الدُّعَاء للمريض يُعدّ من أفضل الأعمال التي يَستطيع الشخص تقديمها لمن يُحب لما يتضمنه من توجُّه خالص إلى الله سبحانه وتعالى واحتساب الأجر منه وطلب العفو والشفاء للمريض فالمَرض يحمل بين طياته حِكم عديدة وفوائد كامنة لمن يصبر عليه ويحتسبه عند الله وقد أشار نبينا الكريم محمد صلى الله عليه وسلم إلى قيمة الصبر على الابتلاءات بما فيها الأمراض لذلك فمن الواجب على المريض أن يثق تمامًا أن المرض اختبارٌ وبلاءٌ من الله لصالحه في الدنيا والآخرة وفيما يلي نعرض مجموعة من الأدعية التي يُمكن الدعاء بها لطلب الشفاء للمريض مع رحمة الله وغفرانه:
- الدعاء للمريض مع ذكر اسمه: بِسم الله أُرقي (اسم الشخص) من كل ما يُؤذيه ومن شر كل نفس أو عين حاسدة اللهم ربّنا الذي في السماء عرشُه تقدم اسمك وسَعَت رحمتك كل شيء اجعل أمرك نافذًا في السماء والأرض كما هو في السماء أنزل من لطف رحمتك وبركاتك واغفر لنا ذنوبنا واسعف حاجاتنا فأنت صاحب العطاء والشفاء أَسبغ رحمتك عليه واشفه شفاءًا تامًا يُزيل ما أصابه ويُريح قلبه وجسده.
- الدعاء بالشفاء لمريضة أنثى: اللهم يا شافي الأسقام ويا رَافع الضر والألم نجِها من كُل ما يُصيب جسدها واشفها شفاءًا لا تترك فيه سقماً يا رب الناس ومُخرج الكرب أنت الطبيب الذي ليس بعجزك مَرَض يا أرحم الراحمين إن ضَعُف البدن وتقاعست أدوية الأرض فأنت من لا تَعجِز عن شيء ارزقها عافية تامة تُريح جسدها ونفْسها وتَمنحها السلام والرضا يا أكرم الأكرمين.
- الدعاء في ظهر الغيب لشفاء المريض: اللهم اشفِ وعافِ عبدك واجعل تضرّعي دعاءً يَصل لرَحمتك ويمدّه برضا عطائك اللهم أنت الملاذ الذي نَتوجّه إليه يا من لا ملجأ ولا منجا إلا إليه يا شفاء القلوب ونور الأبدان البسه ثوب العافية الذي لا يُخلَع أبدًا عاجلًا غير آجل واجعل ما أصابه من بلاء سببًا في محو ذنوبه وارتفاع درجته في جنات الخلد يا أرحم الراحمين.
أدعية مُستجابة للشفاء العاجل
الدعاء يُعَد من أعظم وأهم الوسائل التي تُغيِّر القدر بإرادة الله سبحانه وتعالى والمريض قد يكون في ابتلائه خيرٌ كبيرٌ وبركةٌ من الله ويُرزق بالشفاء بفضل الله وحده وببركة التوجه إليه بالدعاء لهذا فإن التوسل والابتهال إلى الله بالأدعية المأثورة والمباركة أمرٌ ينبغي للإنسان أن يداوم عليه بصبر وإخلاص دون فتور مهما كانت الظروف والأحوال فإن كان لديكم أحد من أحبّتكم يُعاني من المرض أو كنتم ترجون من الله شفاءً قريبًا له فاللجوء إلى الخالق بالدعاء الصادق واليقين برحمته يُعَد من أعظم أسباب الشفاء وفيما يلي أدعية مأثورة للشفاء العاجل التي يمكن أن تلهج بها قلوبكم بكل يقين وأمل بالله عز وجل:
- اللّهُم يا واسع الرحمة ويا مَن أحاطت قدرتك بكل شيء نشهدك بأسمائك الحسنى وصفاتك العليا أن تمنّ علينا وعلى جميع مرضانا بالشفاء الكامل والعاجل اجعل كل ألم وجعله هدوء وسكينة وكل مرض وابعده عنا برحمتك وألبس أجسادنا عافية لا تنقطع اللهم اشفِنا شفاءً لا يغادر سقمًا ولا يبقي أثرًا يا رب العالمين اشفع لنا برحمتك وأحيينا بالصحة والعافية التي تأتي من لدنك وحدك يا أكرم الأكرمين.
