يَحظى يوم الجمعة بمكانة عظيمة في الإسلام فهو يوم تُغمر فيه القلوب بالطمأنينة والسكينة وهو يوم اجتماع المسلمين في صلاة الجمعة والاستماع إلى الخطبة التي تحمل بين طياتها الموعظة والتذكير كما يُستحب الإكثار من الذكر والدعاء خلال هذا اليوم خاصةً في الساعات التي تُرجى فيها إجابة الدعوات.
ومن بين الأوقات الفاضلة التي يُنصح بها بالإلحاح في الدعاء الوقت الواقع بين العصر والمغرب لما جاء في الأحاديث النبوية من فضل هذا الوقت حيث يُستحب أن يرفع العبد كفّيه إلى السماء متضرعًا إلى ربه راجيًا رحمته وعفوه راجيًا تحقيق الأمنيات والاستجابة للدعوات فالدعاء في هذا اليوم من الأمور التي ينبغي على المسلم أن يتحراها لعلّها تكون ساعة إجابة تُحقق له الخير في الدنيا والآخرة.
- اللهم يا واسع العطاء يا من بيده خزائن السموات والأرض، يا رحيمًا بعباده يا قويًا لا يُقهر، اللهم ارزقني من فضلك الواسع رزقًا طيبًا مباركًا تغنيني به عن سؤال غيرك، اللهم اجعل لي نصيبًا من رزقك الحلال المبارك، وأسألك رضاك والجنة.
- اللهم قبل غروب شمس الجمعة، اللهم أسألك أن تُنير قلبه بالإيمان، وأن تكتب له الرزق والفرج، اللهم ارزقه ما يتمنى ووفّقه لما تحب وترضى، اللهم اجعل له من كل همٍ فرجًا ومن كل ضيقٍ مخرجًا، اللهم ارزقه سعادةً لا تزول، اللهم اجعل ما يتمناه قريبًا قبل أن تأذن شمس الجمعة بالغروب.
- اللهم اهدني فيمن هديت وعافني فيمن عافيت، وتولني فيمن توليت، وبارك لي فيما أعطيت، وقني شرَّ ما قضيت فإنك تقضي ولا يُقضى عليك، وإنه لا يذل من واليت تباركت ربنا وتعاليت.
أدعية مأثورة مكتوبة ليوم الجمعة
يوم الجمعة فيه ساعة يُستجاب فيها الدعاء، فينبغي على المسلم أن يتحرى هذه الساعة ويكثر من التضرع إلى الله، سائلًا إياه من فضله وواسع رحمته، فالله سبحانه وتعالى عطاؤه لا ينقطع وخزائنه لا تفنى، وهو القائل في كتابه الكريم:
{وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ} مما يدل على عظمة عبادة الدعاء وفضلها عند الله، فليس على العبد إلا أن يلجأ إلى مولاه ويرفع يديه بالدعاء والتضرع، ومن الأدعية المستحبة في هذا اليوم المبارك:
- اللهم يا حي يا قيوم يا ذا الجلال والإكرام، نسألك الهداية مع المهتدين والعافية مع المُعافين، ونسألك أن تصرف عنا السوء بقضائك الرحيم آمنا بكتابك الذي أنزلت ورسولك الذي أرسلت، فاغفر لنا ذنوبنا جميعًا ما تقدم منها وما تأخر وما أعلناه وما أخفيناه، فأنت القادر على كل شيء.
- اللهم بكرمك وجودك لا تحرمنا من سعة رحمتك، وأفض علينا بنعمك وعطائك، واغمرنا بعافيتك وفضلك ولا تجعل ذنوبنا حاجزًا يحول بيننا وبين رحمتك، ولا تؤاخذنا بتقصيرنا وأعنا على طاعتك ومرضاتك، برحمتك يا أرحم الراحمين.
- اللهم يا حي يا قيوم يا ذا الجلال والإكرام، أسألك باسمك الأعظم الذي إذا دُعيت به أجبت، وإذا رُجيت به أعطيت اجعلنا من عبادك المقبولين، وارفع درجتنا في الدنيا والآخرة ووفقنا لما تحب وترضى، واغفر لنا خطايانا وزلاتنا برحمتك وكرمك يا أكرم الأكرمين.
- اللهم اغفر لنا ذنوبنا وطهر قلوبنا، وعافنا في أبداننا وارزقنا البصيرة لنرى الحق ونتبعه، وألهمنا الصواب في أقوالنا وأفعالنا، واهدنا إلى سبيلك المستقيم.
