كبيرة لتعزيز أواصر العلاقات الاجتماعية بين الأفراد فالنبي صلى الله عليه وسلم أمر بإظهار الفرح والسرور في هذا اليوم باعتباره شعيرة من شعائر الإسلام وهذا المفهوم يجسد روح الإسلام التي تمزج بين مظاهر العبادة الخالصة والفرح المشروع ليكون العيد شاهدًا على الشمولية التي يتميز بها الدين الإسلامي في جمعه بين الجانبين الروحي والمادي في حياة المسلم.
السنن والآداب المرتبطة بعيد الفطر
عيد الفطر من المناسبات الإسلامية التي تتزين بمجموعة من السنن والآداب التي يُستحب الالتزام بها لمن يسعى لنيل الأجر والثواب وتفاصيل هذه السنن جاءت كالتالي:
- التكبير.
- الغسل.
- الإفطار قبل الصلاة.
التكبير في عيد الفطر يُعد من السنن المستحبة التي تُبرز تعظيم الله سبحانه وتعالى ويكون بقول “الله أكبر الله أكبر” وهذه العبادة لا تقتصر على الصلوات فقط بل تمتد لفترة محددة تبدأ من غروب شمس ليلة العيد وتستمر حتى خروج الإمام إلى المصلى لأداء صلاة العيد ويتشارك في هذه العبادة الجميع من الرجال والنساء والكبار والصغار والغاية منها هي التعبير عن فرحة المسلمين بفضل الله عليهم بعد أن أتموا الصيام والعبادات في شهر رمضان المبارك.
الغُسل يوم العيد من السنن المؤكدة التي دعا إليها الإسلام لجميع المسلمين سواء كانوا صغارًا أو كبارًا حيث يُفضل أن يستحم المسلم قبل الذهاب إلى صلاة العيد وقد بيّن العلماء أن الغسل للعيد يكون مقبولًا حتى لو تم قبل الفجر بخلاف غسل الجمعة الذي ينبغي أن يكون بعد الفجر ومن الجميل أن يهتم المسلم بالنظافة الشخصية في هذا اليوم فيرتدي أفضل ما لديه من ثياب ويتعطر ويتسوك ليبدو في هيئة تليق بفرحة هذه المناسبة المباركة.
من الآداب المستحبّة في عيد الفطر أن يحرص المسلم على الإفطار قبل الخروج لصلاة العيد ويُفضل أن يكون إفطاره على تمرات كما فعل رسول الله صلى الله عليه وسلم حيث كان يتناول عددًا من التمرات قبل ذهابه للصلاة وفي ذلك حكمة تشير إلى الفرحة بالفطر بعد إتمام صيام رمضان والالتزام بالطاعة مما يهيئ النفس للاستمتاع بهذه الأجواء الروحية والجسدية الممزوجة بالفرحة والعبادة في يوم العيد.