- لا إله إلّا الله ذو الجلال والإكرام لا إله إلّا الله العظيم الحليم لا إله إلّا الله رب السماوات السبع ورب الأرضين رب العرش العظيم ليس له شريكٌ وهو القوي القدير الحمد لله في كل حالٍ وشكرًا له في كل نعمةٍ الحمد لله الذي بيده الخير كله وإليه المصير سبحان الله يا من إذا أراد شيئًا قال له كن فيكون ولا حول ولا قوة إلا بالله العليّ العظيم.
- اللهم يا ذا الجلال والإكرام اجعل عافيتنا قريبة وسلامتنا مستدامة أذْهِبْ عنّا وعن مرضانا كل ألم أنت الشافي الذي إذا أراد شفاءً جعل العليلَ معافى اشفِنا واشفِ مرضانا برحمتك اللهم أعطِ أجسامنا القوة التي نستعين بها على طاعتك وابعِد عنّا السقَم والتعب بقوتك التي لا تُهزم أسألك باسمك الأعظم ولطفك العظيم أن تجعل كل مريض يلبس ثوب العافية يا من لا مفر ولا ملتجأ لنا إلا إليه وحده.
- اللّهُم نسألك باسمك الذي إذا دُعِيت به أجبت وإذا سُئلت به أعطيت أن تشفيَ مرضانا شفاءً لا يُبقي أثرًا ولا يتبعه سقَم اللهم قُمْ على شؤونهم وأزل الوجع عنهم واجعل في أهليهم طمأنينة وفرحًا يا من تجيب دعوة المضطر إذا دعاك وتكشف السوء برحمتك اللهم أكرمنا جميعًا بثوب الصحة والعافية واجعله ملازمًا لنا اللّهم نرجوك متضرعين أن تجعل كل لحظة نمر بها قربًا منك ورحمةً نستنير بها اللهم واشفنا واشف جميع المسلمين يا رب العالمين.
أدعية قصيرة لشفاء المريض
- اللَّهُمَّ إنا ندعوك بقلوبٍ مملوءة بالإيمان أن تكرم عبدك بشفائك الشامل وتعيده إلينا سالمًا معافى من كل أوجاع وابتلاءات يا أكرم الأكرمين ونسألك يا أرحم الراحمين الشفاء العاجل لكل مريضٍ من المسلمين وأن تكون لهم العون والملجأ في كل حين لأنك أنت القادر على كل شيء.
- اللَّهُمَّ يا واسع اللطف وعظيم الفضل وسترُك الذي لا يُضاهى أسألك أن تفيض عليه بالشفاء وتجعل عمره ممتدًا بالطاعة والصحة والعافية وأن ترضى عنه في الدنيا والآخرة وتشمله بواسع رحمتك وكريم عطائك يا أكرم المعطين ويا أرحم الراحمين.
- اللَّهُمَّ نسألك أن تلبسه ثوب الصحة والعافية الذي لا يزول أبدًا وأن تُعجل له بالشفاء غير الآجل وتجعل مرضه سببًا لتطهيره وتقربه إليك يا صاحب الفضل العظيم ويا أرحم من يُرحم.
- يا رب العرش العظيم أذهب عنه كل بأس وامنحه الشفاء الكامل لأنك أنت وحدك الشافي الذي ليس كمثله أحد ولا شفاء إلا شفاؤك الذي يزيل كل داء ويخفف كل ألم ونسألك أن تجعل جسده قويًا معافى وصحته دائمة في خير دائم لا ينقطع.
أهمية المرض والحكمة الإلهية منه
الابتلاء بالمرض يُعد من التجارب التي يمر بها الإنسان في حياته والتي تشتمل على العديد من المعاني العميقة والأهداف الإلهية فالمرض ليس مجرد حالة عارضة بل يُعتبر وسيلة للتعلم والتهذيب وتوجيه النفس البشرية نحو معاني أسمى ودروس أعمق وفيما يلي بيان للأهمية والحكمة من هذا الابتلاء.
المرض وسيلة لتهذيب النفس وتقريبها من الله
عندما يُصاب الإنسان بالمرض فإنه يصبح أكثر استشعارًا لضعفه وحاجته إلى الله سبحانه وتعالى ويبدأ في مراجعة نفسه وإعادة النظر في أفعاله وهفواته فالمرض يخلق بيئة من الصفاء الداخلي تُعزز من تهذيب النفس وتنقيتها من الشوائب وقد قال النبي الكريم صلى الله عليه وسلم: “ما يصيب المؤمن من وصبٍ ولا همّ ولا حزنٍ ولا أذى حتى الشّوكة يُشاكها إلا كفّر الله بها من خطاياه” مما يدل على أن المرض قد يكون وسيلة لتكفير الذنوب والارتقاء بالنفس إلى مراتب أعلى من الإيمان.