- اللهم نسألك نعيمًا لا ينفد ولذة النظر إلى وجهك الكريم، ونسألك شوقًا إلى لقائك في غير ضراء مُضرة واجعل لنا مكانًا تحت ظلك يوم لا ظل إلا ظلك، وارزقنا الجنة بغير حساب ولا سابقة عذاب.
أدعية قصيرة يُرجى استجابتها في يوم الجمعة
- اللّهُم يا من تقول للشيء كن فيكون يا رحمن الدنيا ورحيم الآخرة، ارحمنا برحمتك التي وسعت السماوات والأرض، ولا تدع لنا ذنبًا إلا غفرته ولا همًا إلا فرجته.
- لا إله إلا أنت وحدك لا شريك لك، نؤمن بربوبيتك ونستعين بقدرتك سبحانك يا الله وبحمدك لا حول ولا قوة لنا إلا بك، أنت العلي العظيم.
- اللّهُم لك الحمد كما ينبغي لجلال وجهك وعظيم سلطانك، حمدًا دائمًا مباركًا ملء السماوات والأرض وما بينهما وما شئت من شيء بعد، لك الحمد على نعمك التي لا تعد ولا تحصى.
- يا الله نسألك ألا تحرمنا لذة النظر إلى وجهك الكريم يوم نلقاك، وألا تصرفنا عن رحمتك، فأنت أكرم الأكرمين وإن لم تغفر لنا وترحمنا فمن لنا سواك.
- يا ربنا لا هادي لمن أضللت، ولا مانع لما أعطيت ولا معطي لما منعت، ولا باسط لما قبضت بيدك الأمر كله وإليك يرجع الأمر كله، نسألك من فضلك العظيم.
- اللّهُم لك الحمد عدد ما خلقت، ولك الحمد عدد ما رزقت ولك الحمد حتى ترضى ولك الحمد بعد الرضا، نسألك حمدًا يملأ الميزان ويفوق كل عدد ويليق بعظمتك.
أدعية منسقة وجميلة ليوم الجمعة
أدعية منسقة وجميلة ليوم الجمعة يجب أن تدرك أن كل فجرٍ من يوم الجمعة المبارك يحمل معه فرصة عظيمة ففيه حبيبٌ لك ينتظر أن تصلي وتسلم عليه كما أن هناك ساعةً مباركةً تُرفع فيها الدعوات وقد تكون مستجابة وهناك قبرٌ مظلمٌ ينتظر أن تنيره بقراءتك لسورة الكهف وهذا اليوم العظيم يُضيئه نور أعمالك الصالحة.
اللهم اجعل هذا اليوم المبارك يومًا طيبًا ومليئًا بالخيرات لمن أحب يومًا تُستجاب فيه الدعوات وتُفتح فيه أبواب الرزق الواسع وافتح لهم بابًا من أبواب الجنة لا يُغلق واحشرهم مع نبيك المصطفى ﷺ.
يا رب.. لقد وعدت عبادك في يوم الجمعة بقبول الدعوات فأرفع إليك دعائي لمن هو قريبٌ إلى قلبي اللهم ارزقه ما يتمنى واملأ قلبه بالرضا والسكينة وكن له كما يحب ويتمنى اللهم امنحه ذلك قبل أن تغيب شمس هذا اليوم المبارك.
أسأل الله العظيم الذي رفع السماء بلا عمد أن يكون هو عونك وملجأك وأن يُفرّج عنك كل ضيق ويمنحك نورًا يضيء طريقك ويسخر لك الخير حيثما كنت ويصرف عنك كل سوء ويرزقك الفردوس الأعلى.
اللهم إن كان هناك من دعا لي بخير فأكرمه بجنتك وإن كان هناك من أساء إليّ أو ذكرني بما ليس فيّ فقد عفوت عنه وسامحته فأكرمه بعفوك واغفر له بكرمك ورحمتك يا كريم.
اللهم في هذا اليوم المبارك أسعد قلبًا نحبه وامحُ عنه كل هم وضيقة واغفر له برحمتك الواسعة وأكرمه بعفوك ورضوانك.
جعل الله صباح جمعتك نورًا وظهرها سرورًا وعصرها تفاؤلًا واستبشارًا ومغربها مغفرةً ورحمة.
الخصائص والفضائل الفريدة ليوم الجمعة
يوم الجمعة يتميّز بفضائل عظيمة وخصائص فريدة جعله الله سبحانه وتعالى بها مختلفًا عن سائر الأيام ومن أبرز هذه الخصائص:
- يُعدّ هذا اليوم بمثابة عيدٍ أسبوعيٍ للمسلمين ولذلك يُكره صيامه منفردًا حتى لا يكون مشابهًا لصيام أهل الديانات الأخرى كاليهود والنصارى.
- هو يوم المزيد الذي يتجلّى الله فيه لعباده المؤمنين في الجنة لينعموا برؤيته وذلك مصداقًا لقوله تعالى: (( وَلَدَيْنَا مَزِيدٌ )). صدق الله العظيم.
- يُعتبر أعظم أيام الأسبوع وأفضلها على الإطلاق فهو اليوم الذي شهد أول شروقٍ للشمس على هذه الدنيا.
- فيه ساعةٌ يُستجاب فيها الدعاء فإن دعا العبد ربَّه بصدقٍ وإخلاصٍ خلال هذه الساعة كتب الله له الإجابة.
- الأعمال الصالحة التي يؤديها المسلم في هذا اليوم يكون لها ثوابٌ مضاعفٌ وفضلٌ أعظمُ من غيرها.
- هو اليوم الذي تُبعث فيه الساعة كما ورد ذلك في السنّة النبوية وهو الحدث الأعظم الذي يترقبه البشر جميعًا.
- الذنوب والخطايا التي يقع فيها العبد تُكفَّر في هذا اليوم لمن كان من أهل الصلاة والتقوى وطاعة الله.
- كل خطوةٍ يخطوها المسلم مُتجهًا إلى المسجد لأداء صلاة الجمعة تُكتب له بها حسناتٌ وكلما زادت المسافة كان الأجر المترتب عليها أعظم.
- وفاة الشخص في يوم الجمعة أو في ليلته من علامات حسن الخاتمة التي يُكرم الله بها عباده إذ يُعصم من فتنة القبر.
- ما بين كل جمعتين يكون تكفيرٌ لما وقع بينهما من الذنوب بشرط اجتناب الكبائر كما دلت النصوص الشرعية على ذلك.
السنن والآداب المستحبة في يوم الجمعة
هناك مجموعة من الآداب والسُنن المُستحب التزام المسلم بها في يوم الجمعة، فقد كان النبي ﷺ يحرص عليها ويوصي بها لما فيها من الفضل العظيم، ومنها:
- المداومة على قراءة سورتي السجدة والإنسان في صلاة الفجر يوم الجمعة، فهي سنة ثابتة عن النبي ﷺ، وقد كان يواظب عليها لما تحويه من تذكيرٍ بأهوال يوم القيامة وأحوال العباد بعد البعث.
- الحرص على التبكير إلى المسجد لأداء صلاة الجمعة، فقد وردت أحاديث نبوية كثيرة تَحُث على هذا العمل وتبين فضله، فكلما بادر المسلم بالحضور كلما نال أجرًا أكبر واستفاد من روحانيات هذا اليوم المبارك.
- إكثار الصلاة على النبي ﷺ في هذا اليوم، فقد ورد أن من أعظم القربات التي تُرجى فيها الرحمة والمغفرة ورفعة الدرجات هي الإكثار من الصلاة والسلام على رسول الله ﷺ.
- اغتسال المسلم في صباح الجمعة من السُنن المؤكدة، فقد أَخبر النبي ﷺ بقوله: {إذا جاء أحدكم الجمعة فليغتسل}، وهذا يدل على أهمية النظافة والطهارة والاستعداد لصلاة الجماعة في هذا اليوم الفضيل.
- الاعتناء بالمظهر العام من خلال التطيب واستخدام السواك وارتداء أفضل الملابس، فقد كان النبي ﷺ يحرص على ذلك يوم الجمعة، وهذا يعكس مدى اهتمام الإسلام بجمال المظهر ونقاء الرائحة في هذا اليوم العظيم.
- المحافظة على قراءة سورة الكهف في يوم الجمعة، فقد ورد في فضلها العديد من الأحاديث التي تشير إلى أنها تكون نورًا لقارئها خلال الأسبوع وتحفظه من الفتن التي قد تواجهه.
- الإصغاء والإنصات إلى خطيب الجمعة بانتباه والاستفادة من خطبته، فالمقصد منها هو توجيه المسلم وتعليمه أمور دينه، ومن الضروري إعطاؤها الاهتمام الكامل دون انشغال أو تشويش.
- تجنب المرور بين صفوف المصلين أو تخطي رقاب الجالسين أثناء دخول المسجد، فقد ورد النهي عن هذا الفعل لما فيه من تضييق وإزعاج للآخرين.
- إذا أدى المسلم صلاة الجمعة ورغب في أداء صلاة النافلة بعدها، فمن الأفضل له أن يصلي أربع ركعات في المسجد بعد الانتهاء من الأذكار الواردة، فقد ورد عن النبي ﷺ أنه أوصى الصحابة بذلك، لكونها من الأعمال المستحبة التي تعود عليهم بالخير والبركة.