تعزيز الارتباط بين العبد وربه
المرض يجعل العبد أكثر تعلقًا بربه سبحانه وتعالى ففي أوقات الشدة يلجأ الإنسان لله بالدعاء بإخلاص القلب متيقنًا أن الشفاء بيده وحده وهذا الابتلاء قد يكون تذكيرًا من الله لعبده الذي ربما شُغل في أمور دنيوية أو وقع في المعاصي ليكون المرض بمثابة دعوة لطريق التوبة وقدرة الله على الإجابة لا حدود لها فإن صدق العبد في توبته وتعلقه بربه وجد من رحمته وعونه ما يبشر نفسه بالأمل والتغيير.
تعليم الصبر وانتظار الفرج
المحنة بالمرض تُعلّم الإنسان قيمة الانتظار والثقة بأن الفرج آت بإذن الله فالمرض يُمنح الإنسان فرصة للالتفات إلى ربّه في لحظات العجز عن الحلول المادية وانتظار الفرج يُعد نوعًا من العبادة كما ورد في قوله تعالى: “إن مع العسر يُسرًا” فالإنسان قد يصل إلى قناعة بأن كل باب مغلق من الأسباب الدنيوية يظل مفتوحًا عند الله القادر على تغيير الأحوال في أي لحظة مما يُثري قلبه بالصبر والدعاء واليقين.
اختبار وإعداد للمكافآت الآخرة
التجارب الصعبة المتعلقة بالمرض قد تكون وسيلة لتذكير الإنسان بأن الجزاء الأعظم يكمن في الآخرة فهذا الابتلاء اختبار للصبر والإيمان ومن يتحلى بالصبر والرضا بما كتبه الله ينال الجزاء الأعظم في الجنة فتعاليم الدين الإسلامي تُبشر أصحاب الابتلاءات بالخير والثواب العظيم وتُعلّمهم أن ما يمرون به في حياتهم الدنيا لا يتعدى كونه مرحلة عابرة مقابل نعيم الآخرة الذي وُعد به الله الصابرين على محنهم ليكون المرض فرصة للاحتساب والطاعة.
فوائد متنوعة للمرض
للابتلاء بالمرض فوائد جليلة تحمل بين طياتها حِكمًا عظيمة تمنح الإنسان فرصة للتأمل والتقرب من الله سبحانه وتعالى ومن أبرز هذه الفوائد:
- تكفير الذنوب حيث إن بعض العباد يكون لهم عند الله قدر عظيم ومنزلة عالية في الجنة ولكنهم قد لا يصلون إليها بأعمالهم وحدها فيبتليهم الله بالمرض ليكون وسيلةً لرفع درجاتهم وتطهيرهم من الخطايا فيجعلهم أهلًا لتلك المكانة الرفيعة ويجعل من معاناتهم في الدنيا وسيلة لدخول الجنة والخلود فيها بفضل رحمته وكرمه.
- المرض هو شكل من أشكال الإحسان والرحمة الإلهية بعباده لأن الله عز وجل لم يخلق البشر ليعذبهم أو ليشق عليهم بل خلقهم برحمة وفضل عظيمين ورحمته سبحانه وتعالى أوسع من كل شيء وقد يكون المرض وسيلة لاستشعار هذه الرحمة وفرصة عظيمة للعودة إلى الله والاستزادة من الطاعات والتقرب إليه بالدعاء والرجاء.
- اختبار الصبر فالمرض أحد الوسائل التي يختبر الله بها صدق إيمان العباد وقوة تحملهم لما قدره عليهم وهذا الاختبار يظهر من خلال صبرهم وثباتهم فالله إذا أحب عبدًا ابتلاه ليقيس مدى رضاه بقدرته وحكمته والصبر على البلاء يكون سببًا للبركة والرضا في الدنيا والآخرة بينما الجزع والسخط قد يجلبان التعاسة والضيق فالتأمل في حكمة الله والبصيرة بحكمته يرسخان الرضا بما كتبه الله للعبد.
- من الفوائد أيضًا حلاوة اللذة والسعادة التي تأتي لاحقًا فعندما يتحمل المؤمن مرارة الألم والمعاناة في الدنيا فإن الله يبدله في الآخرة بلذة لا تضاهيها لذة وسعادة دائمة لا تنتهي ففي حكمة الله يكون الألم طريقًا للفرحة والنعيم المقيم في جنات الخلد التي وعد بها المؤمنين.